تفسير ابن سيرين – الكتاب الأصلي كامل – تفسير الأحلام الكبير

الباب الأول : رؤيا العبد نفسه بين يدي الله عز وجل
الباب الثاني : في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموما ورؤيا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا
الباب الثالث : رؤيا الملائكة عليهم السلام
الباب الرابع : رؤيا الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم
الباب الخامس : رؤيا سور القرآن الكريم
الباب السادس : رؤيا الإسلام
الباب السابع : رؤيا السلام والمصافحة
الباب التامن : رؤيا الطهارة
الباب التاسع : رؤيا الأذان والإقامة
الباب العاشر : رؤيا الصلاة وأركانها
الباب الحادي عشر : رؤيا المسجد والمحراب ومجالس الذكر
الباب الثاني عشر : رويا الزكاة والصدقة والإطعام وزكاة الفطر
الباب الثالث عشر : رؤيا الصوم والفطر
الباب الرابع عشر : رؤيا الحج و العمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وما يتصل به والأضاحي والقربانات
الباب الخامس عشر : رؤيا الجهاد
الباب السادس عشر : رؤيا الموت والموات والمقابر والكفان وما يتصل به من البكاء والنوح وغير ذلك
الباب السابع عشر : رؤيا القيامة والحساب والميزان والصحائف والصراط وما يتصل بذلك
الباب الثامن عشر : رؤيا جهنم نعوذ بالله تعالى منها
الباب التاسع عشر : رؤيا الجنة وخزنتها وحورها وقصورها وأنهارها وثمارها
الباب العشرون : رؤيا الجن والشياطين
الباب الحادي والعشرون : رؤيا الناس الشيخ منهم والشاب والفتاة والعجوز والأطفال والمعروف والمجهول
الباب الثاني والعشرون : رؤيا اختلاف الإنسان وأعضائه واحدا واحدا على الترتيب
الباب الثالث والعشرون : رؤيا الأشياء الخارجة من الإنسان وسائر الحيوان من المياه والألبان والدماء وما يتصل بذلك من الأصوات والصفات
الباب الرابع والعشرون : رؤيا أصوات الحيوانات وكلامها
الباب الخامس والعشرون : رؤيا الأمراض والأوجاع والعاهات التي تبدو على أعضاء الإنسان
الباب السادس والعشرون : رؤيا المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد
الباب السابع والعشرون : رؤيا الأطعمة والحلوى واللحمان وما يتصل به من القدر والمائدة والسفرة والقصاع والمعرفة والاثفية
الباب الثامن والعشرون : رؤيا مجالس الخمر وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبه والضيافة والدعوات
الباب التاسع والعشرون : رؤيا الكساوي واختلاف ألوانها وأجناسها
الباب الثلاثون : رؤيا السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم
الباب الحادي والثلاثون : رؤيا الحرب وحالتها والأسلحة وآلتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك
الباب الثاني والثلاثون : رؤيا الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة
الباب الثالث والثلاثون : رؤيا الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام
الباب الرابع و الثلاثون : رؤيا الوحش والسباع
الباب الخامس والثلاثون : رؤيا الطيور الوحشية والأهلية والمائية وسائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه
الباب السادس والثلاثون : رؤيا أدوات الصيد والشباك والفخاخ والشصوص والمصايد وقوس البندق
الباب السابع والثلاثون : رؤيا الهوام والحشرات ودواب الأرض
الباب الثامن والثلاثون : رؤيا السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والحساب والبرد والثلج والجمد
الباب التاسع والثلاثون : رؤيا الأرض وجبالها وترابها وبلادها وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها و سجونها و بیوتها و کنائسها و بیوت نیرانها و نواويسها و ما أشبه ذلك
الباب الأربعون : رؤيا الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها
الباب الحادي والأربعون : رؤيا البحر وأحواله والسفينة والغرق والأنهار والآبار والمياه وظروفها من الدلاء والخوابي والجرار والكيزان
الباب الثاني والأربعون في رؤيا النار وأدواتها من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك
الباب الثالث والأربعون في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل البستان والكرم والربيع.
الباب الرابع والاربعون في الحبوب والزروع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباهها وما شاكلها
الباب الخامس والأربعون في القلم والدواة والنقش والمداد والورق والكتابة والشعر وما اشبهه
الباب السادس والأربعون في الصنم وأهل الملل الزائغة والردة وما أشبه ذلك
الباب السابع والأربعون في البسط والفرش والسرادقات والفساطيط والاسرة والشراع والستور وما أشبهها
الباب الثامن والأربعون في أوقات الركبان والفرسان مثل السرج والاكاف والمركب واللجام والثغر واللبب والسوط والرحالة والحزام الزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية والهو دج
الباب التاسع والأربعون في أثاث البيت وأدواته وأمتعته وأدوات الصناع سوى ما تضمن ذكره الأبواب المتقدمة والغزل والحبال وفتلها
الباب الخمسون في النوم والاستلقاء على القفا والانتباه والعجوز والمرأة والجارية
الباب الحادي والخمسون في العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الانسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار
الباب الثاني والخمسون في ذكر أنواع من البلايا من اليأس واليتم والوجع والكد والفزع والعثور والعبوس والعري والعزل والطرد والسرقة والسفه والذله والخسران والخيانه والحبس والحمل الثقيل والبؤس أو الطغيان والضلالة
الباب الثالث والخمسون في بعض الاضداد كالصعود والهبوط والبخل والانفاق والهبة واللجاجة والمصالحة والكبر والتواضع والكذب والصدق والفقر والغنى والخوف والأمن والغم والفرح والجحود والاقرار والاحسان والاساءة والذنب والتوبة
الباب الرابع والخمسون في النكاح وما يتصل به من المباشرة والطلاق والغيرة والسمن وشراء الجارية والزنا واللواط والجمع بين الناس بالفساد وتشبه المرأة بالرجل والتخنث ونظر الفرج
الباب الخامس والخمسون في السفر والقفز والمشي والوثوب والهرولة والقصد في المشي والغيبة في الأرض والطيران والركوب والرجوع من السفر
الباب السادس والخمسون في أنواع المعاملات الجارية بين الناس كالبيع والرهن والاجارة والشركة والوديعة والعارية والقرض والضمان والكفالة وقضاء الدين واداء الحق والامهال
3الباب السابع والخمسون في رؤيا المنازعات والمخاصمات وما يتصل بها من البغي والبغض والتهدد والجور والحسد والخداع والخصومة والنقب والرفس والضرب والخدش والرضخ والرجم والسب والسخرية والصفع والعداوة والغيبة والغيظ والغلبة واللطم والمقارعة والمصارعة والذبح
الباب الثامن والخمسون في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضا
الباب التاسع والخمسون في ذكر حكايات مسندة في رؤيا بعض الصالحين لبعض رضي الله عنهم
المقدمة : حول الرؤيا والتعبير وقواعد التعبير
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أجل المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الكرام المنتخبين.
اعلم وفقك الله أن مما يحتاج إليه المبتدئ أن يعلم أن جميع ما يرى في المنام على قسمين : قسم من الله تعالى وقسم من الشيطان» لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الرؤيا من الله والحلم من الشيطان” والمضاف إلى الله تعالى من ذلك هو الصالح» وإن كان جميعه أي الرؤى الصادقة وغيرها خلقا لله تعالى» وأن الصالح من ذلك هو الصادق الذي جاء بالبشارة والنذارةء وهو الذي قدره النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
وأن الكافرين وفساق المؤمنين قد يرون الرؤيا الصادقة» وأن المكروه من المنامات هو الذي
يضاف إلى الشيطان» والذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتمانه والتفل عن يساره ووعد
فاعل ذلك أنها لا تضره» وأن ذلك المكروه ما كان ترويعا أو تحزينا باطلا أو حلما يؤدي إلى
الفتنة والخديعة والغيرة دون التحذير من الذنوب والتنبيه على الغفلات والزجر عن الأعمال
المهلكات» إذ لا يليق ذلك بالشيطان الآمر بالفحشاء وإنما إضافة أباطيل الأحلام إلى الشيطان
على أنه هو الداعي إليهاء وأن الله سبحانه هو الخالق لجميع ما يرى في المنام من خير أو شر وإن الاحتلام الموجب للغسل مضاف إلى الشيطان» وكذلك ما تراءى من حديث النفس وآمالها وتخاويفها وأحزانها مما لا حكمة فيه تدل على ما يؤول أمر رائيه إليه وكذلك ما يغشى قلب
النائم الممتلئ من الطعام أو الخالي منه كالذي يصيبه عن ذلك في اليقظة إذ لادلالة منه ولا
فائدة فيه وليس للطبع فيه صنع ولا للطعام فيه حكم ولا للشيطان مع ما يضاف إليه منه خلق
وإنما ذلك خلق الله سبحانه قد أجرى العادة أن يخلق الرؤيا الصادقة عند حضور الملك الموكل بها فتضاف بذلك إليهء وأن الله تعالى يخلق أباطيل الأحلام عند حضور الشيطان فتضاف بذلك إليه وأن الكاذب على منامه مفتر على الله عز وجل وأن الراني لا ينبغي له أن يقص رؤياه إلا على عالم أو ناصح أوذي رأي من أهله كما روي في بعض الخبر.
وأن العابر يستحب له عند سماع الرؤيا من رائيهاء وعند إمساكه عن تأويلها لكراهتها ولقصور معرفته عن معرفتهاء أن يقول “خير لك وشر لأعدائك خير تؤتاه وشر تتوقاه”› هذا إذا ظن أن الرؤيا تخص الرائي. وإن ظن أن الرؤيا للعالم قال “خير لنا وشر لعدوناء خير نوتاه وشر نتوقاه» والخير لنا والشر لعدونا”.
وأن عبارة الرؤيا بالغدوات أحسن» لحضور فهم عابرها وتذكار رائيهاء لأن الفهم أوجد ما يكون عند الغدوات من قبل افتراقه في همومه ومطالبهء» مع قول النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم بارك لأمتي في بكورها”
وأن العبارة قياس واعتبار وتشبيه وظن» لا يعتبر بها ولا يختلف على عينهاء إلا أن يظهر في اليقظة صدقها أو يرى برهانها. وأن التأويل بالمعنى أو باشتقاق الأسماء وأن العابر لا ينبغي له أن يستعين على عبارته بزاجر في اليقظة يزجره ولا يعول عند ذلك بسمعه ولا بحساب المنجمين يحسبه»ء وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمثل به في المنام شيطان» وأن من رآه فقد رآه حقاء وأن الميت في دار حق فما قاله في المنام فحق» ما سلم من الفتنة والغرة» وكذلك الطفل الذي لا يعرف الكذب» وكذلك الدواب وسائر الحيوان الأعجم إذا تكلم فقوله حق. وكلام ما
لا يتكلم آية وأعجوبة. وكل كذاب في اليقظة كالمنجم والكاهن› فكذلك قوله في المنام كذب. وأن الجنب والسكران ومن غفل من الجواري والغلمان قد تصدق رؤياهم في بعض الأحيانء وإن تسلط الشيطان عليهم بالأحلام في سائر الزمان. وأن الكذاب في أحاديث اليقظة قد يكذب عامة رؤياه» وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا.
وأن العابر لا یضع يده من الرؤيا إلا على ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة أو تنبيه أو منفعة في الدنيا والآخرة» ويطرح ما سوى ذلك لئلا يكون ضغتا أو حشوا مضافا إلى الشيطان. وأن العابر يحتاج إلى اعتبار القرآن وأمثاله ومعانیه وواضحه» کقوله تعالی في الحبل: إواعتصموا بحبل الله جميعا) (آل عمران 103). وقوله في صفات النساء: إبيض مكنون)(الصافات 49). وقوله في المنافقين: إكأنهم خشب مسندة] (المنافقون 4). وقوله: [إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها](النمل 34). وقوله: إإن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)(الأنفال 19). وقوله: [أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) (الحجرات 12).
وأنه أيضا يحتاج إلى معرفة أمثال الآنبياء والحكماء» وآنه يحتاج أيضا إلى اعتبار أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمثاله في التأويل كقوله: “خمس فواسق” وذكر الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور» وقوله في النساء: “إياك والقوارير” وقوله في المرأة “خلقت من ضلع.” 4
ويحتاج العابر أيضا إلى الأمثال المبتذلة كقول إبراهيم عليه السلام لإسماعيل: “غير أسكفة الباب” أي طلق زوجتك» وقول المسيح عليه السلام وقد دخل على مومسة يعظها: “إنما يدخل الطبيب على المريض” يعني بالطبيب العالم وبالمريض المذنب الجاهلء وقول لقمان لابنه: “بذل فراشك” يعني زوجتك» وقول أبي هريرةء حين سمع قائلا يقول “”خرج الدجال”» فقال: “كذبة كذبها الصباغون” يعني الكذابين.
وآنه محتاج مع الرجز والشعر إلى اعتبار معانيه ليقوى بذلك على معاني أمثال المنام كقول الشاعر:
وداع دعاني للندى وزجاجة تحسيتها لم يعن ماء ولا خمرا يعني بالداعي دعوة الغناءء وبالزجاجة فم المرأة
وكقول الآخر:
ليس للنرجس عهد إنما العهد للآاس
وكقول الآخر:
أنت ورد وبقاء ال ورد شهر لا شهور
وهواي الآس و الآس على الدهر صبور
فينسبه بذلك إلى قلة بقاء الورد والنرجس» ودوام الآس وبقائهء ويتأول ذلك بذلك في الرؤيا إذا جاء فيها.
وآنه محتاج إلى اشتقاق اللغة ومعاني الأسماءء كالكفر أصله التغطية» والمغفرة أصلها السترء والظلم وضع الشيء في غير موضعه» والفسق الخروج والبروز» ونحو ذلك.
وأنه محتاج إلى إصلاح حاله وطعامه وشرابه وإخلاصه في أعماله ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير.
وأن الرؤيا الصادقة قسمان: قسم مفسر ظاهر لا يحتاج إلى تعبير ولا تفسير» وقسم مكني مضمر تودع فيه الحكمة في جواهر مرئياته. وما كان له طبع في الصيف وطبع في الشتاءء عبر عنه في كل حين يرى فيه بطبع وقته وجوهره وعادته في ذلك الوقت» كالشجر والثمر والبحر والنار والملابس والمساكن والحيات والعقارب. وما كان له طبع بالليل وطبع بالنهارء عبر عنه في رؤيا الليل بطبعه وفي رؤيا النهار بعادتهء كالشمس والقمر والكواكب والسرج والنور والظلمة والقنافذ والخفاش› وأمثال ذلك.
ومن كانت له في الناس عادةء لازمته من المرئيات في سائر الأزمان» أو في وقت منها دون وقت» ترك فيها عادته التي عوده ربه تعالى كالذي اعتاد أكل اللحم في المنام: أكله. وإذا رأى الدراهم دخلت عليه واستفاد مثلها في اليقظة» وإذا رأى الأمطار رآها في اليقظة. أو يكون عادته في ذلك وفي غيره على ضده خلاف ما في الأصول.
وكل ماله في الرؤيا وجهان وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر» أعطى لرائيه من الصالحين أحسن وجهيه»ء وأعطى لرائيه من الطالحين أقبحهما. وإن كان ذلك المرئي ذا وجوه كثيرة متلونة متضادة متنافية مختلفة» لم يصر إلى وجه منها دون سائرها إلا بزيادة شاهدء وقيام دليل من ضمير الرائي في المنام» أو من دليل المكان الذي رأى نفسه فيه.
وأن الرؤيا تأتي على ما مضى وخلا وفرط وانقضى,» فتذكر عنه بغفلة عن الشكر قد سلفت» أو بمعصية فيه قد فرطت» أو بتباعة منه قد بقيت» أو بتوبة منه قد تأخرت. وقد تأتي عما الإنسان فيه. وقد تأاتي عن المستقبلء فتخبر عما سيأتي من خير أو شر كالموت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء.
وأن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الجدود والحظوظء وإن تساووا في الرؤيا فلا يجيد تعبير ذلك المرئني الذي يتفقون في رؤيته في المنام. إلا واسع المعاني متصرف الوجوه» كالرمانة ربما كانت للسلطان كورة يملكهاء أو مدينة يلي عليهاء يكون قشرها جدارها أو سورهاء وحبها أهلها؛ وتكون للتاجر داره التي فيها أهله» أو حمامهء أو فندقه» أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماءء أو دكانه العامر بالناس» أو كتابه المملوء بالغلمان» أو كيسه الذي فيه دراهمه ودنانيره؛ وقد تكون للعالم أو للعابد الناسك كتابه ومصحفه» وقشرها أوراقه» وحبها كتابه الذي به صلاحه؛ وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالهاء أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افتضاضها؛ وقد تكون للحامل ابنة محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها؛ وربما كانت في مقادير الأموال بيت مال السلطان وبدرة للعمالء وألف دينار لأهل اليسارء ومائة دينار للتجار» وعشرة للمتوسط, ودرهما للفقير» وخروبة للمسكين» أو رغيف خبز أو مدا من الطعام» أو رمانة كما رآهاء لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار والنظر والقياس في الأمثال المضروبة للناس على الأقدار والأجناس. وما كان من الشجرة ذات السيقان والشعب والمعرفة بالفريقين» فأكرمها عرب وما كان منها لا ساق لها كاليقطين ونحوه» فهو من العجم» أو من لا حسب لهء كالمطروح والحميل واللقيط. وبذلك
يوصل إلى فوائد الزوائد وعوائدها. وربما رأى الإنسان الشيء فعاد تأويله إلى شقيقه أو ربيبه أو سميه أو نسيبه أو صديقه أو جاره أو شبيهه في فن من الفنون. وإنما يشرك بين الناس في الرؤيا بوجهين من هذه الأسباب» كمن يتفق معه في النسب الواحد كشقيقه لاشتراكه معه في الأبوة والنسب والبطن» وكسميه وجاره ونظيره. فلا تصح الشركة إلا بوجهين فصاعدا. وليس تنقل الرؤيا أبدا برأسها عمن رئيت له إلا أن تليق به معانيهاء ولا يمكن أن ينال مثله موجبها ولا أن ينزل به دليلها أو يكون شريكه فيها أحق بها منه بدليل يرى عليه وشاهد في اليقظة والنظر يزيد عليه» كدلالة الموت لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكون سليم الجسم في اليقظة وشريكه مريضاء فيكون لمرضه أولى بها منه لدنوه من الموت واث شتراکه معه في التأویل.
فلذلك يحتاج العابر إلى أن يكون كما وصف أديبا ذكيا فطنا نقيا تقيا عارفا بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم» يراعي ما تتبدل مرائيه» وتتغير فيه عبارته» عند الشتاء إذا ارتحل» ومع الصيف إذا دخل» عارفا بالأزمنة وأمطارهاء ونفعها ومضارهاء وبأوقات ركوب البحار وأوقات ارتجاجهاء وعادة البلدان وأهلهاء وخواصهاء وما يناسب كل بلدة منها وما يجيء من ناحيتهاء كقول القتيبي في “الجاورس” ربما دل على قدوم غائب من اليمن› لأن شطر اسمه جا والورس لا يكون إلا من اليمن”٠ عارفا بتفصيل المنامات الخاصية من العامية فيما يراه الإنسان من المرئيات التي تجمع العالم والخلق في نفعها كالسماء والشمس والقمر والكواكب والمطر والريح والجوامع والرحاب» فما رآه في منامه من هذه الأشياءء خاليا فيه مستبدا به أو رآه في بیته فهو له في خاصیته.
وقد قالت القدماء من غلبت عليه السوداء رأى الأحداث والسواد والأهوال والأفزاع» وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والدم والمعصفر» وإن غلب عليه البلغم رأى البياض والمياه والانداء والأمواج» وإن غلب عليه الدم رأى الشراب والرياحين والعزف والصفق والمزامير.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الرؤيا ثلاثة فرؤيا بشرى من الله تعالى ورؤيا من الشيطانء ورؤيا يحدث بها الإنسان نفسه فيراها” . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ذهبت النبوة وبقيت يت المبشرات”٠ وقد قال بعض المفسرين في قوله عز وجل إلهم البشرى في الحياة اللنيا)(يونس 4) قال : هي الرؤيا الصالحة. وقيل : إن العبد إذا نام وهو ساجدء يقول ربنا عز وجل “انظروا إلى عبدي» روحه عندي وجسده» في طاعتي”. وروي عن آبي الدرداء قال : “إذا نام الرجل عرج بروحه إلى السماء حتى يؤتى بها العرش» فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود وإن كان جنبا لم يؤذن لها في السجود”.
وقد اختلف الناس في النفس والروح فقال بعضهم : هما شيء واحد مسمی باسمین» كما يقال إنسان ورجل. وهما الدم أو متصلان بالدم» يبطلان بذهابه. والدليل على ذلك أن الميت لا يفقد من جسمه إلا دمه» واحتجوا لذلك أيضا من اللغة بقول العرب نفست المرأةء إذا حاضت»› ونفست من النفس» وبقولهم للمرأة عند ولادتها نفساءء لسيلان النفس وهو الدم» وربما لم يزل جاريا على ألسنة الناس من قولهم سالت نفسه إذا مات. قال أوس بن حجر :
نبنت أن بنى سحيم أدخلوا أبياتهم تامور نفس المنذر
والتامور : الدم. أراد : قتلوه» فأضاف الدم إلى النفس لاتصالها به.
وقال آخرون : هما شيئان فالروح باردة والنفس حارة. ولهذا النفخ يكون من الروح ولذلك تراه باردا بخلاف النفس من النفس فإنه سخين. وسمت العرب النفخ روحا لأنه من الروح. يكون على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان متصلا به وسببا له» فيقول للنبات ندى لأنه بالندى يكون» ويقولون للمطر سماء لآنه من السماء ينزل» قال ذو الرمة لقادح نار:
فقلت له ارفعها إليك وأحيها بروحك واجعلها لها قنية قدرا`
يريد : أحيها بنفخك.
وانشد بعض البغداديين:
وغلام أرسلته آمه بأشاحين وعقد من ملح
تبتغي الروح فأسعفنا بها وشفاء ماء عين في قدح
وهذه امرأة استرقت لولدها فابتغت الروح أي في نفخ الراقي إذا نفث في ماء من ماء العيون.
وأخذوا النفس من النفس وقالوا للنفس نسمةء يقال على فلان عتق نسمةء أي عتق نفس والله عز وجل يقول : إويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (الإسراء 85).
وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن الروح روح الحياة في هذه المواضع» وذهب بعض المفسرين إلى أنه ملك من الملائكة» يقوم صفا وتقوم الملانكة صفاء فإن كان الأمر على ما ذكر الأولون› فكیف يتعاطی علم شيء استأثر الله عز وجل به ولم یطلع عليه رسول الله صلی الله عليه وسلم» وقد امتحن بالسوال عنه لیکون له شاهدا ولنبوته علما ؟
قال ابن قتيبة لما كانت الرؤيا على ما أعلمتك من خلاف مذاهبهاء وانصرافها عن أصولها بالزيادة الداخلة والكلمة المعترضة» وانتقالها عن سبيل الخير إلى سبيل الشر باختلاف الهيئات واختلاف الزمان والأوقات» وأن تأويلها قد يكون مرة من لفظ الاسم ومرة من معناه» ومرة من ضده» ومرة من كتاب الله تعالى» ومرة من الحديث» ومرة من المثل السائر والبيت المشهور» احتجت أن أذكر» قبل ذكر الأصول» أمثلة في التأويل لأرشدك بها إلى السبيل :
فأما التأويل بالأسماءء فتحمله على ظاهر اللفظء كرجل يسمى الفضل» تتأوله أفضالا. ورجل يسمی راشداء تتأوله رشادا أو رشدا. أو سالماء تتأوله السلامة. وأشباه هذا كثيرة. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “”رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافعء فأتينا برطب ابن طاب» فأولت : الرفعة لنا في الدنيا والآخرة وأن ديننا قد طاب” فأخذ من رافع الرفعة وأخذ طيب الدين من رطب ابن طاب. وحكي عن شريك بن أبي شمر قال : رأيت أسناني في النوم وقعت» فسألت عنها سعيد بن المسيب فقال : أو ساعك ذلك ؟ إن صدقت رؤياك لم يبق من أسنانك أحد إلا مات قبلك. فعبرها سعيد باللفظ لا بالأصل» لأن الأصل في الأسنان أنها القرابة. وحكي عن بشر بن أبي العالية قال : سألت محمدا عن رجل رأى كأن فمه سقط كله فقال : هذا رجل قطع قرابته. فعبر ها محمد بالأصل لا باللفظ.. وحكي عن الأصمعي قال : اشترى رجل
أرضا فرأى أن ابن أخيه يمشي فيها فلا يطأً إلا على رأس حية. فقال : إن صدقت رؤياه لم يغرس فيها شيء إلا حيي. قال : وربما اعتبر الاسم إذا كثرت حروفه بالبعض على مذهب القائف والزاجر. مثل السفرجل إذا رآه ولم يكن في الرؤيا ما يدل على أنه مرض تأوله سفرا لأن شطره سفر. وكذلك السوسن إن عدل به عما ينسب إليه في التأويل وحمل على ظاهر اسمه تأول فيه السوءء لأن شطره سوء. قال الشاعر:
وسوسنة أعطيتها فما كنت بإعطائي لها محسنه أولها سوء فان جئت بالآخر منها فهو سوء سنه
وأما التفسير بالمعنى فأكثر التأويل عليه كالأترج إن لم يكن مالا وولدا عبر بالنفاق لمخالفة ظاهره وباطنه قال الشاعر؛
أهدى له أحبابه أترجة فبكى وأشفق من عيافة زاجر متعجبا لما أتته وطعمها لونان باطنها خلاف الظاهر
وأما التأويل بالمثل السائر واللفظ المبتذلء فكقولهم في الصائغ إنه رجل كذوب لما جرى على ألسنة الناس من قولهم فلان يصوغ الأحاديث. وكقولهم فيمن يرى أن في يديه طولا أنه يصنع المعروف» لما جرى على ألسنة الناس من قولهم هو أطول يدا منك وأمد باعا أي أكثر عطاءء وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه رضى الله عنهن: “أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا”. فکانت زینب بنت جحش أول أزواجه موتا وكانت تعين المجاهدين وترفدهم. وكقولهم في المرض إنه نفاق لما جرى على ألسنة الناس لمن لا يصح لك وعده “هو مريض في القول والوعد”» وقال الله عز وجل : إفي قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا] (البقرة 10( أي نفاقا وكقولهم في المخاط أنه ولد لما جرى على ألسنة الناس من قولهم لمن أشبه أباه هو مخطته والهر مخطة الأسد» وأصل هذا أن الأسد كان حمله نوح عليه السلام في السفينة فلما آذاهم الفأر دعا الله تعالى نوح فاستنثر الأسد فخرجت الهرة بنثرته وجاءت أشبه شيء به. وكقولهم فيمن رمى الناس بالسهام أو البندق أو حذفهم أو قذفهم بالحجارة إنه يذكرهم ويغتابهم لما جرى على ألسنة الناس من قولهم رميت فلانا بالفاحشة وقال تعالى: إوالذين يرمون المحصنات](النور 4) و إوالذين يرمون أزواجهم)(النور 6). وكقولهم فيمن قطعت أعضاؤه إنه يسافر ويفارق عشيرته أو ولده في البلاد لما جرى على ألسنة الناس من قولهم تقطعوا في البلاد والله عز وجل يقول في قوم سبأً: إومزقناهم كل ممزق)(سبأً 19). وقال: إوقطعناهم في الأرض أمما] (الأعراف 168) وكقولهم في الجراد إنها في بعض الأحوال غوغاء الناس لأن الغوغاء عند العرب الجراد وكقولهم فيمن غسل يديه بالأشنان أنه اليأس من شيء يطلبه لقول الناس لمن ييأس منه “قد غسلت يدي منك بأشنان”. قال الشاعر:
واغسل يديك بأشنان وأنقهما غسل الجنابة من معروف عثمان لعل مراده أن غسل الجنابة هو من الصفات التي عرف بها عثمان رضي الله عنهء أي واظب عليهاء والله أعلم.
وكقولهم في الكبش إنه رجل عزيز منيع» لقول الناس : هذا كبش القوم وكقولهم في الصقر أنه رجل له شجاعة وشوكة لقول الناس هو صقر من الرجال. قال أبو طالب:
تتابع فيها كل صقر كأنه إذا ما مشى في رفرف الدرع أجرد
وأما التأويل بالضد والمقلوب» فكقولهم في البكاء أنه فرح» وفي الضحك آنه حزن. وكقولهم في الرجلين يصطرعان والشمس والقمر يقتتلان› إذا كانا من جنس واحد أن المصروع هو الغالب والصارع هو المغلوب. وفي الحجامة أنها صك وشرط, وفي الصك أنه حجامة. وقولهم في الطاعون أنه حرب وفي الحرب آنه طاعون» وفي السيل أنه عدو وفي العدو أنه سيل» وفي أكل التين أنه ندامة وفي الندامة أنها أكل تين وفيمن يرى أنه مات ولم يكن لموته هيئة الموت من بكاء أو حفر قبر أو إحضار كفن أنه ينهدم بعض داره. وقولهم في الجراد آنه جند وفي الجند آنه جراد.
وأما تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان» فكقولهم في البكاء أنه فرح» فإن كانت معه رنة كان مصيبة. وفي الضحك أنه حزن» فإن كان تبسما كان صالحا. وقولهم في الجوز أنه مال مكنوز› فإن كانت معه قعقعة» فإنه خصومة. وفي الدهن إذا أخذ منه بقدر فإنه زينةء فان سال على الوجه فإنه غم» وإن كثر على الرأس كان مداهنة للرئيس. وفي الزعفران أنه ثناء حسن» فان ظهر له لون في ثوب أو جسد فهو مرض أو وهم. وفي الضرب أنه كسوة فان ضرب وهو مکتوف فهو ثناء سوء یثنی عليه لا یمکنه دفعه. ولمن یری أن له ریشا فهو ریاش وخیر» فان طار بجناحه سافر سفرا في سلطان بقدر ما علا عن الأرض وفيمن يرى أن يده قطعت وهي معه قد أحررها أنه يستفيد أخا أو ولداء فان رأى أنها فارقته وسقطت فإنها مصيبة في أخ أو ولد. وفي المريض أنه یری أنه صحيح يخرج من منزله ولا يتكلم أنه يموت فإن تكلم فإنه يبرأ. وفي الفأر أنها نساء ما لم تختلف ألوانها فإن اختلفت فكان فيها الأبيض والأسود فهي الليالي والأيام. وفي السمك إذا عرف الإنسان عدده إنه نساء فإذا كثر عدده فهو مال وغنيمة.
وقد تعبر الرؤيا بالوقت» كقولهم في راكب الفيل أنه ينال أمرا جسيما قليل المنفعةء فإن رأى ذلك في نور النهار طلق امرأته أو أصابه بسببها سوء وفي الرخمة إنها إنسان أحمق قذر.
وأصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة» وأصدق الأوقات وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه. وأضعفها الشتاء. ورؤيا النهار أقوى من رؤيا الليل. وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هينات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلى آخر عذابا. ومن عجيب أمر الرؤيا أن الرجل يرى في المنام أن نكبة نكبته وأن خيرا وصل إليه فتصيبه تلك النكبة بعينها ويناله ذلك الخير بعينه. وفي الدراهم إذا رأوها أن يصيبوهاء وفي الولاية إذا رأوها أن يلوهاء وفي الحج إذا رأوه أن يحجواء وفي الغائب يقدم في المنام فيقدم في اليقظة. وربما رأی الصبي الصغير الشيء فكان لأحد أبويه»ء والعبد فكان لسيده» والمرأة فكان لبعلها أو لأهل بيتها. وحكي أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وجه قاضيا إلى الشام» فسار ثم رجع من الطريق» فقال له : ما ردك ؟ قال : رأيت في المنام كأن الشمس والقمر يقتتلان وكأن الكواكب بعضها مع الشمس وبعضها مع القمر. قال عمر : مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر. قال : انطلق» لا تعمل لي عملا أبدا › ثم قرأ: إفمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة] (الإسراء 2). فلما كان يوم صفين» قتل الرجل مع أهل الشام. وبلغني أن الرجل هو جابر بن سعيد الطائي. حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال : كنت عند يزيد بن مزيد فقال : إني رأيت رؤيا عجيبة. ودعا بعابر فقال : رأيت كأني أخذت طيطوى لأذبحه فأمررت السكين على حلقه ثلاث مرات فانقلبت ثم ذبحته في الرابعة. فقال : رأيت خيراء هذه بكر عالجتها فلم تقدر عليها ثلاث مرات ثم قدرت عليها في الرابعة. قال : نعم. وصغا إليه فقال : في الرؤيا شيء. قال : ما هو ؟
قال : كانت هناك ضريطة من الجارية. قال : صدقت واللهء فكيف علمت ؟ قال : إن اسم الطائر طیطوی.
قال ابن قتيبة رضى الله عنه : يجب على العابر التثبت فيما يرد عليه وترك التعسف»› ولا يأنف من أن يقول لما يشكل عليه لا أعرفهء وقد كان محمد بن سيرين إمام الناس في هذا الفنء وكان ما يمسك عنه أكثر مما يفسر. وحدث الأصمعي عن أبي المقدام أو قرة بن خالد قال : كنت أحضر ابن سيرين يسأل عن الرؤيا فكنت أحزره يعبر من كل أربعين واحدة.
قال ابن قتيبة : وتفهم كلام صاحب الرؤيا وتبينهء ثم اعرضه على الأصول» فإن رأيته كلاما صحيحا يدل على معان مستقيمة يشبه بعضها بعضاء عبرت الرؤيا بعد مسألتك الله تعالى أن يوفقك للصواب. وإن وجدت الرؤيا تحتمل معنيين متضادين› نظرت أيهما أولى بألفاظها وأقرب من أصولها فحملتها عليه. وإن رأيت الأصول صحيحة وفي خلالها أمور لا تنتظم» ألقيت حشوها وقصدت الصحيح منها. وإن رأيت الرؤيا كلها مختلطة لا تلتئم على الأصول» علمت أنها من الأضغاث فأعرض عنها. وإن اشتبه عليك الأمر سألت الله تعالى كشفه ثم سألت الرجل عن ضميره في سفره إن رأى السفر وفي صيده إن رأى الصيد وفي كلامه إن رأى الكلام ثم قضيت بالضمير» فإن لم يكن هناك ضمير أخذت بالأشياء على ما بينت لك.
وقد تختلف طبائع الناس في الرؤياء ويجرون على عادة فيها فيعرفونها من أنفسهم»› فيكون ذلك أقوى من الأصل» فينزل على عادة الرجل ويترك الأصل. وقد تصرف الرؤيا عن أصلها من الشر بكلام الخير والبر» وعن أصلها من الخير بكلام الرفث والشر. فإن كانت الرؤيا تدل على فاحشة وقبيح سترت ذلك ورويت عنه بأحسن ما تقدر على ذلك من اللفظ وأسررتها إلى صاحبهاء كما فعل ابن سيرين حين سئل عن الرجل الذي يفقا بيضا من رؤوسه فيأخذ بياضه ويدع صفرته. فإنك لست من الرؤيا على يقين وإنما هو حدس وترجيح الظنون»› فإذا أنت أخبرت السائل بقبح ألحقت به شائبة لعلها لم تكن ولعله إن كانت منه أن يرعوي ولايعود.
واعلم أن أصل الرؤيا جنس وصنف وطبع. فالجنس كالشجر والسباع والطيرء وهذا كله الأغلب عليه أنه رجال. والصنف أن يعلم صنف تلك الشجرة من الشجر» وذلك السبع من السباع» وذلك الطائر من الطيور. فان كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب» لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب. وإن كان الطائر طاووسا كان رجلا من العجم. وإن كان ظليما كان بدويا من العرب. والطبع أن تنظر ما طبع تلك لشجرة فتقضى على الشجرة بطبعها. فان كانت الشجرة جوزا قضيت على الرجل بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة. وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفاع بالخير مخصب سهل»› حيث يقول الله عز وجل : إكشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) (ابراهيم 24)» يعني النخلة. وإن كان طائرا علمت آنه رجل ذو أسفار كحال الطير. ثم نظرت ما طبعه» فإن كان طاووسا كان رجلا أعجميا ذا جمال ومالء وكذلك إن كان نسرا كان ملكاء وإن كان غرابا كان رجلا فاسقا غادرا كذابا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولأن نوحا عليه السلام بعث به ليعرف حال الماء أنضب أم لا فوجد جيفة طافية على الماء فوقع عليها ولم يرجع فضرب به المثل» وقيل لمن أبطأ عليك أو ذهب فلم يعد إليك “غراب نوح”‘» وإن كان عقعقا كان رجلا لا عهد له ولا حفظ ولا دين» قال الشاعر:
ألا إنما حملتم الأمر عقعقا له نحو علياء البلاد حنين
وإن كان عقابا كان سلطانا محاربا ظالما عاصيا مهيباء كحال العقاب ومخالبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومه.
وينبغي لصاحب الرؤيا أن يتحرى الصدق» ولا يدخل في الرؤيا ما لم ير فيها فيفسد رياه ويغش نفسه ويجعل عند الله تعالى من الأئمين. وروي عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنه قال : “لا رؤيا للخائف إلا ما يحب ٠” يعني في تأويلها بفرج أمره وذهاب خوفه.
ومن الناس من يرى آنه أصاب وسقا من التمر فيصيب من المال مائة درهم» وآخر قد يرى مثله فیصیب ألف درهم» وآخر یری مثله فهو له حلاوة دنه وصلاحه فيه» وذلك من همۀ الرجال وأقدارها وإيثارها أمر دينها. ومنهم من يرى أنه أصاب من النبق عشرا فيصيب من الورق عشرة دراهم» وآخر يرى مثله فيصيب ألف درهم» وذلك من مجرى قدرهما وطبيعتهما.
وأصدق الرؤيا رؤيا ملك أو مملوك.
وربما لم توافق طبيعة الإنسان في منامه موضعا معلوما يعرفه بعينه أو محلة أو دارا أو رجلا أو امرأة جميلة أو قبيحة أو معروفة أو مجهولة أو طائرا أو دابة أو علما أو صوتا أو طعاما أو شرابا أو سلاحا أو نحوه» فهو به مولع كلما رآه في منامه أصابه هم أو خوف أو بكاء أو مصيبة أو شخوص أو غير ذلك مما يكره» وهو فيما سواه من الرؤيا بمنزلة غيره من الناس في تأويلها وأمثالها. وربما وافقت طبيعة الإنسان في منامه بعض ما وصفت من ذلك فهو به مولع كلما رآه في منامه أصاب خيرا أو مالا أو ظفرا أو غير ذلك مما يحب» وهو فيما سواه من الرؤيا بمنزلة غيره من الناس في تأويلها.
وقد يكون الإنسان صدوقا في حديثه فتصدق رؤياه» ويكون كذابا في حديثه ويحب الكذب فتكذب عامة رؤياه» ويكون كذابا ويكره الكذب من غيره فتصدق رؤياه لذلك.
ورؤيا الليل أقوى من رؤيا النهار وأصدق ساعات الرؤيا بالأسحار. وإذا كانت الرؤيا قليلة جامعة ليس فيها حشو الكلام وكثرته فهي أنفذ وأسرع وقوعا.
وإياك إياك أن تحرف مسألة عن وجه تأويلها المعروف في الأصول أو تجاوز بها حدها المعلوم رغبة منك أو رهبةء فيحق عليك بالكذب ويعمى عليك سبيل الحق فيه»ء بل يسعك السكوت إن کرهت الکلام به.
وإذا رأيت في منامك ما تكرهه فاقرأ إذا انتبهت من نومك آية الكرسي ثم اتفل عن يسارك وقل : ” أعوذ برب موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ومحمد المصطفى من شر الرؤيا التي رأيتها أن تضرني في ديني ودنياي ومعيشتي عز جاره وجل نناؤه ولا اله غيره”.
واعرف الأزمنة في الدهر. فإذا كانت الشجرة عند حملها ثمارهاء فإن الرؤيا في ذلك الوقت مرجوة قوية فيها بطء قليل. وإذا كانت الرؤيا عند إدراك ثمر الشجرة ومنافعها واجتماع أمرهاء فان الرؤيا عند ذلك أبلغ وأنفذ وأصح وأوفق. وإذا أورقت الشجرة ولم يطلع ثمارهاء فإن الرؤيا عند ذلك دون ما وصفت في القوة والبقاء دون الغاية. وإذا سقط ورقها وذهب ثمرهاء فإن الرؤيا عند ذلك أضعف والأضغاث والأحلام فيها عند ذلك أكثر.
وإذا وردت عليك من صاحب الرؤيا في تأويل رؤياه عورة قد سترها الله عليهء فلا تجبه منها بما یکره أن يطلع عليه مخلوق غیره إن کان مبتلى لا حيلة له ولكن عرض له حتى يعلمهاء إلا أن يكون له من ذلك مخرج أو يكون مصرا على معصية الله أو قد هم بهاء فعظه عند ذلك
واستر عليه كما أمر الله تعالى. واستر ما يرد عليك من الرؤيا في التأويل من أسرار المسلمين وعوراتهم» ولا تخبر بها إلا صاحبها ولا تنطق بها عند غیره ولا تحکها عنه ولا تسمعه فیها إن ذكرتهاء ولا تحك عن أحد مسالة رؤيا إن كانت فيها عورة يكرههاء فإنك إن فعلت ذلك اغتبت صاحبها. ولا تصدرن رأيك في مسالة حتى تفتشها وتعرف وجهها ومخرجها وقدرها واختلاف الطبائع التي وصفت لك فانك عند ذلك تبصر ما عمل الشيطان في تخليطها وفسادها عليك وإدخال الشبهات والحشو فيها. فان أنت صفيتها من هذه الآفات التي وصفت لك ووجدت ما يحصل من كلام تأويل صحيحا مستقيما موافقا لحكمة فذلك تأويلها صحيح. وقد بلغني أن ابن سيرين كان يفعل كذلك. وإذا وردت عليه رؤيا مكث فيها مليا من النهار يسأل صاحبها عن حاله ونفسه وصناعته وعن قومه ومعيشته وعن المعروف عنده من جميع ما يسأله عنه والمجهول منه ولا يدع شيئا يستدل به ويستشهد به على المسألة إلا طلب علمه.
واعلم أن نفاذك في علم الرؤيا بثلاثة أصناف من العلم لا بد لك منها :
أولها: حفظ الأصول ووجوهها واختلافها وقوتها وضعفها في الخير أو في الشرء لتعرف وزن كلام التأويل ووزن الأصول في الخفة والرجحان والوثائق فيما يرد من المسائل؛ فان تكن مسالة يدل بعضها على الشر وبعضها على الخيرء زن الأمرين والأصلين في نفسك وزنا على قوة كل أصل منهما في أصول التأويلء ثم خذ بأرجحهما وأقواهما في تلك الأصول.
التاويل وقوتها وضعفها وتطرح عنها من الأضغاث والتمني واحزان الشيطان وغيرها مما وصفت لك» أو يستقر عندك أنها ليست رؤيا ولا يلتئم تأويلها فلا تقبلها.
والثالث: شدة فحصك وتثبتك في المسألة حتى تعرفها حق معرفتهاء وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤيا ومخارجه ومواضعه على تلخيصها وتحقيقها وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا صعوبة كما يزعمون. وفي ذلك ما يكون من العلم بالأصول وبذلك يستخرج ويتوصل العابرء وإلا فالاقتداء بالماضين من الأنبياء والرسل والحكماء في ذلك أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى» فافهم.
وإن أردت أن تفهم وزن كلام الرؤيا في رجحان وزنه وخفته فاستدل بمسالة بلغني فيها عن ابن سيرين أن امرأة سألته آنها رأت في منامها رجلا مقيدا مغلولا فقال لها : لا يكون هذا لأن القيد ثبات في الدين وإيمان والغل خيانة وكفر ولا يكون المؤمن كافرا. قالت المرأة : قد والله رأيت هذه الرؤيا بحال حسنة وكأني أنظر إلى الغل في عنقه في ساجور. فلما سمع بذكر الساجور قال لها : نعم قد تعرفت الآن» لأن الساجور من خشب والخشب في المنام نفاق في الدين كما قال تعالى في المنافقين : إكأنهم خشب مسندة) (المنافقون 4)» فصار الساجور والغل جميعاء وكل واحد منها تأويله نفاق وخيانة وكفر وهما في أمثال التأويل أقوى من القيد وحده وليس معه شاهد يقويه»ء فهذا رجل يدعى إلى غير أبيه أو إلى غير قومه ويدعى إلى العرب وليس منهم. قالت المرأة : إنا لله وإنا إليه راجعون.
وهكذا كل مسألة من الرؤيا معها شاهد أو شاهدان تدل على تحقيق التأويل» كما قال الله تعالى يحكى رؤيا فرعون يوسف إإني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) (يوسف 43) إلى آخر الآيةء فالبقرات السمان هي السنون الخصبة» والعجاف هي السنون الجدبةء وقال إوسبع سنبلات خضر وأخر يابسات(يوسف 43) وهي السنون المسماة في تأويل البقرات ولكنها
صارت شاهدات لتحقيق هذه السنين في البقرات كما صار الساجور شاهدا للغل بتحقيق الخيانة والكفر .
وليس نوع من العلم مما ينسب إلى الحكمة إلا يحتاج إليه في تأويل الرؤياء حتى الحساب»› ا ی ا ا الحكمة وشرانع الدين والمناسك والحلال والحرام والصلاة والوضوء وغير ذلك من العلمء والاختلاف فيه يقاس عليه ويؤخذ منه.
فليكن ما في يدك من الأصول المفسرة لك أوفق عندك مما يأتيك به صاحب الرؤيا ليزيلك عنها وإن كان ثقة صدوقا عندك. واعلم آنه لم يتغير من أصول الرؤيا القديمة شيء»› ولكن تغيرت حالات الناس في هممهم وآدابهم وإيثارهم أمر دنياهم على أمر آخرتهم. فلذلك صار الأصل الذي كان تأويله همة الرجل وبغيتهء وكانت تلك الهمة دينه خاصة دون دنياهء فتحولت تلك الهمة عن دينه وإيثاره إياه» فصارت في دنياه وفي متاعها وغضارتهاء وهي أقوى الهمتين عند الناس اليوم إلا أهل الدين والزهد في الدنيا. وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون التمر فيتأولونه حلاوة دينهم» ويرون العسل فيتأولونه قراءة القرآن والعلم والبر وحلاوة ذلك في قلوبهم فصارت تلك الحلاوة اليوم والهمة في عامة الناس في دينهم وغضارتهاء إلا القليل ممن وصفت.
وقد يرى الكافر الرؤيا الصادقة حجة لله عليه» ألا ترى فرعون يوسف رأى سبع بقرات كما أخبر الله تعالی في کتابه فصدقت روؤیاه» ورأی بختنصر زوال ملکه وعظیم ما یبتلی به فصدقت رؤیاه على ما عبرها له دانیال الحکیم» ورأی کسری زوال ملکه فصدقت رؤیاه.
فاعرف هذا المجرى فى التأويل واعتبر عليه ترشد إن شاء الله تعالى. هي الناوڍ 2 1
مقدمة الأستاذ أبو سعيد الواعظ رضى الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الليل لباساء والنوم سباتاء والنهار نشوراء والحمد لله الأبدي السابق القوي الخالق الوفي الصادق› الذي لا يبلغ كنه مدحه الناطق» ولا يعزب عنه ما تجن الغواسق» فهو حي لا يموت» ودائم لا يفوت» وملك لا يبور» وعدل لا يجور» عالم الغيوب وغافر الذنوب وكاشف الكروب وساتر العيوب. دانت الأرباب لعظمته» وخضعت الصعاب لقوتهء وتواضعت الصلاب لهيبتهء وانقادت الملوك لملكه. فالخلائق له خاشعون» ولأمره خاضعون› وإليه راجعون. تعالى الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم الكريم. انتخب محمدا من خلقهء واصطفاه من بریته» واختاره لنبوته» وأیده بحکمته» وسدده بعصمته» وأرسله بالحق بشیرا برحمته ونذيرا بعقوبته»مباركا على أهل دعوته» فبلغ ما أرسل به» ونصح لأمتهء وجاهد في
ذات ربه» وکان کما وصفه ربه عز وجل رحیما بالمؤمنین عزیزا على الکافرین» صلوات الله عليه وعلی آله الطيبين الطاهرين.
قال الأستاذ أبو سعيد الواعظ رضى الله عنه : أما بعدء فإنه لما كانت الرؤيا الصحيحة في الأصل منبئة عن حقائق الأعمال» منبهة على عواقب الأمور إذ منها الآمرات والزاجرات› ومنها المبشرات والمنذرات» وكيف لا تكون كذلك وهي من بقايا النبوة وأجزائهاء بل هي أحد قسمي النبو ة. فإن من الأنبياء صلوات الله عليهم من كان وحيه الرؤيا فهو نبي ومن كان وحيه على لسان الملك وهو في اليقظة فهو رسول» وهذا هو الفرق بين الرسول والنبي. وقد أخبرنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء قال : أخبرنا محمد بن المغيرة قال : حدثا مکي بن إبراهيم قال : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب» أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاء ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوةء والرؤيا ثلاثة : الرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل» ورؤيا المسلم التي يحدث بها نفسه» ورؤيا تحزين من الشيطان. فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدث به وليقم فليصل. وقال : أحب القيد وأكره الغل› القيد الثابت في الدين . وأخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر قال : حدثنا حامد بن محمد بن شعیيب قال : حدثنا يحيى بن أيوب قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضوان الله عليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يبقى من بعدي من النبوة إلا المبشرات. قالوا يا رسول الله وما المبشرات ؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو ترى له”.
أخبرنا أبو عبد الله المهبلي قال : حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال : أخبرنا عقبة بن علقمة المعافري قال : أخبرني الأوزاعي قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرمن قال : حدثني عبادة ابن الصامت قال : “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية إالذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (يونس 64-63)ء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد غيرك» هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له”.
وأخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الفقيه قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني عطاء الخراساني قال : حدثني قيس بن ثابت بن شماس قال : “لما أنزل الله تعالى إيا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) (الحجرات 2) الآيةء دخل ثابت بن قيس بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكي» ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فقال : إني رجل شديد الصوت أخاف أن يكون قد حبط عملي. قال : لست منهم» تعيش بخير وتموت بخير. قال ثم أنزل الله تعالى [إن الله لا يحب كل مختال فخور)(لقمان 3 والحديد 23) فأغلق عليه بابه وطفق يبكي» ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره فقال : إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي. قال : لست منهم» بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة. قال : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب» فلما التقوا انكشفواء فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم» ثم حفر كل واحد منهما حفرةء فأتيا فقاتلا حتى قتلا. وعلى ثابت يومئذ درع نفيسة» فمر به رجل من المسلمين فأخذها. فبينما رجل من المسلمين نائم» إذ أتاه قيس بن ثابت فقال : إني أوصيك بوصية» إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه» إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد ألقى على الدرع برمة وفوق البرمة رحل. فأت خالد بن الوليد فمره فليبعث إلى درعي فيأخذهاء فإذا قدمت المدينة على خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق. فأتى الرجل خالد بن الوليدء فاخبره فبعث إلى الدرع فأتي بها وحدث أبا بكر رضوان الله عليه برؤیاه» فأجاز وصيته. ولم نعلم أحدا جیزت وصیته بعد موته غير ثابت بن قيس” .
قال الأستاذ أبو سعيد رضى الله عنه : فهذه الأخبار التي رويناها تدل على أن الرؤيا في ذاتها حقيقة وأن لها حكما وأثرا.
وأول رؤيا رؤيت في الأرض» رؤيا آدم عليه السلام وهي ما أخبرناه به محمد بن عبد الله بن حمدويه قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال : أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام : إنك قد نظرت في خلقي فهل رأيت لك فيهم شبيها ؟ قال : لايا رب» وقد كرمتني وفضلتني وعظمتني» فاجعل لي زوجا تشبهني أسكن إليها حتى توحدك وتبعدك معي. فقال الله تعالی له : نعم. فألقى عليه النعاس» فخلق منه حواء على صورته وأراه في منامه ذلك» وهي أول رؤيا كانت في الأرض. فانتبه وهي جالسة عند رأسه فقال له ربه : يا آدم» ما هذه الجالسة التي عند رأسك ؟ فقال له آدم : الرؤيا التي أريتني في المنام يا إلهي .
ومما يدل على تحقيق الرؤيا في الأصل أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم أري في المنام ذبح ابنه» فلما استيقظ ائتمر لما أمر به في منامه. قال الله عز وجل حكاية عنه إيا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من
الصابرين) (الصافات 102). فلما علم إبراهيم عليه السلام برؤياه وبذل جهده في ذلك إلى أن فرج الله عنه بلطفه علم به أن للرؤيا حكما.
ثم رؤيا يوسف عليه السلام وهي ما أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد قال : أخبرنا الحسن بن محمد الأزهري قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : حدثنا عبد المنعم بن إدريس قال : حدثني أبي عن وهب بن منبه أن يوسف بن يعقوب عليهما السلام رأى رؤيا وهو يومئذ صبي نائم في حجر أحد أخوته وبيد كل رجل منهم عصا غليظة يرعى بها ويتوكأ عليها ويقاتل بها السباع عن غنمهء وليوسف عليه السلام قضيب خفيف دقيق صغير يتوكأً عليه ويقاتل به السباع عن غنمه ويلعب بهء وهو إذ ذاك صبي في الصبيان. فلما استيقظ من نومه وهو في حجر أحد أخوته قال : ألا أخبركم يا أخوتي برؤيا رأيتها في منامي هذا ؟ قالوا : بلى» فأخبرنا. قال : فإني رأيت قضيبي هذا غرز في الأرض ثم أتي بعصيكم كلها فغرزت حوله»ء فإذا هو أصغرها وأقصرهاء فلم يزل يترقى في السماء ويطولها حتى طال عصيكم» فثبت قائما في الأرض وتفرشت عروقه من تحتهاء حتى انقلعت عصيكم فثبت قائما وسكنت حوله عصيكم. فلما قص عليهم هذه الرؤيا قالوا : يوشك ابن راحيل أن يقول لنا نتم عبيدي وآنا سيدكم. ثم لبث بعد هذا سبع سنين» فرأى رؤيا فيها الكواكب والشمس والقمر فقال لأبيه إيا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)(يوسف 4). فعرف يعقوب تأويل الرؤيا وخشي عليه إخوته. فالقمر أبوه والشمس أمه والكواكب إخوته. فقال : إيا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا (يوسف 5)» وذكر إلى أن قال : إورفع أبويه على العرش) (يوسف 100)» يعني أجلسهما على السرير وآواهم اإلى منزلهء وخر له أبواه وإخوته سجدا تعظيما له. وكانت تحية الناس في ذلك الزمان السجود» ولم تزل تحية الناس السجود حتى جاء الله تعالى بالإسلام فذهب بالسجود وجاء بالمصافحة.
ثم إن يعقوب عليه السلام رأى في المنام» قبل أن يصيب يوسف ما فعل إخوته وهو صغير» كأن عشرة ذئاب أحاطت بيوسف» ويعقوب على جبل ويوسف في السهل» فتعاورته بينهم› فأشفق
عليه. وهو ينظر إليه من فوق الجبلء إذ انفرجت الأرض ليوسف فغار فيها وتفرقت عنه الذناب» فذلك قوله لبنيه “إني أخاف أن يأكله الذئب” (يوسف 13).
ثم قصة موسى صلى الله عليه وسلم وهي ما ذكر وهب أن فرعون حلم حلما فظع به وهاله. رأى كأن نارا خرجت من الشام ثم أقبلت حتى انتهت إلى مصر, فلم تدع شيئا إلا أحرقتهء وأحرقت بيوت مصر كلها ومدائنها وحصونها. فاستيقظ من نومه فزعا مرتاعاء فجمع لها ملا عظيما من قومهء فقصها عليهم فقالوا له : إن صدقت رؤياك ليخرجن من الشام رجل من ولد يعقوب يكون هلاك مصر وهلاك أهلها على يديه وهلاكك أيها الملك. فعند ذلك أمر فرعون بذبح الصبيان. حتى أظهر الله تعالى تأويل رؤياه ولم تغن عنه حيلته شيئا. وربي موسى عليه السلام في حجره ثم أهلکه على یدیه» عزت قدرته وجلت عظمته.
ثم رؤيا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وهي ما أخبرنا أبو سهل بن أبي يحيى الفقيه قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة قال : حدثنا ابن جابر عن سليمان بن عامر الكلاعي قال : حدثنا أبو أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأخرجاني وأتيا بي جبلا وعرا فقالا لي : أصعد. فقلت : لا أطيقه. قالا : إنا سنسهله لك. قال : فصعدت» حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا آنا بصوت شديد فقلت : ما هذه الأصوات ؟ فقالا : هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة تسيل أشداقهم دماء فقلت : من هؤلاء : قالا : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. فقلت : خابت اليهود والنصارى”. قال سليمان : فلا أدري أشيء سمعه أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء قال برأيه ؟ “ثم انطلقا بي فإذا بقوم أشد منهم انتفاخا وأنتنهم ريحا كأن ريحهم المراحيض» فقلت : من هؤلاء ؟ قالا : هؤلاء الزانون والزواني. قال : ثم انطلقا بي» فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين» فقلت : من هؤلاء ؟ قالا : هؤلاء ذراري المسلمين. ثم شرفا بي شرفاء فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم» فقلت : من هؤلاء : قالا : هؤلاء زيد وجعفر وابن رواحة. ثم شرفا بي شرفا آخر» فإذا بنفر ثلاثةء قلت : من هؤلاء ؟ قالا : هؤلاء إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وهم ينتظرونك.”
وأخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم قال : حدثني علي بن محمد الوراق قال : حدثا أحمد بن محمد بن نصر قال : آخبرنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان الكلبي عن آي صالح عن ابن عباس قال : “”سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عند عائشةء فاشتكى لذلك رسول الله صلی الله عليه وسلم حتی تخوفنا علیه. فبینما هو صلی الله عليه وسلم بین النائم واليقظان» إذا ملكان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه. فقال الذي عند رأسه للذي عند رجلیه : ما شکواه ؟ -ليفهم عنهما صلی الله عليه وسلم- قال : طب. قال : من فعله به ؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي. قال : أين صنعه ؟ قال : في بئر ذروان. قال : فما دواؤه ؟ قال يبعث إلى تلك البئر فينزح ماؤهاء ثم ينتهي إلى صخرة فيقلعهاء فإذا فيها وتر في كربة عليها إحدى عشرة عقدة فيحرقهاء فيبراً إن شاء الله تعالى. أما انه بعث إليها استخرجها. قال : فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وقد فهم ما قيل له› فبعث عمار بن ياسر ورهطا من أصحابه إلى تلك البئر وقد تغير ماؤها كآنه ماء الحناء. قال : فنزح ماؤها ثم انتهى إلى الصخرة فاقتلعها فإذا تحتها كربة وفي الكربة وتر فيه إحدى عشرة عقدةء فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت هاتان السورتان قل أعوذ برب الفلق [(الفلق 1) و )قل أعوذ برب الناس
الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال. قال : وأحرق الوتر. قال : وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهماء وكان لبيد يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذاكره النبي صلى الله عليه وسلم ولا رؤي في وجهه شيء.
فهذه جملة دالة على تحقيق أمر الرؤيا وثبتها في أخبار كثيرة يطول الكتاب بذكرها
قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : لما رأيت العلوم تتنوع أنواعاء منها ما ينفع في الدنيا دون الدين» ومنها ما ينفع فيهما جميعاء وكان علم الرؤيا من العلوم النافعة دينا ودنياء استخرت الله في جمع صدر منهء سالكا نهج الاختصار» مستعينا بالله في إتمامه على ما هو أرضى لديه وأحب إليه» ومستعيذا به من وباله وفتنته» والله تعالى ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال الأستاذ أبو سعيد : يحتاج الإنسان إلى إقامة آداب لتكون رؤياه أقرب إلى الصحة. فمنها أن يتعود الصدق في أقوالهء لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا””. ومنها أن يحافظ على استعمال الفطرة جهده» فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل أصحابه كل يوم : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ؟ فيقصونها عليه فيعبرها لهم. ثم ساألهم أياما فلم يقص عليه أحد منهم رؤياء فقال لهم : كيف ترون وفي أظفاركم الرفغ ؟ وذلك أن أظفارهم قد طالت وتقليمها من الفطرة. ومنها أن ينام على طهر وقد روى عن أبي ذر رضي الله عنه قال : “أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلائة أيام من كل شهر» وركعتي الفجرء وأن لا أنام إلا على طهر”. ومنها أن ينام على جنبه الأيمنء فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء» وروی أنه كان ينام على جنبه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول: “اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك”. وروى أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا اتخذت مضجعها قالت : “اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة حافظة غير ناسية” . وفي بعض الأخبار أن من سنة النائم أن يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام» وسوء الأحلام» وأن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام”.
ثم الرؤيا على ضربين» حق وباطل. فأما الحق» فما يراه الإنسان مع اعتدال طبانعه واستقامة الهواءء وذلك من حين تهتز الأشجار إلى حين يسقط ورقهاء وأن لا ينام على فكرة وتمني شيء مما رآه في منامه. ولا يخل بصحة الرؤيا جنابة ولا حيض. وأما الباطل منهاء فما تقدمه حديث نفس وهمة وتمن ولا تفسير لهاء وكذلك الاحتلام الموجب للغسل جار مجراه في آنه ليس له تأويلء وكذلك رويا التخويف والتحزين من الشيطان» قال الله تعالى: [إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله (المجادلة 10). ثم إن من السنة خصال› يعملها الذي يرى في منامه ما يكره : يتحول عن جنبه الذي نام عليه إلى الجنب الآخر» ويتفل عن يساره ثلاثاء ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم» ويقوم فيصلي» ولا يحدث أحدا برؤياه. وقد روى “أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنني أرى في المنام رؤيا تحزنني. فقال عليه السلام : ونا أيضا أرى في المنام ما يحزنني» فإذا رأيت ذلك فاتفل عن يسارك ثلائاء وقل : اللهم إني أسألك خير هذه الرؤيا وأعوذ بك من شرها” . ومن ذلك أضغاث أحلام» وهي أن يرى الإنسان كأن السماء صارت سقفا ويخاف أن يقع عليهء وأن الأرض رحي تدور» أو نبت من السماء أشجار» وطلع من الأرض نجوم» أو تحول الشيطان ملكا والفيل نملةء وما أشبه ذلك ولا تأويل لها. ومن ذلك رؤيا يراها الإنسان عند تشويش طبائعه. كالدموي يرى الحمرةء والمرطوب يرى الرطوبةء والصفراوي يرى الصفرة»ء والسوداوي يرى الظلمات والسواد» والمحرور يرى الشمس والنار والحمام» والمبرود يرى البرودات» والممتلئ يرى الأشياء الثقيلة على نفسه. فهذا النوع من الرؤيا لا تأويل له أيضا.
ثم إن أصدق الرؤيا ما كانت في نوم النهار أو نوم آخر الليل. فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “أصدق الرؤيا ما كان بالأسحار” وروى أنه قال : “أصدق الرؤيا رؤيا النهار لأن الله تعالى أوحى إلي نهارا”. وحكي عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال : “أصدق الرؤيا رؤيا القيلولة” .
قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : ولصاحب الرؤيا آداب يحتاج إلى أن يتمسك بهاء وحدود ينبغي أن لا يتعداها وكذلك للمعبر. فأما آداب صاحب الرؤياء فأن لا يقصها على حاسد» وذلك أن يعقوب عليه السلام قال ليوسف إلا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداإ(يوسف 5). ولا يقصها على جاهل» فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “لا تقصص رؤياك إلا على حبيب أو لبيب”. وأن لا يكذب في رؤياه» فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من كذب في الرؤياء كلف يوم القيامة عقد شعيرتين”. ولا يقصها إلا سرا كما رأى سراء ولا يقصها على صبي أو امرأة. والأولى أن يقص رؤياه في إقبال السنة وفي إقبال النهار دون إدبارهما. وأما آداب المعبر» فمنها أن يقول إذا قص عليه أخوه رؤيا “خيرا رأيت”. فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قصت عليه رؤيا يقول “”خيرا تلقاه وشرا تتوقاهء وخيرا لنا وشرا لأعدائناء الحمد لله رب العالمين› أقصص رؤياك”. ومنها أن يعبرها على أحسن الوجوه» فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “الرؤيا تقع على ما عبرت”‘. وروي أنه قال : الرؤيا على رجل طائر مالم يحدث بهاء فإذا حدث بها وقعت”. ومنها أن يحسن الاستماع إلى الرؤياء ثم يفهم السائل الجواب. ومنها أن يتأنى في التعبير ولا يستعجل به. ومنها أن يكتم عليه رؤياه فلا يفشيهاء فإنه أمانة. ويتوقف في التعبير عند طلوع الشمس› وعند الزوالء وعند الغروب. ومنها أن يميز بين أصحاب الرؤياء فلا يفسر رؤيا السلطان حسب رؤيا الرعية» فإن الرؤيا تختلف باختلاف أحوال صاحبها. والعبد إذا رأى في منامه مالم يكن له أهلا فهو لمالكه لأنه ماله. وكذلك المرأة إذا رأت مالم تكن له أهلا فهو لزوجها لأنها خلقت من ضلعه. وتأويل رؤيا الطفل لأبويه. ومنها أن يتفكر في رؤيا تقص عليه» فإن كانت خيرا عبرها وبشر صاحبها قبل تعبيرهاء وإن كانت شرا أمسك عن تعبيرها أو غيرها على أحسن محتملاتهاء فان كان بعضها خيرا وبعضها شرا عارض بينهما ثم أخذ بأارجحهما وأقواهما في الأصول. فإن أشكل عليهء سأل القاص عن اسمه» لما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “إذا أشكل عليكم الرؤيا فخذوا بالأسماء” وبيانه أن أسم سهل سهولة» وسالم سلامة» وأحمد ومحمد محمدة» ونصر نصرة» وسعاد سعادة. وأيضا يعتبر فى ذلك ما يستقبله فى ذلك الوقت»› فان استقبلته عجوز فهي دنيا مدبرة» وإن استقبله برذون أو بغل أو حمار فهو سفر لقوله تعالى : إوالخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة](النحل 8). وإن سمع في ذلك الوقت نعيق الغراب واحدة أو ثلاثا أو أربعا أو ستا فهو خير» فأما الأربع فيسقط منها واحدة فيبقى ثلاثة والست خير لا يسمعها إلا الأكابر» وإن سمع اثنتين فلا يستحب. وحكي عن ابن عباس أنه قال : إذا نعق الغراب ثلاثا فهو خير وبالفارسية ديك» وإذا نعق الغراب اثنتين فهو شر وبالفارسية بد. ويكره أن يقص الرؤيا يوم الثلاثاء لآنه يوم إهراق الدماءء ويوم الأربعاء لأنه يوم نحس مستمر» ولا یکره سائر الأيام.
وفي هذا القدر الذي صدرنا به كتابنا غنيمة لمن تدبره وتأمل معانيه» إذ لو بسطناه لأدى إلى الإبرام والملل. وأرجو الله تعالى أن ينفعنا به ويعيذنا من علم لا ينفع» وبطن لا يشبعء ونفس لا تخشع» ودعاء لا يسمع» ومن طبع يهدى إلى طمع» ومن طمع حيث لا مطمع, إنه تعالى القادر على ما يشاء الفعال لما يريد وحسبي الله ونعم الوكيل.
الباب الأول : رؤيا العبد نفسه بين يدي الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الباب الأول في تأويل رؤيا العبد نفسه بين يدي ربه عز وجل
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هارون بعَكا قال : حدثنا أبو يعقوب إسحق ب بن إبراهيم الأوزاعي قال : أخبرني عبد الرحمن بن واصل أبو زرعة الحاضري قال : حدثنا أبو عبد الله التستري قال : رأيت في منامي كأن القيامة قد قامت» وقمت من قبري» فأتيت بدابة فركبتهاء ثم عرج بي إلى السماءء فإذا فيها جنة»ء وأردت أن أنزل فقيل لي : ليس هذا مكانك. فعرج بي إلى سماء سماء في كل سماء منها جنة» حتى صرت إلى أعلى عليين فنزلت» ثم أردت أن أقعد فقيل لي : :تقد قبل أن ترى ربك عز وجل ؟ قلت : لا. فقمت» فساروا بي» فإذا بالله تبارك وتعالی قدامه آدم عليه السلام. فلما رآني آدم أجلسني يمينه جلسة المستغيث. قلت : يا رب» قد أفلجت على الشيخ بعفوك. فسمعت الله تعالى يقول : قم يا آدم» قد عفونا عنك .
أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الزبير قال : حدثنا محمد بن المسيب قال : حدثنا عبد الله بن جنيف قال : حدثني ابن أخت بشر بن الحارث قال : جاء رجل إلى بشر فقال : أنت بشر بن الحارث ؟ قال : نعم. قال : رأيت الرب عز وجل في المنام وهو يقول : ائت بشرا فقل له : لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري لما بينت اسمك في الناس .
أخبرنا أحمد بن أبي عمران الصوفي بمكة حرسها الله تعالى قال : أخبرني أبو بكر الطرسوسي قال : قال : عثمان الأحوال تلميذ الخراز : بات عندي أبو سعيد» فلما مضى ثلث الليل صاح بي : يا عثمان» قم فأسرج. فقمت فأسرجت. فقال لي : ويحك» رأيت الساعة كأني في الآخرة والقيام ف فمك فو ديت اوت رين يدن ريي واا ارك له يبق علي رة الا ف قامات فقال : أنت الذي تد تشير إلي في السماع إلى سلمى وبثينة» لولا أعلم أنك صادق في ذلك لعذبتك عذابا لا أعذبه اكان الان .
قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : من رأی في منامه کأنه قائم بین يدي الله تعالی والله تعالى ينظر إليه» فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمةء وإن لم يكن من الصالحين فعليه بالحذر لقوله تعالی إيوم يقوم الناس لرب العالمين) (المطففين 6). فان رأی كآنه یناجیهء أكرم بالقرب وحبب إلى الناس» قال الله تعالى إوقربناه نجيا)(مريم 52). وكذلك لو رأى أنه ساجد بین يدي الله تعالی لقوله تعالی إواسجد واقترب)(العلق 19). فان رأى أنه يكلمه من وراء حجاب» حسن دينه وأدى أمانة إن كانت في يديه وقوی سلطانه. وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب» فانه یکون خطا في دینه لقوله تعالی وما کان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) (الشوری 51). فان رآه بقلبه عظیما کأنه سبحانه قربه وأکرمه وغفر له أو حاسبه أو بشره ولم يعاين صفةء لقي الله تعالى في القيامة كذلك. فان رآه تعالی قد وعده بالمغفرة والرحمةء كان الوعد صحيحا لأن الله تعالى لا يخلف الميعادء ولكنه يصيبه بلاء في نفسه أو معیشته ما دام حیا. فان رآه تعالی کأنه یعظه»› انتهی عما لا یرضاه الله تعالی لقوله تعالى إيعظكم لعلكم تذكرون)(النحل 90). فان کساه ثوباء فهو هم وسقم ما عاش» ولکنه يستوجب بذلك الشكر الكثير؛ فقد حكي أن بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين فلبسهما مكانه فسأل ابن سيرين فقال : استعد لبلائه. فلم يلبث أن جذم إلى أن لقي الله تعالى. فإن رأى نورا تحير فيه فلم یقدر على وصفه» لم ينتفع بیدیه ما عاش. فان رأی أن الله تعالی سماه باسمه أو اسم آخر» علا أمره وغلب أعداءه. فإن أعطاه شيئا من متاع الدنياء فهو بلاء يستحق به
رحمته. فان رأی كأن الله تعالى ساخط عليه» فذلك یدل على سخط والدیه علیه. فان رأی كأن أبويه ساخطان عليهء دل ذلك على سخط الله عليه لقوله عز اسمه اشكر لي ولوالديك(لقمان 4))؛ وقد روى في بعض الأخبار “رضا الله تعالى في رضا الوالدين وسخط الله تعالى في سخط الوالدین”؛ وقیل من رأی کأن الله تعالى غضب عليه» فإنه يسقط من مكان رفيع لقوله تعالی ومن يحلل عليه غضبي فقد هوی)(طه 81). ولو رأی كآنه سقط من حائط أو سماء أو جبلء دل علی غضب الله تعالی علیه. فان رأی نفسه بين يدي الله عز وجل في موضع يعرفه» انبسط العدل والخصب في تلك البقعة وهلك ظالموها ونصر مظلوموها. فإن رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك وتعالى» نال نعمة رحمة. فإن رأى مثالا أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه فعبده وسجد له» فإنه منهمك في الباطل على تقدير أنه حق؛ وهذه رؤيا من يكذب على الله تعالی. فان رأى كأنه يسب الله تعالى فإنه كافر لنعمة ربه عز وجل غير راض بقضائه.
الباب الثاني : في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموما ورؤيا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا
سمعت أبا بكر أحمد بن الحسن بن مهران المقري قال : اشتريت جارية أحسبها تركية» ولم تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانهاء وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها. قال : فكانت يوما من الأيام نائمة فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول : يا مولاي» علمني فاتحة الكتاب !!! فقلت في نفسي : انظر إلى خبثهاء تعرف لساني ولا تكلمني به ! فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها : لم تكوني تعرفين لسانهء والساعة كيف تكلمينه ؟ فقالت الجارية : إني رأيت في منامي رجلا غضبانا وخلفه قوم كثير وهو يمشي» فقلت : من هذا ؟ فقالوا : موسى عليه السلام. ثم رأيت رجلا أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي» فقلت : من هذا ؟ فقالوا : محمد صلى الله عليه وسلم. فقلت : آنا أذهب مع هذا. فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنةء فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان» فدققنا الباب ففتح وقيل : من يحسن أن يقرا فاتحة الكتاب يوؤذن لها. فقرأتاها فأذن لهما وبقيت أنا. فعلمني فاتحة الكتاب. فعلمتها مع مشقة كبيرة» فلما حفظتها
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله : رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم أحد شيئين» إما بشارة وإما إنذار. ثم هي ضربان» أحدهما أن يرى نبيا على حالته وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكماله وجاهه وظفره بمن عاداه والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه» فذلك يدل على سوء حاله وشدة معصيته» ثم يفرج الله عنه أخيرا. فإن رأى كأنه قتل نبيا دل على أنه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى إفبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وفتلهم الآنبياء بغير حق)(النساء 155). هذا على الجملةء وأما على التفصيل» فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة» إن كان أهلا لهاء لقوله تعالى إإني جاعل في الأرض خليفة (البقرة 30). فإن رأى أنه كلمهء نال علمه» لقوله تعالى إوعلم آدم الأسماء كلها؟ (البقرة 31). وقيل» إن من رأى آدم اغتر بقول بعض أعدائه ثم فرج عنه بعد مدة. فان رئي متغير اللون والحالء دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم على العود إلى المكان الأول أخيرا.
ومن رأى شيتا عليه السلام» نال أموالا وأولادا وعيشة راضية. ومن رأى إدريس عليه السلام» أكرم بالورع وختم له بخير.
ومن رأى نوحا عليه السلام» طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم» وکثر شكره لله تعالى» لقوله تعالى [إنه كان عبدا شكورا) (الإسراء 3). وتزوج امرأة دينة فولدت له أولادا. ومن رأى هودا عليه السلامء تسفه عليه أعداؤه وتسلطوا على ظلمه» ثم رزق الظفر بهم. وكذا من رأى صالحا عليه السلام. ومن رأى إبراهيم عليه السلامء رزق الحج إن شاء الله تعالىء وقیل إنه يصیبه أذی شديد من سلطان ظالم» ثم ينصره الله تعالى عليه وعلى أعدائه» ويكثر الله له النعمة ويرزقه زوجة صالحة. وقيل» إن رؤيا إبراهيم عليه السلام عقوق الأب. وحكي أن سماك بن حرب كف» فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينيه وقال : ائت الفرات فاغتمس فيه يرد الله عليك بصرك. فلما انتبهء فعل ذلك فأبصر.
ومن رأى إسحاق عليه السلامء أصابته شدة من بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنهء ویرزق عزا وشرفا وبشارة» ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله» هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله. فان رآه متغير الحال» ذهب بصره نعوذ بالله تعالى.
ومن رأى إسماعيل عليه السلام رزق السياسة والفصاحة. وقيل» إنه يتخذ مسجدا أو يعين عليه لقوله تعالى إوإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) (البقرة 127). وقيل إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله تعالى ذلك عليه.
ومن رأى يعقوب عليه السلام» أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده» ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه ویوتیه محبوبه.
ومن رأی يوسف عليه السلام» فإنه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه ویرمی بالبهتان ثم يؤتى ملكا وتخضع له الأعداء فقد قيل في التعبير إن الأخ عدو وهذه دليل على كثرة صدقة صاحبها لقوله تعالى إوتصدق علينا؟ . وقد حکی أن ب بعض الناس رأى كأن عليه السلام ناوله إحدى خفيه فانتبه وقد صار معبرا وحكى أن إبراهيم بن عبد الله الكرماني رأى كأن يوسف عليه السلام كلمه فقال له علمني مما علمك الله فكساه قميص نفسه فاستيقظ وهو أحد المعبرين وعن ابن سيرين رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا آنا بمشايخ ثلاثة وشاب حسن الوجه إلى جانبهم فقلت للشاب من أنت رحمك الله قال أنا يوسف قلت فهولاء المشيخة قال آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقلت علمني مما علمك الله قال ففتح فاه وقال انظر ماذا ترى فقلت أرى لسانك ثم فتح فاه فقال انظر ماذا ترى فقلت لهاتك ث مفتح فاه فقال انظر ماذا تری قلت أرى قلبك فقال عبر ولا تخف فأصبحت وما قصت علي رؤيا إلا وكأني انظر إليها في كفي ومن رأى يونس عليه السلام فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبسا وضيقا ثم ینجیه الله تعالی وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يسرع الغضب والرضا ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة ومن رأى شعبيا عليه السلام مقشعرا فإنه يذهب بصره فإن رآه على غير تلك الحالة فإنه يبخسه قوم حقه عليهم ويظلمونه ثم يقهرهم وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها له بنات ومن رأى موسى وهارون عليهما السلام أو أحدهما فإنه يهلك على يديه جبار ظالم وإن رآهما وهو قاصد حربا رزق الظفر وحكى أن جارية لسعيد بن المسيب رأت كأن موسى عليه السلام ظهر بالشام وبيده عصا وهو يمشي على الماء فأخبرت سعيدا برؤياها قال إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان فقيل له بم علمت ذلك قال لأن الله تعالى بعث موسى ليقسم الجبارين وما أجد هنالك إلا عبد الملك بن مروان فكان كما قال
ومن رأی أيوب عليه السلام ابتلى في نفسه وماله وأهله وولده ثم يعوضه الله من كل ذلك ويضاعف له لقوله تعالى ٳووهبنا له أهله ومثلهم معهم].
ومن رأى داود عليه السلام على حالته أصاب سلطانا وقوة وملكا
ومن رأى سليمان عليه السلام رزق الملك والعلم والفقه فان رآه ميتا على منبر أو سرير فإنه يموت خليفة أو أمير أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة وقيل من رأى سليمان انقاد له الولي والعدو وكثرت أسفاره
ومن رأى زكريا عليه السلام رزق على كبر ولدا تقيا
ومن رأى يحيى عليه السلام وفق للعفة والتقوى والعصمة حتى يصير في ذلك واحد عصره ومن رأى عيسى عليه السلام دلت رؤياه على أنه رجل نفاع مبارك كثير الخير كثير السفر
ويكرم بعلم الطب وبغير ذلك من العلوم أخبرنا الشريف أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا موسى بن جعفر الرضا عن أبيه عن جده قال: قال الحسن بن علي
رضي الله عنهما رأيت عيسى ابن مريم عليه السلام في النوم فقلت يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش عليه قال انقش عليه لا إله إلا الله الملك الحق المبين فإنه يذهب الهم والغم وقيل إن رأت امرأة عيسى عليه السلام وهي حامل ولدت ابنا حكيما
ومن رأى مريم بنت عمران فإنه ينال جاها ورتبة من الناس ويظفر بجميع حوائجه وإن رأت امرأة هذه الرؤيا وهي حامل أيضا ولدت أيضا ابنا حكيما وإن افترى عليها برئت من ذلك وأظهر الله براءها
ومن رأى أنه يسجد لمريم فإنه يكلم الملك ويجلس معه
ومن رأى دانيال الحكيم رزق حظا وافرا وعلم الرؤيا وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة وقيل إنه يصیر آمیرا أو وزیرا وحکي ان ابا عبد الله الباهلي رای كانه حمل دانیال على عاتقه فوضعه على جدار وحياه فكلمه وقال له أبشر فإنك دخلت في جملة ورثة الأنبياء وصرت إماما من جملة المعبرين [
ومن رأى الخضر عليه السلام دل على ظهور الخصب والسعة بعد الجدوبة والأمن بعد الخوف وقال بعضهم من رأى كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا دينا ودنيا
ومن رأى كأنه نفسه تحول نبيا معروفا نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي في البلاء ويكون آخر أمره الظفر أو يصير داعيا إلى الله سبحانه وتعالى
رؤيا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد البصري بتنيس قال حدثنا علي بن مسافر قال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثني عمي قال أخبرني أبو ِ بشر عن ابن شهاب قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي قال أبو قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رآني فقد رأى الحق
وأخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق قال حدثني أبو أيوب سليمان بن ل ار د ا کن د ا ر ا عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام فلن يدخل النار وحدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام قال حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل النار من رآني في المنام قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه قد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فطوبی لمن رآه في حیاته فاتبعه وطوبی لمن يراه في منامه فانه إن رآه مدیون قضی الله دینه وان رآه مریض شفاه الله وان رآه محارب نصره الله وإن رآه مسرور حچ البیت وان رؤي في أرض جدبة أخضبت أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدل الظلم عدلا أو في موضع مخوف أمن أهله هذا إذا رآه على هيئته وإن رآه شاحب اللون مهزولا أو ناقصا بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة وكذلك إن رأى كسوته رثه وإن رأى أنه شرب دمه حبا له في خفية فإنه يستشهد في الجهاد وإن رأى أنه شربه علانية دل على نفاقه ودخل في ذم أهل بيته وأعان على قتلهم فإن رآه كأنه مريض فأفاق من مرضه فإن أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد وإن رآه عليه السلام رابا فإنه يزور قبره راكبا وإن رآه راجلا توجه إلى زیارته راجلا وإن رآه قائما استقام أمره وأمر إمام زمانه وإن رآه يؤذن في مكن خراب عمر ذلك المكان وإن رآه كأنه يواكله فذلك أمر منه إياه بإيتاء زكاة ماله فإن رأى النبي صلى الله
عليه وسلم قد مات فانه يموت من نسله واحد وإن رأى جنازته في بقعة حدثت ثت في تلك البقعة فة عة فان راي أنه شيع جنازته حتى قبره فإنه يميل إلى البدعة وإن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالا عظيما وإن رأى كأنه ابن النبي وليس من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه وإن رأى كأنه أبو النبي عليه السلام دل على وهن وضعف إيمانه ويقينه ورؤية الرجل الواحد رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه لا تخص بل تعم جماعة المسلمين
روي أن أم الفضل قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت في المنام كان بضعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري . فقال خيرا رأيت تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيوضع في حجرك فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها وروي أن امرأة قالت يا رسول الله رأيت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي قال: تلد فاطمة غلاما فترضعيه . فولدت الحسين فأرضعته فإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه شيئا من مستحب متاع الدنيا أو طعام أو شراب فإنه خير يناله بقدر ما أعطاه وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ وغيره فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أنه يقع به أذى وتعب فإن رأى أن عضوا من أعضائه عليه السلام عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه على بدعة في شرائعه قد استمسك بها دون سائر الشرائع من الإسلام وترك سواها دون سائر المسلمين
1 : سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهر أن المقري قال اشتريت جارية أحسبها 2 سمعت أبا الحسن علي بن محمد البغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: قال
ابن أبي طيب الفقير كان بي طرش عشر سنين فأتيت المدينة وبت بين القبر والمنبر فرأيت نبي الله في المنام فقلت يا رسول الله أنت قلت من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي قال عافاك الله ما هكذا قلت ولكني قلت من سأل الوسيلة من عند الله وجبت لهل شفاعتي قال فذهب عني الطرش ببركة قوله عافاك الله. وحكى عبد الله الجلاء قال دخلت مدينة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وبي فاقة فتقدمت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك ثم تنحيت ونمت دون القبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلي فقمت فدفع إلي رغيفا فأكلت بعضه وانتبهت وفي يدي بعض الرغيف. وعن أبي الوفا القاري الهروي قال رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمائة وكنت أقرأً عند السلطان وكانوا لا يسمعون ويتحدثون فانصرفت إلى المنزل مغتما فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه تغير لونه فقال لي عليه السلام أتقرأً القرآن كلام الله عز وجل بين يدي قوم يتحدثون ولا يسمعون قراءتك لا تقرأً بعدها هذا إلا ما شاء الله فانتبهت وأنا ممسك للسان أربعة أشهر فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع فحضرني أصحاب الحديث وأصحاب الرأي فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم فإنه قال إلا ما شاء الله وهو استثناء فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولا فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يتهلل وجهه فقال لي قد تبت قلت نعم يا رسول الله قال من تاب تاب الله عليه أخرج لسانك فمسح لساني بسبابته وقال إذا كنت بين يدي قوم تقرأ كتاب الله فاقطع قراءتك حتى يسمعوا كلام الله فانتبهت وقد انفتح لساني بحمد الله. ومنه ما حكى أن رجلا من المياسير مرض فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كأنه يقول له إن أردت العافية من مرضك فخذ لا ولا فلما استيقظ بعث إلى سفيان الثوري رضي الله عنه بعشرة آلف درهم وأمره أن يفرقها على الفقراء وسأله عن تعبير الرؤيا فقال معنى قوله لا ولا الزيتونة فإن الله تعالى وصفها في كتابه فقال إلا شرقية ولا غربية وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك قال فتداوى بالزيتون فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه رؤیاه وبلغنا أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكا إليه ضيق حاله فقال له اذهب إلى عيسى وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك فقال يا رسول الله بأي علامة قال قل له بعلامة أنك رأيتني على البطحاء وكنت على نشز من الأرض فنزلت
وجئتني فقلت ارجع إلى مكانك قال وكان علي بن عيسى قد عزل فردت إليه الوزارة فلما انتبه جاع إلى علي بن عيسى وهو يومئذ وزير فذكر قصته فقال صدقت فدفع إليه أربع مائة دينار فقال اقض بهذه دينك ودفع إليه أربعمائة دينار أخرى وقال اجعلها رأس مالك فإذا أنفقت نفقت لك ارجع إلي وذكر رجل يعرف عرادك من أهل البصرة وكان يبيع الطيالسة قال بعت ساجا من بعض ولاة الأهواز وكنت أختلف إليه في ثمنه فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهم فمنعتني هيبته من الرد عليه فانقلبت وأنا مغموم فبت ليلتي كذلك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له يا رسول الله إن فلانا سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال ائتني به فجئت به فقال أضجعه فأضجعته فقال اذبحه فتعاظم الذبح في عيني فقلت يا رسول الله أذبحه فقال لي اذبحه حتى قال ثلاث مرات فأمررت السكين على حلقه فذبحته فلما أصبحت قلت أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت فلما بلغت داره سمعت الولولة فقيل إنه مات وأتى ابن سيرين رجل غير مهتم في دينه قلقا فقال إني رأيت البارحة في النوم كأني قد وضعت رجلي على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هل بت البارحة مع خفيك قال نعم قال فاخلعهما فخلعتهما فکان ت تحت إحدی رجلیه درهم عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الباب الثالث : رؤيا الملائكة عليهم السلام
سمعت أبا الفضل أحمد بن عمر الهروي بمكة حرسها الله تعالى قال سمعت أبا بكر بن القاري يقول سمعت أبا بكر جعفر بن الخياط الشيخ الصالح يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم جالسا ومعه جماعة من الفقراء متسمين بالتصوف فإذا بالسماء قد انشقت فنزل جبريل ومعه ملائكة بأيديهم الطسوت والأباريق فكانوا يصبون الماء على أيدي الفقراء ويغسلون أرجلهم فلما بلغوا إلي مددت يدي فقال بعضهم لبعض لا تصبوا الماء على يديه فإنه ليس منهم د فطل ی رمعون اد تل کت ت کے بای ای فل کے می ال کے ری لے من أحب فصب الماء على يدي حتى غسلتهما قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه رؤية الملائكة في النوم إذا كانوا معروفين مستبشرين تدل على ظهور شيء لصاحب الرؤيا وعز وقوة وبشارة ونصرة بط ظلم وشقاء بط هرضن إو امن بعد خوف او ايسر بع قفر او قرح بط شدة وتفتضي أن يحج صاحبها ويغزو فيستشهدون فإن رأى كانه يعادي جبريل وميکائيل أو يجادلهما فإنه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة وكان رأيه موافقا لرأي اليهود نعوذ بالله وإن رأى أنه أخذ من جبريل طعاما فإنه يكون من أهل الجنة إن شاء الله وإن رآه حزينا مهموما أصابته شدة وعقوبة لأنه ملك العقوبة
ومن رأى ميكائيل عليه السلام فإنه ينال مناه في الدارين إن كان تقيا وإن لم يكن تقيا فليحذر فان رآه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطرا ورخصت الأسعار فيها فان كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئا فانه ينال نعمة وسرورا لأنه ملك الرحمة
ومن رأى إسرافيل عليه السلام محزونا ينفخ في الصور وظن أنه سمعه وحده دون غير فإن صاحب الرؤيا يموت فإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوه ظهر في ذلك الموضع موت ذريع وقيل إن هذه الرؤيا تدل على العدل بعد انتشار الظلم وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية ومن رأى ملك الموت عليه السلام مسرورا مات شهيدا فإن رآه باسرا ساخطا مات على غير توبه
ومن رأى كأنه يصارعه فصرعه مات فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله وقيل من رأى ملك الموت طال عمره. وحكى عن حمزة الزيات قال رأيت ملك الموت في الثوم فقلت يا ملك الموت نشدتك الله هل لي عند الله من خير قال نعم وآية ذلك أنك تموت بحلوان فمات بحلوان فان رأى كأن ابنا عالما ملكا من الملائكة يبشره بابن رزق ابنا عالما رضيا وجيها لقوله تعالى إإن الله يبشرك بكلمة منه). الآية وقوله إإنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا]. وإن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه خرج من الدنيا شهيدا وإن رأى ملكا من الملائكة دخل عليه داره فلیحذر دخول اللص داره وإن رأی کأن ملكا أخذ منه سلاحه فانه تذهب قوته ونعته وربما فارق امرأته وإن رأى كأن الملائكة في موضع وهو يخافهم وقع في ذلك الموضع فتنة وحرب وإن رأى كأن الملائكة في موضع حرب ظفر بالأعداء وإن رآهم راكعين بين يدي
أو ساجدين له نال أمانيه وعلا ذكره وأمره فإن رأى آنه يصارع ملكا نال هما وذلا بعد العز وإن رأى مريض كأن ملكا يواقع قرب موته وإن رأى كأن الملائكة هبطت من السماء إلى الأرض على هيئتها فذلك دليل على أهل الحق وذل أهل الباطل ونصرة المجاهدين فإن رآهم على صورة النساء فإنه يكذب على الله تعالى لقوله تعالى [أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما]. وإن رأى أنه يطير مع الملائكة أو يصعد معهم إلى السماء ولا يرجع نال شرفا في الدنيا ثم يستشهد وإن رأى كانه ينظر إلى الملهكة أصابته مصيبة لقوله تعالى: إيوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين) وإن رأى كأن الملائكة يلعنونه فذلك دليلا وهن دينه وإن رأى كأن الملائكة يضجون خرب بيته ومسكنه وإن رأى رهطا من الملائكة في بلد أو
محلة أو قرية فإنه يموت هناك عالم أو زاهد أو يقتل رجل مظلوم أو تهدم دار على قوم وإن رأى كأن الملائكة يصنعون مثل صناعته دل ذلك على ارتفاقه بصناعته فان كان رجلا من أهل الخير أصاب خيرا وإن لم يكن من أهل الخير فليحذر لقوله تعالى إاقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا]. وإن رأى الملانكة في موضع على خيل هلك هناك جبارا وإن رأى طيور ولا SS LS SS SM ESET على قام من الظالمين ونصر المظلومين
ومن رأى الكرام الكاتبين نال السرور والفرح في الدنيا والآخرة ورزق حسن الخاتمة إن كان من أهل الصلاح وإلا خيف عليه لقوله تعالى إكراما كاتبين) إيعلمون ما تفعلون]. وقد قال بعض أهل العلم بهذه الصناعة أن رؤية الملك في صورة شيخ دليل على الزمان الماضي ورؤيته في صورة الشبان دليل على الزمن الحاضر ورؤيته في صورة صبي دليل على الزمان المستقبل
ومن رأى كأنه صار في صورة ملك فإن كان شدة نال الفرج وإن كان في رق عتق وإن كان شريفا نال رياسة وإن كان مريضا دلت هذه الرؤيا على موته
ومن رأى كأن الملانكة يسلمون عليه أتاه الله بصيرة في حياته وختم له بالخير وحكى أن شمويل اليهودي التاجر رأى في منامه وكان في سفر كأن الملائكة يصلون عليه فسأل معبرا فقال إنك تدخل في دين الله وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى إهو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور. فأسلم وهداه الله وكان سبب إسلامه أنه واری رجلا مدیونا فقیرا عن غریم له کان یطلبه.
الباب الرابع : رؤيا الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم
من رأى واحدا منهم أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزا وشرفا ويعلو أمره فإن رأى كأنه صار واحدا منهم يناله شدائد ثم يرزق الظفر وإن رآهم في منامه مرارا صدقت معيشته وإن رأى أبا بكر رضي الله عنه حيا أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله وإن رأى عمر رضي الله عنه أكرم بالقوة في الدين والعدل في الأقوال وحسن السيرة فيمن تحت يده فان رأى عثمان رضي الله عنه حيا رزق حياء وهيبة وكثر حساده وإن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيا أكرم بالعلم ورزق الشجاعه والزهد.
ومن رأى القراء مجتمعين في موضع فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين والتجار والعلماء
ومن رأى بعض الصالحين من الأموات صار حيا في بلدة فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب والفرح والعدل من واليهم ويصلح حال رئيسهم. ورأى الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صوفا وفي وسطه کستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة فقصصت روياه على ابن سيرين فقال أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته فى دين الله وأما عسله فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثباته في ورعه وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه وأما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل.
الباب الخامس : رؤيا سور القرآن الكريم
(أخبرنا) أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال أنبآنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن أن رجلا مات فرآه أخوه في المنام فقال يا أخي أي الأعمال تجدون أفضل قال القرآن قال أي القرآن أفضل قال آية الكرسي قال يرجو الناس قال نعم إنكم تعلمون ونحن نعلم ولانعمل.
(ومن رأى) كأنه يقرأ فاتحة الكتاب فتحت له أبواب الخير وأغلقت عنه أبواب الشر
(ومن رأى) كأنه يقرأ سورة البقرة طال عمره وحسن دينه
(ومن رأى) أنه يقرأ سورة آل عمران صفا ذهنه وزكت نفسه وكان مجادلا لأهل الباطل ومن قرأ سورة النساء فإنه يكون قساما للمواريث صاحب حرائر من النساء ويورث بعد عمر طویل
ومن قرأ سورة المائدة علا شأنه وقوي يقينه وحسن ورعه
ومن قرأ سورة كالأنعام كثرت أنعامه ودوابه ومواشيه ورزق الجود
ومن قرأ سورة الأعراف لم يخرج من الدنيا حتى يطأ قدمه طور سيناء
ومن قرأ سورة الأنفال رزقه الله الظفر بأعدائه ورزق الغنائم
ومن قرأ سورة التوبة عاش في الناس محمودا ومات على توبة
ومن قرأ سورة يونس حسنت عبادته ولم یضره کید ولا سحر
ومن قرأ سورة هود كان مرزوقا من الحرث والنسل
ومن قرأ سورة يوسف ظلم أولا ثم يملك أخيرا ويلاقي سفرا يقيم فيه
ومن قرأ سورة الرعد كان حافظا للدعوات ويسرع إليه الشيب
ومن قرأ سورة إبراهيم حسن أمره ودينه عند الله
ومن قرأ سورة الحجر كان عند الله وعند الناس محمودا
ومن قرأ سورة النحل رزق علما وإن كان مريضا شفى
ومن قرأ سورة بني إسرائيل كان وجيها عند الله ونصر على أعدائه
ومن قرأ سورة الكهف نال الأماني وطال عمره حتى يمل الحياة ويشتاق إلى الموت
ومن قرأ سورة مريم أحيا سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويكذب عليه ثم ظهر براءته ومن قرأ سورة طه لم يضره سحر ساحر
ومن قرأ سورة الانبياء نال الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر ورزق علما وخشوعا
ومن قرأ سورة الحج حج مرارا إن شاء الله تعالى
ومن قرأ سورة المؤمنون قوي إيمانه وختم له به
ومن قرأ سورة النور نور الله فلبه وقبره
ومن قرأ سورة الفرقان كان فارقا بين الحق والباطل
ومن قرأ سورة الشعراء عصمه الله عن الفواحش
ومن قرأ سورة النمل أوتي ملكا
ومن قرأ سورة القصص رزق كنزا حلالا
ومن قرأ سورة العنكبوت كان في أمان الله وحرزه إلى أن يموت
ومن قرأ سورة الروم فتح الله على يديه بلدة من بلاد المشركين وهدی على يديه قوما ومن قرأ سورة لقمان أوتي الحكمة
ومن قرأ سورة السجدة مات في سجدته وصار من الفائزين عند الله
ومن قرأ سورة الأحزاب كان من أهل التقى واتبع الحق
ومن قرأ سورة سبأ تزهد في الدنيا وآثر العزلة
ومن قرأ سورة فاطر فتح الله عليه باب النعم
ومن قرأ سورة يس رزق محبة أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن قرأ سورة الصافات رزقه الله ولدا صاحب يقين طائعا له
ومن قرأ سورة “ص” كثر ماله وحذق في صناعته
ومن قرأ سورة الزمر خلص دينه وحسنت عاقبته
ومن قرأ سورة المؤمن رزق رفعة في الدنيا والآخرة وتجري الخيرات على يديه ومن قرأ سورة حم السجدة يكون داعيا إلى الحق ويكثر محبوه ومن قرأ حم عسق عمر عمرا طويلا إلى غاية
ومن قرأ الزخرف كان صادقا في أقواله
ومن قرأ الدخان رزق الغنى
ومن قرأ سورة الجاثية فإنه يخشع لربه ما عاش
ومن قرأ سورة الأحقاف رأى العجائب في الدنيا
ومن قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم حسنت سيرته
ومن قرأ سورة الفتح وفق للجهاد
ومن قرأ سورة الحجرات يصل رحمه
ومن قرأ سورة ق وسع عليه رزقه
ومن قرأ سورة الذاريات كان مرزوقا من الحرث والزرع
ومن قرأ سورة الطور دلت على أنه يجاور بمكة
ومن قرأ سورة النجم رزق ولدا جميلا وجيها
ومن قرأ القمر فإنه يسحر ولا يضره ومن قرأ سورة الرحمن نال في الدنيا النعمة وفي الآخرة الرحمة ومن قرأ سورة الواقعة كان سباقا إلى الطاعات
ومن قرأ سورة الحديد كان محمولا الأثر صحيح البدن
ومن قرأ سورة المجادلة كان مجادلا لأهل الباطل قاهرا لهم بالحجج ومن قرأ سورة الحشر أهلك الله أعداءه
ومن قرأ سورة الممتحنة نالته محنة وأجر عليها
ومن قرأ سورة الصف استشهد
ومن قرأ سورة الجمعة جمع الله له الخيرات
ومن قرأ سورة الفرقان برئ من النفاق
ومن قرأ سورة التغابن استقام على الهدى
ومن قرأ سورة الطلاق دل على نزاع بينه وبين امرأته يؤدي ذلك إلى الفراق ومن قرأ سورة الملك كبرت أملاكه
ومن قرأ سورة نون رزق الكتابة والفصاحة
ومن قرأ سورة الحاقة كان على الحق
ومن قرأ سورة المعارج كان آمنا منصورا ومن قرأ سورة نوح كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مظفرا على الأعداء ومن قرأ سورة الجن عصم من شر الجن
ومن قرأ سورة المزمل وفق للتهجد
ومن قرأ سورة المدثر حسنت سريرته وكان صبورا ِ
ومن قرأ سورة القيامة فإنه يتجنب الحلف فلا يحلف أبدا
ومن قرأ سورة هل أتى وفق للسخاء ورزق للشكر وطابت حياته ومن قرأ سورة المرسلات وسع عليه في رزقه
ومن قرأ سورة عم يتساءلون عظم شأنه وانتشر ذكره بالجميل ومن قرأ سورة النازعات نزعت الهموم والخيانات من قبله
ومن قرأ سورة عبس فإنه يكثر إيتاء الزكاة والصدقة
ومن قرا سورة التكوير كثرت أسفاره في ناحية المشرق وكثرت أرباحه في أسفاره
ومن قرأ سورة الانفطار قربه السلاطين وأكرموه
ومن قرأ سورة المطففين رزق الأمانة والوفاء والعدل
ومن قرأ سورة الانشقاق كثر نسله وولده
ومن قرا سورة البروج فاز من الهموم واكرم بنوع من العلوم وقيل ذلك علم النجوم
ومن قرأ سورة الطارق الهم كثرة التسبيح
ومن قرا سورة سبح تیسرت عليه اموره
ومن قرأ سورة الغاشية ارتفع قدره وانتشر ذكره وعلمه
ومن قرأ سورة الفجر كسي البهاء ٍ
ومن قرأ سورة البلد وفق لإطعام الطعام وإكرام الأيتام ورحمة الضعفاء
ومن قرأ سورة الشمس وتي الفهم وذكاء الفطنة في الأشياء
ومن قرأ سورة الليل وفق لقيام وعصم من هتك الستر [ ۰
ومن قرا سورة الضحى فإنه يكرم المساكين والايتام. وقد حكي أن بعض العلويه راى في منامه مكتوبا على جبينه سورة الضحى فأخبر بذلك ابن المسيب فعبرها بدنو الأجل فمات العلوي بعد ليلة
ومن قرأ سورة ألم نشرح فإن الله يشرح صدره للإسلام ويسر عليه أمره وتنكشف عنه همومه ومن قرأ سورة التين عجل له قضاء حوانجه وسهل له رزقه
ومن قرأ سورة اقرا رزق الكتابة والفصاحة والتواضع
ومن قرأ سورة القدر طال عمره وعلا أمره
ومن قرأ لم یکن هدی الله على يديه قوما ضالین
ومن قرأ سورة الزلزلة زلزل الله به أقدام أهل الكفر
ومن قرأ سورة العاديات رزق الخيل وارتباطها
ومن قرأ سورة القارعة أكرم العبادة والتقوى
ومن قرأ سورة التكاثر كان زاهدا في المال تاركا لجمعه
ومن قرا سورة العصر وفق للصبر وأعين على الحق ويناله خسران في تجارته ويتعقبه ربح ومن قرأ سورة الهمزة فإنه يجمع مالا ينفعه في أعمال البر
ومن قرأ سورة الفيل نصر على الأعداء وجرى على يديه فتوح في الإسلام
ومن قرأ سورة قريش فإنه طعم المساكين ويؤلف الله بينه وبين قلوب عباده في المحبة
ومن قرأ سورة أرأيت فإنه يظفر بمن خالفه وعاند
ومن قرأ سورة الكوثر كثر خيره في الدارين
ومن قرأ سورة الكافرون وفق لمجاهدة الكافرين
ومن قرأ سورة النصر نصره الله على أعدائه وهذه الرؤيا تدل على قرب وفاة صاحبها فإنها سورة نعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وقد حكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال إني رأيت في المنام كأني أقرأ سورة الفتح (النصر) فقال عليك بالوصية فقد جاء أجلك فقال ولم قال لأنها آخر سورة نزلت من السماء
ومن قرأ سورة تبت يدا فإن بعض أهل النفاق يتشمر لمعاداته وطلب عثراته ثم يهلكه الله عز وجل
ومن قرأ سورة الإخلاص نال مناه وعظم ذكره ووقى زلات توحيده وقيل يقل عياله ويطيب عيشه وقد قيل قراءتها أيضا دليل على اقتراب الأجل وقد حكى أن بعض الصالحين رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه فقص ذلك على سعيد بن المسيب فقال إن صدقت رؤياك فقد دنا موتك فکان كما قالا
ومن قرأ سورة الفلق فإن الله يدفع عنه شر الإنس والجن والهوام والحساد
ومن قرأ سورة الناس عصم من البلايا و أعيذ من الشيطان وجنوده ووسواسهم
(قال أبو سعيد) رضي الله عنه والأصل في هذا النوع من الرؤيا أن يتدبر المعبر رؤيا القاص عليه في هذا الباب فإن كانت الآية التي رأى أنه قرأها آية رحمة مبشرة بشره بالرحمة والنعمة والأمن والغبطة وإن كانت عقوبة حذره ارتكاب معصية يستحقها بها وأشار عليه بترك معصية هو فيها أو هم بها قاصدا لها فإن رأى كانه يقرأ القرآن ظاهرا فإنه يكون موديا للأمانات مستقيما على الحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لقوله تعالى: إيتلون آیات الله. إلى قوله: إويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) . فان رأى E E وعزا وذكرا وحسن دين والمصحف حكمة في التأويل فإن رأى أنه اشتر تری مصحفا انتشر علمه في الدين والناس وأفاد خيرا
(ومن رأى) آنه باع مصحفا فإنه يحتقب الفواحش فإن رأى أنه أحترق مصحفا أفسد دينه فان رأى أنه سرق مصحفا انسي الصلاة فإن رأى في يده كتابا أو مصحفا فلما فتحه لم يكن فيه كتابة دل على أن ظاهره بخلاف باطنه فإن رأى أنه يأكل أوراق المصاحف فإنه يكتب المصاحف بأجرة ويطلب رزقه من غير وجهه فإن رأى آنه يقبل المصحف فإنه لا يقصر في أداء الواجبات فإن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف فإنه يقول في القرآن برأيه فان رأى أنه يكتب على الأرض فهو ملحد. وقد حكي أن الحسن البصري رحمه الله رأى كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك فإن رؤياك تدل على ذلك فإن رأى كأنه يقرا القرآن وهو متجرد فإانه صاحب أهواء
(ومن رأی) کأنه یأکل القرآن فانه یأکل به
(ومن رأی) کأنه متوسد مصحفا فانه رجل لا یقوم بما معه من القرآن لقوله صلی الله عليه وسلم لا توسدوا بالقرآن
(ومن رأى) أنه حفظ القرآن ولم يحفظ نال ملكا لقوله تعالى: إإني حفيظ عليم).
(ومن رأی) كأنه يسمع القرآن قوي سلطانه وحسنت خاتمته
(ومن رأى) أن المصحف أخذ منه فإنه ينتزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا
(ومن رأى) أنه يتلى عليه القرآن وهو لا يفهمه أصابه مكروه إما من الله أو من السلطان لقوله تعالی: إوقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير]. فمن رأى أنه يقرأ آية رحمة فإذا وصل إلى آية عذاب عسرت عليه قراءتها أصاب فرجا
(ومن رأى) أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأً له قراءتها بقي في الشدة (ومن رأی) آنه يختم القرآن ظفر بمراده وكثر خيره وحكي أن امرأة رأت كأن في حجرها مصحفا وهي تقرأً منه فجاءت فروجتان تلتقطان كل كتابة فيه حتى استوفتا جميع كتابته أكلا فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال ستلدين ابنين يحفظان القرآن فكان كذلك. حكي أن رجلا من القراء رأى في منامه كأنه يقطع ورقة ورقة من المصحف فيضعها على النار فيسكن لهبها فرفعها إلى بعض المفسرين فقال ستكون فتنة من جهة السلطان وتسكن بقراءتك القرآن فكان كذلك. ومن سمع قراءة القرآن قوي سلطانه وحمدت عاقبته وأعيذ من كيد الكائدين لقوله تعالى: إوإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا.
الباب السادس : رؤيا الإسلام
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله كل مشرك رأى فى منامه أو رآه غيره كأنه فى الجنة أو ېهي حصنا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى لا إله إلا أنا حصني فمن دخله أمن من عذابي فإن رأى مشرك أنه أسلم أو رأى أنه يصلي نحو القبلة أو رأى أنه يشكر الله تعالى هدي للإسلام وإن كان في دار الشرك فرأى في منامه أنه تحول إلى دار الإسلام فإنه يموت عاجلا لأن دار الإسلام دار الحق فإن رأى مسلم في منامه كآنه يقول أسلمت استقامت أموره واستحكم إخلاصه فإن رأى مسلم كأنه يسلم ثانيا سلم من الآفات
(ومن رأى) من المشركين كأنه كان ميتا فحيي فإنه يسلم وكذلك إذا رأى سعة في صدره فإنه يسلم وكذلك إذا رأى نفسه في سفينة في البحر فإنه يسلم.
الباب السابع : رؤيا السلام والمصافحة
من رأى كأنه يصافح عدوا أو يعانقه ارتفعت من بينهما العداوة ونبتت الإلفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال المصافحة تزيد في المودة
ومن رأى أن عدوه سلم عليه فإنه يصلب إليه الصلح
(ومن رأى) أنه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة أصاب المسلم عليه من المسلم فرحا وإن كانت بينهما عداوة فإنه يظفر بالمسلم ويأمن بوائقه
(ومن رأی) كأنه سلم على شيخ لا يعرفه فان ذلك أمان من عذاب الله عز وجل وإن رأى أنه سلم على شيخ يعرفه فإنه ينكح امرأة حسناء وينال أنواع الفواكه لقوله تعالى: إلهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون)] إسلام قولا من رب رحیم]. فان سلم عليه شاب لا یعرفه فانه یسلم من شر أعدائه ومن كان يخطب إلى رجل فرأى كأنه يسلم على ذلك الرجل فرد عليه جواب سلامه لم يزوجه وكذلك إن کانت بینه وبين رجل تجارة فرأی في منامه کأنه سلم عليه فرد عليه جوابه استقامت تلك التجارة بينهما فإن لم يرد جوابه لم تستقم.
الباب الثامن : رؤيا الطهارة
(قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الأولى بالطهارات بتقديم الذكر: الختان» وهي من الفطرة. فمن رأى كأنه اختتن فقد عمل خيرا طهره الله به من الذنوب وأحسن القيام بأمر الله تعالى ولو قال قائل إنه يخرج من الهموم لم يبعد فإن رأى كأنه أقلف فإن القلفة زيادة مال ووهن في الدين وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا فان رأى أنه اختتن فسال منه دم كثير خرج عن ذنوبه وأقبل على إقامة سنن صلى الله عليه وسلم والسلوك من الفطرة أيضا وهذه رؤيا أهل السنة فمن رأى أنه يستاك فإنه يكون محسنا إلى أقاربه واصلا لرحمه فإن رأى أنه يستاك بشيء نجس فإنه ينفق مالا حراما في طاعة
(ومن رأى) أنه يتوضاً وضوءه لصلاة فإانه أمان من الله تعالى
(ومن رأى) أنه جنب فإنه يسافر ويطلب حاجة لاسوى لها
(ومن رأى) أنه اغتسل فإنه يقضي حاجة الاغتسال يطهر الذنوب ويكشف الهموم
(ومن رأى) أنه اغتسل ولبس ثيابا جددا فإن كان معزولا عن ولاية ردت إليه وإن كان فقيرا آثری وغنی وإن کان مسجونا خلی سبیله وإن کان مريضا عوفي وإن کان تاجرا قد کسدت تجارته أو صانعا قد تعذرت عليه صنعته استقام أمرها وتجدد لهما أمر في أتم دولة وإن كان ضرورة حج وإن کان مهموما فرج الله همه وإن کان مدیونا قضى الله دينه لأن أيوب حين اغتسل ولبس ثیابا جددا وهب الله له أهله ومثلهم معهم وذهب همه وصح جسمه فان رأی آنه اغتسل ولبس ثيابا خلقة فإنه يذهب همه ويفتقر
(ومن رأی) آنه يغتسل إلا أنه لم يتم أمره ولم ينل ما يطلبه
(ومن رأی) کأنه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإانه يظفر بشيء کان سرق له
(ومن رأى) كآنه يتوضأً ودخل في الصلاة خرج من الهموم وشكر الله تعالى على الفرج (ومن رأی) كانه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو في هم ینتظر الفرج ولا يناله وإن تاجرا انه يصلي بغیر وضوء فإنه یتجر من غیر راس مال وان رای امیر هده الرؤيا فلا يجتمع له جند وان رآها محترف لم يستقر به قرار
(ومن رأى) أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه متحير في أمره لا يجد منه خلاصا وقيل الوضوء في المنام أمانه يؤديها أو دين يقضيه او شهادة يقيمها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه
فاستنقذه من ذلك
(ومن رأی) أنه تيمم فقد دنى فرجه وقربت راحته لأن التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى.
الباب التاسع : رؤيا الأذان والإقامة
(أخبرنا) أبو بكر بن عبد الله ابن قريش قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي قال حدثنا وهب ابن جرير قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصار عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالذي رأيته من الأذان فقال إن هذه لرؤيا حق فقم فألقها على بلال فإنه أندى صوتا منك قال فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع أذان بلال يجر ثوبه وقال يا رسول الله رأيت مثل ما أرى عبد الله بن زيد فقال الحمد لله فذاك أثبت (وأخبرنا) أبو بكر قال أخبرنا الحسن بن سفيان عن إسماعيل بن عبيد الحراني عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم بالبوق وأمر بالناقوس فتنحت فأرى عبد الله ابن زيد الأنصاري في المنام قال رأيت رجلا عليه ثوبان أخضر أن يحمل ناقوسا فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس قال ومنا تصنع به قلت ننادي به للصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك قلت بلى قال تقول الله أكبر ثم لقنني كلمات الأذان ثم مشى هنيهة ولقنني كلمات الإقامة فلما استيقظت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال عليه السلام إن أخاكم قد رأى رؤيا فاخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه فليناد بها فإنه أندى صوتا منك فخرجت معه فجعلت ألقيها وينادي بها بلال فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصوت فخرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لقد رأيت مثل ما أرى (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) (من رأى) أنه أذن مرة أو مرتين وأقام وصلى فريضة رزق حجا وعمرة لقوله تعالى: إوأذن في الناس بالحج) والآن بعرفات يؤذن ويقام مرتان مرتان فإن رأى كأنه يؤذن على منارة فإنه يكون داعيا إلى الحق ويرجى له الحج فإن رأى كأنه يؤذن في بئر فإن يحث الناس على سفر بعيد فإن رأى كأنه مؤذن وليس في اليقظة ولى ولاية بقدر ما بلغ صوته إن كان للولاية أهلا فإن رأى كأنه يؤذن على تل أصاب ولاية من رجل أعجمي وإن لم يكن للولاية أهلا فإنه يصيب تجارة رابحة أو حرفة عزيزة فإن رأى أنه زاد في الأذان أو نقص منه أو غير ألفاظه فإنه يظلم الناس بقدر الزيادة والنقصان وإن أذن في شارع فإن كان من أهل الخير فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كان من أهل الفساد فإنه يضرب
(ومن رأى) كأنه يؤذن على حائط فإنه يدعو رجلا إلى الصلح وإن أذن فوق بيت فإنه يموت أهله فإن أذن فوق الكعبة فإانه يظهر بدعة والأذان في جوف الكعبة لا يحمد ومن أذن على سطح جاره فإنه يخون جاره في أهله ومن أذن بين قوم فلم يجيبوه فإنه بين قوم ظلمة لقوله تعالى: إفأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين؟
(ومن رأى) أنه أذن وأقام فإنه يقيم سنة ويميت بدعة
(ومن رأى) صبيا يؤذن فإنه براءة لوالديه من كذب وبهتان لقصة عيسى عليه السلام والأذان في الحمام لا يحمد دينا ولادنيا وقيل إنه يقود فإن أذن في البيت الحار فإنه يحم حمى نافض فإن أذن في البيت البارد فإنه يحم حمى حارة ومن أذن على باب سلطان فإنه يقول حقا (وحكي) عن ابن سيرين رحمه الله أنه قال الأذان مفارقة شريك لقوله تعالى: إوأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر]. الآية فان أذن في قافلة فإنه يسرق لقوله تعالى: [أيتها العير إنكم لسارقون). والأذان في البرية أو المعسكر يكون جاسوسا للصوص ومن كان محبوسا فرأى كأنه يقيم أو يصلي قائما فإنه يطلق لقوله: إفإان تابوا وأقاموا الصلاة). الآية
(ومن رأى) غير محبوس أنه يقيم إقامة الصلاة فإنه يقوم له أمر رفيع يحسن الثناء عليه فيه
(ومن رأی) کأنه أقام علی باب داره فوق سریر فانه يموت
(ومن رأى) كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب سلب عقله لقوله تعالى: إوإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوما لا يعقلون]. (وحكي) عن دانيال الصغير أنه قال (من رأى) كأنه أذن وقام وصلى فقد تم عمله وهو دليل الموت ومن سمع أذانا في السوق فإنه موت رجل من أهل تلك السوق ومن سمع آذانا يكرهه فإنه ينادي عليه في مكروه (قال الأستاذ أبو سعيد) الأصل في هذا الباب الأذان إذا رآه من هو أهل له كان محمودا إذا أذن في موضعه وإذا رآه من ليس بأهل أو رآه في غير موضعه كان مكروها فإن أذن في مزبلة فإنه يدعو أحمق إلى الصلح ولا يقبل منه وإن أذن في بيت فإنه يدعو امرأة إلى الصلح فإن أذن متعجرا فإنه يغشى امرأة (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أؤذن فقال تحج وأتاه آخر فقال رأيت كأني أؤذن فقال تقطع يداك قيل له كيف فرقت بينهما قال رأيت للأول سيما حسنة فأولت إوأذن في الناس بالحج) ورأيت للثاني سيما غير صالحة فأولت إثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون
الباب العاشر : رؤيا الصلاة وأركانها
(قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الأصل في رؤيا الصلاة أنها محمودة دينا ودنيا وتدل على إدراك ولاية ونيل رياسة أو قضاء دين أو أداء أمانة وإقامة فريضة من فرائض الله تعالى ثم هي على ثلاثة أضرب فريضة وسنة وتطوع فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأن صاحبها يرزق الحج ويجتنب الفواحش لقوله تعالى: إإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والسنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المکاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالی: إلقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وشفقة على خلق الله تعالى وعلى أن يكرم عياله ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة ويسعى في أمور أصدقائه فورثه ذلك عزا والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم
(ومن رأى) كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو فإنه يتوسط في أمر يورثه ذلك عزا حسب صفاء ذلك اليوم فإن كان يوم غيم فإنه يتضمن حمل غموم فإن رأى كانه يصلي العصر فإنه يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلا أقله فان رأى آنه يصلي الظهر في وقت العصر فإنه يقضي دينه فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه فإنه يقضي نصف الدين أو نصف المهر لقوله تعالى: إفنصف ما فرضتم) فإن رأى كأنه يصلي فريضة المغرب فإنه يقوم بما يلزمه من أمر عياله فإن رأى آنه يصلي العتمة فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم فان رأى كأنه يصلي فريضة الفجر فإنه يبتدئ أمرا يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله فإن رأى كأنه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين فإنه يسافر فإن رأت مثلهما امرأة حاضت في یومها فان ری کأنه يصلي قاعدا من غير عذر لم یقبل عمله فان رأی كانه يصلي على جنبه مرض فان رأی كآنه يصلي راكبا أصابه خوف شديد فإن رأى كأن الإمام يصلي بالناس وهو راکب وهم رکبان فان کانوا في حرب رزقوا الظفر فان رأی كانه يصلي في بستان فانه يستغفر الله فإن رأى كأنه صلى في أرض مزروعة قضى الله دينه منها فإن رأى كأنه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه وقيل إنه يلوط بغلام فان رأى كأن صلاة مفروضة فاتته ولا يجد موضعا يقضيها فيه تعذر عليه نيل ما يطلبه فان رأى كأنه يصلي في جماعة مستوية الصفوف فإنهم يكثرون التسبيح والتهليل لقوله تعالى: إوإنا لنحن الصافون) إوإنا لنحن المسبحون؟ . فان رأى كآنه ترك صلاة فريضة فانه يستخف بب ببعض الشرائع والسجدة في المنام دليل الظفر ودليل التوبة من ذنب هو فيه دليل الفوز بمال ودليل طول الحياة ودليل النجاة من الأخطار فإن رأى كأنه سجد لله تعالى على جبل فإنه يظفر برجل منيع فإن رأى أنه سجد لغير الله تعالی لم تقض حاجته وقهر إن كان في حرب وخسر إن کان تاجرا فان رأى كانه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها فإن رأى كأنه يصلي فیاکل العسل فاته ياتي امرته وهو صائم فان رأی کانه قاعد يتشهد فرج عنه همه وقضیت حاجته فان رأی کانه سلم وخرج من صلاته على تمامها فانه يخرج من همومه فان سلم عن يمینه دون ساره صلح بعض اموره فان سلم عن يساره دون يمینه انه یتشوش عليه بعض أحواله فان رأى أنه يصلي نحو الكعبة دل على استقامة دينه فإن صلى نحو المغرب دل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي لانه قبلة اليهود وهم اجترءوا على أخذ الحيتان يوم سبتهم فإن صلى نحو المشرق دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل لأنه قبلة النصارى فإن صلى وظهر ه للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر فإن رأى أنه لا يهتد ي إلى القبلة فإنه متحير في أمره فان صلى إلى غير قبلة إلا أن عليه ثيابا بيضا وهو يقرأ القرآن كما يجب رزق الحج لقوله تعالى: إفاينما تولوا فثم وجه الله). فان رأى من ليس بإمام في اليقظة كأنه يوم الناس في الصلاة وكان للولاية أهلا نال ولاية شريفة وصار مطاعا فإن أم بهم إلى القبلة وصلى بهم صلاة تامة عدل في ولايته وإن رأى في صلااتهم نقصانا أو زيادة أو تغيرا جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص فإن صلى بهم قائما وهم
جلوس فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤیاه آنه يتعهد قوما مرضی فان صلى بقوم قاعدا وهم قيام فانه يقصر في أمر يتولاه فان صلى بقوم قيام وقوم قعود فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء فإن صلى بهم قاعدا وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب وافتقار فان رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمور قوم ضعاف فإن أم بالناس على جنبه أو مضطجعا وعليه ثياب بيض وينكر موضعه ذلك ولا يقرأ في صلاته ولا یکبر فانه يموت ويصلي الناس عليه وكذلك إن رأت امرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت لأن المرأة لا تتقدم إلى في الموت فإن رأى الوالي أنه يوم بالناس عزل وذهب ماله ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلا لذلك وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس
(ومن رأى) أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإنه انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ أحکامه ولا کلامه فان صلی وحده والقوم یصلون فرادی فإنهم خوارج فان صلی بالناس صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره فإن كان القوم جعلوه إماما فإنه يرث ميراثا لقوله تعالى: إونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين]. فان رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شينئا لا يوجده ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة قرض أو صدقة فإن رأى آنه يدعو دعاء معروفا فإنه يصلي فريضة فإن دعا دعاء ليس فيه اسم الله فانه يصلي صلاة رياء فإن رأى كأنه يدعو لنفسه خاصة رزق ولدا لقوله تعالى: إإذ نادی ربه نداء خفیا]. فان کان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم لقوله تعالی: إفنادی في الظلمات]. وحسن الدعاء دليل على الدين والقنوت دليل على الطاعة وكثرة ذكره الله تعالى دليل على النصر لقوله تعالى: إوذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا].
(ومن رأی) کأنه یستغفر الله تعالی رزق حلالا وولدا لقوله تعالی: [استغفروا ربكم إنه كان غفارا]. الآية فإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجهه إلى القبلة فإنه يستجاب دعاؤه وإن كان وجهه إلى غير القبلة يذنب ذنبا ويموت ولم يتب منه فان سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالی: إوإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله…]. الآية فإن رأت امرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة لقصة زليخا فإن رأى أنه يقول سبحان الله فرج عن همومه من حيث لا يحتسب فإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى: إفلولا أنه كان من المسبحين). فإن رأى كأنه قال لا إله إلا اله أتاه الفرج من غم هو فيه وختم له بالشهادة فإن رأى كأنه يكبر الله أوتي مناه ورزق الظفر بمن عاداه فإن رأى كأنه یحمد الله نال نورا أو هدى في دينه
(ومن رأى) كأنه يشكر الله تعالى نال قوة وزيادة نعمة وإن كان صاحب هذه الرؤيا واليا ولي بلدة عامرة لقوله تعالى: إواشكروا له بلدة طيبة ورب غفور). وقيل (من رأى) كأنه يحمد الله رزق ولدا لقوله تعالى: إالحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل.
(ومن رأى) أنه يصلي يوم الجمعة فإنه يسافر سفرا ينال فيه خيرا وبرا ورزقا وفضلا
(ومن رأى) كأنه يصلي صلاة الجمعة يوم الجمعة اجتمعت له أموره المتفرقة وأصاب بعد العسر يسرا وقيل (من رأى) هذه الرؤيا فإنه يظن خيرا وليس كذلك
(ومن رأى) كأنه فرغ من الصلاة وقضاها نال من الله فضلا واسعا فإن رأى أن الناس يصلون صلاة الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم ويظن الناس قد رجعوا من الصلاة فإن والي تلك الكورة يعزل وإن كأنه يحفظ الصلاة فإنه ينال كرامة وعزا لقوله تعالى: إالذين هم على صلاتهم يحافظون). فان رأى أنه
يصلي وخرج من المسجد فانه ينال خيرا ورزقا لقوله تعالى: إفإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.
الباب الحادي عشر : رؤيا المسجد والمحراب ومجالس الذكر
أخبرنا عبد الله بن حامد الفقيه قال أخبرنا إبراهيم بن محمد الهروي قال أنبأنا أبو شاكر ميسرة بن عبد الله عن أبي عبد الله العجلي عن عمرو بن محمد عن عبد العزيز بن أبي داود قال کان رجل بالبادية قد أتخذ مسجدا فجعل في قلبه سبعة أحجار فكان إذا قضى صلاته قال يا أحجار أشهدكم أن لا إله إلا الله قال فمرض الرجل فمات فعرج بروحه قال فرأيت في منامي أنه قال أمر بي إلى النار فرأيت حجرا من تلك الأحجار قد عظم فسد عني بابا من أبواب جهنم قال وسد عني بقية الأحجار أبواب جهنم (قال الأستاذ أبو سعيد) من رأى في منامه مسجدا محكما عامرا فإن المسجد رجل عالم يجتمع الناس عنده في صلاح وخير وذكر الله تعالى لقوله عز وجل (يذكر فيها اسم الله كثيرا) فإن رأى كان المسجد انهدم فإنه يموت هناك رئيس صاحب دين فإن رأى انه يبني مسجدا فإنه يصل رحمه ويجمع الناس على خير وبناء المسجد يدل على الغلبة على الأعداء لقوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) فإن رأى كأن رجلا مجهولا أم بالناس في مسجد وكان إمام ذلك المسجد مريضا فإنه يموت فإن رأى كان مسجدا تحول حماما دل على ان رجلا مستورا یرتکب الفسوق ومن رای کان بیته تحول مسجدا اصاب شرفا وصار داعيا للناس من الباطل إلى الحق ومن رأى كأنه دخل مع قوم مسجدا فحفروا له حفرة فإانه يتزوج ومن رأى كأنه يصلي في المحراب فإنه بشارة لقوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابنا ومن رأى كأنه يصلي في المحراب صلاة لغير وقتها فان ذلك خير يكون لعقبة من بعده فإن رأى أنه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثة فكل قطرة ابن نجيب وجيه يولد له والمحراب في الأصل أمام رئيس (وحكي) أن رجلا رأى في منامه كأنه بال في المحراب فسأل معبرا فقد يولد لك غلام يصير إماما يقتدى به وأما المنارة فهي رجل يجمع الناس على خير وانهدام منارة المسجد موت ذلك الرجل وخمول ذكره وتفرق جماعة ذلك المسجد ومنارة الجامع صاحب البريد أو رجل يدعو الناس إلى دين الله تعالى ومن رأى كأنه سقط من منارة في بئر ذهبت دولته ودلت رؤياه على أنه يتزوج امرأة سليطة وله امرأة دينة جميلة ورأى مهندس كأنه ارتقى منارة عظيمة من خشب وأذن فقص رياه على معبر فقال يصيب ولاية وقوة ورفعة في إنفاق فولي بلخ وقيل أن القعقاع ركبه دين عشرة آلاف درهم وكان مغموما فرأى ولده في منامه على شرف منارة يسبح الله ويهلل فلما رآه دعاه واستيقظ فسأل المعبر عنه فقال إن المنارة علو ورفعة يصيبها أبوك في غم وحزن ويفرجه الله عز وجل عنك لقوله تعالی إفنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فلم يلبث إلا قليلا فإذا رجل قد أخذ بيده وقال له أنت القعقاع فقال في نفسه ليس هذا إلا غريم ملازم فقال له إن سعدانة امرأة مريضة وهي توصي وتدعوك قال فذهب معه فإذا جماعة من المشايخ وكتاب مكتوب إن سعدانة جعلت ثلث مالها للقعقاع فأوصت له بثلث مالها وماتت بعد ثلاثة أيام ومن رأى كأنه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثا أو تمسك ببر ومن رأى انه على مصلى رزق الحج والأمن لقوله تعالى (واتخذوا من مقام ِ إبراهيم مصلى) ومن رأى أنه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة فإنه يحج فإن رأى كأنه يتوضأ في بيت المقدس فإنه يصير فيه شيئا من ماله والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه إن كان في يده فان رأى آنه أسرج في بيت المقدس سراجا أصيب في ولده أو كان عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به وأما العالم فهو طبيب الدين والمذكر ناصح لقوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فإن رأى كانه يذكر وليس من أهله فإنه في هم ومرض وهو يدعو الله تعالى بالفرج فإن تكلم بالحكمة شفي وقضي دينا إن كان عليه ونصر على من ظلمه وأن تكلم بالخنا تعسر عليه الأمر وصار ضحكة يستخف به والقاص رجل حسن المحضر لقوله تعالى نحن نقص عليك أحسن القصص) فإن رأى كانه يقص آمن من خوف لقوله تعالى إفلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف) وإن رآه تاجر نجا من الخسران وإذا رأى في مكان
مجلس ذكر وقراءة قرآن ودعاء وإنشاد وأشعار زهدية فان ذلك الموضع يعمر عمارة محكمة على قدر صحة القراءة وان وقع في القرآن لحن لم يكمل ولم يتم وان أنشد أشعار للغزل فتلك ولاية باطلة.
الباب الثاني عشر : رويا الزكاة والصدقة والإطعام وزكاة الفطر
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد جميع الغساني بصيدا قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني عن أبي معمر عبد الله بن عمر المقري عن عبد الوارث بن سعيد عن الحسن بن ذكوان ان [ابن؟؟] المعلم أن يحيى بن كثير حدثهم أن عكرمة بن خالد حدثه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى في المنام فقيل له لتتصدق بأرضك ثمغ فقيل ذلك ثلاث مرات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك فقال يا رسول الله انه لم یکن لنا مال أوصف لنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بها واشرط (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) من رأى كأنه يوفي زكاة ماله بشرائطها فانه يصيب مالا وثروة لقوله تعالی (وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) ورؤية الصدقة في المنام تختلف باختلاف أحوال الرائين: فإن رأى عالم كأنه يتصدق فإنه بذل للناس علمه فإن رآها سلطان ولي أقواما أو إن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام وإن رآها محترف علّم الأجراء حرفته ومن رأى [أنه؟؟] أطعم مسكينا خرج من همومه وأمِن إن كان خائفاء فان أطعم كافرا فانه يقوي عدوا.
وتأويل المسكين هو الممتحن.
ومن رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح لقوله تعالى إقد أفلح من تزكى وذکر اسم ربه فصلى) ويقضي دينا إن كان عليه ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم.
الباب الثالث عشر : رؤيا الصوم والفطر
(قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم فقال بعضهم من رأى أنه في شهر الصوم دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام وقال بعضهم إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا والخروج من الغموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شق يأتيه البيان لقوله تعالى (هدى للناس وبينات) فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن فإنه رأى أنه أفطر شهر رمضان عامدا جاحدا فإنه يستخف ببعض الشرائع فإن رأى كأنه أقر بحقيقة الصوم واشتهى قضاء فهو رزق يأتیه عاجلا من حیث لا یحتسب وقال بعضهم إن من رأی كانه يفطر في شهر رمضان فإنه يصيب الفطرة وقال بعضهم إنه يسافر في رضا الله تعالى لقوله عز وجل (فمن كان منكم مريضا أو على سفر) الآية وقيل انه من رأى أنه أفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأى أنه قتل مؤْمنا متعمدا فأنه يفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأی كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة فإنه يتوب من ذنب هو فيه ومن رأى كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر فإنه يمرض ومن صام تطوعا لم يمرض تلك السنة لما روى في الخبر “”صوموا تصحوا” ومن رأى كأنه صانم دهره فإنه يجتنب المعاصي ومن رأى كأنه صائم لغير الله تعالى بل للرياء والسمعة فإنه لا يجد فإنه لا يجد ما يطلبه فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر انه أفطر فإنه يغتاب إنسانا أو يمرض مرضا شديدا ومن رأى انه صائم ولا يدر أفرض هو أم نفل فإن عليه قضاء نذر لقول الله تعالى (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) وربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت ومن رأى كأنه في يوم عيد فإنه يخرج من الهموم ويعود إليه السرور واليسر.
الباب الرابع عشر : رؤيا الحج و العمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وما يتصل به والأضاحي والقربانات
(قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) ومن رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته فإن كان صرورة رزق الحج وان كان مريضا عوفي وان کان مدیونا قضي دينه وإن کان خائفا أمن وان کان معسرا أيسر وان كان مسافرا سلم وان كان تاجرا ربح وإن كان معزولا ردت إليه الولاية وان کان ضالا هدی وان کان مغموما فرج عنه فان رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته فإنه إن كان واليا عزل وان كان تاجرا خسر وان كان مسافرا قطع عليه الطريق وان كان صحيحا مرض _ فإن رأى انه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره فإن رأى انه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمرا شريفا فإن رأى انه طاف على رمكة فإنه يأتي ذات محرم فإن رأى كأنه يلبي في الحرم فإنه يظفر بعدوه ويأمن من خوف الغالب فإن لبي خارج الحرم فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه ومن رأی کان الحچ واجب عليه ولا يحچ دل على خيانته في أمانته وعلی انه غير شاکر لنعم الله تعالی ومن رأى كأنه في يوم عرفة وصل رحمه ویصالح من نازعه وان کان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له فإن رأى انه يصلي في الكعبة فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمنا وخيرا ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة في المنام شيئا فإنه يصيب من الخليفة شينا والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به فإن رأى كأن الكعبة داره فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه فإن رأى كأن داره الكعبة فان الإمام يقبل إذا عليه ويكرمه وقيل من رأى انه دخل الكعبة فإنه يدخلها إن شاء الله وقيل انه يدخل على الخليفة فإن رأى انه سرق من الكعبة رمانا فإنه يأتي ذا محرم فإن رأى انه يصلي فوق الكعبة فأن دينه يختل فإن رأى انه ولي ولاية بمكة فإن الخليفة يقلده بعض أشغاله فان رأى انه توجه نحو الكعبة صلح دينه فإن رأى انه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة فإن رأى انه يجاور بمكة فإنه يرد إلى أرذل العمر فإن رأى انه بمكة مع الأموات يسألونه فإنه يموت شهيدا (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصلي فوق الكعبة فقال اتق ١ فإني أراك خرجت عن الإسلام ورأى مهندس انه دخل الحرم وصلى على سطح الكعبة فقص رؤياه على معبر فقال تنال أمنا وولاية وتجبى جباية من كل مكان مع سوء المذهب ومخالفة السنة فكان كذلك (ورأى) رجل كأنه تخطى الكعبة ثم قصها على ابن سيرين فقال هذا رجل خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هوى ألا ترى أنه يتخطى القبلة فكان كذلك لأنه دخل في الإباحة ومن رأى كأنه مس الحجر الأسود فقيل انه يقتدي بإمام من أهل الحجاز فإن قلع الحجر الأسود واتخذه لنفسه خاصة فإنه ينفرد في الدين ببدعة ومن رأى كأنه وجد الحجر بعدما فقده الناس فوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن انه على الهدى وسائر الناس على الضلالة ومن شرب من ماء زمزم فانه یصیب خیرا وینال ما یریده من وجه بر فان رأى انه حضر المقام أو صلى نحوه فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها ويرزق الحج والأمن فإن رأى كأنه يخطب بالموسم وليس بأهل للخطبة ولا في أهل بيته من هو من أهلها فإن تأهل يرجع إلى سميه أو نظيره ويناله بعض البلاء أو ينشر ذكره بالصلاح ومن رأى كأنه أحسن الخطبة والصلاة وأتمها بالناس وهم يستمعون لخطبته فإنه يصير واليا مطاعا فإن لم يتمها لم تتم ولايته عزل ومن رأى من ليس بمسلم أن يخطب فإنه يسلم أو يموت عاجلا فإن رأت امرأة أنها تخطب وتذكر المواعظ فهو قوة لقيمها وان كان كلامها في الخطبة غير الحكمة والمواعظ فإنها تفتضح وتشتهر بما ينكر من فعل الناس وأما المنبر فإنه سلطان من العرب والمقام الكريم وجماعة الإسلام فمن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بكلام البر فإنه إن كان أهلا أصاب رفعة وسلطان وإن لم يكن المنبر أهلا اشتهر بالصلاح ثم إن لم يكن للمنبر أهلا ورأى كأنه لم يتكلم عليه أو يتكلم بالسوء فإنه يدل على أنه يصلب و المنبر قد شبه بالجذع وان رأى وال أو
سلطان أنه على منبر فأنكسر أو انصرف عنه أو أنزل قهرا فإنه يعزل ويزول ملكه إما بموت أو غيره فإن لم يكن صاحب الرؤيا ذا ولاية ولا سلطان رجع تأويله إلى سميه أو إلى ذي سلطان من عشيرته (وحکي) ان رجلا اتی جعفر الصادق رضي الله عنه فقال رايت كاني على منبر أخطب فقال ما صناعتك قال حمامي فقال يسعى بك إلى السلطان فتصلب فكان كما عبر وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من رقدته ثم تبسم وقال ريت بني مروان يتعاقبون منبري فكان كما رآه صلى الله عليه وسلم وأما الأضحية فبشارة بالفرج من جميع الهموم وظهور البركة لقوله تعالى (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق) الآية فإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملا فإنها تلد ابنا صالحا ومن رأى أنه ضحى ببدنة أو بقرة أو كبش فإنه يعتق رقابا وإن رأى أنه ضحى وهو عبد عتق وإن كان صاحب الرؤيا أسيرا تخلص وإن راه مديونا فضي دينه او فقيرا ثري أو خائف امن أو صرورة حج او محارب نصر أو مغموم فرج عنه ومن رأى كانه يقسم الناس في لحم فربانه خرج من همومه ونال عزا وشرفا ومن رأى كانه سرق شيئا من القربان فإنه يكذب على الله وقال بعضهم إن المريض إذا رأى آنه يضحي دلت رؤياه على موته وقال بعضهم إنه ينال الشقاء وأما رؤية عيد الأضحى فإنه عود سرور ماض ونجاة من الهلكة لأن فكاك إسماعيل كان فيه من الذبح.
الباب الخامس عشر : رؤيا الجهاد
(حدثنا) محمد بن شاذان قال حدثني محمد بن سليمان عن الحسن بن علاءِ عن حسام بن محمد بن مطيع المقدسي عن سعيد بن منصور عن ابن جريج عن عطاء قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله: مسألة. قال هاتها قلت الجهاد أفضل أم الرباط فقال عليه الصلاة والسلام الرباط , رباط يوم وليلة خير من عبادة ألف سنة (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) بلغنا عن رسول الله صلی الله عليه وسلم أنه قال “الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله” فإن يجتهد في أمر عياله فإنه يجتهد في أمر عياله وينال خيرا وسعة لقوله تعالى (يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) ومن رأى كأنه في الغزو وقد ولي وجهه عن القتال فانه يترك السعي في أمر عياله ويقطع رحمه ويفسد دينه لقوله تعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) ومن رأى كأنه يذهب إلى الجهاد فإنه ينال غلبة وفضلا وثناء حسنا ورفعة لقوله تعالى (فضل اله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) فان رأى كأن الناس يخرجون إلى الجهاد فإنهم يصيبون ظفرا وقوة وعزة وكذلك إذا رأى كأنه يقاتل الكفار بسيف وحده يضرب به يمينا وشمالا فإنه ينصر على أعدائه فان رأى كأنه نصر في الغزو وربح في تجارته فان رأى غاز كأنه يغير نال غنيمة فإن رأى كأنه فقتل في سبيل الله نال السرور أو رزقا ورفعة لقوله تعالى: (بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله) والفتوح في الغزو فتوح أبواب الدنيا.
الباب السادس عشر : رؤيا الموت والموات والمقابر والكفان وما يتصل به من البكاء والنوح وغير ذلك
أخبرنا الوليد بن أحمد الزوزني قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أخبرنا محمد بن يحيى الواسطي قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني عن يحيى بن بسام قال حدثني عمر بن صبح السعدي قال رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي وعليه ثياب خضر وعلى رأسه أكليل من لؤلؤ فقلت أبا محمد كيف كنت بعدي وكيف وجدت طعم الموت وكيف رأيت الأمور هناك فقال أما الموت فلا تسأل عن شدة كربه وهمومه إلا أن رحمة الله وارت منا كل عيب وما نلناه إلا بفضله عز وجل (قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الموت في الرؤيا ندامة من أمر عظيم فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ذنبا ثم يتوب لقوله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا) ومن مات من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول
– ومن رأی کأنه لا يموت فقد دنی أجله وإن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنه لايموت أبدا فانه يقتل في سبيل الله عز وجل
– ومن رأی آنه مات ورأی لموته مأتما ومجتمعا وغسلا وکفنا سلمت دنیاه وفسد دینه – ومن رأى أن الإمام مات خربت البلدة كما أن خراب البلدة دليل على موت الإمام
– ومن رأى ميتا معروفا مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم وقيل من رأى ميتا مات موتا جديدا فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية فإن رأى كأنه قد مات ولم يرى هيئة الأموات ولا جهازهم فإنه ينهدم من داره جدار أو بيت فإن كانت الرؤيا بحالها ورأى كأنه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته فإنه لا یعاد بناء ما انهدم إلا إذا صار في يد غیره
– ومن رأى وقوع الموت الذريع في موضع دل على وقوع حريق هناك فإن رأى كأنه مات وهو عریان على الأرض فانه یفتقر فإن رأی كأنه على بساط بسطت له الدنيا أو على سرير نال رفعة أو على فراش نال من أهله خیرا فان رأی كانه وجد میتا فانه يجد مالا فان جاءه نعى غانب فانه یأتیه خبر بفساد دینه وصلاح دنیاه فان رأی کأن ابنه مات تخلص من عدوه وان رأى كأنه ابنته ماتت أيس من الفرج فإن رأى كأن رجلا قال لرجل إن فلانا مات فجأة فإنه يصيب المنعى غم مفاجأة وربما مات فيه فإن رأت حامل أنها ماتت وحملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح فإنها تلد ابنا وتسر به وقال بعضهم رؤيا الأعزب الموت دليل على التزويج وموت المتزوج دليل على الطلاق فإن بالموت تقع الفرقة وكذلك رؤيا أحد الشريكين موته دليل فرقة شريكه وأما النياحة فمن رأى كأن موضعا يناح فيه وقع في ذلك الموضع تدبير شوم يتفرق به عنه أصحابه وقيل إن تأويل النوح الزمر وتأويل الزمر النوح وأما البكاء فحكي عن ابن سيرين أنه قال البكاء في المنام قوة عين وإذا اقترن بالبكاء والنوح الرقص لم يحمد فان رأى كأنه مات إنسان يعرفه وهو ينوح عليه ويعلن الرنة فإنه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتا أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع فان رأى كأنهم ينوحون على وال قد مات ويمزقون ثيابهم وينفضون التراب على رءوسهم فإن ذلك الوالي يجور في سلطانه فإن رأى كان الوالي مات وهم يبكون خلف جنازته من غير صياح فإنهم يرون من ذلك الوالي سرورا
– ومن رأى كأن الوالي مات والناس يذكرونه بخير فإانه يكون محمودا في ولايته
– ومن رأى كأنه بين أقوام أموات فهو بين أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون بأمره قال الله تعالى (فإنك لا تسمع الموتى)
– ومن رأى كأنه بقي معهم ميتا فإنه يموت على بدعة أو يسافر سفرا لايرجع منه
– ومن رأى كأنه خالطهم أو لامسهم أصابه مكروه من قبل أرذال (وحكي عن بعضهم) إن من رأی کأنه صاحب میتا فانه یسافر سفرا بعیدا یصیب فيه خیرا کثیرا فان حمل میتا على عنقه نال مالا وخيرا كثيرا وإن أكل مع الميت طال عمره ورؤية موت الوالي دليل على عزله وسكر الميت لا خير فيه وأما غسل الميت فمن رأى ميتا يغسل نفسه فهو دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في مالهم فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شرف يتوب على يديه أقوام من المفسدين فمن رأى كأنه على المغتسل أرتفع أمره وخرج من الهموم فإن رأى بعض الأموات يطلب من يغسل ثيابه فإن ذلك فقره إلى دعاء وصدقة أو قضاء دين أو إرضاء خصم أو تنفيذ وصية فإن رأى كأن إنسانا غسل ثيابه فإن ذلك خير يصل إلى الميت من الغاسل وأما الكفن فقد قيل هو دليل الميل إلى الزنا فإن رأى كأنه لم يتم لبسه فإنه يدعى إلى الزنا فلا يجيب
– ومن رأی کأنه ملفوف بالکفن کما تلف الموتی دلت رؤیاه على موته فان لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهو أقرب إلى التوبة وما كان أكثر فهو أبعد من التوبة
– ومن رأى كأن قوما مجهولين زينوه وألبسوه ثيابا فاخرة من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس وآنهم تركوه في بيت وحيدا فذلك دليل موته والثياب الجدد البيض تجديد أمره وأما الحنوط فدليل التوبة للمفسد والفرج للمغموم والثناء الحسن
– ومن رأى كأنه استعان برجل يشترى الحنوط فإنه يستعين به في حسن محضر وذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت وأما النعش فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصله من الاتتعاش
– ومن رأى كأنه على الجنازة فإنه يؤاخي إخوانا في الله تعالى لقوله عز وجل (إخوانا على سرر متقابلين) وقال بعضهم إن الجنازة رجل موفق يملك على يديه قوم أردياء فان رأى كأنه موضوع على جنازة وليس يحمله أحد فإنه يسجن فإن رأى كأنه حمل على الجنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال فإن رأى كأنه رفع ووضع على جنازة وحمله الرجال على أكتافهم فإنه ينال سلطانا ورفعة ويذل أعناق الرجال ويتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته فان رأى أنهم بكوا خلف جنازته حمدت عاقبة أمره وكذلك إن أثنوا عليه الجميل أو دعوا له فان رأی کأنهم ذموه ولم يبكوا عليه لم تحمد عاقبته فان رأی كانه اتبع جنازة فانه يتبع سلطانا فاسد الدين فان رأى جنازة في سوق فإن ذلك نفاق ذلك السوق فإن رأى كأن جنازة حملت إلى مقابر معروفة فإانه حق يصل إلى أربابه فان رأى كأن جنازة تسير في الهواء فإنه يموت رجل رفيع في غربة أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره فإن رأى أنه على جنازة يسير على الأرض فإنه يركب في سفينة فإن رأى جنائز كثيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفواحش فإن رأت امرأة أنها ماتت وحملت على جنازة فإن لم تكن ذات زوج تزوجت وان کانت ذات زوج فسد دینها فان رأی انه حمل میتا أصاب مالا حراما فإن رأى انه جر الميت على الأرض اكتسب مالا حراما فإن رأى ميتا تعلق بفاسق فإنه يصيد فارا فإن رأى أنه نقل ميتا إلى المقابر فإنه يعمل بالحق فإن رأى أنه نقل ميتا إلى السوق نال حاجة
وربحت تجارته ونفقت فإما الصلاة على الميت فكثرة الدعاء والاستغفار له فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه ولي ولاية من قبل السلطان المنافق
– ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه للأموات وأما الدفن فمن رأی کأنه مات ودفن فانه یسافر سفرا بعیدا یصیب فيه مالا لقوله تعالی (ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره)
– ومن رأی کأنه دفن في قبره من غير موت دلت رؤیاه على أن دافنه ینهره أو یحبسه فان رأى آنه مات في القبر بعد ذلك فإنه يموت في الهم فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم وقال بعضهم من دفن فان دينه يفسد وان رأى آنه خرج من القبر بعد ما دفن فإنه يرجى له التوبة فإن رأى أنه حثى على رجل التراب أو سلمه إلى حفيرة القبر فإنه يلقيه في هلكة فإن رأى كأنه وضع في اللحد فإنه ينال دارا فإن سوى عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالا وأما القبر المحفور في الأصل فقيل هو السجن في التأويل كما أن السجن القبر فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر فإنه يزور أهل السجن فإن رأى أنه حفر قبرا على سطح فإنه يعيش طويلا والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين
– ومن رأى كأن القبور مطرت نال أهلها الرحمة فإن رأى قبرا في موضع مجهول فإنه يخالط رجلا منافقا وأما المقابر المعروفة فأنها تدل على أمر حق وهو غافل عنه فإن رأى كأنه يحفر لنفسه قبرا فانه يبني لنفسه دارا وان رأی كأن قبر ميت حول إلى داره أو محله أو بلده فان عقبه يبنون هناك دارا فان رأی کأنه دخل قبرا من غير أن کان على جنازة اشتری دارا مفروغا منها
ومن رأی کأنه قائم على قبر فانه یتعاطی ذنبا لقوله تعالی (ولا تقم على قبره) فان رأی موسرا في مقبرة يطوف حول القبور فيسلم عليها فقيل انه يصير مفلسا يسأل الناس لأن المقبرة موضع المفاليس فإن رأى ميتا كأنه حي فإنه يصلح أمره بعد الفساد ويعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب فإن رأى حيا كأنه ميت فإنه يعسر عليه أمره ذلك لأن الحياة يسر والموت عسر فإن رأى الأموات مستبشرين دل على حسن حاله عند الله تعالى لأنهم في دار الحق ومن رآهم غير مستبشرين أو رآهم معرضين عنه دل على سوء حاله عند الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه فان رأی میتا عرفه فأخبره انه لم يموت دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقوله تعالى (بل أحياء عند ربهم يرزقون) وكذلك لو رأى الميت تاجا و خواتیم أو رآه قاعدا علی سریره ولو رأی علی المیت ثیابا خضرا دل على ان موته کان على نوع من أنواع الشهادة وكما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة فكذلك تدل على حسن حال عقبه في الدنیا فان رأی میتا ضاحکا فأنه مغفور له لقوله تعالی (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) فإن رأى ميتا طلق الوجه لم يكلمه ولم يمسه فإنه راض عنه لوصول بره اليه بعد موته فان رآه معرضا عنه أو منازعا له وکأنه يضربه دل على أنه ارتکب معصية وقيل أن من رأى ميتا ضربه فإنه يقتضيه دينا فإن رأى الميت غنيا فوق غناه في حياته فهو صلاح حاله في الآخرة وان رآه فقيرا فهو فقره إلى الحسنات وان رأى كأن الميت عريان فهو خروجه من الدنيا عاريا من الخيرات وقيل إن عري الميت راحته فأن رأى كأن أقواما معروفين قاموا من موضع لابسين ثيابا جددا مسرورين فإنه يحيا لهم ولعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة فإنهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش فإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات عنها فإن أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقون وأما الكافر الميت إذا رؤى في أحسن حال وهيئة دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم یدل على حسن حاله عند الله فان رأی كأن المیت ضحك ثم بکی دل على انه لم يمت مسلما
وكذلك لو رأى أن وجه الميت مسود لقوله تعالى (وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) فإن رأى كأن على الميت ثيابا وسخة أو كأنه مريض فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس
– ومن رأى الميت مشغولا أو متبعا فذلك شغله بما هو فيه فإن رأى كأن جده وجدته قد حييا فان ذلك حياه الجد والبخت فان رأى كأن أمه قد حييت آتاه الفرج من هم هو فيه وكذلك إن رأى أباه قد حيي إلا أن رؤية الأب أقوى فإن رأى أن ابنا له قد حيي ظهر له عدو من حيث لا يحتسب فإن رأى أن ابنة له ميتة قد عاشت أتاه الفرح
– ومن رأی کأن أخا له میتا قد عاش فإانه یقوی من بعد ضعف لقوله تعالی (اشدد به ازري)
ومن رأی أختا له ميتة قد عاشت فإانه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتیه لقوله تعالی (وقالت لأخته قصيه فبصرت به على جنب) فإن رأى خاله أو خالته قد عاش فإنه يعود إليه شئ قد خرج من يده
– ومن رأى كأنه أحيا ميتا فإنه يسلم على يديه كافر أو يتوب فاسق فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا ولأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن أو ثيابهن فإن كانت ثيابهن بيضاء فإنه أمور في الدين وإن كانت حمراء فأمور في اللهو وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد وان كانت خلقة فإنها أمور في فقر وهم وان كانت وسخة فإنها تدل على كسب الذنوب فان رأى ميتا كأنه نائم فان نومه راحته في الآخرة فمن رأى كأنه نام في فراش مع ميت فإنه يطول عمره فان رأى ميتا كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي کان يصلي فيه أيام حياته فتأویلها انه وصل إليه ثواب عمل كأنه يعمله في حياته أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به فإن كان الميت واليا فان عقبه ينالون مثل ولايته فان رأى كأنه صلى في موضع كان يصلي فيه أيام حياته دل ذلك على صلاح دين عقب الميت لأن الميت قد انقطع عن العمل لنفسه فان رأى كأن ميتا يصلي بالأحياء فإنه تقصر أعمار أولنك الأحياء لأنهم اتبعوا الموتى فإن رأى كأنه يتبع الميت ويقفو أثره في دخوله وخروجه فانه يقتد ى بأفعاله من الصلاح والفساد فإن رأى ميتا في مسجد دل على أمنه من العذاب لان المسجد أمن فإن رأى ميتا يشتكي رأسه فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن کان يشتکي عنقه فهو مسؤول عن تضییع ماله أو منعه صداق امرأته فان کان يشتکي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريکه أو يمين حلف بها کاذبا وان کان يشتکي جنبه فهو مسؤول عن حق المرأة فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن الوالد والأقرباء وعن ماله فإن رأى أنه يشتکي رجله فهو مسؤول عن إنفاقه رآه ماله في غير رضا الله فان يشتکي فخذه فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه فان رآه يشتکي ساقيه فهو مسؤول عن أفنانه حياته في الباطل
– ومن رأی کأن میتا ناداه من حیث لا يراه فأجابه وخرج معه بحیث لا یقدر أن یمتنع منه فانه يموت في مثل مرض ذلك الميت الڏي ناداه أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة كذلك لو رأى أنه تابع ميتا فدخل معه دارا مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت فان رأى كأن الميت يقول له أنت تموت وقت كذا فقوله حق فان رأی كآنه اتبع میتا ولم يدخل معه دارا أو دخل ثم انصرف فأنه يشرف على الموت ثم ينجو فأن رأى كأنه يسافر مع ميت فإنه يلتبس عليه أمره فإن رأى الميت أعطاه شيئا من محبوب الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يرجو فإن كان الميت أعطاه قميصا جديدا أو نظيفا فإنه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته فإن رأى كأنه أعطاه طيلسانا فإنه يصيب جاها مثل جاهه فإن أعطاه ثوبا خلقا فإنه يفتقر فإن أعطاه ثوبا وسخا فأنه يرتكب الفواحش فإن أعطاه طعاما فإنه يصيب رزقا شريفا من حيث لا يحتسب
– ومن رأی كأن الميت أعطاه عسلا نال غنيمة من حيث لا يرجو
– ومن رأى كأنه أعطاه بطيخا أصابه هم لم يتوقعه فإن رأى كأن الميت يعظه أو يعلمه علما فانه يصيب صلاحا في دينه بقدر ذلك فإن رأى كأنه أعطى الميت كسوة ولم ينشرها ولم يلبسها فانه ضرر في ماله أو مرض ولکنه یشفی فان رأى كأنه نزع كسوة حتى يلبسها الميت فخرجت الكسوة من ملك الحي فإنه يموت وان لم تخرج الكسوة من ملكه وناولها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك وكل شئ يرى الحي أنه أعطاه للميت فإنه غير محبوب إلا في مسألتين إحداهما إذا رأى كأنه أعطي الميت بطيخا فإنه يذهب همه من حيث لا يحتسب والثانية انه رأى أنه أعطي عمه أو عمته بعد موتهما في منامه فانه یلزمه غرم ونفقة فان رأی کأن ميتا سلم عليه دل على حسن حاله عند الله عز وجل فان رأی کأنه أخذ بيده فانه يقع في يده مال من وجه مأيوس منه فان رأى الميت كأنه عانقه معانقة مودة طال عمره فان رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة فلا تحمد رؤياه فان رأى كأنه يكلم الميت عاش طويلا وتدل هذه الرؤيا على أن صاحبها يصالح قوما بعد المنازعة فإن رأى كأنه يقبل ميتا مجهولا نال مالا من حيث لا يحتسب فإن قبل ميتا معروفا فأنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله فإن رأى كأن ميتا معروفا قبله نال من عقبه خیرا فأن رأی ميتا مجهولا قبله فهو قبوله الخیر من موضع لا یرجوه فان رأی میتا اشترى طعاما فإنه يغلوا ويعز ذلك الطعام فإن رأى كأن الأموات يبيعون طعاما أو متاعا كسد ذلك الطعام والمتاع فإن وجد الحي بين الطعام إنسانا ميتا أو فارة ميتة أو دابة ميتة فإنه يفسد ذلك الطعام والمتاع وأن رأى كأنه ينكح ميتا مجهولا في قبر فإنه يزني فإن رأى كأنه نكحه فأمنى فانه یخالط رجلا شریرا منافقا ویغرم عليه مالا فان رأی كانه ینکح میتا معروفا رجلا کان أو امرأة فإنه يظفر بحاجة قد أيس منها فان رأى أنه نكح رجلا صديقا أصاب عقبه من الفاعل خيرا فأن كان المنكوح عدوا فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت فإن رأى انه ينكح ذا حرمة من الموتى فإن الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء أو يصل عقبه منه خير وقيل انه يقدم على حرام فان رأى كأن ميتا معروفا نكحه أصابه نفع من علمه أو ماله فإن رأى كأن امرأة ميتة حييت فنكحها وأصابه من مائها فإنه يظفر بحاجته وينفق فيها مالا بطيب نفس وينال ولاية مستأنفة وتجارة رابحة فإن تزوج بامرأة ميتة ورأى أنها حية وحولها إلى منزله فإنه يعمل عملا يندم عليه فإن وطنها وتلطخ من مائها فإنه نادم من عمل في خسران وهم وتحمد عاقبته وينال خيرا بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر فإن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة ورأى أنها حية ودخل بها ولم يمسكها لكنه تحول إلى دارها واستوطنها دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة جارية مجرى رؤيا الرجل في كل ذلك (قال الأستاذ أبو سعيد) رحمه الله الأصل في رؤيا الميت والله أعلم أنك إذا رأيت ميتا في منامك يعمل شيئا حسنا فإنه يحثك على فعل ذلك وإذا رأيته يعمل عملا سينا فانه ينهاك عن فعله ويدلك على ترکه
– ومن رأى كأنه نبش قبر ميت فانه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته دينا ودنيا ليسير بمثل سيرته فإن رأى الميت حيا في قبره نال برا وحكمة ومالا حلالا وإن وجد ميتا في قبره فلا يصفو ذلك المال قال بعضهم من رأى كآنه أتى المقابر فنبش عنها فوجدهم أحياء وأمواتا فأنه
يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة والله أعلم ومن هذا الباب مسائل كثيرة تجئ في الباب الثامن والثلاثين والتاسع والثلائين فمن أحبها فليطلبها هناك.
الباب السابع عشر : رؤيا القيامة والحساب والميزان والصحائف والصراط وما يتصل بذلك
(أخبرنا) الحسن ابن بكير بعكا قال حدثنا أبو يعقوب اسحق ابن إبراهيم الأزرعي عن عبد الرحمن بن واصل عن أبي عبيدة التستري قال رأيت كأن القيامة قد قامت وقد أجتمع الناس فإذا المنادي ينادي أيها الناس من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا فليقم إلى الغداء فقام الناس واحدا بعد واحد ثم نوديت يا أبا عبيدة قم فقمت وقد وضعت الموائد فقلت لنفسي ما يسرني أني ثم (أخبرنا) أبو الحسن الهمداني بمكة حرسها الله قال حدثنا محمد ابن جعفر عن أحمد بن مسروق قال رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت والخلق مجتمعون إذ نادى مناد الصلاة جامعة اصطف الناس صفوفا فأتاني ملك عرض وجهه قدر ميل في طول مثل ذلك قال تقدم فصلى بالناس فتأملت وجهه فإذا بين عينيه مكتوب جبريل أمين الله فقلت فأين النبي صلى الله عليه وسلم فقال هو مشغول بنصب الموائد لإخوانه من الصوفية وذكر الحكاية (قال الأستاذ أبو سعيد) رحمه الله قال الله تبارك وتعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا) فمن رأى كأن القيامة قد قامت في مكان فإنه يبسط العدل في ذلك المكان لأهله فينتقم من الظالمين هناك وينصر المظلومين لأن ذلك يوم الفصل والعدل
– ومن رأى كأنه ظهر شرط من أشراط الساعة بمكان مثل طلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض أو الدجال أو يأجوج ومأجوج فإن كان عاملا بطاعة الله عز وجل كانت رؤياه بشارة له وأن كان عاملا بمعصية الله أو هام بها كانت رؤياه له نذيرا فإن رأى كأن القيامة قد قامت وهو واقف بين يدي الله عز وجل كانت الرؤيا أثبت وأقوى وظهور العدل أسرع وأرجى وكذلك إن رأى في منامه كأن القبور قد انشقت والأموات يخرجون منها دلت رؤياه على بسط العدل فإن رأى قيام القيامة وهو في حرب نصر فإن رأى أنه في القيامة أوجبت رؤياه سفرا فان رأى كأنه حشر وحده أو مع واحد أخر دلت رؤياه على أنه ظالم لقوله تعالى (أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم) فإن رأى كأن القيامة قد قامت عليه وحده دلت رؤياه على موته لما روي في الخبر أنه من مات قامت قيامته فإن رأى القيامة قد قامت وعاين أهوالها ثم رأى كأنها سكنت وعادت إلى حالها فإنها تدل على تعقب العدل الظلم من قوم لا يتوقع منهم الظلم وقيل أن هذه الرؤيا يكون صاحبها مشغولا بارتكاب المعاصي وطلب المحال مسوفا بالتوبة أو مصرا على الكذب لقوله تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)
– ومن رأى كأنه قرب من الحساب فإن رؤياه تدل على غفلته عن الخير وإعراضه عن الحق لقوله تعالى (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) فإن رأى كأنهم حسب حسابا يسیرا دلت رؤیاه على شفقة زوجته عليه وصلاحها وحسن دینها فان رأی کأنه حسب حسابا شدیدا دلت رؤیاه على خسران يقع له لقوله تعالی (فحاسبناه حسابا شدیدا) فان رأی کأن الله سبحانه وتعالی يحاسبه وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته فإنه في طاعة عظيمة ووجبت له عند الله مثوبة عظيمة وإن رجحت سيئاته على حسناته فان أمر دينه مخوف وإن رأى كأن الميزان بيده فإنه على الطريقة المستقيمة لقوله تعالى (ونزلنا معه الكتاب والميزان) الآية فان رأى كأن ملكا ناوله كتابا وقال له اقرا فان كان من أهل الصلاح نال سرورا وإن لم یکن کان أمره مخوفا لقوله تعالی (اقرأ كتابك) فان رأی آنه على صراط فإنه مستقيم على الدين فإن رأى آنه زال عن الصراط والميزان والكتاب وهو يبكي فإنه يرجى له إن شاء الله تسهيل أمور الآخرة عليه.
الباب الثامن عشر : رؤيا جهنم نعوذ بالله تعالى منها
(أخبرنا) أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال حدثنا محمد بن سعيد ابن محمد قال حدثنا حمد بن يعقوب الكرابيسي حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي حدثنا الحكم بن ظهير حدثنا ثابت بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن جده قال من رأى أنه يحرق فهو في النار فان رأى كأن ملكا أخذ بناصيته فألقاه في النار فان رؤياه توجب له ذلا فان رأى مالكا خازن النار طلقا بساما سر من شرطي أو جلاد أو صاحب عذاب السلطان فإن رأى النار من قريب فإنه يقع في شدة أو محنة لا ينجو منها لقوله تعالى (ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا) وأصابه خسران فاحش لقوله عز وجل (إِن عذابها کان غراما) وکانت رؤیاه نذیرا له ليتوب من ذنب هو فيه فإن رأى كأنه دخل جهنم فإنه يرتكب الفواحش والكبائر الموجبة للحد وقيل أنه يقضي بين الناس فإن رأى كأنه أدخل النار فان الذي أدخله النار يضله ويحمله على ارتكاب فاحشة فإن رأى كأنه خرج منها من غير إصابة مكروه وقع في غموم الدنيا فان رأى كانه شرب من حميمها أو طعم من زقومها فإنه يشتغل بطلب علم يصير ذلك العلم وبالا عليه وقيل أن أموره تعسر عليه وتدل رؤياه على أنه يسفك الدم
ومن رأى كأنه أسود وجهه فيها فانه يدل على آنه يصاحب من هو عدو الله ويرضى بسوء فعله فيذل ویسود وجهه عند الناس ولا تحمد عاقبته فان رأی كانه لم یزل محبوسا فیها لا يدري متى دخل فيها فإنه لا يزال في الدنيا فقيرا محزونا محروما تاركا للصلاة والصوم وجميع الطاعات فإن رأى كأنه يجوز على الجمر فإنه يتخطى رقاب الناس في المحافل والمجالس متعمدا وكل رؤيا فيها نار فإنها دالة على وقوع فتنة سريعة لقوله تعالى (زوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون) فإن رأى كأنه سل سيفه ودخل النار فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر فإن رأى كأنه دخلها متبسما فانه يفسق ويفرح بنعيم الدنيا.
الباب التاسع عشر : رؤيا الجنة وخزنتها وحورها وقصورها وأنهارها وثمارها
(أخبرنا) الوليد بن أحمد الواعظ أخبرنا ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن يحيى الواسطي قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت راشد قالت كان مروان المحلمي جارالنا وكان ناصبا مجتهدا فمات فوجدت عليه وجدا شديدا فرأيته فيما يرأى النائم فقلت يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك قال أدخلني الجنة قالت قلت ثم ماذا قال ثم رفعت إلى أصحاب اليمين قالت قلت ثم ماذا قال ثم رفعت إلى المقربين قلت فمن رأيت من إخوانك قال رأيت الحسن وابن سيرين وميمونا قال حماد قال هشام بن حسان فحدثتني ي أم عبد الله وكانت من خيار النساء أهل البصرة قالت رأيت في منامي كأني دخلت دارا حسنة ثم دخلت بستانا فرأيت من حسنه ما شاء الله فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب وحوله وصائف بأيديهم الأكواب قالت فإنني متعجبة من حسن
ماأرى إذا أتي برجل فقيل من هذا قال هذا مروان المحلمي أقبل فاستوى على سرير جالسا قالت فاستقطت من مامي 33 اجازة موان المخلمى كه فزت على تك الساعه رخرت) اى الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق ق قال أخبرنا على بن أحمد البزار قال سمعت إبراهيم بن السري المغلس يقول سمعه أبي يقول كنت في مسجدي ذات يوم وحدي بعدما صلينا العصر وكنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لافطاري في كوة المسجد فغلبت عيني النوم فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلنا المسجد وهن يسفقن بأيديهن فقلت لواحدة منهن لمن أنت قالت لثابت البناني فقلت للأخرى وأنت فقالت لعبد الرحمن بن زيد وقلت للأخرى وأنت فقالت لعتبة وقلت للأخرى وأنت فقالت لفرقد حتى بقيت واحدة فقلت لمن أنت فقالت لمن لا يبرد الماء لإفطاره فقلت لها فإن كنت صادقة فكسري الكوز فأنقلب الكوز ووقع من الكوة فانتبهت من منامي لكسر الكوز (قال الأستاذ أبو سعيد) رحمه الله من رأى الجنة ولم يرد دخولها فإن رؤياه بشارة له بخير عمل أو يهم بعمله وهذه رؤيا منصف غير ظالم وقيل من رأى الجنة عيانا نال ما أشتهی وکشف عنه همه فان رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصرا عن الحج والجهاد بعد أن يهم بهما أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر يريد أن يتوب منه فإن رأى أن بابا من أبواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبويه فان رأى أن بابين أغلقا عنه مات أبواه فان رأی کأن جمیع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له فان أبویه ساخطان عليه فان رأی کأنه دخلها من أي باب شاء فإنهما عنه راضيان فإن رأى كأنه دخلها نال سرورا وأمنا في الدارين لقوله تعالى (ادخلوها بسلام أمنين) فإن رأى كأنه أدخل الجنة فقد قرب أجله وموته وقيل أن صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يدي من أدخله الجنة إن كان يعرفه وقيل من رأى دخوله الجنة نال مراده بعد احتمال المشقة لأن الجنة محفوفة بالمكاره وقيل أن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواما كبارا كراما ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض الله تعالى فان رأى كأنه يقال له أدخل الجنة فلا يدخلها دلت رؤياه على ترك الدين لقوله تعالى (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) فإن رأى أنه قيل له أنك تدخل الجنة فإنه ينال ميراث لقوله تعالى (وتلك الجنة التي أورثتموها) الآية فإن رأى آنه في الفردوس نال هداية وعلما فإن رأى كأنه دخل الجنة متبسما فإنه يذكر الله كثيرا فان رأى كأنه سل سيفا ودخلها فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثوابا فان رأى كأنه جالس تحت شجرة طوبى فإنه ينال خير الدارين لقوله تعالى (طوبى لهم وحسن مآب) فان رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين فان رأى كأنه أكل من ثمرها رزق علما بقدر ما أكل وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة علما وغنى فإن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة لامرأته وصلاحها فان کان لا يدري متی دخلها دام عزه ونعیمه في الدنیا ما عاش فان رأی کأنه منع ثمار الجنة دل على فساد دينه لقوله تعالى (من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) فان رأى كأنه ألتقط ثمار الجنة وأطعمها غيره فإنه يفيد غيره علما يعمل به وينتفع به ولا يستعمله هو ولا ينتفع به فإن رأى كأنه طرح الجنة في النار فانه يبيع بستانا ويأكل ثمنه فإن رأى كأنه
يشرب من ماء الكوثر نال رياسة وظفر على العدو لقوله تعالى (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر)
من رأى كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة لقوله تعالى (حور مقصورات في الخيام) فإن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطوفون حوله نال مملكة ونعما لقوله تعالى (يطوف عليهم ولدان مخلدون) (وحكي) أن الحجاج بن يوسف رأى في منامه كأن جاريتين من الحور العين نزلتا من السماء فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين فقال هما فتنتان يدرك أحدهما ولا يدرك الأخرى فأدرك الحجاج فتنة ابن الأشعث ولم يدرك فتنة ابن المهلب وإن رأى رضوان خازن الجنة نال سرورا ونعمة وطيب عيش ما دام حيا وسلم من البلايا لقوله تعالى (وقال لهم خزنتها سلام عليكم) الآية فإن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة فانه يصير على أمر نل به لى اة لقو له تلن و اك درن هم من كل باب اا ونكت له تخر
الباب العشرون : رؤيا الجن والشياطين
(قال الأستاذ أبو سعيد) من رأى أنه تحول جنيا قوي كيده ورؤيا سحرة الجن في المنام تدل على الغيلان فإذا رأى الإنسان في منامه الجن واقفة قرب بيته فان رؤياه تدل على إحدى ثلاث خصال إما على خسران أو على هوان أو على أن عليه نذرالم يف به فإن رأى كأنه يعلم الجن القرآن أو يستمعونه منه رزق الرياسة والولاية لقوله تعالى (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) الآية فان رأى أن الجن دخلوا داره وعملوا في داره عملا فإن اللصوص يدخلون داره ويضرون به أو يهجم عليه أعداؤه في بيته والأصل في رؤيا الجن أنهم أصحاب الأحتيال لأمور الدنيا وغرورها وأما الشيطان فهو عدو في الدين والدنيا مكار خداع غير مكترث بشئ وإنما يكون تأويله السلطان وربما كان الأهل
– ومن رأى كأن طائفا من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أن له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) الآية فإن رأى كأن شهابا ثاقبا يتبع شيطانا دلت رؤياه على صحة دينه
– ومن رأى كأن الشيطان خوفه دلت رؤياه على إخلاصه في دينه وعلى أمن من خوف هو فيه بدلیل قوله تعالی (فلا تخافوهم وخافون إن کنتم مؤمنين)
– ومن رأى الشيطان فرحا مسرورا اشتغل بالشهوات
– ومن رأى كأن الشيطان نزع لباسه عزل عن ولاية إن كان واليا أو أصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة لقوله تعالى (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان) الآية فان رأى كأن الشيطان قد مسه فان له عدوا يقذف امرأته ويغويها وقيل إن هذه الرؤيا تدل على فرج صاحبها من غم أو شفاء من مرض لقوله تعالى (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان) الآية
– ومن رأی کأن الشيطان يتبعه فان له عدوا يخدعه ویغریه وینقص من عمله وجاهه لقوله تعالى (فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)
ومن رأى كأنه ملك الشياطين فاتبعوه وانقادوا له نال رياسة وهيبة وقهر أعداءه لقوله تعالى (ومن الشياطين من يغوصون له) الآية فإن رأى كانه قيد الشيطان نال نصرة لقوله مقرنين في الأصفاد فإن رأى كان شيطانا نزل عليه ارتكب إثما وافترى كذبا لقوله تعالى (تنزل على كل أفاك أثيم) فإن رأى كأنه يناجي الشيطان فإنه يشاور أعداءه ويظاهرهم في أهل الصلاح فلا يستطيعون لقوله تعالى (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين أمنوا) فان رأى أن الشيطان يعلمه كلاما فإنه يتكلم بكلام مفتعل أو بكيد الناس أو ينشد كذب الأشعار فإن رأى كأنه قتل إبليس فإنه يمكر بمكار وخداع والدجال إنسان مخادع يفتن الناس به.
الباب الحادي والعشرون : رؤيا الناس الشيخ منهم والشاب والفتاة والعجوز والأطفال والمعروف والمجهول
(قال الأستاذ بو سعيد رحمه الله) من رأى رجلا يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبیهه أو من سمیه شیئا فان رأی کأنه أخذ منه ما یستحب جوهره نال منه ما یومله فان کان أهل الولاية ورأى كأنه أخذ منه قميصا جديدا فإنه يوليه فإن أخذ منه حبلا فإنه عهد فان رأى کأنه أخذ منه ما لا يستحب جوهره أو نوعه فانه ييأس منه ويقع بينهما عداو ة وبغضاء ورؤیا الشيخ والكهل المجهولين تدل على جد صاحبها فإذا رآهما أو أحدهما ضعيفا فهو ضعف جده وإذا رآهما أو أحدهما قويا فهو قوة جده فإن رأى شابا كأنه تحول شيخا فإنه يصيب علما وأدبا فان رأى كأنه أتبع شيخا أتبع خيرا وخصبا فإن رأى شيخا رستاقيا اتخذ صديقا غليظا
– ومن رأى شيخا تركيا اتخذ صديقا فإن كان مسلما سلم من شره والشاب في التأويل عدو الرجل فان كان أبيض فهو عدو مستور وإن كان أسود فهو عدو غني وإن كان أشقر فهو عدو شيخ وان کان ديلميا فهو عدو أمين وان کان رستاقيا فهو عدو فظ فان کان قويا فهو شدة عداوته إن کان مجهولا وإن کان معروفا فهو بعینه فمن رأی آنه تبعه شاب فانه عدو یظهر به فان رأى شيخا أشرف عليه فإنه يمكنه من الخير وإن كان لخابا أشرف عليه فإنه عدو يتمكن منه لآنه علاه وإن رأى شيخا كأنه صار شابا فقد أختلف في تأويل رؤياه فقال بعضهم أنه يتجدد له سرور وقال بعضهم إنه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم وقال بعضهم إنه يموت وقال بعضهم إن رؤياه تدل على حرصه لأن قلب الشيخ شاب على الحرص والأمن فان رأى شابا مجهولا فأبغضه فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس فإن أحبه فإنه يظهر له عدو محبوب فان رأى جارية متزينة مسلمة سمع خبرا سارا من حيث لا يحتسب وإن كانت كافرة سمع خبرا سارا مع خنا فإن رأى جارية عابسة الوجه سمع خبرا وحشا فإن رأى جارية مهزولة أصابه هم وفقر فان رأى جارية عريانة خسر في تجارته وافتضح فيها فإن رأى أنه أصاب بكرا ملك ضيعة مغلة واتجر تجارة رابحة والجارية خير على قدر جمالها ولبسها وطيبها فإن كانت مستورة فإنه خير مستور مع دين فان كانت متبرجة فإن الخير مشهور وإن كانت منتقبة فان الخير ملتبس وإن كانت مكشوفة فإنه خير يشيع والناهد خير مرجو
– ومن رأى امرأة حسناء دخلت داره نال سرورا وفرحا والمرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير فإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الأدبار والمرأة العربية الأدماء المجهولة الشابة المتزينة يطول وصف خيرها ونفعها في التأويل والسمينة من النساء في التأويل خصب السنة والمهزولة جدبها وأفضل النساء في التأويل العربيات الأدم والمجهولة منهن خير من المعروفة وأقوى والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة أفضل من غيرهن وكل مواتاة العربيات والأدم ومعاملتهن في التأويل خير بقدر مواتاتهن ولهن فضل على من سواهن من النساء وإذا رأت امرأة في منامها امرأة شابة فهي عدوة لها على أية حال رأتها وإذا رأت عجوزا فهي جدتها وأما العجوز في دنياه فان رآها متزينة مكشوفة نال دنياه مع بشارة عاجلة وإن رآها عابسة دلت على ذهاب الجاه لأجل الدنيا وإن رآها قبيحة انقلبت عليه الأمور وإن رآها عريانة فهي فضيحة وإن رآها متنقبة فإنه أمر مع ندامة فإن رأى كأن عجوزا دخلت داره أقبلت دنیاه وأن رآها خرجت عن داره زالت عنه دنياه فان لم تكن العجوز مسلمة فهي دنيا حرام فإن كانت مسلمة فهي دنيا حلال وإن كانت قبيحة فلا خير فيها والعجوز المجهولة في التأويل أقوى فان رأت امرأة شابة في منامها كأنها قد تحولت عجوزا دلت على رؤياها على حسن دينها فإن رأى الرجل عجوزا لا تطاوعه وهو يهم بها في دنياه تتعذر عليه فان طاوعته نال من الدنيا بقدر مطاوعتها وأما الصبي في التأويل فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم
يظهر عداو ة فان رأى رجل كأنه صار صبيا ذهبت مرو عءته إلا أن رؤياه تدل على الفرج من هم هو فيه فرأی كآنه يحمل صبیا فانه یدبر ملکا – ومن رأى كأنه يتعلم في الكتب القرآن أو الأدب فإنه يتوب من الذنوب
– ومن رأی كآنه ولد له جملة من الأو لاد دلت رؤیاه على هم لان الأطفال لا یمکن تربیتهم إل بمقاساة الهموم (وحكي) أن ردلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في حجري صبيا يصيح فقال اتق الله ولا تضرب بالعود وقيل من رأى له ولدا صغيرا وهو لا يخالط جسده فهو زيادة ينالها أو يغنم وقيل الصبيان الصغار يدلون على هموم يسيرة والصبية في المنام خصب وفرج ويسر بعد عسر ينمو ويزيد والوصيفة خير محدث فيه ثناء حسن وخير مرجو
– ومن رأى كأنه اشترى غلاما أصابه هم ومن اشترى جارية أصاب خيرا وان رأى العبد غير البالغ كأنه قد أدرك الحلم فإنه يعتق فإن رأى كأنه أدرك وطرح عليه رداء أبيض فإنه يتزوج امرأة حرة وإن رأى كأنه طرح عليه رداء أسود فإنه يتزود مولاة وان رأى كأنه طرح عليه رداء أرجواني تزوج بامرأة شريفة الحسب فإن رأى الحر مثل هذه الرؤيا دلت رؤياه على أن ابنه يبلغ وإن رآها شيخ دلت رؤياه على موته وإن رآها مرتكب لمعصية خفية فإنه يفتضح
– ومن رأى أنه أصاب ولدا بالغا فهو له عز وقوة وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه وإذا رأت امرأة ذكرا أمرد فهو خير يأتيها على قدر حسنه أو قبحه وقيل من كان له ابن صغير ورأى انه قد صار رجلا دل على موته وقيل من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال فإنه يدل
تقوية ومساعدة ومن الناس من يرى انه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى فإنها تلد جارية ويرى أنها ولدت جارية فتلد غلاما وربما اختلفت الطبيعة في ذلك فيرى انه ولد له غلام فهو غلام أو يرى أنه ولد له جارية فيه جارية فسل عن ذلك الطبائع فإنها تخبرك وقيل الوصيف خير (وحكي) أن امرأة بمكة تقرأ القرآن رأت كأن حول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان وعليهن معصفرات وكأنها قالت سبحان الله هذا حول الكعبة قيل لها ما علمت أن عبد العزيز بن أبي داود تزوج الليلة فانتبهت فإذا عبد العزيز بن أبي داود قد مات.
الباب الثاني والعشرون : رؤيا اختلاف الإنسان وأعضائه واحدا واحدا على الترتيب
(قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) بشرة الإنسان وجلده سترة وسواد البشرة في التأويل سؤدد في ترك الدین فمن رأی کأنه اسود وجهه وهو لابس يابا بیضاء دلت رؤیاه على انه یولد له ابنة لقوله تعالى (وإذا بشر أحدكم بالأنثى ظل وجهه مسودا) الآية وقد رأى أمير المؤمنين المهدي رحمه الله في منامه کأن وجهه اسود فانتبه مذعورا ودعا بابراهيم بن عبد الله الكرماني فنهض إليه من الشيرجان فقص عليه رؤياه فقال سيولد لك ابنة وتلا هذه الآية فولد له من ليلته ابنة ففرح من ذلك وأحسن جائزته فإن رأى أن وجهه اسود وثيابه وسخة دلت رؤیاه على آنه یکذب على الله تعالی فان رأی کأن وجهه أسود مغبر دلت رؤیاه على موته (وحکي) آن رجلا تی بن سیرین فقال رأیت رجلا اسود میتا يغسله رجل قائم عليه فقال أما موته فکفره وأما سواده فماله وأما هذا القائم یغسله فانه یخادعه عن ماله (وحکي) أن رجلا قال لابن سيرين رأيت رجلا معلقا من السماء بسلسلة ونصف بدنه اسود ونصف بدنه أبيض وله ذنب كذنب الحمار قال ابن سيرين أنا ذلك الرجل أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء فذكر مني يصعد أبدا إلى السماء وأما الذنب فدين يجتمع علي وموتي فيه فكان كما عبره وقيل إن الشجاع إذا رأى في منامه أن وجهه أسود دل ذلك على انه يصير جبانا وأتى ابن سيرين رجل فقال إني خطبت امرأة فرأيتها في المنام سوداء قصيرة فقال أما سوادها فما لها وأما قصرها فقصر عمرها فلم تلبث إلا قلیلا حتی ماتت وورثها الرجل وروی أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام امرأة سوداء ناشرة الرأس خرجت عن المدينة حتى أقامت بالجحفة فأولها النبي صلى الله عليه وسلم بأن وباء المدينة انتقل إلى الجحفة وحكي أن رجلا رأى كأنه أهدى إليه غلام
– ومن رأى نسوة زنجيات قد أشرفن عليه فانه يشرف عليه خير كثير شريف لرؤيتهن ولكن من جهة العدو وحمرة اللون وجاهة وفرح وقيل إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزا وصفرة الوجه مرض وقيل من رأى وجهه أصفر فاقعا فإنه يكون وجيها في الآخرة ومن المقربين وأما بياض اللون فمن رأى كأن وجهه أشد بياضا مما كان حسن دينه واستقام على الإيمان فإن رأى أن لون خده أبيض فإنه ينال عزا وكرما وحكي أن رجلا شابا رأى كأن وجهه قد لطخ بالحمرة مثل النساء وكأنه قاعد في مجمع النساء فعرض له من ذلك أنه زنى فافتضح وأما الرأس في التأويل فرئيس الإنسان الذي هو تحت يده ورأس ماله وجده
– ومن رأی کأن رأسه أعظم مما کان زاد شرفه – ومن رأى كأن رأسه أصغر مما كان نقص شرفه
– ومن رأى كأن له رأسين أو ثلاثا فإنه ينال ظفرا بالأعداء إن كان مبارزا وان كان فقيرا استغنی وان کان غنیا یکون له أولاد بررة وأن کان عزبا یتزوج وینال ما یرید فان رأی تاجر كآنه منكوس الرأس خسر في تجارته فإن رأى الرجل آنه منكوس الرأس معلق طال عمره في جهد وتوبيخ لقصة هاروت وماروت فإن رأى كأنه منكوس الرأس منحن في ملأ فإنه قد عمل خطيئة وهو نادم عليها تائب منها وأصل هذه الرؤيا تدل على طول العمر لقوله تعالى (ومن نعمره ننكسه في الخلق) وقيل من رأى رأسه مقلوبا فإن ذلك يدل فيمن يريد سفرا على مانع يمنعه من خروجه على آنه لا یری ما یتمناه عاجلا لکن آجلا ویدل ممن کان مسافرا غریبا على رجوعه إلى بلده بعد إبطاء على غير طمع والرأس والعنق إذا رآهما الإنسان وكان فيها قرحة
أو ألم فان ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية فإن رأى أن رأسه صار مثل رأس الكلب أو الحمار أو الفرس أو غيرها من الأنعام فإنه يصير إلى الكد والتعب والعبودية
– ومن رأى كأن رأسه استحال رأس فيل أو أسد أو نمر أو ذنب فقد قيل أنه يأخذ في إنشاء أمور أرفع من قدره وينتفع بها وينال الرياسة والظفر على الأعداء فإن رأى أن رأسه رأس طير دلت رؤياه على كثرة الأسفار فإن رأى رأسا مطيبا مدهونا دلت رؤياه على حسن جده فإن رأى رءوسا مقطوعة دلت رؤياه على خضوع الناس له فان رأى كأنه أكل رأس إنسان نيئا فإنه يغتاب رئيسا ويصيب مالا من بعض الرؤساء فإن رأى كأنه أكله مطبوخا فهو رأس مال ذلك الرجل إن كان معروفا و إلا فهو مال نفسه يأكله فإن رأى أنه أخذ رأس ماله بيده فهو مال يصير إليه أكثره دية واقله ألف درهم وهذه الرؤيا تدل على وقوع صلح بينه وبين رجل له عليه دين لقوله تعالی (وإن تبتم فلکم رءعوس أموالکم) فان رأى كأن رأسه بان عنه من غير ضرب فإنه يفارق رئيسه فان حمل رأسه من ذلك الموضع ذهبت ریاسته فان کان رأسه قطع فأخذه ووضعه فعاد صحيحا كما كان فإنه يقتل في الجهاد
– ومن رأی کأن رأسه بان عنه فأحرزه أصاب مالا بقدر ديته وعوفي إن کان مريضا والرأس على رمح وخشبه رئيس مرتفع الشان
– ومن رأی کأن رأسا من رءوس الناس في وعاء عليه دم فهو رجل رئيس يكذب عليه
– ومن رأی کان رقبته ضربت وبان رأسه عنه فان کان مريضا شفي أو مديونا قضي دينه أو صرورة حچ وان کان في کرب او حرب فرج عنه فان عرف الدي ضربه فان ذلك يجري على يدي من ضربه فان کان الذي ضربه صبيا لم يبلغ فان ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من کرب أو مرض وهو موته على تلك الحال وكذلك لو رأى وهو مريض قد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو معروف بالصلاح فهو يلقى الله على خير حالاته ويفرج عنه وكذلك المرأة النفساء والمريض المبطون ومن هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة فان رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شئ مما وصفت فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره فان رأى ملكا أو واليا يضرب عنقه فإن الوالي هو الله ينجیه من همومه ویعینه في آموره فان رأی أن ملكا ضرب رقاب رعيته فانه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم وضرب الرقبة في المماليك يدل على العتق وقيل من رأى أن رقبته تضرب إما بحكم الحاكم وإما بقطع الطريق وأما في الحرب أو غيره فإن ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيين وكان له ولد وذلك أن الرأس يشبه بالوالدين لأنهما سبب الحياة ويشبه أيضا بالأولاد من أجل الصورة فإن رأى ذلك خائف أو من حكم عليه بالقتل فهو محمود لأن البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة وليس يصيبه مرة ثانية فإما في الصيارفة وأرباب رءوس الأموال فإنه يدل على ذهاب رعءوس أموالهم ويدل في المسافرين على رجوعهم وفي المخاصمين على الغلبة لأن البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء وإذا رأى أن رأسه في يده فذاك صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يقدر على الخروج في سفر وإذا رأی کان في يده راسه وله راس آخر طبيعي دل على أنه يقاوم شيئا من الآفات التي تكتنفه ويصلح شيئا من أموره الرديئة التي في تدبيره وروي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت رأسي قطع فكاني انظر إليه باحدى عيني فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال بأيهما كنت تنظر إليه فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم مات صلى الله عليه وسلم والنظر إتباع السنة والرأس الإمام ورأى ابن مريم ستين جارية يدخلن داره وفي يد كل جارية طبق وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط فكان تاليا يتلو (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) فقص رؤياه فقيل له أن الخليفة يقلدك حجبته وإنك تنال ستين ألف دينار فكان كذلك
– ومن رأى رؤوس الناس مقطوعة بيده في محله فإن الناس ينقادون إليه ويأتون ذلك الموضع وربما اجتمع الناس هناك فان رأى أنه ملك رأسا فانه مال يصير إليه أقله ألف درهم وأكثره ألف دينار فإن رأى الإمام في رأسه عظما فهو زيادة وقوة في سلطانه فإن رأى كأن رأسه رأس کبش فانه يعدل وينصف فإن رأى كأن رأسه رأس كلب فإنه يجور ويعامل رعيته بالسفه وشعر الرأس مال وطول عمر والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا فان رآها صاحب سلاح على رأه فهو زيادة ووقاية وهيبة له وأن رآها غني فهو ماله وان رآها فقير فهي ذنوبه وحسن شعر الرأس شرف وعز فإن رأى شعره جعدا وسبطا فإنه شرف ويعز فإن رأى شعره الجعد سبطا فانه يتضع ویصیر دون ما کان وأن رآه سبطا طویلا متفرقا فان مال رئیسه يتفرق وإن کان ناعما لينا فانه زیادة مال رئیسه وقیل من رأی کأن له شعرا طویلا وهو مسرور به فانه محمود وخاصة في النساء فإنهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة وإن كان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشباب ويقول الشيب الإفتقار والهم إذا طال الشعر فإن رأى ذلك فقيرا اجتمع عليه مع فقره دين وربما حبس فإن رأى أنه نتف شيبه فإنه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ فإن رأى شاب في شعره بياضا فإنه قدوم غائب عليه وقيل أن الشيب في التأويل زيادة وقار ودين وقيل هو زیادة عمر لقوله تعالی (ثم لتکونوا شیوخا) وقیل إن من ری کان راسه شیب فانه یولد له لقوله تعالى (واشتعل الرأس شيبا) وحكي أن الحجاج بن يوسف رأى كأن رأسه ولحيته قد ابيضتا فلقي عبد الملك بن مروان هم وغم وتغير في أمره وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسها دلت رؤياها على فسق زوجها فإن كان زوجها صالحا فإنه يغايرها بامرأة أخرى أو جارية وأن لم يكن كذلك فإنه يصيبه منها غم أو حزن وأما الذؤابة للرجل فإنه ابن مبارك إن كان متزوج وإن كان عزبا فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة وكذلك هي للمرأة ابن رئيس وتدل على خصب السنة وأما سواد شعر المرأة فيدل على شيئين أحدهما محبة زوجها لها والثاني استقامة أحوال زوجها فإن رأت امرأة كأنها كشفت شعرها فإن زوجها يغيب عنها فإن رأت كأنها لم تزل مكشوفة الرأس فإن زوجها لا يرجع إليها وإن لم يكن لها زوج لم تتزوج أبدا فإن رأت شعرها كثيفا وأبصر الناس ذلك منها فإنها تفتضح في أمر فان رأى الرجل كأن على رأسه قرونا فإانه رجل منيع فان رأى كأن شعر مقدم رأسه انتثر أصابه ذل في الوقت فإن رأی كأن شعر مؤخر رأسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في حال شیبه فان رأی كأن شعر الجانب الأيمن من رأسه انتثر دل على أنه يصاب بالذكور من أقربائه فإن كان شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر فإنه يصاب بالأثاث من أقربائه فإن لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر إلى نفسه وأما حلق الشعر للرجال في الحج وتقصيره فهو في التأويل أمن وفتح وقضاء دين وفرج لقوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون) وفي غير الحج كذلك إلا أنه في الحج أقوى هذا إذا لم يكن صاحب الرؤيا رئيسا فان كان رئيسا وحلق في غير الموسم دلت رؤياه على افتقاره أو عزله أو هتك ستره فهذه الرؤيا للفقير قضاء دين وللغني نقصان مال وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الصلاح ضعف بطشه وإن لم ير أنه لم يحلق رأسه لكن رأى أنه محلوق الرأس ظفر بالأعداء ونال قوة وعزا وقال بعضهم إنما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق ولا يصلح لمن عادته غير الحلق وقيل إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل (وحكي) إن رجلا قال رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها ورأيت أبي يطلبني طلبا حثيثا ثم حبس عني فقصها على أصحابه وقال إني تأولتها أما حلق رأسي فوضعه وأما الطائر الذي خرج مني فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها وأما ِ طلب أبي إياي ثم حبسه عني فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني فقتل صاحب الرؤيا شهيدا ورأى آخر كأنه يحلق رأسه بيده فقصها على معبر فقال تقضى دينك فإن رأت امرأة أن شعرها محلوق ويخلعها زوجها أو تموت فإن رأت كأن زوجها حلق رأسها أو جز شعرها في الحرم دلت رؤياها على قضاء دينها وأداء أمانتها وإن رأت أن زوجها حلق رأسها في غير الحرم دلت رؤياها على أنه يحبسها في منزله فإن الطائر يتقي في عشه إذا قطع جناحه وقيل إن حلقه إياه
يدل على هتك سترها وإن رأت كأن إنسانا دعاها إلى جز شعرها فإنه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء سرا منها ويقع بينها وبين ذلك الإنسان عداوة وشحناء وقيل من رأى ذوائب امرأة مقطوعة فإنها لا تلد ولدا أبدا وأما الدماغ فإنه يدل على العقل
– ومن رأی أن له دماغا کبیرا دل على کثرة عقله فان رأی کأنه لا دماغ له دل على جهله وقلة عقله وقیل إن الدماغ مال نزر مدخور طاهر فان رأی آنه آکل دماغه أو مخ بعض عظامه فإنه يأكل ماله وقال بعضهم أكل دماغ الميت يوجد سرعة الموت والطرة الحسنة مال وعز وقيل إن صاحب الرؤيا يتزوج امرأة جمالها حسب جمال الطرة التي رآها والجبهة جاه الرجل وهيبته والعيب فيها نقصان في الجاه والهيبة والزيادة فيها إذا لم تتفاحش توجب أن يولد له ابن يسود أهل بيته وقيل من رأى جبهته من حديد أو نحاس أو حجر فإن ذلك محمود للشرط أو السوقة ولمن كان تدبير معاشه مع قمحه وأما الباقون فهذه الرؤيا تبغخضهم إلى الناس وأما الصدغان فابنان شريفان مباركان والحاجبان حسن سمت الرجل وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه وقيل إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان من أجل أن النساء يسودن حواجبهن طلبا للزينة وأما العين فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة فان رأی في جسده عیونا کثیرة دل على زیادة صلاحه ودینه فان رأی کأن بطنه انشق ق فرأی في باطنه عیونا فانه زندیق لقوله تعالی (ما جعل الله لرجل من قلبین في جوفه) فان رأی کأن عینیه عینا إنسان آخر مجهول دلت رؤیاه على ذهاب یسره ویکون غیره يهديه الطريق فان كان الرجل معروفا فإن صاحب الرؤيا يتزوج ابنته ويصيب منه خيرا فان رأى كأن عينيه ذهبتا مات أولاده
– ومن رأى أنه أعمى العينين وهو في غربة دل على امتداد غربته إلى أن يموت فإن رأى كأن عينيه من حديد ناله هم شديد يؤدي إلى هتك ستره فان رأى أنه فتح عينيه على رجل فإنه ينظر في أمره وبعينه وإن رأى كأنه نظر إليه شزرا فإنه يحقد عليه
– ومن رأى كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن فإنه يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي – ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة نال مالا عينا
ومن رأى كأنه ينظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها فإنه يعمل شيئا يضر بدينه والعين السوداء الدين والزرقاء البدعة والشهلاء مخالفة الدين والخضراء دين يخالف الأديان فان رأى لقلبه عينا أو عيونا فهو صلاح في الدين بقدر نورها فإن رأى أنه يزني فإانه ينظر إلى النساء فان رأى أن عينه مسمرة فإنه ينظر بريبة إلى امرأة صديقة وحدة البصر محمودة لجميع الناس وضعفه يدل على آنه سيكون محتاجا إلى الناس وأنه يصير في عيلة فإن المال بمنزلة العين ومن کان له أولاد ورأى هذه الرؤيا دل على أنهم يمرضون لأن الأولاد بمنزلة العينين وهما محبوبتان ورأى الحجاج بن يوسف كأن عينيه سقطتا في حجره فنعى اليه أخوه محمد وابنه محمد ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عينا جارية فقص روياه على برهمي فقال تصيب مالا من التجارة فان رآها صانع أصاب مالا من صناعته وأهداب العينين في التأويل وقاية للدين فإنها أوقى للعينين من الحاجبين وقيل الصلاح والفصاد فيهما راجعان إلى الولد والمال فإن رأى كأن أهداب عينيه كثيرة حسنة فإن دينه حصين فإن رأى كأنه قعد في ظل هداب عینیه فان کان صاحب دين وعلم فانه یعیش في ظل دينه وان کان صاحب دنيا فانه يأخذ أموال الناس ويتوارى فإن رأى كأنه ليس لعينيه هدب فإنه يضيع شرائع الدين فإن نتفها إنسان فان عدوه ینصحه في دینه فان رأی کأن أشفاره ابيضت دل على مرض يصيبه في الرأس أو العينين أو الأذنين أو الضرس وحسن الوجنة في النوم دليل على الخصب والفرج وقبحها دليل
السقم والضر والخدان عمل الرجلين فإن رأى الإمام في وجنته سعة فوق القدر فهو زيادة عزه وبهائه وأما الأنف فيقال إنه جمال للرجل ويقال هو قرابة الرجل فإن رأى كأنه لا أنف له فلا رحم له فان رأى كأن له أنفين فإنه يدل على اختلاف يقع بينه وبين الأهل لأن الأنف ليس بغريب فإن شم رائحة طيبة دل على فرج يصيبه وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حبلى فإنها تلد ولدا اسارا ويقال إن الأنف الولد ويقال الجاه والحسب ويقال الأبوان وتأويل ما يدخل في الأنف يجري مجری الدواء وما دخل فيه من مکروه فهو غیظ یکظم
– ومن رأى كأن له خرطوما دل على أن له حسبا قويا والفم فاتحة أمر صاحبه وخاتمه فان رأى کأنه خرج من فمه شئ فهو يدل على الرزق من خير أو شر فإن رأى كأن فمه متعلق أو مقفل عليه دلت رؤياه على الكفر والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به وعونه ومعتمده والسفلى أقوى في التأويل من العليا وقيل الشفة في التأويل القرابة والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت فإن رأى كأن فيهما الماء فأن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي
وأما اللسان فترجمان صاحبه ومدبر أمره المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد يجري ذلك على ترجمته بما ينطق فإذا كان زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج فهو قوة ظفر وأن رأى كأن لسانه طويل لا على حال المخاصمة والمنازعة دل على بذاءة اللسان وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته ومنطقه وحلمه وأدبه وعظته فان رأی الإمام کان لسانه طال فإنه یكثر أسلحته ویدل على آنه ينال مالا بسبب ترجمان له واللسان المربوط في التأويل دليل على الفقر ودليل المرض فإن رأى كأنه نبت على لسانه شعر اسود فهو شر عاجل وإن كان شعرا أبيض فهو شر آجل فإن رأى كأن لسانين رزق علما إلى علمه وحجة إلى حجته وظفر على أعدائه وقيل المعتدل المقدار في الفم الصبيح محمود لجميع الناس وأما اللهات فإذا رأى آنها زادت حتى كادت تسد حلقه دلت رؤياه على حرصه في جميع المال وتضييق النفقة على نفسه وقد دنا أجله وأما الأسنان فإنهم أهل بيت الرجل فالعليا هم الرجال من أهل البيت والسفلى هم النساء فالناب سيد بيته والثنية اليمنى الأب والثنية اليسرى العم وإن لم يكونا فإخوان أو ابنان فإن لم يكونا فصديقان شقيقان والرباعية ابن العم والضواحك الأخوال والخالات ومن يقوم مقامهم في النصح والأضراس الأجداد والبنون الصغار والثنية السفلى اليمنى الأم واليسرى العمة فإن لم يكونا فأختان أو ابنتان أو من يقوم مقامهما والرباعية السفلى بنات العم وبنات العمات والناب السفلي سيدة أهل بيتها والضواحك السفلى بنات الخال والخالة والأضراس السفلى الأبعدون من أهل بيت الرجل من النساء والبنات الصغار وحركة بعض الأسنان دليل على ما هو تأويله في المرض وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لا يعود إليه فان أصابه بعد ما فقده فإنه يرجع وتأكله دليل على بلاء يصيب من ينتسب إليه واصطكاك الأسنان دليل على جدال بين أهل بيته فإن رأى في أسنانه قلحا فهو عيب بأهل بيته يرجع إليه ونتن الأسنان قبح الثناء على أهل البيت وكلال الأسنان ضعف حال أهل بيته وتنقية الأسنان القلوحة يدل على بذل المال في نفي الهموم عنهم وبياض الأسنان وطولها وجمالها زيادة قوة ومال وجاه لأهل البيت فإن رأى كأنه نبت مع ثنيته مثلها فان أهل بيته يزيدون فإن كان النابت معها يضرها كان الزائد في أهل البيت عارا ووبالا عليه فان رأی كانه قلع أسنانه دلت رؤیاه على قطع رحمه أو ینفق ماله على کره منه
فان رأی کأنه يرمي آسنانه بلسانه فسدت أمور أهل بیته بکلام يتكلم به فان رأى كأن أسنانه من ذهب فإن كان من أهل العلم والكلام حمدت رؤياه و إلا فلا تحمد لأنها تدل في غير العلم وأهله على مرض أو حريق فإن رأى كأنها من فضة دلت على خسران في المال فإن رآها من زجاج أو خشب دلت على الموت فإن رأى مقاديم أسنانه سقطت فنبتت مكانها أخرى دلت على تغيير أمور وتدابيره وقيل من رأى أسنانه العليا سقطت في يده فهو مال يصير إليه فان رآها سقطت
في حجره فهو ابن لقوله تعالی (ويكلم الناس في المهد) يعني في الحجر فإن رآها سقطت إلى الأرض فهي الموت فان رأى كأنه أمسك الساقط من أسنانه فلم يدفنه فإنه يستفيد بدل من هو مثله في الشفقة والنصيحة وكذلك التأويل في سائر الأعضاء إذا أصابتها آفة فلم يدفنها فإن رأی كانه نبت في قلبه أسنان دل على موته وقيل إن سقوط الأسنان يدل على عائق يعوقه فيما يريده وقيل هو دليل على قضاء الديون فإن رأى كأن جميع أسنانه سقطت وأخذها في كمه أو حجره فانه یعیش عیشا طویلا حتی تسقط أسنانه ویکثر عدد أهل بیته وإن رأی کأن جميع أسنانه سقطت وذهبت عن بصره فان أهل بیته یموتون قبله وربما کان ذلك موت ذوي سنه من الناس وأقرانه في العمر فان رأى كأن الناس يلوكونه بأضراسهم أو یعضونه فانه یمکنه آن يتضع للناس ولا يتضع ويل ينبغي أن يجعل الفم بمنزله المنزل والاسنان بمنزله السكان فما كان فيها من ناحيه اليمنى فهو يدل على الدكور وما كان من اليسرى فهو يدل على الإناث في جميع الناس إلا قليلا منهم وقيل من رأى أسنانه تكسر فإنه يقضي دينه قليلا قليلا فان تساقطت أسنانه بلا وجع يدل على أعمال تبطل فإن رأى كأنها تسقط مع وجع دل على ذهاب شئ مما في منزله ومقاديم الأسنان إذا سقطت منعت من أن يفعل الإنسان شيئا مما يعمل بالكلام والقول فان كان مع ذلك وجع أو خروج دم أو لحم فإن ذلك يبطل أو يفسد الأمر الذي يراد وأما الأصحاء والأحرار والمسافرون إذ سقطت جميع أسنانهم دل على مرض طويل ووقوع في السبيل من غير أن يموتوا وذلك أن الإنسان لا يمكنه أن ينال الغذاء القوي بلا أسنان لكنه يستعمل الأحساء والعصارات وإنما لا يموتون لأن الموتى لا تسقط أسنانهم والشئ الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محمود في المرضى وإن تساقطت أسنانهم جميعا فإنه يدل على سرعة نجاتهم من المرض وأما التجار والمسافرون فيدل على خفة حملهم وخاصة أن رأى أن تلك الأسنان تتحرك فان رأى كأن بعض أسنانه قد طال وازداد عظما دل على جدال وخصومة في منزل ومن كانت أسنانه سودا متآكلة معوجة فرأى سقوطها فإنه ينجو من جميع الشدائد فإن رأى كأن أسنانه تسقط وهو يأخذ بيده أو بلحيته وفي حجره فذلك يدل على أن آولاده تنقطع فلا یولد له وما یلد فلا یبقی ولا یتربی
(وحكي) أن رجلا رأى أسنانه كلها سقطت فأغتم لذلك غما شديدا وقص رؤياه على معبر فقال تموت أسنانك كلهم قبلك فكان كذلك ورأى آخر كأنه أخذ ثلاث أسنان من فمه في كفه وضم عليها أنامله فعرض له أنه وجد درهما ونصفا والذقن في التأويل سيد عشيرته وصاحب نسل كثير والأذن امرأة الرجل أو ابنته فإن رأى كأن له ثلاثة آذان دلت على أن له امرأة وابنتين فإن كان له أربعة آذان دلت رؤياه على إحدى خصلتين أما أن يكون له أربع بنات لا أم لهن فإن رأى کأن آذنه بانت منه فانه یطلق ابنته فان رأى كأن له أذنا واحدة فلا یعیش له قريب فإن رأى كأن له نصف أذن دلت الرؤيا على موت امرأته وتزويجه بأخرى فإن رأى كأن في أذنه خاتما معلقا فانه یزوج ابنته رجلا فتلد له ابنا وقيل الدين الأذن فان رأى كأنه حشا أذنيه بشئ دلت رؤياه على الكفر وان رأى كأن له آذانا كثيرة فإنه يعرض عن الحق فلا يقبله لقوله تعالى (أم لهم آذان يسمعون بها) وقيل أن الغني إذا رأى آذانا حسانا متشاكلة سمع أخبارا حسانا سارة فإذا لم تكن متشاكلة حسانا سمع أخبارا كثيرة كريهة
– ومن رأى كأن في أذنه عينين فإنه يعمى والأشياء التي كان يعانيها بعينيه يسمعها بأذنيه وقيل من رأى كأن له آذانا كثيرة فذلك محمود لمن أراد أن يكون له إنسان ويطيعه مثل المرأة والأولاد والمماليك وأما الأغنياء فإنها تدل على أخبار تأتيهم محمودة إذا كانت الآذان حسانا أشكالا وإذا لم تكن حسانا ولا جيدة الأشكال فإنها أخبار مذمومة وأما المماليك وأصحاب الخصومات المدعى منهم فإنها تدل على أن عبوديته تدوم ويسمع ويطيع ويدل المدعي على أن الحكم يلزمه (وحكي) أن إنسانا رأى أن له اثنتي عشرة أذنا وأكثر فقص رؤياه على معبر فقال إن كان صاحب مماليك وحشم فانه دلیل خير کثیر یناله وان کان غنیا فانه يأتیه أخبار على قدر
عدد الآذان من البلدان بسبب معاش وإن كان مملوكا أصابه مذمة وغم وإن كان له خصوم حكم عليه القاضي بأحكام كثيرة وسمع كلاما رديئا وان كان في خصومة ظفر بخصمائه وأما اللحية فمن رأى كأنها طالت فوق قدرها دلت رؤياه على دين وغم فإن طالت حتى سقطت على الأرض دلت على الموت لقوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) فإن طالت حتى التصقت ببطنه أصاب مالا وجاها یتعب فيه بقدر ما کان منها على بطنه فان رأى أن طولها قدر حسن موافق نال مالا وجاها وعيشا طيبا وقيل أنها إن طالت حتى بلغت السرة دل على أنه في غير طاعة الله فإن رأی أن جوانبها طالت دون وسطها فانه ينال مالا يستمتع به غیره (وأتي) ابن سيرين رجل فقال رأيت لحيتي بلغت سرتي وأنا أنظر فيها فقال أنت مؤذن تنظر في دور الجيران ولا تحمد اللحية في التأويل للصبي غير البالغ فإن رأى أنه أخذ لحية غيره بيده وجرها فإنه يرث ماله ويأكله ونقصان اللحية إذا لم يكثر دليل على اليسر وقضاء الدين والفرج وإذا كثر نقصانها دل على الهوان وذهاب المال و الجاه فان رای کان کوسجا نكلم امراته نتشوش غانه امره بقدرة ويفرق بينه وبين أحبابه لأن إبليس لعنه الله كلم حواء في صورة كوسج وسواد شعر اللحية يدل على الاستغناء إذا كان حالكا فإذا ضرب السواد إلى الخضرة نال ملكا ومالا كثيرا ولكن يكون طاغيا لآنها صفة لحية فرعون وصفرتها تدل على الفقر والقلة وأما الحمرة فدليل الورع وإذا رأی کأنه تناول لحیته وانتئر شعرها بيده وأمسکه ولم یرم به فانه يذهب من يده مال ثم يعود اليه فان رأى كأنه رمي به ذهب منه مال ولا يعود إليه وزيادة شعر الشارب مكروهة ونقصانه محمود وتأويل نتف اللحية للغني إسرافه في ماله وللفقير يدل على عمين يجتمعان عليه ويدل على أنه يستقرض من إنسان شيئا فيقرضه لآخر وحلق اللحية ذهاب المال والجاه فإن رأى كأنه قطع من لحيته ما فضل عن قبضته فهو يؤدي زكاة ماله والشيب في اللحية وقار وهيبة والخضاب ستر وإذا كان الخضاب بالحناء دل على تمسكه بالسنة فإن رأى كآنه خضب رأسه دون لحيته فانه يحفظ سر رئيسه فإن رأى كأنه خضبهما جميعا فإنه يجتهد في إخفاء فقره ويطلب القدر عند الناس وإن قبل الشعر الخضاب فإنه يرجع جاهه ولا يبقى كثيرا ويتحمل بالقناعة ثم ينكشف فإن رأى كأنه يخضب بطين أو جص فإنه يطلب محالا ويشتهر أمره ولحية المرأة تدل على أنها لا تدل أبدا وقيل تدل على مرضها وقيل تأويلها زيادة مال زوجها وابنها وشرف ولدها وقيل أنها إن كانت متزوجة دلت على غيبة زوجها وابنها وشرف ولدها وقيل آنها إن كانت متزوجة دلت على غيبة زوجها وان رأت ذلك حبلى فإنها تلد ابنا ويتم أمره وقيل من طالت لحيته وکثر شعره طال عمره وزاد ماله وقيل أن الشئ الذي يكون قبل وقته يدل على الشر مثل أن يرى للصبيان الذكور لحية أو بياضا في الشعور وللإناث من الصبيان الصغار عرس أو ولد وكذلك جميع ما يكون في غير وقته ما خلا النطق فإن النطق هو دليل خير لأن الإنسان بالطبيعة حيوان ناطق فإن رأى غلام لم يبلغ الحلم أن له لحية فإنها يموت ولا يبلغ الحلم وذلك أنه قد سبق الوقت الذي كان ينبغي أن يكون له فيه لحية فإن لم يكن الغلام بعيدا من وقت نبات اللحية فذلك دليل على أنه ينفرد ويقوم بأمر نفسه (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن لحيتي طالت ولم يطل سبالاى فقال تصيب ما لا ينتهي به غيرك والعنفقة عون الرجل الذي يتباهى به ويعيش به في الناس فما رأى فيها من حدث فتأويله فيما ذكرت
– ومن رأى نصف لحيته محلوقة فإنه يفتقر ويذهب جاهه فإن حلقها شاب مجهول ذهب جاهه على يد عدو ویعرفه أو سمیه أو نظیره فان حلقها شيخ ذهب جاهه بحده المقدور وإن کان مجهولا فانه يذهب جاهه على يدي رئيس مستغل قاهر لا يكون له أصل فإن رأى أنها مقطوعة فإنه يقطع من ماله ويذهب من جاهه بقدر ما قطع من لحيته فإن رأى أنها حلقت فهو ذهاب وجهه في عشيرته ومقدرته من ماله والحلق أيسر من النتف وربما كان النتف صلاحا لبعض أمره إذا لم يشن الوجه إلا أن ذلك الصلاح فيه مشقة عليه (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني قابض على لحية عمي وقرصنتها حتى استأصلتها فقال انك تأكل ميراث عمك ولا يكون له وارث غيرك فإن تناولت منها شيئا ورثت بقدر ذلك
– ومن رأى أن لحيته بيضاء براقة نال عزا وجاها واسما وذكرا في البلاد لان لحية إبراهيم عليه السلام كانت بيضاء فإن رأى أنها شمطاء فإنه يصيب جاها ووقارا فإن رأى أنها أشد سوادا وأحسن مما كانت في اليقظة وكانت سوداء في اليقظة فإانه يصيب هيبة وعزا وجاها وجمالا فان رأی آنها شابت وبقي من سوادها شئ فإنه وقار فان لم يبق من سوادها شئ فإانه يفتقر ويذهب جاهه
وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت أن لحيتي بيضاء وإني أخضبها فلا يعلق بها الخضاب وكان الرجل شابا أسود اللحية فقال البياض نقص من ملكك وأنت تريد ستره وقد علم به قال صدقت – وأما العنق فموضع الأمانة وزيادتها زيادة في الدين وأداء الأمانة ونقصانها نقصان في أداء الأمانة فإن رأى كأن في عنقه حية مطوقة فإنه لا يزكي ماله لقوله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) فإن رأى كأن ودجيه تفجرا دما فإنه يموت فإن رأى الأمام في عنقه غلظا فهو قوته في عدله وقهره لأعدائه والغلظ في القفا قوة على ما قلده الله وحسن القفا يدل على الفرار والهرب وشعر القفا يدل على أن له مالا وعليه مال وحلق القفا أداء الأمانة وقضاء الدين فان رأی کأنه لا شعر له دل على إفلاسه (ورأی) رجل کأن عنقه لا بطویل ولا بقصیر فقص رؤیاه على معبر فقال إن كنت سئ الخلق حسن خلقك وإن كنت شجاعا زادت شجاعتك وإن كنت ردئ الطبع كرمت وأما العاتق فصديق أو شريك أو أجير وكتفه امرأة ومنكبه زينته وجماله وطيشه فما رأى بهما من حال أو حدث فهو بهؤلاء وقيل إذا كانت العواتق غلاظا حسنة اللحم دل على رحلة وقوة في الأعمال ويدل في المحبوسين على طول اللبث في الحبس حتى يمكنهم أن يحملوا ثقل قيودهم فإن رأى كأن في عاتقيه علة فإنه يدل على مرض الإخوة أو موتهم لأن العاتقين أخوان (ورأى) رجل كأنه يريد أن يرى أحد كتفيه فلا يقدر على ذلك فعرض له أنه انعور وذلك بالواجب لأنه لم يقدر أن يرى الكتف في جانب العين العوراء. وأما اليد اليمنى فسبب لمعاش الرجل وماله وإحسانه وطول اليد في التأويل للوالي ظفر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وقيل أن طول يدي الإمام وقوتهما يدل على قوة أعوانه وزيادة عمره ورؤيته عظمها زيادة في ماله فإن رأى كأنهما تحولتا رخاما طال عمره في سرور وقيل صحة اليدين في التأويل وحسنهما يدل على حسن الأخذ والإعطاء وقيل اليمنى تدل على الأقرباء من الرجال واليسرى تدل على النساء منهم فإن رأى كأنه فقد إحدى يديه فإن ذلك يدل على فقده بعض أقربانه بغيبة أو موت فإن رأى كأنه أدخل يده تحت إبطه فأخرجها ولها نور فإنه ينال علما إن كان من أهله أو ربحا إن كان تاجرا وإن خرجت ولها نار فإنه ينال قوة وغلبة وعزا في أمره الذي يتعاناه وان أخرجها ولها ماء فإنه مال وأما اليد الزائدة مع اليدين فإنها زيادة في دولة وقوة وتدل على ولد وقدوم غائب أو يولد له أخ فإن رأى كأنه أعسر فإنه يعسر عليه أمره فان رأى أنه يعمل بيده اليسرى على جهد منه نال حاجته أجير وبسط اليدين يدل على السخاء فإن رأی کأنه يمشي على يديه فانه يعتمد في أمره على بعض أقربائه فان رأی كأنه يبصر بعينيه يكثر ملامسة من يحرم عليه
– ومن رأى كأن يده اليمنى كلمته كلاما حسنا فان معيشته تحسن فإن رأى كأن الشمال كلمته بالخیر شکرته آقاربه وإِن کلمتاه أو إحداهما بالتوبیخ دل ذلك على سوء فعله فان رأی کأن یمینه من ذهب مات شریکه أو امرآته ومن رؤیت يده تحولت ید سلطان فانه ينال سلطانا ويجري على يديه ما يجري على يد ذلك السلطان من عدل أو جور فإن رأی كأن له جناحين ولد له ابنان
– وأما العضد فإنه أخ فمن رأى في عضده زيادة فهي صلاح أمر أخيه وابنه البالغ
– ومن رأى في عضده نقصانا فهو مصيبة فيهما بقدر النقصان والزيادة ورأى إنسان كأنه ناقص العضد فقص رؤياه على معبر فقال تصير قليل العقل كثير الزهو
– وأما الساعدان في التأويل فقريبان أو صديقان مثل الأخ والولد البالغ ينتفع منهم ويعتمد عليهم فإن رأى رجل امرأة حاسرة الذراعين فإنها الدنيا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج والذراع إذا ألمت فإنها تدل على حزن وبطلان الأشياء التي تعمل باليد وعلى عدم الخدم والشعر على الذراعين دين وانبساط الكف سعة الدنيا وانقباضها ضيق الدنيا والشعر على الكف دين وحزن وقيل هو مال ينبوعن يده والشعر على ظاهر الكف ذهاب مال وأما الأصابع فولد الأخ على القول الذي قيل أن اليد أخ وتشبيكها من غير عمل بها ضيق اليد والاشتغال بشغل أهل البيت وبني الإخوة بأمر قد حزبهم يخافون منه على أنفسهم وقد تظاهروا في دفعه وكفايته وقيل أصابع اليد اليمنى هي الصلوات الخمس والإبهام صلاة الفجر والسبابة صلاة الظهر والوسطى صلاة العصر والبنصر صلاة المغرب والخنصر صلاة العتمة وقصرها يدل على التقصير والكسل فيها وطولها يدل على محافظة على الصلوات وسقوط واحدة منها يدل على ترك تلك الصلاة
– ومن رأى إحدى الأصابع موضع الأخرى فإنه يصلي تلك الصلاة في وقت الأخرى فإن رأى كأنه عض بنان إنسان دل على سوء أدب المعضوض ومبالغة العاض في تأديبه فإن رأى كأنه يخرج من إبهامه اللبن ومن سبابته الدم وهو يشرب منهما يباشر أم امرأته وأختها وفرقعة الأصابع تدل على كلام قبيح بين أقربائه فإن رأى الإمام زيادة في أصابعه كان ذلك زيادة في طمعه وجوره وقلة إنصافه (وحكي) أن هرون الرشيد رأى ملك الموت عليه السلام قد مثل له فقال له يا ملك الموت كم بقي من عمري فأشار إليه بخمس أصابع كفه مبسوطة فانتبه مذعورا باكيا من رؤياه وقصها على حجام موصوف بالتعبير فقال يا أمير المؤمنين قد أخبرك أن خمسة أشياء علما عند الله تجمعها هذه الآية (إن الله عنده علم الساعة) الآية فضحك هارون وفرح بذلك وأصابع اليد اليسرى أولاد الأخ والأخت والأظافر مقدرة الرجل في دنياه وبيض الأظافر يدل على سرعة الحفظ والفهم ورؤية الأظفار في مقدارها صلاح الدين والدنيا والمعالجة بها دلیل الاحتيال في جمع الدنيا وطولها مع حسنها مال وكسوة وإعداد سلاح لعدو أو حجة أو مال يتقي بذلك شرهم وطولها بحيث يخاف انكسارها دليل على تولي غيره إفساد أمر بيده لإفراطه في استعمال مقدرته فان قلمها فإنه يخرج زكاة الفطر فإن رأى كأن شيخا أمره بقلمها فان جده يأمر بالقيام بتعهد نفسه وصيانة جاهه وخضاب أصابع الرجل بالحناء دليل على كثرة التسبيح وخضاب أصابع المرأة بالحناء يدل على إحسان زوجها إليها فإن رأى كأنها خضبتها فلم تقبل الخضاب فإن زوجها لا يظهر حبها فإن رأى الرجل كفه مخضوبة خضابا وحشا نال كدا في معاشه فان رأى كأن يده اليمنى مخضوبة خضابا وحشا دلت رؤياه على أنه يقتل رجلا فان رأى کأن يديه مخضوبتان بالحناء فانه يظهر ما في يده من خير أو شر أو من ماله أو من مكسبه أو من صناعته فإن رأى يديه منقوشتين بالحناء فإنه يحتال حيلة من البيت ليصرف بعض أثاث البيت في نفقته لقلة كسبه يشمت به عدوه ويناله ذل فان رأت امرأة يدها منقوشة فإنها تحتال لزينتها في أمر هو حق فإن كان النقش بالطين دل على كثرة تسبيحها فإن رأت نقش يديها قد اختلط بعضها ببعض أصيبت بأولاد ها فان رأت كأن يدها مخضوبة بالذهب أو منقوشة به فإنها تدفع مالها إلى زوجها أو يصيبها منه فرح فإن رأى رجل أنه مخضوب أو منقوش بالذهب فإنه يحتال حيلة يذهب بها ماله أو معيشته وأما شعر الإبط فإن طوله دليل على نيل الحاجة لقوله تعالى (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء) ويدل على صاحبه وكرمه فإن رأى شعر إبطه كثيرا فإنه رجل يطلب جمع المال في العلم والولاية والتجارة وغيرها ولا يرجع إلى المروءة والدين فإن كان فيه قمل كثير دل على كثرة العيال. وأما الظهر فظهر الرجال سنده وقيمته وملتجؤه الذي يستظهر به وموضع قوته فإن رأى أن ظهره منحن أصابته نائبة وقيل
هو دليل الشيب ورؤية ظهر الصديق إعراضه وهجرانه ورؤية ظهر العدو الآمن من شره ورؤية ظهر العجوز إدبار الدنيا وزوالها ورؤية ظهر الشابة تاخير نيل المراد قليلا ورؤية ظهر المرأة النصف دليل على طلب أمر قد تعسر عنه وتولى عنه ذلك الأمر والصلب موضع الرزانة وموضع الولد والقوة فمن رأى صلبه قويا رزق عقفلا وقيل ولدا قويا وقيل الصلب رجل شديد يعتمد عليه وطول القد بالمقدار محمود وفوق الحد دليل على قرب الأجل وذهاب الحياة وكذلك قصره دليل على قصر العمر والجاه والسمن والقوة في البدن قوة الدين والإيمان فان رأى كأن جسده جسد حية فإنه يظهر ما يكتم من العداوة فإن رأى كأن له إلية كإلية الكبش فإن له ولدا مرزوقا یعیش بعده
– ومن رأى أن جسده خرج من حديد أو من حجارة فإنه يموت فإن رأى زيادة في جسده من
غير مضرة فهو زيادة في النعمة عليه وجاء رجل خامل الذكر قليل المال إلى معبر فقال رأيت کأن جسدي ازداد وتضاعف وكان نورا وبهاء وكأني تزهدت وأنا أسيح في الجبال والمفاوز
فقال المعبر ستكون أهلا للملك وتصيب ملكا وتصير ذا مال وعز فلم يلبث أن خرج مع الغزاة وكان شجاعا فهزم المشركين ونال مالا وغنائم
– وأما شعر الجسد فنباته للرجل حمل امرأته وكثرة شعر الجسد للمكروب زيادة في كربه وكثرة شعر الجسد للمسرور زيادة في سرور وغنى وسقوطه ذهاب غناه وزيادة شعر البدن للغني مال والفقیر دين یجتمع ومن تنور وکان غنیا فإانه يذهب ماله بالاستلاب وان کان فقيرا فانه يقضي دينه بالجد والتعب والمطالبة فان رأى شعر جسده أبيض فإنه إن كان غنيا نال خسرانا لفي ماله وأشرف على الفناء وان كان فقيرا فانه دين يمكنه قضاوؤه وأما استحالة شعر جسده شعر بهيمة أو سبع فتدل على وقوعه في الشدائد
– وضيق الصدر ضلال فإن رأى ذمي أن صدره ضيق نال خسرانا في ماله وقيل إن سعة صدر الإنسان سخاؤه وضيقه بخله وكثرة الشعر على الصدر دين يركبه فان رأى كأن صدره تحول حجرا فإانه يكون قاسي القلب وجاء ابن سيرين رجل فقال رأيت شعرا كثيرا نبت في صدري وأنا أعقده فقال عقدت أمانة فأديتها وسعة الصدر أيضا تدل على الحلم وأما الندى فامرأة الرجل وابنته فجماله جمالها وفساده فسادها فمن رأى امرأة معلقة بثديها فإنها تزني وتلد ولدا من الزنا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي رأيت امرأة معلقة بثديها فقلت يا جبریل من هذه فقال آنها ولدت من الزنا (وحکي) أن رجل أتی ابن سیرین فقال رآیت کان لي ثديا عظيما قد بلغ الغاية فقال انك تزني بمحرم وذلك لأن الثدي منه ومن جلده وذلك محرم وإنما يكون تعبير هذه الرؤيا نكاحا حراما وقيل إن رأى رجل في ثدييه لبنا فإن كان عزبا فإنه يتزوج ویولد له وإن کان فقیرا دل على یساره وان کان شابا دل على طول عمره وأما المرأة الشابة إذا رأت ذلك دل على حملها وولادتها وأما العجوز إذا رأته دل على فقرها وذهاب مالها والعذراء إذا رأته دل على عرسها والصغيرة إذا رأته دل على موتها وطول ثديي الرجل حتى يضرب صدر ه دليل على هوى في غير رضا الله تعالى وقيل هو دليل على الموت للاولاد قإن لم يكن له ولد دل على الفقر والحزن وطول ثدي المرأة فوق الحد دليل على غاية الحزن فان النساء إذا أصابهن حزن جذبن أنداءهن وخدشنها
– ومن رأى كأنه يرتضع امرأة فإنه يمرض إلا أن تكون امرأته حبلى فإنها تلد ابنا وان كان صاحب الرؤيا امرأة فإنها تلد بنتا والبطن من ظاهر ومن باطن مال الرجل وولده أو قرابة من عشیرته أو خزانته ومأوی عياله وصغره وقلة هؤلاء وكبره كثرة هؤلاء وصغره من غير جوع قلة المال فان رأى انه جائع فإنه يكون حريصا ويصيب مالا بقدر مبلغ الجوع منه وقيل إن عظم البطن أكل الربا والمشي على البطن اعتماد على المال فإن رأى أن بطنه صار صغيرا فإنه
يكون كثير الأمتعة والشبع ملاله من المال والعطش سوء حال في دينه والرى صلاح في دينه والقلب شجاعة الرجل وسماحته وجراءته وجلادته وجوده وسخاوؤه وغلظته وصلاحه وفساده راجع إلى البدن لأنه ملك البدن والقائم بتدبيره وخروج القلب من البطن حسن الدين والإخلاص والتفريغ عنه هو الاهتداء إلى الحق وقيل القلب يدل على امرأة صاحب الرؤيا فإنها هي المدبرة لأموره فإن رأى كأن قلبه تقطع فإن كان عليلا برئ وشفي وفرج عن کربه
– والكبد موضع الغضب والرحمة وقيل الكبد تدل على الأولاد والحياة وخروج الكبد من البطن ظهور مال مدفون فإن رأى أنه يأكل كبد إنسان أو أصابها فإنه يصيب مالا مدفونا ويأكله فإن كانت أكباد كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نينة فهي كنوز تفتح له ويصيبها وأكباد البهائم والآدميين سواء وأكل كبد الإنسان المعروف أكل ماله فإن نظر في كبده فرأى وجهه فيها كما يفعل بالمرآة فإنه يموت وقوة الطحال فرج فإنه قوام البدن ٠
ومن رأى كأن إنسانا قطع مرارة إنسان بأسنانه فمات فيه فإن القاطع يحقد عليه حقدا عظيما یهلکه فيه فان خرج دمه وشربه القاطع فانه يحلل ماله على نفسه لجهله وشره وأما صلاح الرئة فهو طول العمر وفسادها قصر العمر لأن موضع الروح والكليتان موضع الغنى والصواب والبيان والخطأً فان رآهما شحمتين فإنه رجل غنى صاحب نطق وصواب وهزالهما فقره وخطأً رأيه وقيل الكلى القرابات وصلاحهما وفسادهما يرجعان إلى ذلك
– وظهور الأمعاء أو شئ مما في جوفه فهو ظهور ماله المدخور أو يظهر من أهل بيته أحد يسود أو هو بنفسه وأكل الرجل أمعاء نفسه دليل على أنه يأكل مال نفسه وكذلك أو رأى أنه يأكل أمعاء غيره أو شيئا مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالا مدخورا ويأكله وقیل إن خروج الأمعاء يدل على أن ابنته تخطب
ومن رأى كأن أمعاء بطنه أو سائر ما في بطنه خرج فغسل بطنه وأعيدت إليه أو لم تعد فهو موته في رضی الله تعالی فان خرج شئ من جوفه فإن عنده وصية لرجل وبنتا لصاحب الوصية وهو مصر على تزويجها وقيل إن خرج ما في البطن دل على هتك الستر فإن رأى كأن ملكا شق بطون رعيته فإنهم تفتش بطونهم فإن أخذ ما في بطونهم آخذ أموالهم فمن رأى كانه تشق بطنه وأحشاءه في موضعها المعروف فان ذلك محمود لمن لا ولد له وللفقير لأنه تدل على أن من لا ولد له يولد له وتدل للفقراء أن يستغنوا لأن الأولاد بمنزلة الأحشاء وقياس الأحشاء في البطن كقياس متاع المنزل في المنزل وإذا رأى الإنسان كأن غيره يكشف عن أحشاءه ويظهرها فإن ذلك أمر ردئ يدل على أنهم يصيرون إلى الخصومات وتكشف أمور مستورة من أمورهم فإن رأى الإنسان أن جوفه أنشق وهو فارغ ليس فيه شئ فإن ذلك يدل على خراب منزله ووحشته وهلاك أولاده وفي المريض على أنه يموت وأما السرة فامرأة الرجل وحبيبته من جواریه وهمته فما رأی بسرته من قبح الحال أو جمال أو سوء حال فهو فيهن وقيل من كان له والدان فرأى سرته عليلة فإن ذلك يدل على علة الوالدين ومن لم يكن له والدان فإن ذلك يدل على أوطانهما التي ولدا فيها وأما من كان في غربة فإنه يدل على رجوعه
– وأما المراق وما يلي السرة فإن أعلاه وأسفله يدل على قوة البدن وعلى الملك فمتى كان في شئ من أجزانه وجع فإن ذلك مرض صاحب الرؤيا وفقره وأما الضلع فهو المرأة لأنها خلقت منه فما حدث فيها فهو في النساء وأما العورة فظهورها هتك الستر وشماتة الأعداء وهي ما بين السرة والركبة فمن رأى أنه أبداها أو كشفت عنها ثيابه أو بعضها فإنه يظهر منه بقدر ما بدا منها وإذا كان عليه من الثياب شى قليل قدر ما يسترها خاصة فإنه قد يجرد في أمر أمعن فيه فان كان ذلك الأمر يدل على دين فهو يبلغ في الدين والصلاح مبلغا يتجرد فيه وإن كان ذلك
في معصية فإنه يبلغ في معصيته مبلغا يمعن فيها فمن لم يعرف في منامه تجرده في دين ولا معصية وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو وسط الملا والعورة بارزة يراها بعينه كأنه مستح منها وعليه بعض ثيابه ولم يرى مع ذلك شيئا يدل على أعمال البر فإنه يهتك ستره ولا خير فيه وإن كان تجرده على ما وصفت ولم يرى العورة بارزة ولم يصر على الإستحياء منها ولم یکن عليه من تیابه شئ فانه یسلم من آمر هو به مکروب وإن کان مریضا شفاه الله وإن کان مديونا قضي دینه وإن کان خائفا أمن وإن لم يكن عليه من الثياب شئ فهو يسقط من رجاء من کان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه أو ينتقد عليه أمر هو مستمسك به وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحي منها فإن لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستح منها فإن تحويل حالته التي وصفت يدل على حال السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله والتجرد مع الاشتغال بعمل دلیل على تجرده فيه وظفره بمراده فمن رأی کأنه عریان متجرد من ثوبه فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنه لا یغلبهم فان غطی عورته بشی أو بيده فانه ینقاد لهم ویهرب منهم فان رأی على وسطه مئزرا فقط فإنه مجتهد في العبادة وإن رأى نفسه متجردا في طلب شى نال ذلك الشئ بقدر تجرده وأما العرى إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن رجلا قائما وسط المسجد يعني مسجد البصرة متجردا بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها فقال له ابن سيرين ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري فقال الرجل هو والله هو فقال ابن سيرين قد علمت أنه الذي تجرد في الدين يعني لموضع المسجد وأن سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق في الدين وأما الذكر فإنه ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده والزيادة والنقصان فيه في ذلك وقيل أنه إذا رآه طال فوق المقدار نالهما فان رأى له ذكرين أصاب ولدا مع ولده وذكرا في الناس مع ذكره وشرفه فإن کان قلعه بيده أو قلع بعضه ثم أعاده مکانه مات له ابن واستفاد بدله وذهب ماله ثم رجع اليه وانقطاعه حتی يبین منه دلیل على موته أو موت ولده لأن ذكره ينقطع بموته وقيامه قوة الجد وحركته نشاطه وسعة دنياه وربما كان انقطاع ذكره انقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير ولا يكون معه ما يدل على موت والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر بعد أن يكون له طرف واحد فإن عامة تأويله في الولد والنسل وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة فان عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس بقدر ذلك لأن شعبه انتشار ذكره وضعف الذكر دليل على مرض الولد أو إشرافه على سقوط جاهه فإن رأى كأنه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه فإن رأى انه
– ومن رأى كأن عورته ظاهرة ولم ينظر إليها ولا يستحي منها ولم يلتفت إليها أحد فإنه يسلم من امر هو فيه مکروب من مرض او هم او خوف او دين والامناء دلیل على نيل المنى من دينار إلى مائة ألف على قدر الرجل في الناس فإن رأى انه قد عقد على ذكره اشتد عليه عيشه وتعسر عليه امره وسخر بولده
– ومن رأی کأن ذکره دخل جوفه دل ذلك على انه یکتم شهادة
ومن رأی کأنه یقبل احلیله فان لم یکن له ولد فانه یولد له ولد فان کان له أولاد وهم مسافرون فإنهم يرجعون إليه ويقبلهم ورأت امرأة كأن الشعر على إحليل ابنها فقصتها على معبر فقال لها قد فني عمره فما لبث إلا قليلا حتى مات ورأى آخر كأن على إحليله شعرا كثيرا إلى طرفه فقص رؤياه على معبر فقال يدل على فجورك وانهماكك في الفساد ورأى آخر كأنه أطعم إحليله طعاما فعرض له أنه مات ميتة سوء لان الطعام ينبغي أن يقدم إلى الفم كأنه لم يكن له وجه ولا
فم وفرج المرأة فرج فإن رأت كأن الماء دخل فرجها رزقت ابنا ورؤية فرجها من حديد أو صفر يدل على الإياس من نيل المراد
– ومن رأى انه يعالج فرج امرأة بدون الذكر فإنه ينال فرجا من قبلها فيه نقص وضعف
– ومن رأى أنه عض فرج امرأة مجهولة فإنه يأتيه فرج في دنياه فإن رأى فرج جارية فإنه یاتیه خير وفرج فان رأى أنه مس فرج امرأة وكان مصمتا من صفر فإنه يطلب منها وييأس منها فإن رأى فرجها من خلفها فإنه يرجو خيرا ومودة تصير إلى عداوة فإن كان الفرج صغيرا غلب عدوه
– ومن رأى أن ذكره استحال فرجا عجز بعد القوة فإن رأى لامرأته ذكرا كذكر الرجل فإن كان لها ولد أو في بطنها فإنه يبلغ ويسود أهل بيته وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد فإنها لا تلد ولدا أبدا وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه وربما انصرف التأويل في ذلك عنها إلى قيمها أو لمالكها فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر فإن رأى لرجل سوأة كسوأة المرأة فأنه يصيبه ذل وخضو ع فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج فإن الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه إن لم يكن لذلك موضع وقيل إن استحال فرج المرأة ذكرا دل على بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالکلام
– ومن رأى انه يمتص فرج امرأة نال فرجا ضعيفا قليلا ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة والخصيتان عرا الأعداء التي يصلون بها إليه فإن رأى خصيتيه قطعتا من غير أن ينتنا أو ينالهما مكروه فإن أعداءه يظفرون بقدر ما نيل من خصيتيه ولو رأى أن خصيتيه عظمتا أو لهما قوة فوق قدرهما فإنه يكون ممن لا يصل إليه أعداؤه بسوء وربما كان انقطاعهما انقطاع الإناث من الولد إذا كان في الرؤيا ما يدل على الخير لان الخصيتين هما الأنثيان والبيضة اليسرى يكون الولد منها فإن رأى أنها انتزعت منه مات ولده ولم یولد له من بعده فان رأی انه وهبها لغیره بطيبة نفس منه فانه يولد له ولد لغیر رشده وينسب الولد إلى غيره فان رأى أن خصيتيه في يد رجل معروف فإن ذلك الرجل يظفر به فان کان الرجل شابا فهو عدوه
– ومن رأی انه آدر فانه یصیب مالا لا يأمن عليه أعداءه ورأی رجل کأن له عشرة ذكور وليست له خصية فقص رؤياه على معبر فقال له يولد لك عشر بنين ولا يولد لك أنثى (وأما العانة) فنقصانها صالح في السنة وزيادتها مال وسلطان يناله من جهة رجل اعمى فإن رأى كأنه نظر الى عانته فلم ير عليها شعرا كأنه لم ينبت قط دل على حجر عليه في المال أو خسران يقع له فان كان عليه شعر طال حتى يسحب في الأرض فإنه ينال مالا كثيرا مع فساد دين وتضييع سنن ومروءة والعجز هو مال امرأة فان كان كبيرا فإن لامرأته مالا كثيرا وان رأى عجز نفسه كبيرا فإنه يسود بمال امرأته ويصيب من ذلك خيرا
– ومن رأی رجلا کشف له عن نفسه ورأی عجزه فإنه يطعمه دسما ومنفعة ثم يشرف على إدبار فیها فان رأی دبره فانه یناله ان کان شابا وان کان شیخا معروفا فأنه يوقعه هو بعینه في إدبار وان کان مجهولا فانه ينال إدبار من حیث لا یشعر فان کشف عنه رجل حتی اظهر عجزه فإنه يفضحه في أهله فإن رأى امرأة كشفت عن عجزها حتى رأى دبرها فإن الأمر الذي ينسب إليه ذلك يشرف على الإدبار ويلحقه دين من تجارة أو ولاية ومن نكح امرأة في دبرها فإنه يطلب أمرا من غير وجهه ولا ينتفع به لان النكاح فيه ليس له ثمرة
– ومن رأى أنه يسحب على عجزه أو دبره فإنه يضطر (وأما الفخذ) فعشيرة الرجل فإن رأى أن فخذه قطعت وبانت فإانه يتغرب عن قومه وعشيرته حتى يكون موته في الغربة لأن الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم فلذلك لا يرجع إلى قومه أبدا فمن رأى كأن فخذيه نحاس فإن عشيرته تكون جريئة على المعاصي (وحكي) أن رجلا أتي ابن سيرين فقال رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلا فقص ذلك الشعر فقال أنت رجل عليك دين يؤديه عنك رجل من قرابتك والعصب سيد قومه والمؤلف بين القرابات والعروق أهل بيته مما ينسب إلى ذلك العضو وجمالها جمالهم وفسادها فسادهم فإن رأى أنه فصد عرقا بالعرض فهو موت قريب من أقربائه بمنزلة ذاك العرق وربما كان هو نفسه المنقطع عن أقربائه بموت إذا كانت الرؤيا في تأويلها ما يدل على مكروه أو مصيية وأن كان ذلك مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم وربما كان فراقا بغير موت والركبة كد الرجل ونصبه في معاشه ومطلبه فإن رأى بها حدثا فإنه تنسب إليه الركبة وقوة جلدها قوة معيشته وانسلاخ جلدها زيادة كد وتعب وغلظ جلدها أو ظهور الورم فيها إصابة مال من تعب وقيل أن المريض إذا رأى في ركبته ألما أو علة دل على موته وقيل أن الركبتين ينبغي أن يجعل تأويلهما على قوة البدن وحركته وجودة علمه ولهذا السبب متى كانتا صحيحتين قويتين فإن ذلك دليل على سفره أو حركة أخرى وعلى أعمال يعملها صاحب الرؤيا وعلى صحة البدن وإن رأى فيهما على أو ألما فإن ذلك يدل على ثقل الركبتين في الأعمال والرجل قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليهما اعتماده وربما كانت الساق عمر صاحبها فإن رأى أن ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله وإن رأى أن ساقه من قوارير لم يلبث أن يموت ويذهب ماله وقوامه لأن القوارير لا بقاء لها فان رأى رجله قطعت ذهب نصف ماله فان فطعتا جميعا ذهب ماله وقواه أو مات كل إذا بانت منه وقيل الرجلان الأبوان والمشي حافيا يدل على التعب والمشقة وقيل من رأى له أرجلا كثيرة فإن كان مسافرا سهل عليه سفره ونال خيرا وإن كان فقيرا نال ثروة وإن كان غنيا مرض وروية الرجلين اتخضوبتين منفوشنين الرجل مؤت الأهل والمراة موت بها
– ومن رأى كأنه رفع ساقا ومد ساقا فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى فإنه قد قرب أجله ويلقاه أمر صعب ويدل على أن صاحب الرؤيا كذاب ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزوج وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمرا خيرا مما كانت فيه والكعب ولد مقامر وقيل انكسار الكعب موت أو غم وانكسار عقب سعى في أمر يورث الندم والقدم زينة الرجل وماله وأصابعه جواريه وغلمانه فإن رأى بعض أصابعه صعد إلى السماء مات بعض غلمانه أو جواريه والشعر على القدمين دين غالب
ومن رأی کأن رجلیه صعدتا إلى السماء وبانتا منه مات ولداه فان رأی آنه یزنی برجله فإنه يمشي خلف النساء حراما
– ومن رأى له أرجلا كثيرة فقيل آنه للغني مرض لأنه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة فلا يمشون منفردين ورأى رجل كأن إحدى رجليه صارت حجرا فجفت تلك الرجل بعينها ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله فأصاب وهو يمشي دينارا وعليه صورة الملك (وحکي) أن رجلا آتی ابن سیرین فقال رأيت کأن على ساقي رجل شعرا کثیرا فقال یرکبه دين ويموت في السجن فقال لك رأيتها فاسترجع ابن سيرين ثم إنه مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم فقضاها عنه بعد موته ورأى رجل كأنه معوج الساق فعبرها له معبر فقال انك تصير زانيا فأخذ بعد ذلك مع امرأة وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن إصبع رجلي على جمر فإذا وضعتها عليه طفئ وٳذا فارقتها عنه عاد كما کان فقال هذا صاحب هوى فقال ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر فقال وأي شئ هو أشد من القدر ورأت امرأة كأن إبهام رجلها قطعت
فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال تصلين قوما قطعتيهم وأصابع القدمين زينة مال صاحبها وأعمال البر وعظام ماله الذي به اعتماده ومعيشته.
الباب الثالث والعشرون : رؤيا الأشياء الخارجة من الإنسان وسائر الحيوان من المياه والألبان والدماء وما يتصل بذلك من الأصوات والصفات
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من رأى انه يشرب لبنا فهو الفطرة (قال أبو سعيد) رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال ودر اللبن منها سعة المال فإن رأت امرأة لا لبن لها في اليقظة أنها ترضع صبيا أو رجلا أو امرأة معروفين فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم وقال بعضهم من رأى كأنه ارتضع امرأة نال مالا وربحا
– ومن رأى كأنه يشرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيرا وألبان الأنعام مال حلال من السلطان فإن رأى كأنه انصب عليه لبن إنسان دل على ضيق وحبس وكذلك المرضع والراضع أيهما كان معروفا فإن حاله في الحبس والضيق أشد من المجهول والحلب تأويله المكر وحلب الناقة عمالة على أرض وحلب البختية عمالة على أرض العجم تعمل على سنة وفطرة فان حلبها فخرج دما فإنه يجور في سلطانه فان حلبها سما فانه یجبی مالا حراما فان حلبها تاجر لبنا أصاب رزقا حلالا وربحا في تجارته ودرت عليه الدنيا بقدر ما در عليه الضرع ولبن اللقحة فطرة في الدين فمن شرب منه أو مص مصة أو مصتين أو ثلاثة فإنه على الفطرة يصلي ويصوم ويزكي وهو لشاربه مال حلال وعلم وحكمة وقيل من حلب ناقة وشرب لبنها دل على أنه يتزوج امرأة صالحة وان كان الرائني مستورا ولد له غلام له فيه بركة ولبن البقرة خصب السنة ومال حلال وإصابة الفطرة وقيل إن كان صاحب الرؤيا عبد اعتق وان كان فقيرا استغنى ولبن الشاة والعنز إصابة مال حلال إن كان حليبا ولبن الأسد ظفر بعدو لشاربه وقيل انه ينال مالا من جهة سلطان جبار ولبن الكلب خوف شديد ولبن الذئب مثله وربما دل على إصابة مال من ظالم ولبن الخنزير تغيير عقل صاحبه وقيل ان الكثير منه مال حرام والقليل منه حلال لقوله تعالى (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) فقد رخص في القليل وحرم الكثير ولبن النمر إظهار عداوة ولبن الظبي نذر ولبن الحمار الأهلي مرض يسير وألبان الوحوش كلها قوة في الدين ولبن الضأن والجاموس خير وفطرة ولبن الدب ضر وغم عاجل ولبن الثعلب مرض يسير ولبن الهرة مرض يسير أو خصومة ولبن الفرس لمن شربه اسم صالح في الناس ولبن الأتان إصابة خير وظهور اللبن من الأرض وخروجه منها دليل على ظهور الجور وألبان لها بلوغ المني من حيث لا يحتسب وارتضاع الإنسان من ثدي نفسه دليل على الخيانة والبان النواهش واللوادغ صلاح ما بينه وبين أعدائه ومن شرب من لبن حية فإنه يعمل عملا يرضى به الله وقيل من شربه نال فرجا ونجا من البلايا والزبد مال مجموع نافع وغنيمة وكذلك السمن إلا أن في السمن قوة لسلطان النار التي مسته واللبن الرائب لا خير فيه وقيل هو رزق من سفر والحامض المخيض رزق بعدهم ووجع وقيل هو مال حرام ومعاملة قوم مفاليس لأن زبده قد نزع منه وقيل إن شاربه يطلب المعروف ممن لا خير فيه والشيراز استماع كلام من نسوة والأنفحة مال مع نسك وورع وأما الجبن فإنه مال مع راحة والرطب منه خير من اليابس ومال حاضر للراني وخصب السنة وقيل إن الجبن اليابس سفر وقيل إن الجبنة الواحدة بدرة من المال
– ومن رأى كأنه يأكل الخبز مع الجبن فإنه معاشه بتقدير وقيل من أكل الخبز مع الجبن أصابته علة فجأة والمصل قيل هو دين غالب لحموضته وقيل هو مال نام بقوم قليله مقام كثير من الأموال يناله بعد كد والاقط مال عزيز لذيذ
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم رأی وهو نازل بالطائف کأنه جئ بقدح من لبن فوضع بین يديه فانصب القدح فأولها أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله ما أظنك مصيبا من الطائف في عامك هذا شيئا فقال أجل لم يؤذن لي فيه ثم ارتحل صلى الله عليه وسلم وأتى ابن
سیرین رجل فقال رأیت عسا من لبن جئ به حتی وضع ثم جئ بعس آخر فوضع فيه فوسعه فجعلت أنا وأصحابي نأكل من رغوته ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكله بالعسل فقال أما اللبن ففطرة وأما الذي صبه فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شئ وأما أكلكم رغوته فقوله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء) وأما البعير فرجل عربي وليس في الجمل شئ أعظم من رأسه ورأس العرب أمير المؤمنين وأنتم تغتابونه وتأكلون من لحمه وأما العسل فشئ تزينون به كلامكم وكان ذلك في زمان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأتی ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أرتضع إحدى ثديي فقال ما تعمل فقال أكون مع مولاي في الحانوت فقال اتق الله في مال مولاك ورأی عدي بن أرطاة لقحه مرت به وهو على باب داره فعرض عليه لبنھا فم یقبل ثم عرض عليه ثانية فلم يقبل ثم عرض عليه مرة أخرى فقبله فقال ابن سيرين هي رشوة لم يقبلها ثم عاد فقبلها وأخذها ورأى أمير المؤمنين هرون الرشيد رضي الله عنه وعن آبائه كأنه في الحرم يرتضع من اخلاف ظبية فسأل الكرماني مشافهة عن تأويلها فقال يا أمير المؤمنين الرضاع بعد الفطام حبس في السجن ومثلك لا يحبس ولكنك منحبس بحب جارية قد حرمت فكان كذلك وأما الرعاف فإن كان كثيرا رقيقا دل على إصابة مال دائم وان كان غليظا دل على سقط يولد له فان رأی أنه رعف وکان ضمیره آن الرعاف ینفعه فانه یصیب من رئیسه خیرا وان کان ضمیره أنه یضر ه فانه یصیب من رئیسه خیرا ویکون وبالا عليه ویناله بعده ضرر فان کان هو الرئیس فانه یری بجسده بقدر ما رأى من القوة والضعف وكثرة الدم وقلبه فان رعف قطرة أو قطرتين فانه منفعة فان رعف رطلا أو رطلين وكان ضميره انه منفعة لبدنه فان صحة البدن صحة الدين فهو يخرج من إثم ويصح دينه وان كان في ضميره انه يضر في بدنه فإن ضر البدن ضرر الدين أو اكتساب إثم فان ذهبت قوته بعد خرو ج الدم فإنه يفتقر وإن قوي فإنه يستغني لان القوة غنى الرجل فإن تلطخ بدمه ثيابه فإنه يصيب من ذلك مالا مكروها وإثما فإن لم يتلطخ به شئ فإن صاحبه يخرج من إثم فإن رأى الرعاف يقطر في الطريق فإنه يؤدي زكاة ماله ويتصدق بها على قارعة الطريق وقيل إن الرعاف إصابة كنز والعطاس تيقن أمر مشكوك وأما الدمع فالبارد منه فرح والحار غم
– ومن رأى الدمع على وجهه من غير بكاء فانه يطعن في نسبه وینفذ فيه القول من ساعته فان رأى الدموع تمور في عينيه فإنه يدخر مالا حلالا في أمر الدين لا يريد اظهاره فان سال على جهه فإنه يطيب قلبا بإنفاقه فإن رأى أن دمع عينه اليمنى دخل في عينه اليسرى نكح ابن ابنته نعوذ بالله من غضب الله وأما المخاط فمن رأى كأنه امتخط فانه يقضى دينه او ينجو من هم أو يجازي قوما بشئ فعلوه وقيل إن المخاط دليل الولد بدليل أن الهرة تولدت من مخاط الأسد
– ومن رأى كأنه امتخط على الأرض ولدت له ابنة فان رأى كآنه امتخط على امرأته فإنها تحبل وتسقط ابنا وإن رأی امرأته امتخطت عليه فإنها تلد ابنا أو تفطم ولدا صغيرا ومن امتخط في دار رجل نكح امرأة من تلك الدار حلالا أو حراما فإن امتخط في فراش رجل فانه یخونه في امرأته فان امتخط في مندیله خانه في خادمته فان رأی کأنه امتخط فأخذت امرأة مخاطه فإنها تخدعه وتحمل منه وإن رأی کانه یغسل مخاط غیره فان رجلا یخدع امرأته وهو یجتهد في ستره ولا یستره فان رأی کأنه یأکل مخاط نفسه فانه یأکل مال ولده وان آکل مخاط غیره کل مال ولد غیره فان رأی کأن في أنفه مخاطا دلت رؤیاه على حبل امرأته وان رأی كآنه عطس فخرج من آنفه حيوان ينسب إليه ولد غيره فان كان الخارج سنورا فهو ولد لص وان كان حمامة فابنة محبوبة فان رأى مخاطه يسيل أصاب أولادا أشبه به
ومن رأى إنسانا مخط في ثوبه واصله بمصاهرة والتثاؤب مرض وطيب النكهة حسن المحضر والضحك حزن لقوله تعالى (فليضحكوا قليلا) وهو أيضا بشارة بغلام لقوله تعالى (فضحكت فبشرناها باسحق) والتبسم محمود والغطيط في النوم يدل على غفلة صاحب الرؤيا
وانخداعه لمن خدعه وأما رفع الصوت فارتفاع على قوم في منكر بدليل قوله تعالى (واغضض من صوتك) الآية وإن رأى كأن سمع صوتا طيبا صافيا فإنه ينال ولاية
– ومن رأى كأن إنسانا أسمعه شتما نال منه أذى ثم يظفر وينتصر عليه وقيل هو حق يجب على الشاتم كما أن عليه أي المفتري الحد له وإن كان الشاتم ملكا فالمشتوم أحسن حالامن الشاتم لأنه مبغي عليه والمبغي عليه منصور
ومن رأی کأنه يصيح وحجه فان قوته تضعف فإن رفع صوته فوق صوت عالم فإنه يرتكب معصية لقوله تعالى (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) والعلماء ورثة الآنبياء وأما العرق فهو دال على مضرة في الدنيا وقيل من رأى كأنه يرفض عرقا قضيت حاجته ونتن عرق الإبط يدل على الرياء للرعية وللوالي يدل على آنه يصيب مالا في قبح ثناء وأما الدعاء فمن دعا ربه في ظلمة فإنه ينجو من غم فإن رأى آنه يدعو رجلا فإنه يتضرع إليه مخافة منه وأما الهتف فمن رأی أنه سمع صوت هاتف بأمر أو نهى أو بشارة أو نذارة فهو كما سمعه بلا تفسير وكذلك كلام الموتى وكذلك كلام كل طير لصاحب الرؤيا مبشرة بنيل ملك عظيم وعلم وفقه وأما الكلام بلغات شتى فمن رأى ذلك فإنه يملك ملكا عظيما وأما المشاورة فكل فاسق شاور عفيفا فقد دنا إلى التوبة وكل عفيف شاور فاسقا فقد دنا الى بدعة وإن شاور عفيف عفيفا أراد صلاحا وان شاور فاسق فاسقا حصل له ترياق من السموم فإن نقى أذنيه من وسخ أو قيح فإنه ياتيه اخبار سارة
– ومن رأی کأنه یأکل من وسخ أذنيه فإنه يأتي الغلمان أو يرتكب فاحشة وأما البصاق فهو مال الرجل وقدرته فمن رأى آنه يبصق فإنه يقذف إنسانا فإن كان مع البصاق دم فهو كسب من حرام فان بصق على حائط فإنه ينفق ماله في جهاد وأشغل ماله في تجارة فان بصق على الأرض اشترى ضيعة وأرضا فإن بزق على شجرة نكث عهدا أو حنث في يمين فإن بصق على إنسان فإنه يقذفه والبزق الحار دليل طول العمر وأما البارد فدليل الموت
– ومن رأی ریقه جف فإانه فقر
– ومن رأى اللعاب يجري من فيه فهو مال يناله ثم يذهب منه ومن رآه يجري ولا يصیب شيئا من أعضائه رأى كأن الناس يتناولونه بأيديهم فهو علم يثبته في الناس فإن كان معه دم خالط علمه كذب فإن رأى أنه يسيل من فمه ماء كثير نال سعة من العيش وخروج الماء من فم التاجر دليل صدقه فإن خرج اللعاب منه فسال بين يدي رجل شاب فإنه يفشى سره إلى عدو فإن کان معه دم فانه یکذب في بعض ما ساوره به والبلغم مال مجموع لا ینمو فإذا رأی أنه ألقى بلغما نال الفرج والشفا إن كان مريضا فإن رأى أنه تنخع فإنه ينفق نفقة في سره وان كان صاحب علم فإنه شحيح عليه وان خرج من فيه شعر أو خيط أو مدة غير كريهة طالت حياته وقيل إن خروج الماء من فم الإنسان وعظ من عالم ينتفع به الناس أو فتيا وان كان تاجرا كان صدق كلامه وأما القئ فدليل على طيب نفس منه وان تعذر عليه وكره طعمه كانت على كراهة منه ومن تقيأً وهو صانم ثم انغمس فيه فان عليه دینا یقدر على قضائه ولا يقضیه فیأثم فيه فان شرب لبنا وتقيأً لبنا وعسلا فهو توبة فإن ابتلع لؤلؤا وتقيأً عسلا فإنه يتعلم تفسير القرآن فإن تقيأ لبنا ارتد عن الإسلام وإن تقيأً طعاما فإنه يهب إنسانا شيئا فإن عاد في قيئه عاد في هبته فان شرب خمرا ولم یسکر وتقیاً أخذ مالا حراما ثم رده وان سکر وتقیاً فانه بخیل لا ینفق على عياله إلا القليل ويندم على إنفاقه فان رأى كأن أمعاءه تخرج من فيه دل على موت أولاده وقيل إذا رأى فواقا وقيئا ذريعا مع الفواق دل على موته وقيل من رأى كأنه تقيأ دما كثيرا حسن اللون دل على أنه يولد له مولود فان سال الدم في وعاء عاش الولد وان سال على
الأرض مات الولذ سريعا وهذه الرؤيا للفقير مال وملك كثير وهذه الرؤيا مذمومة لمن أراد أن يخدع إنسانا لأن أمره ينكشف وأما الدم الفاسد فإنه يدل على المرض في جميع الناس عامة فإن كان الدم قليلا كالنفثة دل على أهل البيت والقرابة وعلى نيل الشر ثم يخلص منه وقيل إن تقيأً الدم توبة من إثم أو مال حرام ويؤدي أمانة في عنقه وأما البول فهو في التأويل مال حرام فمن رأى كأنه بال في موضع مجهول تزوج في ذلك الموضع امرأة ويلقي فيها نطفته بمصاهرة أهل الموضع أو جاره وقيل من رأى كأنه يبول فإنه ينفق نفقة تعود إليه لقوله تعالى (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقین) فان رأى كأنه بال في بئر فإنه ينفق من كسب مال حلال فان رأی كأنه بال رأى كأنه بال على سلعة فإنه بخس على تلك السلعة فإن بال في محراب فإنه يولد له عالم وحكي أن مروان بن الحكم رأى كأنه يبول في المحراب فقص رؤياه على سعيد بن المسيب فقال انك تلد الخلفاء
– ومن رأى كأنه بال على المصحف ولد له ولد يحفظ القرآن
– ومن رأی كأنه بال بعضا وأمسك بعضا فان کان غنیا ذهب ماله وان کان مكروبا ذهب بعض كربه فإن رأى كأنه يبول ويبول معه آخر فاختلط بولهما وقعت بينهما مواصلة ومصاهرة فان رأى أنه حاقن فإنه يغضب على امرأته فإن غلبه البول ولا يجد لذلك موضعا أراد دفن مال ولا يجد مدفنا فإن رأى أنه بال في موضع البول فأكثر أصاب الفرج إن كان فقيرا وإن كان غنيا خسر ماله وإن رأی الناس يتمسحون ببوله ولد له فلام يتبعه الناس فإن رأى كأن إنسانا معروفا بال عليه فانه يذل له بإنفاق عليه وإن رأى امرأة تبول بولا كثيرا فإنها تشتهي الرجال فإن رأى الرجل كأنه يبول لبنا فإنه يضيع الفطرة فإن شربه إنسان معروف فإنه ينفق عليه في دنیاه مالا حلالا
– ومن رأی كأنه يبول دما فإانه يأتي امرأة وهي حائض وحکي أن رجلا اتی ابن سيرين فقال رأيت كأني أبول دما فقال اتق الله فإنك تأتي امرأة وهي حائض قال نعم وقيل إن صاحب الرؤيا إن كانت امرأته حبلى أسقطت فإن رأى كأن الدم يحرق إحليله أو يؤلمه فإنه يأتي امرأة مطلقة أو امرأة ذات محرم ولا يعلم بذلك فان رأی کأنه بال زعفران ولد له ابن ممراض فان رأی کأنه بال عصیرا فانه یسف في ماله فان رأی کأنه بال ترابا أو طینا فانه رجل لا يحسن الوضوء ولا يحافظ عليه فان بال نارا ولد له ولد لص وان خرج سبع ولد له ظلوم وان خرجت سمکة ولد له جارية من امرأة أصابها من ساحل البحر بحر المشرق وان خرج طائر ولد له ولد مناسب لجوهر ذلك الطائر في الفساد والصلاح ومن بال قائما فإنه ينفق ماله جهلا ومن بال في قميصه فانه یولد له ابن فان لم یکن له زوج تزوج فان رأی أنه يبول في انفه فانه يأتي محرما فان بال في موضع فطره فانه ينفق في موضع لا یحمد عليه واتی ابن سیرین رجل فقال رأیت امرأة من أهلي كان بين ثدييها إناء من لبن كلما رفعته إلى فيها لتشرب أعجلها البول فوضعته ثم ذهبت فبالت فقال هذه امرأة مسلمة صالحة وهي على الفطرة وهي تشتهي الرجال وتنظر إليهم فاتقوا الله وزوجوها فكان كذلك ورأى والد أردشير بن ساسان وكان راعي الغنم كأنه بال وعلا من بوله بخار عم السماء كلها فسال بابك المعبر فقال لا اعبر هالك حتى تنسب إلى ولدا يولد لك فوعده بذلك فقال يولد لك غلام يملك الآفاق فكان كذلك فلما ولد أردشير نسبه إلى بابك المعبر وفاء له بوعده فلذلك يقال أردشير بن بابك وإنما كان أبوه ساسان ورأى إنسان كأنه يبول في محفل السوق فصار محتسبا على الأسواق لأن من راس قوما يهونون عليه والودي مال لا بقاء له مع ندامة وأما المني فهو مال باق زائد فمن رأى كأنه سال منه مني ظهر له مال فان رأى انه يلطخ امرأته بذلك أعطاها حليا أو كسوة فإن رأى عنده مني غيره صار إليه مال غيره والجرة من المني كنز يصيبه من أصابها فإن رأى انه لطخ بمنى امرأة افتقع منها وخروج ماء اصفر من فرج المرأة يدل على أنها تلد ولدا ممراضا فإن خرج ماء احمر ولدت
ولدا قصير العمر فإن خرج ماء اسود ولدت ولدا يسود أهل بيته فان خرج من فرجها نار كان الولد ذا سلطان وجور وظلم فإن رأت أنها ولدت سمكة وهي حبلى فقد قيل إنه ولد طويل العمر وقيل إنه ولد قصير العمر فإن رأى رجل كأنه حائض فإنه يأتي محرما وكذلك المرأة الشابة إذا رأت كأنها اغتسلت من الحيض تابت ونالها فرج وأما إذا أيست من الحيض ورأت الحيض فهو ولد لقوله تعالى (فضحكت فبشرناها باسحق) والضحك هنا بمعنى الحيض فإن رأت أنها تستحاض فإنها في إثم وتريد أن تتخلص منه فلا يمكنها وأما الغائط فقد قيل هو رزق من ظلم وقيل هو دليل الفرج
ومن رأى أنه أحدث ذهب غمه فإن کان ذا مال فإانه يزكي ماله وإن رأى كآنه أحدث غائطا كثيرا وكان على سفر فإنه لا يسافر وتنقطع عليه الطريق وأكل العذرة وإصابتها وإحرازها مال ندامة وربما كان كلاما يندم عليه لطمع ومن أحدث وكان الحدث جامدا فإنه ينفق بعض ماله في عافية وان كان سائلا فإنه ينفق عاة ماله فان كان موضع الحدث معروفا مثل المتوضاً فان نفقته معروفة بشهوته وان كان مجهولا فإنه ينفق فيما لا يعرف مالا حراما لايؤجر عليه ولا يشكر عليه وكل ذلك بطيب نفس منه وكل ما خرج من بطون الناس والدواب من الأرواث فهو مال إلا أن تحليله وتحريمه بقدر ريحه وقذره وأذاه للناس إلا أن يكون شيئا غالبا كثيرا من عذرة الناس شبه الوحل فهو هم أو خوف من سلطان فإن أحدث في ثيابه أحدث فاحشة وإن أحدث في سراويله غضب على زوجته وفرض عليها مهرها فإن رأى آنه أحدث في موضع وستره بالتراب فإنه يستر مالا فإن أحدث على نفسه وقع في خطيئة فإن أحدث في فراشه مرض مرضا طويلا لأنه لا يفعل ذلك في اليقظة إلا من لا يستطيع القيام وتدل أيضا هذه الرؤيا على مفارقة الرجل امرأته وقيل من رأى كأنه يأكل الخبز بالعذرة دل على أنه يأكل الخبز بالعسل في اليقظة وقيل هو مخالفة السنة فإن تغوط من غير قصد منه فحمله بيده فإنه يرزق کیس دنانیر حرام على قدر الغائط
– ومن رأى كأنه يحدث في الأسواق الغابرة العامرة أو في الحمامات والجماعات دل على غضب الله عليه والملائكة وتناله فضيحة عظيمة وخسارة كبيرة وظهور ما يخفيه الإنسان ويدل أيضا على نقص يعرض لصاحب الرؤيا فإن أحدث في مزبلة أو شط البحر أو في موضع لا ينكر لذلك فهو دليل خير وذهاب الهم والوجع فإن رأى كأن إنسانا معروفا يرميه بشئ من زبل الناس فإن ذلك يدل على معاداة ومخالفة الرأي والظلم يعرض له ممن رماه بها ومضرة عظيمة وكثرة زيل الناس أيضا تدل على تعويق عن الحركات والإقبال على مضار كثيرة والتلطخ بزبل الإنسان مرض أو خوف وهو أيضا دليل خير لمن أفعاله قبيحة وقد امتحنا أن ذلك مما ينتفعون به وأما الفساء فهو كلام فيه ذلة فمن فسا أصابه غم فإن كان بين الناس فإنه غم فاش يقع فيه
– ومن رأی کأن غیره فسا وهو یشم فانه غم یمر به فمن رأى كأنه في الصلاة وخرچ منه ريح غير منتنة فإنه طلب حاجة ويدعو الله بالفرج فيكلم بكلام فيه ذلة فيعسر عليه ذلك الأمر وأما الضراط فمن رأى أنه بين قوم خرجت منه ضرطة من غير إرادة فإنه يأتيه فرج من غم وعسر ویکون فيه شنعه فان ضرط متعمدا وکان له صوت عال ونتن فإنه يتكلم بکلام قبیح أو يعمل عملا قبيحا وينال منه سوء الثناء على قدر نتنه والتشنيع بقدر ذلك الصوت فإن رأى له نتنا من غير صوت فإنه ثناء قبيح من غير تشنيع على قدر نتنه وإذا ضرط بين قوم فإنهم إن كانوا في غم او هم فرج عنهم وإن کانوا في عسر تحول يسرا فان ضرط بجهده فإنه يؤدي مالا يطيق فان ضرط سهلا فانه يودي ما یطیق فان رأی آنه خرج من دبره طاووس ولدت له ابنة حسناء فإن خرجت سمكة ولدت له ابنة قبيحة فإن خرج من دبره دود أو قمل أو ما يطعم في جوفه فإنه يفارقه قوم من عياله الأقربين فان خرج منه مثل الحيات فهم عيال على كل حال غرباء من
الأبعدين إذا خرج ذلك منه على قدر ما وصفت منه فإن خرج دم فهو خروجه من إثم فإن تلطخ به خرج منه مال حرام وقیل خروج الدم من الدبر أولاد الأولاد فان رأی آنه يشرب باسته فإنه رجل مأبون وأن لم يكن كذلك فهو يحقن بحقنة وأما أرواث الحيوان فمن رأى أنه يكنس روث الخيل نال مالا من رجل شريف وزبل البقر دليل خير للأكرة فقط وللحرائين دون غيرهم فإن رأى أنه جلس على الروث نال مالا من جهة بعض أقاربه وأما البياض إذا رؤي في وعاء دل على الجواري لقوله تعالی (کأنهن بیض مکنون) فان رأی کأن دجاجته باضت فإانه یرزق ولدا والبيض المطبوخ المميز عن القشر رزق هنئ فإن رأى أكله نيئا فإنه يأكل مالا حراما أو يصيبه هم أو يرتكب فاحشة وأكل قشر البيض يدل على آنه نباش للقبور فإن رأى كأنه خرجت من امرأته بيضة ولدت ولدا كافرا لقوله تعالى (ويخرج الميت من الحي) فإن رأى كأنه وضع بيضة تحت الدجاجة فتشققت عن فروج فإنه يحيا له أمر ميت ويولد له ولد مؤمن لقوله تعالى (يخرج الحي من الميت) وربما يرزق بعدد كل فروج ابنا فان وضع بيضا تحت ديك فأخرج فراريج فإنه يحضر هناك معلم يعلم الصبيان فإن كسر بيضة افتض بكرا وان لم يمكنه كسرها عجز عنها فان ضرب البيض ضربة وكانت امرأته حاملا فانه يأمرها أن تسقط فإن رأى غيره كسر بيضة وردها عليه افتض ابنته رجل ومن وطئ كمه فخرج معه بيضة فانه يطأ أمته ویولد له منها جارية فان رأی عنده بیضا کثیرا فان عنده مالا ومتاعا کثیرا یخشی فساده وهذا کله في البيض النيئ
ومن رأی بیضا سلیقا فانه یصلح له أمر قد تمادی عليه وتعسر وینال باصلاحه مالا ویحیا له أمر ميت فإن أكله بقشره فهو نباش فإن تحساه أكل مال امرأة وأسرف فيه فإن أكله فإنه يتزوج امرأة عندها مال وبيض الكاكي ولد مسكين وبيض الببغاء جارية ورعة وقيل من رأى انه أعطى بيضة رزق ولدا شريفا فان انكسرت البيضة مات الولد وقيل البيض للأطباء والمزوقين ولمن كان معاشه منه دليل خير وأما لسائر الناس فإن البيض القليل يدل على المنافع لأنه يؤكل والبيض الكثير فإنه يدل على هموم وغموم ويدل مرارا على الأشياء الخفية وقيل الكبار من البيض البنون والصغار بنات وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني آكل قشور البيض فقال اتق الله فانك نباش تسلب الموتى ورأى رجل أعزب كأنه وجد بيضا كثيرا فقص رؤياه على معبر فقال هو للعزب امرأة وللمتزوج أولاد ورأى رجل كأنه يقشر بيضا مطبوخا فقص رؤياه على معبر فقال تنال مالا من جهة بعض الموالي ورأى مملوك كأنه أخذ من مولاته بيضة سليقا فرمى بقشرها واستعمل ما فيها فولدت مولاته ابنا فأخذ المملوك ذلك المولود ورباه وذلك بأمر زوج المرأة فضا سببا لمعاش ذلك المملوك وحبل الرجل زيادة في دنياه وقيل هو حزن بقتل مستور وولادة الرجل جارية إصابة خير وفرج قريب ويخرج من نسله من يسود أهل بيته وولادته غلاما يصيبه هم شديد وحبل المرأة زيادة في المال وولادتها غلاما تلد جارية وربما كانت طبيعتها مخالفة لذلك فيكون ممن إذا رأت أنها ولدت جارية كانت جارية وإذا رأت أنها ولدت غلاما كان غلاما وكذلك لو رأى امرأته أو جاريته ولدت جارية أصاب خيرا فإن ولدت أحدهما غلاما ناله هم شديد وكذلك لو رأى أنه اشترى جارية أصاب خيرا فإن اشترى غلاما أصابه هم شديد.
الباب الرابع والعشرون : رؤيا أصوات الحيوانات وكلامها
صهيل الفرس نيل هيبة من رجل ذي شرف وكلامه كما تكلم به لأن البهائم لا تكذب ونهيق الحمار تشنيع من رجل عدو سفيه وشحيج البغل صعوبة يراها من رجل صعب وخوار الثور وقوع فتنة ورغاء الجمل سفر عظيم كالحج والجهاد وتجارة رابحة وثغاء الشاة برمن رجل كريم وصياح الكبش والجدي سرور وخصب وزئير الأسد خوف من سلطان ظلوم وضغاء الهرة تشنيع من خادم لص وصوت الظبي إصابة جارية جميلة عجمية وصياح الثعلب كيد من رجل كاذب ونباح الكلب ندامة من ظلم وصياح الخنزير ظفر بأعداء جهال وأموالهم وصوت الفأر ضرر من رجل نقاب سارق فاسق ووعوعة ابن آوى صياح النساء والمحبوسين والفقراء وصياح الفهد كلام رجل طماع وصياح النعام إصابة خادم شجاع وهديل الحمامة امرأة قارئة مسلمة شريفة وصوت الخطاف موعظة واعظ وقيل كلام الطير كلها صالح ودليل على ارتفاع شأن صاحب الرؤيا وكشيش الحية إبعاد من عدو كاتم للعداوة ثم يظفر به ونقيق الضفدع دخول في عمل بعض الرؤساء والسلاطين أو العلماء وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن دابة کلمتني فقال له انك ميت وتلا قوله تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) فمات الرجل من يومه ذلك.
الباب الخامس والعشرون : رؤيا الأمراض والأوجاع والعاهات التي تبدو على أعضاء الإنسان
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله فكل من تراه محموما فإنه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ودوام الحمى إصرار على الذنوب والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه والنافض تهاون والضارب تسارع إلى الباطل وحمى الربع تدل على انه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مرارا ثم نكث توبته وقيل إن من رأى كأنه محموم فإانه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله أما البرص فإنه إصابة كسوة من غير زينة وقيل هو مال
– ومن رأى كأنه أبلق أصابه برص والثآليل مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه والجرب إذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء وان كان في الجرب ماء فإنه إصابة مال من كد وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غیره فان رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل والبثور إذا انشقت وسالت صديدا دلت على الظفر والمدة في البثور والجرب والجدري وغيرها تدل على مال ممدود والجدري زيادة في المال وكذلك القروح والحصبة اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية وهلاك فإما الحكة في الجسد فتفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم والدماميل مال بقدر مافيها من المدة والدرن على الجسد والوجه كثرة الذنوب وذهاب شعر الجسد ذهاب المال والرعشة في الأعضاء عسر فإن رأى الرعشة في رأسه أصابه العسر من قبل رئيسه وفي اليمين تدل على ضيق المعاش وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته وفي الرجلين تدل على العسر في ماله
– ومن رأى كأنه سقي سما فتورم وانتفخ وصار فيه القيح فإنه ينال بقدر ذلك مالا وإن لم ير القيح نال غما وكربا وقيل السموم القاتلة تدل على الموت
– ومن رأى بجسده سلعة نال مالا والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة والطاعون يدل على الحرب وكذلك الحرب يدل على الطاعون والعقر لا يحمد في النوم
– ومن رأى آنه غشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى وقيل عامة الأمراض في الدين لقوله تعالى (في قلوبهم مرض) إلا أنها توجب صحة البدن فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى (أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم) يعني جرحى فإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امراته فانه يموت علی کفر فان رای امراته مریضه حسن دینها ولا یستحب للمریض أن یری نفسه مضمخا بالدم ولا راکبا بعیرا ولا حمارا ولا خنزیرا ولا جاموسا ولا یستحب للمریض أن یری نفسه سمینا او طویلا او عریضا او یری الغنم والبقر من بعید أو یری , الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء العافية للمريض وكذا لو رأى كأنه شرب ماء عذبا أو لبس إكليلا أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل فإن رأى في نفسه نقصانا من مرض فهو فلة دين وقيل إن رؤية المريض دليل الفرح والظفر وإصابة مال لمن كان مكروبا وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج ومن أراد سفرا فرأى كأنه مريض فإنه يعوقه عن سفره عائق لان المرضى ممتنعون عن الحركه
– ومن رأى نقصانا في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة والورم في النوم زيادة في ذات اليد وحسن حال واقتباس علم وقيل هو مال بعد هم وكلام وقيل هو حبس او أدى من جهه
سلطان والهزال هو نقص المال وضعف الحال وأما التخمة فدليل أكل الربا وأما الجذام فمن رأى آنه مجذوم فانه یحبط عمله بجراءته علی الله تعالی ویرمی بأمر قبیح وهو منه برئ فان رأی أن الجذام ظهر في جسده زيادة وورما فهو مال باق وقيل هو كسوة من ميراث
– ومن رأی کانه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤیاه على أنه ینسی القرآن (وحکي) أن رجلا أی ابن سيرين فقال رأيت كأني مجذوم فقال أنت رجل يشار اليك بأمر قبيح وأنت منه برئ والقوباء مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته وأما اختلاف الأمراض فمن رأى كأن به أمراضا باردة فإنه متهاون بالفرائض من الطاعة والواجبات من الحقوق وقد نزلت به عقوبة الله تعالى والأمراض الحراة في التأويل هم من جهة السلطان وأما اليبوسة فمن رأى به مرضا من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله تعالى أو أخذ ديونا من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة وأما الرطوبة فدليل العسر والعجز عن العمل وأما الجنون فمال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا آنه يعمل إنفاقه بقدر مالا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء وقيل كسوة من ميراث وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله وجنون الصبي غنى أبيه من ابنه وجنون المرأة خصب السنة ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملا من أعمال البر لقوله تعالى (أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)
– ومن رأى شعر رأسه تناثر حتى صلع فإانه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس – ومن رأى امرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة
– ومن رأى كآنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئنيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة وقيل إن کان صاحب الرؤیا مدیونا أدی دينه
– ومن رأى كأنه أقرع فإنه يلتمس مال رئيسه ولا ينتفع به ولا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة والآفة في الصدع تدل على الآفة في المال والمرض في الجبهة نقصان في الجاه وأما جدع الأنف وفقئ العين يدلان على أن الجادع والفاقئ يقضيان دينا للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوما على عمل سبق منهم لقوله تعالى (والأذن بالاذن) فإن رأى کان شیخا مجهولا قطع أذنیه فإانه یصیب دیتين
ومن رأی کأنه صلم اُذن رجل فانه یخونه في أهله أو ولده ودل على زوال دولته وقال بعضهم من رأى كأن أذنيه جدعتا وكانت له امرأة حبلى فإنها تموت وان لم تكن له امرأة فإن امرأة من أهل بيته تموت وأما الصمم فإنه فساد في الدين وأما الرمد فدليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لآنه يدل على العمى وقد قال تعالى (فإنها لاتعمی الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وقد قيل أن الرمد دليل على أن صاحبه قد أشرف على الغنى فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئا فإنه ينسب في دينه إلى ما هو برئ منه وهو على ذلك مأجور وكل نقصان في البصر نقصان في الدين وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد وكذلك لو رأی أنه يداوي عینه فانه یصلح دینه فان رأی انه یکتحل فان کان ضمیره في الكحل لإصلاح البصر فإنه يتعاهد دينه بصلاح وإن كان ضميره للزينة فإنه يأتي في دينه أمرا يتزين به فان أعطى كحلا أصاب مالا وهو نظير الرقيق فإن رأى أن بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك فان سريرته في دینه دون علانیته وإن رأی أن بصره أحد وأقوی مما يظن الناس به فان سریرته خير من علانیته فان رأی بجسده عيونا كثيرة فهو زيادة في الدين فإن رأى لقلبه عينا يبصر بها فهو صالح في دينه وقيل إن صلاح
العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم وأما العور فإن رأى رجل مستور انه اعور دل على آنه رجل مؤمن صادق في شهادته وإن کان صاحب الرؤیا فاسقا فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنبا عظيما أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في امرأته أو أخيه أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى [ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين) فإذا ذهبت العين زالت النعمة
– ومن رأى كأن عينيه فقئتا فإنه يصاب بشئ مما تقر به عينه وأما العمى فهو ضلال في الدين وإصابة مال من جهة بعض العصبات وقيل من رأى كأنه أعمى فإنه إن كان فقيرا نال الغفى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى (قال رب لم حشرتني أعمى) الآية فإن رأى كأن ِ إنسانا أعماه فإنه يضله ويزيله عن رأيه ورؤية الكافر العمي تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم وإن رأی كانه أعمی ملفوف في ثیاب جدد فانه يموت وإن رأی أعمی ان رجلا داواه فأبصر فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع ويحمله على التوبة وربما دلت رؤية العمي على خمول الذكر فإن رأى في سواد العين بياضا دل على غم وهم يصيبه (وحكي) أن رجلا أتى جعفر الصادق رضي الله عنه فقال رأيت كأن في عيني بياضا فقال يصيبك نقص في مالك ويفوتك مر ترجوه ومن غاب عنه بعض أقربانه فان كان الغائب قد قدم وهو أعمى فإن صاحب الرؤيا يموت لان رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر وقيل إن الغشاوة على العين من البياض وغيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام
– ومن رأى كأن الماء الأسود نزل في عينيه فلم يبصر شيئا دلت رؤياه على قلة حيائه لأن العين موضع الحياء وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق فهو دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب وأما الأنف فمن رأى أن إنسانا جدع أنفه فإنه يكلمه بكلام يرغم به انفه وقيل أن جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع وقيل إن ذلك يدل على موت امرأة المجدوع إن كان بها حبل وقيل جدع الأنف هوان يصيبه فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته وأما اللسان فهو ترجمان الإنسان والقائم بحجته فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالا ويناله من ذلك ضرر بقدر ما رأى من الضرر ويدل أيضا على انه يكذب وعلى انه كان تاجرا خسر في تجارته وان کان واليا عزل عن ولايته
– ومن رأى كأن طرف لسانه قطع فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة وان كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته وقال بعضهم من رأى لسانه قطع كان حليما
– ومن رأی كأن امرأته قطعت لسانه فإانه يلاطفها ويبرها
– ومن رأی كأن امرأة مقطو عة اللسان دل على عفتها وسترها فإن رأى كأنه قطع لسان فقير فإنه يعطى سفيها شيئا ومن التزق لسانه بحنكه جحد دينا عليه أو أمانة كانت عنده وأما الخرس ففساد الدين وقول البهتان ويدل على سب الصحابة وغيبة الأشراف
– ومن رأى كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقها لقوله تعالى (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) ورزق رياسة وظفرا بالأعداء وأما الشفة فمن رأى أنه مقطوع الشفتين فإنه غماز فان رأى شفته العليا قطعت فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره وقيل أن تأويل الشفتين أيضا في المرأة وأما البخر فمن رأى كأن به بخرا فإنه يتكلم بكلام يثنى به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب فإن وجد البخر من غيره فانه يسمع منه قولا قبيحا فان رأى كأنه لم يزل أبخر
فإنه رجل يكثر الخنا والفحش وأما الحلق فمن رأى كآنه يسعل فإنه يشكو إنسانا متصلا بالسلطان فان رأى كأنه سعل حتى شرق فإنه يموت وقيل إن السعال يدل على انه يهم بشكاية إنسان ولا يشكوه
ومن رأی کأنه خرج من حلقه شعر أو خیط فمده ولم ینقطع ولم یخرج بتمامه فانه تطول محاجته ومخاصمته لرئیسه فان کان تاجرا نفقت تجارته وان رأی کأنه یخنق فقد قهر على تقلد أمانة فان مات في الخناق فإنه يفتقر فإن رأى كأنه عاش بعد ما مات فإنه يستغني بعد الافتقار وإن رأی كآنه يخنق نفسه فإنه يلقی نفسه في هم وحزن وأما وجع الأضراس فإن رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعا فإنه يسمع قبيحا من قريبه الذي ينسب إليه ذلك الضرس في التأويل ويعامله بمعاملة تشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده وأما وجع العنق فدليل على أن صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها خان أمانة فلم يوؤدها فنزلت به عقوبة من الله تعالى وأما الحدبة فمن رأى أنه أحدب أصاب مالا كثيرا وملكا من ظهر قوي ومن ذوي قراباته وأما الفواق فمن رأى كأن به ذلك فإنه يغضب ويتكلم بما لا يليق به ويمرض مرضا شديد وأما وجع المنكب فمن رأى به ذلك فأساءه الرجل في كده وكسب يده وأما آفات اليد فان الآفة في اليد تدل على محنة الإخوة وفي أصابعها تدل على أولاد الإخوة
– ومن رأى كأن ليس له يدان فإنه يطلب مالا يصل إليه – ومن رأی کأنه صافح رجلا مسلما فخلع يده فإانه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها – ومن رأى كأن يده لم تزل مقطوعة فإنه رجل حلاف
– ومن رأى كأن يمينه مقطوعة موضوعة أمامه فإنه يصيب مالا من كسب والنقص في اليدين دليل على نقصان القوة والأعوان وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده فإن رأى كأن يده قطعت من الكف فهو مال يصير إليه فإن قطعت من المفصل فإنه يصيب جور حاكم فإن قطعت من العضد وذهبت مات آخوه إن كان له أخ لقوله تعالى (سنشد عضدك بأخيك) فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه قل ماله فإن رأى كأن واليا قطع أيدي رعيته وأرجلهم فإنه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى كأن يده قطعت فقال هذا رجل يعمل عملا فتحول عنه إلى غيره وكان نجارا فتحول إلى عمل آخر وآتاه رجل آخر فقال رأيت رجلا قطعت يداه ورجلاه وآخر صلب فقال إن صدقت رؤياك عزل الأمير وولي غيره فعزل من يومه قطن بن مدرك وولي الجراح بن عبد الله فان رأى كأن حاكما قطعت يمينه حلف عنده يمينا كاذبة فإن رأى كأنه قطع يساره فإن ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما أو قطع رحم أو مفارقة شريك أو طلاق امرأة فإن رأى كأن يده قطعت بباب السلطان فارق ملك يده وأما قصر اليد فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد وخذلان الأعوان والإخوان إياه (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى أن يمينه أطول من يساره فقال هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم
– ومن رأى كأنه قصير الساعدين والعضدين دلت رؤياه على انه لص أو خائن أو ظالم فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كانا فإنه رجل محتال سخي شجاع وأما الشلل في اليدين وأوصالهما فمن رأى كأن يديه قد شلتا فإنه يذنب ذنبا عظيما فإن رأى كأن يمينه شلت فإنه یضرب برینا ویظلم ضعیفا فان رأی كأن شماله شلت مات أخوه أو أخته وأن يبست إبهامه مات والده وإن يبست سبابته ماتت أخته وان يبست وسطاه مات أخوه وإن يبست البنصر أصيب
بابنته وان يبست الخنصر أصيب بأمه وأهله فان رأى في يده اعوجاجا إلى وراء فإنه يتجنب المعاصي وقيل انه يكسب إثما عظيما يعاقبه الله عليه
– ومن رأى يديه ورجليه قطعت من خلاف فإنه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان لقوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) الآية وقيل إن من رأى يمينه قطعت فإنه يسرق لقوله تعالى (فاقطعوا أيديهما) ورأى رجل كأن يده مقطوعة فقص روياه على معبر فقال يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك فعرض له أنه مات صديق له ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف فقال تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستورا و إلا فتنتهي عن منكر على يده والآفة في الأصابع دليل على محنة الولد فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات وقيل من رأى أن خنصره قطعت عقه ولده
– ومن رأی بنصره قطعت فانه يولد له ولد
– ومن رأى الوسطى قطعت مات عالم بلده أو قاضیها فان رأی كأن أربع أصابعه قطعت تزوج أربع نسوة فيمتن كلها وقيل من رأى كأنه قطع إصبع إنسان أصابه بمصيبة في ماله وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومضغ غ الأصابع زوال المال وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم وأما الأظفار فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد في الدين والأمور وقيل أن طول الأظفار غم
– ومن رأى كأنه لا ظفر له فإنه يفلس فإن رأى كأن أظفاره مكسورة كلها فإنه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع فإنه يموت وأما الصدر فمن رأى انه توجع صدره فإنه ينفق مالا في إسراف من غير طاعة الله وقد عوقب عليه والزكام يدل على مرض يسير تعقبه عافية وغبطة (والبرسام) فمن رأى آنه مبرسم فإنه رجل مجترئ على المعاصي وقد نزل به عقوبة من السلطان وإنذار ليتوب
– ومن رأى انه مبطون فإنه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه ويريد أن يتوب من ذلك – ومن رأى كأنه أصابه القولنج فقد قتر على أولاده وأهله القوت ونزلت به العقوبة وقيل أن وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت وأما وجع السرة فإن رؤياه تدل على أن صاحبه يسئ معاملة امرأته ووجع القلب دليل على سوء سيرته في أمور الدين ومرض القلب دليل على النفاق والشك لقوله تعالى (في قلوبهم مرض) والكرب في القلب دليل على التوبة وأما وجع الكبد فهو في التأويل إساءة إلى الولد فقد قال عليه السلام أولادنا أكبادنا وقطع الكبد موت الولد وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق وأما وجع الطحال فدليل على إفساد صاحبه مالا عظيما كان به قوامه وقوام أهله وأولاده وأشرف معهم على الهلاك فان اشتد وجعه خيف حتى خيف عليه الموت دل ذهاب الدين نعوذ باه منه وأما الرئة فمن رأى أن رئته عفنة دل على دنو أجله لان الرئة موضع الروح وأما وجع الظهر فيدل على موت الأخ فقد قيل موت الأخ قاصمة الظهر وقيل وجع الظهر يرجع تأويله الى من يتقوى به الرجل من ولد ورئيس وصديق فان رأى في ظهره انحناء من الوجع فإنه يدل على الإفطار والهرم وأما نقصان الفخذ فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة ووجع الفخذ يدل على أن صاحبه مسئ إلى عشيرته ووجع الرجل يدل على كثرة المال وقطع الأخمص يدل على الزمانة فإن رأى رجليه قطعتا فبانتا منه ذهب ماله أو مات فان رأى إحدى رجليه قطعت ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحركة فإن رأى كأن إنسانا قطع إبهام رجله فإنه يحبس عنه دينا عليه أو يقطع عليه مالا كان ينكل عليه فإن رأى كأنه معقد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين فان رای كأنه يحبو على بطنه فإنه تصيبه على تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر فإن
رأى أنه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو ويسأل الناس أن يحملوه فإنه يفتقر ويسال الناس
– ومن رأى أن ذكره توجع فقد أساء إلى قوم وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه فإن رأى أنه قطع ورمي به فانه یدل على موته أو انقطاع نسله أو على موت ابنه فان كانت له ابنة ورأى ذكره انقطع ووضع على أذنه فإن ابنته تلد بنتا لا من زوجها وقطعه للوالي عزل وللمحارب
هزيمة
– ومن رأى كآنه خصي أو خصى نفسه أصابه ذل فإن أراد أن يودع رجلا وديعة أو يفضى إليه بسر فرأى في منامه خصيا فليجتنب أن يودعه وقيل من رأى أنه تحول خصيا نال كرامة وان رأى خصيا مجهولا له سمة الصالحين وكلام الحكمة فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر
– ومن رأى كأنه مأسور انسدت عليه أبواب المعيشة كما إذا انسد إحليله عن البول ويدل على أن عليه دینا لا يمكنه قضاوٌه
– ومن رأى كأن به أدرة أصاب مالا لا يأمن عليه أعداءه
– ومن رأى كأن بعض من أعضائه وجعا لا صبر له عليه فإنه يسمع قبيحا من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع فإن رأى كأن إنسانا خدش عضوا من أعضائه فإنه يضره في ماله وفي بعض أقربائه فإن رأى في الخدشة قيحا أو دما أو مدة فإن الخادش يقول في المخدوش قولا وينال المخدوش بعد ذلك مالا
– ومن رأى كأن جبهته خدشت فإنه يموت سريعا وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة فهو مال وكل زيادة في الجسم إذا لم تضر صاحبها فهي زيادة في النعمة وأما البرص والجذام والجدري فقد تقدم القول عليها والأفضل أن يرى الإنسان كأنه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر فان رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا لأن كل من كان منظره قبیحا فان نفس الذي يراه تنفر منه وخصوصا ذا رآها في مملوکه فانه لا یصلح لخدمته على كل ما يفعله فهو قبيح وفضيحة وكذلك كل من يعاشره
– ومن رأى أنه جدر فهو زيادة في ماله وإن رأى أن ولده جدر ففضل يصير إليه وابنه وكذلك القروح في الجسد زيادة في المال وإذا رأى في يده قروحا تسيل منها مدة فان مال ينفعه ولا يضره ذلك والحصبة اكتساب مال من سلطان وقيل هي تهمة وأما الرعشة فإنها عسر في الأمور التي تنسب إلى ذلك العضو المرتعش
– ومن رأی يده الیمنی ترتعش تعسرت عليه معیشته فان رأی فخذه يرتعش دخل عليه عسر من قبل عشيرته وارتعاش الرجلين عسر في المال واما الطاعون فهو الحزن فمن رأى انه أصابه الطاعون أصابه حزن كما لو رأى أنه أصابه حزن أصابه الطاعون
– ومن رأی كأن أعضاءه قطعت فإنه يسافر وتتفرق عشیرته لقوله تعالی (وقطعناهم في الأرض أمما) وأما العنة فإنه لا يزال صاحبها معصوما زاهدا في الدنيا وما فيها ولا يكون له ذكر البتة فان زالت عنه العنة فإنه ينال دولة وذكرا وقيل من رأى أنه تزوج بامرأة واشترى جارية فلم يقدر على مجامعتها لعنة فإنه يتجر تجارة بلا رأس مال ولا تجلد وأما العقر فإذا كان
من عقر الخف فإنه يناله هم ويصيبه من ذلك الهم نكبة فإن عقره إنسان فإن المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقدا عليه
– ومن رأی رجله الیمنی اعتلت وانکسرت أو انخلعت فإن کان بها جرح فإن ابنه يمرض فإن رأى ذلك في رجله الیسری وکان له ابنة خطبت وان لم یکن له بنت ولدت له بنت وان رأی انکسار رجله وهو یرید سفرا فلیقم ولا يبرح وان خلعت فإن امرآته تمرض وان طالت إحدی ساقيه على الأخرى فإنه يسافر سفرا
– ومن رأى أنه أعرج أو معقد ولا تقله رجلاه فذلك ضعف مقدرته عما يطلبه وخذلان من ينتسب إليه ذلك العضو من أقاربه إياه وقيل من رأى أنه أعرج حسن دينه وتفقه وأن حلف على يمين لم يكن عليه فيها بأس هذا قول ابن سيرين والأعرج لا يحسن حرفة ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك فإن رأى رجل امرأة عوجاء فإنه ينال أمرا ناقصا وإذا رأت امرأة رجلا أعرج نالت أمرا ناقصا والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه وفيه نقص فإن رأى إنسان انه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى فإنه يخبئ نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر وأما الكي فله وجوه فمن رأى به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ عن الجلد فإنه يصيب دنيا من كنز فإن عمل بها في طاعة الله عز وجل فاز وان عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة لقوله تعالى (فتكوى بها جباههم وجنوبهم) وقيل أن أثر الكي العتيق والجديد إذا كان قد تقشرت القشرة منه فلم تؤلمه فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه فعند ذلك يجري مجرى الدواء وقيل الكي كلام موجع وقيل الكي المستدير ثبات في أمر السلطان أو ملك بخلا ف السنة وقيل الكي يدل على التزويج أو على الولادة (وروى) . أن أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله رأيت في المنام كأن في صدري كيتين فقال صلى الله عليه وسلم تلي أمر الدنيا سنتين (وحكي) أن امرأة رأت كأن بنيها قد مرضوا فرمضت عيناها (ورأی) رجلا کأنه مريض ولیس له طبيب يعالجه وکان له مع آخر خصومة فعرض له أن خصمه غلبه والمريض دليل خصم والطبیب معوان عليه ورأی رجل كأن أباه قد مرض فعرض له وجع في رأسه وذلك أن الرأس تدل على الأب وأما قحل الوجه وتشققه فهو قلة حيائه ومائه فمن رأى أن وجهه طري صبيح فإنه صاحب حياء والسماجة فيه عيب والعيب فيه سماجة (ورأى) رجل كأن الوباء قد نزل بالناس والمواشي فسأل المعبر عنه فقال إن ملك عصرنا يقصم رجالا أو يحبسهم أو يؤذي المستورين (وكان بعض الملوك ظالما جبارا) فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح و رد وجهه على دبره وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه وسمع تاليا يتلو ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد فقص رؤياه على معبر فقال إن الملك سيهلك كما أهلك عاد فبعد عشرین یوما ذهب ملكه وماله وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره.
الباب السادس والعشرون : رؤيا المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد
كل شراب أصفر اللون في الرؤيا فهو دليل المرض وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهو دليل على شفاء المريض وللصحيح اجتناب ما يضره وأما الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه فهو مرض يسير يعقبه برء وقيل ان الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والمأكل صالحة للأغنياء بسبب التفسح وأما للفقراء فهو ردئ لأنهم لا يمدون أعينهم إليه إلا بسبب مرض يعرض لهم ويضطرهم إلى شربها وأما السويق فحسن دين وسفر في بر لقوله تعالى (وتزودوا فان خير الزاد التقوى)
ومن رأى كأنه شرب دواء فنفعه فهو صالح في دينه وشرب الفقاع منفعة من قبل خادم أو خدمة من قبل رجل شديد وذهاب غم وليس تأويل ما يخرج من الإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء من الأحداث وأما الفصد فمن رأى كأن شيخا فصده فإنه يسمع كلاما من صديق فان خرج من عرق دم فإانه يؤجر عليه فان لم يخرج منه دم فإنه يقال فيه حق ويخرج الفاصد من الإثم فإن فصده بالعرض فإنه يقطع ذلك الكلام عنه وان فصده بالطول فإنه يزيد الكلام ویضاعفه فان رأی کأن شابا فصده بالطول فانه يسمع من عدوه طعنا فيه ویزید ماله
ومن رأى كأن الشاب فصده بالعرض فهو موت بعض أقاربه فإن فصده الشاب بالطول وخرج منه دم فإنه يصيبه نائبة من السلطان ويأخذ منه مالا بقدر الدم الخارج منه فان فصده بالعرض لم يتعرض له السلطان فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب فان فصده ولم ير دما ولا خدشة سمع كلاما من أقربائه ممن ينسب إلى ذلك العضو بقدر ما أصابه من الوجع فإن افتصد وكره خروج الدم فإنه يمرض ويصيبه ضرر في ماله وان كان في ضميره ان الفصد ينفعه وخرج الدم منه بقدر معلوم موافق فإنه يصح دينه ويصح جسمه أيضا في تلك السنة والفصد في اليمنى زيادة في المال وفي اليسرى زيادة في الأصدقاء فإن كانت له امرأة سمنت سمنا عظيما واتسع في دنیاه فان فصد عرق رأسه استفاد رئیسا آخر وان لم يخرج من عرقه دم فانه يقال فيه حق فان رأى أنه يفصد إنسانا فإن الفاصد يخرج من إثم فإن رأى كأنه سرح الدم بعد الفصد فإنه يتوب من ذنب لأن خروج الدم توبة فإن كان الدم أسود فإنه مصر على ذنب عظيم لأن الدم إثم وخروجه توبة فان رأی كانه أخذ مبضعا ففصد به امرأته طولا فإنها تلد بنتا وان فصدها عرضا فانه يقطع بينها وبين قراباتها فان رأى كأنه ينوي الفصد فإنه ينوى أن يتوب وأما الحجامة فمن رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو قلد أمانة أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج لأن العنق موضع الأمانة فان شرط تزوج بجارية وطلبت منه النفقة وما لا يطيقه وأن لم يشرط لم تطلب منه النفقة فان كان الحجام شيخا معروفا فهو صديقه وإن كان شابا فهو عدو له يكتب عليه كتاب شرط أو دين فان حجم رجلا شابا ظفر بعدو له وقالوا الحجامة ذهاب المرض وقالوا نقص المال وقيل من رأى حجاما حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة فإن كان ذا سلطان فهو عزله فان احتجم ولم يخرج منه دم فإنه دفن مالا ولا يهتدى إليه أو دفع وديعة إلى من لا يؤديها إليه فإن خرج منه دم صح جسمه في تلك السنة فإن خرج بدل الدم حجر فإن امرأته تلد من غيره فلا يقبل ذلك الولد فإن انكسرت المحجمة فإنه يطلق امرآته أو تموت
ومن رأى انه احتجم نال ربحا ومالا وقيل إن الحجامة إصابة السنة وقيل هي نجاة من كربة (وحكي) أن يزيد بن المهلب كان في حبس الحجاج فرأى في منامه آنه يحتجم فنجا من الحبس (ورأى) معن بن زائدة كأنه احتجم وتلطخ سرداقه من دمه فلما أصبح دخل عليه أسودان
ومن رأی انه يداوي عینه فانه يصلح دینه
ومن رأى كأنه يكتحل وكان ضميره في كحله إصلاح البصر فإنه يتفقد دينه بصلاح أو زينة فان كان ضميره الزينة فإانه يأتي أمرا يزين دينه ودنياه وأما السعوط فمن رأى أنه يستعط فإنه يبلغ الغضب منه ما تضيق منه الحيلة بقدر ما سعط به من دهن أو غيره وأما الحقنة فمن رأى أنه يحتقن من داء یجده في نفسه فانه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه وان احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة يعدها إنسانا أو نذر نذره على نفسه أو في كلام تكلم به وفي غبطة خرجت منه ونحو ذلك وربما کان من غضب شديد يبتلى به والتمريخ بالدهن الطيب ثناء حسن وبالدهن المنتن ثناء قبيح وقيل الدهن غم في الأصل فإن رأى كأن له قارورة دهن وأخذ منها الدهن وادهن به أو دهن به غيره فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى (ودوا لو تدهن فيدهنون) الآية
ومن رأى أنه دهن رأسه اغتم إذا جاوز المقدار وسال على الوجه فإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة والدهن الطيب الرائحة ثناء حسن والدهن المنتن ثناء قبيح وقيل الدهن المنتن امرأة زانية أو رجل فاسق وقالوا من دهن رأس رجل في موضع ينكر فليحذر المفعول به من الفاعل مداهنة ومكرا فإن رأى وجهه مدهونا فانه رجل يصوم الدهر
ومن رأى أنه قد سقى أو سقاه غيره قدحا فإنه يدل على طول حياته وأما الكي فاللذع بالكلام الطيب الموجع لمن يكويه فمن رأى انه يكوى بالنار إنسانا كيا موجعا فهو يلدغ المكوي بكلام سوء وبأس من سلطان فإن كان الكي مستديرا فهو ثبات في أمر السلطان في خلاف السنة وقیل من رأی آنه كوي عرقا من عروقه فانه یولد له جارية أو یتزوج أو یری امرأته رجل غريب وأما الترياق فقد رأيت ابن سيرين يكرهه.
الباب السابع والعشرون : رؤيا الأطعمة والحلوى واللحمان وما يتصل به من القدر والمائدة والسفرة والقصاع والمعرفة والاثفية
قال المعبرون إن دقيق الحنطة مال مجموع وعيال وعجنه سفر عاجنه إلى أقاربه والعجين مال شريف في التجارة يحصل منه ربح كثير عاجل إن اختمر وإن لم يختمر فهو فساد وعسر في المال وان حمض فهو قد أشرف على الخسران
– ومن رأى انه يعجن دقيق شعير فإنه يكون رجلا مؤمنا ويصيب ولاية وثروة وظفرا بالأعداء والنخالة شدة في المعيشة وأكلها فقر
– ومن رأى أنه يخبز خبزا فهو يسعى في طلب المعاش لطلب منفعة دائمة فإن خبز عاجلا لئلا يبرد التنور نال دولة وحصل مالا بيده بقدر ما خرج الخبز من التنور ومن أصاب رغيفا فهو عمر والرغيف أربعون سنة فما كان فيه من نقصان فهو نقصان ذلك العمر وصفاوؤه صفاء الدنيا وقيل الرغيف الواحد ألف درهم وخصب وبركة ورزق حاضر قد سعى له غيره وذهب عنه حزنه لقوله عز وجل (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) قال المفسرون الحزن الخزي فإن رأى رغفانا كثيرة من غير أن يأكلها لقي إخوانا له عاجلا وإن رأى بيده رغيفا کشکارا فهو عيش طیب ودين وسط فان کان شعیرا فهو عيش نکد في تدبیر وورع فان کان رغيفا يابسا فإنه قتر في معيشته وان أعطى كسرة خبز فأكلها دل على نفاد عمره وانقضاء أجله وقيل بل هذه الرؤيا تدل على طيب العيش فإن أخذ لقمة فإنه رجل طامع والرغيف للعزب زوجة والرغيف النظيف النضيج للسلطان عدله وللتاجر إنصافه وللصانع نصحه وحرارة الخبز نفاق وتحريم فإن رأى رجل رغيفا معلقا في جبهته دل على فقره والخبز المتكرج مال كثير لا ينفع صاحبه ولا يؤدي زكاته وأما خبر الملة فهو ضيق في المعاش لآكله لأنه لا يخبزه إلا
| .
– ومن رأى انه يأكل الخبز بلا أدم فإانه يمرض وحيدا ويموت وحيدا وقيل الخبز الذي لم ينضج يدل على حمى شديدة وذلك أنه يستأنف إدخاله إلى النار ليستوي وقيل الخبز الحواري الحار يدل على الولد وأكل الخبز الرقاق سعة رزق وقيل إن رقة الخبز قصر العمر وقيل إن الرقاق من الخبز ربح قليل يتراءى كثيرا (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في يدي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال أنت رجل تجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير وأما المائدة فقد روي أن بعضهم رأى كأن هاتفا يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية [اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) فقص رؤياه على معبر فقال انك في عسر وتدعو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجيب لك فكان كما قال واختلف المعبرون في تفسير المائدة فمنهم من قال المائدة رجل شريف سخي والقعود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه فإن كان معه على تلك المائدة رجال فإنه يوآخي قوما على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والرغفان الكثيرة الصافية والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مودتهم ومنهم من قال المائدة هي الدين (وقد روي) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت البارحة مرجا أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى تلك المائدة فقال صلوات الله عليه وسلامه أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السبعة والنداء فإنا ادعوا الخلق إلى الجنة والإسلام ومنهم من قال المائدة مشورة يحتاج فيها إلى أعوان من عمارة بلدة أو عمارة قرية ومنهم من قال المائدة امرأة رجل (وحكي) أن بعضهم رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال إن صدقت رؤياك فإن
غلاما من الصقالبة يشاركك في امرأتك ففتش عن الأمر فوجده كما قال وان رأى الأرغفة بسطت على المائدة فإنه يظهر له عدو وإذا رأى أنه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قول بعض المعبرين وقيل إن أكل على المائدة أكلا كثيرا فوق عادته في مثلها دل ذلك على طول حياته بقدر أكله وان رأى أن تلك المائدة رفعت فقد نفذ عمره وقيل إذا رأى لونا أو لونين من الطعام فإنه رزق يصل إليه والى أولاده بدليل قوله عز وجل (أنزل علينا مائدة من السماء) وقيل المائدة غنيمة في خطر ورفعها انقضاء ذلك الغنيمة وقيل إنها مأكلة ومعيشة لمن کانت له وأکل منها فان کان علیها وحده فانه لا یکون لمه منازع وإن کان علیها غیره کان له إخوان مشاركون وكثرة الرغفان كثرة مودتهم وقلتها قلة مودتهم والرغيف مودة سنة فإن رأى أنه يفرش بطعام فهو استخفافه بنعمة الله تعالى ورأى مملوك كأن مائدة مولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيوان فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أن امرأة مولاه ماتت من يومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالواجب لأآنه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت . وأما السفرة فسفر جليل ينال فيه سعة وقيل هي سفر إلى ملك عظيم الشأن وقيل سعة وراحة لمن وجدها لأنها معدن الطعام ولأكل والقصعة المتخذة من خشب تدل على إصابة مال في سفر والخزفية تدل على إصابته في حضر وأواني الفضة كلها خدم في التجارة والدار وخصوصا السكرجات وقيل القصاع والطاسات تدل على الجمال في تدبير معاش الإنسان والقدر قيم دار كثيرة الإنفاق وقيل هو امرأة أعجمية فمن رأى أنه طبخ قدرا فإنه ينال مالا عظيما من قبل السلطان أو ملك أعجمي واللحم والمرقة في القدر رزق شريف مفروغ منه مع كلام وشرب والمغرفة قهرمان محسن يجري على يديه نفقة أهله والاثفية نفس الرجل فكما أن قوام القدر بالأثافي فكذلك قوام الأنفس بالمال والبزما رد مال هنئ لذيذ مجموع بغير كد والكواميخ كلها هموم وخصوم فمن أكل منها أصابه هم وان رآها ولم يأكل منها ولم يمسها فإنه مال يخسر عليه
4
– ومن رأى أنه يشرب الزيت فإنه يدل على سحر أو مرض والخل مال مبارك في ورع وقلة لهو وطول حياة لمن أكله بالخبز والدردي منه مال ساقط قليل المنفعة ذو وهن وسكرجة الخل جارية وخيمة وقيل إذا رأى الانسان كأنه يشرب الخل فإنه يعادي أهل بيته وذلك للقبض الذي يعرض منه للفم والمريء مرض والصفن هم وحزن مع خصومة منفعة قليلة وأما الملح فقد اختلف فيه فمنهم من قال ان الأبيض منه زهد في الدنيا وخير ونعمة وكرهه ابن سيرين وقيل إن المبرز منه هم وشغل وشغب ومرض ودراهم فيها هم وتعب ومن أكل الخبز به فقد اقتنع من الدنيا بشئ يسير والمملحة جارية ملحة وقيل من وجد ملحا وقع في شدة أو مرض شديد فإما اللحوم فأوجاع وأسقام وابتياعها مصيبة والطري منها موت وأكلها غيبة لذلك الرجل الذي ينسب إليه الحيوان والمملح من لحوم الشاء إذا دخل الدار فهو خير يأتي أهلها بعد مصيبة كانت قبل بقدر مبلغه والسمين منه خير من الهزيل وان كان من غير لحم الشاء فهو رزق قد خمد دكره وفيل الهزيل رجل فقير وقيل هو خسران والقديد غنيمه في اغتياب الأموات وقيل من أكل اللحم المهزول المملح نال نقصانا في ماله ولحم الإبل مال يصيبه من عدو قوي ضخم مالم يمسه صاحب الرؤيا فان مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو فان أكله مطبوخا أكل مال رجل ومرض مرضا ثم برئ وقيل من أكله نال منفعة من السلطان وأما لحم البقر فإنه يدل على تعب لانه بطئ الإنهضام ويدل على قلة العمل لغلظه وقيل لحم البقر إذا كان مشويا أمان من الخوف وان كان امرأة صاحب الرؤيا حاملا فإنها تلد غلاما لقوله تعالى (فجاء بعجل حنيذ) إلى أخر القصة وكل شئ أصابته النار في اليقظة فهو في النوم رزق فيه إثم
– ومن رأى في النوم كأنه يأكل لحم ثور فإنه يقدم إلى حاكم والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة وتكون البشارة على قدر سمنه وقيل انه رزق وخصب ونجاة من الخوف والمطبوخ من لحم البقر فضل يصير إلى صاحب الرؤيا حتى يجب لله تعالى فيه الشكر لقوله تعالى (وجفان
کالجواب وقدور راسیات اعملوا آل داود شکورا) ولحم الضأن إذا کان مشویا مسلو خافر آه في بيته دلت رؤياه على اتصاله بمن لا يعرفه أو يعمل ضيافة لمن لا يعرفه أو يستفيد إخوانا يسر بهم فإن كان المسلوخ مهزولا دل على أن الإخوان الذين استفادهم فقراء لا نفع في مواصلتهم وان رأى في بيته مسلوخة غير مشرحة فإنها مصيبة تفجؤه فإن كانت سمينة فهو يرث من الميت مالا وان كانت مهزولة لم يرثه وقيل لحم الضأن إذا كان مطبوخا فهو مال في تعب كحال النار وإذا كان نيئا فهم وخصومة والفج غير النضيج هموم وبغي ومخاصمات والعظام من كل حیوان عماد لما ملکته أیمانهم والمخ من کل حیوان مال مکنوز مدخور یرجوه وقیل إن المسلوخ ردئ لجميع الناس ويدل على حزن يكون في بيت الرجل وذلك إن الكباش تشبه بالناس وليس تؤكل لحوم الناس وكل اللحوم التي تؤكل جيدة خلا اليسير منها وأما اللحم الذي يرى الإنسان أنه يأكله نيئا فهو ردئ أبدا ويدل على هلاك شئ يملكه وذلك أن طبیعته لا تقوی على النئ وهضمه وقال بعض المفسرين إنما اللحم النئ ردئ لمن يراه ولا يأكله فأما من أكله فهو صالح له فان رأى أنه أكل لحما مطبوخا ازداد ماله فإن رأى أنه يأكل مع شيخ ارتفع أمره عند السلطان وأما الجمل المشوي فقد اختلف فيه فمنهم من قال إن كان سمينا فهو مال كثير وان كان مهزولا فمال قليل ورزق في تعب وقال بعضهم أن الجمل المشوي أمان من الخوف وقال بعضهم الجمل المشوي ابن فإن رأى أنه يأكل منه رزق ابنا يبلغ ويأكل من كسب نفسه وان كان نضيجا رزق ولده الأدب وإن لم يكن نضيجا لم يكن كيسا في عمله وقيل إن أكل شواء السوق بشارة فإن لم يكن نضيجا فهو حزن يصيبه من جهة ولده
– ومن رأى كأن ذراع الشواء كلمه فإنه ينجو من الهلكة لقصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذراع المسممة التي كلمته وأما الرأس التنوري فرئيس فمن رأى كأنه اشترى رأسا سمينا کبيرا من رأس استفاد أستاذا نافعا وان كان مهزولا فإنه غير نافع فان كان الرأس منتنا فإنه يثنى عليه ثناء قبيحا وأكل رءوس الأنعام نينة دليل على أنه يغتاب رئيسا ينسب إلى ذلك الحيوان وأكل المطبوخ والمشوي من الرؤوس وانتفاع من بعض الرؤساء بمال وقال بعض المعبرين من رأى كأنه يأكل راس غنم وكراعه أصاب جاها ومالا من ارث أو غيره وقال رأس الشاة في التأويل مال وهو عشرة آلاف درهم أكثرها وأقلها ألف درهم وأكل عيون رأس المشوي أكل عيون أموال الرؤساء وأكل الدماغ أكل من صلب المال ومن مال مدفون فإن رأى کأنه یأکل من دماغه أو دماغ غیره فانه يأكل من صلب ماله أو مال غير المدخور فإن أكل مخ ساقه أكل مخ ماله وأكل الأكارع مختلف فيه فمنهم من قال إنه مال اليتامى ومنهم من قال هو أكل أموال كبراء الناس لأن الكراع مال والغنم دليل على كبراء الناس وأكل جلد الحمل المسلوخ أكل مال يتيم وأكل الكبد نيل قوة ومنفعة من جهة الولد وأكل الأمعاء صحة جسم وخير
والمصير المحشو من اللحم هو مال مدخور وما كان فيه فإانه مال من قبل النساء ولحوم الطير إذا كانت مطبوخة أو مشوية رزق ومال من مكر وغدر من جهه امرآة فإن كان غير نضيج فإنه يغتاب امرأة ويظلمها فإن رأى كأنه يأكل لحم مالا يحل أكله فإنه يأكل من أموال قوم ظلمة مكرة وقيل إن أكل لحم الدجاج والإوز يدل على منفعة تكون من قبل أصحاب الرهن من الرجال وفراخ الطير مشويا أو مقليا مال في تعب فمن رأى آنه يأكل فرخا نيئا فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أشراف الناس فإن كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير فإانه يغتاب أولاد السلاطين أو يرتكب منهم فاحشة والطيور التي يؤكل لحمها فإنها استفادة مال من ضيعة لف درهم إلى ستة آلاف درهم لأنه لها ستة أعضاء رأس وجناحين ورجلين وذنب وأما السمك فقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل آنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها قال فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتش خادمه فاذا هو رجل والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم أو صحبة رئيس لقوله تعالى (نسيا حوتهما) ومن أصاب سمكة طرية مشوية فإنه يصيب غنيمة وخيرا لقصة مائدة عيسى عليه
السلام والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى ورزق واسع إن كان الرجل تقيا وإلا كانت عقوبة تنزل عليه فإن رأى آنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه ينفق ماله في شئ لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذا شريفا وقيل السمك محمود وخاصة المشوي منه ما خلا السمك الصغار فإن شوكها أكثر من لحمها ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته ويدل على رجاء شئ لا ينال وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت وأما ذوق الأشياء فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال فإن رأى كأنه ذاق شيئا فاستلذه واستطابه فإنه ينال الفرح والنعمة لقوله تعالى (وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها) فإن رأى كأنه ذاق شینا فوجد له طعما مرا فانه يطلب شیئا یصیبه منه أذی فان رأی کأنه ابتلع طعاما حارا خشنا دل على تنغيص عيشته ومعيشته وأكل الشىئ اللذيذ طيب العيش والمعيشة فإن رأى أنه ذاق شيئا مجهولا فكره طعمه دل على الموت لقوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) وإن رأى أنه ذاق شيئا لم يكرهه ولم يستطبه دل على فقر وخوف وأكل الشىئ المنتن ثناء قبيح وان دخل في فيه شئ مكروه فهو شدة كره في معيشته وإن دخل شئ طيب الطعم لين محبوب سهل السمك في حلقه فهو طيب المعيشة وسهولة عمله فإن رأى في فمه طعاما كثيرا وفيه سعة لإضعافه تشوش أمره ودلت رؤياه على أنه قد ذهب من عمره قدر ذلك الطعام الذي في فيه وبقي من عمره قدر ما في فمه سعة له فإن رأى أنه عالج ذلك الطعام حتى تخلص منه سلم وان لم يتخلص منه فليتهيأً للموت
– ومن رأی أنه يتلمظ فهو طيبة نفسه والتلمظ مص اللسان والشعرة في اللقمة هم وحزن وعسر ولأحس الأصابع نيل خير قليل من جنس ذلك الطعام الذي لحسه
– ومن رأى كأنه يشرب الطعام كما يشرب الماء اتسعت عليه معيشته وكل الطعام رزق خلا الهريسة والبيض والعصيدة فإنه غم من جهة أعماله في ذريته فإن رأى أنه يصلي ويأكل العصيدة فإنه يقبل امرأة وهو صائم وجامات الحلواء جوار ذات حلاوة وأما الطباهجة فمن رأى كأنه اتخذها ودعا إلى أكلها غيره فإنه يستعين بالذي يدعوه على قهر إنسان فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنه ينفق مالا في طلب تجارة أو تعلم صناعة وأما الطعام الذي هو في غاية الحموضة حتى لا يقدر على أكله فهو مرض أو ألم لا يقدر معه على أكل ويدل أخذ الطعام الحامض من إنسان على سماع الكلام القبيح فإن رأى كأنه يأخذه ويطعمه غيره فإنه يسمع ذلك المطعم مثله وان كان أكله أصاب حزنا أو مرضا وإذا رأى كأنه صبر على أكله وحمد الله تعالى عليه نال الفرج وأما السكباجة المطبوخة بلحم الغنم إذا تمت أبازيرها فإن أكلها يدل على طيب النفس وتمام العز والجاه عند سادات الناس وإذا كانت بلحم البقر دل أكلها على حياة طيبة ونيل مراد من جهة عمال وإذا كانت بلحم العصافير دل أكلها على ملك وقوة وصفاء عيش وصحة جسم وإن كانت بلحم الطيور فإنه تجارة أو ولاية على قوم أغنياء مذكورين على قدر كثرة الدسم وقلته وأما الزرباجة إذا كانت بلا زعفران فإنها نافعة وإذا كانت بالزعفران كانت مرضا لآكلها وكذلك كل ما كان فيه صفرة واما كل شئ فيه بياض من المطعومات وغيرها فإن أكلها بهاء وسرور إلا المخيض فإنه غم شديد لزوال الدسم عنه والمضيرة قليلة الضرر والكشك رزق في تعب ومرض والكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة والثريد إذا كان كثير الدسم فهو ولاية نافعة ودنيا واسعة وإذا كان بغير دسم فإنه ولاية بلا منفعة فإن رأى كأن بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد فإن الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل فإن رأى بين يديه قصعة فيها ثرید کثیر الدسم حتی لا یمکنه آکلها دل على آنه یجمع مالا ویآکله غیره فان رأی کأن بین يديه ثریدا لا دسم فيه ولیس بطيب الطعم وهو يسرع في أکله حتی یستریح منه دلت رؤیاه أنه يتمنى الموت من ضيق الحال فإن رأى كأن بين يديه ثريدا وهو لا يأكل منه مخافة أن ينفد فإنه يخشى الموت مع كثرة ماله من النعمة وان كانت ثريدة بلا دسم وبخل بلا لحم دل على حرفة
نظيفة وورع فإن لم يكن فيها دسم البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار فان كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض السباع فان صابحها يلي قوما ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه وبين قوم ظالمين تجارة وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها وان كانت بلا دسم فلا منفعة فيها فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دلت على ولاية دنينة على قوم سفهاء أو تجارة دنيئة أو صناعة مع قوم سفهاء ذوي دناءة فان رأى كأنه أكل الثريد كله فانه يموت على ذلك الهوان والفقر وإذا كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور فإنها معاملة مع قوم ظلمة مكرة في مال حرام وعلى الجملة إن الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها وأما الأرزية فمال من خصومة وهم والنئ منه خسران ومرض وأما الحلويات والمطعومات في الأصل الذي إذا رأى الإنسان كأنه أكلها دل على طيب الحياة والنجاة من المخاطرات ونيل السرور والفرج وقصب السكر تردد كلام يستحلي ويستطاب والسكرة الواحدة قبلى حبيب أو ولد والسكر الكبير يدل على قال وقيل وأما الشهد والعسل فمال من ميراث حلال أو مال من غنيمة أو شركة
– ومن رأی کأن بین يديه شهدا موضوعا دل على أن عنده علما شریفا فان رأی کأنه يطعمه للناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة والعسل لأهل الدين حلاوة الإيمان وتلاوة القرآن وأعمال البر ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله عز وجل وصف کكلامه بالشفاء (وحکي) عن ابن سیرین أنه قال الشهد رزق کثير يناله صاحبه من غير تعب لان النار لم تمسه والعسل رزق فليل من وجه فيه تعب إن رای كان السماء أمطرت عسلا دل على صلاح الدين وعموم البركة فإن رأى كأنه أكل الشهد وفوقه العسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى فسره بنكاح الأم وبلغنا أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت ظلة ينطف منها السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل فقال أبو بكر دعني أعبرها إنما هي القرآن وحلاوته ولينه والناس يأخذونه فمستكثر منه ومستقل وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأني في قبة من حديد وإذا عسل ينزل من السماء فيلعق الرجل اللعقه واللعقتين ويلعق الرجل اكثر من ذلك ومنهم من يحسو فقال ابو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال أنت وذاك فقال أما قبة الحديد فالإسلام وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن وأما الذي يلعق اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السورة والسورتين وأما الذين يحسونه فالذين يجمعونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت وروي أن عبد الله بن عمر قال يا رسول الله رأيت كأن إصبعي هاتين تقطران عسلا وإنني العقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرا الكتابين ورأى رجل كانه يغمس خبزافي عسل ويأكله فصار محبا للعلم والحكمة فأنتفع بذلك وكثر ماله لأن العسل دل على حسن علمه والخبز على يساره وأما الترنجبين فرزق طيب بلا منة أحد من المخلوقين بدليل قوله تعالى (وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم) وأما التمر فقد روي أن عمر رأى كأنه أكل تمرا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذلك حلاوة الإيمان وأنواع التمر كثيرة والتمر لمن يراه يدل على المطر ولمن أكله رزق عام خالص يصير إليه وقيل إنه يدل على فراءة القران وقيل إن التمر يدل على مال مدخور ورؤيا أكل الدقل يكون للدميين وقيل من رأی کأنه یأکل تمرا جیدا فانه یسمع کلاما حسنا نافعا
– ومن رأی کأنه يدفن تمرا فإانه يخزن مالا أو ينال من بعض الخزائن مالا – ومن رأى كأنه شق تمرة وميز عنها نواها فإنه يرزق ولدا لقوله تعالى (إن الله فالق الحب
والنوى) الآية ورؤيا أكل التمر بالقطران دليل على طلاق المرأة سرا وأما رؤية نثر التمر فنية سفر والكيلة من التمر غنيمة
– ومن رأى كأنه يجني تمرة من نخلة في ابانها فإنه يتزوج بامرأة جليلة غنية مباركة وقيل إنه يصيب مالا من قوم كرام بلا تعب أو من ضيعة له وقيل يصيب علما نافعا يعمل به فإن كان في غير أوانها فإنه يسمع علما ولا يعمل به فإن رأى كأنه جنى من نخلة عنبا أسود فإن امرأته تلد ولدا من مملوك أسود فإن رأى كأنه جنى من نخلة يابسة رطبا فإنه يتعلم من رجل فاسق علما ينفعه وان كان صاحب الرؤيا مغموما نال الفرج لقوله عز وجل في قصة مريم (وهزي إليك بجذع النخلة) الآية وقيل التمر المنثور دراهم لاتبقى
ومن رأى أنه يجني إليه التمر فإنه يجني له مال من رجال ذوي أخطار يلي عليهم ولاية (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني وجدت أربعين تمرة فقال تضرب أربعين عصا ثم رآه بعد ذلك بمدة فقال رأيت كأني وجدت أربعين تمرة على باب السلطان فقال تصيب أربعين ألف درهم فقال الرجل عبرت رؤياي هذه المرة بخلاف ما عبرت في المرة الأولى فقال لأنك قصصت على رؤياك في المرة الأولى وقد يبست الأشجار وأدبرت السنة وأتيتني هذه المرة وقد دبت المياه في الأشجار وكان الأمر في المرتين على ما عبره وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأن رجلا أتاني فألقمني لقمة تمر فذهبت أعجمها فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثانية فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثالثة فإذا نواة فلفظتها فقال أبو بكر دعني يا رسول الله أعبرها فقال عبرها قال تبعث سرية فيغنمون ويسلمون ويصيبون رجلا فينشدهم ذمتك فيخلونه ثم تبعث سرية وقال ثلاثا قال صلى الله عليه وسلم كذلك قال الملك ورأى أنس بن مالك في المنام كأن ابن عمر يأكل بسرا فكتب إليه أني رأيتك تأكل بسرا وذلك حلاوة الإيمان وقيل إن رجلا عاريا رأى كأن سلات من التمر البسر في نغض من بطون الخنازير وهو يرفعها ويحملها إلى بيته فسأل المعبر عنها فعبرها غنائم من مال الكفار فما لبث أن خرجت الروم وكان الظفر للمسلين ووصل إليه ما عبر له (وسئل) ابن سيرين عن امرأة رأت كأنها تمص تمرة وتعطيها جارا لها فيمصها فقال هذه المرأة تشاركه في معروف يسير فإذا هي تغسل ثوبه وأتی ابن سيرین رجل فقال رأيت کأن بيدي سقاء وفيه تمر وقد غمست فيه راسي ووجهي وأنا آكل منه وأقول ما أشد حموضته فقال ابن سيرين انك رجل قد انغمست في كسب مال يمينا وشمالا ولا تبالي أمن حرام كان أم من حلال غير أني أعلم أنه حرام فكان كذلك فإن رأت امرأة نها تأكل التمر بالقطران فإنها تأخذ ميراث زوجها وهي منه طالق والعصيدة غم من سبب غلمانه فإن رأى كانه يأكل العصيدة أو الخبيص أو الفالوذج وهو في الصلاة فإنه يقبل امرأته وهو صائم وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أصلي وآكل الخبيص في الصلاة فقال الخبيص حلال ولا يحل أكله في الصلاة فأنت تقبل امرأتك وأنت صائم فلا تفعل وأما الخبيص اليابس فهو مال في مشقة والرطب منه مختلف فيه فكرهه بعضهم لما فيه من الصفرة وذكر آنه يدل على المرض وقال بعضهم هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب وقال بعضهم إن الخبيص كلام حسن لطيف في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والخبيص يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة لما مسهما من النار فان مس النار إياهما يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة والزلابية نجاة من هم ومال وسرور بلهو وطرب وأما أوعية الحلاوى وجاماتها فإنها تدل على جوار حسان مليحات والقطائف المحشوة مال ولذاذة وسرور واللبن الصافي مال فى تالف لار لا
الباب الثامن والعشرون : رؤيا مجالس الخمر وما فيها من المعازف والأواني واللعب والملاهي والعطر وما أشبه والضيافة والدعوات
الضيافة اجتماع على خير فمن رأى كأنه يدعو قوما إلى ضيافته فإنه يدل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين سأل ربه عز وجل أن يطعم خلقه يوما واحدا فلم يمكنه إشباع حوت فإن رأى كأنه دعا قوما إلى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا فإنه يترأس عليهم وقيل اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب فإن رأى كأنه دعا إلى مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب فإنه يدعى إلى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) وأما ضرب العود فكلام كذب وكذلك استماعه
– ومن رأى كأنه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة وقيل إن ضرب العود رياسة لضاربه وقيل إصابة غم فإن رأى كأنه يضربه فانقطع وتره خرج من همومه وقيل أن نقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزه وكلما تذكر ملكه انقلبت أمعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق إفساده قوما بشئ يقع على أمعائهم وهو للجائر جور على قوم يقطع به أمعاءهم ومن رأى أنه يضرب بباب الإمام من الملاهي شئ من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطانا إن كان أهلا لذلك وإلا فإنه يفتعل كلاما والمزمار ولاية فمن رأى كآنه ملكا أعطاه مزمارا نال ورية إن كان من أهلها وفرحا إن لم يكن من أهلها
ومن رأى أنه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار فإنه يتعلم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته وقيل إن رأى مريض كأنه يزمر فإنه يموت والصنج المتخذ من الصفر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا وصوت الطبل صوت باطل فإن كان معه صراخ زمر ورقص فهو مصيبة والطبال رجل بطال ويفتخر بالبطالة والطبل رجل صفعان فمن رأى أنه تحول طبلا صار صفعانا وطبل المخنثين امرأة لها عبوب يكره تصريحها لأنها عورة وفضيحة إذا فتش عنها كانت شنعة لأن ارتفاع صوته شناعة وكذلك حال هذه المرأة وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة وضرب الدف هم وحزن ومصيبة وشهوة لمن يكون معه فان كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور وان كان مع امرأة فأنه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها وان كان مع رجل فإنه شهرة والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل الدار وأما الغناء فإن كان طيبا دل على تجارة رابحة وان لم يكون طيبا دل على تجارة خاسرة وقال بعضهم إن المغني عالم أو حكيم أو مذكر والغناء في السوق للأغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها وللفقير ذهاب عقله
– ومن رأى كأن موضعا يغنى فيه فإنه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأن أول من غنى وناح إبليس لعنه الله وقيل الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص
– ومن رأی كآنه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال فان ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان وجميع من كان منهم فإن رأى كأنه يغني غناء ردينا فان ذلك يدل على بطالة ومسكنة
– ومن رأى كأنه يمشي في الطين ويغني فإن ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان والغناء في الحمام كلام مبهم وقيل الغناء في الأصل يدل على صخب ومنازعة وأما الرقص فهو هم ومصيبة مقلقة والرقص للمريض يدل على طول مرضه وقيل إن رقص الفقير غنى لا يدوم ورقص المرأة وقوعها في فضيحة وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنه يضرب وأما ِ رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وانحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته وأما
رقص الصبي فإنه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا أراد الشئ أشار إليه بيده ويكون على هيئة الرقص وأما رقص من يسير في البحر فإنه ردئ ويدل على شدة يقع فيها وان رقص إنسان لغيره فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الرقاص
–ومن رأى كأنه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب فان ذلك خير للناس كلهم بالسواء والضارب بالطنبور رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في أقوام فقراء أو ساعي الدراهم السكية أوزان يجتمع مع النساء لأن الوتر امرأة وضرب الطنبور مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأن صوته يحرج من الأمعاء التي فتلت وجففت وأخرجت من الموطن ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال فان رأى سلطان أنه يسمع الطنبور فإنه يسمع قول رجل صاحب أباطيل وأما العصير فيدل على الخصب لمن ناله فمن رأى أنه يعصر خمرا فإنه يخدم سلطانا ويجري على يديه أمور عظام والخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة فمن رأى أنه يشرب الخمر فإنه يصيب إثما كبيرا ورزقا واسعا لقوله تعالى (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما)
– ومن رأی أنه شربها لیس له من ینازعه فیها فانه یصیب مالا حراما وقالوا بل مالا حلالا فان شربها وله من ينازعه فيها فإنه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك فإن رأى أنه أصاب نهرا من خمر فإنه يصيب فتنة في دنياه فان دخله وقع في الفتنة بقدر ما ناله منه وقال بعض المعبرين ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط فإن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشربون الخمر فإن ذلك ردئ لأن كثرة الشراب يتبعه مسكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال وقال الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها (وحكي) أن رجلا رأى كأنه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر فقال أما سواد الوجه فإنك تسود قومك وأما حلق الرأس فإن قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك وأما شرب الخمر فإنك تحوز امرأة (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن بين يدي إناعين في أحدهما نبيذ وفي الأخر لبن فقال اللبن عدل والنبيذ عزل فلم يلبث أن عزل وكان واليا وشرب الخمر للوالي عزل وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة وشرب نبيذ التمر اغتمام وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل ينال مالا بعضه حلال وبعضه حرام وقيل يصيب مالا في شوكة وقيل يأخذ من امرأة مالا ويقع في فتنة والسكر من غير شراب هم وخوف وهول لقوله تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا والسكر من الشراب أمن من الخوف لأن السكران لا يفزع من شئ فإن رأى أنه سكر ومزق ثيابه فانه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه ومن شرب خمرا وسكر منها أصاب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطانا بقدر مبلغ السكر منه وقيل إن السكر ردئ للرجال والنساء وذلك أنه يدل على جهل كثير ورأى رجل كأنه ولى ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره فقصها على ابن سيرين فقال إنهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك وأكل الطير المقلي للتنقل غيبة وبهتان ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز والجب إذا كان فيه ماء وكان في بيت فإنها امرأة غنية مغمومة وإذا كان جب الماء في السقاية فإنه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل الله والجب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال نام وإذا کان فيه کامخ فهو رجل مریض وأتی ابن سیرین رجل فقال رأیت کأن خابية بيتي قد انكسرت فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فكان كذلك والرواق رجل صادق يقول الحق والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال وكذلك الإبريق خادم بدليل قول الله عز وجل (یطوف علیهم ولدان مخلدون بأکواب وأباریق) فمن رأی کأنه يشرب من إبريق فإنه يرزق ولدا من أمته والأباريق الخدم القوام على الموائد (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح فقال اتق الله فإنك تختلف إلى أخت امرأتك والكأس يدل على النساء فإن رأى كأنه يسقى في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على
جنين في بطن امرأته فان رأى كأن الكأس انكسرت وبقي الماء فإن المرأة تموت ويعيش الجنين (وقد حكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني استقيت ستقیت يت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكسر القدح وبقي الماء في كفي فقال له ألك امرأة قال نعم قال هل بها حبل قال نعم قال فإنها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك فكان كما قال فإن رأى كأن الماء انصب وبقي الكأس صحيحا فإن الأم تسلم والولد يموت وقيل ربما يدل انكسار الكاس على موت الساقي والقدح أيضا من جواهر النساء فإنه من زجاج والشرب في القدح مال من جهة امرأة وقيل إن أقداح الذهب والفضة في الرؤيا أصلح لبقائها وأقداح الزجاج سريعة الانكسار وتدل على إظهار الأشياء الخفية لضونها والأقداح جوار أو غلمان واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز مكروه ومنازعة وإنما قلنا إن اللعب بكل شئ مكروه لقوله تعالى (أو من أهل القرى أن یاتیهم باسنا ضحی وهم يلعبون)
– ومن رأی آنه يلعب بها فان له عدوا دینا
– ومن رأى الشطرنج منصوبة لا يلعب بها فإنها رجال معزولون وأما منصوبة ويلعب بها فإنها ولاة رجال فإن قدم أو أخر إقطاعها فإنه يصير لولي ذلك الموضع ضرب أو خصومة وان غلب أحد الخصمين الآخر فان الغالب هو الظاهر وقيل إن اللعب بالشطرنج سعى في قتال أو خصومة وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه فقيل إنه خوض في معصية وقيل انه تجارة في معصية واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب واللعب بالكعاب اشتغال بباطل وقيل هو دليل خير والقمار هو شغب ونزاع وأما المجمرة فمملوك أديب ينال منه صاحبه ثناء حسنا والطيب في الأصل ثناء حسن وقيل هو المريض دليل الموت والحنوط والتدخين بالطيب ثناء مع خطر لما فيه من الدخان فأما العنبر فنيل مال من جهة رجل شريف والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد وسرور وسحقه ثناء حسن وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على إحسانه إلى غير شاكر والكافور حسن ثناء مع بهاء والزعفران ثناء حسن إذا لم يمسه وطعنه مرض مع كثرة الداعين له والغالية قد قيل إنها تدل على الحج وقيل إنها سؤدد وقيل من رأى كأنه تغلف بالغالية في دار الإمام اتهم بغلول وخيانة والذريرة ثناء حسن وماء الورد مال وثناء حسن وصحة جسم والتبخر حسن معاشرة الناس والأدهان كلها هموم إلا الزئبق فإنه ثناء حسن والزيت الطيب بركة إن أكله أو شربه أو ادهن به لأنه من الشجرة المباركة ورأى بعض الملوك كأن مجامير وضعت في البلدة تدخن بغير نار ورأى البذور تبذر في الأرض ورأى على رأسه ثلائثة أكاليل فقص رؤياه على معبر فقال تملك ثلاث سنين أو ثلائين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين فكان كذلك
– ومن رأى أنه تبخر نال ربحا وخيرا ومعيشة في ثناء حسن .
الباب التاسع والعشرون : رؤيا الكساوي واختلاف ألوانها وأجناسها
أنواع الثياب أربعة الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية فالمتخذة من الصوف مال ومن الشعر مال دونه والمتخذة من القطن مال ومن الكتان مال دونه وأفضل الثياب ما كان جديدا صفيقا واسعا وغير المقصور خير من المقصور وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد في الدين والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين والحمرة في الثياب للنساء صالح وتكره للرجال لأنها زينة الشيطان إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف وفيما لا يظهر فيه الرجل فيكون حينئذ سرورا وفرحا والصفرة في الثياب كلها مرض وقد قيل إن الحمرة هم والحمرة والصفرة في الجسد لا تضران لاتهما لا ينكران ولا يستبشعان للرجال والخضرة في الثياب جيدة في الدين لأنها لباس أهل الجنة والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ويعرف بها وهي سوؤدد ومال وسلطان وهي لغير ذلك مكروهة وثياب الخز مال وكذلك الصوف ولا نوع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن إذا لم يكن فيها حرير فإنها تجمع خير الدنيا والدين وأجود البرود الحبرة والبرود من الابريسم مال حرام وفساد في الدين والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان إلا أنها مكروهة في الدين إلا في الحرب فهو صالح والعمائم تيجان العرب ولبسها يدل على الرياسة وهي قوة الرجل وتاجه وولايته فإن رأى كأنه لوى العمامة على رأسه ليا فإنه يسافر سفرا في ذكر وبهاء وإن رأى أن عمامته اتصلت بأخرى زاد في سلطانه والعمامة من الابريسم تدل على رياسة في فساد الدين ومال حرام ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ومن الخز إصابة غنى وتجري ألوانها مثل ألوان باقي الثياب
رأى اسحق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فأنتبه ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته ثم رأى أن عمامته قد أعيدت إليه فسر بعودها إليه ورأى أبو مسلم الخراساني كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين ليلة فقص روياه على معبر فقال تلي اثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي فكان كذلك والقلنسوة سفر بعيد أو تزويج امرأة أو شراء جارية ووضعها على الرأس إصابة سلطان ورياسة ونيل خير من رئيس أو قوة لرئيسه ونزعها مفارقة لرئيسه فان رآها مخرقة أو وسخه فان رئيسه يصيبه هم بقدر ذلك وان نزعها من رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول فهو موت رئیسه وفراق ما بینهما بموت أو حياة فإن رأى على رأسه برطلة فهو يعيش في كنف رئيسه فإن كانت بيضاء فإنه يصيب سلطانا إن کان ممن يلبسها وان لم يکن فهو دينه الذي يعرف به
ومن رأى ملكا أعطى الناس قلانس فإنه يرئس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات وأبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه على عادته فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به وبالمسلمين الذي أعزه بهم فان كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون فهو يتشبه بهم ويتبع آثارهم في ظاهر أمره
– ومن رأى بقلنسوة نفسه وسخا أو حدثا فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها فان رأت امرأة على رأسها قلنسوة فإنها تتزوج إن كانت أيما وإن كانت حبلى ولدت غلاما على جوهر القلنسوة
– ومن رأى قلنسوة من سمور سنجاب أو ثعلب فان كان رئيسه سلطانا فهو ظالم غشوم وان کان رئيسه فقيها فهو خبيث الدين وان كان رئيسه تاجرا فهو خبيث المتجر وان كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة وجاء رجل إلى معبر فقال رأيت كأن عدوا لي فقيها عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء وهو راكب على حمار أسود فقال قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم والثياب السود سؤدد يصيبه والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله والمنديل خادم
وما يرى به من حدث أو جدة أو جمال أو صفاء في الخادم وخمار المرأة زوجها وسترها ورئيسها وسعته سعة حاله وصفاقته كثرة ماله وبیاضه دینه وجاهه فإن رأت آنها وضعت خمارها على رأسها بين الناس ذهب حياؤها والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت مزوجة وفي مالها إن لم تكن ذات زوج فان رأت خمارها أسود باليا دل على سفاهة زوجها وفقره وإن رأت امرأة عليها خمارا مطيرا دل على مكر أعداء المرأة بها وتغييرهم صورتها عند زوجها وقمیص الرجل شأنه في مکسبه ومعیشته ودینه فکل ما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك وقيل القميص بشارة لقوله تعالى (اذهبوا بقميصي هذا) وقيل هو للرجل امرأة وللمرأة زوج لقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته فان رأی آنه لبس قمیصا ولا کمین له فهو حسن شأنه في دنه إلا أنه لیس له مال ويكون عاجزا عن العمل لأن العمل والمال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمان فإن رأى جيب قميصه ممزقا فهو دليل فقر فإن كان له قمصان كثيرة دل ذلك على أن له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجرا عظيما والقميص الأبيض دين وخير ولبس القميص شأن لابسه وكذلك جبته وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما فإن رأت امرأة أنها لبست قميصا جديدا صفيقا واسعا فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها وقال النبي عليه السلام رأيت كأن الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال الدين وأما القرطف ففرج وقيل ولد فمن رأى أنه لبس قرطفا وتوقع ولدا فهو جارية والقباء ظهر وقوة وسلطان وفرج وصفیقه خير من رقیقه فمن رأی عليه قباء خزا أو قزا أو ديباجا فان ذلك سلطان يصيبه له خطر بقدر قوة القباء وجدته إلا أنه كله مكروه في الدين لأنه ليس من لباس المسلمين إلافي الحرب مع السلاح فإنه لا بأس به والقباء لصاحبه ولاية وفرج على کل الأحوال والدواج أيضا ظهر ويدل على تزويج امرأة إذا تلحف به ونام فإن رأى كان دواجه من لؤلؤ فإن امرأته دينة قارئة لكتاب الله تعالى فإن كان الدواج مبطنا بسمور أو سنجاب أو ثعلب فإن امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم والدراعة امرأة أو نجاة من هم وکرب فان کان عليه وبيده قلم وصحيفة فانه قد أمن من الفقر بالخدمة للملك وأما الفرو في الشتاء فخير يصيبه وغنى وفي الصيف خير يصيبه في غم وجلود الاغنام ظهور قوته وجلود الماع كالسيور والنطب والسنجاب يدل على رجال ظلمة وقيل إنها دليل السؤدد ولبس الفرو مقلوبا إظهار مال مستور والسراويل امرأة دينة أوجارية أعجمية فإن رأى كأنه اشترى سروايل من غير صاحبه تزوج امرأة بغير ولي والسراويل الجديدة امرأة بكر والتسرول دليل العصمة عن المعاصي وقيل السراويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله ولبس السراويل بلا قميص فقر ولبسه مقلوبا ارتكاب فاحشة من أهله وبوله فيه دلیل حمل امرأته وتغوطه فيه دلیل غضبه على حمل امرأته وانحلال سراویله ظهور امرأته للرجال وتركها الاختفاء والإسفار عنهم وقيل إن السراويل تدل على سفر إلى قوم عجم لآنه لباسهم وقيل السراويل صلاح شأن أهل بيته وتجدد سرورهم والتكة تابعة للسراويل وقيل انها مال وقیل من رأی في سراویله تكة فان امرأته تحرم عليه أو تلد له ابنتین إن کانت حبلی وان رأی كآنه وضع تكة تحت رأسه فانه لا یقبل ولده وان رأی کأن تکته انقطعت فإانه یسئ معاشرة امرأته أو يعزل عنها عقد النكاح فان رأى كأن تكته حية فان صهره عدو له
– ومن رأى كأن تكته من دم فإنه يقتل رجلا بسبب امرأة أو يعين على قتل امرأة الزاني
– ومن رأى أنه لبس رانا فإنه يلي ولاية على بلدة إن كان أهلا للولاية ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب والإزار امرأة حرة لان النساء محل الإزار فإن رأت امرأة أن لها إزارا أحمر مصقولا فإنها تتهم بريبة فان خرجت من دارها فيه تستبشع فإن رؤي في رجلها مع ذلك خف فإنها تتهم بريبة تسعى فيها والملحفة امرأة وقيمة بيت
– ومن رأى أنه لبس ملحفة فانه يصيب امرأة حسنة ومن لبس ملحفة حمراء لقي قتالا بسبب امرأة والجديد الأبيض الصفيق جاه الرجل وعزه ودينه وأمانته والرقيق منه رقة في الدين وقيل الرداء امرأة دينة وقيل هو أمر رفيع الذكر قليل النفع وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر والرداء أمانة الرجل لأن موضعه صفحتا العنق والعنق موضع الأمانة (وسئل) ابن سیرین عن رجل رأی کأن عليه رداء جدیدا من برد یمان قد تخرقت حواشيه فقال هذا رجل قد تعلم شيئا من القرآن ثم نسيه والطيلسان جاه الرجل وبهاؤه ومروءته على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته فان كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش وان كان للولاية أهلا نال الولاية وإن لم يكن أهلا لذلك فإنه يصير قيما على بيته وعائلا لهم وقيل إن الطيلسان حرفة جيدة تقي صاحبها الهموم والأحزان كما يقيه الحر والبرد وقيل الطيلسان قضاء دين وقيل هو سفر في بر ودين وتمزقه وتخرقه دلیل موت من يتجمل به من أخ وولد فان رأی الحرق أو الخرق ورأى كأن لم يذهب من الطيلسان شئ ناله ضرر في ماله وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر والكساء رجل رئيس وقيل هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر والوسخ في الكساء خطأ في المعيشة وذهاب الجاه والتوشح بالكساء في الصيف هم وضرر وفي الشتاء صالح والمطرف امرأة والقطيفة سلاح على العدو والمطر ثناء حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا لأنه من أوسع الملابس وقيل هو اجتماع a aR ووقاية من البلايا ولبسه وحده من غير أن يكون معه شئ آخر من الثياب دليل الفقر وا
مع ذلك للناس بإظهار الغنى وأما اللفافة إذا لفت فهي سفر والجورب مال ووقاية للمال د طابت رائحتها دل على أن صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه وأن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء وان كانت بالية دل على منع الزكاة والصدقة والجبة امرأة فمن رأى أن عليه جبة فهي امرأة أعجمية تصير اليه فإن كانت مصبوغة فإنها ودود ولود وظهارة الجبة من القطن حسن دين ولبس الصوف مال كثير مجموع يصيبه والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة واحتراق الصوف فساد الدين وذهاب الأموال ولبسه للعلماء زهد فان رأی کلبا لابسا صوفا دل علی تمول ردل دنئ بمال رجل شریف فإن رأی أسدا لابسا صوفا دل على انصاف السلطان وعدله وان رأى أسدا لابسا ثوبا من قطن أو كتان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم ولبس الثياب البيض الصالح دينا ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم والثياب الخضر قوة ودين وزيادة عبادة للأحياء والأموات وحسن حال عند الله تعالى وهي ثياب أهل الجنة ولبس الخضرة أيضا للحي يدل على إصابة ميراث وللميت يدل على أنه خرج من الدنيا شهيدا والثياب الحمر مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإن الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن وقيل إنها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل يدل في المرض على الموت ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره والصفرة في الثياب السود لمن لا يعتاد لبسها إصابة مكروه ولمن اعتاد لبسها صالحة وقيل هي للمريض دليل الموت لأن أهل المريض يلبسونها والزرقة هم وغم وأما الثياب المنقوشة بالألوان فإنه كلام من سلطان يكرهه وحزن والثوب ذو الوجهين أو ذو اللونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا فإن كان جديدا وسخا فإنه دنيا أو ديون قد اكتسبها وقيل إن الثياب بالألوان للفتكة والذباحين ولمن كانت صناعته في شئ من أمر الأشربة خير وأما في سائر الناس فتدل على الشدة والحزن وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة صفراء وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهن وذلك أن عادتهن لبسها والثياب الجدد صالحة للأغنياء والفقراء دالة على ثروة وسرور
– ومن رأى كأنه لابس ثيابا جددا ممزقة وهو يقدر على إصلاح مثلها فإنه يسحر وان كان
التمزق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها فإنه يرزق ولدا والثياب الرقيقة تجدد الدين فان رأى كأنه لبسها فوق ثيابه دل على فسق وخطأ في الدين فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته
علانيته أو كونها خيرا من علانيته وعلى آنه ينال خيرا مدخورا وأما الديباج والحرير وجميع الثياب الإبريسم فلا يصلح لبسها للفقهاء فإنه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة وهي صالحة لغير الفقهاء فإنها تدل على أنهم يعملون أعمالا يستوجبون بها الجنة ويصيبون مع ذلك رئاسة وتدل أيضا على التزوج بامرأة شريفة أو شراء جارية حسناء والثياب المنسوجة بالذهب والفضة صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى
ومن رأى أنه يملك حللا من حرير أو استبرق أو يلبسها على آنه تاج أو أكليل من ياقوت فإنه رجل ورع متدین غاز وینال مع ذلك ریاسة (وأتی) ابن سیرین رجل فقال رأیت کأنی اشتریت دیباجا مطويا فنشرته فاذا في وسطه عفن فقال له هل اشتريت جارية أندلسية قال نعم قال هل جامعتها قال لا لأني لم أستبرئها بعد قال فلا تفعل فإنها عفلاء فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي عفلاء (ورأى) رجل كأنه لبس ديباجا فسأل معبرا فقال تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر وأما الأعلام على الثوب فهي سفر إلى الحج أو إلى ناحية العرب وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصا على أهل الزرع والحرث وعلى خصب السنة لمن لم يكن من أهلها وهي للمرأة زيادة وعز وسرور ومن أعطى وشيا نال مالا من جهة العجم أو أهل الذمة والثياب المسيرة تدل على السياط نعوذ بالله منها والمصمت جاه ورفع صيت والملحم مختلف فيه فمنهم من قال هو المرأة ومنهم من قال هو النار ومنهم من قال هو مرض ومنهم من قال هو ملحمة والخز قد قيل أنه يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ومنهم من قال ان الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والأحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه وأما ثياب الكتان فمن رأى آنه لبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالا حلالا وأما ثياب البرود فإنه يدل على خيري الدنيا والآخرة وأفضل الثياب البرود الحبرة وهي أقوى في التأويل من الصوف والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا والبرود من الابريسم مال حرام والخلقان من الثياب غم فمن رأى كأنه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر دل على موته وتمزق الثوب عرضا تمزق عرضه وتمزق الثوب طولا دليل على الفرج مثل القباء والدواج فإن رأت امرأة قميصها خلقا قصيرا اقتصرت وهتك سترها ومزق قميصه على نفسه فإنه يخاصم أهله وتبطل معيشته فإن لبس قمصانا خلقانا ممزقة بعضها فوق بعض فإنه فقره وفقر ولده فإن رأيت الخلقان على الكافر فإنها سوء حاله في دنياه وآخرته وقيل الثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو في الشعر والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب وإذا كان مع الدسم فهو فساد الدنيا وغسلها من الوسخ توبة وغسلها من المنى توبة من الزنا وغسلها من الدم توبة من القتل وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم وكذلك إحراقها وأما البلل في الثوب فهو إعاقة عن سفر أو عن أمر هم به ولا يتم له حتى يجف الثوب
– ومن رأى انه أصاب خرقا جددا من الثياب أصاب كسورا من المال والخلعة شرف ولاية ورياسة وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام
– ومن رأی كآنه لبس ثیابا للنساء وکان في ضمیره أنه يتشبه بهن فانه يصيبه هم شدید وهول من قبل سلطان فإن ظن مع لبسها أن له فرجا مثل فروجهن خذل وقهر فإن رأى كانه مع ذلك نكح في الفرج ظفر به أعداؤه ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة زيادة في أعدائه
– ومن رأی کأنه لبس ثیابا فسلها عزل عن سلطانه فان رأی كانه فقد بعض کسوته أو متاع بيته فانه يلتوي عليه بعض ما يملكه ولا يذهب أصلا وأما لبس الخفين فقيل أنه سفر في بحر ولبسه مع السلاح جنة والخف الجديد جنة من المكاره ووقاية المال وإذا لم يكن معه سلاح فهو هم شديد وضيقة أقوى في الهم وقيل الخف الضيق دين وحبس وقيد وإن كان واسعا فإنه هم
من جهة المال وأن كان جديدا وهو منسوب إلى الوقاية فهو أجود لصاحبه وان كان خلقا فهو أضعف للوقاية وان كان منسوبا إلى الهم كان احكم فهو أبعد من الفرج فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة في جاهه وسعة في المعاش والخف في إقبال الشتاء خير وفي الصيف هم فإن رأى خفا ولم يلبسه فإنه ينال مالا من قوم عجم وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة وإن كان منسوبا إلى الهم والديون كان فرجا ونجاة منهما ولبس الخف الساذج يدل على التزويج ببكر فان كان تحت قدمه متخرقا دل على التزوج بثيب فإن ضاع أو وقع طلق امرأته فان باع الخف ماتت امرأته فإن رأى آنه وثب على خفه ذئب أو ثعلب فهو رجل فاسق يغتاله في امرآته ومن لبس خفا منعلة أصابه هم من قبل امرآته وان كانت في أسفل الخف رقعة فإنه يتزوج امرأة معها ولد ولبس الخف الأحمر لمن أراد السفر لا يستحب وقيل من رأى أنه سرق منه الخفان أصابه همان ونزع النعل مفارقة خادم أو امرأة والنعل المحذوة إذا مشى فيها طريق وسفر فإن انقطع شعسها أقام عن سفره فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انکسرت النعل عرض له آمر منعه عن سفره على کره منه وتکون ارداته في سفره حسب لون نعله فان كانت سوداء کان لطلب مال وسؤدد وان كانت حمراء کان لطلب شرور وأن كانت خضراء كان لدين وإن كانت صفراء كان لمرض وهم فإن رأى أنه ملك نعلا ولم يمش فيها ملك امرأة فإن لبسها وطئ المرأة فإن كانت غير محذوة كانت عذراء وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس وتكون المراة منسوبة الى لون النعل فإن رأى أنه يمشي في نعلين فانخلعت أحدهما عن رجله فارق اخا له أو شريكا ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر فإن لبسهما ولم يمش فيهما فهي امرأة يتزوجها فإن رأى آنه مشى فيهما محلته وطئ امرأته والنعل المشعرة غير المحذوة مال والمحذوة امرأة والنعل المشركة ابنة فان رأى كأنه لبس نعلا محذوة مشعرة جديدة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكرا فإن رأى كأن عقبها انقطع فإنها امرأة غير ولود وقيل أنه يتزو ج امرأة بلا شاهدين فإن لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي فإن رأى كأن نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وان سقطت فإنها تموت
– ومن رأى كأنه رقع نعله فإنه يروم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة فإن رقعها غيره دل على فساد في امرأته فان دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة فإن رأى كأنه يمشي بفرد نعل فإنه يطلق امرأته أو يفارق شريكه وقيل إن هذه الرؤيا تدل على آنه یطأً إحدی امرأتیه دون آخری أو يسافر سفرا ناقصا فإن رأى كأن نعله ضلت أو وقعت في الماء فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم فإن رأى رجلا سرق نعله فلبسها فان رجلا يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك والنعل من الفضة حرة جميلة ومن الرصاص امرأة ضعيفة ومن النار سليطة ومن الخشب امرأة منافقة خائنة والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد والنعل المتلونة امرأة ذات تخليط ومن جلود البقر فهي من العجم ومن جلود الخيل فهي من العرب ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة وقيل إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية لقوله تعالى (فاخلع نعليك) (وسأل) رجل ابن سيرين فقال رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة فقال تلتمس مالا ثم تجده بعد المشقة وقيل إن المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى (وسئل) ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال تسافر إلى أرض العرب وقيل إن النعل يدل على الأخ (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أمشي في نعلي فانقطع شسع إحداهما وتركتها ومضيت على حالي فقال له ألك أخ غائب قال نعم قال خرجتما إلى أرض معا فتركته هناك ورجعت قال نعم فاسترجع ابن سيرين وقال ما أرى أخاك إلا قد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب.
الباب الثلاثون : رؤيا السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم
السلطان في النوم هو الله تعالى ورؤيته راضيا دالة على رضاه ورؤيته عابسا تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمرا يرجع إلى فساد الدين ورؤيته ساخطا دليل على سخط الله تعالى
– ومن رأى كأنه ولي الخلافة نال عزا وشرفا فإن رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلا نال الرفعة وإن لم يكن للخلافة أهلا نال ذلا وتفرق أمره وإصابته مصيبة
– ومن رأى أنه تحول ملكا من الملوك أو السلاطين نال جدة في الدنيا مع فساد دين وقيل من
رأى ذلك ولم يكن أهلا له مات سريعا وكذلك إن کان مریضا دل على موته لان من مات لم یکن للناس عليه سلطان كما أن الملك لا سلطان عليه وإن رأى ذلك عبد عتق فإن رأى أن الإمام
عاتبه بكلام جميل فإن ذلك صلاح ما بينهما فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة ظفر بحاجته فمن رأی انه سائر مع الإمام فانه يقتدي به فان رأی کأنه صدمه في مسیره فانه یخالفه وان
کان ردیفه على دابة فانه یستخلفه في حیاته أو بعد مماته فان رأی انه یؤاکله نال شرفا بقد
الطعام الذي أكل وقيل يلقى حربا ومكاشفة فان رأى نفسه نائما مع الإمام ليس بينهما حاجز ثم قام الإمام وبقى هو نائما دل على أن الإمام يحقد عليه وإن ثبتت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام لأن النائم كالميت ووجود الميت وجود مال فان رأى كأنه نام قبل الإمام سلم مما خاطر بنفسه فان النوم معه مساواته بنفسه وهی مخاطرة فان رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفا فانه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالا يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية وان كان الفراش مجهولا قلده الإمام بعض الولايات فان رأى الإمام كلمه نال رفعة لقوله تعالى (فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين) وان كان تاجرا نال ربحا وان كان في خصومة ظفر وان كان محبوسا أطلق ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه
– ومن رأى الإمام أو السلطان دخل دار أو محلة أو موضعا ينكر دخوله إليه أو قرية أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن فهو حسن حال رعیته وما رأی في جوارحه من فضل فهو قوته في سلطانه وما رأی في بطنه من زيادة أو نقص فهي في ماله وولده فان رأى أنه دخل في دار الإمام فإنه يتولى أمور أهله وينال سعة من العيش
– ومن رأى كأنه ضاجع حرم الإمام اختلف في تأويله فمنهم من قال انه يصيب منه خاصية وقیل انه یغتاب حرمه فان رأى انه أعطاه شيئا نال شرفا فإن أعطاه ديباجة وهب له جارية أو يتزو ج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ومن دخل دار الإمام ساجدا نال عفوا ورياسة فإن اختلف إلى بابه ظفر بأعدائه فإن رأى أن باب دار الملك حول فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه ويتزو ج الملك بأخرى ومشى الإمام راجلا كتمان سره وظفر بعدوه وثناء الرعية عليه ظفر له ونثرهم عليه السكر إسماعهم إياه كلاما جميلا ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره ورميهم إياه بالحجارة إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة ورميهم إياه بالنبال دعاؤهم عليه في لياليهم لظلمه إياهم فإن أصابه نبل إصابته نقمة وسجود الرعية له حسن الطاعة له وقذفه إياهم في النار يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال وعمله برأي امرأته وقوعه في حرب طویل وذهاب ملکه فان آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى ومخالفته امرأته بالضد من ذلك ورکوبه الفرس في سلاح أصابه زيادة في ولایته ورکوبه عقابا مطواعا أصابه ملك المشرق والمغرب ثم زوال ذلك الملك عنه لقصة نمرود
– ومن رأى كأنه يصارع أسدا عظيما فصرعه فإنه غلب ملكا عظيما فان رأى سلطانه آنه قاتل سلطانا آخر فصرعه فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره فان رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل فإنه عمل يندم عليه لقصة يونس حين ذهب مغاضبا فان صرفه غيره فهو ذل وهوان فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة لما حكي أن شداد بن عاد لما سار إلى الجنة التي اتخذها تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة فأسر اليه في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين فإنه يملك المشرق والمغرب لقصة الإسكندر فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعا لم يخل ذلك بسلطانه بل زاده قوة ومرض الإمام دليل على ظلمه ويصح جسمه في تلك السنة وموته خلل يقع في مملكته وحمل الرجال إياه على أعناقهم قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح فان لم يدفن فإن الصلاح يرجى له وتأويله حياة الميت قوة ودولة لعقبه ورفعة مجلس السلطان ارتفاع أمره واتضاع مجلسه فساد أمره فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن يرى مائدة لم ينازع في ملكه وطال عمره وطاب عيشه إن كان الطعام دسم فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه فهو عز له في الوقت وكذلك أن نظر في مرآة فهو عزله ولا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن يكون منتظر الولد فإنه يصيب حينئذ غلاما وكذلك لو رأى أنه ططق امرآته فإنه يعزل وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلما فهو ظلم أشرافهم فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها فإنه يعانده قوم باغون ويشاور فيهم ويظفر بهم فان رأى أنه وضع على المائدة طعاما فإنه يأتيه رسول في منازعة فإن كان الطعام حلوا فأنه سرور وان كان دسما فان في المنازعة بقاء وان رفع الحلو وقدم الحامض الدسم فإنه خير فيه هم وثبات فإن كان بغير دسم فإنه لا يكون فيه ثبات فإن طال رفع الطعام ووضعه فإنه تطول تلك المنازعة فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه ن قبل نفسه فإنه يأتي أمرا يندم عليه كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضبا فان رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز الصلاة فيه كالمقبرة والمزبلة فإنه يطلب مالا يناله أو يلي ولاية بلا جند ومن حمل إلى آمير أو رئيس طعاما أصابه حزن ثم أتاه الفرج وأصاب مالا من حيث لا يرجو
– ومن رأى كأنه يجتاز على بعض السلاطين أصاب عزا فإن رأى كأنه دخل عليه أصاب غنى وسرورا ودخول الإمام العدل إلى مكان نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضع ومكاشفة الرعية السلطان الجائر وهن للسلطان وقوة للرعية والثياب السود للسلطان زيادة قوته والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب والثياب القطنية ظهور الورع منه والتواضع وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش والثياب الصوف كثرة البركة في مملكته وظهور الأنصاف والثياب الديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته توانیه في سلطانه ولبسه إیاها قیامه بأسباب سیاسته ولبس خفا جدیدا فوزه بمال أهل الشرك والذمة وطيرانه بجناح قوة له وسبيه قوما نيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدانه لقوله تعالى (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم) الآية فان رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقفو إثره في سنته فإن رأى أنه عزل وولي مکانه شيخ قوي آمره وان ولي مکانه شاب ناله في ولایته مکروه من بعض أعدائه وعزل الوالي في النوم ولايته في اليقظة والجند في النوم ملانكة الرحمة والغاغة ملائكة العذاب وصاحب الجيش رجل صاحب الرأى والتدبير
– ومن رأى كأنه ولى الوزارة فانه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياما جدهم في أسباب السياسة ورؤيتهم قعودا توانيهم فيها وحاجب الملك بشارة والقائد رجل متهود
– ومن رأى أنه قائد في الجيش نال خيرا والشرطي ملك الموت وقيل هو هول وهم وأما القاضي فمن رأى كانه ولى القضاء فعدل فيه فان كان صاحب الرؤيا تاجرا كان منصفا وان كان سوقيا أو في الكيل والوزن فان رأى آنه يقضي بين الناس ولا يحسن أن يقضي ويجور في ِ قضائه ولا يعدل فانه إن كان واليا عزل وان كان مسافرا قطع عليه الطريق وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول فان رأى قاضيا معروفا فهو بمنزلة الحكماء والعلماء فان رأى قاضيا معروفا يجور في حكمه فان أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم فان تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه فان صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له وإن كان مهموما فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه فانه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة فلا ينتصف منه فان رأى قاضيا وضع في الميزان فرجح فان له عند الله أجرا وثوابا وإن شال الميزان فانه يدبر له في معصية فان رأى أن القاضي يزن فلوسا أو دراهم رديئة فانه يميل ويستمع شهادة الزور ويقضى بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى
– ومن رأى انه تحول قاضيا أو حكما صالحا أو عالما فانه يصيب رفعة وذكرا حسنا وزهدا وعلما فان لم يكن لذلك أهلا فانه يبتلى بأمر باطل يقبل قوله فيما ابتلى به كما يقبل قول القاضي فیما یحکم به وقیل من رأی وجه القاضي مستبشرا طلقا فانه ينال بشرا وسرورا فان رأى موضع قاض نال فزعا وخصومة وقبل موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس وعلى ظهور الأشياء الخفية ويدل في المرض على البحران فان رأى مريض كأنه يقضى له فان بحرانه یکون إلى خير ویبراً فان رأی المريض كانه يقضیى عليه فانه يموت ومن كان في خصومة فرأى كأنه قاعد في موضع الحكام أو انه الحاكم فانه لا يغلب وذلك أن الحاكم لا يحكم على نفسه لكن على غيره والقهرمان رجل حافظ عالم فان يوسف كان يعمل القهرمية والقاطع للمفاصل رجل يفرق بين الناس بالكلام السوء والبندار رجل تودع عنده الودانع والجهبذ رجل نحوى والحاسب في الديوان صاحب عذاب ويؤذى الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات والخادم الخصى ملك وهو بشار فان رأى في داره خدما معهم أطباق فان هناك مريضا قد طال مرضه أو شهيدا وبواب السلطان نذير
– ومن رأى بواب أمير نال ولاية وأما البوق فمن رأى كأنه يضرب بالبوق فانه يغشى خيرا وإذا سمع غيره يضربه فانه يدعى الى الحرب او خصومة والطبال سلطان ذو هول وأما الصناج فهو رجل مشنع مشتغل بالدنيا وصاحب البريد رجل يغدر بمن اعتمده وصاحب الخبر إن كان شيخا فهو من الكرام الكاتبين وان كان شابا فهو رجل قتال وصاحب الراية القاضي لأنه منظور إليه والصقار نقيب والفهاد بطريق والعارض رجل يتفقد أصحابه ويقوم بإاصلاح أمورهم
– ومن رأى كأنه عرض في الديوان وليس من أهله فإنه يموت فإن رأى كأن العارض غضبان عليه فانه قد ارتکب المعاصي وان راه راضيا عنه دل على رضا الله عنه فإن رأی کأنهم ارادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا فإنه يشرف على الموت ثم يسلم والديوان موضع البلايا وتغليقه تغليق أبواب البلايا وفتحه فتح أبواب البلايا والعريف صاحب بدعة والعسس نذير لتارك الصلاة والأعوان إذا كانت عليهم ثياب بيض فإنها بشارة وإذا كانت ثيابهم سودا فمرض أو حزن والغماز رجل حقود
– ومن رأی آنه غماز یفرح بأمر عند ابتدائه ثم یحزن عند انتهائه والجلاد رجل سباب کثیر الشتم والسجان رجل حفار القبور والمنادي رجل بديع الأسرار والنقاد رجل كياد والوكيل رجل يكسب ذنوبا لنفسه والترسي سلطان قوي محرض الجيوش على أعدانهم والجمال رجل جاب
والحمار رجل ينفذ الأمور ويمشيها والشيروان رجل حازم مدبر الأمور والسائس رجل صاحب رأى وتدبير ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال
– ومن رأى كأنه يأكل من ديوان السلطان نال ولاية بلدة لقوله تعالى (كلوا من رزق ربكم واشکروا له بلدة طیبه ورب غفور) وقیل من رای کانه جندي فانه یصیبه غم وخسران وان كان مريضا مات وقيل إذا رأى العبد كأنه جندي أصاب عزا وكرما
– ومن رأى كأنه أثبت اسمه في ديوان من غير أن صار جنديا فإنه يصيب كفاية في العيش من غير أذى ولا مشقة فإن رأى في رأس الملك عظما فهو زيادة في سلطانه فان رأى في عينيه عمى عميت عليه أخبار قومه فإن رأى أن لسانه طال وغلظ فإن له أسلحة تامة وسيوفا قاتلة فان رأی رأسه رأس كبش فإنه يتظاهر بالإنصاف فإن رأى رأسه رأس كلب فإنه يبدأ معامليه بالسفاهة والدناءة فإن رأى في وجنته سعة فوق قدره فهو زيادة في عزه وبهائه فإن رأى صدره تحول حجرا فانه یکون قاسي القلب فان رأى في بدنه سمنا وقوة فانه قوة دينه وإسلامه
ومن رأی أن يده تحولت ید سلطان فانه ينال سلطانا ويجري على يديه مثل ما جری على يد ذلك السلطان من عدله وظلمه فان رأى أن جسده جسد كلب فانه يعمل بالسفاهة والدناءة فان رأى أن جسده حية فإنه يظهر ما يكتم من العداوة فان رأى جسده جسد كبش فإنه يظهر منه كرم وإنصاف فإن كانت له إلية كإلية الكبش وهو يلحسها بلسانه فإن له ولدا مرزوقا يعيش منه فان رأى بطنه تحول صقرا فإنه يكون كثير الأمتعة فإن رأى في بطنه عظما فهو زيادة في أهله وقوة وبأس فإن رأى أن فخذيه تحولتا نحاسا فان عشيرته تكون جريئة على المعاصي فان رأی أصابعه قد زید فیها زاد في طمعه وجوره وقل إنصافه فان رأی رجلیه تحولتا رصاصا فانه يكون كثير المال حيث أدرك فإن رأى أنه ولي مكانه شيخ فهو زيادة في سلطانه فان رأى ذلك تاجر فإنه تتضاعف تجارته لأن الشيخ جد الرجل فإن أخذ هذا الشيخ الأمر من يده فإنه يعينه ويقويه والشاب عدو وأما الدجال فإنه سلطان مخادع جائر لا يفي بما يقول وله أتباع أردياء والشرطي إذا جاء بأعوانه فإنه فزع وهم وحزن وهول وعذاب وخطر وكذلك کل ذي سلطان شرير وذوي شر من الهوام وذي ناب من السباع إن کان ضارا فإنه نجاة وفوز وکل شئ يراه الإنسان أنه أخذه بأمر الملك يدل على منفعة ينالها من الملك عن أمره والعون رجل يعين على الباطل فمن رأى في داره أعوانا عليهم ثياب بيض فإنه بشارة له ونجاة من هم أو غم أو هول أو شدة أو ما أشبه ذلك فإن كان عليهم سواد فهو مرض أو هم أو هول والعسس نذير له من ترك الصلاة فإن رأى أنه هرب والعسس يطلبه فأدركه وأخذه وتكلم بكلام نجا به من العسس فإنه يقصر في صلاة العتمة ويتوب والفهاد رجل بطريق البطارقة.
الباب الحادي والثلاثون : رؤيا الحرب وحالتها والأسلحة وآلتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك
الحرب في المنام على ثلاثة أضرب أحدها بين سلطانين والثاني بين السلطان والرعية والثالث بين الرعية فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية دلت على رخص الطعام وإذا كانت الحرب بين الرعية دلت على غلاء
– ومن رأى جنودا مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحقين لقوله تعالى (فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها) وقلة الجنود دليل الظفر بدليل قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله) ورؤية الجندي بيده السوط أو نشاب دليل على حسن معاشه ورؤية الغبار دليل سفر وقيل إذا كان معه رعد وبرق فهو دليل القحط والشدة بدليل قوله تعالى (وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) وإذا لم يكن معه ذلك فهو دليل إصابة الغنيمة لقوله تعالى (فأثرن به نقعا) والتراب مال ومنه يكون الغبار وقيل من رأى عليه غبارا سافر وقيل يتمول في حرب ومن ركب فرسا وركضه لنشاط حتى ثار الغبار فإنه يعلو أمره ويأخذه البطر ويخوض في الباطل ويسرف فيه ويهيج فتنة لأن النشاط في التأويل بطر والغبار فتنة وأما العلم فعالم زاهد أو موسر جواد يقتدي به الناس لقوله تعالى (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) والأعلام الحمر تدل على الحبور والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر والخضر تدل على سفر في خير والبيض تدل على المطر والسود تدل على القحط وقيل من رأى راية صار في بلده مذكورا والمتحير إذا رأى في منامه العلم يدل على اهتدائه لقوله تعالى (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها) والعلم للمرأة زوج والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد إن كان أحمر فهو فرح وسرور وان كان أسود فإنه يرى منه سؤدد وقيل الأعلام السود تدل على المطر العام والبيض تدل على المطر العبور والحمر حرب (ورأت) امرأة آنها دفنت ثلائة ألوية فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه فقال إن صدقت الرؤيا تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها فكان كذلك والحرب اضطراب لجميع الناس ما خلا القواد وأصحاب الجيش ومن كان عمله بالسلاح أو بسبب السلاح فإنه لهم دليل خير وصلاح والسيف ولد ذكر وسلطان وقبعته ولد ولد ونعله ولد فمن رأى أنه تقلد سيفا تقلد ولاية كبيرة لان العنق موضع الأمانة والحديد بأس شديد فإن رأى أنه استثقل السيف وجره في الأرض فإنه يضعف عن ولايته فإن رأى أن الحمائل انقطعت عزل عن ولایته والحمائل فیها جمال ولایته فان رأی أنه ناول امرآته نصلا أو ناولته امرآته نصلا فهو ولد ذکر فان رأی آنه ناول امرآته سیفا في غمده رزقت بنتا وان ناولته في غمده رزق منها ابنا وقيل بنتا فان رأى أنه متقلد أربعة سيوف سيفا من حديد وسيفا من رصاص وسيفا من صفر وسيفا من خشب فإنه يولد له أربعة بنين فالحديد ولد شجاع والصفر ولد يرزق غنى والرصاص ولد مخنث والخشب ولد منافق
– ومن رأی آنه سل سيفه وهو صدئ ولد له ولد قبيح وان انكسر السيف في غمده مات الولد في بطن أمه وان انكسر الغمد وسل السيف ماتت المرأة وسلم الولد فان انكسرا جميعا مات الولد والأم فان رأی أنه سل سیفا من غمده ولم تكن امرأته حبلی فهو کلام قد هيأه فان كان السيف قاطعا لامعا فإن كلامه حق وله حلاوة وان كان السيف ثقيلا فإنه يتكلم بكلام لا يطيقه فإن كان في السيف ثلمة فهو عجز لسانه عما يتكلم به فإن رأى أن في يده سيفا مسلولا وكان في الخصومة فالحق له وان وجد السيف فتناوله فإنه صاحب حق يجده فان دفع إليه سيف فهي امرأته لقول لقمان في السيف: ألا ترى ما أحسن منظره وأقبح أثره.
– ومن رأى أنه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت فإنه يطلق امرآته ثلاثا وقيل من رأى أنه سل سيفه فإانه يطلب من الناس شهادة ولا يقومون بها لقول الله تعالى (سلقوكم بألسنة حداد) يعني السيوف فإن رأى أنه يضرب في بلد المسلمين بسيف يمينا وشمالا فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل والسيف إذا رؤي موضوعا جانبا فإنه رجل ذو بأس ونجدة ومن تقلد حمائل بلا سيف فإنه يتقلد أمانة وقائم السيف أب أو عم وقيل أم أو خالة وانكساره موت أحدهم وقيل إن نعل السيف خادم أو بيع وانكساره موت خادمه أو بيعه واللعب بالسيف كان منسوبا إلى الولاية فهو حذاقة فيها وان كان منسوبا إلى الكلام فهو فصاحته فإن كان منسوبا إلى الولد فهو عجبه وان رأ السوف مخ ارمح فاه طاعون وفل إن الشف ل ان شت صاحت اروا وشذة أمره (وأتى رجل) ابن سيرين فقال رأيت رجلا قائما وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة متجردا وبيده سيف مسلول فضرب صخرة ففلقها فقال ابن سيرين ينبغي ان يكون هذا الرجل الحسن البصري فقال الرجل هو والله قال ابن سيرين قد ظننت انه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد وان سيفه الذي يضرب به الصخرة لسانه الذي كان يفلق بكلامه الحق في الدين وقال هشام لابن سيرين رأيت كأن في يدي سيفا مسلولا وأنا امشي قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا فقال ابن سيرين هل بالمرأة حبل قال نعم قال تلد غلاما إن شاء الله (ورأى) شجاع من الهنود كأنه ابتلع سيفا وقص رؤياه على معبر فقال ستأكل مال عدوك ولو رأيت كأن السيف ابتلعك لدغتك حية (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أخذت زنجيا فبسطت عليه السيف حتى أتيت على نفسه فقال هذه معاتبة فيها غلظ فارفق فإنه سيعتبك من تعاتبه والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتيل بالسيف منازعة لقوم والضرب بالسيف بسط اللسان واليدين إذا كانت فيهما سلاطة تشبه بالسيف والسيف على الانفراد بغير شئ من السلاح فإنه یولد غلام فان رأی سيفا في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطا وهو لا ينوي أن یضرب به نال سلطانا مشهورا له فيه صيت وقال ابن سيرين الأقرب من السيف إن كان ينبغي له السلطان فالسلطان وإلا فهو ولد ذكر وأما الرمح فهو مع السلاح سلطان ينفذ فيه أمره والرمح على الانفراد ولد أو أخ والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ولذلك قيل للعياب طعان وهماز وقيل إن الرمح شهادة حق وقيل هو سفر وقيل هو امرأة
– ومن رأی في يده رمحا فانه یولد له غلام فان کان فيه سنان فانه ولد یکون قیما على الناس
– ومن رأی بيده رمحا وهو راکب فهو سلطان في عز ورفعة وانکساره في يد الراکب وهن في سلطانه وانكسار الرمح المنسوب الى الولد أو الأخ علة في الولد والأخ فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه فهو يبرأ وان كان الكسر مما لا يجبر فهو موت أحد هؤلاء وكسر الرمح للوالى عزله وضياع السنان موت الولد أو الأخ والمزراق يدل على ما دل عليه الرمح (وحكى) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن بيدي رمحا وأنا ماش بين يدي الأمير فقال إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير حق (وحكى) أن أبا مخلد رأى في المنام كأنه أعطى رمحا ردینیا فولد غلام فسماه ردينيا و رأى رجل كأن حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة فلدغته حية في تلك الرجل والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون والوهق رجل مستعان به فان کان من حبل فانه رجل متين وان کان من ليف فهو رجل حسن فمن رأی أنه وهق رجلا فان الواهق يستعين برجل إن وقع الوهق في عنق الموهوق فان وقع في وسطه فان الواهق يخدعه وينتصف من الموهوق ويظفر به ويشرف الموهوق على الهلاك وأما النشاب فان رسول فمن رأی انه رمی بسهم فلا يصيب الغرض فانه يرسل رسولا في حاجته فلا يقضيها فان أصاب الغرض فانه يقضيها فان كانت النشابة سوية فهي كتاب فيه كلام حق فان نفذت النشابة فان ذلك الكلام يقبل فان كانت من قصب ناقصة فان ذلك الكلام باطل فان نفذ بها ما أراد وأصاب العلامة نفذ أمره فان كانت النشابة سهما فانه رجل لسن فان أصاب نفذ ما يقوله فان رأى أن امرأة رمته فأصابت قلبه فإنها تمازحه فيعلق قلبه بها وان كانت نشابة من
ذهب فإنها رسالة إلى امرأة أو بسبب امرأة فان كانت سهاما معاريض فإنهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم فان رمى بها مقلوبة نصولها إلى جانب الوتر فإنها رسالة مقلوبة فإن كانت بلا ريش فإن الرسول مسخر والنصل في النشابة رسالة في بأس وقوة والنصل من رصاص رسالة في وهن ومن صفر متاع الدنيا ومن ذهب رسالة من كراهية وان كانت نشابته بغير نصل فإنه يريد رسالة إلى امرأة ولا يصيب رسولا فإن كانت بلا فوق فان الرسول غير حازم واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه فإن رأى أنه رمى سهما فأصاب فإنه إن رجا ولدا كان ذكرا والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله فإن أصاب قبل قوله وان أخطأ لم يقبل قوله والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امرأة في الجعبة فهو انقلاب زوجها عنها وقيل من رأى قوسا یرمی منها سهام فان القوس أب وریما کان النشاب رجلا رباه غير أبيه والسهم ولاية وقیل من رأی بيده سهما فإانه ينال ولاية وعزا ومالا وقیل من رأی بيده نشابا تاه خبر سار ورأى كأنه يضرب بالنشاب فقص رؤياه على معبر فقال انك تنسب إلى النميمة والغمز فكان كذلك وانكسار القوس عجزه عن أداء الرسالة والسهم للمرأة زوجها والجعبة قيل هي كورة أو بلدة فمن رأى أنه أعطى جعبة أصاب سلطانا وقيل الجعبة امرأة حافظة أو هيبة على الأعداء والجعبة ولاية لأهل الولاية وللعزب امرأة والرمي بالسهام في الأصل كلام في رسائل والقوس امرأة سريعة الولادة أو ولد أو أخ أو سفر أو قرية إلى الله تعالى والقوس في غلاف غلام في بطن أمه والقوس مع غيره من السلاح سلطان وعز ومن ناول امرأته قوسا ولدت بنتا فان ناولته المرأة قوسها رزق ابنا ومد القوس بغير سهم دليل السفر
– ومن رأى كأنه مد قوسا عربية فإنه يسافر إلى رجل شريف سفرا في عز فإن كانت القوس فارسية سافر إلى قوم عجم وانقطاع الوتر دليل الإعاقة عن السفر ويدل على طلاق المرأة وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد أو الشريك أو بعض الأقرباء وربما دلت القوس على ولاية وانكسارها على العزل وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب وللتجار على الخسران وفي الولد على العقوق وفي المرأة على النشوز وسهولتها تدل على الضد من ذلك وان رمى عنها سهما فأصاب الغرض نال مراده وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف لقوله تعالى (ثم دنا فتدلى) الآية ومن مد قوسا بلا سهم سافر سفرا بعيدا وعاد صالح الحال فإن انقطع الوتر أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصل إليه وان انكسرت قوسه أصابته مصيبة في سلطانه بأمره ونهيه والرمي عن قوس البندق قذف من يرميه ومن اتخذ قوسا أصاب ولدا غلاما وازداد سلطانا
– ومن رأی أنه ینحت قوسا وکان عزبا ونوی التزوج فانه يتزوج وتحبل امرآته عند دخوله بها وان تولى ولاية فإن الرعية لا تطيعه وإنما جعل تاويل القوس امرأة لقول الناس: المراة كالقوس إن سويتها انكسرت. والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولدا صاحب كتابة ورسالات وان مد قوسا لها صوت صاف فرمى عنها ونفذ السهم فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإتصاف وقيل من رأى بيده قوسا مکسورة تزو ج امرأة حرة وأما المنجنيق والقذافة فيدلان على قذف وبهتان فان رأى كأنه يرمى بهما حصنا من حصون الكفار قاصدا فتحه فإنه يدعو قوما إلى خير وحجر المنجنيق رسول فيه قسوة
– ومن رأى كأنه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكا وجار فيه والصخور التي على الجبل أو في اسفله من غيره فهم رجال قلوبهم قاسيه في الدين فان رأى أنه يشيل حجر التجربه القوة فانه یقاتل بطلا قویا منیعا قاسیا فان شاله کان غالبا به وان عجز عنه فهو مغلوب (رأی) رجل أبو بنات وكان مقلا كأن صخرة دخلت داره فقص روياه على معبر فقال يولد لك غلام قاسي القلب فعرض له أنه زوج ابنته رجلا فاسد الدين ورأى رجل كأن حصاة وقعت في أذنه فنفضها
فزعا فخرجت فقص رؤياه على ابن سيرين فقال هذا رجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه
ومن رأى أنه رمى إنسانا بحجر في مقلاع فإن الرامي يدعو إلى المرمى في أمر حق في قسوة قلب وقيل من رأى كأن النساء رمينه بالحجارة فإنهن بالسحر يكدنه والدبوس أخ موافق أو ولد ذكر أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه والطبرزين عز وسلطان وللتاجر ربح وأما الدرع فحصن ولابسه ينال سلطانا عظيما ولبس السلاح كله جنة من الأعداء والدرع حصانة الدين وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد قال الله تعالى (سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم) وقال عز وجل (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من باسکم)
– ومن رأى كأنه يصنع درعا فإنه يبني مدينة حصينة ولبس الدرع أيضا يدل على أخ ظهير أو ابن شفيق ولبسه للتجارة فضل يصير اليه من تجارة دائمة وأمن وحفظ وقيل الدرع مال وملك وقيل ان ما كان من السلاح يعطى مثل الترس والبيضة والجوشن والصدر والساق فإنه يدل على ثياب كسوة والجوشن مثل الدرع إلا أنه أحصن وأحفظ وأقوى وقيل إن لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة حسناء ذات مال وأما المغفر والبيضة فمن رأى على رأسه مغفرا أو بيضة فإنه يأمن نقصان ماله وينال عزا وشرفا وقيل إن البيضة إذا كانت ذات قيمة مرتفعة دلت على امرأة غنية جميلة وإذا كانت غير مرتفعة دلت على امرأة قبيحة وقيل من رأى على رأسه بيضة حديد بلغ وسيلة عظيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني في درع حصينة فأولتها المدينة واني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت كأن بسيفي ذي الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم ورأيت بقرا تذبح فأولته بالقتلى من أصحابي والساعدان من الحديد هما من رجال قراباته فمن رؤي عليه ساعدان فانه یقوی على يدي رجل من قراباته وقیل انه يصحب رجلين قويين عظيمين وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه
– ومن رأى عليه ساقين من حديد فهما ولد وقوة في سفر والترس رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لاخوانه في كل شئ من الفضائل حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء وقيل هو يمين يحلف بها وقيل هو ولد ذاب عن أبيه والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء والأخضر ذو ورع والأحمر صاحب لهو وسرور والأسود ذو مال وسؤدد والملون ذو تخاليط وان رأى مع الترس أسلحة فإن أعداءه لا يصلون إليه بمكروه فإن رأى صائغ أو تاجر أن ترسا موضوعا عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه فإنه رجل حلاف وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه لقوله تعالى (اتخذوا أيمانهم جنة)
– ومن رأى معه ترسا وكان له ولد فان ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره وقيل من تترس بترس فإنه يلجأ إلى رجل قوي يستظهر به وقيل إن الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة وإلا فهو امرأة قبيحة فإن رأى أن عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم نال الرياسة على قوم فإن كان القوم شيوخا فهم أصدقاؤه وان كانوا شبانا فهم أعداؤه وقيل ان كان صاحب هذه الرؤيا مريضا دلت على موته وصوت الطبل الموكبي خبر كذب وتمزق طبل الملك موت صاحب خبره وقيل الطبل الموكبي رجل حماد لله تعالى على كل حال والطبل الذي يدل عليه اغترار وصلف والدبادب أغنياء بخلاء
– ومن رأى على بابه الدبادب والصنوج تضرب نال ولاية في العجم والبوق من القرن خادم في رياسة والمبارزة تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر وذلك أن المبارزة أول المقاتلة وتكون أيضا مع سلاح تدل على المقاتلين وهذه الرؤيا تدل على تزويج
امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلما بأنواع السلاح في مبارزته والإنسان إذا رأى أنه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجواشن فإن الرؤيا تدل على آنه يتزوج امرأة غنية خداعة محبة للفقراء لا شكل لها إما غنية فلأن السلاح يغطي بعض البدن وأما خداعة فلأن
سیف سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر وأما محبة الفقراء فلأن هذا السلاح لا يغطي البدن كله والضرب بالفيف إصابة شرف فى سل اله وروية الف المشهور: بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله والطعن بالرمح طعن بكلام وكذلك بالسيف والعصا والعمود فإن أشار بأحد هذه الأشياء ولم يطعن فإنه يهم بكلام ولا يتكلم به والمناضلة إن كانت في سبيل الله وكان هو المرمى والمصاب بالسهم فإنه ينال حاجته من القربة إلى الله تعالى وان كانت في الدنيا فإنه ينال شرفها (أتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون والآخرون يرمون فلا يصيبون قال هؤلاء فريقان بينهما خصومة والمصيبون يعملون بالحق والمخطئون يتكلمون بالباطل والرامي بالسهم إذا أصاب وكان في سبيل الله فان الله يستجيب دعوته وإذا كان لأجل الدنيا أصاب عزها وأما الجراحات فمن رأى أنه جرح في بدنه فإن ذلك مال يصير إليه فإن جرح في يده اليمنى فإنه مال يستفيده من قرابة له من الرجال واليسرى من قرابة له من النساء فإن جرح في رجله اليسرى فمال من الحرث والزرع فان جرح في عقبه أصاب مالا من جهة عقبه وولده والجراحة في إبهام يده اليمنى دليل على ركوب الدين إياه وكل جراحة سائلة نفقة وضرر في المال
– ومن رأى بجسده جراحة طرية يسيل منها الدم فإنها مضرة لصاحبها في مال وكلام إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجرا والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم فإنه قد قرب من أن يصيب مالا فإن سال منها الدم فإنها مال يبين أثره عليه فان رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتی بضعت جلدته والعظم فانه يطول عمره ویری أترابه فان هشمت العظم انهزم جيش له فان جرح في يده الیسری زاد عسکره فان جرح في الیمنی زاد ملکه فان جرح في بطنه زاد مال خزانته فان جرح في فخذه زادت عشیرته فان جرح في ساقه طال عمره وان جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة وفي المال ثباتا فإن رأى كأن إنسانا قطع أمعاءه وفرقها فإن القاطع يتكلم في أمره بكلام يورث ذلك تفرق أولاده وتشتتهم في البلاد فإن تلطخ الجارح بدم المجروح فإنه يصيب مالا حراما بقدر الدم الذي تلطخ به ومن جرح كافرا وسال من الكافر دم فانه يظفر بعدو له ظاهر العداوة وينال منه مالا حلالا بقدر الدم الخارج منه لان دم الكافر حلال للمؤمن فإن تلطخ بدمه فهو أقوى
– ومن رأى كأن إنسانا جرحه ولم يخرج منه دم فإن الجارح يقول فيه قولا حقا جوابا له فان خرج دم فانه یغتابه بما یصدق فيه ویخرج المضروب من إِثم وقیل من رأی کأنه جرح بشئ من الحديد سكين أو غيرها فإنه تظهر مساويه ومعايبه ولا خير فيه وقال بعضهم
– ومن رأى في بعض أعضائه جرحا فإن التعبير فيه للعضو الذي حلت فيه الجراحة فإن كانت في الصدر أو الفؤاد فإنها في الشباب من الرجال والنساء تدل على عشق وأما في المشايخ والعجائز فإنها تدل على حزن وأما القتل فمن رأى أنه قتل إنسانا فأنه يرتكب أمرا عظيما وقيل أنه نجاة من غم لقوله تعالى (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا)
– ومن رأى أنه يقتل نفسه أصاب خيرا وتاب توبة نصوحا لقوله تعالى (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) الآية
– ومن رأی أنه يقتل فانه يطول عمره
– ومن رأى كأنه قتل نفسا من غير ذبح أصاب المقتول خيرا والأصل أن الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم فان رأى انه ذبحه ذبحا فان الذابح يظلم المذبوح في دينه ومعصية يحمله عليها وأما من قتل أو سمى قتيلا وعرف قاتله فانه ينال خيرا وغنى ومالا وسلطانا وقد ينال ذلك من القاتل أو شریکه لقوله تعالی (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لولیه سلطانا) وان لم یعرف قاتله فانه رجل كفور يجرى كفره على قدره إما كفر الدين وأما كفر النعمة لقوله تعالى (قتل الإنسان ما أكفره)
– ومن رأى مذبوحا لا يدرى من ذبحه فانه رجل قد ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء وأما من ذبح أباه وأمه أو ولده فانه يعقه ويعتدى عليه وأما من ذبح امرأة فانه يطؤها وكذلك ان ذبح أنثى من إناث الحيوان وطئ امرأة وافتضى بكرا ومن ذبح حيوانا ذکرا من ورائه فانه يلوط فان رأى أنه ذبح صبيا طفلا وشواه ولم ينضج الشواء فان الظلم في ذلك لأبيه وأمه فان كان الصبي موضعا للظلامة فانه يظلم في حقه ويقال فيه القبيح كما نالت الثار من لحمه ولم ينضج ولو كان ما يقال فيه انضج الشواء فان لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعا فان ذلك لأبويه فإنهما يظلمان ويرميان بكذب ويكثر الناس فيهما وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء فان رأى الصبي مذبوحا مشويا فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال فان أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله فان رأى سلطانا ذبح رجلا ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس فان السلطان يظلم إنسان ويطلب منه مالا يقدر عليه ويطلب هذا الحامل تلك المطالبة ويطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح فان عرفه فهو بعينه وان لم يعرفه وكان شیخا فانه يؤاخذه بصدق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته وان کان شابا أخذ بعدو وغرم وان كان المذبوح معه رأسه فانه يؤذن به ولا يغرم وتكون الغرامة على صاحبه ولكن ينال منه ثقلاوهما والمملوك إذا رأى أن مولاه قتله فانه يعتقه (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها فقال له ابن سيرين ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة وكان الرجل أخا المرأة وكان زوجها غائبا فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر فأتى بيته فإذا بجارية أخته قد أتته بهدية وقالت إن سيدي قدم البارحة من السفر ففرح الرجل وزال عنه الغضب (وأتت) ابن سيرين امرأة فقالت رأيت كأني قتلت زوجي عم قوم فقال لها انك حملت زوجك على أثم فاتقى الله عز وجل قالت صدقت (وأتاه) آخر فقال رأيت كأني قتلت صبيا وشوهته فقال انك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وأنه سيعطيك وأما ضرب الرقبة فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه فان کان مریضا شفی وان کان مدیونا قضی دینه وان کان صرورة حچ وان کان في خوف أو كرب فرج عنه فان عرف الذي ضرب رقبته فان ذلك يجري على يديه فان کان الذي ضربها صبيا لم يبلغ فان ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض إلى ما يصير إليه من فراق الدنيا وهو م وموته على تلك الحال وكذلك لو رأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو وهو معروف بالصلاح فهو يلقى الله تعالى على خير حالة ويفرج عنه ما هو فيه من الكروب والبلاء وكذلك المرأة النفساء والمريض والمبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة فان رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شئ مما وصفت فانه ينقطع ما هو فيه من النعيم ویفارقه بفرقه ویزول سلطانه عنه ویتغیر حاله في جمیع أمره فان رأى كأن ملكا أو واليا يضرب عنقه فان تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره فان رأى كأن ملكا يضرب رقاب رعيته فانه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم وضرب الرقبة للمملوك عتقه أو بيعه وللصيارفة وأرباب رءوس الأموال فإنها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم وتدل على المسافرين على رجوعهم
– ومن رأی رأسه في يده فانه صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يكن متزوجا ولم يقدر على الخروج في سفر
– ومن رأی کان سلطانا ضرب أوساط رعیته فانه ينتصف منهم
– ومن رأى كأنه جعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع فانه يتزوج امرأتين لا يقدر على إمساكهما بالمعروف ولا تطيب نفسه على تسريحهما وقيل من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله والدم مال حرام أو إثم فان رأى انه يتشحط في الدم فانه يتقلب في مال حرام أو إثم عظيم فان رأى على قميصه دما من حيث لا يعلم فانه يكذب عليه من حيث لا يشعر لقصة يوسف عليه السلام فان رأى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فانه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم فان تلطخ بدم كبش فانه يكذب عليه رجل شريف غني منيع وكذلك دم جميع الحيوان فانه يكذب عليه من ينسب الى ذلك الحيوان فان رأى انه شرب دم إنسان فانه ينال مالا ومنفعة وينجو من كل فتنة وبلية وشدة وقيل من شرب دم الناس ارعوى عن إثم ونجا منه ومن وقع في بئر من دم فانه يبتلى بدم او مال حرام وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة وان كان غائبا يرجع من سفره سالما (وذكر) رجل من الأزد قال صلى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحا بضيرا فاصيح وهن أعمى فاتيناه وفنا لها ما هذا الذي طر ك قال ائيت فى منامى فاخذت فف بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو قاعد وبين يديه طست مملوء دما قال إنك كنت فيمن قاتل الحسين قلت نعم فأخذ إصبعي هاتين يعني السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني وأوماً باصبعيه قال فأصبحت لم أبصر شيئا (وجاء) رجل إلى ابن المسيب فقال رأيت كأن في يدي قطرة من دم وكلما غسلتها ازدادت إشراقا فقال نت رجل تنتفى من ولدك فاتق الله و استلحقه وقال سفيان رأيت كأن على ثوبا دما فلما أصبحت خرجت e المسجد وكان على بابه معبر فقصصت رؤياي عليه فقال يكذب عليك فكان كما قال وأما الصلب فهو على ثلاثة أضرب صلب مع الحياة وصلب مع القتل فمن رأى كأنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا مع صلاح دينه ومن صلب ميتا أصاب رفعة مع فساد دينه ومن صلب مقتولا نال رفعة ويكذب عليه
– ومن رأی کأنه مصلوب ولا یدری متی صلب فانه يرجع إليه مال قد ذهب عنه وقال بعضهم للأغنياء ردئ ريبما كان فقرا لان المصلوب يصلب عاريا وللفقراء دليل غنى وفي مسافري البحار دليل نيل المراد من أسفارهم والنجاة من الأهوال لان الخشبة مركب من خشب وشبيه بذيل السفينة وقيل ان صلب العبد عنقه وقال بعضهم من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون اليه نال رفعة سلطانا وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده فإن سال منه الدم فان رعیته ينتفعون به
– ومن رأى كأنه يأكل لحم مصلوب نال مالا ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل أنه يدل على آنه يغتاب سلطانا أو رئيسا دونه إذا لم يكن لما يأكل أثر وأما الهزيمة فللكفار هي بعيها لقوله تعالى (وقذف في قلوبهم الرعب) وللمؤمنين ظفر في الحرب
– ومن رأى جندا عادلين دخلوا بلدة منهزمين رزقوا النصر والظفر وان كانوا ظالمين حلت بهم العقوبة
– ومن رأى الفرار من الموت أو القتل دل على قرب أجله لقوله تعالى (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل) الآية وقيل إن الفرار من العدو أمن وبلوغ مراد لقوله تعالى (ففررت منکم لما خفتكم فوهب لي ربي حکما) ومن دعا رجلا وهو یفر منه فانه لا یقبل قوله ولا يطیعه لقوله تعالى (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) وقيل الفرار أمان لقوله تعالى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذیر مبین) ومن اختفی من عدوه فإنه يظفر به فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه فان ارتعد وارتعش أو ارتخت تخت مفاصله أصابه هم ولا يقوى به ورؤية الخيل يتراكضون
في بلده أو محله فإنها أمطار وسيول والخوف أمن والأسر هم شديد وأما القيد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحب القيد وأكره الغل والقيد ثبات في الدين فإن كان من فضة فهو ثبات في آمر التزویج وإن كان من صفر فثبات في أمر مكروه وان كان من رصاص فثبات في أمر فيه وهن وضعف وأن كان حبلا فهو ثبات في الدين لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله) وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وان كان من خرقة أو خيط فهو مقام في أمر لا يدوم له وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد فهو ثباته على طاعة الله تعالى وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقليد سيف فهو ثباته في سلطانه وولايته وإن كان من أبناء الدنيا فهو ثباته في عسارتها والقيد للمسافر عاقة من سفره وللتجار متاع كاسد يتقيدون به وللمهموم دوام همه وللمريض طول مرضه
– ومن رأى أنه مقيد في سبيل الله فهو يجتهد في أمر عياله مقيما عليهم وإن رأى أنه مقيد في بلده أو في قريته فهو مستوطنها فان رأى أنه قيد في بيت فهو مبتلى بامرأة فإن رأى القيد ضيقا فإنه يضيق عيه الأمر فيها والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته وإن كان المقيد رأى أنه ازداد قیدا آخر فان کان مریضا فانه يموت فيه وان کان في حبس طال حبسه
– ومن رأى آنه مربوط إلى خشبة فإنه محبوس في أمر رجل منافق
– ومن رأى أنه مقيد وهو لابس ثيابا خضرا فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر وان كانت بيضاء فمقامه في أمر علم وفقه وبهاء وجمال فإن كانت حمراء فمقامه في أمر لهو وطرب وان كانت صفراء فمقامه في مرض
– ومن رأی أنه مقيد بقيد من ذهب فإانه ينتظر مالا قد ذهب له فان رأى أنه مقيد في قصر من القوارير فإنه يصحب امرأة جليلة وتدوم صحبتها معه وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة
– ومن رأى أنه مقرون مع رجل أخر في قيد دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف منها انتقام السلطان لقوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد) وقيل إن القيد في الأصل هرم وفقر وقال بعضهم إن القيد يدل على السفر لانه يغير المشية وأما الغل فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه فإنه يصيب مالا لا يؤدي زكاته وقيل إنه يمنع عن معصية فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله فان کان الغل من ساجور وهو الذي حوله حدید ووسطه خشب دل على نفاقه
– ومن رأى أنه مقيد مغلول فهو كافر يدعى إلى الإسلام
– ومن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره لقوله تعالى (خذوه فغلوه) وأتت ابن سيرين امرأة فقالت رأيت رجلا عليه قيد وغل وساجور فقال لها إن كان الغل والساجور من خشب فهذا رجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه فكان كما قال (وحكي) أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كانه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال ان صاحب هذه الرؤيا سينتشر ذكره ويرتفع صیته فبلغ آمره إلى ما بلغ (وآتی) ابن سيرین رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال رأيت كان قتادة مصلوب فقال هذا رجل له شرف وهو يسمع منه فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة لقوله تعالى (إنا اعتدنا للكافرين سلاسل) والسلاسل في عنق الرجل تزوج امرأة سينة الخلق ومن ربط بسلسلة دل على حزن هو فيه أو في المستقبل وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة ويدل على طول المرض وامتداد الحزن إن دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دخوله نعوذ بالله من
البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير لقوله تعالى (والصلح خير) والدعوة إلى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير والصلح يدل على السلامة فإن أحد معانيه السلم.
الباب الثاني والثلاثون : رؤيا الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة
البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال والبناء بالآجر والجص وكل ما يوقد تحته النار فلا خير فيه
– ومن رأى أنه يبني فإن كان ذا زوجة صلحت وإلا تزوج وابتنى بامرأة والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين فإنه يعمل عملا صالحا والجصاص رجل منافق مشاغب معين على النفاق لان أول من ابتدأ الجص فرعون والنقاش ان كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل وان كان نقشه بما لا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط وضارب اللبن جامع للمال فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه فإنه يجمع مالا فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب والخشاب يترأس على أهل النفاق والحطاب ذو نميمة وشغب والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس إليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك والحديد رأسه وقوته فان رأی كآنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكا عظيما لقصة داود عليه السلام وألنا له الحديد وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وصلاحها الحديد وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد: إن لم يحرقك بناره أصابك من شرره. وإن قيل في المنام فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره إليه فإنه يجلس إلى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شئ من دخانه أو ناره فأضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد فی منامه حداد فانه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة وقيل الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون منه غنى وثروة فان رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ورزقا هينا مفروغا منه فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا فهو كلام في الحاجة _
– ومن رأى كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد لأن الخباز وإن قال الناس إنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب والحطب نميمة وأما اخبز فدال على العم والإسلام لآنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على أقدار الناس وريما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء والنقى منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء والغلت منه على ضد ذلك فمن رأى كآنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج إليه وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أبخس حظا لأن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس وأما من رأی میتا دفع اليه خبزا فانه مال أو رزق یأتیه من ید غیره من مکان لم يرجه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالأرجل فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح وأما من رأى ميتا أخذ له رغيفا ورآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله
فان كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس إليها وفتنة يعطش الناس فيها فان الرغيف دينه يفقده أو يفسده وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت وان كالنت ضعيفة الدين فس ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الأجراء فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية فان رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنیا ویشكر الله تعالی على نعمه لأن ثمن کل شئ شكره
– ومن رأى كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها فإنه يصيب عزا وشرفا لان الحنطة أشرف الأطعمة فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها أصابه خسران وهوان وعزل إن كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط رجل مشغول بام نفسه ودنياه فان رأى شيخا طحاا فانه جد الرجل وتدل رؤياه على أنه يصيب رزقه من جهة صديقه فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه فان رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك
– ومن رأی أنه طحان فإنه قيم نفسه وقیم أهله والقصاب ملك الموت فمن رأى كآنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرا ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنه ذبح مالا يحل ذبح من البهائم فهو دلیل ظلمه والتباس عمله فیما بینه وبين الله تعالی فان رأی کأنه ذبح أباه فإانه يبره ويصله إذا لم يرد ما فإن رأى دما لم تحمد رؤياه وقيل إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في حالتين حال الدين فإنه يدل على قضائه وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة وقيل هو السفاك وقيل هو صاحب السف
– ومن رأی آنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة
– ومن رأى كأنه يقس لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين وثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده والسلاح رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم والشواء مؤدب فمن رأى كأنه يشتري قطعة من الشواء فإنه يستأجر حاذقا وقيل إن الشواء رجل في كلامه شغب والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصاحب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الأسواق والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها إظهار السر وخيانة في الأمانة والبقلى رجل دنئ الكلام وصاحب هموم وأحزان والبطيخى رجل ممراض والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه وحلاب الأغنام جماع الأموال وحالب البقر رجل يطالب الال خاب الم رجل حن اذ خانم الفط ة جا نلان انحل طالب نام و لمران رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من أموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال وقيل هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف وقيل هو مصنف العلوم وقيل هو رجل يسوق لنفسه بإلقاء العداوة بين الناس والنميمة والكامخي رجل ممرض وعصار الدهن إن كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال وان كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالا بتعب فيه مشقة والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة والسكري رجل لطيف فان رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له في الجواب والسمان رجل موسر يعيش في ظله من تبعه والرأس رئيس الرؤساء فان رأى كانه اشترى رأسا من رأس فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح رجل ظالم
والإسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها وكذلك الصرام فان جلود الحيوان مواريث والحذاء نخاس الجواري يزيل أمور النساء لأن النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئما على يديه أمور متفرقة فإن خاط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقا ولا يجتمع فان رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس إلى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا فان أخذ عنه ثمنا دراهم دل على انه يعمل الإحسان رياء وان أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر
والجزار مثل الإسكاف وقيل مثل الحذاء وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص الطرائقى والإسكافى أيضا نخاس الجواري لأن الإسكاف امرأة عجمية والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأآنه بيطار الأجسام والتاجر فان رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته وإذا لم يكن التاجر من آكابر التجار فرأى بيده شينا من أدوات التجار وميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسئ القول للناس والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا فإن أخذ ثمنا فو مراء والحمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل والجمال صاحب هموم وحلم والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير وكذلك السائس والجوشني داعي الناس إلى الألفة وحسن الصحبة والنبلى زاهد عابد وقيل جاسوس والقواس رئيس الفرج والتراس سلطان قوي يعزى العساكر بأعدانهم والرماح صاحب ولاية والزراد معلم داع إلى الخير وقيل ذو سلطان والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل والجوالقي رجل يحض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم وجزار الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء وجالب الأمتعة جامع الدنيا والنحاس صاحب عشور والحارس يدل على ظهور الأسرار والحمامي جامع بين الناس على معصية وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقدة إن كان ذلك له والأصل في الحفر المكر وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما وقيل إن الحفارة رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل الحفار رجل حقود مكار
والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره فان کان مطلوبا بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحدید من عنقه وان کان مريضا شفي على يد الطبيب فإن كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم وان كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين وكتب عليه شرط والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان وراتق الجراحات داعي الناس إلى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم والدلال غير محمود والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء والوفاء معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رتا ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر اليها من الكذب فإن رتا ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ون رأى أعرابيا
يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه وراعي البخاتي وال على العجم والرائض صاحب ولاية وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف
والزجاج نخاس الجواري
والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير مالم يأخذ عليه أجرا فإن ملأ سقاء وحمله إلى منزله ولم ينو شرابه فإنه يجمع مالا يأكله غيره فان حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمنا فإنه يحمل وزرا وينال المحمول إليه مالا من جهة سلطان لأن النهر سلطان والمال في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق محتال والسقطي عالم بالترهات والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي ومیزانه حكمه وعدله وربما کان الميزان نفسه ولسانه وکفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضا لاعتباره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصروفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كانت في خصومة نقصت وان كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه أو يرى رويا يحتاج فيها إلى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم يشتق شتة I E O O O RO OS عمره وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعته لا تصلحه وكذا عادة الذي رآه والناظور صاحب ولاية وان كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة والسائل الفقير طالب علم فإن أعطى ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر والسابح طالب العلم وأمور الملوك والساحر فتان والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنئ والصياد وقد قيل انه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة وربما دل الصياد على القواد فمن خالط صيادا أو عادى صيادا استدل على صلاح ما يدل عليه من فساد بصفة صيده وزيادة مقامه وقد في نفسه وما یلیق بمثله فان کان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة وان كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو ردئ
وصیاد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة وصياد البزاة والصقور والبواشق ق سلطان عظيم يمكر ويخدع السلاطين الغشمة الماردين وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم وصياد السمك مولع بالنساء والجواري خاصة ومعاملتهم والشاهد العدل رجل يظفر بالأعداء والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه وكالرقام ونحوهما وربما دل على الحراث فقلمه سكته ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار رجل صاحب دنيا يوؤثر الشر على الخير وقيل هو رجل غاش خائن وقيل رجل صاحب خصومة فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة وعلى أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتا والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير والصائغ شرير
كذوب لا خير فيه لآنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وان كان معه ما يدل على الصلاح وان كان في مسجد أو تاليا للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلی کل من صناعته إخراج شئ من شئ والصقیل وزير مهيب له مر ونهي ممن يضر وینفع کالسلطان وسیوفه وجنده ورجاله أو أمره ويدل أيضا على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه وعلى الواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض فمن عاد في المنام صيقلا عمل من وجوه ذلك ما يليق به ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة جرى ما يدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكرم وقيل إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا وقيل هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاية نالها وقيل ان ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات وضرب الدراهم الرديئة كلام ردئ وقول بلا عمل والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدير لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم وترياق ومثل المؤدب والسيد والدباغ والمصلح لجلود الحيوان ويدل أيضا على الحجام لما في الحجامة من الشفاء فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه
– ومن رأی طبیبا عاد قاضیا أو فقیها فان کان مسلما حکیما زاد ذکره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته وان كان على خلاف ذلك نزلت به البلايا ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ما ليس له
– ومن رأى طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لاسيما إن كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائنه وغلط عامة الناس فيه
– ومن رأى طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حداقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى أن دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس والمطرز عالم مكار مزوق كلام والعلاف رجل كثير المال والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثني عليه الثناء الحسن والعشار رجل دخل في امور غيره وبيع الغزل يدل على السفر والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان فإن رأى كأنه استخرج لولؤْة فإنه ينال من الملك جارية تلد له بنا حسنا لقوله تعالى (كأنهم لؤلؤ مكنون) وتدل رؤيا الفواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب المال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر ما يصيب من اللؤلؤ والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم وقيل هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال فإنه رجل دلال
– ومن رأی آنه قفل باب حانوته فانه دلال متاع فان رأی أنه قفل باب داره فانه دلال تزویج والقلانسي رئيس وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان فمن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم والقدروي رجل طويل العمر لقوله تعالى (وقدور راسيات) والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال وال عادل إذا لم يبخس في كيله والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور والكحال رجل داع الى الخير مصلح للدين والمساح رجل يتفقد أحوال الناس أو يحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح وان مسح كرما فإنه يتفقد حال امرأته فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه وان كان في وجه الحج فإنه يحج فإن مسح مفازة من غم وان مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير
ذا نسك وصلاح واللص هو الرجل المغتال الطالب ما ليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لداجنهم أو حمامهم واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن والأموال والأرواح شركاء في التأويل وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان وقيل ان اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء وان رأى لصا دخل منزلا فأصاب منه شيئا وذهب به فإنه يموت إنسان هناك فإن لم يذهب بشئ فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو والمصور كاذب على الله تعالى ذو بدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وأمثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك
– ومن رأى كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شئ يليق به مما ينسبه إليه المؤدب وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى [الرحمن علم القرآن) الآية فهو معلم الخلق أجمعين والبحاث يقاتل أقواما منافقين ويأخذ منهم أموالا بالمكر والنباش طالب علم غامض وان لم يكن من أهله فهو قواد ويدل أيضا على الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه فإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا وان كان مالا فهو حرام وان كان الميت حيا فإن العلم زيادة في الدين وان کان مالا فهو حلال
– ومن رأى كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه ونخاس الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أموال فان رأی أنه يندف دخل في خصومة فان رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه والنادف رجل يختار من كل شئ أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثله من لا يجوز عليه التدليس والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألما نال مالا فإن ناله ألم ناله ضرر والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لآنه مبشر ومنذر وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس وربما دل القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلى هموم الناس على يديه وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأآنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول إليه فمن عاد في النوم عابرا فإن لاق به القضاء ناله وان كان طالبا للعلم والقرآن حفظه وان كان موضعا للكتابة نالها فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفيا أو مكشفا أو قصارا أو غسالا أو جزارا أو قارنا على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناما على معبر فما عبر له فهو هو ما كان موافقا للحكمة جاريا على السنة وان لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف إليه في حاجته وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس والمجبر ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة كالإسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داره نزل به أو كسر أصابه فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من إشراكه في التأويل فان كان رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحدید حتی سال جميع ما فيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم
– ومن رأى مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا دل على انه يفصل ثوبا ويدفعه الى خياط يخيطه وان كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنعهما عن قبول الصدقات وان كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما فان تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإنى أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها إلى البيطار والمغازلي رجل يفشي أسرارا والمشاط رجل يجلي هموم الناس والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس وان فصد بالعرض فإنه يلقي العداوة بينهم وينمو ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويجذبه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك وقیل هو وزیره وصاحب جنده ومدیر عسکره والمتوسط بینه وبين رعیته وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس وبياع الملح صاحب أموال من ِ الدراهم والمسامير يأمر الناس بالتودد والبائع والمشتري مختلفان فمن رأى أنه یبیع شیئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الإنسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئا والاضطرار يخرج الإنسان إلى الحيل
– ومن رأى آنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع تشويش واضطراب يرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة فإن رأی آنه باع شیئا مکروها فلا خير فيه فان اشتری شيئا من نوع محبب فإن ذلك التدبير نجاة مما يجاذره فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل إن محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا وهو بمنزلة الحداد وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائط الذي علا عليه ووزنه بمیزان وخیطه وضربه بفأسه وربما دل على الناسچج والمصنف والحراث وقد يدل المنسج على ما الإنسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو مرمة أو كتابة فمن قطع منسجه فرغ همه وعمل سفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل النسيج سفر وقيل النسيج خصومة وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمناد ي والمكاري وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين والفتال هو الماسح والسائح أو المسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم ِ الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي فمن فتل في المنام حبلا سافر إن كان من أهل السفر أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله أما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعفد أو انتلافا والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يديرون الحيوان ويحملون الأموال وضارب البربط يفتعل كلاما باطلا والطبال يفتعل كلاما باطلا والزمار ينعى إنسانا والراقص رجل تتابع عليه مصيبات وصاحب البستان قيم امرأة والحطاب ذو نميمة وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري والفاكهي ينسب إلى الثمرة التي باعها ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراها وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع كدهان فهو يعمل أعمالا خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن المدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمکان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتابة والصور فما كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح وما كان سورا أو شعرا من الباطل فهو فاسد والسباك هو المسبوك في صناعته المبتلى بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فر بما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل وربما دل على المغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.
الباب الثالث والثلاثون : رؤيا الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام
(البرذون) جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو وقيل البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمة وأما من كانت عادته ركوب الحمار فرکب برذونا ارتفع ذکره وکسبه وکثر کسبه وعلا مجده وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدين فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر إمساکه فان امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالا عظیما من امرآته وارتفع شأنه فان رأی آنه ينکح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يكو علته ويدل ركوب البرذون أيضا على سفر
– ومن رأى أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما فان رأى أن برذونه یغضبه فان امرأته تخونه وموت برذونه موت امرأته ومن سرق برذونه طلق امرأته وضیاع البرذون فجور المرأة
– ومن رأى كلبا وثب على برذونه فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته وكذلك إن وثب عليه قرد فان يهوديا يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والأسود مال وسؤدد من رأى كأن برذونا مجهولا دخل بلدة بغير اداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل (وحكي) إن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت أنه دخل رجلان أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني فقال لها ابن سيرين اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب وقال ابن سيرين لما خرجت المرأة من عنده أتدرون من صاحب الأشهب قالوا لا قال فهو فلان الكاتب أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد وأما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بفاجر
(الحجرة) دالة على زوجة فإن نزل عنها وهو لا يضمن ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته وان كان أضمر العود إليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فأمسك عنها وان کان نزوله لرکوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني وان ولي حين نزوله عنها سافر عنها ماشيا أو بال في حين نزوله على الأرض دما فإنه مشتغل عنها بالزنا لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال والشقراء ذات فرح ونشاط والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن فرس أصاب خيرا من سلطان والفرس الحصان سلطانا وعز فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذلك الفرس له ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل فإن كان ذنوبا كثر تبعه وان كان مهلوبا محذوفا قل تبعه وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء
– ومن رأى أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه يقال ركب فلان هواه وجمح به هواه وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى جناحا يطير بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر والبلق شهرة والدهم مال وسودد وعز في سفر والأشقر يدل على الحزن وفي وجه آخر أن الأشقر نصر لان خيل الملائكة كانت شقراء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد فقال توقع الموت (وحكي) أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يلي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرسا مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية مرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره وقيل من رأى فرسا مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا ومن ركب فرسا أغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرسان فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء والكميت أقوى للقتال وأعظم والسمند شرف ومرض ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لأجل العرق وإنما قلنا إن العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة” فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ومن رکب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا وصل إلى مراده والفرس الجموح رجل مجنون بطر متهاون بالأمور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل أمانيه ووثوبه زيادة في خير وهملجته استواء أمره وقيل إن منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه إن کان ذا سلطان وان کان تاجرا خرو ج شریکه عليه وإن کان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه وقيل إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه وقيل من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لا يتم والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة
(البغل) رجل لا حسب له إما من زنا ويکون والده عبد أو هو رجل قوي شديد صلب ويکون من رجال السفر ورجال الكد والعمل فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لآنه من دواب السفر إلا أن یکون له خصم شدید وعدو کائد وعبد خبیث فانه یظفر به ویقهره وان کان مقوده في يده والشكيمة في فمه فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة أديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أولا يعيش لها ولد والشهباء جميلة والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالإكاف والبرذعة أيضا دليل السفر ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام وكلام البغلة أو الفرس أو كل شئ يتكلم فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس
– ومن رأى أن له بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة المال فإن ولدت تحقق الرجاء وكذلك الفحل ان حمل ووضع وركوب البغلة فوق أثقالها إذا كانت ذللا فهو صلاح لمن ركبها والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسودد
(الحمار) جد الإنسان كيفما رآه سمينا أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه وٳذا کان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمین مال صاحبه وٳذا کان سود فهو سروره
وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها ومات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أوجده الذي کان يکفيه ويرزقه وٳلا مات سيده الذي کان تحته أو باعه أو سافر عنه وان كانت امرأة طلقها زوجها ومات عنها مكانها وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى (إن أنكر الأصوات) ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل أسفارا) فإن نهق فوق الجامع أو على المئذنة دعا كافرا إلى كفره ومبتدعا إلى بدعته وان أذن آذان الإسلام اسلم كافرا ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة
– ومن رأی أن له حمیرا فانه يصاحب قوما جهالا لقوله تعالی (کأنهم حمر مستنفرة) ومن رکب حمارا ومشی به مشيا طيبا موافقا فان جده موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالا وجدة فان رأى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء وان دخل حماره داره موقرا فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهر ما يحمل
– ومن رأی حماره تحول بغلا فان معیشته تکون من سلطان فان تحول سبعا فان جده ومعيشته من سلطان ظالم فان تحول کبشا فان جده من شرف أو تمییز
– ومن رأی آنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالی على جده حتی يتعجب منه ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون احواله قي سفره على قدر حماره ومن جمع روث الحمار ازداد ماله ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه ومن نكح حمارا أقوی على جده
– ومن رأى كأن الحمار نكحه أصابه مالا وجمالا لا يوصف لكثرته والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم وان کان موقورا فالخير أفضل ومن صرع عن حماره افتقر وان كان الحمار لغیره فصرع عنه انقطع بینه وبين صاحبه أو سمیه أو نظیره ومن ابتاع حمرا ودفع تمنها دراهم أصاب خيرا من كلام فإن رأى أن له حمارا مطموس العينين فإن له مالا لا يعرف موضعه وليس يكره من الحمار إلا صوته وفي الأصل جد الإنسان وحظه
(الحمارة) امرأة دنيئة وخادم أو تجارة المرء وموضع فائدته فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاریته أو خادمه فان کان في المنام تحته فحملها منه فان ولدت في المنام ما لا یلده جنسها فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضا يسيرا وبرئ ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه أبواب المعاش فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذکرا وان كانت انئی دلت على خموله وقيل من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد فان كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولد فان لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة وقيل إن الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عريا بلا سروج ولا ركبان
– ومن رأى جماعة خيل عليها سرو ج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحیته ومن رکب فرسا بسرج نال شرفا وعزا وسلطانا لآنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام وقد یکون سلطانه زوجه ينکحها أو جارية یشتریها فان رکبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه
لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمسكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس ابنه ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته
– ومن رأى فرسا مجهولا في داره فإن كان عليه سرج دخلت إليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة وان كان عريا دخل إليه رجل بمصاهرة أو نحوها وقد كان ابن سيرين يقول من أدخل فرسا على غيره ظلمه بالفرس أو بالشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل أن يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا ونحو ذلك والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر وربما دلت مطية الإنسان على نفسه فان استقامت حسن حاله وان جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام نكح غلاما حدثا وإلا ركب هما وخوفا وكذلك يجري حال المهرة
(البقرة) سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب إلى من المهازيل لأن السمان سنون خصبه والمهازيل سنون جدبه لقصه يوسف عليه السلام وفيل البقرة رفعه ومال والسمينة من البقر المرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه فإن رأى غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته وكرشها مال لا قيمة له وحلبها حبل امرأته وضياعها يدل على فساد المرأة وقال بعضهم إن الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي أعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر مصيبة في الأقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت لقوله تعالي (وإن كانت واحدة فلها النصف) والربع
من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القرابات وقال بعضهم إن أكل البقر إصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة وقيل إن قرون البقر سنون خصبة ومن ن اشتری بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان أهلا لذلك وقيل من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل وان كان عزبا تزوج امرأة مباركة
– ومن رأى آنه ركب بقرة أو دخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم وان رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقربائه وأن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء فإنها كألوان الخيل وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها وان رأى عبدا يحلب بقرة مولاه فانه يتزوج امرأة مولاه
– ومن رأى كأن بقرة أو ثورا خدشه فإنه يناله مرض بقدر الخدش ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل البقر دليل خير للأكرة ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب وأما دخول البقر إلى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس فإن كانت سمانا فهي رخاء وان كانت عجافا فهي شدائد وان اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سمينا تقدم الرخاء وان كان هزيلا تقدمت الشدة وان أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الابان إبان سفر قدمت سفن على عددها أو حالها وإلا كانت فتنا مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخبر يشبه بعضها بعضا إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس وان كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب
– ومن رأی آنه يحلب بقرة ویشرب لبنها استغنی إن کان فقيرا وعز وارتفع شانه وان کان غنيا ازداد غناه وعزه ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولدا وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل الى رجل وامرأة فإن صغيرها ولد ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها (وحکي) أن رجلا اتی ابن سيرين فقال رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا فقال أخاف أن تبقر رجلا فأن رأيت دما خرج فهو أشد وأخاف أن يبلغ المقتل وان لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق ان صدقت روياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك
(الثور) في الأصل عامل ذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لا قرن له فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير وربما كان الثور غلاما لأنه من عمال الأرض وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه وربما دل على الرجل البادى والحراث وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية فمن ملك ثورا في المنام فان کانت امرأۃ ذل لھا زوجها وان كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما
– ومن رأى ذلك فمن له سلطان ظفر به وملك منه ما مله ولو رکبه کان ذلك أقوی ومن ذبح ثورا فان كان سلطانا قتل عاملا من عماله أو من ثار عليه وان كان من بعض الناس قهر إنسانا وظفر به ممن يخافه وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه فان ذبحه من ففاه أو من بطنه أو من غير مذبحه فانه یظلم رجلا ویعتدي عليه أو یغدر به في نفسه أو ماله أو ینکحه من ورائه إلا أن يكون قصده في ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده فإن كان سلطانا أعان على غيره وأمر بنهب ماله وان كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة فإن كان سمينا ربح فيه وان کان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا انساق إليه خير ما لم يكن الثور أحمر فإن كان أحمر فقد قيل أنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا على عامل عادل يصير ظلما والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر سنة واحدة ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء ومن أكل راس ثور نال رياسة ومالا وسرورا إن لم يكن أحمر فإن رأى كأنه اشتر
ثورا فإانه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن
– ومن رأی ورا أبیض نال خیرا فان نطحه بقرنه غضب الله تعالی ليه وقیل إن نطحه رزقه الله أولاد صالحين فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة وقيل من سقط عليه ثور فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة (وحكي) أن رجلا تى ابن سيرين فقال رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم إن الثور أردا أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه فقال هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع (وحكي) عن ابن سيرين آنه قال الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب وما نقص فهو خصومة وأمان نطحه ثور زال عنه ملکه فان کان والیا عزل عن ولايته وان كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور
(الجاموس) بمنزلة الثور الذي لا يعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها وهو رجل شجاع لا يخاف أحد محتمل أذى الناس فوق طاقته نفاع فإن رأت امرأة أن لها قرنا كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلا وربما كان تأويل ذلك لقيمها
(الجمل) وأما الابل إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في طريق الدواب فهي سحب وأمطار وأما من ملك ابلا فإنه يقهر رجالا لهم أقدار والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي وان كان من البخت فهو أعجمي والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر:إن على ذروته شيطانا, وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولآنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى (إن هم إلا كالأنعام) ويدل على الرجل الصبور الحمول وربما دل على السفينة لأن الإبل سفن البر ويدل على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ركوب الجمل حزن وشهرة والمريض إذا رأى كانه ركب بعيرا للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته ومن رکب بعیرا وکان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة وان رأى ذلك سائرا على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لاسيما إن كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه فان ركبته امرآًة لا زوج لها تزوجت فإن كان زوجها غائبا قدم عليها إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقانه أو في آنية من آنیته فانه جني يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الإناء من أهله وخدمه – ومن رأی جملا منحورا في دار فانه يموت رب الدار إن کان مریضا أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولاسيما إن فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك میراثه وان کان نحره لیاکله ولیس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله وأما إن كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أو يموت فإن كان مذبوحا فهو مظلوم وان سلخ حیا ذهب سلطانه أو عزل عنه وأخذ ماله
– ومن رأى جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس وإن کان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو وسيل يضر بالناس فمن عقره أو كسرعضوا منه وأكله عطب في ذلك على قدر ما ناله وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه والقطار من الإبل في الشتاء دليل على القطر وقيل ركوب الجمل العربي حج ومن سقط عن بعير أصابه فقر ومن رمحه جمل مرض ومن صال عليه البعير اصابه مرض وحزن ووقعت بینه وبين رجل خصومه وان رای كانه استصعب عليه اصابه حزن من عدو قوي فان أخذ بخطام البعير وقاده إلى موضع معروف فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح وقيل قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء إليه ومن رعى إبلا عرابا نال ولاية على العرب وان
كانت بخاتي فعلى العجم
– ومن رأى كأنه أخذ من أوبارها نال مالا باقيا فان رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملکین او رجلین عظیمین ومن اکل راس جمل نيئا اغتاب رجلا عظيما وركوب الجمل إن رآه يسير به سفر فإن رأى انه يحلب إبلا أصاب مالا حراما ومن أكل جمل أصابه مرض ومن أصاب من لحومها من غير أكل أصاب مالا من السبب الذي ينسب إليه الإبل في الرؤيا وجلود الإبل مواریث
(الناقة) امرأة وسنة أو شجرة أو سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا فمن ملكها أو ركبها تزوج إن كان عزبا أو سافر إن كان مسافرا وإلا ملك دارا أو أرضا أو غلة أو جباية فإن حلبها اشتغل وجبى وأفاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه ينال ذلة وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تخشى وتركب
– ومن رأى ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فإنها سنة خصبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فان ذلك يزول لظهور الفطرة لأن لبن النوق فطرة وسنة والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة الحسيبة وقيل أن لحم الإبل مطبوخا رزق حلال وقيل هو وفاء بنذر لقوله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) قيل هو لحم والجزور والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة والخذوفة من النوق سفر في بر والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق وقيل إن مس الفصيل وکل صغیر من الولدان حزن وشغل. وشغل (وحکي) عن ابن سیرین انه سئل عن رجل رای ناقة فقال تتزوج وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال منزلة وطاعة من امرأة (الغنم) غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأيت في المنام أني وردت على غنم سود فأولتها العرب ثم وردت على غنم بيض فأولتها العجم
– ومن رأى أنه يسوق غنما كثيرة وأعنزا فإنها ولاية على العرب والعجم وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها وأوبارها أصابته الأموال منهم وقيل من رأى قطيعا من الغنم دام سروره
– ومن رأى شاة واحدة دام سروره سنه ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة ولك الأغنام زيادة غنيمة فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم والضأن عجم والمعز أشراف الرجال
– ومن رأى كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فانه تتعطل دنیاه في سنته ویحرم ما يتمناه والإلية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب والسمينة غنية والهزيلة فقيرة وكلام العنز يدل على خصب وخير وشعر العنز مال والجدي ولده والعناق امرأة عربية واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجال يجتمعون هناك في أمر ومن رعى الغنم ولي
على الناس
(الكبش) هو الرجل المنيع الضخم کالسلطان و الإمام و الأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر ويدل على المؤذن وعلي الراعي والكبش الأجم هو الدليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ويدل ايضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وانصاره فمن ذبح كبشا لا يدري لم ذبح فهو رجل یظفر به على بغتۀ او يشهد عليه بالحق إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله تعالى بطاعة إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا فانه ينجو لأن الله تعالي نجى به اسحق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون ومن ابتاع كبشا احتاج إليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك
– ومن رأى كبشا يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه أصابه مال من رجل شريف وأخذ إليته ولاية أمر على بعض الأشراف وروثه ماله أو تزوجه بأبنته لأن الإلية عقب الكبش وأخذه ما في بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف بنسب إليه ذلك الكبش ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة
رجل شریف
– ومن رأى كبشا نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت كاني مردف كبشا فأولت أني أقتل كبش القوم ورأيت كان ظبة سيفي انكسرت
فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي فقتل حمزة رضوان الله عليه وقتل رسول الله ص طلحة
صاحب لواء المشرکین ومن سلخ کبشا فرق بین رجل عظيم وماله ومن رکبه استمکن منه وشحوم الكباش والنعاج وألبانها وجلودها وأصوافها مال وخير أصاب منه ومن وهبت له
أضحية أصاب ولدا مباركا
– ومن رأى أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا وكذلك من أكل لحمه مطبوخا
– ومن رأى في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك إنسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة وأكل اللحم نيئا غيبة وسمين اللحم أصلح من مهزوله ورأى إنسان كانه صار كبشا يرتقي في شجرة كثيرة ذات شعوب وأوراق فقصها على معبر فقال تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربما خدمت ملكا من الملوك فاستخدمه المأمون بالله
– (النعجة) امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داوود عليه السلام؟؟
ومن نكح نعجة نال مالا من غير وجهه ودل ذلك على خصب السنة في سكون وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة وقيل شحم النعجة مال المرأة فان ذبحها بنية أكل لحمها فإنه يأكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء أصابه مال فان واثبته نعجة فإن امرأته تمكر به وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية والسخل ولد فإن ذبح سخالة لغير الأكل مات له أو لأحد من أهله ولد ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالا قليلا (التيس) هو الرجل المهاب في منظره الأبلس في اختباره وربما دل على العبد والأسود والجاهل وهو يجري في التأويل قريبا من الكبش والعنزة امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لآنها مكشوفة السوأة كالفقير وتدل أيضا على السنة الوسطى
الباب الرابع و الثلاثون : رؤيا الوحش والسباع
أما حمار الوحش فقد اختلف في تاأويله فمنهم من قال هو رجل فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنئ الأصل وقيل أنه يدل على مال
– ومن رأی حمار وحش من بعيد فانه يصل إليه مال ذاهب وقيل إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل و شق عصا المسلمين ومن أكل لحم حمار وحش أو شرب لبنه أصاب عبيدا من رجل شريف وقيل إن الآنيس من الحيوان إذا استوحش دل على شر وضر والوحشي إذا استأنس دل على خير ونفع وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق ق (وأما الظبية) فجارية حسناء عربية فمن رأى كأنه اصطاد ظبية فإنه يمكر بجارية أو يخدع امرأة فيتزوجها فإن رأى كأنه رمى ظبية دل ذلك على طلاق امرأته أو ضربها أو وطء جارية فإن رأى كأنه رماها بسهم فإنه يقذف جارية فإن ذبح ظبية فسال منها دم فإنه يفتض جارية فمن تحول ظبيا أصاب لذاذة الدنيا ومن أآخذ غزالا أصاب ميراثا وخيرا كثيرا فإن رأى غزالا وثب عليه فإن امرأته تعصيه
– ومن رأى أنه يعدو في أثر ظبي زادت قوته وقيل من صار ظبيا زاد في نفسه وماله ومن أخذ غزالا فأدخله بیته فانه یزوج ابنه وإن کان امرأته حبلی ولدت غلاما وإن سلخ ظبیا زنی بامرأة کرها (وحکي) أن رجلا رأى كأنه ملك غزالا فقص رؤیاه على معبر فقال تملك مالا حلالا
وتتزو ج امرأة كريمة حرة فكان كذلك وأكل لحم الظبي أصابه مال من امرأة حسناء ومن أصاب خشفا أصاب ولدا من جارية حسنة وبقر الوحش أيضا امرأة وعجل الوحش ولد وجلود الوحش والظباء وشعورها وشحومها وبطونها أموال من قبل النساء ومن رمی ظبیا بصيد حاول غنيمة وقيل من تحول ظبيا أو شيئا من الوحش أعتزل جماعة المسلمين وألبان الوحوش أموال نزرة قليلة ومن ركب حمار الوحش وهو يعطيه فهو راكب معصية فإن لم يكن الحمار ذلولا ورأى أنه صرعه أو جمح به أصابته شدة في معصية وهم وخوف فان دخل منزله حمار وحش داخله رجل لا خير فيه في دینه فان ادخله بیته وضمیره أنه صید ريده لطعامه دخل منزله خير وغنيمة وإناث الوحش نساء وشرب لبن الوحش نسك ورشد في الدين ومن ملك من الوحش شيئا يطيعه ويصرفه حيث يشاء ملك رجالا مفارقين لجماعة المسلمين
(الوعل) رجل خارجي له صیت فمن رأی کانه اصطاد وعلا أو کبشا أو تیسا على جبل فانه ينال غنيمة من ملك قاس لأن الجبل ملك فيه قساوة وصيد الوحش غنيمة ورمى الكبش في الجبل قذف رجل متسلط بسلطان وإصابته برمية إدخال مضرة عليه
(المها) رئيس مبتدع حلال المطعم قليل الأذى مخالف للجماعة والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال أو الثغور له رياسة ومطعمه حلال
– ومن رأى كأن رأسه تحول رأس أيل نال رياسة وولاية ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال والأعراب والبوادي وأهل البدع ومن فارق الجماعة في رأيه
(الفيل) مختلف فيه فمنهم من قال أنه ملك ضخم ومنهم من قال رجل ملعون لأنه من الممسوخ (وحکي) أن رجلا تی ابن سيرين فقال رأيت كأني على فيل فقال ابن سيرين الفيل ليس من مراكب المسلمين أخاف أنك على غير الإسلام وقيل أنه شئ مشهور عظيم لا نفع فيه فإنه لا يؤکل لحمه ولا یحلب وقال بعضهم من رأی فيلا ولم يرکبه نال في نفسه نقصانا وفي ماله خسرانا فان ركبه نال ملكا ضخما شحيحا ويغلبه أن كان يصلح للسلطان فان لم يكن يصلح لقي حرابا ولم ينصر لأن راكبه أبدا في كيد فلذلك لا ينصر لقوله تعالى ألم تر كيف فعل ربك
بأصحاب الفيل) وربما قتل فيها فان ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بإبنة رجل ضخم أعجمي وإن کان تاجرا عظمت تجارته فان رکبه نهارا فانه یطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها ومن رعی فیولا فانه يوآخی ملوك العجم فینقادون بقدر طاعته فان رأی أنه يجلب فيلا فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالا حلالا وروث الفيل مال الملك
– ومن رأى فيلا مقتولا في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها
– ومن رأى كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض وإن رأى كأنه ألقاه تحته ووقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو منها فقد قيل إن الفيل حيوان ملك الجحيم وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته وقيل من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خيرا فان رأى أنه تبعه الفيل ركضا نال مضرة من ملك ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة وقيل أن رؤية الفيل في غير بلاد الهند شدة وفزع وفي بلاد النوبة ملك واقتتال الفيلين اقتتال ملكين وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة ويدل أيضا على الدمار والدائرة لما نزل بالدين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل وربما دل على المنية وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزبا أو ركوب سفينة أو محمل إن كان مسافرا وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إلا أن يكون في حرب فانه مغلوب مقتول
– ومن رأى الفيل خارجا من مدينة وكان ملكها مريضا مات وإلا سافر منها وعزل عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إلا أن تكون وباء أو فناء أو شدة فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم
(الأسد) سلطان قاهر جبار لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه ويدل على المحارب وعلى اللص المختلس والعامل الخائن وصاحب الشرط والعدو الطالب وربما دل على الموت والشدة لأن الناظر إليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه ويدل على السلطان المختلس للانسان الظالم للناس وعلى العدو المسلط فمن رأى أسدا داخلا إلى دار فإن كان بها مريض هلك وإلا نزلت بها شدة من سلطان فإن افترسه خلسة أو نهب ماله أو ضريه أو قتله وان كان قد فات في المنام روحه أو قطع رأسه وقلعه وأما دخول الأسد المدينة فانه طاعون أو شدة أو سلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر ما معه من الدلائل في اليقظة والمنام إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر فإنه سلطان يجور على الناس وينالهم منه بلاء ومخافة ومن ركب الأسد ركب أمرا عظيما وغررا جسيما إما خلافا على السلطان وجسرا عليه واغترارا به وإما أن يركب البحر في غير ابانه وإما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر فيستدل على عاقبة أمره بزيادة منامه ودلائله ومن نازع أسدا فإنه ينازع عدوا أو سلطانا أو من ينسب إليه الأسد ومن ركبه وهو ذلول له أو مطواع تمكن من سلطانه جائر جبار ومن استقبل الأسد أو رآه عنده ولم يخالطه أصابه فزع من سلطان ولم يضره ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد نجا من أمر يحاذره ومن أكل لحم أسد أصاب مالا من سلطان وظفر بعدوه وكذلك إن شرب لبن لبوة فإن أكل لحم لبوة أصاب سلطانا وملكا كبيرا وجلد الأسد مال عدو وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان
– ومن رأى رعى الأسود صادق ملوكا جبارين ومن صرعه الأسد أخذته الحمى لأن الأسد
محموم ومن خالطه الأسد وهو يخالفه فإنه يأمن شر عدوه وترتفع من بينهما العداوة وتثبت الصداقة ومن ركبه وهو يخافه أصاب بلاء وجرو الأسد ولد وقيل من رأى كأنه قتل أسدانجا من الأحزان كلها ومن تحول أسدا صار ظالما على قدر حاله وقيل اللبوة ابنة ملك (وحكي) أن
رجلا تى محمد بن سيرين فقال رأيت كأن في يدي جرو أسد وأنا أحتضنه فلما رأى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلا قال ما شأنك وما شأن بنى الأمراء لما رأى رثاثة حاله ثم قال لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء فقال الرجل إی والله وأتی ابن سیرین رجل فقال رأیت کأنی أخذت جرو أسد وأدخلته بيتي فقال تطابق بعض الملوك ورأى يزيد بن المهلب أيام خروجه على يزيد بن عبد الملك أنه على أسد في محفة فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة فقالت یرکب آمرا عظیما ویحاط به
(الذئب) عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع فمن دخل داره ذئب دخلها لص وتحول الذئب من صورته إلى صورة غيره من الحيوان الآتسى لص یتوب فان رأی عنده جرو ذئب یربیه فانه یربی ملقوطا من نسل لص ویکون خراب بیته وذهاب ماله على يديه وقيل من رأى ذئبا فإنه يتهم رجلا برينا لقصة يوسف عليه السلام ولأن الذئب خوف وفوات أمر
(الدب) الرجل الشديد في حاله الخبيث في همته الغادر الطالب للشر في صنعه الممتحن في نفسه وقيل هو عدو لص أحمق مخالف مخنث محتال على الحجيج والقوافل يسرق زادهم وهو من الممسوخ فمن ركب دبا نال ولايه وإلا دخل عليه خوف وهول تم ينجو وفيل آنه يدل على امرأة وذلك أن الدب كان امرأة ومسخ
(الخنزير) رجل ضخم موسر فاسد الدين خبيث الكسب قذر ذو يد كافر أو نصراني شديد الشوكة دنئ ولحمه وشحمه وشعره وبطنه وجلده مال حرام دنئ والأهلي منها رجل مخصب خبيث المكسب والدين ومن رعى الخنازير ولي على قوم كذلك ومن ملكها أو أحرزها في موضع أو أوثقها أصاب مالا حراما وأولادها وألبانها مصيبة في مال من يشربها أو في عقله ومن ركب خنزيرا أصاب سلطانا أو ظفر بعدو ۰ ۰
– ومن رأى أنه يمشي كما يمشي الخنزير نال قرة عين عاجلا ولحم الخنزير مطبوخا ومشويا مال حرام عاجل (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في فراشي خنزيرة فقال تطأً امرأة كافرة (وحکي) آن کسری انوشروان رأی کأنه یشرب من جام ذهب ومعه خنزیر یشرب من الجام فقص رؤياه على المعبر فقال ادخل حجر نسائك وسراريك من الخصيان والغلمة والاطفال وأجمعهن وأدخلني معك عليهن معصب العينين ففعل ذلك وأخذ المعبر طنبورا وقعد يضرب به وقال لكسرى عر كل واحدة منهن ومرها فلترقص ففعل ما سأله فلما انتهت النوبة من الرقص إلى جارية منهن قالت له واحدة من سراريه أيها الملك أعفها من الرقص والعرى فانها جارية حيية فقال لابد من ذلك فلما عريت وجدت رجلا فقال المعبر أيها الملك هذا تأويل رؤياك أمام الجام فهذه السرية وأما شربك الخمر فتمتعك بها وأما الخنزير الذي شاركك في شربها فهذا الرجل
(الضبع) امرأة سوء قبيحة حمقاء ساحرة عجوز فإن ركبها أو ملكها أصاب امرأة بهذه الصفة فان رماها بسهم جرى بينهما كلام ورسائل فإن رماها بحجر أو ببندقية قذفها وإن طعنها باضعها وإن ضربها بالسيف بسط عليها لسانه فإن أكل لحمها سحر وشفي وإن شرب لبنها غدرت به وخانته وشعرها وجلدها وعظمها مال والضبع الذكر عدو ظالم كياد مدبر وقيل من ركبه نال سلطانا وقيل موعد ومخذول محروم وقيل الضبعة امرأة هجينة
(القرد) رجل فقير محروم قد سلبت نعمته قيل أنه من الممسوخ وهو مكار صخاب لعاب ويدل ايصضا على اليهودي
– ومن رأى أنه حارب قردا فغلبه أصابه مرض وبرء منه وإن كان القرد هو الغالب لم يبرأً وإن وهب له قرد ظهر على عدوه ومن آكل من لحم قرد أصابه هم شديد أو مرض ومن صاد قردا أصاب منفعة من جهة السحرة ومن نكح قردا ارتكب فاحشة ومن عضه قرد وقع بينه وبين إنسان خصومة وجدال وقيل أن القرد رجل من أصحاب الكبائر
– ومن رأى كأن قردا دخل فراش رجل معروف فإن يهوديا أو ملحدا يفجر بامرأته وقيل من أكل لحم قرد نال ثيابا جددا (حكي) أن ملكا من الملوك رأى كأن قردا يأكل معه على مائدته فقصها على امرأة عالمة فقالت مر نساعءك فليتجردن فأمرهن بذلك وإذا بينهن غلام أمرد
(النمر) يجري مجرى الأسد وهو أيضا رجل فجور حقود كتوم لما في نفسه مسلط خائن وعدو ظاهر العداوة وقيل سلطان ظاهر والنمرة ايضا تجري مجرى اللبوة ودخول النمر دخول رجل فاسق وأكل لحمه قيل أنه رياسة
(الفهد) هو الختال من الرجال مع حمق وربما دل على الصياد والجاني وكذلك كل ما يصطاد به ويدل على رجل مذبذب لا يظهر العداوة ولا الصداقة
(الكلب) قد اختلف في تأويله فمنهم من قال هو عبد وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إِذا نبح والأسود عربي وهو عدو ضعيف صغير المروءة والكلبة امرأة دنيئة فان عضته ناله منه مكروه ومن مزق الكلب ثيابه فان رجلا دنيئا يمزق عرضه ومن أكل لحم كلب ظهر على عدو وأصاب من ماله وشرب لبنه خوف ومن توسد کلبا فالکلب حینئذ صدیق يستنصر به ویستظهر به ويدل الكلب على الحارس ويدل على ذي البدعة ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنه وان کان له عدو أو خصم شتمه أو قهره وان کان له عبد خانه أو حارس غدره وإن کان ذلك في زمن الجوع ناله شئ منه ثم على قدر العضة ووجعها يناله والكلبة امرأة دنينة من قوم سوء والجرو ولد محبوب وسواد الجرو سؤدد على أهل بيته وبياضه إيمانه وقيل أن جرو الكلب لقبط رجل سفيه قومه من الزنى والكلب رجل سفيه وكلب الزاعي مال ناله من رئيس والكلب عدو ظالم والكلب معلم ينصر صاحبه على أعدائه لكنه دنئ لا مروءة له وقيل أن صاحب هذه الرؤيا ينال سلطانا أو كفاية في المعيشة وقال بعضهم أن الكلاب في التأويل دالة على الضر والبؤس والمرض والعدة إلا في موضع واحد وهو الذي يتخذ للعب والهرش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور والكلب المائي رجل باطل وأمر لا يتم وكل أجناس الكلاب تدل على قوم خبثاء وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى فيه منامه عام الفتح بين مكة والمدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليه كلبة تهر فلما دنو منها استلقت على ظهرها فإذا أطباؤها تشخب لبنا فقص روياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم يسألونكم بأرحامكم وأنتم لاقون بعضهم فإذا لاقيتم أبا سفيان بن حرب فلا تقتلوه ومن تحول كلبا علمه الله علما عظيما ثم سلبه منه لقوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتیناه آياتنا فأنسلخ منها) (وحكي) أن رجلا رأى كأن على فرج امرأته كلبين يتهارشان فقص رؤياه على معبر فقال هذه امرأة أرادت أن تحلق فتعذر عليها لموشى قجزته بمقراض فأتى الرجل هنزله وج فرج امرآته فو جذ آذ النقض
(الثعلب) رجل غادر محتال كثير الروغان في دينه ودنیاه
ومن رأی ثعلبا یراوغه فانه غریم یراوغه
– ومن رأى آنه ينازع ثعلبا خاصم ذا قرابة طلب ثعلبا أصابه وجع من الأزواج وإن طلبه الثعلب اصابة امرأة يحبها حبا ضعيفا فان شرب لبن ثعلب برئ من مرض وإن كان به وإلا ذهب عنه هم وقيل من رأى ثعلبا أصاب في نفسه هوانا وفي ماله نقصانا وقال بعضهم الثعلب منجم أو طبيب وقيل من رأى آنه مس ثعلبا أصابه فزع من الجن وأكل لحمه مرض سريع البرء وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم ومن لاعب ثعلبا رزق امرأة يحبها وتحبه (وحكي) أن رجلا أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال رأيت كأني أراوغ ثعلبا فقال له أنت رجل كذوب فكان الرجل شاعرا (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أجزى الثعلب أحسن جزاء فقال جزيت من لا یجزی اتق الله أنت رجل كذوب وقالت المجوس رأى الضحاك كأن مابين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها فقص رؤياه على معبر فقال يكثر السحر والحيل في زمانك ويظهران في دولتك فكان كذلك
( الأرنب) امرأة ومن أخذها تزوجها فإن ذبحها فهي زوجة غير باقية وقيل الأرنب يدل على رجل جبان (والسمور) رجل ظالم لص یأوی المفاوز لا ینفع ماله إلا بعد موته (ابن آوی) رجل يمنع الحقوق أربابها وهو من الممسوخ وهو يجري مجرى الثعلب في التأويل إلا أن الثعلب أقوى (ابن عرس) من الممسوخ أيضا وهو رجل سفيه ظالم قاس قليل الرحمة فمن رآه دخل داره دخلها مکار يجري مجری السنور
(السنور) هو الهر وهو القط قد اختلف في تأويله قيل هو خادم حارس وقيل هو لص من أهل البيت وقيل الأآنثى منه امرأة سوء خداعة صخابة وينسب إلى كل من يطوف بالمرء ويحرسه ویختلسه ویسرقه أو یضره وینفعه فان عضه أو خدشه خانه من یخدمه أو يكون ذلك مرضا يصيبه وكان ابن سيرين يقول هو مرض سنة فإن كان السنور وحشيا فهو أشد فإذا كانت سنورة ساكنة فإنها سنة فيها راحته وفرحة وإذا كانت وحشة كثيرة الأذى فإنها سنة نكدة ويكون له فيها تعب ونصب (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت سنورا أدخل رأسه في بطن زوجي فأخرج منه شيئا فأكله فقال لها لئن صدقت رؤياك ليدخلن الليلة حانوت زوجك لص زنجي وليسرقن منه ثلثمائة وستة عشر درهما فكان الأمر على ما قال سواء وكان في جوارهم حمامي زنجي فاخذوه فطالبوه بالسرقه فاسترجعوها منه فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك ومن أين استنبطه قال السنور لص والبطن الخزانة وأكل السنور منه سرقة وأما مبلغ المال فانما استخرجته من حساب الجمل وذلك أن السين ستون والنون خمسة والواو ستة والراء مائتان فهذه مجموع السنور
(الكركدن) ملك عظيم لا يطمع أحد في مقابلته فإن رأى الرجل أنه يحلبه نال مالا حراما من سلطان عظيم فإن ركبه فهو بعض الملوك
(النسناس) رجل قليل العقل يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقط من أعين الناس
(النمس) دابة تقتل الثعبان عادية فمن رأى النمس فإنه يسرق الدجاج والدجاجة تشبه بالنمس.
الباب الخامس والثلاثون : رؤيا الطيور الوحشية والأهلية والمائية وسائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه
الطائر المجهول دال على ملك الموت إذا التقط حصاة أو ورقة أو دودا أو نحو ذلك وطار بها إلى السماء من بيت فيه مريض ونحوه مات وقد يدل على المسافر لمن رآه سقط عليه وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه وعلی کتفه وفي حجره أو عنقه لقوله تعالی (وکل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) أي عمله فان كان أبيض فهو صاف وإن كان كدرا ملونا فهو عمل مختلف غير صاف إلا أن يكون عند امرأة حامل فإن كان الطير ذكرا فإنه غلام وإن كان أنثى فهو بنت فان قصه عاش له وبقي عنده وإن طار كان قليل البقاء وأما الفرخ الذي لا يطعم نفسه فهو يتفرخ على من حمله أو وجده أو أخذه إلا أن يكون عنده حمل فهو ولد وكذلك كل صغير من الحيوان وأما الطائر المعروف تأويله على قدره وأما كبار الطير وسباعها فدالة على الملوك والرؤساء وأهل الجاه والعلماء وأهل الكسب والغنى وأما أكلة الجيف كالغراب والنسر والحدأة والرخم ففساق أو لصوص أو أصحاب شر وأما طير الماء فأشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين وتصرفوا بين سلطانين سلطان الماء وسلطان الهواء وربما دلت على رجال السفر في البر والبحر وإذا صوتت كانت نوائح وبواكى وأما ما يغنى من الطير أو ينوح فأصحاب غناء ونوح ذكرا كان الطائر أو أنثى وأما ما صغر من الطير كالعصافير والقنابل والبلابل فإنهما غلمان صغار وجماعة الطير لمن ملكها أو أصابها أموال ودنانير وسلطان ولاسيما إن كان يرعاها أو يعلفها أو يكلمها
(البازى) ملك وذبحه ملك يموت وأکل لحمه مال من سلطان وقال البازی ابن کبیر يرزق لمن أخذه وقيل البازى لص يقطع الحواجز ورؤية الرجل البازى في داره ظفر بلص وقيل إذا رأى الرجل بازا على يديه مطواعا وكان يصلح للملك نال سلطانا في ظلم وان كان الرجل سوقيا نال سرورا وذكرا وان رأى الملك انه يرعى البزاة فانه ينال جيشا من العرب أو نجدة وشجاعة فان رأی على يديه بازیا فذهب وبقی على يديه منه خیط أو ریش فانه يزول عنه الملك ویبقی في يده منه مال بقدر ما بقی في يده من الخيط والریش (حکی) أن رجلا سرق له صحف وعرف السارق فرأى كأنه اصطاد بازيا وحمله على يده فلما أصبح أخذ السارق فارتجع منه المصحف وجاء رجل إلى معبر فقال رأيت كأني أخذت بازيا أبيض فصار البازي خنفساء فقال ألك زوجة قال نعم قال يولد لك منها ابن قال الرجل عبرت البازي وتركت الخنفساء قال المعبر التحول أضغاث
(الشاهين) سلطان ظالم لا وفاء له وهو دون البازي في الرتبة والمنزلة فمن تحول شاهينا تولی ولايه وعزل عنها سریعا
(الصقر) يدل على شيئين إحداهما سلطان شريف ظالم مذكور والثاني ابن رفيع – ومن رأی صقرا تبعه فقد غضب عليه رجل شجاع
(الباشق) دون البازي في السلطنة وقد قيل إن رأى كأنه أخذ باشقا بيده فان لصا يقع على يديه في السجن ومن خرج من إحليله باشق ولد له ابن فيه رعونة وشجاعة (وحكي) أن رجلا أتى سعيد بن المسيب فقال رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء فعجبت من حسنها فأتى صقر فاحتملها قال ابن المسيب إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر فما مضى يسير حتى تزوجها فقيل له يا أبا محمد بم تخلصت إلى هذا فقال إن الحمامة امرأة والبيضاء نقية الحسب فلم أر أحدا من النساء أنقى حسبا من بنت الطائر في الجنة ونظرت في
الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طيور الأعجام ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف
(العقاب) رجل قوي صاحب حرب لا يأمنه لا قريب ولا بعيد وفرخه ولد شجاع يصاحب السلطان ومن رأى العقاب على سطح دار أو في عرصتها دلت الرؤيا على ملك الموت فإن رأى عقابا سقط على رأسه فإنه يموت لان العقاب إذا أخذ حيوانا بمخلبه قتله فإن رأى أنه أصاب عقابا
– ومن رأی عقابا ضربه بمخلبه أصابته شدة في نفسه وماله
– ومن رأى عقابا يدنو منه أو يعطيه شيئا أو يكلمه يفهمه فإن ذلك منفعة وخير وولادة المرأة عقابا ولادة ابن عظيم فإن كانت فقيرة كان الولد جنديا وقيل إن ركوب العقاب للأكابر والرؤساء دليل الهلاك وللفقراء دليل الخير
(النسر) أقوى الطير وأرفعها في الطيران وأحدها بصرا وأطولها عمرا فمن رأى النسر عاصيا عليه غضب عليه السلطان ووكل به رجلا ظلوما لان سليمان عليه السلام وكل النسر بالطير فكانت تخافه فان ملك نسرا مطواعا أصاب سلطانا عظيما يملك به الدنيا أو بعضها ويستمكن من ملك أو ذي سلطان عظيم فان لم يکن مطواعا وهو لا يخافه فانه يعلو أمره ويصير جبارا عنيدا ويطغى في دينه لقصة نمرود فإن طار في السماء ودخل مستويا مات فإن رجع بعد ما دخل في السماء فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ومن أصاب من ريشه أو عظامه أصاب مالا عظيما من ملك عظيم فإن سقط عن ظهره أصابه هول وغم وربما هلك فان وهب له فرخ نسر رزق ولدا مذكورا فإن رأى ذلك نهارا فإنه مرض يشرف منه على الموت فإن خدشه النسر طال مرضه وقيل النسر خليفة وملك كبير يظفر به من ملكه ولحم النسر مال وولاية ومن تحول نسرا طال عمره وسباع الطيور كلها مثل البازي والشاهين والصقر والنسر والعقاب والباشق تنسب إلى السلطان والشرف فمن حمله طائر منها وطار به عرضا حتى بلغ السماء أو قرب منها سافر سفرا في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك وجميع الطيران محمود في التأويل والطيران مستويا إلى السماء طاعنا فيها فهو موت أو هلك أو مضرة
(البوم) إنسان لص شديد الشوكة لا جند له ذو هيبة وهي من الممسوخ (القطاة) امرأة حسناء معجبة بحسنها
(البدرج) امرأة حسناء عربية فمن ذبحها افتضها ولحم البدرج مال المرأة وقيل البدرج رجل غدار لا وفاء له
(الحباري) رجل أكول موسر سخي نفاق (الدراج) فقيل أنه مملوك وقيل أنه امرأة فارسية
(القبيجة) امرأة حسناء غير ألوف وأخذها تزويجها وقيل لحم القبج كسوة ومن صاد قبجا كثيرا أصاب مالا كثيرا من أصحاب السلطان وقيل إصابة القبج الكثير صحبة أقوام حسان الأخلاق
ضاحكين وقيل إن القبج الكثير نسوة (واليعقوب) ابن لمن كانت امرأته حبلى وقيل هو رجل صاحب حرب
(العقعق) رجل منكر غير أمين ولا ألوف محتكر يطلب الغلاء وكلامه يدل على ورود خير من غائب
(الظليم) رجل خصي أو بدوي
(العنقاء) رئيس مبتدع وكلامها إصابة مال من جهة الإمام أو نيل رياسة وقيل أنه يدل على امرأة حسناء
(النعام) امرأة بدوية لمن ملكها أو ركبها ذات مال وجمال وقوام وتدل أيضا على الخصي لانها طويلة ولانها ليست من الطائر ولا من الدواب وتدل أيضا على النجيب لانها لا تسبق وتدل على الأصم لأنها لا تسمع وهي نعمة لمن ملكها أو اشتراها مالم يكن عنده مريض فإن كان عنده – ومن رأى في داره نعامة ساكنة طال عمره ونعمته وفرخها ابن وبيضها بنات فإن رأى السلطان له نعامة فإن له خادما خصيا يحفظ الجواري والظليم هو الذكر من النعام وذبح من قفاه لواط به ورکوبه رکوب البرید
(الببغاء) رجل نخاس كذاب ظلوم وهو من الممسوخ وقيل هو رجل فيلسوف
(البلبل) رجل موسر وامرأة موسرة وقيل هو غلام صغير وولد مبارك قارئ لتاب الله تعالی لا يلحن فيه (وأما العندليب) فهو امرأة حسنة الكلام لطيفة أو رجل مطرب أو قارئ وهو للسلطان وزير حسن التدبير
(الزرزور) رجل صاحب أسفار كالقبج والمكاري لآنه لا يسقط في طيرانه وقيل هو رجل ضعيف زاهد صابر مطعمه حلال
(الدبسي) رجل ناصح واعظ
(الخطاف) ويسمى السنونو وهو رجل مبارك أو امرأة مملوكة أو غلام قارئ فمن أخذ خطافا أخذ مالا حراما فإن رأى في بيته أو ملكه كثيرا منها فالمال حلال وقيل هو رجل مؤمن أديب ورع مؤنس فمن أفاده أفاد أنيسا وقيل من رأى الخطاطيف تخرج من داره سافر عنه أقرباؤه وهو أيضا دليل خير في الأعمال والحركة وخاصة في غرس الأشجار ويدل أيضا على المعير وقال بعضهم من رأى أنه تحول خطافا هجم اللصوص منزله
(الخفاش) ويسمى الوطواط رجل ناسك وقيل امرأة ساحرة
(الرخمة) إنسان أحمق وبالنهار مرض وأخذها يدل على وقوع حرب ودماء كثيرة وهي لمرطن دلبل الوت
– ومن رأى رخما كثيرا دخل بلدة نزل على أهلها سفك حرام من عسكر ويدل على أناس بطالين هجناء وعلى مغسل الموتى وسكان المقابر
(الشفراق) امرأة جميلة غنية والسلوى والصرد رجل ذو وجهين والصعوة امرأة أو جارية أو صبي أو مال والطيطوي جارية عذراء
(الطاووس) الذكر منها ملك أعجمي حسيب والأنثى منها امرأة أعجمية حسناء ذات مال وجمال والجامع بين الطاووس والحمامة رجل قواد على النساء والرجال وقيل الطاووس يدل على اناس صباح ضاحكي السن (وحكي) ان رجلا تى ابن سيرين فقال رأيت كأن امرأتي ناولتني طاووسا فقال له لئن صدقت رؤياك لتشترين جارية ويرد عليك في ثمن تلك الجارية من الديون ستة وسبعون درهما ويكون ذلك برضا امرأتك فقال الرجل رحمك الله لقد كان أمس على ما عبرت سواء وردوا على الديون مقدار ما قلت سواء فقيل لابن سيرين من أين عرفت ذلك قال الطاووسة الجارية وطاووس من الديون بكلام الانباط وأخرجت عدد الدراهم من حروف الطاووس من حساب الجمل الطاء تسعة والألف واحد والواو ست والسين ستون
(الغداف) لمن أصابه نيل سلطان بحق لمن كان من أهله ولمن لم يكن من أهله قول حق لا يقبل من قائله
– ومن رأی غدفا وقع عليه دل قطع اللصوص
(الغراب الأبقع) رجل مختال في مشيته متبختر متكبر بخيل وهو من الممسوخ أو هو رجل فاسق كذاب وقيل من صاد غرابا نال مالا حراما في فسق بمكابرة ومن أصاب غرابا أو أحرزه فانه غرور وباطل فان رأی أن له غرابا يصيد غنائم من باطل ومن كلمه غراب اغتم من ذلك ثم فرج عنه ومن أكل لحم غراب أصاب مالا من اللصوص فإن رأى غرابا على باب الملك فإنه يجني جناية يندم عليها أو يقتل أخاه ثم يتوب لقوله تعالى (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) ومن خدشته الغربان بمخاليبها هلك بشدة البرد أو شنع عليه قوم فجار وناله ألم ووجع وقيل أن قراب دابل طول الخاة
رأى الأمير نصر بن أحمد كأنه جالس على سريره فجاء غراب فنقر قلنسوته بمنقاره فسقطت عن راسه فنزل عن سریره ورفع قلنسوته فوضعها على رأسه فقص رویاه على حيوة النيسابوري فقال يخرج عليك رجل من أهل بيتك يزاحمك في ملكك تم يرجع الأمر إليك فعرض له أن أبا اسحق السماني خرج وشوش عليه الأمر ثم عاد إليه ورأى بعضهم كأن غرابا على الكعبة فقص روياه على ابن سيرين فقال سيتزوج رجل فاسق امرأة شريفة فتزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ورؤية الغراب في مكان غير محمود فإن رأى غرابا في داره دل على رجل يخونه في امرأته ويدل أيضا على هجوم شخص من السلطان داره
(الفاختة) امرأة غير ألوفة ناقصة الدين سليطة كذابة وقيل هو ولد كذاب (القمرية) امرأة متدينة وقيل هو ولد صاحب نعمة طيبة
(الورشان) إنسان غريب وقيل هو امرأة ويدل على استماع خبر
(الهدهد) رجل يصير في عمله كاتب ناقد يتعاطى دقيق العلم قليل الدين وثناؤه قبيح لنتن ريحه واصاته ماع دار خر
(الغضفور) رجل خم عظيم الخطل والمال خامل لا يعرف النامى حقوقه ضار لغامة النمن محتال في أموره كامل فر رياسته سائس شاطر مدبر وقيل انه امرأة حسناء مشفقة وقيل رجل صاحب لهو وحكايات تضحك الناس منه وقيل إنه ولد ذكر ومن ملك عصافير كثيرة فإنه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار وقيل إن العصفور كلام حسن والقنبرة ولد صغير (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن معي جرابا وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها والقيها فيه قال أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان (وحكي أيضا) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني عمدت إلى عصفورة فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت لا تذبحني فقال له استغفر الله فإنك قد أخذت صدقة ولا يحل لك أن تأخذها فقال معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة فقال إن شئت أخبرتك بعددها فقال كم قال ست دراهم فقال له صدقت فمن أين عرفت فقال لأن أعضاء العصفور ستة کل عضو درهم (وحکي) أن رجلا تى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال رأيت كأن في كمي عصافير كثيرة وطيورا فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها فقال أنت رجل دلال فاتق الله وتب إليه
(الكركي) قيل إنسان غريب مسكين ضعيف القدرة فمن أصاب كركيا صاهر أقواما أخلاقهم سيئة وقال بعضهم من رأى كركيا سافر سفرا بعيدا وإن كان مسافرا رجع إلى أهله سالما وقيل الكراكي اناس يحبون الاجتماع والمشاركة فإن رأى كراكي تطير حول بلد فإنه يكون في تلك السنة برد شديد وهجوم سيل لا يطاق
– ومن رأى الكراكي مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وهي دليل خير للمسافرين ولمن أراد التزويج ولمن أراد الولد وقيل من أصاب كركيا أصاب أجرا ومن ركبه افتقر
(الديك) في أصل التأويل عبد مملوك أعجمي أو من نسل مملوك وكذلك الدجاج لأنهم عند ابن آدم مثل الأسير لا يطيرون ويكون رب الدار من المماليك كما أن الدجاجة ربة الدار من الخدامات والجواري والديك أيضا يدل على رجل له علو همة وصوت كالمؤذن والسلطان الذي هو تحت حکم غیره لآنه مع ضخامته وتاجه ولحيته وريشه داجن لا يطير فهو مملوك لأن نوحا عليه السلام أدخل الديك والبدرج السفينة فلما نضب الماء ولم يأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه من السفينة سأل البدرج نوحا أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء وجعل الديك رهينة عنده وقيل إن الديك ضمنه فخرج وغدر ولم يعد فصار الديك مملوكا وكان شاطرا طيارا فصار داجنا وكان البدرج ألوفا فصار وحشيا وهو طائر أكبر من الدجاج أحمر العينين مليح وقيل أن الديك رجل جلد محارب له أخلاق رديئة يتكلم بكرم حسن بلا منفعة وهو على كل الأحوال إما مملوك أو من نسل مملوك وقيل من ذبح ديكا دل على أنه لا يجيب المؤذن وقال بعضهم من رأى أنه تحول ديكا مات وشيكا والديوك الصغار مماليك أو صبيان أولاد مماليك وكذلك الفراريج الإناث أولاد جوار أو عبيد أو وصائف وجماعة الطيور سبى وأموال رقيق قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين أو قال ثلاثة وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت يقتلك رجل من العجم المماليك وجاء رجل إلى أبي عون الضراب فقال رأيت كأن ديكا كبيرا صاح بباب بيتك هذا فجاء أبو عون إلى ابن سيرين فقص عليه تلك الرؤيا فقال له ابن سيرين لئن صدقت رؤياك لتموتن أنت بعد أربعة وثلاثين يوما وكان له خلطاء وندماء على الشراب قال فرفع ذلك كله وتاب إلى الله تعالى من يوم الرؤيا ومات فجأة
كما قال ابن سيرين فقال لابن سيرين كيف استخرجت ذلك قال من حساب الجمل لأن الدال بأربعة والياء بعشرة والكاف بعشرين
(الدجاجة) امرأة رعناء حمقاء ذات جمال من نسل مملوك أو من أولاد أمة أو سرية أو خادمة ومن ذبحها افتض جارية عذراء ومن صادها أفاد مالا حلالا طيبا ومن أكل لحمها فإنه يرزق مالامن جهة العجم
– ومن رأى الدجاجة والطاووسة يهدران في منزله فإنه صاحب بلايا وفجور وقيل الدجاجة وریشها مال نافع
(الحمامة) هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلا وقد دعا لها نوح عليه السلام وتدل على الخبر الطارئ والرسول والكتاب لأنها تنقل الخبر في الكتاب وأصل ذلك أن نوحا بعث الغراب ليعرف له أمر الماء فوجد جيفة طافية على الماء فاشتغل بها فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء فدعا لها فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة إلا أن يكون مريضا فتسقط على رأسه فإنها حمام الموت ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنام وربما كانت الحمامة بنتا وأفضل الحمام الأخضر
– ومن رأى أنه يملك منها شينا كثيرا لا يحصى أصاب غنيمة وخيرا وبيضها بنات وجوار وبرجها مجمع النساء وفرخها بنون أو جوار
– ومن رأى حمامة إنسان فإنه رجل زان فإن نثر علفا لحمام ودعاهن إليه فإنه يقود وهديل الحمامة معاتبة رجل لامرأة والبيض منها دين والخضر ورع والسود منها سادات نساء ورجال والبلق أصحاب تخاليط ومن نفرت منه حمامة ولم تعد إليه فإنه يطلق امرأته أو تموت ومن كان له حمائم فإن له نسوة وجواري لا ينفق عليهن فإن قص جناح حمامة فإنه يحلف على امرأته أن لا تخرج أو يولد له من امرأته وتحبل والحمامة رجل أو امرأة عربية ومن ذبحها افقض امرأة بكرا ومن أكل لحمها أكل مال المرأة والحمام مع فراخهن سبي مع أولادهن والحمامة الهادية المنسوبة خبر يأتي من بعيد وان كانت امرأته حبلی ولدت غلاما (حکي) أن رجلا اتی ابن سيرين فقال رأيت كأني أصبت حمامة بيضاء معجبة لي جدا وكان إحدى عينيه من أحسن عيني حمامة والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة فضحك ابن سيرين وقال انك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جدا ولا يهولك الذي رأيت فإن العيب ليس في بصرها وإنما هو شئ في نظرها وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به فتزوج صاحب الرؤيا امراة فرأى منها خلقا شديدا (الحدأة) ملك خامل الذكر شديد الشوكة متواضع ظلوم مقتدر لقربه من الأرض في طيرانه وقلة خطنه في صيده مع ما يحدث فيه فمن ملك حدأ وکان یصید له فانه یصیب ملكا وأموالا فان رأى أنه صاب حدأ وحشیا لا یصید له ولا يطاو عه ورأی کأنه یمسکه بيده فانه یصیب ولدا غلاما لا يبلغ مبلغ الرجال حتى يكون ملكا فإن رأى أن ذلك الحدأ ذهب منه على تلك الحال فإن الغلام يولد ميتا أو لا يلبث إلا قليلا حتى يموت وفراخه أولاد والواحدة امرأة تخون ولا تستتر وقيل الحدأ تدل على اللصوص وقطاع الطريق والخطافين والخداعين يخفون الخير عن أصدقائهم (اللقلق) من الطير تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة إذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين وعلى برد واضطراب في الهواء فان رآها متفرقة فهي دليل خير لمن أراد سفرا وذلك لظهورها في بعض أزمنة الشتاء وغيبوبتها في بعضها كما نها تغيب ثم تظهر بعد زمان كذلك تدل على أن المسافر يقدم من سفره وأيضا فإنها دليل خير لمن أراد التزويج (طير) الماء أفضل الطير في التأويل لأنهن أخصب عيشا وأقل غائلة ومن أصابها أصاب مالا وغنيمة لقوله تعالى (ولحم طير مما يث يشتهون) والطائر رجل من
الرجال بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو
– ومن رأى أنه يأكل لحم البط فإنه يرزق مالا من قبل الجواري ويرزق امرأة موسرة لأن البط مأواه الماء ولا يمله وقيل إن البط رجال لهم خطر أصحاب ورع ونسك وعفة ومن كلمته البط
نال شرفا ورفعة من قبل امرأة (الإوز) نساء ذوات أجسام وذكر ومال وإذا صوتن في مكان فهن صوائح ونوائح
– ومن رأى أنه يرعى الإوز فإنه يلي قوما ذوي رفعة وينال من جهتهم أموالا لأن الإوز قيل انه رجل ذو هم وحزن وسلطان في البر والبحر ومن أصاب طيرا في البحر ولد له ولد (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أخذت كثيرا من طير الماء فجعلت أذبح الأول فالأول فقال إن لم تر دما فانه ریاش تصیبه
– ومن رأى الطير يطير فوق رأسه نال ولاية ورياسة لقوله تعالى (والطير محشورة كل له أواب) فان رأى طيورا تطير في محلة فإنهم الملائكة (وحكي) أن بعض الغزاة رأى كأن حلاقا حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء وكأنه عاد في بطن أمه تاليا (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فقصها على أصحابه ثم عبرها لنفسه فقال أما حلق رأسي فضرب عنقي وأما الطائر فروحي وصعوده إلى الجنة وأما عودي بطن أمي فالأرض فقتل ثاني يوم رؤیاه (وأتی) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن طائرا جاء من السماء فوقع بين يدي فقال هي بشارة تأتيك فتفرح بها
(النحل) رؤيته تدل على نيل رياسة وإصابة منفعة وتدل النحل على أهل البادية وأهل الكد والسعي في الكسب والحيازة والجمع والتأليف وربما دل على العلماء والفقهاء وأصحاب التصنيف لأن العسل شفاء والنحل قد أوحي إليها وألهمت صناعتها وتفقهت في عملها وربما دلت على العسكر والجند لأن لها أميرا وقائدا وهو اليعسوب وفيها دواب وبغال وقيل النحلة إنسان كسوب مخصب نفاع عظيم الخطر فمن أصاب من النحل جماعة واتخذها أو أصاب من بطونها أصاب غنائم وأموالا بلا مؤونة ولا تعب وان رأى ملك آنه يتخذ موضع النحل فإنه يختص بلدة لنفسه عامرة نافعة حلال الدخل فان دخل في كورها فإنه يستفيد ملك الكورة ويظفر بها فإن استخرج العسل منه ولم يترك للنحل منه شيئا فإنه يجور فيهم ويأخذ أموالهم فإن أخذ حصته وترك حصتها فإنه يعدل فيهم فإن اجتمعت عليه ولسعته فإنهم يتعاونون ويصيب منهم أذى فإن قتلهم فإنه ينفيهم من تلك الكورة
تون رجو غا واو بق مر صا ان اتخون رار ر رة کل على دخول جنود أو على شجاعة وقوة ذلك الموضع ومحاربتهم أهله وقيل أنه من الممسوخ وهو رجل يجادل في الباطل وقيل هو رجل غماز سفيه دنئ المطعم ولسعها كلام يؤذي من أوباش الناس
(الفراش) إنسان ضعيف عظيم الكلام
(الذباب) رجل ضعيف طعان دنئ وأكله رزق دنئ أو مال حرام
– ومن رأى كأن ذبابة دخلت جوفه فإنه يخالط السفلة والأراذل ويستفيد منهم مالا حراما لا بقاء له والذباب الكثير عدو مضر وأما المسافر إذا رأى وقوع الذباب على رأسه يخاف أن يقطع عليه الطريق ويذهب بماله لقوله تعالى (وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه) وكذلك إذا وقع الذباب على شئ منه يعني من ماله خيف عليه اللصوص وقيل من قتل ذبابة نال راحة وصحة جسم
(الجراد) عسكر وعامة وغوغاء يموج بعضهم في بعض وربما دلت على الأمطار وإذا كانت تسقط على السقوف أو في الأناجر فإن كثرت جدا وكانت على خلاف الجراد وكانت بين الناس أو بين الأرض والسماء فإنها عذاب وكذلك القمل والضفادع لأنها آيات عذب بها بنو إسرائيل إلا أن يكون الناس يجمعونها أو يأكلونها وليست لها غائلة ولا ضرر فإنها أرزاق تساق اليهم ومعاش يكثر فيهم وقد يكون من ناحية الهواء كالعصفور والقطا والمن والكمأة والقطر ونحوه وقيل إن اجتماعها في وعاء يدل على الدراهم والدنانير (فقد حكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أخذت جرادا فجعلته في جرة فقال دراهم تصيبها فتسوقها إلى امرأة وقيل إن كال موضع يظهر في الجراد ولا يضره يدل على فرح وسرور لقصة أيوب عليه السلام ولو رأى أنه أمطر عليه جراد من ذهب فإنه ينال نعمة وسرورا وقيل إن الجراد خباز يغش الناس في الطعام والبراغيث جند الله تعالى وبها أهلك نمرود والبرغوث رجل دنئ مهين طعان
– ومن رأى برغوثا قرصه نال مالا وكذلك البق
(السمك) إذا كان طريا كبارا كثير العدد فهو أموال وغنيمة لمن أصابه وصغار السمك أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين أصاب امرأة أو امرأتين فإن أصاب في بطن سمكة لؤلوة فإنه يصيب منها غلاما وان أصاب في بطنها شحما أصاب منها مالا وخيرا ومن أصاب سمكا مالحا أصابه هم من جهة ملوحته وصغاره أيضا لا خير فيها وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه أنه يصيب مالا وخيرا ومن خرجت من فمه سمكة فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة
– ومن رأى سمكة خرجت من ذكره ولدت له بنت والسمكة الحية الطرية بكر وصيد السمك في البر ارتكاب فاحشة وقيل إنه خبر سار وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد ومن الماء الصافي رزق أو يولد له ابن سعيد ومن أكل سمكا حيا نال ملكا والسمك المشوي الطري غنيمة وخير لقصة مائدة عيسى عليه السلام وقيل هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو رزق واسع إن كان الرجل تقيا وإلا كانت عقوبة والمالح المشوي سفر في طلب علم أو حكمة لقوله تعالى (نسيا حوتهما)
– ومن رأی أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه يصلح مالا ينفعه وينفق على ذلك من مال شريف ویتعب فيه حتی یصیر مالا لذیذا شریفا (وحکي) أن رجلا تی ابن سیرین
فقال رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل آنا وخادمي من ظهرها وبطنها فقال فتش خادمك فإنه
يصيب من أهلك ففتشه فاذا هو رجل
(السلحفاة) امرأة تتعطر وتزين وتعرض نفسها على الرجال وقيل السلحفاة قاضي القضاة لأنه أعلم أهل البحر و أورعهم
– ومن رأى سلحفاة في مزبلة مستخفا بها فإن هناك عالما ضائعا لجهل أهل ذلك الموضع به وقيل هو رجل عالم عابد قارئ وأكل لحمه مال وعلم وهي من الممسوخ
(السرطان) رجل كياد هيوب رفيع الهمة وأكل لحمه استفادة مال وخير من أرض بعيدة وقيل من رأى السرطان نال مالا حراما
(الدعموص) مسخ وهو في التأويل رجل ملعون نباش
(التمساح) شرطي لأنه أشر ما في البحر لا يأمنه عدو ولا صديق وهو لص خائن بمنزلة السبع ويدل أيضا على التاجر الظالم الخائن فمن رأى أن تمساحا جره إلى الماء وقتله فيه فإنه يقع في يد شرطي يأخذ ماله ویقتله فان سلم فانه یسلم
(الضفدع) رجل عابد مجتهد في طاعة الله وأما الضفادع الكثيرة في بلدة أو محلة فهو عذاب ومن أكل لحم ضفدعة أصاب منفعة من بعض أصحابه
– ومن رأى ضفدعا كلمه أصاب ملكا والضفدع أطفأً نار نمرود.
الباب السادس والثلاثون : رؤيا أدوات الصيد والشباك والفخاخ والشصوص والمصايد وقوس البندق
الشبكة في يد المسافر تدل على رجوعه والمهموم تدل على زيادة همه وشدته وأما للصيادين فتدل على خير ومنعة وأما الفخ فمن رأى أنه صاد عصفورا بفخ فإنه رجل فاسد الدين يمكر برجل عظيم لأن الخشب نفاق والفخ مكر والعصفور رجل وقضبان الدبق تدل على الآبق انه يوجد وفيمن أهلك شيئا على رجوع ذلك الشىئ إليه ولمن يرجو شينئا يتوقعه أن رجاءه يتم والشص وجميع الآلات التي يصاد بها في خديعة ومكر وأما قوس البندق فالرمي به في البرية غنيمة مال حلال وفي البلد كذب وبهتان وغيبة والرامي به على باب السلطان غماز ورامي الحمامة قاذف امرأة
– ومن رأى آنه يرمي بقوس البندق بنبل فإنه يتكلم بكلام في غير موضعه فإن أصابت رميته قبل منه فان أخطأت کان كلامه وبالا عليه (وحکي) آن رجلا تی ابن سيرين فقال رأيت أني أرمي بقوس جلاهق وأنا أخطئ وأصيب فقال اتق الله فإنك تغتاب الناس.
الباب السابع والثلاثون : رؤيا الهوام والحشرات ودواب الأرض
أما الحيات فإنها أعداء وذلك أن إبليس اللعين توصل بها إلى آدم عليه السلام وعداوة كل حية على قدر نكايتها وعظمها وسمكها وربما كانت كفارا وأصحاب بدع لما معها من السم وربما دلت على الزناة ولدغهم وطبعهم وربما أخذت الحيات من اسمها مثل أن ترى في الفدادين أو تنساب تحت الشجرة فإنها مياه وسيول وقد شبهوا نفخها بحسو الماء وقد تكون الحية سلطانا وقد تكون زوجة وولدا لقوله تعالى (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) ومن قاتل الحية أو نازعها قاتل عدوا فان قتلها ظفر بعدوه وإن لدغته ناله مكروه من عدوه بقدر مبلغ النهشة وأكل لحمها مال من عدو وسرور وغبطة وان قطعها نصفين انتصف من عدوه ومن كلمته الحية بكلام لين ولطف أصاب خيرا يعجب الناس منه فإن رأى حية ميتة فهو عدو يكفيه الله شره بغير حول ولا قوة وبيضها أصعب الأعداء وسودها أشدهم فإن رأى أنه ملك من سود الحيات العظام جماعة قاد الجيوش ونال ملكا عظيما فإن أصاب حية ملساء تطيعه ولا غائلة ولا سلاح يؤذي أصاب كنزا من كنوز الملوك وربما كانت جده إذا كانت بهذه الصفة ومن تخوف حية ولم يعاينها فهو أمن له من عدوه ومن عاينها وخافها فهو خوف وكذلك كل خوف وكذا كل شئ يخافه ولا يعاينه وخروج الحية من الإحليل ولد ومن أدخل حية بيتا مكر به عدوه فمن رأى آنه أخذها فإنه يصير إليه من مال عدو في أمن لقوله تعالى (خذها ولا تخف) والحية الصغيرة ولد وان رأى الحيات تقتتل في السوق وقعت الحرب وظفر بالأعداء والحية سلطان كتوم العداوة فإن رأى حية تخرج من ذكره مرة وترجع إليه مرة فإنه يخونه والحية امرأة فمن رأى آنه قتل حية على فراشه ماتت امرآته فان رأى في عنقه حية فقطعها ثلاث قطع فإنه يطلق امرأته ثلاثا وقوائم الحية وأنيابها قوة العدو وشدة كيده ومن تحول حية فإنه يتحول من حال إلى حال ويصير عدوا للمسلمين فإن رأى بيته مملوءا من الحيات لا يخافها فإنه يؤوي في بيته أعداء المسلمين وأصحاب الأهواء والحيات المائية مال فان رأى فى جيبه أو كمه حية صغيرة بیضاء لا يخافها فإانها جده فان رأى حية تمشي خلفه فان عدوه یرید أن يمکر به فان مشت بين يديه أو دارت حوله فانهم أعداء یخالطونه ولا یمکنهم مضرته فان رأی حیات تدخل بیته وتخرج من غير مضرة فإنهم أعداؤه من أهل بيته وقراباته فإن رآها في غير بيته فالأعداء غرباء ولحم الحية وشحمها مال عدو حلال وترياق من عدو
فإن رأى الحيات تقاتل في كل ناحية فقتل منهن حية عظيمة فإنه يملك تلك البلدة فإن كانت الحية المقتولة مثل سائر الحيات قتل أحد جنود الملك فإن كانت الحية تصعد في علو أصاب راحة وفرحا وسرورا فإن رأى حية تنحدر من علو مات رئيس في ذلك المكان فإن رأى حية خرجت من الأرض فهو عذاب في ذلك الموضع فإن رأى بستانه مملوءا حيات فإن البستان ينمو والنبات الذي فيه يزيد ويحيا (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن حية تسعى وأنا أتبعها فدخلت جحرا وفي يدي مسحاة فوضعتها على الحجر فقال أتخطب امرأة قلت نعم فقال انك ستتزوجها وترتها فتزوجها فماتت عن سبعة آلاف درهم ورأى آخر كأن بيته مملوء حيات فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تؤو عدو المسلمين وجاءته امرأة فقالت يا أبا بكر امرأة رأت جحرين خرج منهما حيتان فقام إليهما رجلان واحتلبا من رأسيهما لبنا فقال ابن سيرين الحية لا تحلب لبنا إنما السم وهذه امرأة يدخل عليها رجلان من رؤوس الخوارج يدعوانها إلى مذهبهما وإنما يدعوانها الى شتم الشيخين رضي الله عنهما وأما حيات البطن فهم الأقارب وخروجها من الرجل مصيبة في قريب الرجل (وأما التنين) فمن رأى أنه تحول تنينا طال عمره ونال سلطانا فإن أكل لحم تنين نال مالا من الملك والتنين رجل عدو كاتم العداوة وان كان له رؤوس كثيرة فإنه يكون له فنون كثيرة في الرداءة والشر والسوء فإن كان له راسان او ثلاثة أو أربعة إلى أن يبلغ سبعة رؤوس فكل رأاس من رؤوسه بليه وفن من الشر فاذا صارت سبعة رووس فليس له نظیر في کمال شره وعداوته ولا یطاق ولا یقوی به ودل
هذا الحيوان في المرضى على الموت (والضب) رجل من الممسوخ وهو بدوي قتال ورؤيته في المنام مرض (وأما العقرب) فمن الممسوخ وهو رجل نمام يقتل بعض أقربائه فإن رأى كأن عقربا أحرقت بالنار فإنه يموت عدو له فإن رأى أنه أخذ عقربا فطرحها على امرأته فإنه يرتكب منها فاحشة والجرارة أشد عداوة وقيل العقرب مال وقتلها مال يذهب منه ثم يرجع إليه ولدغها مال لا بقاء له فان رأی في سراويله عقربا دل على فساد امرأته وكذلك إن رآها على فراشه وان رأى أنه بلع عقربا فانه يفضي سره إلى عدوه فإن رأى في بطنه عقارب فهم أعداؤه من أقربائه فإن أكل لحم عقرب نيئا نال مالا حراما من عدو نمام بسبب ارث أو غيره وشوكة العقرب لسان الرجل النمام والعقرب في الأصل عدو لا يحرز لبذاءة لسانه وجميع الحشرات المؤذية أعداء على قدر نكاياتها
(الوزغة) رجل ضال خامل يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف
(العظاية) إنسان سوء يفسد في الناس فمن قتلها ظفر بإنسان كذلك ومن أكل لحمها مطبوخا أكل من مال ذلك الإنسان فإن كان نيئا اغتابه (والعلق) في التأويل العيال وهو الذي يرشف دم الإنسان (والحرباء) تذم للملك كصاحب حرب يهيجها بين الناس (والأرضة) أجير أو جار أو خادم لص يسرق قماشات البيت قليلا قليلا (وبنات وردان) عدو ضعيف
الع زخل فود قفن طاح فر ل ال من فن ا من رشن هي و مات مال حرام
(الخنفساء) عدو ثقيل قذر (دابة الأذن) عدو للرؤساء
(الدود) في البطن عياله الذين هم سدس ماله (دود القز) رعية السلطان (سوس) رجل نمام ساع
(العنكبوت) من الممسوخ ويدل على امرأة ملعونة تهجر فراش زوجها ورؤية نسجها وبيتها اقتناء امرأة بلا دين
– ومن رأی عنکبوتا فإنه یری رجلا مكايدا ضعيفا متوريا جديد العهد
(الفأرة) امرأة فاسقة أو سارقة أو لها سريرة فاسدة وان كانت جماعة وألوانها مختلفة سود وبيض فهي الليالي والأيام تقرض الأعمار والأبدان في غفلة واستتار والجرذ منها كذلك لا خير فيه وقيل هو لص نقاب وقد قيل الفار يدل على العيال وعلى المماليك وقيل إن خروج الفار من الدار زوال النعمة وقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني وطئت فأرة خرجت من إستها تمرة فقال ألك امرأة فاسقة قال نعم قال تلد لك ولدا صالحا
(اليربوع) من الممسوخ وهو رجل حلاف كذاب
(القنفذ) مسخ وهو رجل ضيق القلب قليل الرحمة سريع الغضب
(القمل) إذا كانت في الثياب الجدد فإنها زيادة دين وإذا كانت على الأرض فإنها قوم ضعاف فإن دبت حواليه فإانه يصاحب قوما ضعافا لا يناله منهم مضرة وقرص القملة طعن عدو ضعيف
– ومن رأى كأن قملة كبيرة خرجت من جسده وذهبت عنه دل على نقص حياته وقيل إن القمل العيال والإحسان إليهم وقيل إن القمل يدل على الهموم والحبس وهو زيادة مرضه وأكلها غيبة والكبار منها عذاب وقيل هو جيش الملك وعيال الرجل ومن التقط القمل من ثوبه فإنه يكذب عليه كذب فاحش فأما القمل الكثير فإنه عذاب لأنه من آيات موسى عليه السلام وأما النمل الكثير فجند ورؤيتها على الفراش أولاد ورؤية النمل تدل على نفس صاحب الرؤيا وقيل تدل على قراباته وقيل أن خروج النمل من جحرها غم ورؤية النمل تدل على موت المريض ومعرفة كلام النمل ولاية لقصة سليمان عليه السلام
– ومن رأی النمل یدخل داره بالطعام یکثر خير داره
– ومن رأى النمل يخرج بالطعام من داره افتقر وخروج النمل من الأنف أو الأذن أو غيرهما من الأعضاء يدل على موت صاحب الرؤيا شهيدا إذا رأى نفسه تفرح بخروجها فإن كان يسؤوه خروجها فيخشى عليه والنمل إنسان ضعيف حريص والكثير منه جند أو ذرية أو مال أو طول الحياة
– ومن رأى النمل يدخل قرية أو بلدا دخل ذلك البلد جند فإن خرجوا منها فإنهم يتحملون منها فإن رأى أن النمل هارب من بلد أو بيت فإن اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئا ويكون هناك عمارة لأن النمل والعمارة لا يجتمعان وكثرة النمل في بلد من غير أضرار بأحد يدل على كثرة أهل البلد (وأما اليسروع) وهو دود أخضر فإنه رجل يتحلى بالدين ويدخل في أموال الرؤساء والتجار ويسرق فليلا قليلا ولا يتهم بذلك لحسن ظاهره (وخشاش الأرض) كله يدل على أوغاد الناس وعامتهم وشرارهم وكل حيوان على نعمته وطبعه وعمله وضرره وعداوته والنمل لصوص وكو اسب.
الباب الثامن والثلاثون : رؤيا السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والحساب والبرد والثلج والجمد
(السماء) تدل على نفسها فما نزل منها أو جاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند الله ليس للخلق فيه تسبب مثل أن يسقط منها نار في الدور فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت وان سقطت منها نار في الأسواق عز وغلام يباع بها من المبيعات وان سقطت في الفدادين والانادر وأماكن النبات آذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد وإن منها ما يدل على الخصب والرزق والمال كالعسل والزيت والتبن والشعير فإن الناس يمطرون أمطار نافعة يكون نفعها في الشىئ النازل من السماء وربما دل السماء على حشم السلطان لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها وضعفهم عن الخروج من تحتها فما رؤي منها وفيها أو نزل بها عليها من دلائل الخير والشر وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله فمن صعد إليها بسلم أو سبب نال مع الملك رفعة وعنده حظوة وإن صد إليها بلا سبب ولا سلم ناله خوف شديد من السلطان ودخل في غرر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه وإن كان ضميره استراق السمع تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر فإن عاد إلى الأرض نجا مما دخل فيه وان سقط من مکانه عطب في حاله على قدر ما آل في سقوطه وما انکسر له من أعضائنه وان كان الواصل إلى السماء مريضا في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته وصعدت روحه كذلك إلى السماء وان رجع إلى الأرض بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجو إن شاء الله إلا أن يكون في حين نزوله أيضا في بئر أو حفير ثم لم يخرج منه فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام لان الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تصعد أرواحهم إليها وأما رؤية الأبواب فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك فإن كان الناس في جدب مطروا مطرا وابلا قال الله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) ولا سيما أن نزل منها ما يدل على الرحمة الخصب كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر وأما إن رمي الناس منها بسهام فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون فتحت أبوابه عليهم وان كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه وان كانت قصدها إلى الأسماع والأبصار فهي تطيش سهامها يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره وان كانت تقع عليهم بلا ضرر فيجمعونها ويلتقطونها فغنائم من عند الله كالجراد وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاده ونحوه أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه وأما دنو السماء فيدل على القرب من الله تعالى “من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا” وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي يقبل دعاؤه ويستجاب لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد وكل من هو فوقك بدرجة الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة في منامه وما وقع في ضميره وأما سقوط السماء على الأرض فربما دل على هلاك السلطان إن كان مريضا وعلى قدومه إلى تلك الأرض إن كان مسافرا وقد يعود أيضا ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة وان كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن والعرب تسمي المطر سماء لنزوله منها ومن سقطت السماء عليه خاصة أو على أهله دل على سقوط سقف بيته عليه لأن الله تعالى سمى السماء سقفا محفوظا وان كان من سقطت عليه في خاصيته مريضا في يقظته مات
ورمي في قبره على ظهره إن كان لم يخرج من تحتها في المنام ومن صعد السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره ونال مع ذلك شرفا وذكرا
– ومن رأى أنه في السماء فإانه يأمر وينهي وقيل إن السماء الدنيا وزارة لأنها موضع القمر والقمر وزير والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة رياسة وكفاية لأن السماء الثانية لعطارد
– ومن رأى أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وسرورا وجواري وحليا وحللا وفرشا ويستغني ويتنعم لان سيرة السماء الثالثة للزهرة
– ومن رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكا وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لان سيرة السماء الرابعة للشمس فإن رأى أنه في الخامسة فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالا أو حربا أو صنعة مما يناسب إلى المريخ لان سيرة السماء الخامسة للمريخ فإن رأى أنه في السماء
السادسة فإنه ينال خيرا من البيع والشراء لان سيرة السماء السادسة للمشتري فإن رأى أنه
في السماء السابعة فإنه ينال عقارا وأرضا ووكالة وفرحة وزراعة ودهنقة في جيش طويل لأن سيرة السماء السابعة لزحل فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلا فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه فإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك
– ومن رأى أن السماء أخضرت فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة فإن رأى أن السماء اصفرت دل على الأمراض فإن رأى أن السماء من حديد فإنه يقل المطر وإن رأى أنه خر من السماء فإنه يكفر وان انشقت السماء وخرج منها شيخ فهو جدب تلك الأرض ونيلهم مخصبا فان خرج شاب فإنه عدو يظهر ويسئ إلى أهل تلك المواضع أو يقع بينهم عداوة وتفريق وان خرج غنم فإنه غنيمة وإن خرج إبل فإنهم يمطرون ويسيل فيهم سيل وإن خر ج فيهم سبع فإنهم يبتلون بجور سلطان ظلوم
–ومن رأى أن السماء صارت رتقاء فإنه يحبس المطر عنهم فإن انفتقت فإن المطر يكثر
بوشن راي الشتماء انه اطي آم و لاله والنظر إلى الشماء ملك من ملوك سافن شر إلى ناحية المشرق فهو سفر وربما نال سلطانا عظيما فإن رأى أنه سرق السماء وخبأها في جرة فإنه يسرق مصحفا ويدفعه إلى امرأته ٠
– ومن رأى أنه يصعد إلى السماء من غير استواء ولا مشقة نال سلطانا ونعمة وأمن مكايد عدوه فإن رأى أنه أخذ السماء بأسنانه فإانه تصيبه مصيبة في نفسه أو نقصان في ماله ويريد شینا لا تبلغه يده وان رأى أنه دخل السماء ولم يخرج منها فإنه يموت أو يشرف على الهلاك فان رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل فإنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكورا بين الناس فإن رأى كأنه استند إليها فإنه ينال رياسة وظفرا بمخالفيه (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم رفع أحدهم إلى السماء ثم حبس الآخر بين السماء والأرض وأكب الآخر على وجهه ساجدا فقال ابن سيرين أما الذي رفع إلى السماء فهي الأمانة رفعت من بين الناس وأما المحتبس بين السماء والأرض فهي الأمانة تقطعت وأما الساجد فهي الصلاة إليها منتهى الأمة
(الهواء) ربما دل على اسمه فمن رأی نفسه فيه قائما أو جالسا او ساعيا فيکون على هوی من دينه أو في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدل عليه عمله في الهواء أو حاله في اليقظة وآماله فإن كان في بدعة فهو بدعته وان كان مع سلطان كافر فسد دينه وإلا خيف على روحه منه فإن كان في سفينة البحر خيف عليه العطب وان كان في سفر ناله فيه خوف وان
كان مريضا اشرف على الهلاك وان سقط من مکانه عطب في حاله وهوی في أعماله لقوله تعالى (تهوى به الريح في مكان سحيق) فان مات في سقطته كان ذلك أدل على غاية بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك وأما أن يبنى في الهواء بنيانا أو يضرب فيه فسطاطا أو يركب فيه دابة وعجلة فان كان مريضا مات أو عنده مريض مات وذلك نعشه وقبره فان كان أخضر اللون كان شهيدا وان رأى ذلك السلطان أو أمير أو حاكم عزل عن عمله أو زال سلطانه بموت أو حياة وان رأى ذلك من عفد نكاحا أو بنى بأهله فهو في غرر معها وفي غير أمان منها وان رأى ذلك من هو في البحر عطبت سفينته أو أسره عدوه أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين وقد يدل ذلك على عمل فاسد عمله على غير علم ولا سنة إذالم يكن بناء على أساس ولا كان سرداقه أو فسطاطه على قرار وأما الطيران في الهواء فيدل على السفر في البحر أو في البر فان كان ذلك بجناح فهو أقوى لصاحبه واسلم له وأظهر فقد يكون جناحه مالا ينهض به وسلطانا يسافر في كنفه وتحت جناحه وكذلك السباحة في الهواء وقد يدل أيضا إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبه أو سفر في غير أوان السفر في بر او بحر
– ومن رأى أنه طار عرضا في السماء سافر سفرا بعيد ونال شرفا وأما الوثب فدال على النقلة فيما هو فيه أما من سوق إلى غيره أو من دار إلى محلة أو من عمل إلى خلافه على قدر المكانين فإن وثب من مسجد إلى سوق آثر الدنيا على الآخرة وان كان من سوق إلى مسجد فضل ذلك وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال فيكون أضغائثا ومن وثب من مكان إلى مكان تحول من حال إلى حال والوثب البعيد سفر طويل فإن أعتمد في وثبه على عصا أعتمد على رجل قوي وأما ألوان الهواء فان اسودت عين الراني حتى لم ير السماء فان كانت الرؤيا في خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء فإن لم يخصه برئيس عمي بصره وحجب عن نور الهدى نظره فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكون ويتضرعون نزلت بهم شدة على قدر الظلمة أما فتنة أو غمة أو جدب وقحط وكذلك احمراره والعرب تقول لسنة الجدب سنة غبراء لتصاعد الغبار إلى الهواء من شدة الجدب فيكون الهواء في عين الجائع ويتخيل له أن فيه دخانا فكيف إذا كان الذي أظلم الهواء منه دخانا فإنه عذاب من جدب أو غيره وأما الضباب فالتباس وفتنة وحيرة تغشى الناس وأما النور بعد الظلمة لمن رآه للعامة ان كانوا في فتنة أو حيرة اهتدوا واستبانوا وانجلت عنهم الفتنة وان کان عليهم جور ذهب عنهم وان كانوا ف جدب فرج عنهم وسقوا وخصبوا ويدل للكافر على الإسلام وللمذنب على التوبة وللفقير على الغنى وللأعزب على الزوجة وللحامل على ولادة غلام إلا أن تكون حجته في تختها أو صرته في ثوبها أو أدخلته في جيبها فيولد لها جارية محجوبة جميلة وأما الليل والنهار فسلطانان ضدان يطلبان بعضهما بعضا والليل كافر والنهار مسلم لآنه يذهب بالظلام والله تعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات وعن دينه بالنور وقد يدلان على الخصمين وعلى الضرتين وربما دل الليل على الراحة والنهار على التعب والنصب وربما دل الليل على النكاح والنهار على الطلاق وربما دل الليل على الكساد وعطلة الصناع والسفار والنهار على النفاق وحركة الأسواق والأسعار وربما دل الليل على السجن لأنه يمنع التصرف مع ظلمته والنهار على السراج والخلاص والنجاة وربما دل الليل على البحر والنهار على البر وربما دل الليل على الموت لان الله تعالى يتوفى فيه نفوس النيام والنهار على البعث وربما دلا جميعا على الشاهدين العدلين لأنهما يشهدان على الخلق فمن رأى الصبح قد أصبح فإن كان مريضا انصرم مرضه بموت أو عافية فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس أو ركب إلى سفر أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته وحسن ما يقدم عليه من الخير وضياء القبر وان استقى ماء أو جمع طعاما أو اشترى شعيرا فإن الصبح فرجه مما كان فيه من الغلة وان رأى ذلك مسجون خرج من السجن وان رأى ذلك معقول عن السفر في بر أو بحر ذهبت عقلته وجاءه سراحه وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته لان
النهار يفرق بين الزوجين والمتآلفين وان رأى ذلك مذنب غافل بطال أو كافر ذو هوى تاب من حاله واستيقظ من غفلاته وظلماته وإن رأى ذلك محروم أو تاجر قد كسدت تجارته وتعطل سوقه تحركت أسواقهما وقويت أرزاقهما وإن رأى ذلك من له عدو كافر يطلبه أو خصم ظالم يخصمه ظفر بعدوه واستظهر بالحق عليه وإن رأى ذلك للعامة وكانوا في حصار وشدة أو جور أو جدب أو فتنة خرجوا من ذلك ونجوا منه وكذلك دخول الليل على النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس وما في اليقظة
ومن رأى كأن الدهر كله ليل لا نهار فيه عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت وإن رأى أن الدهر كله ليل والقمر والكواكب تدور حول السماء عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتب والظلمة ظلم وإذا كان معه الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك وقال بعضهم طلوع الفجر يدل على سرور وأمن وفرج من الهموم وأول النهار يدل على الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا ونصف النهار يدل على وسط الأمر وآخر النهار يدل على آخر الأمر
– ومن رأی آنه ضاع شئ له فوجده عند انفجار الصبح فإنه یثبت على غریمه ما یکره بشهادة الشهود لقوله تعالى (إن قرآن الفجر كان مشهودا)
– ومن رأى أن الدهر كله نهار لا ليل فيه والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء دل ذلك على أن السلطان يفعل برأيه ولا يستشير وزيرا فيما يريد من الأمور والنور هو الهدى من الضلال وتأويله بضد الظلام (ورأت) آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه كأن نورا خرج منها أضاءت قصور الشام من ذلك النور فولدت النبي صلى الله عليه وسلم
(الشمس) في الأصل الملك الأعظم لأنها أنور ما في السماء من نظرائها مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها وربما دلت على ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه وهو ملك الملوك وأعظم السلاطين لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدبر السماء ومن فيها والأرض ومن عليها وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو ولده أو زوجها إن كانت امرأة وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته أو أمة أو زوجة الرائي أو أمه أو ابنته أو جمالها والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال وقد قيل أنها كانت في رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه وقيل بل على خالته زوجة أبيه وقيل بل جدته وقيل بل كانت دالة على أبيه والقمر على أمه وكل ذلك جائز في التعبير فإن دلت الشمس على الوالد فلفضلها على القمر في الضياء والإشراق وان دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر فما رؤي في الشمس من حادث عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشواهدها وان رؤيت ساقطة إلى الأرض أو ابتلعها طائر أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء أو دخلت في بنات نعش مات المنسوب إليها وان رأى بها كسوة أو غشيها سحاب أو تراكم عليها غبار أو دخان نقص نورها أو رؤيت تموج في السماء بلا استقرار كان ذلك دليلا على حادث يجري على المضاف إليها إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق إلا أن يكون من دلت عليه مريضا في اليقظة فإن ذلك موته وان رآها قد اسودت من غير سبب غشيها ولا كسوف فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجوره أو على كفره وضلالته وان خذها في کفه أو ملڪها في حجره أو نزلت عليه في بيته بنورها وضيائها تمکن من سلطانه وعزه وملكه إن كان ممن يليق به ذلك أو قدوم رب ذلك المنزل إن كان غائبا سواء رأی ذلك ولده أو عبده أو زوجته لانه سلطان الجميع وقيم الدار وإلا ولدت الحامل إن كانت له جارية أو غلاما ويفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا مثل أن يأخذها فيسترها
تحت ثوبه أو يدخلها في وعاء من أوعيته فيشهد ذلك فيها بالإناث المستورات ويكون من تدل عليه جميلا مذكورا بعلم أو سلطان وان كانت في هذه الحالة مظلمة ذاهبة اللون غدر بالملك في ملکه أو في أهله إن لاق ذلك به وإلا تسور عليه سلطان أو عدا عليه عامل أو قدم غائب أو مات من عنده من المرضى والحوامل أو سقط جنينها أو ولدت ابنا ويفرق بين هذه الوجوه بزيادة الأدلة وان رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها وراجعة إلى المكان الذي منه طلوعها ظهرت آية وعبرة يستدل على ماهيتها بزيادة أدلتها وربما دل ذلك على رجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور على قدر منفعة طلوعها ومغيبها وأوقات ذلك وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنه حمل على موت الجنين من بعد ظهوره وربما دل على قدوم الغائب من سفره بالأموال العجيبة وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه وربما دل على من أسلم من كفره أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته وان رأى ذلك من يعمل أعمالا خفية صالحة أو رديئة دل على سترته وإخفاء أحواله ولم تكشف أستاره لذهاب الشمس عنه إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلة زوجة واشترى سرية فإن الزوجة ترجع إلى أهلها والسرية تعود إلى بائعها وقد يدل أيضا طلوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها ولمن عنده حبلی على خلاصها ولمن تعدرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصار والغسال وضراب اللبن وأمثال ذلك ولمن كان مريضا على موته لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قوله تعالى (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا. ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) ولمن كان في جهاد أو حرب على النصر لأنها عادت ليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له حتى أظهره الله عليهم ولمن كان فقيرا في يوم الشتاء على الكسوة والغنى وفي يوم الصيف على الغم والمرض والحمى والرمد وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن من أجل مصاحبة لسلطان أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته
– ومن رأى أنه تحول شمسا أصاب ملكا عظيما على قدر شعاعها ومن أصاب شمسا معلقة بسلسلة ولى ولاية وعدل فيها وان قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان
– ومن رأى أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب فإن كان أهلا للملك نال ملكا عظيما وإلا رزق علما يذكر به في جميع البلاد
– ومن رأى أنه ملك الشمس وتمكن منها فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه فإن كان واليا نال قوة في ولايته وان كان أميرا نال خيرا من الملك الأعظم وإن كان من الرعية رزق رزقا حلالا وان كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها
– ومن رأى الشمس طلعت في بيته فإن كان تاجرا ربح في تجارته وان كان طالبا للمرأة أصاب امرأة جميلة وان رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها وضوء الشمس هيبة الملك وعدله ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان
– ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده فإنه ينال أمرا جسيما ودنيا شاملة وان طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقا حلالا من قبل الزراعة فان طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمون أصابه برص وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه
– ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس فإنه يموت فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جيبها وهو طوقها ثم خرجت من ذيلها فإنها تتزوج ملكا ويقيم معها ليلة فإن طلعت على فرجها
فإنها تزني فإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها فإنه يموت فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب فإنه يكون أسيرا مع الملك فان رأى أن الشمس تحولت رجلا كهلا فان السلطان يتواضع لله تعالى ويعدل وينال قوة وتحسن أحوال المسلمين فان تحولت شابا فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان فان رأى نارا خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها فإن الملك يهلك أقواما من حاشيته فإن رأى الشمس أحمرت فإنه فساد في مملكته فإن رآها اصفرت مرض الملك فإن اسودت يغلب وتنم عليه آفة فإن رأى آنها غابت فإنه مطلبه ومنازعة الشمس الخروج على الملك و نقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر فإنه يخرج على الملك خارجي فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمسا صحيحة فإن الخارجي يأخذ البلد كله فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمسا كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي فان صار كل واحد من النصفين شمسا بمفرده فان الخارجي يملك مثل ما مع الملك يصير نظيره ويأخذ نصف مملكته فإن رأى الشمس سقطت فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين فإن رأى کأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها نال هل الدار عزة وكرامة ورزقا
– ومن رأى أنه ابتلع الشمس فإنه يعيش عيشا مهموما فإن رأى ذلك ملك مات ومن أصاب من ضوء الشمس آتاه الله كنزا أو مالا عظيما
– ومن رأی الشمس نزلت على فراشه فإنه یمرض ویلتهب بدنه فان رأی کأنه يفعل به خیرا دل على خصب ويسار ويدل في كثير من الناس على صحة من أخذ منه الشمس شيئا أو أعطته شينا فليس بمحمود ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيئتها وعادتها وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار ومن وجد حر الشمس فاوى الى الظل فإنه ينجو من حزن ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة فان الملك يضطر إليه في أمر من الأمور (وحكي) أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب فكان شطر مع الشمس وشطر مع القمر فقص رياه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له مع أيهما كنت قال مع القمر فقرأ عمر (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) وصرفه عن عمل حمص فقضى أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل
– ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها وكان لها نور وشعاع فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء فإن لم يكن نور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه فإن والديه راضيان عنه فإن لم يكن لهما شعاع فانهما ساخطان عليه فان رأی شمسا وقمرا عن یمینه وشماله أو قدامه أو خلفه فانه يصیبه هم وخوف أو بلية وهزيمة يضطر معها إلى الفرار لقوله تعالى (وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر) وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا وکسوف الشمس حدث بالملك
– ومن رأى سحابا غطى الشمس حتى ذهب نورها فان الملك يمرض فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه فإن الملك يموت وربما كانت الشمس عالما من العلماء فإن انجلى
السحاب انجلى الغم عنه
(القمر) في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم والنجوم حوله جنوده ومنازله ومساکنه او زوجاته وجواریه وربما دل على العالم والفقيه وکل ما يهتدي به من الادلة لاآنه يهدي في الظلمات ويضى في الحنادس ويدل على الولد والزوج والسيد وعلى الزوج
والابنة لجماله ونوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس وربما دل على الزيادة والنقص لانه يزيد وينقص كالاموال والأعمال والابدان مع ما سبق من لفظ المرور مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو اتی به إليه فانه يفيق من علته ويسلم من مرضه وان کان في نقصان الشهر ذهب عمره وقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر فربما كان أياما وربما كان جمعا أو شهورا أو أعواما بأدلة تزداد عند ذلك في المنام أوفي اليقظة وإن نزل في أول الشهر أو طلع من غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره وان كان ذلك في آخر الشهر بعد سفره تغرب عن وطنه ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجا بقدر ضوئه ونوره رجلا کان أو امرأة (رأت) عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه فقال لها إن صدقت رؤياك يدفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض فإن رأى القمر غاب فإن الأمر الذي طالبه من خير أو شر قد انقضى وفات فأن رآه طلع فإن الأمر فی أوله
– ومن رأى القمر تاما منيرا في موضعه من السماء فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان ومن نظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فإنه يموت
– ومن رأى كأنه تعلق بالقمر نال من السلطان خيرا – ومن رأى كأن القمر أظلم والرائني ملك فإن رعيته يؤذونه وينكرون أمره – ومن رأى القمر صار شمسا فان الراني يصيب خيرا وعزا ومالا من قبل أمه أو امرأته
– ومن رأى القمر موافقه وهو موافق القمر فإنه يدل على المسافرين والملاح والمنجم لرطوبته وحركته ولان المنجم يعرف ما يحتاج اليه القمر (وحكي) أن ابن عباس رضي الله ٍ عنهما رأى في المنام كان قمرا ارتفع من الأرض إلى السماء باشطان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك ابن عمك يعني نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكى التحيات (وحكي) أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغدى فقالت رأيت كأن القمر داخل في الثريا ومناديا ينادي أن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك فقبض يده عن الطعام وقال لها ويلك كيف رأيت فأعادت عليه فأربد لونه وقام وهو آخذ ببطنه فقالت أخته مالك فقال زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيام فمات في السابع (ورأى) رجل كأنه نظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ونظر إلى الأرض فرأى القمر قد تلاشى فقص رؤياه على معبر فقال إن كان صاحب هذه الرؤيا رجلا فإنه صاحب كيمياء وذهب فيذهب ماله وان كان فقيرا فيسقط في الثرى وان رأت ذلك امرأة قتل زوجها (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأن القمر في دارنا قال السلطان ينزل بمصركم واحتجاب القمر بالحجاب يجري في ذلك مجرى الشمس
(الهلال) يدل أيضا على الملك والأمير والقائد والمقدم والمولود البارز من الرحم المستهل بالصراخ وعلى الخبر الطارئ والفتح القادم من الناحية التي طلع منها وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غيره مكانه أو كانت معه ظلمة أو مطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر وعلى قدوم الغائب وعلى صعود المؤذن فوق المنارة لأن الناس يشخصونه بالأبصار ويشيرون إليه بالأصابع ويجاوبونه بالتكبير والتهليل وعلى الخطيب فوق المنبر وعلى المصلوب الشريف وربما دل على تمام الآجال وآذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه وربما دل على الحج لمن رآه في اشهر الحج أو في ایامه إن کان في الرؤيا ما يؤيده من تلبية او حلق راس او عری او نحو ذلك لأن الأهلة مواقيت كما قال الله تعالى (يسألونك عن الأهلة) فمن رأى هلالا طلع من مشرق
أو مغرب والناس ينظرون إليه بعد أن لا يكون ذلك أول ليلة من الشهر أو آخر ليلة منه فإنه خير أو فتح يأتي للناس بأمر مشهور من تلك الناحية التي طلع منها فان كان ضياء ونورا وكان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه فإنه أمر صالح فكيف أن كانت أقباس النور تقذف منه وان كان مظلما أو مخلوقا من نحاس أو في صفة حية أو عقرب فلا خير فيه فإن زاد كبره أو مشى في السماء دام ذلك وانتشر وان ذهب وتلاشى واضمحل وغاب عن الأبصار ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أو بطلانها فان دل على الثائر دل على دماره وهلاكه وتلاشي أمره وان انفرد برؤيته في بيته أو دون الجماعة والجامع أو رآه نزل إليه أو قبض عليه أو وقع في حجره قدم غائبه إن كان ذلك في إقبال ذلك الهلال وإلا بعدت شقته وطالت سفرته وان كان عنده مريض أو حمل أو مسجون عبرت عنه كالذي قدمناه في القمر وقال بعضهم من رأى هلالا قد رآه موافقا ولد له ولد مبارك أو ولي ولاية جليلة وان كان تاجرا ربح في تجارته والأهلة المجتمعة حج لقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة)
– ومن رأى الهلال أحمر فإن امرأته تسقط سقطا وان رأى الهلال وقع على الأرض هلك رجل عالم أو ولد له فإن رأى الناس يلتمسون الهلال لا يجدونه ولا يراه أحد سواه فإنه يموت وقال بعضهم من رأى الهلال نصر على عدوه وظفر به (وأما النجوم) فإنها تدل على عالم الناس والمذكر منها رجال والمؤنث نساء والعظام منها أشراف الناس والصغار عامة أو صبيان أو عبيد ونجوم الهداية منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم وعلماء وفقهاء لقوله عليه السلام : أصحابي كالنجوم. والتي عبدت من دون الله وأفتتن بها خلق من خلق الله وما ذكر في الأخبار إنها مسخت كالشعري العبور والزهرة وسهيل رجال ونساء لا خير في أديانهم ولا أحوالهم فإن كان الراني سلطانا فالنجوم جنده وطلابه وإن كان عروسا فالنجوم رجاله وإن كان عروسة فالنجوم نساؤها فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجوم كان ذلك اختلافا أو حربا بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين والغالب منهما مغلوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك من الأرض وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبع كل واحد منهما وإن لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصيته أو في بیته وکان له زوجتان أو شريكا كان الاختلاف بينهما باللسان وباليد وإن رأت ذلك امرأة أو عبد أو رآهما يتقاتلان على رأسه أو سقطا كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو مع رجل شريف من جنسه وقد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه وقد يدل في المرأة على شر يدور بين ولديها أو بين بنتيها أو بين والدها وزوجها أو بين زوجها وأبنها إن كان احد النجمين أكبر من الأخر وأما سقوط النجوم في الأرض أو في البحر أو احتراقها في النار أو التقاط الطير لها فدلالة على موت يقع بين الناس أو قتل عل الكثرة والقلة وقد يقع ذلك في جنس دون جنس أن عرف الجنس الساقط من الكواكب وأما من ملك النجوم في حجره وكان يرعاها في السماء أو يديرها في الهواء فإن كأن أهلا للسلطان ناله وكان واليا على الناس أو قاضيا أو مفتيا وإن كان أوضع من ذلك فلعله ينظر في علم النجوم وأما سقوطها عليه أو على رأسه فإن كان مريضا مات وإن غريما عليه ديون منجمة أو كان عبدا مكاتبا حلت نجومه طولب بما عليه وكذلك إن رأى جسمه عاد نجوما أو رأسه فإن كانت النجوم له على الناس منجمة وصلت إليه واجتمعت له وكذلك لو كان يلتقطها من الأرض أو من السماء لدنوها منه وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه وإن سقط على حامل ولدت غلاما مذكورا شريفا إلا أن يكون من النجوم المؤنثة كبنات نعش والشعريين والزهرة فالولد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجوهره وقد يدل على موت الحامل إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالموت وأما رؤية الكواكب بالنهار فدليل على الفضائح والاشتهار وعلى الحوادث الكبار وعلى المصائب والبوار على قدر الرؤيا وعمومها وخصوصها وكثرة النجوم وقلتها قال النابغة الذبياني.
تبدو كواكبه والشمس طالعة * لا النور نور ولا الإظلام إظلام
– ومن رأى النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع فإنه يصيب فرحا وسرورا ويجتمع عنده أشراف الناس على السرور وإن لم يكن لها نور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم فإنه على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق فإن رأى أنه يسرق نجما من السماء فإنه يسرق من ملك شیئا له خطر ویستفقد رجلا شریفا
– ومن رأى انه تحول نجما فإنه يصيب شرفا ورفعة
– ومن رأى آنه أخذ كوكبا رزق ولدا شريفا كبيرا فإن رأى أنه مديده إلى السماء فأخذ النجوم نال سلطانا وشرفا
– ومن رأى سهيلا طلع عليه أصاب الأدبار إلى أخر عمره ومن طلعت عليه الزهرة ناله الإقبال وكذلك المشتري ومن ركب كوكبا أصاب سلطانا وولاية وخيرا ومنفعة ورياسة وقال بعضهم من رأى أن الكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنيا وإن كان فقيرا مات فإن رأى بيده کواکب صغارا فانه ينال ذکرا وسلطانا بین الناس
– ومن رأی کوکبا على فراشه فانه یصیر مذکورا ویفوق نظراءه أو یخدم رجلا شریفا
– ومن رأى الكواكب اجتمعت فأضاءت دل على انه ينال خيرا من جهة سفر فان كان مسافرا فإنه يرجع إلى أهله مسرورا وقال بعضهم من رأى الكواكب تحت سقف فهو دليل ردئ وتدل على خراب بیت صاحبها وتدل على موت رب البيت
– ومن رأى انه يأكل النجوم فانه يستأكل الناس ويأخذ أموالهم ومن أتلفها من غير أكل تداخل أشراف الناس في أمره وسره وربما سب الصحابة رضي الله عنهم فان امتص الكواكب فانه يتعلم من العلماء علما
(الثريا) هو رجل حازم الرأي يرى الأمور في المستقبل إذا طلع غدوة فهو أول الصيف وإذا كان سمت ر ءوس الناس بالغداة فانه وسط الصيف وإذا طلع عشاء فانه أول الشتاء وإذا دل على فساد الدين فهو رجل كاهن وإذا دل على التجارة فانه يصير فإن رأى الثريا سقطت فهو موت الانعام وذهاب الثمار والثريا مشتقة من الثرى وقيل أنها تدل على الموت لاسمها (والخامسة) السيارة فزحل صاحب عذاب الملك والمشترى صاحب الملك والمريخ صاحب حرب الملك والزهرة امرأة الملك وعطارد كاتب الملك وسهيل رجل عشار وكذلك كان ومسخ والشعري تعبد من دون الله سبحانه وتعالى وتأويلها أمر باطل وبنات نعش رجل عالم شريف لأنها من النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر
– ومن رأى الكوكب تناثرت من السماء فهو موت الملوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنود – ومن رأى كأن الفلك يدور به أو يتحرك فإنه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله
ومن تحول نجما من النجوم التي يهتدي بها فان الناس يحتاجون إليه في أمورهم وإلى تدبيره ورأيه
(الريح) تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدامه وأعوانه وقد كان خادما لسليمان عليه السلام وربما دلت على العذاب والحوائج والآفات لحدوثها عند هياجها وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها سيما ان كانت دبورا لأنها الريح التي هلكت بها عاد بها ولآنها ريح لا تلقح وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لان الله عز وجل يرسلها بشرا بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بامره فكيف بها ان كانت من رياح اللقاح لما يعود منها من صلاح النبات والثمر وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور. والعرب تسمي الصبا القبول لأنها تقابل الدبور ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمهما لكفى وربما دلت الريح على الأسقام والعلل الهائجة في الناس كالزكام والصداع ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة لأنها علل يخلقها الله عز وجل عند ريح تهب وهواء یتبدل أو فضل ينتقل فمن رأی ريحا تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز أو يسافر في البحر سليما إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله أو تنفق صناعته ان كانت كاسدة أو تحته ريح تنقله وترفعه رزق إن کان فقیرا وان کان رفعها إیاه وذهابها به مكورا مسحوبا وهو خائف مروع قلق أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازع وحس فإن كان في سفينة عطبت به وان كان في علة زادت به وإلا نالته زلازل وحوادث وأخرجت فيه أوامر السلطان والحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام فإن لم يكن شئ من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة زلازل مقلقة فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدار وتطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام فإنه بلاء عام في الناس أما طاعون أو سيل أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك فإن كانت الريح العامة ساكنة وكانت من رياح اللقاح فان كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم وريح السموم أمراض حارة والريح مع الصفرة مرض والريح مع الرعد سلطان جائر مع قوة ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا أو سافر سفرا لا يعود منه لقوله تعالى (أو تهوي به الريح في مكان سحيق) وسقوط الريح على مدينة أو عسكر فإن كانوا في حرب هلكوا والريح الهينة اللينة الصافية خير وبركة والريح العاصف جور السلطان والريح مع الغبار دليل الحرب
(المطر) يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف أن كان ماؤه لبنا أو عسلا أو سمنا ويدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى لأنه سبب ذلك کله وعنده یظهر فکیف ان کان قمحا أو شعيرا أو زيتا أو تمرا أو زبيبا أو ترابا لا غبار فيه ونحو ذلك مما يدل على الأموال والأرزاق وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حارا لان الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر كقوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) وربما دل على الفتن والدماء تسفك سيما إن كان ماؤه دما وربما دل على العلل والأسقام والجدري والبرسام إن كان في غير وقته في حين ضره لبرده وحسن نقطه وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهو ضار أيضا لأجسام الذين خلقوا منها ونبتوا فيها فكيف إن كان المطر خاصة في دار أو قرية أو محلة مجهولة وربما دل على ما نزل على السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر سيما ان كان المطر بالحيات وغير ذلك من أدلة العذاب وربما دلت على الأدواء والعلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل عملا تحت الهواء المكشوف لقوله تعالى (أو كان بكم أذى من مطر)
– ومن رأى مطرا عاما في البلا فان كان الناس في شدة أخصبوا ورخص سعرهم إما بمطر كما رأى أو برفقة أو سفن تقدم بالطعام وان كانوا في جور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعا وان كان ضارا أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه وتواتر عليهم على قدر قوة المطر وضعفه فإن كان رشا فالأمر خفيف فيما يدل عليه
– ومن رأى نفسه في المطر أو محصورا منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى وإما أن يضر على قدر ما أصابه من المطر وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضا أو كان ذلك أوانه أو كان المكان مكانه وأما الممنوع تحت الجدار فإما عطلة عن عمله أو عن سفره أو من أجل مرضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدره يستدل على كل وجه منها بالمكان الذي رأى نفسه فيه وبزيادة الرؤيا في اليقظة إلا أن يكون قد اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بمائه وجهه فيصح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه فان کان كافرا أسلم وان كان بدعيا أو مذنبا تاب وان كان فقيرا أغناه الله وان كان يرجوا حاجة عند السلطان أو عند من يشبهه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه وکل مطر يستحب نوعه فهو محمود وکل مطر یکره نو عه فهو مکروه (وقال ابن سیرین) لیس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا) وقوله تعالى (وأمطرنا عليهم حجارة) وإذا لم يسم مطرا فهو فرج الناس عامة لقوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء مباركا)
وقال بعضهم المطر يدل على قافلة الإبل كما أن قافلة الإبل تدل على المطر والمطر العام غياث فان رأى أن السماء أمطرت سيوفا فان الناس يبتلون بجدال وخصومة فإن أمطرت بطيخا فإنهم يمرضون وان أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأن المطر ينزل من السماء وقيل أنه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب ولفظ الغيث والماء النازل وما شاكل ذلك أصلح في التأويل من لفظ المطر
(السحاب) يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقرا في الهواء ولما يعصر منها من الماء وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذين خلقوا من الماء وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان لما قيل إنها تدل على السحاب لقول الله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وربما دلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء حاملة جارية بالرياح وقد تدل على الحامل من النساء لأن كلتيهما تحمل الماء وتجنه في بطونها إلى أن يأذن لها ربها بإخراجه وقذفه وربما دلت على المطر نفسه لأآنه منها وبسببها وربما دلت على عوارض السلطان وعذابه وأوامره إذا كانت سوداء أو كان معها ما يدل على العذاب لما يكون فيها من الصواعق والحجارة كما نزل بأهل الظلة حين حسبوها عارضا ممطرهم فأتتهم بالعذاب وبمثل ذلك أيضا يرتفع عن أهل النار فمن رأى سحابا في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافرا أو نال علما وحكما إن كان مؤمنا أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغبا أو قدمت إبله أو سفينته إن كان له شئ من ذلك فإن رأى نفسه راكبا فوق السحاب أو رآها جارية تزوج امرأة صالحة إن كان عزبا أو سافر أو حج إن كان يؤمل ذلك وإلا شهر بالعلم والحكمة إن كان طالبا وإلا ساد بعسكر أو سرية أو قدم في رفقة إن كان لذلك أهلا وإلا رفعه السلطان على دابة شريفة إن کان مما يلوذ به وکان راجلا وغلا بعثه على نجیب رسولا وان رأى سحبا متوالية قادمة حاثية والناس لذلك ينتظرون مياهها وكانت من سحب الماء ليس فيها شئ من دلائل العذاب قدم تلك الناحية ما يتوقعه الناس وما ينتظرونه من خير يقدم أو رفقة تأتي أو عساكر ترد أو قوافل تدخل وان رآها سقطت بالأرض أو نزلت على البيوت أو في الفدادين أو
على الشجر والنبات فهي سيول وأمطار أو جراد أو قطا أو عصفور وان كان فيها مع ذلك ما يدل على الهم والمكروه والريح الشديدة والنار والحجر والحيات والعقارب فإنها غارة تغير عليهم وتطرقهم في مكانهم أو رفقة قافلة تدخل بنعي أكثرهم ممن مات في سفرهم أو مغرم وخراج يفرضه السلطان عليهم أو جراد ودبى يضر بنباتهم ومعايشهم أو مذاهب وبدع فتننشر بين أظهرهم ويعلن بها على رؤوسهم
وقال بعضهم إن السحاب ملك جسيم أو سلطان شفيق فمن خالط السحاب فإنه يخالط رجالامن هؤلاء ومن أكل السحاب فإنه ينتفع من رجل بمال حلال أو حكمة وإن جمعه نال حكمة من رجل مثله فان ملکه نال حكمة وملکا فان رأی أن سلاحه من عذاب فإانه رجل محجاج فإن رأى أنه يبني دارا على السحاب فإنه ينال دنيا شريفة حلالا مع حكمة ورفعة فإن بنى قصرا على السحاب فإنه يتجنب من الذنوب بحكمة يستفيدها وينال من خيرات يعلمها فإن رأى في يده سحابا يمطر منه المطر فإنه ينال حكمة ويجري على يده الحكمة فإن رأى أنه تحول سحابا يمطر على الناس مالا ونال الناس منه والسحاب إذا لم يكن فيه مطر فإن كان ممن ينسب إلى الولاية فإنه وال لا ينصف ولا يعدل وإذا نسب إلى التجارة فإنه لا يفي بما يتبع ولا بما يضمن وإن نسب إلى عالم فإنه يبخل بعلمه وإن كان صانعا فإنه متقن الصناعة حكيم والناس محتاجون إليه والسحاب سلاطين لهم يد على الناس ولا يكون الناس عليه يد وان ارتفعت سحابة فيها رعد وبرق فإنه ظهور سلطان مهيب يهدد بالحق
– ومن رأى سحابا نزل من السماء وأمطر مطرا عاما فإن الإمام ينفذ إلى ذلك الموضع إماما عادلا فيهم سواء كان السحاب أبيض أو أسود وأما السحاب الأحمر في غير حينه فهو كرب أو فتنة أو مرض وقال بعضهم من رأى سحابا ارتفع من الأرض إلى السماء وقد أظل بلدا فإنه يدل على الخير والبركة أن كان الرائي يريد سفرا تم له ذلك ورجع سالما وان كان غير مستور بلغ مناه فيما يلتمس من الشر وقال بعضهم إن السحاب الذي يرتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر ويدل فيمن كان مسافرا على رجعته من سفره والسحاب المظلم يدل على غم والسحاب الأسود يدل على برد شديد أو حزن
(الرعد) ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده ومنه يقال هو يرعد ويبرق وربما دل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت إليه وتدل الرعود أيضا على طبول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت فمن رأى رعدا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان فان رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل ذلك على الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين وان كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد ومن يجري مجراهم فإما مطر يضر به وبفعله ويفسد ما قد عمله وقد أوذنوا به قبل حلوله ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر وإما أوامر السلطان أو جناية عليه في ذلك مضرة فكيف إن كان المطر في ذلك الوقت ضارا كمطر الصيف وان رأى مع البروق رعودا تأكدت دلالة الرعد فيما يدل عليه وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه وبشارة قدمت عليه أو لأمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده وان كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فإما جوائح من السماء كالبرد والريح والجراد والدبى وإما وباء وموت وإما فتنة أو حرب ان كان البلد بلد حرب أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو وقال بعضهم الرعد بلا مطر خوف فإن رأى الرعد فإانه يقضي دينا وان كان مريضا برئ وان كان محبوسا أطلق سراحه وأما الرعد والبرق والمطر فخوف للمسافر وطمع للمقيم وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم
وقال بعضهم الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك لأنه إنما يتوقع الرعد بعد البرق وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال
(البرق) يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الوعد الحسن والضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكون عنده من الصواعق والعذاب والحجر من الرحمة والمطر لأنه كما وصف أهل الأخبار سوط ملك السحاب الموكل بها والرعد صوته عليها مع قوله تعالى (يريكم البرق خوفا وطمعا) قيل خوفا للمسافر وطمعا للمقيم الزارع لما يكون معه من المطر وكل ما يدل عليه البرق فسريع عاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه فمن رأى برقا دون الناس أو رأى أنواره تضريه أو تخطف بصره أو تدخل بيته فان كان مسافرا أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان وان كان زارعا قد أجدبت أرضه وعطش زرعه بشر بالغيث والرحمة وإن كان مولاه أو والده أو سلطانه ساخطا عليه أقبل عليه ضحك في وجهه والشعراء تشبه الضحك بالبرق والبكاء بالمطر لأن الضحك عند العرب إبداء الخفيات وظهور المستورات ولذلك يسمون الطلع إذا انفتق عنه جفنه ضحکا وان کان معه مطر دل على قبيح ما يبدو اليه مما يبکي عليه فأما إن یكون البرق كلاما يبكيه أو سوطا يدميه ویکون المطر دمه أو سيفا يأخذ روحه وان کان مريضا برق بصره ودمعت عیناه وبکی آهله وقل لبثه وتعجل موته سریعا
– ومن رأى أنه تناول البرق أصابه أو سحابة فإن إنسانا يحثه على أمر بر وخير والبرق يدل على خوف مع منفعة وقيل البرق يدل على منفعة من مكان بعيد
– ومن رأى البرق أحرق ثيابه ماتت زوجته إن كانت مريضة
(الصواعق) تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء كالجراد والبرد والرياح والصواعق والأسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها وقد تدل على صحة عظيمة وإمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها وقد تدل على ما سوى ذلك من الحوادث المشهورة والطوارق المذكورة التي يسعى الناس إلى مكانها وإلى اختبار حالها كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص فمن رأى صاعقة وقعت في داره فان كان مريضا مات وان کان له غائب قدم نعيه وإن كان بها ريبة وفساد نزلها عامل وتسور عليها صاحب شرطة وان كان صاحبها يطوف بالسلطان نفذ فيه أمره وإلا طرقه لص أو رقع به حريق أو هدم أو قدر زيادة الرؤيا وما يوفق الله تعالى إليه عابرها وان رأى الصواعق تتساقط في الدور وربما يكون في الناس نعاة يقدمون على الغياب أو الحجاج أو المجاهدين أو مغرم يرمى على الناس وان تساقطت في الفدادين والبساتين فجوائح وأصحاب عشور وجباة ويغشى ذلك المكان الجور والفساد
(السيل) يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدرا وقد يدل على دخول عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة وإلا كان الناس منه في مخافة فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة وقال بعضهم السيل هجوم العدو كما أن هجوم العدو سيل فان صعد السيل الحوانيت فإنه طوفان أو جنود السلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط فإن رأى أن الميازيب تسيل من غير مطر فذلك دم يهراق في تلك البلدة أو المحلة فإن رأى أنها سالت من مطر وانصب ماؤها فإنها هموم تجلى عن أهل ذلك الموضع وخصب ودولة بقدر
الميازيب فإن لم تنصب الميازيب فهو دون ذلك وان انصب الميزاب على إنسان وقع عليه العذاب فإن طرق السيل إلى النهر فإنه توقع عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجو من
– ومن رأی آنه سكر السيل عن داره فإنه يعالج عدوا ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه (وحکي) أن رجلا اتی ابن سيرين فقال رأيت الميازيب تسيل من غير مطر ورأيت الناس يأخذون منه فقال ابن سيرين ألا تأخذ فقال الرجل إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئا فقال قد أحسنت فلم يلبث إلا يسيرا حتى كانت فتنة ابن الملهب وتدل الميازيب على الأفواه وعلى الرقاب وعلى العيون بجريانها من أعالي الدور وربما دلت على الأرزاق
فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وانجلت همومهم لأآنها مفارج إذا جرت وأما جريانها من غير مطر فتنة ومال حرام وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم في الفتنة النازلة بما لا يعنيهم وإما دماء سائلة ورقاب مضروبة وان كان جريانها بالدم فهو أوكد ذلك وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصا على الولد والحمل فإياس منه لذهاب مانه من فرجه في غير وعائه وقد يدل على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا
(الوحل) في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك فإن رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه فإن خروجه من المرض عافيته وغير المريض إذا مشي فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان فان خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ناله على قدر ما أصابه وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب واشد في دلیله وکلما فسدت رائحته واسود لونه كان ذلك أدل على جرمه وكثرة آثامه وسوء نياته وكذلك عجن الطين وضربه لبنا لا خير فيه لأنه دال على الغمة والخصومة حتى يجف لبنه أو يصير ترابا فيعود مالا يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء وأما قوس قزح فالأخضر دليل الأمن من قحط الزمان وجور السلطان والأصفر دليل الأمراض والاحمر دليل سفك الدماء وقال بعضهم إن رؤيه قوس قزح تدل على تزوج صاحب الرؤيا وقال بعضهم إن راه يمنه دلت على خير وان راه يسرة دلت على شر (الثلج والجليد والبرد) كل هذه الأشياء قد تدل على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب أو الأشرار النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به وكذلك الحجارة والنار لانها تفسد الزرع والشجر والثمر وتعقل السفن وتضر الفقير وتهلك في القر والبرد و تسقم في بعض الأحيان وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح وربما دل على الخصب والغنى وكثرة الطعام في النادل وجريان السيول بين الشجر فمن رأى ثلجا نزل من السماء وعم الأرض فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالطعام والإنبات كامتلائها بالثلج وأما إذا كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيها للأرض ونباتها فإن ذلك دليل على جور السلطان ونعي أصحاب الثغور وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أوغيره غالبا على المساكين والشجر والناس فإنه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعهم أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها وكذلك إن رأى في الحاضرة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات فإن ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو موتان وأغرام يرمى عليهم وينزل عليهم وربما دل على الحصار والعطلة عن الأسفار وعن طلب المعاش وكذلك الجليد لآنه لا خير فيه وقد يكون ذلك جلدا من السلطان أو ملك أو غيره وأما البرد فان كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئا ولا ضر أحدا فإنه خصب وخير وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية وكذلك الثلج أو الجليد فإنها فوائد
وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور . والمحلات فإنه جوائح وأغرام ترمى على الناس أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب او فيما يحمل الماء فيه فان کان غنيا ذاب کسبه وان کان له بضاعة في البحر خيف عليها وإن كان فقيرا فجميع ما يكسبه ويستفيده لا بقاء له عنده ولا يدخر لدهره شيئا منه وقال بعضهم الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته أو قبح كلامه لهم –ومن رأى الثلج يقع عليه سافر سفرا بعيدا فيه معرة والثلج هم إلا أن يكون الثلج قليلا غير غالب في حينه وموضعه الذي يثلج فيه وفي الموضع الذي لا ينكر الثلج فيه فان كان كذلك فان الثلج خصب لأهل ذلك الموضع وان كان كثيرا غالبا لا يمكن كسحه فإنه حينئذ عذاب يقع في ذلك المكان ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف فإنه يصيبه فقر ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنه يصيب مالا يستريح إليه ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج فإن ذاب الثلج سريعا فإنه تعب وهم يذهب سريعا فإن رأى أن الأرض مزرعة يابسة مثلوجة فإنه بمنزلة المطر وهو رحمة وخصب ومن وقع عليه ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقی به وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك وقيل من وقع عليه الثلج فان عدوه ينال منه ومن أصاب من البرد شيئا معدودا فإنه يصيب مالا ولؤلؤا وقيل البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس وأخذ أموالهم والنوم على الثلج يدل على التقييد
– ومن رأى كأن الثلج علاه فإنه تعلوه هموم فإن ذاب الثلج زال الهم وأما إصابة القفر فقر والجليد هم وعذاب إلا أن يرى الإنسان أنه جعل ماء في وعاء فجمد به فإن ذلك يدل على إصابة مال باق والمجمدة بيت مال الملك وغيره (وأما الخسف والزلزلة) فمن رأى أرضا تزلزلت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب من أهلها وقيل إنه مرض شديد فان رأى جبلا من الجبال تزلزل أو ارتجف أو زال ثم استقر قراره فان سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم والزلزلة إذا نزلت فإن الملك يظلم رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض ومن سمع هذه السحاب فإنه يقع في أهل تلك الناحية فتنة وعداوة وخسران وقال بعضهم الخسوف والزلزال دليل ردئ لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم وإذا رأى الإنسان كأن الأرض متحركة فإنها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه وأما من رأى أنه أصابه برد فإنه فقر وان اصطلى بنار أو مجمرة أو بدخان فإنه يفتقر للسعي في عمل السلطان ويكون فيه مخاطرة وهون وإن كان ما يصطلي به نارا تشعل فإنه عمل عمل السلطان فان کان جمرا فانه یلتمس مال یتیم وان اصطلی بدخان فإنه يلقي نفسه في هول وقال بعضهم إن البرد فعل بارد ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم وأموره باردة والضباب أمر ملتبس وفتنة ويوم الغيم هم وغم ومحنة.
الباب التاسع والثلاثون : رؤيا الأرض وجبالها وترابها وبلادها وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها و سجونها و بیوتها و کنائسها و بیوت نیرانها و نواويسها و ما أشبه ذلك
– أما الأرض فتدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها ربما دلت الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لأن الدنيا أدنيت والآخرة أخرت سيما أن الجنة في السماء وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وساكنها وتدل على السفر إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحاري والبراري وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها وتدل على الأمة والزوجة لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها وربما كانت الأرض أما لآنا خلقنا منها فمن ملك أرضا مجهولة استغنی إن کان فقيرا أو تزوج إن كان عزبا وولى إن كان عاملا وان باع أرضا أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسرا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلا أو خرج من مذهب إلى مذهب كان نظارا فان خرج من أرض جدبة إلى ارض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة وان كان على خلاف ذلك فالأمر على ضده وان رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره فإن رای كان الأإرض انشقت فخرج منها شاب ظهرت بين اهلها عداوة فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصبا وان رآها انشقت فلم يخرج منها شئ ولم يدخل فيها شئ حدنت في الارض حادثة شر فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم فإن خرج منها حية فهي عذاب باق في تلك الناحية وان انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصبا فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالا بمكر لأن الحفر مكر فان رأى أرضا تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي ویموت سريعا لقوله تعالى (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة) ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكا وقيل إن وطئ الأرض أصاب ميراثا وضيق الأرض ضيق المعيشة ومن كلمته أرض بالخير نال خيرا في الدين والدنيا وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة والخسف بالأرض زوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا فان غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمره بقدر ذلك ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنه مال حرام
– ومن رأى أنه قائم في مكان فخسف به فإن كان واليا فانه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه وسروره غما لقوله تعالی (فخسفنا به وبداره الأرض) فإن رأى محلة أو أرضا طويت على الناس فإنه يقع هناك موت أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذين طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة فان کان ما طوي له وحده فهو ضیق معيشته وأموره فإن رأى آنها بسطت له أو نشرت له فهو طول حیاته وخیر یصیبه
(المفازة) اسمها مستحب وهي فوز من شدة إلى رخاء ومن ضيق إلى سعة ومن ذنب إلى توبة ومن خسران إلى ربح ومن مرض إلى صحه – ومن رأى أنه في بر فإنه ينال فسحة وكرامة وفرحا وسرورا بقدر سعة البر والصحراء
وخضرتها وزرعها والأرض القفر فقر والوادي بلا زرع حج لقوله تعالى (ربنا إني أسكنت من دريتي بواد غير دي زرع)
– ومن رأی أنه يهيم في واد فإنه يقول مالا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء ألم تر أنهم في كل واد یهیمون وانهم یقولون ما لا يفعلون)
(الجبل) ملك أو سلطان قاسي القلب قاهر أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه ويدل على العالم والناسك ويدل على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة والله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنهم يمسكون مالا تمسكه الجبال الراسية وربما دل على الغابات والمطالب لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه فمن رأى نفسه فوق جبل أو مستندا إليه أو جالسا في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمی به إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك فکيف به إن کان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو كان يرمي عن قوس بيده فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه وان كان من رأى نفسه عليه خائفا في اليقظة أمن وان كان في سفينة نالته في بحره شدة وعقبة يرسى من اجلها وكان صعوده فوقه عصمة لقوله تعالى (سآوي إلى الجبل يعصمني من الماء) قال ابن سيرين الجبل حينئذ عصمة إلا أن يرى في المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب ويهلك لقصة ابن وح وف يدل ذلك لمن لم كن في بقظته في سفينة و ل بخن عل مفارقة رأي الخماغة و احفر بالهوى والبدعة فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل وأما صعود الجبال فإنه مطلب يطلبه وأمر يرومه فلیسأل عما فد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم أو الوقوف إليهما في حاجة أو سفر في البر وأمثال ذلك فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طریق أمن سهل عليه کل ما أمله وخف عليه کل ما حاوله وان نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ناله خوف وكان أمره غررا كله فان خلص إلى أعلاه نجا من بعد ذلك وان هب من نومه دون الوصول أو سقط في المنام هلك في مطلوبه وحیل بینه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وعندما ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن على قدر ما انكسرت من أعضائه
وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر فانه یدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل حال من الأحوال يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه ویخافه ویقدمه ویؤخره في فراقه له ومداومته إياه فإن أشكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التاويل ويستدل على التفرقة بین آمریه على قدر دلیله وان علمه باستمکانه من الشىئ الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه وبما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر وربما دل عليه في جسمه حين سقوطه ويدل على السقوط في المعاصي والفتن والردى إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك مثل إن يسقط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره عن مثل ذلك أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو أخذ مصحف أو إلى صلاة في جماعة وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراق فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه أو دماره أو قتله إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية الملك لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من الله لهم وتهديدا على العصيان
وأما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة وقد يدل ذلك على موت وطاعون لأنها من علامات القيامة وأما رجوع الجبل زبدا أو رمادا أو ترابا فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته وآمن بعد كفره واتقی الله بعد طغيانه عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه لأن الله تعالى خلق
الجبال فيما زعموا من زبد الماء والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنه ملك صاحب دين وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ لآنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط والساقط الذي صار صخورا فهو ميت لأنه لا يذكر الله ولا يسبحه ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلا للولاية نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع ومالا بقدر ما شرب وان كان تاجرا ارتفع أمره وربح وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب والعقبة عقوبة وشدة فان هبط منه نجا وان صعد عليه فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان وكل صعود رفعة وكل هبوط ضعة وكل طلوع يدل على هم فنزوله فرج وكل صعود يدل على ولاية فنزوله عزل
وان رأى أنه حمل جبلا فثقل عليه فإنه يحمل مؤونة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه فإن خف خف عليه فان رأی أنه دخل في کهف جبل فانه ينال رشدا في دینه وأموره ویتولی أمر السلطان ويتمكن فان دخل كهف جبل في غار فإنه يمكر بملك أو رجل منيع فإن استقبله جبل استقبله هم وسفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية فإن رأى أنه صعد الجبل فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما صعد حتى يستوي فوقه فإن رأى آنه يأكل الحجر فإنه يائس من رجاء يرجوه فإن أكله مع الخبز فإنه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة فان رأى آنه يحذف الناس بالحجر فإنه يلوط لأن الحذف من أفعال قوم لوط وكل صعود يراه الإنسان على عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها والصعود مستويا مشقة ولا خير فيه فإن رأى أنه هبط من تل أو قصر أو جبل فإن الأمر الذي یطلبه ینتفض ولا یتم
– ومن رأى أنه يهدم جبلا فإنه يهلك رجلا
– ومن رأى أنه يهم بصعود جبل أو يزاوله كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها فإن هو علاه نال أمله فإن سقط عنه يقترب حاله والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل وكل الارتفاع محمود إلا أن يكون مستويا لقوله تعالى (سأرهقه صعودا) والتراب يدل على الناس لأنهم خلقوا منه وربما دل على الأنعام والدواب ويدل على الدنيا وأموالها لأنه من الأرض وبه قوام معاش الخلق والعرب تقول أترب الرجل إذا استغنى وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأآنه فراش الموتى والعرب تقول ترب الرجل إذا افتقر قال تعالى (أو مسكينا ذا متربة) فمن حفر أرضا واستخرج ترابها فإن كان مريضا أو عنده مريض فإن ذلك قبره وان کان مسافرا کان حفره سفره وترابه كسبه وماله فائدته لأن الضرب في الأرض سفر لقوله تعالى (وآخرون يضربون في الأرض) وان كان طالبا للنكاح كانت الأرض زوجة والحفر افتضاضا والمعول الذكر والتراب مال امرأة أو دم عذرتها وان كان صيادا فحفره قتله للصيد وترابه وکسبه وما یستفیده وإلا کان حفره مطلوبا يطلبه في سعيه ومكسبه مكرا أو حيلة وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الربى لتسقط فيها فلزم الحفر المكر من أجل ذلك وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو تمعك به في الأرض فإن كان غنيا ذهب ماله ونالته ذلة وحاجة وان كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وان کان مریضا نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب وضرب الأرض بالتراب دالة على المضاربة بالمكاسبة وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير وقال بعضهم المشي في التراب التماس مال فان جمعه أو كله فانه يجمع مالا ويجري على يديه مال وان كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فان حمل شيئا من التراب أصابه منفعة بقدر ما حمل فان کنس بیته وجمع منه ترابا فانه یحتال حتی یأخذ من امرأته مالا فان جمعه من حانوته جمع مالا من معيشته
– ومن رأى أنه يستف التراب فهو مال يصيبه لأن التراب مال ودراهم فان رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته فإن أمطرت السماء ترابا فهو صالح مالم يكن غالبا ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالا من ميراث فان وضع ترابا على رأسه أصاب مالا من تشنيع ووهن
– ومن رأى كأن إنسانا يحثو التراب في عينه فإن الحاثي ينفق مالا على المحثى ليلبس عليه أمرا وينال منه مقصوده فان رأى كأن السماء أمطرت ترابا كثيرا فهو عذاب وإن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنه يحول من مكان إلى مكان
(الرمل) أيضا يجري مجرى التراب في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة لأنه من الأرض والعرب تقول أرمل الرجل إذا افتقر ومنه أيضا المرملات وهن اللواتي قد مات أزواجهن وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحضار والشغب والنصب وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم لأن الماشي فيه يحجل ولا يركض راجلا يمشي فيه أو راكبا على قدر کثرته وقلته ونزول القدم فيه تكون دلالته في الشدة والخفة
– ومن رأى أن يده في الرمل فإنه يتلبس بأمر من أمور الدنيا فإن رأى أنه استف الرمل أو جمعه أو حمله فانه یجمع مالا ویصیب خیرا ومن مشی في الرمل فإنه يعالج شغلا شاغلا على قدر کثرته وقلته
(التل والرابية) إذا كانت من الأرض دالة على الناس إذ منها خلقوا فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة بنسب أو علم أو مال أو سلطان وقد تدل على الأماكن الشريفة المراتب العالية والمراكب الحسنة فمن رأى نفسه فوق شئ منها فإن كان مريضا كان ذلك نعشه سيما أن رأى الناس تحته وان لم يكن مريضا وكان طالبا للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرض وكثرة التراب والرمل وان رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يوؤذن فإن كان أهلا للملك ناله أو القضاء أو الفتيا أو الأذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة لأنها مقام أشراف العرب
– ومن رأى أرضا مستوية فيها رابية أو تل فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية فإن رأى حوله خضرة فإنه دينه أو حسن معاملته فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت فإن رأى أنه جالس في ظل التل فانه يعيش في كنف الرجل فإن رأى أنه سائر على التلال فإنه ينجو
– ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع فإنه يناله هم وغم والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته والمدينة تدل على أهلها وساكنيها وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين لأن موسى حين دخل إلى مدين قال شعيب لا تخف نجوت وربما دلت القرية على الدنيا والمدينة على الآخرة لأن نعيمها أجل وأهلها أنعم ومساكنها أكبر وربما دلت المدينة على الدنيا والقرية على الجبانة وذلك أنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها وربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا والمجهولة على الآخرة وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة والقرية السوداء المكروهة على النار لنعيم أهل المدن وشقاء أهل القرى فمن انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك فانظر في حاله فإن كان كافر أسلم وإن کان مذنبا تاب وان كان صالحا فقيرا حقيرا فإنه يستغني ويعز وإن کان مع صلاحه خائفا أمن وان كان صاحب سرية تزوج وان كان مع صلاحه عليلا مات وان رؤي ذلك الميت انتقل حاله وتبدلت داره فإنما هناك داران إحداهما أحسن من الأخرى فمن انتقل من الدار القبيحة إلى
الحسنة الجميلة نجا من النار ودخل الجنة إن شاء الله وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين فعلى عكس الأول وان كانتا معروفتين اعتبرت أسماءهما وجواهرهما فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك كالخارج من غاية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغى ويبلغ سؤاله ويأمن خوفه لقوله تعالی (ادخلوا مصرا إن شاء الله أمنين) فان كان خروجه من الرى إلى خراسان انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة خارج من هدى وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها وكل درب دال على من يجاوره ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله وقال بعضهم المدينة رجل عالم إن رأيتها من بعيد وقيل المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى (فخرج منها خائفا يترقب) ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعونه إلى حق قال الله تعالى (ادخلوا في السلم كافة) وهو المدينة فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قريبا وانهدمت دورها فجاء قوم فحفروا أساس دورها وبنوها أحكم مما كانت قديما فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام يحدث هناك ورعا ونسكا
– ومن رأى آنه دخل بلدا فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبقى منهم ولا من ذريتهم أحد فإن رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد بظهر فيه سيرة أولئك العلماء
– ومن رأى مدينة أو بلدا خاليين من السلطان فإن سعر الطعام يغلو هناك فإن رأى مدينة أو بلدا مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها وقال بعضهم إذا كانت المدن هادئة ساكنة فإنها في الخصب دليل على الجدب وفي الجدب دليل على الخصب والأفضل أن يرى الإنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب فإنها تدل على رفعة وخصب وإن رأى الجدبة القليلة الأهل دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء مثال ذلك أن رجلا رأى كأن مدينته وقعت من الزلزال فحكم على والده بالقتل (وحكي) أن وكيعا كان مع قتيبة لما سار من الرى إلى خراسان فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شرف مدينته ونسعها فسأل المعبر فقال أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون فکكان كذلك
(القرية المعروفة) تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجئ ويعرف بها لأن المكان يدل على أهله كما قال تعالى (واسئل القرية) يعني أهلها وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة رأى أهل المدينة ولذا وسم الله تعالی دور الظالمين في كتابه بالقرى وتدل على بيت النمل ويدل بيت النمل على القرية لأن العرب تسميها قرية فمن هدم قرية أو أفسدها أو رآها خربت وذهب من فيها وذهب سيل بها واحترقت بالنار فان كانت معروفة جار عليها سلطان وقد يدل ذلك على الجراد والبرد والجوائح والوباء ومن ردم كوة النمل في سقف البيت وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات عدا على أهل القرية بالظلم والعدوان أو على كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق
– ومن رأى أنه دخل قرية حصينة فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى (لا يقاتلونكم جميعا إلافي قرى محصنة) وقيل من رأى آنه يجتاز من بلد إلى قرية فإنه يختار أمرا وضيعا على أمر رفيع أو قد عمل عملا محمودا يظن أن غيره محمود أو قد عمل خيرا يظن أنه شر فيرجع عنه وليس بجاز فإن رأى أنه دخل قرية فإنه بلي سلطانا فإن خرج من قرية فإنه ينجو من شدة ويستريح لقوله تعالى (أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع المعروفة تعطلت فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها وإن رآها عامرة فهو صلاح دين أربابها
(الصخور) المتينة المقطوعة الملقاة على الأرض ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار والحكماء تشبه الجاهل بالحجر وربما أخذت الشدة من طبعها والحجر والمنع من اسمها فمن رأى كأنه ملك حجرا أو اشترى له أو قام عليه ظفر برجل على نعته أو تزوج امرأة على قدر ما عنده من الحال في اليقظة ومن تحول فصار حجرا قسى قلبه وعصى ربه وفسد دينه وإن كان مريضا ذهبت حياته وتعجلت وفاته وإلا أصابه فالج تبطل من حركاته وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم وفي الجوامع فإنه رجل قاس وال أو عشار يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان إلا أن يكونوا يتوقعون قتالا فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلك المكان فكيف إن تكسر الحجر وطارت فلق تكسيره إلى الدور والبيوت فان ذلك دلالة على افتراق الأنصباء في تلك الوقعة وتلك البلية فكل من دخلت داره منها فلقة نزل لها منها مصيبة وان كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته كان الحجر شدة تنزل بالمكان على قر عظم الحجر وشدته وحاله فكيف إن كان سقوطه في الأنادر أو في رحاب الطعام وان كانت حجارة عظيمة قد رمي بها الخلق من السماء فعذاب ينزل من السماء بالمكان لأن الله سبحانه وتعالى قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة وأمثال ذلك على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة
(الحصا) يدل على الرجال والنساء وعلى الدراهم البيض لأنها من الأرض وعلى الحفظ والاحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر وعلى الحج ورمي الجمار أو على القساوة والشدة وعلى السباب والقذف فمن رأى طائرا نزل من السماء إلى الأرض فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس فان كان صاحب الرؤيا مريضا وكان من أهل الخير أو ممن يصلى أيضا فيه ولم يشركه في المرض ممن يصلي أيضا فيه فصاحب الرؤيا ميت وان كان التقاط الحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه وان التقطها من دار أو من مكان مجهول فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غيره هالك فأما من التقط عددا من الحصا وصيرها في آثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصا وان كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر فهي فوائد من الدنيا ودراهم تتألف له من سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته يقظته وان كان التقاطه من طف البحر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له أو ولدا ونحوه وأما من رمى بها في بحر ذهب ماله فيه وإن رمی بها في بئر أخرج مالا في نکاح أو شراء خادم وإن رمی بها في مطر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن من مخازن البحر اشترى بما معه أو بمقدار مارمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه والعامة تقول رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما وإن رمى بها حيوانا كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها فإن كان ذلك في أيام الحج بشرته بالحج ورمى الجمار في مستقبل أمره لان أصل رمي الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم صلى الله عليه وسلم أن يقذف الشيطان بها حين عرض له فصارت سنة ولده وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق وسبه وشتمه أو شهادات يشهد بها عليه وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس كان الرجل سبابا مغتابا متكلما في الصلحاء والمحصنات من النساء
(الدور) وأما الدور فهي دالة على أربابها فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها والحيطان رجال والسقوف نساء لأن الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للاسواء عنها فهي كالقوام فما تأكدت دلالته رجع إليه
وعمل عليه وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنه يعرف بها وتعرف به في مجده وذکره واسمه وسترة أهله وربما دلت على ماله الذي به قوامه وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه فإذا كانت جسمه کان بابها وجهه وإذا كانت زوجته کان بابها فرجها وإذا کانت دنیاه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول أو الخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق فالذي فيه الغلق هو الذكر والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأن القفل الداخل في العروة ذكر مجموع الشكل إذا انغلق كالزوجين وربما دل على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى وعلى الأخوين والشريكين في تلك الدار وأما أسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان فذاك على الزوجة والخادم وأما قوائمه فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والإخوة والأعوان وأما قوائمه وحلقة الباب فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه فمن رأى في شئ من ذلك نقصا أو حدثا أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة وأما الدار المجهولة سوى المعروفة فهي دار الآخرة لأن الله تعالى سماها دارا فقال (تلك الدار الآخرة) وكذلك إن كانت معروفة لها اسم يدل على الآخرة كدار عقبه أو دار السلام فمن رأى نفسه فيها وكان مريضا أفضى إليها سالما معافى من فتن الدنيا وشرها وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به بزيادة الرؤيا وشواهد اليقظة فإن رأى معه في المنام كتبا يتعلمها فيها فعلمه أداة إليها وإن كان فيها مصليا فبصلاته نالها وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة فيها كانت البشارة في المنام وأما من بني دارا غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فان كان مريضا أو عنده مريض فذلك قبره وإن لم يكن شيئا من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف فإن بناها باللبن والطين كانت حلالا وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراما من أجل النار التي توقد على عمله وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضا فإن كانت باللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله وإن كان بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام فإنه يتوب منها وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار الآخرة فمن رأى آنه دخلها فإنه يموت إن لم يخرج منها فإن دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو
– ومن رأى أنه دخل دارا جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف فإنه ان کان فقیرا استغنی وإن کان غنیا ازداد غنی وإن کان مهموما فرج عنه وإن کان عاصیا تاب على قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحبا فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها وإن كانت مطينة كان ذلك حلالا وإن كانت مجصصة كان ذلك حراما وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه وأما أحكامها فإحكام تدبيره ومرمتها سروره والدار من حدید طول عمر صاحبها ودولته ومن خرج من داره غضبان فانه یحبس لقوله تعالی (وذا النون إذا ذهب مغاضبا) فان رأی آنه دخل دار جاره فإانه يدخل في سره وإن خان فاسقا فإنه يخونه في امرأته ومعيشته وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها
– ومن رأى دارا من بعيد نال دنيا بعيدة فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنه دنيا يصيبها حلالا
– ومن رأى خروجه من البنية مقهور أو متحولا فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه (وحكي) أن رجلا من أهل اليمن أتى معبرا فقال رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت على فقال تجد ميراثا فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورث منه ستة آلاف درهم ورأی آخر کأنه جالس على سطح دار من قواریر وقد سقط منه عریانا فقص رویاه على معبر فقال تتزو ج امرأة من دار الملك جميلة لكنها تموت عاجلا فكان كذلك وبيوت الدار نساء صاحبها والطرز والزقاق رجال والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره وصحنها وسط دولة دنياه وسطحها اسمه ورفعته والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين وهدم الملك المتعزز نقص في سلطانه وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه وقالت النصارى من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة وقيل إن كنس الدار ذهاب الغم والله أعلم بالصواب وقيل أن هدم الدار موت صاحبها
(البيوت) بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوى إليها ومنه يقال دخل فلان بيته إذا تزوج فيكنى عنها به لكونها فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكو المخدع والخزانة بكرا _ كابنته أو ربيبته لاآنها محجوبة والرجل لا يمكنها وربما دل بيته على جسمه ايضا وبيت الخدمه خادمة ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خاليا من ولده وسائر أهله ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زيادة أو هدم أو إصلاح عاد إلى النسوبة إليه مثل أن يقول رأيت كأني بنيت بيتا جديدا فان كان مريضا أفاق وصح جسمه وكذلك ان کان في داره مریض دل على صلاحه إلا أن يكون عادته دفن من مات له في داره فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سيما إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل أو كان مع ذلك طلاء بالبياض أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين أو ما تدل عليه المصائب وان لم يكن هناك مريض تزوج إن كان عزبا أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره
– ومن رأى آنه يهدم دارا جديدة أصابه هم وشر ومن بنى دارا أو ابتاعها أصاب خيرا كثيرا
–ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره – ومن رأى أنه حبس في بيت موثقا مقفلا عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيرا وعافية
– ومن رأى أنه احتل بيتا أو سارية احتمل مونة امرأة فإن احتمله بيت أو سارية احتملت امرأة مؤونته وباب البيت امرأة وكذلك اسكفته
– ومن رأى انه يغلق بابا تزو ج امرأة والأبواب المفتحة أبواب الرزق وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي
– ومن رأى أنه دخل بيتا وأغلق بابه على نفسه فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى (وغلقت الأبواب) فإن رأى أنه موثق فيه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيرا وعافية فإن رأی أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته
– ومن رأی آنه يخرج من بيت ضيق خرج من هم والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر امرأة تتزوج هناك
– ومن رأى في داره بيتا واسعا مطينا لم يكن فيه فإنها امرأة صالحة تزهد في تلك الدار فإن كان مجصصا أو مبنيا بآجر فإنه امرأة سليطة منافقة فان كان تحت البيت سرب فهو رجل مكار فإن كان من طين فإنه مكر في الدين والبيت المظلم امرأة سيئة الخلق رديئة وان رأته المرأة فرجل كذلك فان رأى أنه دخل بيتا مرشوشا أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح فإن رأى أن بيته أوسع مما كان فإن الخير يتسعان عليه وينال خيرا من قبل امرأة ومن رأى آنه ينقش بيتا أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة والبيت المضى دليل خير وحسن أخلاق المرأة
(الحائط) رجل وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه وان سقط عنه زال عن حاله وان رأى أنه دفع حانطا فطرحه أسقط رجلا من مرتبته وأهلكه والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله نسبة ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته فان رأى أقواما يرمونها فإن له أصحابا يرمون أموره
– ومن رأى أنه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوبا كثيرة وتعجل عقوبته والشق في الحائط أو في الغصن مصير الواحد من أهل بيته اثنين بمنزلة القرطين والحلمتين
– ومن رأى حيطانه دارسة فهو رجل إمام عدل ذهبت أصحابه وعترته فان جددها فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة فإن رأى آنه متعلق بحائط فإنه يتعلق برجل رفيع ویکون استمکانه بقدر استمکانه من الحائط ومن نظر في حائط فرأی مثاله فيه فإنه يموت ویکتب على قبره
(السقف) رجل رفیع فان کان من خشب فإانه رجل غرور فان رأی سقفا یکاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع فان نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه فإنه ينال بعد الخوف مالا فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به فإن رأى أن عارضته انشقت طولا بنصفين فلم يسقط فهو جميع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس وكسره موت رجل بهذه الصفة
(القصر) للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور رجاه ورفعة أمر وقضاء دين وإذا رآه من بعيد فهو ملك والقصر رجل صاحب ديانة وورع فمن رأى أنه دخل قصرا فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى (إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الآنهار ويجعل لك قصورا)
– ومن رأى كأنه نائم على قصر وكان القصر له فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة وإن كان القصر لغيره فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيرا
(الإيوان الأزج) الأزج من اللبن امرأة قروية صاحبة دين وبالجص دنيا مجددة وبالآجر مال يصير إليه حرام وقيل هو امرأة منافقة
ومن رأى أنه يعقد أزجا بآجر صهريج فإنه يؤدب ولده والجص والآجر من عمل أهل النار والفراعنة
(القبة) قوة من رأى أنه بنى قبة على السحاب فإنه يصيب سلطانا وقوة بحلمه
– ومن رأى أن له بنيانا بين السماء والأرض من القباب الخضر فان ذلك حسن ماله وموته على الشهادة ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته وقيل من رأى كأنه يبني بناء فإنه يجمع أقرباءه وأصدقانه على سرور
– ومن رأى أنه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن يحج بمال واللبن إذا كان مجموعا ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانیر
– ومن رأى أنه يجدد بنيانا عتيقا لعالم فإنه تجديد سيرة ذلك العالم وان كان البناء لفرعون أو ظالم فانه تجدید سیرته وقال النبي صلی الله عليه وسلم من رأی کأنه بني بنیانا فانه يعمل عملا
– ومن رأی أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتی شیده فإانه طلب علم وولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم وقيل
– ومن رأى أنه يبني بنيانا في بلدة أو قرية فإنه يتزوج هناك امرأة فإن بناه من خزف فتزيين وریاء وان بناه من طین فانه حلال وکسب وان کان منقوشا فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب وان بناه من جص وآجر عليه صورة فإانه يخوض في الاباطيل
(الغرفة) تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى (وهم في الغرفات آمنون) وتدل على الجنة لقوله تعالى (أولنك يجزون الغرفة بما صبروا) وتدل أيضا على المحراب لأن العرب تسميها بذلك فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى أو يتسرى وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة وان صعد إلى غرفة مجهولة فان كان خائفا أمن وان كان مريضا صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسرورا وعلوا وان كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب وان رأى عزبا آنه في غرفة تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة وان رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر فإنه يأمن مما يخاف وان رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره فإنه يقدم له غائب فإن كان معه غبار كان معه مال
(المنظرة) رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور فان رآها تاجر فإنه يصيب ربحا ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور
(وأما الاسطوانة) من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه والكوة في البيت الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعزب امرأة زوج وإذا رئيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة فإنها لأهل الولاية ولاية وللتاجر تجارة
(الدرج) تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول العرب درجة فلان وفلان رفيع الدرجة وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلی عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمه فان وصل إلى آخره وكان مريضا مات فإن دخل في أعلا غرفة وصلت روحه إلى الجنة وان حبس دونها حجب عنها بعد الموت وان كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل إلى الرزق إن كان سفره في المال وان كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلا أو يجد دنانير على هذا العدد فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه وان كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأن الثلائين نقص والأربعين تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعشر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعدتم له لقوله تعالى في الثلاثة (ذلك وعد غير مكذوب) وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجة وان لم يؤمل شيئا من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطانا ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنارة أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة وأما نزول الدرج فإن كان مسافرا قدم من سفره وان کان مذکورا رئیسا نزل عن ریاسته وعزل عن عمله وان کان راکبا مشی راجلا وان كانت له امرأة عليلة هلكت وان كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعرضها أفاق من علته وان كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويرا أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به فإن الدرج أيام عمره وجميع ما نزل إليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه وان كان سليما في اليقظة من السقم وكان طاغيا أو كافرا نظرت فيما نزل إليه فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقلع عنه وان كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده فان کان من لبن کان صالحا وان کان من آجر کان مکروها وقال بعضهم الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرا وارق . فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر وإن رأى آنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه فانه كمال دینه وارتفاع درجته عند الله تعالى لقوله تعالى (نرفع درجات من نشاء) والمرقى من طين للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين وان كان من حجارة فإنها رفعة مع قساوة قلب وان كانت من خشب فإنها رفعة مع نفاق ورياء وان كانت ذاهبة فإنه ينال دولة وخصبا وخيرا وان كانت من فضة فانه ينال جواري بعدد كل مرقاة وان كانت من صفر فإنه ينال متاع الدنيا ومن صعد مرقاة استفاد فهما وفطنة يرتفع به وقيل الدرجة رجل زاهد عابد ومن قرب منه نال رفعة ونسكا لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وكل درجة الوالي ولاية سنة والسلم الخشب رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بينة لقوله تعالى (أو سلما في السماء فتأتيهم بآية) وقيل إن الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق وقيل هو دليل سفر فان صعد فيه ليستمع كلاما من إنسان فإنه يصيب سلطانا لقوله تعالى (أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني فوق سلم فقال أنت رجل تستمع على الناس والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة
(الطاق الواسعة) دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليل على سوء خلقها والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق فإنه يطلق امرأته جهارا أو كان موضعه من الطاق واسعا فإن المرأة تطلق من زوجها سرا والصفة رئيس يعتمده أهل البيت
(الأبواب) المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو قيم الدار فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا فهو مكروه لأنه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرآته وأبواب البيوت معناها يقع على النساء فإن كانت جددا فهن أبكار وان كانت خالية من الاغلاق فهن ثيبات وان رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقا أو مكسورا فذلك مصيبة في قيم الدار فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم فإن رأى آنه يطلب باب داره فلا یجده فهو حائر في أمر دنیاه
– ومن رأى آنه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) فإذا رأى أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فإن أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها فإن كانت الأبواب إلى الطريق فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان ما يناله لأهل بيته فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن في المصيبة وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار عن خلقه وتغيره لأهل داره فإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن هم إلى فرج وان رأى أن لداره بابين فان امرأته فاسدة فمن رأى لبابه حلقتين فإن عليه دينا لنفسين فإن رأى أنه قلع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار
(العتبة) امرأة روى أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه اسمعيل قولي له غير عتبة بابك فقالت له ذلك فطلقها وقيل العتبة الدولة والاسكفة هي المراة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذل لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفة تطليق المرأة (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت فقال لها ألك زوج وولد غائبان قالت نعم فقال أما سقوط الاسكفة العليا فقدوم زوجك سريعا وأما وقوع المصراع خارجا أن ابنك يتزوج امرأة غريبة فلم تلبث إلا قليلا حتى قدم زوجها وابنها مع ابنة غريبة
(الغلق) من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكروه
– ومن رأی آنه یغلق باب داره بالبلط فانه محكم في حفظ دنیاه فان لم یکن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه فان رأى أنه يريد إغلاق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه وان رأی غاز أنه يفتح بابا يغلق فإانه ينقب حصنا أو يفتحه فإن فتحه رجل فإنه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل ودخول الدار دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة فمن رأى دربا مفتوحا فإنه يدخل في عمل كما ذكرت
(مرافق الدار) المطبخ طباخة والمبرز امرأة فإن كان واسعا نظيفا غير ظاهر الرائحة فإن
امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بناتها وان كان ضيقا مملوء اعذرة لا يجد صاحبه منه مكانا يقعد فيه فانها تكون ناشزة وان كانت رائحته منتنة فإنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها وان نظر فيها فرأى
فيها دما فإنه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلأت فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكثيرة مخافة التبذير فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فان في بيته امرأة مطلقة فإن كانت البئر ممتلنة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى
– ومن رأی أنه جعل في مستراح فانه یمکر به فان أغلق عليه بابه فانه يموت وقد تقدم في ذکر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية والمعلف عز لأآنه لايكون إلا لمن له الظهر والدواب وقيل أنه امرأة الرجل
ومن رأى كأن في بيته معلفا يعتلف عليه دابتان فإنه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين إما امرأته أو غيرها من أهل الدار وأما الجحر في الأرض أو الحائط فانه الفم فمن رأى جحرا خرج منه حيوان فانه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت جحرا ضيقا خرج منه ثور عظيم فقال الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا تستطيع العودة إليه (وقد حكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقا بين داري وداره فقال ألك أم قال نعم قال هل كانت أمة قال لا أدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك
(السرب) کل حفيرة مکر فمن رأی آنه یحفر سربا أو یحفره له غیره فانه یمکر مکرا أو یمکر به غيره فان رأى أنه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره فان رأى أنه دخل حتى استترت السماء عنه فانه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته فإن كان مسافرا فانه يقطع عليه الطريق فان رأى انه توضاً في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فانه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلا وتقر عینه لأنه يأخذ بتأویل الماء وان کان عليه دين قضاء الله تعالى فان رأى انه استخرج مما احتفره أو حفر له ماء جاريا أو راكدا فان ذلك معيشة في مكر لمن احتفر
(الحفائر) دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمرصد وأمثال ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربى لتصاد فيها إذا سقطت إليها والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية لأن قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة یقتات منه صاحبه شینئا بعد شئ حتی یفرغ أو یستغنی عنه بغیره وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام وجرت فيما تجري الحفائر فيه لأنها حفرة فمن رأى مطمورةِ انهدمت أو ارتدمت فان كانت أمه عليلة هلكت وان كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأن قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها وإذا لم يكن شئ من ذلك فانظر فان كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه وان رأی طعامه بعینه زبلا أو ترابا رخص سعره وذهب فيه ماله وان لم یکن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه وان كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيرا أو أمته فان كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة وان فاضت وسالت والناس يعرفون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام وان رأى نارا وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين فان رأى في طعامها تمرا أو سكرا فان السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على ما فيه من الحلاوة في القلة والكثرة فان كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهول فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر
(الآبار) أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنه قيمها وربما دلت على زوجته لأنه يدلى فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة وإذا كان تأويلها رجلا فماؤها ماله وعيشه الذي جود به على آهله وکلما كثر كثر خیره ما لم يفض في الدار فاذا فاض كان ذلك سره وکلامه كلما قل ماؤه قل کسبه وضعف رزقه وکلما بعد غوره دل على بخله وشحه وکلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخانه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كان البئر امرأة فماؤها أيضا مالها وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها وان فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأن البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجئ وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها کل من تاها ما قدر له ودلوه وحبله تشبثه بها وربما دلت على البحر وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة فان كان مريضا مات وان كان في سفينة عطب وصار في الماء وإن كان مسافرا في البئر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه وان كان مخاصما سجن وإلا دخل حماما مكرها أو دخل دار زانية وأما أن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تعالى (فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام) وان كانت له بضاعة في البحر أو في البر قدمت عليه أو وصلت إليه وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص له وان كان مسجونا نجا من السجن وان کان له مسافر قدم من سفره فان لم يكن شئ من ذلك وکان عزبا تزوج وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له وكل ذلك إذا طلع دلوه سليما مملوءا والعرب تقول دلونا إليك بكذا أى توسلنا إليك وان لم يكن شئ من ذلك طلب علما فان لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه فما أفاد من الماء أفاد مثله وان مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه قال الشاعر؛
وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء تجئ بمانها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل اء
وقال بعضهم إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة وإذا رأتها امرأة فهو رجل حسن الخلق
– ومن رأى أنه احتفر بئرا وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها فان شرب من مائها فإنه يصيب مالا من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده فإن رأى بئرا عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل والدلو فإن هناك امرأة أو بعل امرأة وقيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي تدلى به إلى الماء لقوله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا) فان رأى أن الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فانه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقي خير ذلك وشره فان رأی أنه یحفر بنرا یسقی منها بستانه فانه یتناول دواء یجامع به هله فان رأی أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإنه يصيب مالا يكون وبالا عليه فان طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنه ينجو من هم ويذهب ماله بقدر ما خرج من الدار
– ومن رأى أنه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنه يتصرف مع رجل ذي سلطان جائر ویبتلی بکیده وظلمه وان کان الماء صافیا فانه یتصرف لرجل صالح یرضی به كفافا فان رأی أنه يهوي أو
يرسل في بئر فإنه يسافر والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزوقا طيب النفس طويل العمر بقدر الماء وان لم يكن فيها ماء فقد نفذ عمره وانهدام البئر موت المرأة فإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر فإنه يمكر بماله كله أو يغصب فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنه سفر وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحا عن تجارة وبشارة فإن سمع الأذان عزل إن كان واليا وخسر إن كان تاجرا وقال بعضهم من رأى بئرا في داره وأرضه فإنه ينال سعة في معيشته ويسرا بعد عسر ومنفعة وقيل من أصاب بئرا مطمورة أصاب مالا مجموعا
(الحمام) يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويأخذ الإنسان معه مع خروج عرقه لنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجناة لناره وظلمته وجلبه أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه وربما دل على البحران والأسقام وعلى جهنم ممن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فان رأى فيه ميتا فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وان رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حرا انجلت عنه فإن اغتسل وخرج منه خرج سليما وان كانت علته بردا تزايدت به وخيف عليه فان اغتسل مع ذلك ولبس بياضا من الثیاب خلاف عادته ورکب مرکوبا لا يليق به فان ذلك غسله وكفنه ونعشه وان كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج وان رأى اه دخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فإما نكسة أو إفاقة وان كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فإن لم يكن شئ من ذلك وكان الرجل عزبا تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الحمام وحرارته فإن كان فيه متجردا من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما يؤذن الحمام به فان كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضا وتنقل مراتبه ومقاماته وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان وان رأى أنه دخل من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس وقال بعضهم الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النسا والحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب فإن استعمل فيه ماء حارا أصاب هما من قبل النساء وان كان مغموما ودخل الحمام خرج من غمه فإن اتخذ في الحمام مجلسا فإنه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأن الحمام موضع كشف العورة فان بنى حماما فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك فان كان الحمام حارا لينا فإن هله وصهره وقرابات نسانه موافقون مساعدون له مشفقون عليه فان کان باردا فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطباع لايرى منهم سرورا لشدتهم وقيل إن رأى أنه في البيت الحار فان رجلا يخونه في امرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأً له فان امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغصبه على امرأته وان كان الحمام منسوبا إلى غضارة الدنيا فإن كان باردا فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده الى ما يريد وان كان حارا لينا واستطابه فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوبا صاحب دولة يرى فيها فرحا وسرورا وان كان حارا شديد الحرارة فإنه یکون کسوبا ولا یکون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة وقيل من رأى أنه دخل حماما فهو دليل الحمى النافض فإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء ساخنا أو صب عليه أو اغتسل
به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء وان شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة وان شربه من البيت البارد فهو برسام فإن رأى أنه اغتسل بالماء الحار وأراد سفرا فلا يسافر فإن كان مستجيرا بإنسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فان ذلك أقوى في التأويل فإن رأى في محلة حماما مجهولا فإن هناك امرأة يغتابها الناس وقال بعضهم من رأى كأنه يبني حماما قضيت حاجته (وحكي) أن رجلا رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال شدة تصيبك فعرض له انه زلق في الحمام فانكسرت رجله والأتون أمر جليل على كل حال وسرور فمن رأى أنه يبني أتونا فإنه ينال ولاية وسلطانا وان لم يكن متحملا فإنه يشغل الناس بشئ عظيم
(الفرن) المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من طعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يرى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان مكسبه وغلته وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة وأما العجين والحنطة التي يجبى إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقا والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء وكذلك ألواح الخبز وربما دل على الفسوق لان أرزاق الخلق أيضا تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنعص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة أو شعير إلى الفرن المجهول إن كان مريضا مات ومضى بماله إلى القاضي وان لم يكن مريضا وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم أو نحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة إلى السوق فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيرا أتاه في سلعته قريب من رأس ماله وان كانت حنطة ربح فيها ثلثا للدينار أو ربعا أو نصفا على قدر زکاتها إن کان قد کالها أو وقع في ضمیره شئ منها
(الرحى) الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة أو أمة وربما دلت على السفر لدورانها وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها والعرب والشعراء كثيرا يعبرون بها عنها فمن اشترى رحى تزوج إن کان عزبا أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادما للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر وان كان فقيرا استفاد ما يكتفى به لأن الرحى لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها وأما من نصب رحى ليطحن فيها للناس على ماء أو بحر أو غيره فإنه يفتح دكانا أو حانوتا إن لم یکن له حانوت ويدر فيه رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس وأما من تولى الطحن بيده فإنه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأن الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة وان كانت بلا قطب كان الجماع حراما وقد تكون امرأتين يتساحقان فإن لم يكن عنده شئ من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق وأما الرحى الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع فان كانت بلد حرب كان حربا سيما إن كانت تطحن نارا أو صخرا وإلا كانت طاحونا سيما إن كان المطحون شعيرا معفونا أو ماء وطينا ولحاء هزيلا وقال بعضهم الرحى على الماء رجل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور ومن التجأ إليه حسن جده فمن رأى رحى تدور عليه در عليه خير بمقدار الدقيق ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحى من جهة هذا المذكور وربما كانت الرحى إذا دارت سفرا فان دارت بلا حنطة فهو شغب والرحى إذا دارت معوجة يغلو الطعام ورحى اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما اصلاحهما (وحكي) أن رجلا رأى كأن رحى تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال قد تقارب أجلك
ورحى الريح خصومة لا بقاء لها وانكسار الرحى مختلف في تأويله فمنهم من قال تدل على فرج صاحبها من الهموم ومنهم من قال تدل على موت صاحبها
– ومن رأى له رحى تطحن أصاب خيرا من كد غيره والرحى تدل على الحرب لقول العرب فيها رحى الحرب
(السوق) تدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق لأن كليهما يتجر فيه ويربح وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة في قوله (هل أدلكم على تجارة تنجيكم) فأهل الأسواق يجاهد بعضهم بعضا بأنفسهم وأموالهم وربما دلت على مكان فيه ثواب وأجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة فسوق اللحم أشبه شئ بمكان الحرب لما يسفك فيه من الدماء وما فيه من الحديد وسوق الجوهر والبز أشبه شئ بحلق الذكر ودور العلم وسوق الصرف أشبه شى بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبرا وان كان في حج فاته أو فسد عليه وان كان طالبا للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعدا وطلبه لغير الله تعالى وان لم يكن في شئ من ذلك فاتته صلاة الجماعة في المسجد وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهدا غل وان کان حاجا محرما اصطاد وجامع أو تمتع وان كان عالما ظلم في مناظرته أو خان في فتاویه وإلا راءی بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأن ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر وأما السوق المعروفة فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقا وقع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشوا في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق وان رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كان العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بها عطلة وان رأى سوقا انتقلت انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوة البز ترى القصابين فيه فإنه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه وان رأى فيه أصحاب الفخار والغلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم وان رأى فيه أصحاب هرائس ومقالي نزلت فيه محنة إما من حريق أو نهب أو هدم أو نحوه وقال بعضهم السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا وقيل السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع إليها من العامة فإاما من تعيش من السوق فإنها دليل على خير إذا رأى فيها خلقا كثيرا أو شغلا فأما إذا كانت السوق هادئة دلت على بطالة السوقيين
(الحانوت) يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من فول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضا مات لأن معيشته منه وان كانت أمه مريضة هلکت لأنها كانت تربيه بلبنها وتقويه بعیشها وان كانت زوجته حاملا أو سقيما ماتت لأنها دنیاه ولذته ومتعته ومن في بطنها ماؤه وولده الذي هو في التأویل ماله فان لم يکن شئ من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه
– ومن رأی أنه یکسر باب حانوته فانه يتحول منه وان رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجارتهم فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبواب التجارة
(الخان) فندق الرجل یدل على ما تدل عليه داره من جسمه واسمه ومجده وذکره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه وأما المجهول منها فدال على السفر لأنه منزلهم وربما دل علی دار الدنیا لأنها دار سفر یرحل منها قوم وینزل آخرون وربما دل علی الجبانة لآنها منزل من يسافر عن بيته وخرج عن وطنه إلى غير بلاده وهو في حين غربته إلى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته فمن رأى كأنه دخل في فندق مجهول مات إن کان مريضا أو سافر إن كان صحيحا أو انتقل من مكان إلى مكان فأما من خرج من فندق إلى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها عن وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضا خرج محمولا وان كان في سفر تحرك منه وسافر عنه وكذلك إن رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركبانا أو خرجوا منه كذلك فإنه يكون وباء في الناس أو الرفاق كما تقدم أو يخرج يفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولما لهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم
(السجن) يدل على ما يدل عليه الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دل على العقلة عن السفر وربما دل على القبر وربما دل على جهنم لأنها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضا والسجن مجهولا فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة وان كان السجن معروفا طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هي سجن لمثله لما في الخبر أنها سجن المؤمن وجنة الكافر وان كان المريض مجرما فالسجن المجهول قبره والمعروف دال على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه وان رأى ميتا في سجن فإن كان كافرا فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلما فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه وأما الحي والسليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضا إلى ما هو فيه فإن كان مسافرا في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقه بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان وان لم يكن مسافرا دخل مكانا يعصى الله فيه كالكنيسة ودار الكفر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه وقال بعضهم من رأى أنه اختار سجنا لنفسه فإن امرأة تراوده عن نفسه والله صرف عنه کیدها ویبلغه منهاه لقوله تعالی (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) (وحكي) أن سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه أحد وثلاثون تاجا فسأل المعبر عنه فقال تملك إحدى وثلائثين سنة وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم فكان كذلك فإنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران (المزبلة) هي الدنيا ويها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها والزيل الماء لأنه من تراب الأرض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال فمن رأى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فأنظر إلى حاله وإلى ما يليق به في أعماله فإن كان مريضا أو خائفا من الهلاك بسبب من الأسباب بشرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة وان رأى ذلك فقيرا استغنى بعد فقره وكسب أُموالا بعد حاجته وان کان له من يرجو میراثه ورثه لان الزبل من جمع غیره ومن غير کسبه والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا بلا ورع ولا تحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات وان كان أعزب تزوج وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشتري من كل مكان والمستعار من كل دار فإن لم يكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يبعد أن يكون صرفا أو خمارا أو سقاطا أو من يعامل الخدم المهنة كالفران وان كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجىئ إليه والفوائد تهدى إليه والمغارم والمواريث لأن الزبل لا يوؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينة وصاحب ودانعه وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان واليا عزل وان كان مريضا مات وان كان فقيرا تزهد وافتقر
(الطرق الجادة) الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتمسك بالعروة الوثقى من الحق فان ضل الطريق فهو متحير في أمر نفسه ودينه وان رأى آنه يمشي مستويا على الطريق فإنه على حق فإن كان صاحب دنيا فإنه يهدي إلى تجارة مربحة وأما الطريق المضلة فضلالة لسالكها فان استرشد وأصاب عاد إلى الحق والطريق الخفي غرور وبدعة وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه رأيت كأني أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلی الله عليه وسلم فوقه و إلى جنبه أبو بكر رضوان الله عليه قلت إنا لله وإنا إليه راجعون وأما السراب فمن رأى سرابا فإنه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى (كسراب بقيعة) (بئر الكنيف) تدل على المطمورة وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفره أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل ما فيها في الجرار وان صب في القناة أو وجدها لا شئ فيها ذهب ماله ودنی فقره وان كان فقيرا ذهب همه ونقص حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين فإن كان مديونا قضى دينه لأنها حش وأما من بال فيها لبنا أو عسلا أتى دبرا حراما إن كانت مجهولة وان كانت في داره صنع ذلك مع أهله
(الجبانة) تدل على الآخرة لأنها ركابها واليها يمضي بمن وصل إليها وهي محبس من وصل اليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي عن الدنيا والبكاء والمواعظ لان أهلها في تزاويهم عن الناس عبرة لمن زارهم وموعظة لمن رآهم وانكشفت إليه أحوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها دار قوم مؤمنين وربما دلت على الموت لأنها داره وربما دلت على الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لان من فيها موتى والموت في التأويل فساد الدين وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطروحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأن الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضا في اليقظة صار إليها مات عن علته ولاسيما إن كان بنى فيها بيتا أو دارا فإن لم يكن مريضا فأنظر فان کان في حين دخوله متخشعا باكيا بعينه أو تاليا لكتاب الله تعالى أو مصليا إلى القبلة فإنه يكون مداخلا لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكا وانتفع بما يراه أو يسمعه وان كان حين دخوله ضاحكا أو مكشوف السوأة أو بائلا على القبور أو ماشيا مع الموتى فإنه يداخل أهل الشر والفوق وفساد الدين ويخالطهم على ما هم عله وان دخلها بالآذان وعظ من لا يتعظ وأمر بالمعروف من لا يأتمر وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين وأما من رأى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فانه يخرج من في السجن أو يسلم أهل مدينة مشركون أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما قد أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرؤيا وما في اليقظة من الشواهد والأدلة والأمور الظاهرة الغالبة وأما من نبش القبور فان النباش يطلب مطلوبا خفيا مندرسا قديما لان العرب تسميه مختفيا إما في خير أو شر فان نبش قبر عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه وكذلك قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسر عظامه فأنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة
وان وجده حیا استخرج من قبره أمرا صالحا وبلغ مراده من إحياء سنته وشرانعه على قدره ونحوه وان نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالا حراما بالمكر والخديعة وان أفضى به النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان
ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب وأما من رأى ميتا قد عاش فان سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطانا أو عالما وأما أكل الميت في دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال وأما من ناداه الميت فان كان مريضا لحقه وان كان مفيقا فقد وعظه وذکره فیما لابد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهديد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى وان تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى وأما الحمل فوق النعش فمؤيد لما دل عليه الموت في الرؤيا وقد يلى ولاية يقهر فيها الرقاب وأما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت وربما كان يأسا لمن فسد دينه من الصلاح وربما دل على طول إقامة المسافر وعلى النكاح والعروس ودخول البيت في الكلة مع العروس بعد الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبوعه وربما دل على السجن لمن يتوقعه فان وسع عليه ونوم نومة عروس كان ما يدل عليه خیرا کله وحسنت فيه عقباه وکئثرت دنیاه وان کان على خلاف ذلك ساءت حالته وکانت معيشته ضنكا وكان ابن سيرين يقول أحب أن آخذ من الميت واكره أن أعطيه وقال إذا أخذ منك الميت فهو شئ يموت ومن مات ولم ير هناك هيئة الأموات فانه انهدام داره أو شئ منها وإذا رأى الحي انه يحفر لنفسه قبرا بنى دارا في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها ومن دفن في قبر وهو حي حبس وضيق عليه وان رأى ميتا عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحى وان رأى نائما كان ذلك راحته (وأما السور) فسور المدينة دال على سلطانها وواليها وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن وعلى المال والأمان وعلى الورع والدعاء وعلى كل ما يتحصن به من سائر الأعداء وجميع الأسواء من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم فمن رأى سور المدينة مهدوما مات واليها أو عزل عن عمله وان رآه ماشيا كما يمشي الحيوان فإنه يسافر في سلطانه إلى الناحية التي مشى عليها في المنام فإن كان فوقه سافر معه وأما من بنی سورا على نفسه أو علی داره أو على مدینته فأنظر في حاله فان کان سلطانا حفظ من عدوه ودفع الأسواء عن رعيته وان كان عالما صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره وان كان عبدا ناسكا حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به وان كان فقيرا أفاد ما يستغنى به أو تزوج زوجة إن كان عزبا تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه
– ومن رأى سورا مجهولا وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن فان كان ذلك فيما رآه كان فیما یخصه وکانه کان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أوفي ماله أو في درعه إن كان في الجهاد أو في حقوق والد أو والدة أو زوج أو سيد فيصل إليه من ذلك الآثام
(القلعة) انقلاع من هم إلى فرج والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خ خير الى شر فمن رأى كآنه دخل قلعة رزق رزقا ونسکا في دينه
– ومن رأى قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع الى موضع ويرتفع أمره
– ومن رأی أنه بنى حصنا أحصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل فإن رأى أه خرب حصنه أو داره أو قصره فهو فساد دینه أو دنیاه أو موت امرأته
– ومن رأى أنه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنه يرزق صلاحا وذكرا ونسكا في دينه فإن رأى أنه قاعد على شرف حصن فإنه يستعبد أخا أو رئيسا أو والدا ينجو به وقيل الحصن رجل
حصین لا يقدر عليه أحد فمن رآه من بعید فانه علو ذکره وتحصین فرجه فان رأى أنه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يکون حاله في دينه وقيل من رأى أنه تحصن في قلعة نصر
(وأما البرج) فمن رأى آنه على برج أو فيه فانه يموت ولا خير فيه لقوله تعالی (اینما تکونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (خراب العمران) من رأى الدنيا خربة من المزارع والمساكن ورأى نفسه في خراب مع حسن هيئة من لباس ومركب فانه ضلالة
– ومن رأى حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت أهلها فإن رأى الخراب في محلته فإنه موت يقع هناك
– ومن رأی أنه وثب على بیته فهدمه فهو موت امرأته
– ومن رأى أن بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهو حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكة
– ومن رأى خرابا عاد عمرانا صحيحا فإن ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة
إلى الهدى
– ومن رأی سقوط شئ من داره أو قصره أو بیته إلى داخل وکان له غائب قدم عليه وان کان عنده شئ يخطب إليه خطب منه ابنة أو أخت أو غيرهما وان هدمت الريح داره فهو موت من في ذلك المكان على يد سلطان جائر
(القناطر) القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما أن كانت بين المدينة والجبانة لأن الدنيا تعبر ولا تعمر وربما دلت على السفن لأنها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين وربما دلت على السلطان الحاكم والمفتي وكل ما يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظهره جسرا في نوازلهم وربما دلت على الصراط لاأنه عقبه في المحشر بينه وبين الجنة فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما ان لقي من بعد عبوره موتى أو دخل دارا مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء كل ذلك إذا كان مريضا في اليقظة وان لم يكن مريضا نظرت فان كان مسافرا بشرته بتقضي سفره واستدللت على ما تقدم عليه بالذي أفضى عيه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى والشر والفقر فان نزل إلى خصب أو تبن أو شعير أو تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال وان نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط وان تلقته أسد أو حمأة أو جدب أو 1 تين أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير في جميع ما يلقاه في شفره أو حين وضوله إلى آهله فإن كانت له خصومة أو عند رئيس حاجة نال منها ورأی منه فیها ما يدل على جميع ما نزل إليه من خير أو شر وأما من صار جسرا أو قنطرة فإنه ينال سلطانا ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده
(الأعمدة) العمود يدل على كل من يعتمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه للدين والسلطان والفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والمال وبمكان العمود وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الرؤيا فمن رأى عمودا قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان ذلك في الجامع الأعظم فإانه رجل من رجال السلطان ينافق عليه أو يهم بالخروج عن طاعنه أو عن مذهبه أو رجل من العلماء أو الصلحاء يجور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية
نزلت به وأن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه وان كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبدا فالعمود سيده يتغير عليه ويبدو إليه منه ما یکرهه ویخافه إذا كان قد خاف في المنام من سقوطه عليه وان كانت امرأة فالعمود زوجها وان كان رجلا فالعمود والده وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلك إن كان مريضا وكذلك ان ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر ومبتدع كالرهبان والشمامسة ورؤس البدع (المساجد) المسجد يدل على الآخرة لآنها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا وتدل على الكعبة لأنها بيت الله وتدل على الأماكن الجامعة للربح والمنفعة والثواب والمعاونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنه سوق الآخرة ثم يدل كل مسجد على نحوه في کبره واشتهاره وجوهره فمن بنى مسجدا في المنام فأن كان أهلا للقضاء ناله وكذلك ان كان موضعا للفتوى وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه وفي الوراق على مصحف يكتبه وفي الأعزب على نكاح وتزويج ولطلاب المال والدنيا على بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة وأمثال ذلك لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح في صلاة الجماعة ومجى الناس إليه من كل ناحية ودخولهم فيه بغير إذن ومن كان في يقظته مؤثرا للدنيا وأموالها أو كان مؤثرا لآخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة إلى الأرباح والفوائد في الدنيا له أو إلى الآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته وما من هدم مسجدا فانه يجري في ضد من بناه وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مکانه ویحدثه في موضعه من بعد هدمه فان بنی حانوتا آثر الدنيا على الآخرة وان بنى حماما فسد دينه بسبب امرأة وان حفر في مكانه حفرا أثم من مكر مكره أو من أجل جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطله أو نكاح معقود أفسده وأبطله وإذا رأى نفسه مجردا من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد فإن كان في أيام الحج فإانه يحج إن شاء الله سيما أن كان يؤذن فيه وان كان مذنبا خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة وان كان يصلي فيه على غير حاله إلى غير القبلة بادي السوأة فإنه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فیحرم فيه ما أمله أو يخسر في کل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه وقد یدل ذلك على فساد ما يدخل عيه في غفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وان لم يكن ذلك في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لأن الكعبة التي إليها الحج فيه وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيهما من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والإثم وكذلك كل الحرام بما الإنسان فيه مطلوب التحفظ من إتيان المحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومن إماطة الأذى وأما جامع المدينة فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره سلطانهم أو خطيبهم
وقناديله أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه وأما مئذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعى الناس إليه ويرضى بقوله ويقتد ي بهديه ويصار إلى اوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه واما أبوابه فعمال وأمناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم فما أصاب شيئا من هذه الأشياء أو رأى فيه من صلاح أو فساد عاد تأويله على خاصة أو عامة الكعبة وربما دلت على الصلاة لأنها قبلة المصلين وتدل على المسجد والجامع لأنها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ويرجع إلى أمره ولم يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة وقد
تدل على الجنة لأنها بيت الله والجنة داره وبها يوصل إليها وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحموا على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوج وان كان عبدا فان سيده يعتقه لأن الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة وأما إن كان حولها أو يعمل عملا من مناسكها فهو يخدم سلطانا أو عالما أو عابدا أو والده أو والدته أو زوجة أو سيدا بنصح وبر وكد وتعب إن رأى كأنه دخلها تزوج إن كان عزبا وأسلم إن كان كافرا وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلا وإلى طاعة والديه إن كان عاقا وإلا دخل داره سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور التي يستدل عليه بزيادة في منامه وأحواله في يقظته إلا أن يكون خائفا في اليقظة فإنه يأمن ممن يريده وان كان مريضا فذلك موته وفوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتا غير متكلم أو ملبيا متجردا من الثياب فإنه يخرج من الدنيا ويستجيب لداعي الله تعالى ويفضي إن شاء الله تعالى إلى الجنة وأما إن رآها في بلاد أو في محلة فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه رؤيتها فأنظر إلى حالته فان كان منتظرا لزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته وان دخلها وهي عنده أهديت إليه وان دخلها وهي في جملتها دخل عليها في دارها عاجلا سريعا لقرب الكعبة منه من بعد ومشقة مسافتها وان رآها في ذلك من كان غافلا في دينه أو تاركا للصلاة فانها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجه إليها في مكانه وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذكرته في نفسها واقتضته في المجىئ إليها وان لم يكن شئ من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس كاجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فأما سلطان عادل يلي عليهم ويقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاویه لحادث یحدث له أو فرض یلزمه أو میت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك
(الكنيسة) دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلى جهنم ودار من عصى ربه وعلى السجن
– ومن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكرا لله تعالى أو باكيا أو مصليا إلى الكعبة فإنه يدخل جبانة الموتى لزيارة أو لصلاة على جنازة وان كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملا فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن وان رأى فيها ميتا فهو في النار محبوس مع أهل العصيان وان دخلها حيا مؤذنا أو تاليا للقرآن فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو وان كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم وان كان يرى معهم أو يصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم فإن كان رجلا خالط قوما على كفر أو بدعة أو زنا أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وطبل البربطة والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب وان كان امرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعویل فشاركتهم
(الصومعة) تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة وكذلك المنازل وبمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحاله المنسوب اليها فما أصابها نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأویله على من دلت عليه وما کان منها في الهواء أو في الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنانها وما كان منها أسود اللون أو مملوءا بالخنازير فهي كنائس والبيعة
مجراها في التأويل وأما الناس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام وإذا رآه خاليا من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
الباب الأربعون : رؤيا الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها
أما معادن الأرض فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنها ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدنا أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله فان كان حراثا زراعا بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر في الأرض له في باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وان كان طالبا للعلوم بشرته بنيلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهره من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطانا قهر عدوه أو معروفا بالجهاد فتح على عددها مدنا مدن الشرك وسىء المسلمون منها وغنموا وان كان كافرا بدعيا ورئيسا في الضلال داعيا كانت تلك فتنا يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأن الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة
(الذهب) لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع فمن رأى أنه لبس شينئا من الذهب فإنه يصاهر قوما أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب سلطان وغرمه فان رأی أنه يذيب الذهب خاصم في أم مكروه ووقع في ألسنة الناس
– ومن رأى أن بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق – ومن رأى عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة
– ومن رأى أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني في يدي سوراين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء.
ومن رأى أن عليه خلخالا من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شئ من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط والحلي كله للنساء زينة وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة والذهب إذالم يكن مصوغا فهو غرم وإذا كان مصوغا فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه وقيل أن حلي النساء يدل للنساء على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته إنائهن وقد يدل الذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث (وحكي) أن امرأة أتت معبرا فقالت رأيت كأن لي طستا من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال آنه يموت ورأى إنسان كأن عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره
(الفضة) مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأن الفضة جوهر النساء فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزا فإن رأى انه يذيب فضة فإنه يخاصم امرآته ويقع في ألسن الناس وأما الدنانير فإن الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنه ضيع دينارا مات ولده أو ضيع صلاة فريضة والدنانير الكثيرة إذا دفعت إليك أمانات وصلوات
– ومن رأى انه ينقل إلى منزله أو قار دنانير فهو مال ينقل إليه لقوله تعالى (فالحاملات وقرا) فان رأی أن في يده دینارا فانه قد ائتمن إنسانا على شئ فخانه والبهرج دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور وقيل إن ابن سيرين كان يقول الدنانير كتب تجئ أو صكاك يأخذها وان كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس وربما كان الدينار الواحد المفرد ولدا وجميع لباس الحلي محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم
(الدراهم) الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح وعددها أعداد أعمال البر لأنها مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى فإن رآها إنسان فإنه يتم أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحا واسعة حسناء فانه دين فان كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقا حسنا وان كانت امرأته حبلى ولدت غلاما حسنا والدراهم الكثيرة إذا أصابها أفاده خير كثير في فرح وسرور فإن رأى أن له على إنسان دراهم جيادا صحاحا فان له عليه شهادة حق وان طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة فان ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهما حسنا فإنه ينصح جاهلا ولا يقبل منه والدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة واجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا تنقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فان سرق درهما وتصدق به فانه یروی مالا یسمعه فان رأی معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص في ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام متواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سرا وربما كان الدرهم الواحد ولدا والفلوس كلام ردئ وصخب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء (وحكي) أن رجلا تى ابن سيرين فقال رأيت كأن في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال انظر قد فقدت من كتبك شيئا قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين (وحكي) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين دينارا معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة فقال أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصبت درهما كسرويا فقال تنال خیرا فلم يمس حتى أفاده ثم تى آخر فقال رأيت كأني أصبت درهما عربيا فقال له إنك تضرب فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم (وأتاه آخر) فقال رأيت كأني أضرب الدراهم فقال أشاعر أنت فقال نعم (ورأی) رجل كانه وضع درهما تحت قدمه فقص رویاه على معبر فقال إنك سترتد عن الدين فارتاع صاحب وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءى الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى (وجاءه رجل) آخر فقال كأني أطأً وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين هل بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم قال انزعه فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسوله ء ء – ومن رأى كأنه أصاب طستا من ذهب أو إبريقا أو كوزا له عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق وقال بعضهم من رأى كأنه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنه يرتكب الآثام وما رؤي من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب)
(الكنز) يدل على حمل المرأة لأن الذهب غلمان والفضة جوار وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل وقد قيل إن الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة وقال بعضهم من رأى كأنه وجد كنزا فيه مال فيدل على شدة (وحكي) أن امرأة رأت بنتا لها ميتة فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيرا فقالت عليك بالجوز فاقسميه بين المساكين فقصت روياها على ابن سيرين فقال لتخرج هذه المرأة الكذز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إن عندي كنزا دفنته من أيام الطاعون (ورأى) رجل ثلاث ليال متواليات كأنه أتاه آت فقال له اذهب إلى البصرة فان لك بها كنزا فاحمله فلم يلتفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شئ وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوما خربة فرأى بيتا مظلما ففتشه فوجد فيه دفترا فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئا وقد كان مكتوبا بالعبرانية ولم يجد أحدا بالبصرة يقرؤه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال ترجمه لي
CLIT
بالعبرانية لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير
(التاج) وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها ستتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غنى وان کانت حاملا ولدت غلاما وان رآه رجل على رأسه فإنه ينال سلطانا أعجمیا فان دخل عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأن لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضا زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وان رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلا أن یکون له والد غائب فانه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده (وحكي) أن رجلا تى ابن سيرين فقال رأيت كأن على رأسي تاجا من ذهب فقال له إن أباك في غرفة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك وقال إن التاج على رأس الرجال رئيسه الذي کان فوقه وقد ذهب عنه شئ يعز عليه وأعز ما عليه بصره والاکليل يجري مجرى التاج وقيل هو مال زائد وعلم وولده يرزقه والإكليل للمرأة زوج أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب إليه لأن الذهب مكروه فإن رأى تاجر أنه وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله فان وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك إن إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلبه زال ملکه
(القرط في الأذن) وأما القرط للرجال فإنه يعمل عملا من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل مالا ينبغي له فيغنى بالقرآن فإن لم يكن في شئ من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنها تلد غلاما إن كان القرط ذهبا وان كان القرط فضة ولدت أنثى
– ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار مدللات مزينات لأن المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأن جمال كل شئ اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالا في أموره فإن كان مع ذلك شنف فإنه يرزق بنتا فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنها ترزق ولدا ذكرا والقرط والشنف للرجال والنساء سواء وان كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنه يحفظ نصف القرآن (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في إحدى أذني قرطا فقال كيف كان غناؤك فقال إني لحسن الصوت
(الخاتم) وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطى خاتما أو اشتراه أو وهب له نال سلطانا أو ملك ملكا إن كان من أهله لأن ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضا فإنه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها وقد يكون من الملك دارا يسكنها أو يملكها وفصة بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها ويولج إصبع بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عز وجل للزاهد العابد أمانا من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة وأخذه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من العالم إشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة وأما إن كان ذهبا فلا خير فيه وكذلك إن كان جديدا لأنه حلية أهل النار أو نحاسا لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله وقيل الخاتم يدل أيضا على الولد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وان کان من ذهب فهو للرجل ذل وقیل من رأى أنه لابس خاتما من حديد فإانه يدل على خير يناله بعد تعب وان كان من ذهب وله فص فإنه جد والخواتيم المفرغة المصمتة هي أبدا خير والمفتوحة التي دخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لان فيها شيئا خفيا أو تدل على رجاء لشئ عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنها محمودة للنساء وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان ومال وولاية والخواتيم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته فمن رأى أن الملك طبع بطابعه نال سلطانا من سلطانه سريعا لا يخالفه لأن الطابع أقوى من الخاتم
– ومن رأى أنه لبس خاتما من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فانه يصيب سلطانا
– ومن رأى انه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فان كان من الموالي أو يكون له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفا وان لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمنى وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة ومن وجد خاتما صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد او تزوج
– ومن رأى فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب بعض ماله ومن انتزع خاتمه وكان واليا فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته ويكون ذلك للمرأة موت زوجها أو أقرب الناس إليها وقيل الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شئ مما ينسب إلى الخاتم
– ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه اسمه وذكره وجماله والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وحياته في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والختم ذو الفصين سلطانا ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح وان كان منسوبا إلى العلم فإنه يداوي أصحاب الدين والدنيا وضيق الخاتم يدل على الراحة والفرج ومن استعار خاتما فإنه يملك شيئا لا بقاء له ومن أصاب خاتما منقوشا فإنه يملك شيئا لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد وان رأى خواتيم تباع في السوق فهو يبيع أملاك رؤساء الناس فان رأى السماء تمطر خواتيم فإنه يولد في تلك السنة بنون والخاتم للعرب امرأة وخاتم الذهب قيل هو امرأة قد ذهب مالها ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيرها فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد وان رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن يحوله فان امرأته تخونه ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فانه يفارق امرآته بکرم حسن أو مال والفص ولد فان کان فص خاتمه من جوهر فإنه سلطان مع جاه وبهاء ومال کثیر وذکر وعز فان کان فصه من زبرجد فان کان سلطانا فانه شجاع مهيب قوي وإن کان في الولد فانه ولد مهذب راجح کیس وان کان فصه خرزا فانه سلطان
ضعيف مهين وان كان الفص ياقوتا أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عالم فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق فإن أعطيت امرأة خاتما فإنها تتزوج أو تلد (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرین فقال رأيت كأن خاتمي انكسر فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها وجاءه رجل فقال رأيت كأن في يدي خاتما أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة
– ومن رأى أنه ختم لرجل على طين فإن المختوم له ينال سلطانا من صاحب الخاتم
– ومن رأى أن ملكا أو سلطانا أعطاه خاتم فلبسه وکان أهلا لذلك نال سلطانا وإلا رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة
(والمخنقة) للرجال خناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري وان كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن کانت من خرز انه من زوج دنئ فان كانت مفصله من جوهر ولولو وزبرجد فإنها تتزوج بزوج رفیع وتلد منه بنتین وتجد مناها فيه
(القلادة والعقد) هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القران على قدر صغر اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره
– ومن رأی عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملا من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جوهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها وان كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة والقلادة للنساء مال انتمنها عليه زوجها وقال بعضهم الزينة التي تعلقها النساء في أعناقهن تدل على أزواجهن والولد لأن هذه الزينة كما آنها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد وأما الرجال فإن مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتعقد أسباب وليس ذلك بسبب الجوهر ولكنه بسبب الهيئة (وأما العقد) للرجل في عنقه فإن كان طالبا للقرآن جمعه وان كان طالبا للفقه أحكمه وان کان عليه عهد أو عقد وفی به وان لم يكن شئ من ذلك وکان عزبا تزوج امرأة تحسن القرآن وان کان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلکه ویتبذر نظمه فان کان في عنقه عهد نکثه وان کان حافظا للقرآن نسیه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلف له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجواهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن (وأما الطوق) للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من حدید قوته وکون الخشب في وسطه نفاقه وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح وان رأی كانه مطوق طوقا ضيقا فإنه بخيل وان كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنه لا ينتفع به أحد من أهل الدين وان كان عالما فإنه يكتم علما قال الله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) ومن رأى كأنه اشترى جارية في حلقها طوق من فضة فإنه يتجر على قدر الحاجة تجارة يستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأن الفضة من جوهر النساء وقيل إن الطوق من أي نوع كان فساد في الدين
(السوار) من رآه من الرجال فهو ضيق فان كان أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى (وحلوا أساور من فضة) وان كان له أعداء فان الله يعينه
– ومن رأی في يده سوارا من ذهب غلت يده فان رأی ملکا سور رعیته فانه یرفق بهم ویعدل فيهم وينالون كسبا ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه فان سورت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصيت وقيل أن السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضا في أول الباب (وأما الدملج) فهو للنساء زينة وفخر وجمال وان عد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأن العضد أخ وكذلك الساعد وان كان من ذهب ورأى كأنه عليه دل على أنه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في التأويل (وأما العضد) فمن كان في يده معضد من فضة فانه يزوج ابنة أخيه وان كان المعضد من خرز فانه ينال من أخواته هموما متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شئ تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى (هن لباس لكم)
(المنطقة) هي أب وأخ أو عم أو ولد وتدل على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور فان رأى كأن ملكا أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على انه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الوالي وكونها من ذهب ظلمة ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم فإن رأى كان عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فان رأى كأنه أعطى منطقة فأخذها بيمينه ولم یشد بها وسطه فانه يسافر سفرا في سلطان وان كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته فو ي أمره وطال عمره ومن شد وسطه بخيط مكان المنطفة فقد ذهب نصف عمره وان شد وسطه بحية فانه یشده بهمیان فيه دراهم أو دنانیر وقیل من أعطاه الملك منطقة نال ملكا
– ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيرا ونعمة يشتد بها ظهره فان کان غنيا فهو قوته وصیانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونیل مال حلال وتکون سريرته خيرا من علانيته والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوى به إذا كانت في وسطه وان كانت محلاة بالجواهر أصاب مالا يسود به أو ولدا يسود أهل بيته والخلخال من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالا من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيما فإنها تتزوج برجل كريم سخي ترى منه خيرا وقد تقدم أيضا ذكر الخلخال في أول الباب
(اللؤل) اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم فمن رأى كأنه يثقب لؤلؤا مستويا فانه يفسر القرآن صوابا
– ومن رأى كأنه باع اللؤلؤ أو بلعه فانه ينسى القرآن وقيل من رأى كأنه يبيع اللؤلؤ فانه يرزق علما يفشيه في الناس وإدخال اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فان رأى كأنه ينثر اللآلئ من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فانه واعظ نافع الوعظ وقيل إن اللؤلؤ امرأة يتزوجها أو خادم وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك واللؤلؤ الكثير ميراث أيضا وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح واللؤلوؤ كمال كل شئ وجماله
ومن مضغ اللؤلؤ فانه يغتاب الناس
– ومن رأی کأنه تقیأه ومضغه وبلعه فانه یکاید الناس ویغتابهم
– ومن رأى لؤلؤا كثيرا مما يكال بالقفزان ویحمل بالاوقار وکأنه استخرجه من بحر فانه يصیب مالا حلالا من كنوز الملوك فان رأى كأنه يعد اللولو فقد فقيل انه يصيبه مشقة
– ومن رأى كأنه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فانه يسأل عالما عن مسائل لأن العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضها ويولد له منها أولاد حسان
– ومن رأى كأنه رمى لؤلؤا في نهر أو بئر فانه يصطنع معروفا إلى الناس فمن رأى كأنه ميز بين لؤلؤ وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فانه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن واللؤلؤ المنظوم يدل على الولد وان كان منسوبا فإنه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين (وحكي) أن رجلا اتی ابن سيرين فقال رأيت رجلين يدخلان في أفواههما اللؤلؤ فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله يخرج الآخر أكبر عنه فقال أما من رأيته يخرج صغيرا فإنك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه وأما من رأيته يخرج كبيرا فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه وجاءته امرأة فقالت إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخر ى فعلمت أختك الصغرى فقالت صدقت تعلمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران وجاءه رجل فقال رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به قال أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فاتق الله وجاءه آخر فقال رأيت كأني أثقب لولوْة فقال ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال اتق الله فأمك هي وجاءه آخر فقال رأيت كأني أمشي على لوؤلؤ فقال اللؤلؤ القرآن وينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك وجاءه آخر فقال رأيت كأن فمي ملىئ لؤلؤ وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال صدقت وجاءه آخر فقال رأيت كأن في إحدى أذني لؤلو بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن وجاءه آخر فقال رأيت كأن اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه لا أخذ منه شیئا فقال نت رجل قاض تقول مالا تعمل به
(المرجان) قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه والخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى (لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلاند)
(الیاقوت) فرح ولهو فمن رأی أنه یختم بالیاقوت فانه یکون له دين واسم فان رأى أنه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولدا ولد له بنت وان أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى (كأنهن اليآقوت والمرجان) فان رأى كأنه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتا كثيرا يكال بالمكيال أو يحمل بالأوقار فإنه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة وقيل إن الياقوت صديق
– ومن رأى أنه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لاآن النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر او يدهب عفله لان العقل جوهر مبسوط وإذا كانت الياقوتة صديقا كان قاسي القلب
– ومن رأى كأن له إكليلا من ياقوت ومرجان فإنه عزة وقوة من قبل امرأة حسناء وقال بعضهم إن الياقوت منوب إلى النساء حتى يكون كثيرا يكال فيكون حينئذ مالا ومن أعطى باقوتة فإنه يصيب امرأة حسناء
(الزمرد والزبرجد) هو المهذب من الأخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العلم والبر ويكون أيضا صديقا صاحب دين وورع وحسب وأما الفيروز فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي خاتما فصه من ياقوتة حمراء فقال تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة
(العقيق) مبارك ينفي المفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنه تختم به فإنه يملك شيئا مباركا وينال نعمة نامية وكذلك الجزع
(السبج) مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد ويدل أيضا على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام والرصاص يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران
– ومن رأى أنه يذيب رصاصا فإنه يخاصم في أمر فيه وهن وثع في ألسنة الناس (الصفر والنحاس) مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنه يذيب صفرا فإنه يخاصم في أمور من متاع الدنيا ويدل ايضا على كلام السوء والبهتان
– ومن رأی في يده شیئا منه لیحذر ناسا یعادونه ولیتق الله ربه في دینه لأن الله تعالی يقول (من حليهم عجلا جسدا له خوار) لم يكن ذهبا ولا فضة وإنما كان نحاسا
– ومن رأی صفرا أو نحاسا فإنه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم
(الحديد) قال الله تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضغه غيبة والحديد ظفر (وحكي) أن رجلا أتى جعفرا الصادق عليه السلام فقال رأيت كأن ربي أعطاني حديدا وسقاني شربة خل ثقيف فقال تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض يطول فيه مضجعك وتموت فيه على وصية والكحل مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر وأما الزجاج فهول لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضررا وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها انها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت ماهذا يا رسول الله قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام وأما الزئبق فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق واتباع الهوى
– ومن رأی بيده شینا من الزئبق فإنه مذبذب في دینه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأکله لا خير فيه والقار وقاية وجنة من محذور والنفط مال حرام وقيل امرأة مفسدة ومن صب عليه نفط أصابه مكروه من جهة السلطان وأما الفلوس فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمکشوف منها کلام رد ئ وصخب
– ومن رأى أنه أدخل في فمه درهما فأخرج فلسا فأنه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة
– ومن رأى فلوسا عليها اسم الله تعالى فإنه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن
– ومن رأى كآنه ابتلع دينارا وأخرجه من سفله فلسا فإنه يموت على الكفر لأن الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال وقال بعضهم الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم وقيل الفلس يدل على الافلاس (مركب الحلي) مال شريف بقدر ما أراد لآنه إذا كان من ذهب لا يضر لآنه شرف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته فمن رأى في يده مركبا فانه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان
الباب الحادي والأربعون : رؤيا البحر وأحواله والسفينة والغرق والأنهار والآبار والمياه وظروفها من الدلاء والخوابي والجرار والكيزان
البحر في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار
(الماء) يدل على الإسلام والعلم وعلى الحياة وعلى الخصب والرخاء لأن به حياة كل شئ كما قال الله تعالى (لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه) وربما دل على النطفة لأن الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنه يكسب به فمن شرب ماء عذبا صافيا من بئر أو سقاء ولم یستوعب آخره فان کان مریضا أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وإن لم يكن مريضا تزوج إن كان عزبا لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وإن كان متزوجا ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها وان لم يكن شئ من ذلك أسلم إن كان كافرا ونال علما إن كان صالحا وللعلم طالبا وإلا نال دنيا حلالا إن كان تاجرا إلا أن يدخل على الماء ما يفسده فيدخل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فإما علم فاسد ووطء ردئ أو مال خبيث وان كان الماء كدرا أو مرا أو منتنا فإنه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه وأما من حمل ماء في وعاء فإن کان فقيرا أفاد مالا وان كان عزبا تزوج وان كان متزوجا حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو زيره أو قربته وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فان كان ذلك عاما في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين وان كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أو بلاء يحل فيه من مرض أو سلطان وكذلك جريان الماء في محلة أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عز وجل على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذابا من السلطان أو جائحة من الجوائح فإن رأى أنه أعطى ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافيا في قدح نال خيرا من ولده أو زوجته لأن الزجاج من جوهر النساء والماء جنين وقال بعضهم من رأى كأنه يشرب ماء سخنا أصابه غم فإن رأى أنه القي في ماء صاف سر مفاجأة وقيل إن عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى (فيهما عينان تجريان) ولغير أهل الصلاح مصيبة وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم فإن كان ذلك المكان صافيا فهو حزن ي صحة جسم وهذا كله في العين إذا لم تكن جارية فإن كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حيا وميتا إلى يوم القيامة وقال بعضهم من رأى كأن في داره عين ماء جارية فإنه يشتري جارية وإذا رأى كأن عيونا انفجرت فإنه ينال أموالا في توبيخ والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل
– ومن رأى كأنه شرب ما كثيرا أكثر من عادته في اليقظة فإن عمره يطول وقيل إن شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكدر والشدة في المعيشة وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل حال وقيل إن الماء الراكد حبس فمن رأى أنه سقط في ماء راكد فهو حبس وغم والماء المالح غم والماء الأسود إذا نزح من البئر فإنها امرأة يتزوجها ولا خير فيها وقيل إن رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء
عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كآنه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كآنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض وزبد الماء مال لا خير فيه ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك
– ومن رأى كأنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنه ينال خيرا كثيرا فان رأى أن وجهه فيه حسن فإنه يحسن إلى أهل بيته وصب الماء إنفاق المال والماء في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنه يظن انه يحرزه ولم يحرزه والوضوء من ماء لا يكره صافيا كان أو كدرا حارا أو باردا بعد أن يكون نظيفا يجوز به الوضوء لأن الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه ويكره من العيون ماء كدر لم يجر والمشي فوق الماء غرر ومخاطرة فان خرج منه قضيت حوائجه
– ومن رأى أنه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير والاغتسال بالماء البارد توبه وشفاء من المرأة والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف
– ومن رأى كأنه يشرب ماء كثيرا عذبا كان طول حياة وطيب عيش فإن شربه من البحر نال مالا من الملك وان شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وان استقاه من بئر أصاب مالا بحيلة ومكر
– ومن رأى أنه يستقي ماء ويسقى به بستانا أو حرثا أفاد مالا من امرأة فإن أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالا وولدا وسقى البستان والزرع مجامعة امرأته والماء في قدح زجاج ولد فان انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد وان ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم سئل ابن سيرين عن امرأة رؤي لها أنها تسقي الماء فقال لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب وجاءه رجل فقال رأيت كأني أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذا باردا فقال اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال إنما هي امرأة خطبتها إلى نفسي
(البحر) أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأزواج لقوته وعظيم خطره وأخذه وإعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حجته وأوامره وسمکه رعیته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحکمه ودوابه وقواده وأعوانه وتلامیذه وسننه وعساکره ومساکنه نساوه وأمناوؤه وتجاراته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحدا وتموله وتفقر آخر وتقتله وتملكه اليوم وتقتله غدا ويمهد له اليوم وتصرعه بعده وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواما وتفقر آخرين ورياحه أرزاقها وإقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها وموجه همومها وفتنها وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجها ترادفها وسمكه أهلها الخاطنون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقاداتها وأهل البأس والشر فيها وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفیرها فمن رأى نفسه في بحر أو رؤي له ذلك فان کان ميتا فهو في النار لقوله تعالی (أغرقوا فأدخلوا نارا) فکیف بالمیت إن کان غریقا وان کان مريضا اشتدت به علته وعظم بحر آنه فان غرق فيه مات من علته وان لم یکن مريضا داخل سلطانا إن كان ذلك في الصيف وفي هدوء البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الموال والتجارة
على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فان غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه رجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان فان مات في غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع الموت والغرق وأما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب ويناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل فتنة مهلكة فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة ومن أخذ من ماله فشر به أو اقتناه جمع مالا من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك . الأعظم أو من سلطان ذلك المكان ومن قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما وهولا أو خوفا وسلم منه وقال بعضهم من رأى البحر أصاب شیئا كان يرجوه
– ومن رأى آنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فإن شرب ماءه كله فإنه يملك الدنيا ويطول عمره أو يصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملکه فان شربه حتی روي منه فانه ينال من الملك مالا یتمول به مع طول حیاته وقوته فان استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملا وينال بقدر ما استقى منه فان صبه في إناء فإنه يجني مالا كثيرا من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالا والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنها عطية الله ومن اغتسل من البحر فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك ومن نزل في البحر فإنه يقيم على الخطايا
– ومن رأى البحر من بعيد فإنه يرى هولا وقيل يقرب إليه شئ يرجوه ورؤية البحر هادئا خير من أن تكون أمواجه مضطربة والبحيرة تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة لأن البحيرة واقفة لا تجري وهي تقل من يقع فيها ولا تدفعه والموج شدة عذاب لقوله تعالى (وإذا غشيهم موج كالظلل) وقال تعالى (وحال بينهما الموج) (وحكي) أن تاجرا رأى كانه يمشي في البحر ففزع فزعا شديدا لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر فقال إن كنت تريد السفر فإنك تصيب خيرا وذلك أن رؤیاه تدل على ثبات أموره ورأى رجل كان ماء البحر غاص حتى طفت حافتاه فقصها على ابن مسعدة فقال بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة فما كان إلا يسير حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان
– ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلوة استفاد من الملك مالا أو جارية أو علما وإذا رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنه يقع هناك فتنة عظيمة والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأن الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانا وقيل إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر وأما الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء فإنه يؤمن لقوله تعالى (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت) الآية
– ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر فإن السلطان يهلكه فإن رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنه ينال ثروة ودولة فإن رأى كأنه خرج منه ولم يغرق فإنه يرجع إلى أمر الدين خصوصا إذا رأى على نفسه ثيابا خضرا وقيل من رأى أنه قد مات غريقا في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير (وأما السباحة) فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالما بلغ في العلم حاجته فإن سبح في البر فإنه يحبس وينال ضيقا في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته فإن رأى انه يسبح في واد مستویا حتی يبلغ موضعا يریده فإانه يدخل في عمل سلطان جائر جبار طلب منها حاجة يقضيها له ویتمکن منه ویؤمنه الله تعالی على قدر جریه في الوادي فان خافه فانه یخاف سلطانا كذلك وان نجا فإنه ينجو منه وان دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنه يدخل في
أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزا وقوة وان سبح على قفاه فإنه يتوب ويرجع عن معصية ومن سبح وهو يخاف فإنه ينال خوفا أو مرضا أو حبسا وذلك بقدر بعده من البر وان ظن انه لا ينجو منه فإنه يموت في ذلك الهم وان کان جريئا في سباحته فانه يسلم من ذلك العمل وان رأى سلطان آنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب في موجه فإنه يقاتل ملكا من الملوك فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنه ذهاب دولة ينسب إليه فان عاد الماء عادت الدولة وقيل إذا رأى الإنسان كآنه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح وقیل من رأی كانه يسبح خاصم خصما وغلب خصمه ونصر عليه والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه وقيل بل يتيقن أمرا هو منه في شك وقيل يسافر سفرا في خطر على توكل ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على الرجل المسلط الذي لا يقد عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه والراكد منه أهون مراما وألطف أمرا ويدل على المحارب القاطع للطريق وعلى الأسد وعلى ما يدل عليه السيل فمن رأى واديا قد حال بينه وبين الطريق فإن كان مسافرا قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس وان كان حاضرا نالته غمة وبلية لقوله تعالى (مبتليكم بنهر) وإما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه رجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدرا فهو أشد في جميع ما يدل عليه فإن قطعه وجوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقام ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالا من رجل خطير كقدر ذلك النهر ومن دخل نهرا فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار ومن قطع نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما أو هولا أو خوفا وسلم منه إن كان فيه وحل والنهر الكبير الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخوله بلده دخول السلطان إليها وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عز السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإحلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش شبيه لنسائنهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى (نسوق الماء إلى الأرض الجرز) فان رأى كآنه وقع في ماء ثم خر ج منه فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه فإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فانه ينجو من شر السلطان وينال ظفرا على أعدائه لقوله تعالی (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه) (وأما دجلة) فمن شرب ماءها فإنه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير
– ومن رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعا ونعمة فان رأى أن ماء الفرات قد يبس فإنه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة ومن شرب من نهر اتیل تال ذهب بقدر ما شرب
– ومن رأی أن ماء الوادي غمره من غير أن یغرق فيه فانه يصیبه غم غالب وان خرج منه نجا من الغم وان رأى الإنسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئا من دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنه مضرة وخسران له فإن رأى كأنه يجري إلى بيته نهرا صافي الماء دل على يسار ومال وقيل إن ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت فإن رأى نهرا يجري من بيته والناس يشربون منه فإانه إن كان غنيا أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ویأتي منزله قوم کثیرون محتاجون وینالون منه منفعة وان کان صاحب الرؤيا فقيرا فإنه يطرد امرأته وابنه أو أحد من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح فإن رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافيا دل على يسار ومال
(السواقي) الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سقيها البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجينها به وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء وربما دلت على الخلق لأنه ساقية الجسم وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة فمن رأى ساقية تجرى بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مانها ويملؤون آنيتهم منها فانظر إلى ما هم فيه فان كانوا في وباء انجلى عنهم وأمدهم الله سبحانه بالحياة وان كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء إما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وان لم يكونوا في شئ من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وان كان ماؤها كدرا أو مالحا أو خارجا عن الساقية مضرا بالناس فانه سوء يقدم على الناس وشر فيهم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه عن المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزيادتها وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفانها وطيب مائها واعتدال جريانها فان رآها جارية إلى بستان أو فدانه نظرت في حاله فان كان عزبا تزوج أو اشترى جارية ينكحها فان كانت له زوجة أو جارية وطنها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وان رأى جريانها شنعا بخلاف ما تجرى السواقي به إن كان ماؤها دما فان أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فراقه على قدر حاله وما في زيادة منامه وقال بعضهم الساقية التي يسدها الرجل أو أحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض فان فاض عن مجراه يمينا وشمالا فهو هم وحزن ويكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة للناس (وحكي) أن رجلا رأى ساقية مملوءة زبلا وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له انه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهلت طبيعته
(الحوض) رجل سلطان شريف نفاع فان رأى حوضا ملآن فانه ينال كرامة وعزا من رجل سخي دان توضا منه كانه ينجو من هم
(القنوات) القناة تدل على خادم الدور لما يجري عليها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمخلاة المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأن الرسول عليه السلام كنى عن الفاحشة بالقاذورة وربما دلت على الفرج والغمة لأنها فرج أهل الدور إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فیما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح او سفر أو خصومة وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول وأما القناة المجهولة فمن بال فيها دما أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراما بزنا أو غير ذلك ان لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة والناعورة خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات والأموال وانتقال الأحوال على السفر
(الجرة) أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش فمن رأی أنه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فان شرب أقل او أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك سائر الأواني فقس عليه وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتا أو عسلا أو لبنا لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس على العقدة من بدرة فاقل وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى رة
(الكيزان) هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالامن جهتهم وانكسار مؤنهم وقال بعضهم من رأى آنه شرب ماء في موضع غير مالوف على ظهر سفرة في اناء مجهول من يد ساق مجهول فإنه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الاناء وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة التي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك وكل ماء عذب في اناء فهو مال مجموع حلال والبرادة قيل هي المرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة والخابية امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها
– ومن رأى كأنه استقى ماء وصبه في خابية فإانه ينال مالا ويودعه لامرأة والخابية تجري مجرى الزير (زير الماء) وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائة والقربة دالة على نحو ما دل عليه الزير والبربخ رجل قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه فإنه وال وإذا لم يجر فيه فانه معزول (وحكي) ان رجلا آتی ابن سیرین فقال رأيت كأني أشرب من قلة ضيقة الرأس قال ترواد جارية عن نفسها (وسئل) ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلا وادلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة فقال الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب له امرأة فمكر الرجل وتزوجها وأتاه آخر فقال رأيت على كفي جرة ماء فوقعت الجرة وانكسرت وبقي الماء فقال امرأتك حامل قال نعم قال فإنها تموت ويبقى الولد
(الدلو) رجل يستخرج أموالا بالمكر فمن رأى أنه يدلو من بئر ماء ويجري الماء في انائه فإنه يحوي مالا من مكر فان رأى أنه يفرغه في غير اناء فإنه لا يلبث معه ذلك المال حتى يذهب وتذهب منافعه عنه فان سقاه بستانه فإنه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة فإن أثمر البستان أصاب منها ولدا على نحو ما يرى من تمام ذلك فإن رأى بئرا عتيقة فسقى منها ابلا أو اناسا أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء
– ومن رأى أنه يدلو من بئر عتيقة ويسقى الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها وان رأى أنه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعه الدلو لدنياه خاصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غربا فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريك يا ابن الخطاب (وحكي) أن رجلا أتى ابن عباس فقال رأيت كأني أدليت دلوا فى بئر وامتلاً ثلثا الدلو وبقى الثلث فقال غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاما فقال ما الدليل فقال لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنه غلام وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر فقال صدقت قد ورد كتابها بأنها حال منذ ستة أشهر والبكرة رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنه يستقي بها ماء ليتوضا فإنه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لأن الحبل دين فان توضاً وتمم وضوءه به فأنه يكفي كل هم وغم ودين وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا اليه بكذا وكذا أي توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فأن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته عقدة النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وان کان عنده حمل اتاه غلام لقوله تعالی (فأدلی دلوه قال یا بشری هذا غلام) وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأن السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلو دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر:
وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئ بمائها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل ماء
وان كان المستقى بالدلو طالبا للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه
(السفينة) دالة على كل ما ينجي فيه مما يدل الغرق عليه لأن الله سبحانه نجى بها نوحا عليه السلام والذين معه نزل بالكفار من الغرق والبلاء وتدل على الإسلام الذي به ينجي من الجهل والفتنه وربما دلت على الزوجه والجاريه التي تحصن وينجي بها من النار والفتن لان الله سبحانه وتعالى سماها جارية وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لاسيما انها كالأم الحاملة لولدها في بطنها وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الايمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام فمن رأى أنه ركب سفينة في البحر فأنظر إلى حاله ومآل أموره فإن كان كافرا أسلم سيما إن كان صعد اليها من وسط البحر من بعد ما ايقن بالهلاك وان كان مذنبا تاب من ذنبه وان کان فقیرا استغنی من بعد فقره وان کان مریضا آفاق من مرضه إلا أن یکون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا وان كان مفيقا وكان طالب علم صحب عالما أو استفاد علما ينجو به من الجهل لركوب موسي مع الخضر عليه السلام في السفينة وإن رأى ذلك مديونا قضى دينه وزال همه وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه آتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاووسها فيدل ذلك على ربج وطاووس الاقبال وان رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه وان رأى فيها ميتا في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط وجازه فإنه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه ينال في البحر مثل ذلك ونحوه وان جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته فإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البركان ذلك أعجل وأسرع وأحسن واما ان رأى السفينة راكدة وأمواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجونا وطال مرضه إن كان مريضا ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفره ان حاول ذلك وتعذر عليه الوصول الى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم ان كان طالبا لاسيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه الى خير ان شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاصب لأن الخضر عابها وخلع لوحا من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها الى البر أو یسعی به فيه فلا خير فيه فان کان مريضا مات وصار إلى التراب محمولا حملا شنيعا فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه بل من عاداته في اليقظة إذا دفع بطاووسه إلى البر انكسر عطب وان رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأن الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم وضع الشئ في غير مكانه فمن خرج في ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها الى الأإرض التي ليس من عادتها ان تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة فإن لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطنها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له واما ان جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من مكان مريضا من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء وقال بعضهم من رأى أنه في
سفينة في بحر زاخر نال ملكا عظيما أو سلطانا والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها فإن رأى أنه فيها كان في ذلك الى أن ينجو فإن خرج منها كانت نجاته اعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة كان الهم اشد والنجاة بعد فان رأى وال معزول أنه ركب في سفينة فإنه يلي ولاية من قبل الملك الاعظم على قدر البحر ويكون مبلغ الولاية على قدر إحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج وان كان في أمر فإنه يركب مخاطرة فان خرج فإنه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى (فلما نجاهم الى البر إذا هم يشركون) فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجرا قد ضاعت تجارته فإن السفينة رجوع ذلك فان غرقت فإن السلطان يغضب عليه إن كان واليا ثم ينجو وترجع إليه الولاية إن كان تاجرا فهو نقصان ماله ويعوض عنه وان غرقت فهو بمنزلة الغريق
– ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر فانه يکون في يدي من يخافه ويکون موته نجاة من شر ما يخافه وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه وقيل ان غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى (سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله) والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من ذي شوكة وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير ان يفارقهم لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال قال أنت رجل لم يبق من دينك إلا الاخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين .
الباب الثاني والأربعون في رؤيا النار وأدواتها من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك
النار دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي اليها ويقرب منها من قول أو عمل وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأن بها يهتدي في الظلمات مع قول موسی صلی الله عليه وسلم (او أجد على النار هدی) فوجد وسمع کلام الله تعالى عندها بالهدى وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأن بها صلاحا في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عز وجل (نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين) ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره لأن العرب كانت توقدها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها وياوي اليها ويعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر وربما دلت على الجن لأآنهم خلقوا من نار السموم وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان وربما دلت على العذاب من السلطان لآنها عذاب الله وه سلطان الدارين وربما دلت على الجدب والجراد وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون فمن رأى نارا وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما ان كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرم يرميه السلطان على الناس سيما ان كانت في دور الأغنياء خاصة فإن كانت جمرا بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما ان کانت عامة على خلط الناس واما ان كان نزول النار في النادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات فإنها جدب يحرق النبات فإنها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه وأما من أوقد نارا على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها ان وجدها عند حاجته اليها فإنها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره ان كان لذلك أهلا وإلا نال سلطانا وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه وان كانت النار على غير الطریق او كانت تحرق من مر بها او ترمیه بشررها او تؤذیه بدخانها او حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها وأما ان كانت نارا عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمی فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام وكل ذلك غذا كان الذين فعلوا به أعداءه أو كان المفعول به رجلا صالحا وأما ان رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتوعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير اليها فقد زجر عنها إذ خوف بها وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنها غنى ومنعة تناله سيما ان كانت معيشته من أجل النار وسيما ان كان ذلك أيضا في الشتاء وان رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رمادا أو أطفأها ماء أو مطر فإانه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته وان أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاما طلب مالا أو رزقا بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاما وشرا وكلام سوء وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شئ من المبيعات فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله وأما من أكل النار فإنه مال حرام ورزق خبيث ياكله ولعله ان يكون من أموال اليتامى لما في القران فإن راى النار تتكلم في جرة او قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والاناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن وداخله جني ينطق على لسانه وقال بعضهم النار حرب إذا كان لها لهب ِ وصوت فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه ارض حرب فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك قال أبو عمر النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي ورأيتها تقول لظى لظى بصير وأعمى اطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام تلك فتنة تكون في آخر الزمان يقتل الناس أمامهم ثم يشتجرون
اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسىئ أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين احلى من شرب الماء ومن أجج نارا ليصطلي بها هيج أمرا يسد به فقره لأن البرد فقر وقد سئل ابن سیرین عن رجل رای على ابهامه سراجا قال هدا رجل یعمی ویقوده بعض ولده فان أججها ليشوي بها لحما أثار أمرا فيه غيبة للناس فإن أصاب من الشواء أصاب رزقا قليلا مع حزن فإن أججها ليطبخ بها قدرا فيها طعام اثار أمرا يصيب فيه منفعة من قيم بيته فإن لم يكن في القدر طعام هيج رجلا بكلام وحمله على أمر مكروه وما أصابت النار فاحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب ومن قبس نارا أصاب مالا حراما من سلطان ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس والكي بالنار لذعة من كلام سوء والشرارة كلمة سوء ومن تنائر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه
– ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان فإن أشعلها في الناس أوقع بينهم العداوة بضر فإن رأى تاجر نارا وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أن ما يتناوله من ذلك حرام والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشئ إذا نفق والرماد كلام باطل لا ينتفع به ومن أوقد نارا على باب سلطان فإنه ينال ملكا وقوة فإن رأى نارا عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنه رجل سلطاني نفاع فان رأى آنه قاعد مع قوم حول نار يأمن غوائلها كان دلك نعمه وبركه وقوة لقوله تعالى (أن بورك من في النار ومن حولها) وان رای نارا اخرجت من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى نارا سقطت من رأسه أو خرجت من يديه ولها نور وشعاع وکانت امرآته حبلی ولدت غلاما ویکون له نبأ عظیم فان رأی شعلة نار على داره ولم يكن لها دخان فإنه يحج فإن رآها وسط داره فإنه يغرس في تلك الدار فان آنس نارا في ليلة مظلمة نال قوة وظفرا وسرورا ونعمة وسلطانا لقصة موسى عليه
السلام
– ومن رأى في تنوره نارا موقدة حملت امراته إن كان متأهلا فان رأى نارا نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند فإن رأى نارا خرجت من أصبعه فإنه كاتب ظالم فان خرجت من فمه فانه غماز فان خرجت من کفه فانه صانع ظالم ومن أوقد نارا في خراب ودعا الناس اليها فإنه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من اصابته
– ومن رأی داره احترقت خرجت داره وشیکا (وأتی) ابن سیرین رجل فقال رأيت كأني أصلى خفي بالنا فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من الأخرى سفعا فقال ابن سيرين ان لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الاخر شى قليل فكان كذلك
– ومن رأى كأنه في نار لا يجد لها حرا فإنه ينال صدقا وملكا وظفرا على أعدانه لقصة إبراهيم
– ومن رأى نارا أو لهيبا أو شررا طفئ فإنه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي لفئت فه
– ومن رأى نارا توقد في داره يستضى بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلده فهو موت رئیسه العالم فان انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله فان انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص فإن رأى أنه أوقد نارا وكان في اليقظة في حرب فإن أطفئت قهرا وان كان تاجرا لم يربح والدخان هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان فمن رأى دخانا يخرج من حانوته فإانه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنه خير خصب وفرج بعد هول يناله
– ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمي تأخذه ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم والحطب نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان والفحم من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقي هو رزق من السلطان والفحم الذي لا ينفع به بمنزلة الرماد باطل من الامر فإن كان فحما ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه بقية من المنافع (رأى) سيف بن ذي يزن كأن نارا هوت من السماء إلى ارض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة فقصها على معبري مملكته فقالوا له ان الحبشة تستولي على بلدك فكان كذلك وقيل ان الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان فمن رأى الرماد فانه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علم لا ينفع
– ومن رأى آنه يسجر تنورا فإنه ينال ربحا في ماله ومنفعة نفسه فإن رأى في دار الملك تنورا فان كان للملك أمر مشكل استنار وأهتدى وان كان له أعداء ظفر بهم فان رأى انه يبني تنورا وكان للولاية أهلا نال ولاية وسلطانا وينجو من عدوه ان كان له عدو ومن أصاب تنورا بغير رماد تزوج امرأة لاخير فيها والكانون من الحديد امرأة من أهل بيت ذى بأس وقوة وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وان كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق وان كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين وغذا كان فيه النار دل على الدولة وإذا كان خاليا من النار دل على العطلة والمنارة خادم فما رؤى فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فان تاويلها في الخادم والترس أشرف قطعها وتاويله راس الخدم
(السراج) هو قيم بيت فمن رأى انه اقتبس سراجا نال علما ورفعة فان رأى انه يطفئ سراجا بفمه فانه یبطل مر رجل یکون على الحق ولکنه لا یبطل لقوله تعالی (یریدون لیطفنوا نور الله بافواههم والله متم نوره)
– ومن رأى كانه يمشي بالنهار في سراج فانه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى (ویجعل لکم نورا تمشون به) فان رأی كانه يمشي بالليل في سراج يتهجد ان کان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى وربما يكون في معصية فيتوب عنها فان رأى كأن سراجا يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فانه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فان رأى كأن له سراجا داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك فان رأى كأن له سراجا ضوؤه كضوء الشمس فانه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي
– ومن رأی في داره سراجا ولد له غلام مبارك
– ومن رأى كأن في يده سراجا وشمعة أو نارا فأطفأه فان كان سلطانا عزل أو تاجرا خسر أو ملكا ذهب ماله لقوله تالعى (كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون) والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية وإذا كان وقوده غير مضىء فانه يدل على غم والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية والقليلة قهرمانة تخدم الناس فان راى انها احترقت كلها فان القهرمانة تموت فان وقعت منها شرارة في قطن واحترق فأنها تخطئ خطأ وتزل زلة والشمعة سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إلى صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل والقنديل ولد له بهاء ورفعة وذكر وصيت ومنفعة إذا أسرج في وقته وإذا كان مسرجا فانه قيم بيت أو عالم والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة رأيت فناديل المسجد قد طفنت فمات مسعر بن كدام وقدح النار تفتيش عن أمر حتى
يتضح له فمن رأى كأنه قدح نارا ليصطلى بها استعان رجلا قاسي القلب له سلطنة ورجلا قويا ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فانهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأن الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والناس سلطان والمرأة إذا رأت انها قدحت نارا فانقدحت واضاءت بنفختها ولدت غلاما
– ومن رأی انه قرع حجرا على حجر فانقدحت منهما نار فان رجلين قاسيين يتقاتلان قتالا شديدا ويبطش بهما في قتالهما لأن الشرارة قتال بالسيوف» وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العرب» فان علقت النار فان الزوجة تحبل ويخرج الولد من بين الزوجين وربما دل على الشر بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهماء فإن أحرقت ثوبا أو جسما كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم» وإن أحرقت مصحفا أو بصرا كان ذلك قدحا في الدين» والمسرجة قيم البيت لقيامه بصلاحهم» وربما دلت على زوجهاء وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجهاء وربما كانت ولدها الخارج من بطنهاء وربما دل السراج على كل ما یهتدی به وما یستضاء بنوره من عین وغیرهاء فمن رأی سراجا طفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منامه» فان رأى في بيته سراجا مضينا كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
الباب الثالث والأربعون في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل البستان والكرم والربيع.
البستان دال على المرأة لأآنه يسقى بالماء فيحمل ويلد وان كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبدا من ثمار رحمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثمارها الحلوة والحامضة وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه جنة وكذلك سماه الله تعالى لقوله (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار) وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل علی کل مکان أو حیوان يشتغل منه ويستفاد فبه كالحوانيت والخانات والحمامات والمماليك والدواب والانعام وسائر العائلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقد لمالكها وكالخدمة والانعام المختلفة لأصحابها وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فان كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وان كان مريضا مات من مرضه وصار اليها ان كان البستان مجهولا وان كان مجاهدا نال الشهادة سيما ان كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ویشرب فيه لبنا أو عسلا من آنهاره وکانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وان لم يكن شئ من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فان كان عزبا أو من قد عقد نكاحا تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان ونال منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان وابان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على مالا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر وعارية المتاع وسقم الجسم وان كان ذلك في اقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعه فالأمر في الاصلاح بضد الاول وان رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضا بالزمنين ربما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أوجمعها فان رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضا عن عقبیى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على مل يراه في تأويل الثمار وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل به أيضا على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين وكذلك أن وقعت عينه في حين دخوله اليه على مقيل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن یکون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقیه أو من بئر غير بئره فانه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دما أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة ان كان البستان مجهولا وإلا أتى من زوجته مالا يحل له ان كان البستان مثل أن يطأها من بعد ما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض وقيل ان البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحلیها وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فان رأى كرما مثمرا فهو دنيا عريضة
– ومن رأی أنه یسقی بستانه فانه يأتي هله ومن دخل بستانا مجهولا قد تنائر ورقه أصابه هم – ومن رأی بستانه یابسا فانه یجتبب اتیان زوجته
(الشجر المعروف عددها) هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الاشجار فإن رأى أنه زاول منها شيئا فإنه يزاول رجلا بقدر جوهر الشجرة ومنافعها فإن رأى له نخلا كثيرة فإنه يملك رجالا بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل يكون في مثل ذلك الموضع وان
كانت في بستان أو أرض تصلح لذلك فان جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنه أصاب من ثمرها فإنه يصيب من الرجال مالا أومن العقدة مالا ويكون الرجال أشرافا والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع وان كانت شجرة جوز فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنه أصاب جوزا يتحرك وله صوت فإن الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنه صخب ويظفر المقامر بصاحبه وكل ما يقامر به وكذلك إذا قامر صاحبه ظفر بما طلب واصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى آنه على شجرة جوز فإنه يتعلق برجل اعجمي ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل فإن سقط منها ومات فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به ملك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط غذا كان رأى أنه مات حين سقط منها ومات حين سقط فإنه ينجو وكذلك لو رأى آنه يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنه يشرف على هلاك وینال بلاء عظيما إلا أنه ينجو بعد ذلك وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم وشجر السدر رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بخصب الشجرة وكرم ثمرتها (والنبق) مال غير منقوش وليس شى من الثمار يعدله في ذلك خاصة (وشجر الزيتون) رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه وملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضا على النساء لسقيها وحملها وولادتها ثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته قال المفسرون إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه واخوانه واعتقاداته ویدل على سرائره وما یخفیه من أعماله ویدل قشرها على ظاهره وجلده وکل ما تزین به من أعماله ویدل ماؤها على ایمانه وورعه وملکه وحیاته لکل انسان على قدره وریما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتا في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب
وان كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار اليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك المريض انتقل الى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وان كان حيا مفيقا نظرت إلى حاله فإن كان رجلا طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجا على قدر حال الشجرة وهيئتها ان كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها ان كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضا نظرت الى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في اقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كانت في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك وان رآها في حانوته أو مکان معیشته فيه دالة على کسبه ورزقه فان كانت في اقباله آفاد واستفاد وان کانت في إدباره خسر وافتقر وان رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وان كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد نمت أعماله وزكت طاعته وأما من ملك شجرا كثيرا فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء او فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائدا على رفقة أو رئيس على سفينة أو في دكان فيه صناع تحت يده على هذا ونحوه وأما من رأى جماعتها في دار فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وان كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاما وكذلك ان كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولا نظرت فان كان ذلك في إقبال الشجرة كان طعامها في الفرح وان كان في إدبارها كان مصيبة سيما أن
كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو كسرتها ريح شديدة
فغنه رجل أو امرأة تهلكان أو يقتلان ويستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امراة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته واخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد ومسافر وان كانت في الجامع فإنه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة فإن كانت نخلة فهو رجل عالى الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس فان كانت شجرة زيتون فعالم أو واعظ او عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها
– ومن رأى أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفا أو اعتقد لنفسه رجلا بقدر جوهرها لقول الناس فلان غرس فيه إذا اصطنعه وكذلك إن بذر بذرا فعلق وان لم يعلق ذلك ناله هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرما خاملا أو شجرة فإنه يعثر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما ويظنهما غنين (وشجرة السفرجل) رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثمارها (وشجرة اللوز) رجل غريب (وشجرة الخلاف) رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه (وشجرة الرمان) رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجر الرمان قطع الرحم (وحکي) أن رجلا تی ابن سيرين فقال رأيت كأن قائلا يقول لي إن شئت تنال العافية من مرضك فخذ لاو لا فكله فقال ابن سيرين انما ذلك على أكل الزيتون لن الله تعالى قال زيتونة لا شرقية ولا غربية (وحكي) أيضا عنه أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني أصبت الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له ما قصتك قال سبيت وآنا صبي صغير فلما عتقت كنت بلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امراة قال لا ولكن اشتريت جارية قال انظر لئلا تكون أمك قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن احوال الجارية حتى وجدها أمه (وحكي عنه أيضا) أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه فقال ابن سيرين اتق الله فإن رؤياك تدل على ان امرأتك أختك من الرضاعة ففتش عن الأمر فكان كما قال
– ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإن نارا تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى (جعل لكم من الشجر الأخضر نارا) وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى (حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وأما الشجر SS الأشجار طيب الريح فإن الثناء على الرجل الذي تنسب اليه تلك الشجرة مذل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإن الرجل الذي ينسب اليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجيل ادراكها ومنافعها والشجرة التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يستفيد مالا من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة
– ومن رأی أنه يغرس في بستانه أشجارا فانه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة
(الكرم والعنب) الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما ان المسكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدر الجماع مع مافيه من العصير وهو دال على النكاح لآنه كالنطفة وربما دل الكرم على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرما كما وصفناه تزوج امرأة ان كان عزبا أو تمكن من رجل کرم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره اليه بزمام الكرم في الاقبال والادبار فان كان ذلك في ادبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وان كانت حاملا أتت بجارية وان كان يرجو فرجا أو صلة أو مالا من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالاأم
والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته اليه وإن کان موسرا افتقر من بعد يسر وان کان في اقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وکسدت وان کان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحا والعنب الأسود في غير وقته هم وحزن وفي وقته مرض وخوف وربما كان سياطا لمن ملكه على قدر الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضرر جوهره والعنب الأبيض في وقته عطارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي کان يرجوه والزبیب کله اسوده وأحمره وابیضه خير ومال
– ومن رأى انه يعصر كرما فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصبا وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره وقيل من التقط عنقودا من العنب نال من امرأته مالا مجموعا وقيل العنقود ألف درهم وقيل إن العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلۍ من كرمه فهو برذ شديد وخوف وف فال يعض المعرين الفذب الأسود ل يكره لقوله تعالى (سكرا ورزقا حسنا) وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين یکرهونه وقیل غنه کان بجوار ابن نوح حین دعا عليه آبوه وکان أبیض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فاصل الأسود من ذلك وما كان من الثمار لا ينقطع في كل إبان وليس له حین ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبیب وماکان منها يوجد في حين ويعدم ڦي حين غيره فهي في ابانها صالحة إلا ما كان منها له اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير ابانها فهو مكروه في المآل وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في اقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك التين في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك وکل ما کان من الثمار في غير إبانه مكروها صرفت مكروهة فما كان أصفر اللون كان مرضا كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير ابانه وغير اصفرها هموم وأحزان فإن كانت حامضة كانت ضربا بالسياط لآكلها سيما إن كان عددا لأن ثمر السقوط طرفه والشجرة التي هي أصل الثمر في ادبارها عصا يابسة وما كان له اسم وفي اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض والخوخ الأخضر توجع من هم أو أخ واصفره مرض والعناب في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب توبه وحوادث تصيبه ويابسة في كل حي رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة
(الاجاص) في وقته رزق أو غائب جاء أو يجئ وفي غير وقته مرض جاء إن كان اصفر أو هم جاء إن كان أخضر فإن رأى مريض أنه يأكل اجاصا فإنه يبرأ وما كان له اسم مكروه وأصل مکروه جمعا عليه في کل حین کالخرنوب خراب من اسمه ولما یروی عن سليمان عليه السلام فيه وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الامطار واسوداهما جميعا على البرد وقد يكون ذلك في الليل والاول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه للعامة أو في الاسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأن المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر وعطلة للصانع تحت الهواء والقطر والهدم والطين وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له اليها سبيل ومن هو ممنوع منها
(العصير والعصر) صالح جدا فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى وان كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا
من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه فيها وانعصر له الرأي من صدره انعصاره وان رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه وان كان العصير كثيرا جدا وکان معه تين أو خمر أو لبن نال سلطانا
– ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمرا أصاب حظوة عند السلطان ونال مالا حراما لقصة يوسف عليه السلام
(التين) مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ اليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام (ولا تقربا هذه الشجرة) وقد قال بعضهم ان التين حزن وندامة لمن آكله أو أصابه
(التفاح) هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه فإن كان ملكا فان رؤيته التفاح له ملكه وان كان تاجرا فإن التفاح تجارته وإن كان حراثا فان رؤية التفاح حرثه وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحا أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت وقيل التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فانه يربي يتیما
ومن رأى أنه يأكل تفاحة فإنه يأكل مالا ينظر الناس اليه وان اقتطفها أصاب مالا من رجل شريف مع حسن ثناء والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولدا حسنا وغصن التفاح نيل خير ومنيه وربح (وقد حكي) أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشر تفاحة ونصفا فقص رؤياه على معبر فقال له تملك تسع عشرة سنة ونصفا فلم يلبث ان ولي الخلافة المذكورة
(الكمثری) أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لان نصف اسمه مثرى يدل على الثروة وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالا وقيل إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حملا كمثري حملت ولدا فولدته وقيل من أصاب كمثراة ورث مالا مجموعا
(الاترج) الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مذل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. وأنشد بعض الشعراء يمدخ قوما: كأنهم شجر الاترج طاب معا * نورا وريحا وطاب العود والورق
ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال انها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
أهدى له اخوانه أترجة * فبكى وأشفق من عيافة زاجر
ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
أترجة فد أتتك براء * لا تقبلنها إذا بررتا لا تقبلنها فدتك نفسي * فإن مقلوبها هجرتا
وذكر بعضهم أن النارنج والاترج جميعا محمودان وان الكل إذا كان حلوا يدل على المال المجموع وإذا كان حامضا يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن والاترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا غذا اقتطفها والاترجة الصفراء خصب السنة مع مرض وقيل ان الاترج امراة اعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتا ممراضة وابنا ممراضا وان رأت امراة في منامها كأن على رأسها اكليلا من شجرة الاترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابنا مباركا فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن ورمي الرجل آخر باترجة يدل على طلب مصاهرة والنارنج دون الاترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار وأنشدوا في معناه:
ان فاتنا الورد زمانا فقد * عوضنا البستان نارنجنا يحسب جانيها وقد اشرقت * حمرتها في الكف نارا جنا
والاترج نظير المؤمن طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنتين أو تثلاثا فهي ولد والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر وربما كانت الاترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلواكان مالا مجموعا وان کان حامضا مرض مرضا يسيرا
(الخوخ) في غير وقته مرض شديد وقيل ان الحامض من الخوخ خوف وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالا كثيرا في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب
(المشمش) مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر نفقة مال في مرض فإن رأى كأنه يأكل مشمشا من شجرة فإنه يصاحب رجلا فاسد الدين كثير الدنانير وقيل ان التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث فإن كان بعض السلاطين التقط مشمشا من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالا غير محمود وشجرة المشمش رجل كثير المرض وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع اهله منبسط مع الناس جرئ غير جبان قان كانت موقرة بحملا فإنها تدل على جل ضاحب’ دنائير كثيرة وإذا کان مشمشا أخضر کان رجلا صاحب دراهم كثيرة ومن کسر غصنا من شجرته فانه يجحد مالا من حل أو ينكسر عليه أو يترك صلاة أو صياما ويفسد مالا ليس له فان كسر من شجرة غير مثمرة غصنا ليتخذه عصا فانه ينال منه سرورا وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضا فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض
(السفرجل) قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا أنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض وقيل أنه يدل على السفر وقال قوم أنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم آنه سفر لا خير فيه وأنشد في ذلك؛
أهد ي اليه سفرجلا فتطيرا * منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه * سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثماره وقال بعضهم ان السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أى حال يراه لان اسمه بالفارسية بهى وهو خير والتاجر إذا رآه دل على ربحه والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته
ومن رأى أنه يعصر سفرجلا فإنه يسافر في تجارة وينال ربحا كثيرا والغبيرا قيل أنه يدل على اصابه مال وشجرته رجل اأعجمي وفيل رجل قير نفاع للناس
(التوت) أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد
(النبق) وأما النبق فإنه رجل محمود باجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه آقوی من یابسه ولیس تضر صفرته ولیس شئ من الثمار يعدله في التاويل وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين فقال ألك زوج غائب قالت نعم قال فإنه قد مات وترثين منه ألفين وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب
(الموز) وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب ارادته قوة في عبادة وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن قال الله تعالى (وطلح منضود) وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع وشجرته من أكرم الشجر وورقها افضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن الخلق لمن تنسب اليه شجرته وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضا لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق ومال وخير ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مؤنته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الاسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال
– ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئا فإن ذلك لابأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لاشك فيه وإلا فعلى ما وصفت والشجرة الموقرة رجل مكثر ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمرا عجيبا يتعجب الناس منه وقيل ان الشجرة امراة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امراة أو بنت ملك أو خادم ملك
(اللوز) مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الايمان والمر يدل على كلام حق وان راى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه كسوة وقيل ان اللوز اليابس القشر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة وقد يدل ايضا على حزن
(الفستق) مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن رأكل فستقا اكل مالا هينا والجوز الهندي وهو النارجيل قال بعضهم هو مال من جهه اعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم فمن رأى كأنه يأكل جوزا هنديا فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجما في رأيه ويصدقه وكذلك من
رای أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزا هنديا والبلوط صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر وكذلك تدل على عبودية
(النخل) هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى (ولأصلبنكم في جذوع النخل) وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم والسعف زيادة في العيال وذرية وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر والنخلة اليابسة رجل منافق
– ومن رأى كان الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذابا في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى (لها طلع نضيد رزقا للعباد) والبلح مال ليس بباق
– ومن رأى أنه صار نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه يتصرم وخوضها ينزه اتشر من ندا
– ومن رأى نواة صارت نخلة فإن هناك ولدا يصير عالما أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعا وقال بعضهم النخل طول العمر ورأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه في أرض سبخة ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم له أتدري لمن هذه الأرض قال لا قال هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سیرین وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال يا غلام أتقول الشعر قلت لا قال اما انك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في اقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في اول الباب
(الرطب) رزق حلال وشفاء وفرج
– ومن رأى كأنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحا لقصة مريم عليها السلام وكان في غير أوانه وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأآتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وان دنيانا قد طابت والثمر مال حلال على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمرا وغيرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئا لا يجب له وراسم رسوما جائرة واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل وقيل ان الفواكه للفقراء غنى وللاغنياء زيادة مال لقوله تعالى (وفاكهة وأبا متاعا لكم ولانعامكم) وللخائفين أمن قال الله تعالى (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) وقيل ان الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعا واليابسة رزق كثير باق
– ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير
– ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها فان رؤياه تدل على صهر سار بار أو شريك صالح
– ومن رأى في الشتاء شجرا مثمرا فاستحسن ذلك فإنه يحتاج الى رجل يظن آنه موسر فإن لم يجن من ثمرها شيئا نجا منه على السواء وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على قدر ذلك بقدر ماجنی
(الرمان) مال مجموع إذا كان حلوا وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة والرمان الحامض هم وغم (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي رمانة فقال هي امرأة تتزوجها فإن اكلتها فجيد والرمانة أيضا ربما كانت ولدا وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وان كان حبها أبيض أصاب الف درهم وان كانت حلوة كان ذلك سرور وان كانت حامضة كان في هم وحزن ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض وعصر الرمان وشرب ماشة نفقة الرجل على نفسه وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم واما الرمان المبهم الذي لا يدري أحلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك وأما الازدارخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره
(الورد) ولد أو مال شريف وقيل ان الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب وقيل ان الورد امراة مفارقة أو ولد يموت أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد
– ومن رأی کان شابا دفع اليه وردا فان عدوا له يدفع اليه عهدا لا يدوم عليه
– ومن رأى كأن على رأسه اكليلا من الورق فإنه يتزوج امراة تقع الفرقة بينهما عن قريب وان رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير ان يكون لها قوة أو بقاء وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الورد الابيض من بستانه تقبيل امراة له عفيفة فإن كان الورد أحمر فان امرأته صاحبة لهو وطرب وان كان الورد اصفر فهي امرأة مسقام والتقاط ازرار الورد التي لم تفتح دليل على اسقاط المراة ولدا وقيل ان الورد طيب الذكر ومن التقط وردة كبيرة الاوراق معروفة فإنه قيل منه متواتر لامرأة حسناء مليحة يراودها كل انسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها وقد قال جماعة من المعبرين ان الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها موضعها الذي ِ تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره فأما ما دام حيا في منبته تجد رائحته فإنه يكون ولدا وما يشبه ذلك وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن واكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي واما الياسمين فقد حكي ان رجلا أتى الحسن البصري رحمه الله فقال رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن وقال ذهب علماء البصرة وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس وأما القصب فمن رأى بيده قصبة متوكئا عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر وكل شئ مجوف لا بقاء له والقصبة قصب الناس وتميمة والقصب إناس معتقل لا دين له ولا وفاء وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء وأما قصب السكر فمن رأى آنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلا أن كلامه يستحيل فيه
– ومن رأى أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصبا ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره
(الصفصاف) رجل رفيع صبور مخلف
– ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار
(الطرفاء) رجل منافق يضر بالأغنياء وينفع الفقراء
(الصنوبر) رجل بعيد رفيع الصوت مقل سئ الخلق وشحيح تأوي اليه الظلمة واللصوص كما
يأوي إلى الصنوبر الحدا والبوم والغربان والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سئ الخلق ظالم والتتاجر حافظ ظالم لص وأما السرو فيدل على الأولاد وقيل السرو يدل على طول
الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها وقيل أيضا شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت قال بعضهم السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكريم في اللغة السرو ويقال للكريم سري وأنشد:
إن السري هو السري بنفسه * وابن السري إذا سري أسراهما وأما الشوك فرجل بدوي جاهل صعب وقيل هو فتنة أو دين
– ومن رأى كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون ومن ناله من الشوك ضرر تال من الدين ما يكرهه يقدر ما ثالة من الشوك وكل شنجرة نها شوك فهو رل صعب يقد شوكها والخشب نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة والعصا رجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة اخوان من تنسب اليه وولده وأقربائه وأما شجرة الحنظل فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا ثبات لها فقال (كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) وثمره هم وحزن
(الأبنوس) امراة هندية موسرة أو رجل صلب موسر واما الآجام فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن اصل الدغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرعى الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك فان رأى أن الاجمة لغيره ملكا فإانه يقاتل أقواما هذه صفتهم فيظفر بهم (شجرة الساج) ملك أو عالم أو شاعرا ومنجم واما الشجرة المجهولة الجوهر فمن رآها في داره فإنها تدل اما على مشاجرة بين أقوام واما على نار في تلك الدار واما الربيع فيدل على الدراهم وقيل أنه يدل على ولد لا يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعا والحشیش والمرعی دین فمن رأی أنه نبت على کفه حشیش رأی امرأته مع رجل فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قوة الحشيش وكذلك الحلفاء.
الباب الرابع والاربعون في الحبوب والزروع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباهها وما شاكلها
بذر البذر في الأرض يدل في التأويل على الولد – ومن رأى كأنه بذر بذرا فعلق فإنه ينال شرفا فإن لم يعلق أصابه هم
(الحنطة) مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على اصابة مال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد فان رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيرا فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه وان زرع شعيرا فنبت حنطة فالأمر بضد الأول وان زرع حنطة فنبت دماء فإنه يأكل الربا والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف والسنابل المجموعة في يد انسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبه مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه (وحكي) أن أعشى همدان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال غنه استبدل الشعر بالقرآن ومن التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالا متفرقا من صاحبه فان رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب فإن كانت السنابل صفرا فهو يدل على موت الشيخ وان كانت خضرا فهو موت الشباب أو قتلهم والحنطة في الفراش حبل المراة وقيل من رأى أنه زرع فهو حبل امرأته فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته ومن بذر بذرا في وقته فانه عمل خیرا فان كان واليا أصاب سلطانا وان كان تاجرا نال ربحا وان كان سوقيا أصاب بلغة وان كان زاهدا نال ورعا فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولا فان حصده فقد أخذ أجرة
– ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة نال مكروها فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون مابقي من عمره ومن مشی بین زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين وقيل ان الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفا يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله يقال في المثل من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يحصد شرا يحصد ندامة قال الشاعر:
إذا نت لم تزرع وأبصرت حاصدا * ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب فان حصدوا قتلوا قال الله عز وجل (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكا في الدين
– ومن رأى ان له زرعا معروفا فان ذلك عمله في دینه أو دنياه ويستدل بأن ذلك کان على كلام صاحب الرؤیا ومخرجه فان کان في دینه فان ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته وان کان في دنیاه کان مالا مجموعا يصير اليه ومجازاة عن عمل فان کان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعا حتى يخرج الحب من السنبل وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة وان كان شعيرا فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤنة فإن كان دقيقا فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار
(الشعير) مال مع صحة جسم لمن ملكه أو اكله وهو خير من الحنطة وقال بعضهم انه ولد قصير العمر لآنه طعام عيسى عليه السلام وحصده في أوانه مال يصير اليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالی (وآتوا حقه یوم حصاده) وزرعه یدل على عمل یوجب رضا الله تعالی والشعیر الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم ومن مشى في زرع الشعير أو شئ من الزرع رزق الجهاد ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق
(الأرز) مال فيه تعب وشغب وهم والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخا ومقلوا على كل حال فهم وحزن لمن أكلها أو أصابها رطبا ويابسا والكثير منها مال وقيل ان الباقلا الخضراء هم واليابسة مال مع سرور وقيل ان العدس مال دنئ (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني احمل حمصا حارا فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان والسمسم مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه
(التبن) مال كثیر وخصب لمن أصابه مال لمن اصابه ویکون اثره ظاهرا عليه کثیرا واما البطيخ فهو مرض وقيل هو رجل ممراض وقيل ان اصابته اصابة هم من حيث لا يحتسب وقيل ان الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم
– ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخا فإنه يطلب ملكا ويناله سريعا (وحكي) أن رجلا رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال يموت بكل بطيخة واحدة من أهلك فكان كذلك والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس واما القثاء فقد قيل أنه يدل على حبل امرة صاحب الرؤيا وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك وقيل إنها رجل فقير واليقطين للمريض شفاء
– ومن رأی کأنه أكله مطبوخا فإنه يجد ضالا أو يحفظ علما بقدر ما اكل منه أو يجمع شيئا متفرقا والذي يستحب من المطبوخات في المنام القرع واللحم والبيض فإن رأى أنه اكل القرع نيئا فإنه يخاصم انسانا ويصيبه فزع من الجن والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة
– ومن رأى كأنه اجتنى من المطبخة قرعا فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والاصل فيه قصة يونس عليه السلام والقنبيط رجل قروي يعتريه حدة والباذنجان في غير وقته مكروه وفي وقته رزق في تعب والبصل منهم من کرهه لقوله تعالی (وبصلها) ومنهم من قال إنه یدل على ظهور الاشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة ومنهم من قال أنه مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل والثوم ثناء قبيح وقيل أنه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة من معصية (وروي) أن رجلا أتى ابا هريرة فقال رأيت كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل فقالوا إنك اكلت ثوما وطردوني فقال أبو هريرة هذا مال خبيث أكلته والجزر هم وحزن لمن أصابه أو اكله
– ومن رأی بيده جزرا فانه يكون في أمر صعب يسهل عليه وقال بعضهم من رأی کأنه يأکل الجزر فإنه ينال خيرا ومنفعة والخشخاش مال هنئ لمن أكله أو أصابه والخردل سم فمن اكله سقي سما أو شيئا مرا أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالا شريفا في تعب والحرمل مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد والحناء عدة رجل لعمله الذي
يعمله واما الحلفاء فقد حكي أن رجلا رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال هو الشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمديرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع دلك والخضر كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام
– ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك والمزرعة تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع الى حين الحصاد واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة ارباح الزرع وحوائجه وريعه وخساراته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف وربما دل على الدنيا جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وشبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال الله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا) وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها أو أيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين وقد تدل على اموال الدنيا ومخازيها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حبا كثيرا وريما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة ويعمل فيه للاجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجة فإن نبت زرعه حملت امرآته وان کان عزبا تزوج والا تحرك سوقه وکثرت ارباحه وربما سلفه وفرقه وإلا تألف في القتال جمعه ان كان مقصده فمن رأى زرعا يحصد فان كان ذلك ببلد في حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل وان كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الاعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء والطاعون وان كان ذلك في سوق من الاسواق كثرت فواند اهلها ودارت السعادة بينهم بالارباح وان كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحدا مجهولا يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد واما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه وان كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع او نفاق في الطعام والتبن مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب
(المرج) وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر فأنواع الكلا والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفا ومنه سمى الذهب زخرفا والحشيش معايش للدواب والانعام وهو كاموال الدنيا التي ينال منها كل انسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لآنه يعود لما ولبنا وزبدا وسمنا وعسلا وصوفا وشعرا ووبرا فهو كالمال الذي به قوام الأيام وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب اليه كبيت المال والسوق وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ كل ما حلا على أفواه الابل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما يناله بالهم والنصب والمرارة وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والارزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال والحلال المحض وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء وأما غذا رأى الهندبا وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام وقد قيل أن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف اليها دون الكزبرة والكراويا وأمثالها
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبت والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعنع يشتق منه النعاء والنعي مع أنه من البقول وكذلك الجزر وهي الاسفنار به أسف ونارة وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقیرا استغنی وان کان غنیا ازداد غنی وان كان زاهدا في الدنيا راغبا عنها عاد اليها وافتتن بها وان انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها
(الروضة) وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لايوصف نباتها لا بخضرتها فدالة على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يسأل الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وقوله عليه السلام القبر اما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتا أبدل بالجنة نارا وبالنعيم عذابا وان رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة أو خرج من شرائطه وصفاته اهله بكبيرة ومعصية وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في أيام الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج وان كان بمكة وملا لزيارة قبر النبي ضلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثوابا وأجرا يحصل له فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره وان کان مذنبا تاب من حاله وانتقل من تخليطه وان كان طالبا للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد منليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها وأما السلق فقد قيل آنه يدل على خير وكذلك الملوخيا والقطف
(السلجم) امرأة قروية جلدة صاحبة فضول وقيل هو هم وحزن فإن كان نابتا فهم أولاد
يتجددون (الشبت) أمر یری في المستقبل
(العنصل) رجل فاسق يثني عليه بالقبيح والعروق مال معه مرض (العفص) مال نام يبقى الأموال
(العصفر) فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله (القوة) مال مع مرض
(الفلفل) مال يحفظ به الأموال
(الفجل) رزق حلال وقيل أنه يدل على الحج وهذا قول بعيد وقيل من أصاب فجلا أو أكله فإنه يعمل عملا في خير يعقبه ندامة
(اللفت) وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير
(القطن) مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب (لكمأة) رجل دنئ أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثا فان كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن. ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب وكذلك الكمأة تنبت بلا بذر ولا حرث ولا سقي ماء وقيل انها إذا كانت مالا يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري مجرى الكمأة أو دونها
(الكراويا والكمون) مال تطيب به الأموال
(الكراث) رزق من رجل أصم وقيل من أكله أكل مالا حراما شنيعا في قبح ثناء وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم وقيل هو رزق ومن أكل كراثا فإنه يقول قولا يندم عليه وأكل الكراث مطبوخا يدل على التوبة
(الطرخون) رجل ردئ الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع
(السذاب) قيل أن كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا وأما البقول على الجملة فقد اختلفوا فيها فمنهم من قال انها صالحة محمودة ومنهم من قال نها جميعها مكروه لقوله عز وجل (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة ومنهم من قال انها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن
(البنفسج) جارية ورعة والتقاطها تقبيلها
(الاقحوان) التقاطه من سفح جبل اصابة جارية حسناء من ملك ضخم وقال بعضهم ان الاقحوان أصهار الرجل من قبل المرأة فمن رأى كأنه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقا وأما الآس فقيل هو رجل واف بالعهود ويدل على اليأس لاسمه فمن رأى على رأسه اكليل رأس رجل أو امرأة فهو زوج يدوم ابقاؤه أو امرأة باقية وكذلك ان شمه ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم فان رأی آنه أخذ من شاب آسا فانه يأخذ من عدو له عهدا باقیا فان رأى آنه يغرس آسا فإنه يعمل الأمور بالتدبير والآاس ودباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق
(الشمار) يدل على ثناء حسن
(السوسن) قيل هو ثناء حسن وقال بعضهم انه يدل لى السوء لاشتقاق السوء من اسمه والواحدة منه سوسنة وقال أكثر المعبرين ان الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة فإنها تدل على هم وحزن وإذا رؤيت ثابتة في موضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد وبلغنا عن علي ابن عبيد آنه قال كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت الى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء فقال له سفيان ان صدقت رؤياك فقد مات
الأوزاعي فوجدوه قد مات في تلك الليلة وانما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتا في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعا في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعا ومطروحا في غير موضعه أو لم يكن له ريح وقيل أن الريحان نعمة لقوله تعالى (فروح وريحان وجنة نعيم) وهو بالفارسيه شاة سيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الاسنه (والمرزنجوش) يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم ويدل أيضا على التزويج بامرأة تدوم عشرتها وان رأى امرأة كأنها شمت مرزنجوشا فإنها تلد ابنا مؤمنا
(النيلوفر) مال حلال يجمع من وجهه وينقع من وجهه (وأما النرجس) فمن رأى على رأسه اكليلا من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك وان کان لها زوج فإنه يطلقها أو يموت عنها
ومن رأی النرجس نابتا في بستان فانه ولد باق وان رآه مقطوعا فاسدا انه لا يبقی وحکي أن امرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال يطلقك ويتمسك بضرتك لان عهد الاس ابقى من عهد النرجس ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمي ثلاث طاقات منهن بثلائة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر فقال انك ذو نسوة اربع وانك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك وقيل ان صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضه على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد:
لما أطلنا عنه تغميضا * أهدي لنا النرجس تعريضا فدلنا ذاك على أنه * قد اقتضى الصفراء والبيضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد * انما العهد للآاس
وقال بعضهم: النرجس سرور
(النمام) سرور يدوم من امرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة
(اللفاح) مرض ودنانير فمن التقط لفاحا مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة
(اللبلاب) رجل طيب
(المنثور) رجل يموت له طفل أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق (البقلة) رجال ذو إحسان فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل فإنه يجتمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة فإن كانت بطاقة بقل فإنها نذير له ليحذر من الشر فان عرف جوهرها فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع واليابس من البقل مال يصلح به الأموال وأكثر المعبرين يجعلون
البقول هما وحزنا وتكون البقلة الثابتة رجلا أن كان موضعها مستشنعا مجهولا فيه ذلك وكذلك جميع النبات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنعا فيه نبات ذلك فإنه
رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة وقد بلغنا أن رجلا أتى إلى سعيد بن المسيب فقال رأيت كأن بقلا أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون اليه
متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل فقال له سعيد بن المسيب إن صدقت رؤياك فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها
(الكزبرة) رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال
(الصمغ) فضل مال
(البلسان) مال مبارك
تاوق من ن اه ةج
(القطران) مال من خيانة وتلطخ الثياب به خلل في المعاش وصبه على انسان رميه ببهتان
(الکرنب) رجل فظ غليظ بدوي فمن رأی بيده طاقة کرنب فإنه في طلب شئ لا يدرکه دون أن يكون فظا غليظا وأما البزور فكل بزر يلقي في الأرض فهو ولد يجب أن ينسب إلى ذلك النوع والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنه كتب مستنبطة فيها الزهد والورع
(البندق) رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال إنه مال في كد فمن أكله نال مالا بكد وقال بعضهم البندق وکل ما كان له فشر يابس يدل على صخب وعلى حزن
(الخيار والقثاء) هم وحزن فمن أكله فإنه يسعى في أمر يثقل عليه خصوصا الأصفر منه فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض فإن رأى أنه يأكله وكانت امرأته حاملا ولدت جارية وقال بعضهم الخيارإذا كان بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه وقال القثاء تدل عى خبل امراة صباخب الزويا
(الخشب اليابس) نفاق قال الله تعالى إكأنهم خشب مسندة] والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم رأى رجل كان في يده اليمنى غصنا وفي يده اليسرى خشبة وهو يقومهما فيقوم الغصن ولا تقوم الخشبة فقص رؤياه على معبر فقال لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتوؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بو عظك فكان كذلك ورأى رجل كأنه لايس ثوبا من خشب وكان يسير في البحر فعرض له ان سيره كان بطيئا وانما دل البحر والخشب على السفينة.
الباب الخامس والأربعون في القلم والدواة والنقش والمداد والورق والكتابة والشعر وما اشبهه
القلم يدل على ما يذكر الانسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه وربما دل على السكة والأصابع أزواجه ومداده بذره وانما يوصل الى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر وما في اليقظة من الآمال وقيل ان القلم يدل على العلم فمن رأى أنه أصاب قلما فانه یصیب علما یناسب ما رأی في منامه أنه کان يکتبه به وقيل أنه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى إوما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) (وحكي) أن رجلا قال لابن سيرين رأيت كأني جالس والى حانبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلما آخر فأخذته وكتبت بهما جميعا فقال هل لك غائب قال نعم قال فكأنك به قدم عليك فإن رأى كاتب كأن بيده قلما أو دواة فانه يأمن من الفقر لحرفته فإنه رأى كأنه استفاد أودوات الكتابة باسرها فإنه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب وهكذا كل من رأى أنه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر فان رأى أنه أصاب حرفة جامعة فإنه ينال فيها رياسة جامعة والسكين الذي يقطع به القلم يدل على ابن كيس محسود وقيل ان من رأى سكينا من حديد فإانه يعاود امرأة قد فارقته من قبل لقوله تعالى إقل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا ممن يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة) والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة والقلم قيم كل شئ وقيل القلم ولد كاتب (ورأى) رجل كأنه نال قلما فقص رؤياه على معبر فقيل له يولد لك غلاما يتعلم علما حسنا وأما الدواة فخادمة ومنفعة من قبل امرأة وشأن من قبل ولد فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام وقیل من رأی أنه أصاب دواة فانه يخاصم امرأته وغیرها فان کان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له (وحکي) أن رجلا رأى كأنه ليق دواة فقص روياه على معبر فقال هذا رجل يأتي الذكران وقال أكثر المعبرين ان الدواة زوجة ومنكوح وكذلك المحبرة إلا أنها بكر أو غلام والقلم ذكر وان كانت امرأة كان مدداها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما إن سود وجهه أو ثوبه وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أن بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم ومن أى أنه يكتب في صحيفة فإنه يرث ميراثا قال الله تعالى [إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) فإن رأى أنه يكتب في قرطاس فإنه جحود ما بينه وبين الناس وان رأى أن الإمام أعطاه قرطاسا فإنه يقضي له حاجة يرفعها اليه ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى [تجعلونه قراطيس تبدونها) وأما النقش في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أن الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة فمن رأى بيده كتابا نال قوة لقوله تعالی إیا يحيى خذ الكتاب بقوة) والکتاب خير مشهور ان کان منشورا وان کان مختوما فخير مستور وان كان في يد غلام فإنه بشارة وان كان في يد جارية فإنه خير في بشارة وفرج وان كان في يد امرأة فإنه توقع أمر في فرح فإن كان منشورا والمراة منتقبة فإنه خير مستور يأمرها بالحذر فإن كانت متطيبة حسناء فإنه خير وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية فانه خير في أمر وحش
– ومن رأى في يده كتبا مطوية فإنه يموت قريبا لقوله تعالى إيوم نطوي السماء كطي السجل للكتب) فإن رأى أنه أخذ من الإمام منشورا فإنه ينال سلطانا وغبطة ونعمة ان كان محتملا ذلك وإلا خيف عليه العبودية فإن رأى أنه انفذ كتابا مختوما إلى انسان فرده اليه فان كان سلطانا وسری اليه جیش فإنهم مهزومون وان کان تاجرا خسر في تجارته وان کان خاطبا لم يزوج فان رأی کتابه بیمينه فهو خير فان کان بينه وبين انسان مخاصمة أوشك أو تخليط فإنه يأتيه
البيان وان كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى إوأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى) وإن كان معسرا أو مهموما أو غائبا فإنه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسرورا وأخذ الکتاب بالیمین خير کله فان أعطی کتابه بشماله فانه يندم على فعل فعله ومن أخذ كتابا من انسان بیمینه فإنه یأخذ آکرم شئ عليه لقوله تعالی [لأخذنا منه باليمين) وإذا رأى الكافر بيده مصحفا أو كتابا عربيا فإنه يخذل أو يقع في هم وغم وكربة وشدة ومن نظر في صحيفة ولم يقرا ما فیھا فهو میراث یناله وقیل من رأی کأنه مزق کتابا ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور نال خيرا وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتابا فارسيا يصيبه ذل وكربة ومن أى أنه أتاه كتاب مختوما انقاد لملك وتحقيقه ختمه لأن بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين القى كتابا مختوما وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام
– ومن رأى أنه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهي جارية وبها خبل وقال ابن سیرین من رأی أنه یکتب کتابه فإنه یکسب کسبا حراما لقوله تعالی إفویل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) والنقش على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة لاكتساب
– ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنه رجل متمسك بالقرآن والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة وربما يولد له أولاد من زنا أو يصير شاعرا والكتابة في الأصل حيلة والكاتب محتال وان رأى أنه ردئ الخط فإنه يتوب ويترك الحيل على الناس ويتوب ومن أى أنه يقرأ وجه صحيفة فإنه يرث ميراثا فان قرأ ظهرها فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فإن رأى أنه يقرأ كتابا وكان حاذقا في قراءته فإنه يلي ولاية ان كان اهلا لها أو يتجر تجارة ان كان تاجرا بقدر حذقه فيه فإن رأى أنه يقرأ كتاب نفسه فإنه يتوب الى الله من ذنوبه لقوله عز وجل واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة؛
– ومن رأی كأنه كتب عليه صك فإنه يؤمر بأن يحتجم لأن من کتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب فإنه قد فرض الله عليه فرضا وهو يتوانى فيه لقوله تعالى إوكتبنا عليهم فيها) الآية فان رأی آنه یکتب عليه کتاب فان عرف الکاتب فانه یغشه ویضله ویفتنه في دنه لقوله تعالی إكتب عليه أنه من تولا الآية والأصطرلاب خادم الرؤساء وانسان متصل بالسلطان فمن رأى أنه أصاب اصطرلابا فإنه يصحب انسانا وينتفع به على قدر ما رأى في المنام وربما كان مغترا بأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة
(الشاعر) رجل غاو يقول مالا يفعل والشعر قول الزور
– ومن رأى أنه يقول الشعر ويبغي به كسبا فإنه يشهد بالزور فإن رأى أنه قرأ قصيدة في مجلس فإنها حكمة تميل إلى النفاق فإن سمع الشعر فانه يحضر مجالس يقال فيها الباطل
– ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحا فإنه شرف وعز وملك حتی لا یکون فيه نظیرا ان کان واليا وان كان تاجرا فإنه يكون مذكورا في الدنيا وكذلك في كل حرفة
– ومن رأى أنه يتكلم بكل لسان فإنه يملك امرا كبيرا في الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية يوسف إاني حفيظ عليم) يعني بكل لسان والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الاسكافي والقلم كالاشفى والابرة والمداد كالشئ الذي يخرم به من خيوط وسيور وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما وربما دل على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبدر فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ثم أضفها إلى من تليق به أو من هو في اليقظة في أمر هو حال فيه ممن ينصرف الكاتب اليه كالذي يقول رأيت كأني
مررت بكاتب فدفع إلى كتابا أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو على فأخذتها منه ومضيت فانظر الى حاله ويقظته فإن كان ماله نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشراء فهو ذلك وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو أحتجم قبل تلك الليلة فهو ذاك وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك فان کان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي فهو ذاك وان کان له سلم عند حراث أخذ منه ما كان له وإلا قدمت اليه أخبار أو وردت عليه أمور فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخيفة وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة والكاتب إذا رأى أنه أمي لا يحسن الكتابة فانه يفتقر ان كان غنيا أو يجن ان كان عاقلا أو يلحد إن كان مذنبا أو يعجز إن كان ذا حيلة وإذا راى الأمي أنه يحسن الكتابة فإنه في كرب وسيلهمه الله تعالى سببا يتخلص به من كربه وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
الباب السادس والأربعون في الصنم وأهل الملل الزائغة والردة وما أشبه ذلك
المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه فإن كان ذلك الصنم الذي عبده من ذهب فانه یتقرب إلى رجل یبغضه الله تعالی ویصیبه منه ما یکره وتدل رؤیاه على ذهاب ماله مع وهن دينه وإن كان ذلك الصنم من فضة فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد فإن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص فإنه يترك الدين لأجل الدنيا ومتاعها وينسى ربه وان كان ذلك الصنم من خشب فإنه ينبذ دينه وراء ظهره ويصاحب واليا ظالما ورجلا منافقا ويكون متحليا بالدين لأجل أمر من أمور الدنيا لا من أجل الله تعالى وقال بعض المعبرين ان رؤية الصنم تدل على سفر بعيد وقيل إذا رأى الصنم ولم ير عبادته نال مالا وافرا فإن رأى كأنه يعبد نجما أو شجرة فإنه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم الذين وصفهم الله تعالى فقال مذبذبين بين ذلك) وقيل ان هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب الى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه فإن رأى كأنه يعبد النار فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب فإن لم يكن للنار لهب فإنه حرام يطلبه بدينه لأن الحرام نار فإن رأى كآنه تحول كافرا فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار فإن رأى كأنه يحول مجوسيا فإنه قد ينبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش فإن رأى كأنه يهودي فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعتوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة فإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو كاره لتلك التسمية فإنه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى إانا هدنا اليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شئ) فان رأی کأنه تحول نصرانیا فانه یکفر نعم الله تعالی ویصفه بما هو منزه عنه متقدس فان رأی كأنه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك فإنه يكفر بال تعالى من بعد إيمانه فإن رأى كأن يده تحولت ید كسرى فإنه يجري على يده ما جرى على يد الاكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته فان رأی کأن يده تحولت کما کانت أولا فإنه یتوب ویرجع الى ربه جل جلاله وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم وهذا أصل في الرؤيا مستمر فإن كل من رأى عدوه في منامه سئ الحال كان تأویل رؤیاه صلاح حاله هو وکل من رأی عدوه حسن الحال کان تأویله فساد حاله فان رأی كآنه تحول كأحد فراعنة الدنيا فانه ينال قوة وتضاهى سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلدة والتحير في كل الأديان جحود
– ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه دينا فانه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتی لا يظفر بمراد ولا ينال مراما مع اقتضاء رؤياه وهن دينه والكفر في التأويل يدل على غنى لقوله تعالی كلا ان الانسان لیطغی ان رآه استغنى) وقد يدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى إسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) فكثرة الكفار كثرة العيال والشيخ الكافر عدو قديم العداوة وظاهر البغضاء والسيخ المجوسي عدو لايريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته والجارية الكافرة سرور مع خنا
– ومن رأی کأنه فسد دینه سفه على الناس وآذاهم کما لو رأی انه سفه فسد دینه لقوله تعالی إوانه كان يقول سفيهنا على الله شططا ١
(الزنا والمسخ) يدلان على ولد إذا كانا فوق نياب جدد وانقطاعهما موت الولد وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين وإذا كانا مع ثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا وقيل من رأی کأنه يهودي ورث عمه
– ومن رأی کأنه نصراني ورث خاله أو خالته فان رأی كآنه يضرب بالناقوس فانه يفشي بين الناس خبرا باطلا فان راى انه يقرأ التوراة والانجيل ولا يعرف معانيهما فان مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى قال الله تعالى إوأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) فان رأى کأنه صار جا ثلیقا زالت نعمته وانقضی أجله فان رأی انه صار راهبا فانه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى إورهبانية ابتدعوها) وقيل ان صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذل وخوف ورهبة لا تزايله ويدل أيضا على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته والعياذ بالله من ذلك (رأى) رجلا الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور ويضرب به وهو مستند إلى الكعبة فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثباته في ورعه وأما قيامه على المزبلة فدنيا جعلها تحت قدمه وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس أما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل
الباب السابع والأربعون في البسط والفرش والسرادقات والفساطيط والاسرة والشراع والستور وما أشبهها
البساط دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر فإن رأى كأنه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم فغنه ينال ذلك في سفر وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر وطيه طي النعم والعمر
– ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب وان لم يكن في حرب اشترى ضيعة وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع وقيل ان بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له وأرضعه التي يجري عليها أثره كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره فان رأی آنه بسط له بساط جدید صفیق فانه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه حتى لايكون شئ من ذلك المجهولا فإنه ينال دنياه تلك على ما وصفت وكذلك يكون عمره فيها في بلدة أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه وان کان ذلك في مکان مجهول وقوم مجهولین فانه يتغرب وينال ذلك في غربة فإن كان البساط صغيرا ثخينا نال عزا في دنياه وقلة ذات يد وان كان رقيقا قدر رقة البساط واسعا فإنه ينال دنيا واسعة وعمره فليل فيها فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق ولو رأى البساط صغيرا خلقا فلا خير فيه فإن رأى بساطه مطویا على عاتقه قد طواه أو طوى له فهو ينقله من موضع إلى موضع فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه فإن رأى في المكان الذي انتقل اليه أحد من الأموات فهو تحقيق ذلك فإن رأى بساطا مطويا لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشورا قبل ذلك وهو ملکه فان دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ویناله فيها بعض الضيق في معيشته فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه ويدل البساط على مجالسة الحكماء والرؤساء وكل من يوطأً بساطه فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه وان خطف منه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره وان ضاق قدره ضاقت دنياه عليه وان رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده وأشرف على منيته والوسادة والمرفقة خادمه فما حدث فيها ففيهم وقال بعضهم المخاد الأولاد والمساند العلماء وأما الفراش فدال على الزوجة وحشوه لحمها أو شحمها وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الانسان عليها بالغفلة إلى أن ينقل عنها الى الآخرة وقال بعضهم الفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه فإنه امرأته فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم فكذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش فإن رأى أنه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه فإنه يتزوج أخرى ولعله يطلق الأولى ان كان ضميره ان لايرجع إلى ذلك الفراش وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل فإن المراة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت اليه فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل فإن مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقد ما رأى من التحول فيه فإن رأى فراشه تحول من موضع الى موضع فإن امرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بين الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما فإن رأى مع الفراش فراشا آخر مثله أو خيرا منه أو دونه فإنه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والاماء في تأويل الفراش لانهن كلهن نساء وتأويل ذلك سواء
– ومن رأى أنه طوى فراشه فوضعه ناحية فإنه يغيب عن امراته أو تغيب عنه أو يتجنبها فإن رأى مع ذلك شيئا يدل على الفرقة والمكاره فإنه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق فان رأى فراشا مجهولا في موضع مجهول فإنه يصيب أرضا على قدر صفة الفراش وهيئته
فان رأی فراشا مجھولا أو معروفا على سریر مجهول وهو عليه جالس فإنه يصب سلطانا يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأن السرير من خشب والخشب جوهر الرجال الذين يخالطهم نفاق في دينهم لأن الأسرة مجالس الملوك وكذلك لو رأى كأن فراشه على باب السلطان تولى ولاية وإذا أولنا الفراش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديدا يدل على طراوتها وكونه من ديباج امرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية وكونه أبيض امرأة ذات دين وكونه مصقولا يدل على امرأة تعمل مالا يرضى الله وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة والجديد امرأة حسناء مستورة والمتمزق امرأة لا دین لها فمن رأی کأنه علی فراش ولا یأخذه النوم فإانه یرید أن یباشر امرأته ولا يتهياً له ذلك فان رأی كأن غيره يمزق فراشه فإنه يخونه في أهله وأما السرير فقد قيل من رأى أنه على سریر فانه يرجع اليه شئ قد کان خرج عن يده وان کان سلطانا ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لقوله تعالى إوألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وان كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة وان كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين وان لم يكن عليه فرش فإنه يسافر وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المراة وعلى جميع المعاش وكذلك تدل الكراسي وأرجل السرير على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد الاناث وقال القيرواني ان السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقر به والعرب تقول ثل عرشه إذا هدم عزه والعرش السرير وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل او سفينة لأن النائم يركبه حين سفر روحه عن أهله وبيته وربما دل على النعش لأنه سرير المنايا فمن تكسر سريره في المنام أو تفكك تألیفه ذهب سلطانه ان کان ملكا وعزل عن نظره ان کان حاکما وفارق زوجته ان کانت ناشزا أو ماتت مريضة أو زوجها ان كان هو المريض أو سافر عنها أو هجرها وقد يدل وجهه على الزوج ومؤخره على الزوجه وما يلي الراس منه على الولد وما يلي الرجلين على الخادم ولابنة وقد يدل حماره على قيم البيت والواحة على أهله وقد يدل حماره على الخادم وألواحه على الفراش والبسط والفراش والحصر وثياب المرأة وأما من رأى نفسه على سرير مجهول فإن لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت حاملا ولدت غلاما وكل ذلك ان کان عليه فرش فوقه أو کان له جمال وإن کان لا فرش فوقه فان راکبه يسافر سفرا بعيدا وإن كان مريضا مات وإن كان ذلك في أيام الحج وكان مؤمله ركب محملا على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير
(السرادق) سلطان في التأويل فإذا رأى الانسان سرادقا ضرب فوقه فانه يظفر بخصم سلطاني وقال من رأى له سرادقا مضروبا فان ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأن السرادق للملوك والفسطاط كذلك إلا أنه دونه والقبة دون الفسطاط والخباء دون القبة
– ومن رأى السلطان أنه يخرج من شئ من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه من بعض سلطانه فان طويت باد سلطانه أو نفد عمره وربما كانت القبة امرأة تقول ضرب قبة إذا بني بأهله والأصل في ذلك ان الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله قال عمرو بن معد یکرب:
ألم يرق له البرق اليماني * يلوح كأنه مصباح بان
يريد بأن أهله فمصباحه لا يطفأً وقال ان الفساطيط من رأى أنه ملكها أو استظل بشئ منها فان ذلك يدل على نعمة منعم عليه بها لا يقدر على أداء شكرها والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان أخضر أو أبيض مما يدل على البر فإنه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لأن المجهول من هذه الأشياء تدل على قبور الشهداء والصالحين إذا
رآها أو يزور بيت المقدس وقيل إن الخيمة ولاية وللتاجر سفر وقيل آنها تدل على إصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى
(حور مقصورات في الخيام) والقبة اللبدية سلطان وشرف
(وأما الشراع) فمن رأى كأن شراعا ضرب له فإنه ينال عزا وشرفا وأما الستر فقد قال أكثرهم هو هم فإذا رآه على باب البيت كان هما من قبل النساء فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولا فرج عاجل والممزق عرضا تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة هذا كله إذا كان الستر مجهولا أو في موضع مجهول فإذا كان معروفا فيعينه في التأويل وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه سترا فهو ستر عليه من اسمه وأمن له وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع وقال الكرماني ان الستور قليلها وكثيرها وقيقها وصفيقها إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج فإنه هم لصاحبه شديد قوي وما رق منه وضعف وصغر فإنه أهون وأضعف في الهم وليس ينفع مع الشر لونه ان كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة وما كان من الستور على باب الدار الأعظم على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع وما رؤي من الستور لم يعلق على شئ من المخارج والمداخل فهو اهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل وكذلك ما رؤي أنه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب فإنه يفرج عن صاحبه الهم والخوف والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشد وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولا لم يعرفه في اليقظة واللحاف يدل على أمن وسكون وعلى امرأة يلتحف بها والكساء في البيت قيمه أو ماله أو معاشه وأما شراؤه واستفادته مفرد أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه واساءة تشمله فان سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه وأما الكلة فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته وربما دلت على الغمة لأنها تغم من تحتها وكذلك الستور إلا أن الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها والطنفسة كالبساط (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرمى بها ثم قعد على الأرض فقال ابن سيرين هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب وإن صدقت رؤياه هزمه يزيد بن عبد الملك وأما اللواء فمن رأى أنه أعطى لواء وسار بين يد يه أصاب سلطانا ولا يزال في ذوي السلطان بمنذزلة حسنة
– ومن رأى أن لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه وقال القيرواني الألوية والزينات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضا
– ومن رأى في يده لواء أو راية فإن ذلك يدل على الملك والولاية وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم وربما دل على ولاة الإسلام وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
الباب الثامن والأربعون في أوقات الركبان والفرسان مثل السرج والاكاف والمركب واللجام والثغر واللبب والسوط والرحالة والحزام الزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية والهو دج
(الاكاف) امرأة أعجمية غير شريفة و لا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة وركوب الرجل الاكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجا به فإن كان من أداة الدابة لا يعتد به وقيل ان السرد يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية (وحكي) أن رجلا تى ابن سيرين فقال رأيت كأنني على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت انا والدابة فقال ابن سيرين بئس الرجل أنت أنه يعرض لك امر تخذل فيه امرأتك فلم يلبث الرجل ان سافر مع امرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى امرأته في أيديهم وأفلت بنفسه وقيل ان السرج اصابة مال وقيل اصابة ولاية وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنه ركب سرجا نصر في أموره وأما المركب فمال رجل شريف ورياسة وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر وكون حليه من ذهب لا يضر ويدل على جارية حسناء وکونه من حدید قوة صاحب الرؤیا وکونه من رصاص يدل على وهن أمره ودیانته وکونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع رکابه وکون باطنه خيرا من ظاهره زواللبب ضيط الأمر والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقادله بها ويطاع والسرج إذا انفرد عن الدابة فهو امرأة ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع وان كان على الدابة فهو من أدواتها فإن كانت الدابة تنسب الى المرأة فهو فرجها وقد يكون بطنها وركابها فرجها وحزامها صداقها ولجامها عصمتها والزمام مال وقوة والسوط سلطان وانقطاعه بالضرب ذهاب السلطان وانشقاقه انشقاق السلطان وضرب الدابة بالسوط يدل على أن صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر فإن ضرب رجلا بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين فإنه يعظه وينصحه فان أوجعه فإنه يقبل الوعظ فإن لم يوجعه لم يتعظ وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور وإن لم يسل فهو دليل الحق فإن أصاب الضارب من دمه فإنه يصيب من المضروب مالا حراما واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه أو لى حمق الذي يستعين به في أمره وان أصابه السوط دل على الأستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله فإن رأى كأن سوطا نزل عليه من السماء وعلى أهل بلده فإن الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطانا جائرا بذنب ق اكتسبوه لقوله تعالى إفصب عليهم ربك سوط عذاب) وأما الصولجان فهو ولد أعوج وقيل رجل منافق معوج واللعب به استعانة برجل هذه صفته والكرة من أديم رجل رئيس أو عالم وقيل ان اللعب بالكرة مخاصمة لأن من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض وأما الغاشية فمال أو خادم أو امرأة وقيل أنها غير محبوبة في المنام لقوله تعالى [أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله والرحالة امرأة حرة من قوم مياسير والحزام نظام الأمر والزام طاعة وخصوم
– ومن رأى في يده سوطا مخروزا فإنها ولاية وعمالة في الصدقات وان رأى أنه ضرب بسوط حماره فانه يدعو الله في معیشته فان ضرب بها فرسا قد رکبه وأراد رکضه فانه يدعو الله في أمر فيه عسر وقيل ان الكرة قلب الأنسان والصولجان لسانه فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده والخصام زينة والهودج امرأة لأنها من مراكب النساء فمن رأى أنه ملجم بلجام فإنه يكف عن الذنوب وروي في الحديث: التقى ملجم. وقال الشاعر:
انما السالم من * ألجم فاه بلجام
واللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن رأى ذلك ذهب ماله من يده
– ومن رأى دابة تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
الباب التاسع والأربعون في أثاث البيت وأدواته وأمتعته وأدوات الصناع سوى ما تضمن ذكره الأبواب المتقدمة والغزل والحبال وفتلها
الطست جارية أو خادم فمن رأى كأنه يستعمل طستا من نحاس فإنه يبتاع جارية تركية لأن النحاس يحمل من الترك وان كان الطست من فضة فإن الجارية رومية وان كان من ذهب فإنها امرأة جميلة تطالبه بمالا يستطيع وتكلفه مالا يطيق وقيل ان الطست امرأة ناصحة لزوجها تدل على سبب طهارته ونجاته والباطية جارية مكرة غير مهزولة والبرمة رجل تظهر نعمه لجيرانه وقيل ان القدر قيمة البيت والكانون زوجها الذي يواجه الانام ويصلى تعب الكسب وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة وقد يدل الكانون على الزوجة والقدر على الزوج فهي أبدا تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلا وخارجا ومن أوقد نارا ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام فإنه يحرك رجلا على طلب منفعة فإن رأى كأن اللحم نضج وأكله فإنه يصيب منه منفعة ومالا حلالا وان لم ينضج فإن المنفعة حرام وان لم يكن في القدر لحم وإلا طعام فإنه يكلف رجلا فقيرا مالا يطيقه ولا ينتفع منه بشئ وقدر الفخار رجل يظهر نعمته للناس عموما ولجيرانه خصوصا والمرجل قيم البيت من نسل النصارى والمصفاة خادم جميل والجام هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة وذلك لأن الحلئ على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له فإن قدم الجام وعليه شئ من البقول من الحموضات فإنه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغض
(والزنبيل) يدل على العبيد والسلة في الأصل تدل على التبشير والانذار فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة وان کان فيها مالا يستحب فهي منذرة
(الصندوق) امرأة أو جارية وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت فقال انه يدل على بیته وعلی زوجته وحانوته وعلی صدره ومخزنه وکذلك العتبة فما رؤي فيه أو خرج منه اليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة فإن رأى فيه بيتا دخلت صدره غنيمة وان كانت زوجته حاملا ولدت ابنا وان كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها على نحو هذا والتابوت ملك عظيم فإن رأى أنه في تابوت نال سلطانا وان كان أهلا له لقوله تعالی إان آية ملكه أن يأتيكم التابوت الآية وقيل ان صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج وانجاة من شره بعد مدة وقيل ان رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه وقيل من رأى انه على تابوت فإنه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد (والحقة) والحقة قصر فمن رأى كأنه وجد حقه فيها لآلئ فإنه يستفيد قصرا فيه خدم
(و السفط) امرأة تحفظ أسرار الناس
(والصرة) سر فمن رأى أنه استودع رجلا صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيسا فإن كانت الدراهم أو الدنانير جيادا فأنه يستودعه سرا حسنا وان كانت رديئة استودعه سرا رديئا فان رأى كأنه فتح الصرة فإنه يذيع ذلك السر
(والقربة) عجوز أمينة تستودع أموالا
(والقارورة) والقنينة جارية أو غلام وقيل بل هي امرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفقا بالقواریر
(والكيس) يدل على الانسان فمن رآه فارغا فهو دليل موت صاحب الكيس وقيل ان الكيس سر كالصرة وقيل من رأى كأن في وسطه كيسا دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم فإن _ كانت فيه دراهم صحاح فإن ذلك العلم صحيح وان كانت مكسورة فإنه يحتاج علمه إلى دراسة (وحکي) أن رجلا تی أبا بكر رضوان الله عليه فقال رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة فقال الكيس بدن الإنسان والدراهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء فان رأى الانسان انه نفض كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله والهميان جار مجرى الكيس وقيل ان الهميان مال فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك وان رأی کأنه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر والمقراض رجل قسام فمن رأى كأن بيده مقراضا اضطر في خصومة إلى قاض وان كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنها تلد أخا له من أبيه وقيل إن المقراض ولد مصلح بين الناس قال القيرواني من رأى بيده مقرضا فإن كان عنده ولد أتاه آخر وكذلك في العبيد والخدم وان كان عزبا تزوج وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنه منقرض من الدنيا وأما من أى آنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة فانه یجمع مالا بفمه وکلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسکینه وأما ان جز به لحي الناس وقرض به اثوابهم فإنه رجل خائن أو مغتال قال الشاعر: كأن فكيك للاعراض مقراض ومنه فلان يقرض فلاا وأما الابرة فدالة على امرأة والأمة لثقبها وادخال الخيط فيها بشارة بالوطء وادخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى إولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) واما أن خاط بها ثياب الناس فإنه رجل ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب والابرة المنصحة والخياط الناصح وان خاط ثيابه استغنى ان كان فقيرا واجتمع شمله إن كان مبددا وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما ان رفا بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من اثم ان كان رفوه صحيحا متقنا وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفا والابرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فإن رأى كأنه يأكل ابرة فإنه يفضي بسره إلى من يضر به وإن رأى كأنه غرز إبرة في انسان فانه يطعنه ويقع فيه من هو قوی منه (وحکي) ان رجلا حضر ابن سيرين فقال ريت كأني أعطيت خمس ابر ليس فيها خرق فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال الابر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والابرة المثقوبة ولد غير تام فولد له أولاد على حسب تعبيره وقال أكثر المعبرين ان الابرة في التأويل ما يطلب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو اربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام امر صاحبها اقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به وما کان من الابر قلیلا يعمل به ویخیط به خیر من کثیر لا یعمل بها واسرع تصدیقا فان رأی أنه اصاب ابرة فیها خط أو کان يخيط فإنه يلتئم شأنه ويجتمع له ما کان من امره متفرقا ويصلح فإن رأى ان ابرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت فإنه يتفرق شأن من شأنه وكذلك ان رأى انه انتزعت منه أو احترقت فإن ضاعت أو سرقت فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم والخيط بينة فمن رأى أنه أخذ خيطا فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى إحتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود] فان رأى كأنه فتل خيطا فجعله في عنق انسان وسحبه أو جذبه فإنه يدعوه إلى فساد وكذلك إذا رأى آنه نحر جملا بخيط واما الخيوط المعقدة فتدل على السحر
– ومن رأى انه يفتل حبلا او خيطا أو يلوى ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء فإنه سفر على أي حال كان فإن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا أو أي غزل مما يغزل الرجال مثله فإنه يصيب خيرا في سفره فإن رأى أنه يغزل القطن أو الكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء فانه يناله ذل ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ذلك فان رأى امرأة أنها
تغزل من ذلك شیئا فان غائبا لها يقدم من سفر فإن رأت آنها أصابت مغزلا فإن كانت حاملا ولدت جارية وإلا أصابت اختا فن كان في المغزل فلكه تزوجت بنتها أو أختها فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها فإن رأى خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها فان احترق بعضه أصاب الزوج ضر أو خوف من السلطان وكذلك لو رأى فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوجها أو أختها فان كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل الى رجل أو امرأة فإن انسانا يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله فإن كان السارق ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب امرأة غير حلالا أو حراما وكذلك مجرى الفلكة وقال القيرواني الحبل سبب من الأسباب فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعا فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم وان رفع به مات عليه وان قطع به ولم يبق منه شئ أو انفلت من يده فارق ما کان عليه وان بقي في يده منه شئ ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه فان وصل له وبقي على حاله عاد الى سلطانه فإن رفع من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق وان كان الحبل في عنقه أو على کتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق اما نکاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو امانة قال الله تعالى إلا بحبل من الله وحبل من الناس؟ واما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل ردئ وسحر قال الله تعالى إفألقوا حبالهم وعصيهم؟ وأما من فتل حبلا أو قاسه أو لواه على عود أو غيره فإنه يسافر وكذلك كل لي وفتل وقد يدل الفتل على ابراء الأمور والشركة والنكاح واما مغزل المرأة ولقاطتها فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى واما من غزل من الرجال ما يغزله فإنه يسافر أو يبرم امرا يدل على جوهر المغزول او يتغزل فې شعره فان غزل ما يغزله النساء فان ذلك کله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملا ينكر فيه عليه وليس بحرام واما غزل المرأة فإنه دليل على مسافر يسافر أو غائب يقدم عليها لأن المغزل يسافر عنها ويرجع اليها وإلا افادت من عمل يدها وصناعتها (وقد حكي) عن ذي القرنين أنه قال الغزل عمر الرجل فإذا رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج فإنه يموت وفلكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليقه إياها ووجودها مراجعته اياها ونقضها الغزل نكثها العهد
(واما المشط) فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأآنه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم وقيل المشط عدل وقيل التمشط يدل على اداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه ولحيته فان کان مهموما سلا همه وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله بما يصلحه ویدفع الأذی عنه من كلام أو حرب ونحوه
(وأما المرآة) فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينح غیره ویلقی وجهه وان کان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أو أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه واما المسائر فان دلك دلیل له على رحلته حتی یری وجهه في ارض غیره وفي غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنه ناظر في أمر إخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة قلبه في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه والنظر في مرآة للسلطان عزله عن سلطانه ویری نظیره في مکانه وربما فارق زوجته وخلف علیها نظيره وقيل المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالئها فإن رآى وجهه فيها آکبر فان مرتبته فیهاترتفع وإن کان وجهه فیها حسنا فان مروءته تحسن إن رای لحیته فیها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفهة في اليقظة فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية فإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ویکثر جاهه ویقوی دينه فان رأى في وجهه شعرا أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوي
دينه وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه وقال آخر المرآة امرأة فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال فان رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في هم يطلب الفرج منه فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدنها فانه لا يجد الفرج وقيل انه إذا رأى كأنه ينظر في مرآة فإن كان عزبا تزوج وإن كانت امرأة غائبة اجتمع معها وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة وعزل إن كان سلطانا ويذهب زرعه إن كان دهقانا والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملا فإنها تضع بنتا تشبهها أو تلد ابنتها بنتا فان لم يكن شئ من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرتها فهي تراها شبهها وكذلك لو رأی صبي آنه نظر في مرآة وأبواه یلدان فانه یصیب آخا مثله ونظیره وكذلك الصبية لو رأت ذك أصابت أختا نظيرتها وكذلك الرجل إذا رأى ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه
(والمذبة) دالة على الرجل الذاب والرجل المحب
(وأما المروحة) فتدل على كل من يستراح اليه في الغم والشدة (والدرج) بشارة تصل بعد أيام خصوصا إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر وكذلك تحت الثياب
(والخلال) لا يستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل وقيل أنه لا يكره لأنه ينقى وسخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنه يفرج الهموم عن أهل البيت فإن فرق به شعره افترق ماله واصابته فيه ذلة وان خلل به ثوبه انخل ما بینه وبين هله وحلیلته
(المكحلة) واما من أولج مرودا في مكحلة ليكحل عينه فإن كان عزبا تزوج وان كان فقيرا أفاد وان كان جاهلا تعلم إلا أن يكون كحله رمادا أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه فإنه يطلب حراما من مکسب أو فرح أو بد عة والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح
(والميل) ابن وقيل هو رجل يقوم بأمور الناس محتسبا
(والمقدمة) خادمة
(والمهد) بركة وخير وأعمال صالحة
(والصحفة والطبق) حبيب الرجل والمحبوب ما يقدم عليه شئ حلو
(واما السكين) فمن أفادها في المنام أفاد زوجة غن كان عزبا وإن كانت امرأته حاملا سلم ولدها وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر وإلا فهي انثى وكذلك الرمح وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهدا بحق وجده فإن كانت ماضية كان الشاهد عدلا وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول جرح شاهده وإن أغمدت فستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة فان لم يكن في شئ من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها أو صلة يوصل بها أو أخ يصحبه أو صديق يصادقه أو خادم يخدمه أو عبد يملكه على إقرار الناس وإن أعطى سكينا ليس معها غيرها من السلاح فإن السكين حينئذ من السلاح هو سلطان وكذلك الخنجر والسكين حجة لقوله تعالى إوآتت كل واحدة منهن سكينا) وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها فإنه يرزق ابنا كيسا فإن رأى كأنه يستعملها فإنها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه
0
(والشفرة) اللسان وكذا المبرد (وأما المسن) فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة
(وأما الموسى) فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو من مدينة اسمها مثلها إلا أن يكون يشرح بها لحما أو يجرح بها حيوانا في لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى
(والميسم) يدل على ثلب الناس ووضع الألقاب لهم وقيل إنه يدل على برء المريض
(وأما الفأس) فعبد أو خادم لأن لها عينا يدخل فيها غيرها وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب وربما دلت على ما ينتفع به لأنها من الحديد وقال بعضهم هو ابن وقال بعضهم هو أمانة وقوة في الدين لقوله تعالى في قصة إبراهيم إفجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس
(وأما القدوم) فهو المحتسب المؤدب للرجل المصلح لأهل الأعوجاج وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه وقيل هو امرأة طويلة اللسان
(والساطور) رجل قوي شجاع قاطع للخصومات
(والمنشار) يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين المفرق بين الزوجين مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحبسه وربما دل على القاسم وعلى الميزان وربما دل على المكاري والمسدى والمداخل لأهل النفاق والجاسوس على أهل الشر المسئ بشرهم وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب وقيل هو رجل يأخذ ويعطى ويسامح والمطرقة صاحب الشرطة
(وأما المسحاة) فإنها خادم ومنفعة أيضا لأنها تجرف التراب والزبل وكل ذلك أموال ولا يحتاج اليها إلا من كان ذلك عنده وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح وتسر ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ولمن له سلم بشارة بجمعه ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله فكيف إن جرف بها ترابا أو زبلا أو تبنا فذلك أعجب في الكثرة وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة لآنها لا تبالي ما جرفت وليست تبقى وربما دلت على المعرفة وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها وإن عمل بها فهي خادم
(والمتقب) رجل عظيم المكر شديد الكلام ويدل على حافر الآبار وللرجل على النكاح وعلى الفحل من الحيوان
(والارجوحة) المتخذة من الحبل فان رأى كأنه يتمرجح فيها فإنه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به
(والجواليق والجراب) يدلان على حافظ السرو وظهور شئ منها يدل على انكشاف السر وقيل انها خازن الأموال
(والزق) رجل دنئ واصابة الزق من العسل اصابة غنيمة من رجل دنئ وكذلك السمن وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير والنفخ في الزق ابن لقوله تعالى إفنفخنا فيه من روحنا) والنفخ في الجراب كذلك
(والنحي) زق السمن والعسل فانه رجل عالم زاهد (والوطب) رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في اعمال البر
(وأما النطع) فهو دال على الرجل لأنه يعلو على الفراش ويقيه الأدناس وقد يدل على ماله الذي تتمعك فيه المرأة وولدها وربما دل على السرية المشتراة وعلى الحرة المؤثر عليها وقد يدل على الخادم لأن خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه
(والوضم) رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها (والسفود) قيم البيت وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد (والنور) خادم
(والجونة) خازن
(والمنخل) رجل يجري على يديه أموال شريفة لأن الدقيق مال شريف ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سرا
(والفربلة) تدل على الورع في المكسب وتدل على نفاد الدراهم والدنانير والمميز بين الكلام الصحيح والفاسد وقفص الدجاج يدل على دار فإن رأى كأنه ابتاع قفصا وحصر فيه دجاجة فإنه يبتاع دارا وينقل اليها امراته وان وضع القفص على رأسه وطاف به السوق فإنه يبيع داره وتشهد به الشهود عليه
(والقبان) ملك عظیم ومسماره قیام ملکه وعقربه سره وسلسلته غلمانه وکفته سمعه ورمانته قضاؤه وعدله والميزان دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن وربما دل على لسان صاحبه فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه فی صدقه وکذبه وخیانته وأمانته فان کان قاضیا فالعمود جسمه ولسانه لسان وکتفاه أذناه وأوزانه أحکامه وعدله والدراهم کلام الناس وخصوماتهم وخیوطه أعوانه ووکلاؤه
(والمكيال) يجري مجراه والعرب تسمي الكيل وزنا والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه واستواء الميزان واعوجاجه جوره وتعلق الحجر في أحدى جهتيه للاستواء دليل على کذبه وفسقه وقیل أن وفور صنجاته دلیل علىفقه القاضي وكفاءته ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم فإن رأى كأنه يزن فلوسا فإنه يقضي بشهادة الزور
(وميزان العلافين) خازن بيت المال والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات
(والمهراس) رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها
(والمسمار) أمير أو خليفة ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ويدل على الفتوى الفاصلة وعلى الحجج اللازمة وعلى الذكر ويدل على مال وقوة (وأما الوتد) فمن رأى كأنه ضربه في حائط أو أرض فإن كان عزبا تزوج وان كانت له زوجة حملت منه وان رأى نفسه فوقه تمكن من عالم أو مشي فوق جبل وقيل الوتد أمير فيه نفاق وان رأی کأنه غرسه في حائط فانه یحب رجلا جلیلا فان غرزه في جدار بیت فانه يحب امراة فان غرسه في جدار اتخذ من خشب فإنه يحب غلاما منافقا فان رأى كأن شيخا غرز في ظهره مسمارا من حديد فإنه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض فان رأی أن شابا غرز في ظهره وتدا من خشب فإانه یولد له ولد منافق کون عدوا له فان رأی كأنه قلع الوتد فإنه يشرف على الموت وقيل من رأى آنه أوتد وتدا في جدار أو أرض أو شجرة أو اسطوانة أو غير ذلك فإنه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشىئ الذي فيه الوتد (والحلقة) دين والجلجل خصومة وكلام في تشنيع
(والجرس) رجل مؤذن من قبل السلطان (والراوية والركوة) للوالي كورة عامرة وللتاجر تجارة شريفة
(والمندفة) امرأة مشنعة ووترها رجل طناز وقيل هو رجل منافق
(والمنفخة) وزير
(وخشبتا القصارين) شريكان يكتسبان زينة الناس وجمالهم
(یتبع…)
(تابع… 1): ومن رأى انه يفتل حبلا او خيطا أو يلوى ذلك على نفسه أو على قصبة أو 2
(والعصا) رجل حسیب منیع فيه نفاق فمن رأی کأن بيده عصا فانه یستعین برجل هذه صفته وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكئ عليها فإنه يذهب ماله ويخفى ذلك على الناس فإن رأى كأنها انكسرت فإن كان تاجرا خسر في تجارته وان كان واليا عزل وان رأى كأنه ضرب بعصا أرضا فيها تنازع بينه وبين غيره فإنه يملكها ويقهر منازعه وان رای کانه تحول عصا مات سریعا
(وأما الكرسي) لمن جلس عليه فإنه دال على الفوز في الاخرة ان كان فيها وإلا نال سلطانا ورفعة شريفة على قدره ونحوه وان كان عزبا تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلا فيه لما في اسمه من دلائل كرور السوء لا سيما ان كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن فإنه يكر راجعا وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عن تكرار التوجع والآلام فان كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاما أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زوج بلا رمح ولدت جارية وقيل من رأى أنه أصاب كرسيا أو قعد عليه فإنه يصيب سلطانا على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب فإن ذلك في المرأة المنسوبة الى الكرسي والكرسي وامراة أو رفعة من قبل السلطان وان كان من خشب فهو قوة في نفاق
وان كان من حديد فهو قوة كاملة والجالس على الكرسي وكيل أو وال أو وصي ان كان أهلا لذلك أو قدم على أهله ان كان مسافرا لقوله تعالى إوألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) والانابة الرجوع
(والقمع) رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف ودخول الكندوج مصيبة
(واللوح) سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة لقوله تعالى إوكتبنا له في الألواح) وقوله إلوح محفوظ والمصقول منه يدل على أن الصبي مقبل صاحب دولة والصدئ منه يدل على آنه مدبر لا دولة له وإذا راى لوحا من حجر فإنه ولد قاسي القلب وإذا كان من نحاس فإنه ولد منافق وإذا كان من رصاص فإنه ولد مخنث
(والمحرضة) خادم يسلي الهموم
(والمسرجة) نفس ابن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤها صفاء عيشه وكدرها كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده بحيث لا تقبل الدواء والمسرجة قيم البيت
(والمكنسة) خادم
(وا لخشنة) خادم متقاض ما من کنس بیته أو داره فان کان بها مریض مات وان کان له أموال تفرقت عنه وان كنس أرضا وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها فإنه من البادية إن كانت له وإلا کان جابيا أو عشارا أو فقيرا سائلا طوافا
(الممخض) رجل مخلص أومفت يفرق بين الحلال والحرام فإن رأى كأنه ثقب الممخض فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها
(وأما القصعة) فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق اليه فمن رأى جمعا من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم وان كانوا أهل حرب داروا اليها بالمنافقة وحركوا ايديهم حولها بالمجادلة على قدر طعامها وجوهرها وان کانوا أهل علم تألفوا عليه ان کان طعامها حلوا ونحوه وإن كانوا فساقا أو كان طعامها سمكة أو لحما منتنا تألفوا على زانية
(وأما الطاجن) فربما دل على قيم البيت وربما دل على الحاكم والناظر والجابي والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط
(والحصير) دال على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان والعرب تسمي الملك حصيرا فما كان به من حادث فبمنزلة البساط
(وأما التحاقه) فدال على الحصار والحصر في البول وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو امرأة أو مريض او محبوس
(وأما الزجاج وما يعمل منه) فحمله غرور ومكسوره أموال والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر وأما العروة فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافرا أسلم واستمسك بالعروة الوثقى وان
استيقظ ويده فيها مات على الإسلام ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب والمنقار دال على ذکر صاحبه وفمه وعلی عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب
(القفل والمفاتيح) وأما من فتح قفلا فان كان عزبا فهو يتزوج وان كان مصروفا عن عرسه فانه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته كما قال الشاعر:
فقم اليها وهي في سكرها * واستقبل القفل بمفتاح
إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى إان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح أي أن تدعوا فقد جاءكم النصر وان كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى إإنا فتحنا لك فتحا مبینا) وان کان في فقر وتعذر رزقه فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من ِ شركة أو من سفر وقفول وان كان حاكما وقد تعذر عليه حكم أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجین او شريکين بحق أو باطل على قدر الرؤيا وأما المفتاح فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح وان كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين أو أعمالا كثيرة من أعمال البر أو وجد كنزا ومالا حلالا ميراثا فان حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ثم على نحو هذا المفاتيح والمفاتيح سلطان ومال وحظ عظيم وهي المقاليد قال الله تعالى إله مقاليد السموات والأرض) يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما وكذلك قوله في قارون إما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) يصف بها أمواله وخزائنه فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا ومالا بقدر ذلك وان رأى آنه یفتح بابا بمفتاح حتی فتحه فان المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبه ويستعين بغيره فيظفر بهاء ألا ترى ان الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكأنه يستعين في أمره ذلك بغيره؟ وكذلك لو رأی أنه استفتح برجا بمفتاح حتی فتحه ودخله فانه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل كفيل ضامن واقفال الباب به اعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة وكل غلق هم وكل فتح فرج وقيل ان القفل يدل على التزويج وفتح القفل قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد
– ومن رأى انه فتح بابا أو قفلا رزق ق الظفر لقوله تعالى إنصر من الله وفتح قريب ].
الباب الخمسون في النوم والاستلقاء على القفا والانتباه والعجوز والمرأة والجارية
النعاس أمن لقوله تعالى [إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) والنوم غفلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. وورد في الدعاء: نبهنا من نوم الغافلين.
– ومن رأی کأنه مستلق على قفاه قوی أمره وأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده لأن الأرض مسند قوي ومن استلقى على قفاه وكان فمه منفتحا فخرج منه أرغفة فإن تدبيره ينتقص ودولته تزول ویفوز بأمره غیره فان رأی کأنه منبطح فانه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بجري الاحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور وذلك انه نام على هذه الصفة جعل وجهه في الأرض فلا يدري ما وراه والانتباه من النوم يدل على حركة الجسد واقباله وقال القيرواني ان النوم على البطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد والرقاد على الظهر تشتيت وذلة وموت وربما دل على فراغ الأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامدا لله عز وجل والنوم على الجنب خبر أو مرض أو موت
– ومن رأی أنه مضطجع تحت تحت أشجار كثر نسله وولده وأما العجوز القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهولة فهي الدنيا رأس كل فتنة لأن المرأة فتنة وقد تمثلت الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء في صورة امرأة وتحايلت لكثير من الناس في صورة امرأة عجوز ذات عيب وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنها عابدة زاهدة على الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال لأن الدنيا والآخرة ضرتان إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى وربما دلت الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة والمعروفة هي نفسها او سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها فمن رأى عجوزا هرمة شابت في المنام نظرت في حاله ان كانت الرؤيا ِ في خاصته فان کان فقیرا استغنی وان کان ممن أدبرت دنياه عاد اليه اقبالها وان كان حراثا أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان أو الفدان والحمام ونحوه فإنه يعود إلى عمارته وبنائه وهیئته وان کان مريضا أفاق من علته وان کان لاهيا عن آخرته عاد اليها وإن كانت للعامه نظرت فان كانت السنة فدايئس اناسع نها ومن خبزها اعقبوها بالخضب واتو بالقوت وان کانوا في حرب قد تشعبت تشعبت وكبرت ومكرت أنجلى أمرها وعادوا إلى حالهم في أولها وأا الف ر اة هة دال على ها هو ماخرد هن اسنها فامامن احور الديا أنه فيا ولذة ومتعة وإما من أمور الآخرة لآنها تصلح الدين وربما دلت على السلطان لأن المرأة حاكمة على الرجل بالهوى والشهوة وهو في كده وسعيه عليها في مصالحها كالعبد وتدل على السنة لأنها تجمل وتلد وتدر اللبن وربما دلت على الأرض والفدان والبستان وسائر المركوبات فمن رأى امرأة دلت عليه أو ملكها أو حكم عليها أو ضاحكة اليه أو مقبلة عليه نظرت في أمره ان كان مريضا ببطن ونحوه أو عزبا وكانت المراة الموصوفة بالجمال أو ظنها حوراء نال الشهادة وان لم يكن ذلك ولكنها من نساء الدنيا نجا مما هو فيه ونال دنيا وان رأى ذلك فقيرا أفاد مالا وإن رأى ذلك من له حاجة عند سلطان فليرجها وليناهزها فإن رأى ذلك من سفينة أو دابة غائبة قدمت عليه بما يسره وإن رأى ذلك مسجون فرج عنه لجماله وللفرج الذي معها وإن رأى ذلك من يعالج غرسا أو زرعا فليداومه ويعالجه فإن رآها للعامة فإنها أمر يكون في الناس يقدم عليهم وأو ينزل فيهم فإن كانت بارزة الوجه كان أمرها ظاهرا وإن كانت منتقبة كان أمرها خفيا فإن كانت جميلة فهو أمر سار وان كانت قبيحة فهو أمر قبيح وان كانت تعظهم وتأمرهم وتنهاهم فهو أمر صالح في الدين وإن كانت تعارضهم وتلمسهم أو تقبلهم أو تكشف عورتها
اليهم فهي فتنة يهلك فيها ويفتن من ألم بها أو نال شيئا منها في المنام أو نالته في الأحلام وقد تكون من الفتن حصنا وغنائم في تلك السنة التي هم فيها ان رآها في وسط الناس أو في الجامع لأن الخير قد يكون فتنة لقوله تعالى [ونبلوكم بالشر والخير فتنة] وإن رآها داخلة عليهم أو نازلة اليهم فهي السنة الداخلة بعد التي هم فيها وأما الجارية فدالة على خير يجئ وأمر يجري وفتنة تعتري مأخوذ من اسمها جارية فمن رأى جارية ملكها أو نكحها أو دخلت عليه فان کان له غائب جاءه أو خبره أو کتابه وإن رأی ذلك من تقتر رزقه یسر له وإن رأی ذلك من هو في البحر ممن تعذر طاووسه جرت سفينته وإن رآها للعامة تطاردهم في الأسواق أو تدعوهم الى السفاح ففتنة تموج فيهم وإن رآها تضرب بالدف فخير مشهور يقدم على الناس تم على قدر جمالها وقبحها وسائر أحوالها.
الباب الحادي والخمسون في العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الانسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار
أما العطش فهو في التأويل خلل في الدين فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم یشرب فإنه یخرج من حزن لقوله تعالی في قصة طالوت ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) قال بعضهم من أراد أن يشرب فلم يشرب لم يظفر بحاجته ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا وإذا رأى آنه ريان من الماء دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيه
(وأما الجوع) فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش والشبع تحصيل المعاش وعود المال والأكل يخلف في أحوال وقال بعضهم الجوع خير من الشبع والري خير من العطش وقيل من رأی أنه جائع أصاب خيرا ويكون حريصا
– ومن رأى أنه غيره دعاه إلى الغذاء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى إلقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) فان دعاه إلى الأكل نصف النهار فإنه يستريح من تعب فإن دعاه إلى العشاء فانه يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو
– ومن رأی أنه أكل طعاما وانهضم فإنه يحرس على السعي في حرفته
– ومن رأی أنه أکل لحم نفسه فإانه یأکل من مدخور ماله ومکنوزه فان آکل لحم غیره فان أکله نیئا فانه یغتابه او أحد أقربانه وإن أکله مطبوخا أو مشويا فإنه يأل رأس مال غيره فان رأى كأنه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنه رجل غماز واكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة وأكل لحم نفسها دليل على انها تزني وتأكل من كد فرجها وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل المرأة وكذلك اكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ فإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة
(وأما مضغ العلك) فمن رأى أنه يمضغه فغنه ينال مالا في منازعة وقيل ان مضغ العلك اتيان فاحشة لأنه من عمل قوم لوط وأما من رأى أنه يطبخ بالنار شيئا ونضج فإنه يصيب مراده في مال فان لم ينضج لم ينل مراده ولو رأى أنه يأكل اللبان فإن اللبان بمنزلة بعض الادوية ولو رأى أنه يمضغ اللبان والعلك فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك وكل ما يمضغ من غير أكل فإنه يزداد الكلام بقدر ذلك المضغ وكذلك قصب السكر إلا أنه كلام يستحلي ترداده فان رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعرا أو عظاما فإنه يصيب مالا من رؤساء الناس وعظمانئهم فان أكل من أدمغتهم فإنه يصيب من ذخائر أموالهم وكذلك رؤوس البهائم والسباع إلا أنها دون رؤوس الناس في الشرف فإن رأى رؤوس الناس مقطوعة في بلدة أو محلة أو في بيت أو على باب دار فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه وقيل من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالا
يؤكل وسلطانا عظيما فان رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو ابرص أو لحم مجذوم فإنه يصيب مالا عظيما حراما فإن رأى أنه عانق رجلا ميتا أو حيا فإنه تطول حياته وكذلك المصافحة
– ومن رأى آنه يأكل من لحم نفسه أو لحم غيره وكان لما يأكل اثر ظاهر أكل من ماله أو من غیره فان لم يكن له أثر اغتاب انسانا من اهل بيته أو غيرهم ومن أكل لحم المصلوب اكل مالا حراما من رجل رفيع القدر إذا كان لما يأكل اثر.
الباب الثاني والخمسون في ذكر أنواع من البلايا من اليأس واليتم والوجع والكد والفزع والعثور والعبوس والعري والعزل والطرد والسرقة والسفه والذله والخسران والخيانه والحبس والحمل الثقيل والبؤس أو الطغيان والضلالة
أما اليأس من الأمر فدليل الفرج والنجاة لقوله تعالى إفلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) وقوله تعالى إحتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا؟
وأما اليتيم فمن رأى كأنه يتيم فان غيره يغلبه في امر امرأة أو مال أو تجارة وما أشبه ذلك والوجع ندامة من ذنب وقيل ان من رأى أنه مستريح فإنه يكد والكد راحة والفزع يدل على اكتساب مظنة وارتكاب مآثم
– ومن رأى أنه مات من الفزع مات فقيرا والمظالم باقية في ذمته والعزل عهد كما أن العهد عزل وقيل انه يدل على طلاق المرأة وعبوس الوجه يدل على بنت لقوله تعالى إوإذا بشر أحدهم بالانثی ظل وجهه مسودا وهو کظیم
وأما العثور فمن رأى كأن ابهام رجله عثرت في الأرض اجتمع عليه دين فإن خرج منها دم نابته نائبة وقیل انه يصیب مالا حراما وأما العری فمن رأى أنه نزع ثيابه ظهر له عدو مكاتم غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة والنصيحة قال الله تعالى إيا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما) فإن رأى كأنه عريان في محفل فانه يفتضح وان کان عریانا في موضع وحده فان عدوه يطلب عثراته فلا یجد مراده من هتك ستره والطرد غير محمود في التأويل فمن رأى أنه طرد أحدا من أهل الفضل أو هول أو صاح عليه فانه يقع في أمر هائل ويغلبه عدوه وأما السرقة فان السارق المجهول ملك الموت والسارق المعروف يستفيد من المسروق منه علما أو موعظة أو منفعة فان رأى كأن سارقا مجهولا دخل بيته وسرق طسته أو ملحفته أو قمقمته ماتت امرأته وسرقة الدار أيمة تتزو ج والسفه الجهل فمن رأى أنه سفه جهل لقوله تعالى إفان كان الذي عليه الحق سفيها قالوا جاهلا وأما الذلة فنصرة في التأويل والخسران الذنب والخيانة والزنا والحبس ذل وهم وقيل ان الحبس في السجن يدل على نيل ملك بدليل قصة يوسف والحبس في البيت المجصص المجهول المنفرد عن البيوت دليل الموت والقبر فان رأى كأنه موثق في بيت مغلق عليه فانه ينال خيرا واما الحمل الثقيل فجار السوء واصابة البؤس دليل الافتقار وأما الضلالة عن الطريق فخوض في باطل والاهتداء بعد الضلالة اصابة الخير والفلاح .
الباب الثالث والخمسون في بعض الاضداد كالصعود والهبوط والبخل والانفاق والهبة واللجاجة والمصالحة والكبر والتواضع والكذب والصدق والفقر والغنى والخوف والأمن والغم والفرح والجحود والاقرار والاحسان والاساءة والذنب والتوبة
من رأى انه صعد جبلا دل على حزن وسفر فان صعد في السماء حتى بلغ نجومها فانه يصيب شرفا ورياسة فان رأى أنه لما صعد فيها تحول نجما من النجوم التي يهتدي بها نال الإمامة والهبوط من السماء بعد صعودها ذل بعد العز وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين وإذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرج وقيل انه يدل على تغيير الأمر وتعذر المواد وأما البخل فذم فان رأی انه یبخل فانه یذم کما انه لو رای انه یذم فانه یبخل وانفاق المال على الكره دليل اقتراب الأجل إوأنفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي أحدكم الموت) وإذا انفق عن طيب نفس منه أصاب خيرا ونعمة لقوله تعالىإوأنفقوا خيرا لأنفسكم) وقوله تعالى إوما أنفقتم من سئ فهو یخلفه)
وأما الهبة فمن رأى كأنه وهب لرجل عبدا فانه يرسل اليه عدوا
واللجاجة فرار فمن رأى كأنه يلج فانه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومة ويدل أيضا على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم لقوله تعالى إبل لجوا في عتو ونفور) وأما المصافحة فمن رأى كأنه يدعو غريما إلى الصلح من غير قضاء دين فانه يدعو ضالا إلى الهدى ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير
(وأما الكبر فمن رأى كأنه تكبر لتمكنه بسرور الدنيا وفوزه بنعيمها واستقامة أمورها فانه يدل على نفاد عمره) لقوله تعالی [حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهار الآية والتبختر خطأ في الدين لقوله تعالى إواقصد في مشيك؟ ويدل على اصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب والتواضع للناس ظفر وعلو ورفعة لما روى في الأخبار ومن تواضع لله رفعة والكذب دليل على أن صاحب الرؤيا لا عقل له خصوصا إذا رای کأنه یکذب على الله لقوله تعالی إيفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون)
والصدق الإيمان فمن رأى من الكفار أنه صدق فانه يؤمن كما لو رای مؤمن انه آمن فانه يصدق وأما الفقر فمن رأى انه فقير فانه يصيب طعاما كثيرا لقوله تعالى حكاية عن موسى إرب اني لما أنزلت إلى من خير فقير) والغنى هو الفقر فمن رأى انه يفتقر وأما الخوف فيدل على التوبة وكل خائف تائب وقيل من راى كأنه خائف فاز من الخوف ونال رياسة فان رأى انه آمن فانه يخاف وأما الغم فدال على السرور وقيل هو الغم بعينه والفرح هو الغم لقوله تعالى [لاإيحب الفرحين) وأما الجحود فعلى ضربين جحود حق وجحود باطل فمن رأى أنه جحد باطلا فانه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
– ومن رأی كآنه جحد حقا فانه یكفر لقوله تعالی إوما يجحد بآياتنا إلا الكافرون) والاقرار بعبودية انسان اقرار بعداوته والاقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة لقوله تعالى حاكيا عن آدم وحواء إقالا ربنا ظلمنا أنفسنا) والاقرار بقتل الانسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن لقصة موسى قتلت منهم نفسا واما الاحسان فيدل على نجاة صاحب الرؤيا والاساءة تدل على هلاكه وارتكاب الذنب يدل على ركوب صاحبه الددين كما ان الدين يدل على ارتكاب الآثام والتوبة تدل على نيل ملك واصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية.
الباب الرابع والخمسون في النكاح وما يتصل به من المباشرة والطلاق والغيرة والسمن وشراء الجارية والزنا واللواط والجمع بين الناس بالفساد وتشبه المرأة بالرجل والتخنث ونظر الفرج
من رای انه عروس ولم یری امرأة ولا عرفها ولا سمیت له ولا نسبت له إلا أنه سمي عروسا فانه يموت أو يقتل انسانا ويستدل على ذلك بالشواهد فان هو عاين امرأته أو عرفها أو سميت له فانه بمنزلة التزويج وإذا راى أنه تزوج أصاب سلطانا بقدر المرأة وفضلها وخطرها ومعنى اسمها وجمالها ان عرف لها اسما أو نسبة ولو رأی أنه طلق امرآته فانه یعزل عن سلطانه إلا أن یکون له نساء حرائر واماء فانه نقصان شئ ن سلطانه فان رای ڊ بعض ابناء الدنيا آنه ينكح زائية أصاب ديا حراما وجميع النكاح في المنام إذا احتلم صاحبه فوجب عليه الغسل فليس برؤيا فان رأى رجل آنه يأتي امرأة معروفة فان أهل بيت المرأة يصيبون خيرا في دنياهم فان رأى انه لم يغشها ولكن نال منها بعض اللمم فان غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لأن الغشيان أفضل وأبلغ ولو رأى أو رؤي له انه ينكح أمه أو أخته أو ذات رحم فان ذلك لايراه إلا قاطع لرحمه مقصر في حقهم فهو يصل رحمه ویراجع فان رای ان امرأته متصنعة مضطجعة معه فوقما هي في هينتها ومخالفة لذلك فانها سنة مخصبة تأتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها فان كانت امرأة مجهولة فهو أقوى ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من السنة فمن رأى انه ينكح رجلا مجهولا وكان المجهول شابا فان الفاعل يظفر بعدوله وكذلك لو كان المنكوح معروفا أوكانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة فان الفاعل يظفر بالمفعول به وان كان المنكوح معروفا وليست بينهما منازعة ولا عداوة فان المفعول به يصيب من الفاعل خيرا أو سميه ان لم يكن لذلك أهلا أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء فان كان المنكوح شيخا مجهولا فان الشیخ جده وما یصل منه الى جده من خير فانه يحسن ظنه واحتماله فيه وكذلك لو رای انه يقبل رجلا أو يضاجعه أو يخالطه دون ان يكون ذلك من شهوة بينهما فانه على ما وصفت في النكاح إلا أنه دونه في القوة والمبلغ فان راى انه يقبل رجلا غير قبلة الشهوة فان الفاعل ينال من المفعول به خیرا ویقبله کقبوله فان رای رجل أن بنفسه حملا فانه زيادة في دنیاه ولو رأی آنه ولد له غلام أصابه هم شديد فان ولد له جارية أصاب خيرا وكذلك شراء الغلام والجارية فان فان راى أنه ينكح بهيمة معروفة فانه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصلة ولم يوجر عى ذلك فان كانت البهيمة مجهولة فانه يظفر بعدو له في نفسه ويأتي في ظفره به مالا يحل له وإلا استحق العدو ذلك منه وكذلك لو كان ما ينكح غير الهيمة من الطير والسباع ما خلا الانسان فان رأى انه ينكح ميتا معروفا فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا من دعاء أو صلة فان رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى فان الفاعل يصل المفعول به بخير من صدقة أو نسك أو دعاء وان راى ميتا معروفا ينكح حيا وصل الى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره والقبلة بعكس ذلك لأن الفاعل فيها يصيب خيرا من المفعول به ويقبل
– ومن رأى أنه تزوج بامرأة ميتة ودخل بهل فانه يظفر بأمر ميت يحتاله وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة فان لم يكن دخل بها ولا غشيها فان ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لو دخل بها ولو رأت امرأة ان رجلا ميتا تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها فان ذلك نقصان في مالها وتغيير حالها وتفرق أمرها فان كان دخل بها الميت في دار الميت وهي مجهولة فانها تموت وان كانت الدار معروفة للميت فهي على ما وصفت نقصان في مالها ولة رأت امرأة لهل زوج انها تزوجت بآخر أصابت خيرا وفضلا ولو راى الرجل المتزوج بأخرى أصاب سلطانا ولو
تزوج بعشر كان ذلك له صالحا كل ذلك إذا عاين امرأته أو سميت له أو عرفها وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول لم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها فانها تموت وقيل لو رأت امرأة ان ميتا نكحها فانها تصيب خيرا من موضع لا ترجوه كما ان الميت لايرجى وكذلك نكاح الرجل الرجل الميت ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمرا من غير وجهه
– ومن رأى انه يدخل على حرم الملك أو يضاجعهن فانها حرمة تكون بأولئنك الملوك ان كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير وإلا فانه يغتاب تلك الحرم
– ومن رأى ان امرأته حائض الغلق عليه أمره فان طهرت انفتح عليه ذلك الأمر فان جامعها عند ذلك تيسر أمره فإن رأى أنه هو الحائض أتى محرما وان رأى أنه جنب اختلط عليه أمره فان اغتسل ولبس ثوبه خرج من ذلك وكذلك المرأة
– ومن رأى لامرأته لحية لم تلد المرأة أبدا وان كان له ولد ساد أهل بيته وقال القيرواني اما عقد النكاح للمرأة المجهولة فإذا كان العاقد مريضا مات وان كان مفيقا عقد عقدا على سلطان أو شهد شهادة على مقتول لأن المرأة سلطان والوطء كالقاتل والذكر كالخنجر والرمح سيما الافتضاض الذي هو فيه جريان الدم عن الفعل وان كانت معروفة أو نسبت له أو كان أبوها شيخا فإنه يعقد وجها من الدنيا اما دارا أو عبدا أو حانوتا أو يشتري سلعة أو ينعقد له من المال ما تقربه عينه وان تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة وينال منها حاجته فيتعجل ما قد تأجل وأما الوطء فدال على بلوغ المراد مما يطلبه الانسان أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا كالسفر والحرث والدخول على السلطان والركوب في السفن وطلب الضال لأن الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة فان وطئ زوجته نال منها ما يرجوه أو نالت هي منه بالنفقة والاقبال من بعد الصد إلا أن يطأهن في أشهر الحج أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام ويبلغ منها مراده وان كانت قد تمت لذته وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يؤمله طالب وان رجع منه طالبته نفسه بالعودة اليه ومن أحرز في يده شينا من نطفتة أو رآها في ثوبه نال مالا من ولد أو غيره وأما نكاح البهائم والانعام المعروفة فإنه دليل على الاحسان الى من لايراه أو النفقة في غير الصواب وان كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو ويأتي في ذلك مالا يحل له منه فإن كانت الدابة هي التي نكحته كان هو المغلوب والمقهور إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش ولا كان من الدابة أو السبع وما شبه به اليه مکروه فإنه ينال خيرا من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه وقد يدل ذلك على وطء المحرمات من الإناث والذكران إذا كان مع ذلك شاهد يقويه
واما الوطء في الدبر فانه يطلب امرا عسیرا من غير وجهه ولعله لا یتم له ویذهب فيه ماله ونفقته ويتلاشى عند عمله لأن الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود من الفرج وأما افتضاض البكر العذراء فمعالجة الامور الصعاب كلقيا بعض السلاطين وكالحرب والجلاد وافتتاح البلد وحفر المطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين والبحث عن العلوم الصعاب والحكمة المخفية والدخول في سائر الأمور الضيقة فإن فتح وأولج فيه منامه نجح في مطلوبه في اليقظة وان انكسر ذكره أو حفي رأسه أو أتته شهوته دون أن يولجه اضربه جده أو ضعفت حيلته أو استماله عما أراده أو بذل له مال عما طلبه حتى ترك على قدر المطالب في اليقظة
واما نكاح الذكران فأنظر الى المنكوح فإن كان شابا ظفر الناكح بعدوه وان كان شيخا ظفر بجده وعلا بحظه وان کان معروفا قهره الناکح وظلمه وعدا عليه وإن کان طفلا صغیرا رکب مالا ينبغي له وحمل غيره مشقة لا تصلح له وإن كان المنكوح صديقه يأتيه بأمر لم يكن المنكوح يظنه فان كان بميله وارداته فإانه ينال من الفاعل خيرا ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما ويجتمعان على شئ مكروه وأما مناكحة الميت فإن المفعول به ينال من الفاعل خيرا فإما الحي فلعله ينال من ميراثه أو من أحد من أهل بيته أو عقبه وأما الميت فلعل الحي يتصدق عنه أو يصل أهله أو يترحم عليه وان كانت المنكوحة الميتة مجهولة فإنه يحيا له أمر يطلبه اما أرض خربة يعمرها أو بئر مهدومة يحفرها أو أرض ميتة يحرثها ومطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البينة والانصار إلا أن يضعف ذكره عند المجامعة أو يكسل عند الشهوة فانه يحاول ذلك ويعجز عنه وأما نكاح الميت الحية فان كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به وإلا كان ذلك شتاتا في بيتها أو علة في جسمها إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح مثل أن يقول لها إني لست بميت أو ترى أنه مع ذلك قد دفع اليها تبنا أو وهبها شعيرا فإنه خير يحيا لها لم تكن ترجوه أو قد يئست من ميراثه أو من زوجها ان كانت أرملة أو من غائب يقدم عليها ان كان لها غائب وأما إن تزوجت المرأة زوجا غير زوجها في المنام فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها أو زوجها من شريك يشارکه أو ولد يعاونه أو صانع يخدمه ويعمل له وأما من نكح امراة في المنام فإنه يظفر بما يحاوله في أمور صناعته فان رأى آنه جنب اختلط أمره فإن اغتسل خرج من جميع ما أصابه والحيض في المنام للحامل غلام لقوله تعالى إفضحكت فبشرناها باسحق) وان رأی الرجل آنه حائض وطئ مالا يحل له وطؤه فان رأى أنه نكح امرأته وهي معرضة عنه فربما تألبت عليه دنياه وان رآها حاضت كسدت صناعته وأما القبلة للشهوة فإنها تجري مجرى النكاح ولغير الشهوة فإن الفاعل يقبل على المفعول ويقصد اليه بمجيئه أو بسؤاله وحاجة فينالها إن كان قد أمكنه منها أو تبسم له ولم يدفعه عنها ولا أنكر فعله ذلك عليه والمضاجعة في الفراش الواحد وللحاف الواحد والمخالطة تجري مجرى النكاح والبقبلة فإن رأى كأنه تزوج بأربع نسوة فإنه يستفيد مزيدا من الخير لقوله تعالى إفانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فان رأى كأنه تزوج امرأته رجل آخر وذهب بها اليه فانه يزول ملکه ان کان من الملوك وتبطل تجارته ان کان من التجار وان رأی انه زوج امرأته لرجل وذهب بذلك الرجل الى امرأته فإنه يصيب تجارة رابحة زائدة والعرس لمن يتخذه مصيبة ولمن يدعی اليه سرور وفرح إذا لم ير طعاما (وحکي) أن رجلا اتی ابن سیرین فذکر له أنه ينکح أمه فلما فرغ منها نكح أخته وكان يمينه قطعت فتكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك فقال هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسىئ الى والدته وأخته
– ومن رأى كأن الخليفة نكحه نال ولاية وان نكحه رجل من عراض النساء أصاب فرجا من الهموم وشفاء من الأمراض
– ومن رأى كأن شيخا مجهولا ينكح امرأته فإنه ينال ربحا وزيادة فإن الشيخ جده فإن نكحها شاب فان عدوا له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعاملة والمنكوح إذا كان محبوسا فرج عله
– ومن رأى كأنه ينكح أمه الميتة في قبرها فإنه يموت لقوله تعالى إمنها خلقناكم وفيها نعیدكم)
– ومن رأى كأنه نكح جارية نال خيرا فان رأى أنه ينكح امرأة على غير وجه الإباحة فإنه يطلب أمرا من غير وجهه ولا ينتفع به فان رأى الرجل كأنه ينكح عبده أو أمته نال زيادة في ماله وفرحا بما ملکه فان رأی کأن عبده یجامعه فان عبده یستخف به وقیل من رأی کأنه طلق زوجته استغنی لقوله تعالی وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) وقيل إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يفارق ملكا كان يصحبه فإن النساء ذوات كيد كالملوك والطلاق فراق وقيل غن طلاق المرأة للوالي عزله وللصانع ترك حرفته فإن طلقها رجعيا فإنه يرجع إلى شغله
– ومن رأى آنه غيور فإنه حريص والسمن زيادة في المال فمن رأى آنه سمين زاد وقيل من رأی كانه زنى فإنه يخون وقيل يرزق الحج وقيل إن الزنا بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له وإن أقيم الحد على الزاني دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم وعلى قوة الولاية وزيادتها ان كان واليا وأما الجمع بين الناس بالفساد فمن رأى أنه يجمع بين زان وزانية ولا يرى الزانية فإنه رجل دلال يعرض متاعا ويتعذر عليه وأما تشبه المرأة بالرجل فإن رأت المرأة عليها كسوة الرجال وهيئتهم فإن حالها يحسن إذا كان ذلك غير مجاوز للقدر فإن كانت الثياب غير مجاوزة للقدر فإن حالها يتغير مع خوف وحزن فان رأى كأنها تحولت رجلا كان صلاحها لزوجها وأما التخنث فمن رأى كأنه مخنث أصاب هولا وحزنا وأما النظر إلى الفرج فمن رأى كأنه نظر إلى فرج امرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسته فإنه تجارة مكروهة وان رأى أنه نظر إلى امراة عريانة من غير علمها فإنه يقع في خطأ وزلل وأما اللواط فمنهم من قال أنه يدل على الظفر بالعدو لأن الغلام عدو ومنهم من قال يفتقر ويذهب رأس ماله.
الباب الخامس والخمسون في السفر والقفز والمشي والوثوب والهرولة والقصد في المشي والغيبة في الأرض والطيران والركوب والرجوع من السفر
السفر يدل على الانتقال من مكان الى مكان وعلى الانتقال من حال إلى حال وعلى المساحة فمن رأى كانه يسافر فإنه يمسح أرضا كما لو رأى أنه يمسح أرضا فإنه يسافر وأما القفز فمن رأى كآنه يقفز في الأرض بفرد رجل لعلة به لا يقدر معها على المشي فإنه تصيبه نائبة يذهب فيها نصف ماله ويتعيش بالباقي في مشقة وتعب وأما الوثوب فمن رأى كأنه وثب إلى رجل فإنه يغلبه ويقهره لأن الوثوب يدل على القوة وقوة الإنسان في قدميه فإن رأى كأنه وثب من مكان إلى خير منه فإنه يتحول من حال إلى حال أرفع منه عاجلا فإن رأى كأنه وثب من الأرض حتى بلغ قرب السماء سافر حتى وافى مكة فإن رأى كأنه وثب حتى بلغ بين السماء والأرض فهو موته ورفع جنازته
ومن رأى كأنه يمشي مستويا فإنه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيرا فإن رأى كأنه يمشي في السوق دل على أن في يده وصية وان كان أهلا للوصية نالها لقوله تعالى ما هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) فإن رأى كأنه يمشي حافيا دل على حسن دينه وذهاب غمه وقيل ان هذه الرؤيا تدل على مصيبة في المرأة وطلاقها وأما الهرولة في أي موضع كان فظفر بالعدو والقصد في المشي تواضع لله لقوله تعالى إواقصد في مشيك) والغيبة في الأرض من غير حفر إذا طال عمقها وظن آنه يموت فيها ولا يصعد منها مخاطرة بالنفس وتغرير بها في طلب الدنيا أو الموت في ذلك وأما الطيران فقد حكي أو رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أطير بين السماء والأرض فقال أنت تكثر المني
– ومن رأى كأنه طاف فوق جبل فإنه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك وقيل من رأى كأنه يطير فان كان أهلا للسلطان ناله وإن سقط على شئ ملكه وان لم يصلح للولاية دل على مرض بصببه شرف مئه على الموت ای خطا منه بق ف دنه فان طا من سطح الى سطح فاده يستبدل بامرأته امرأة أخرى وقال بعضهم الطيران دليل السفر إذا كان يحتاج فإنه انتقال من حال إلى حال فإن بلغ طيرانه منتهاه فإنه ينال في سفره خيرا وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفا وقرة عين: ( وإذا نبا بك منزل فتحول ) فان طار من أسفل إلى علو بغير جناح نال أمنيته وارتفع بقدر ما علا فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزا فإن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع فإنه يموت ومن طار من داره إلى دار مجهولة فإنه يتحول من داره الى قبره
– ومن رأی کأنه رکب دابة فإانه یرکب هوی غالبا وقیل ان ركوب الدواب كلها نيل عز ومراد فإن لم يحسن ركوبها فإنه يدل على اتباع الهوى فان ركبها وأحسن الركوب وضبط الدابة سلم من فتنة الهوى ونال المنى فإن رأى كأنه ركب عنق انسان فإنه يموت ويحمل المركوب جنازة وقيل ان ركوب عنق الانسان يدل على أمر صعب فإن أسقطه من عنقه فإن ذلك الأمر الذي طلبه لا يتم وأما الرجوع من السفر فيدل على أداة حق واجب عليه وقيل انه يدل على الفرج من الهموم والنجاة من الأسواء ونيل النعمة لقوله تعالى إفانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم
سوء) وربما تدل هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب لقوله تعالى إلعلهم يرجعون) فإن معنى التوبة الرجوع عن المعضية والركض على الدابة أو على الرجلين دال على سرعة ما يطلبه وعلى النجاة والمن ممن يخافه لقول موسى كما أخبر عنه تعالى في القرآن إففررت
منكم لما خفتكم] إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت فإنه مدرك هالك وبلوغ الغايات والمنى والكمال دال على النقص والزوال ومن طار عرضا في السماء دل على أنه
يسافر سفرا أو ينال شرفا ومن وثب من موضع إلى موضع تحول من حال إلى حال والوثب البعيد سفر طول فإن اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي منيع.
الباب السادس والخمسون في أنواع المعاملات الجارية بين الناس كالبيع والرهن والاجارة والشركة والوديعة والعارية والقرض والضمان والكفالة وقضاء الدين واداء الحق والامهال
البيع يختلف في التأويل بحسب اختلاف المبيع
– ومن رأی کأنه يباع أو ينادي عليه فانه ان کان م مشتریه رجلا ناله هم وان اد شترته امرأة أصاب سلطانا أو عزا وكرامة وكل ما كان ثمنه آكثر كان أكرم وانما قلنا إن البيع في الرؤيا يفقتضي اكرام المبيع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام إوقال الذي اشتراه من مصر لامراته اكرمي مثواه) وکل ما کان شرا للبائع كان خيرا للمبتاع وما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع وقيل إن البيع زوال ملك والبائع مشتر والمشتري بائع والبيع ايثار على المبيع فإن باع ما يدل على الدنيا آثر الآخرة عليها وان باع ما يدل على الآخرة آثر الدنيا عليها وإلا استبدل حالا بحال على قدر المبيع والثمن وبيع الحر ذلته وحشن عاقبته لقصة يوسف عليه السلام
(وأما الرهن) فمن رأى كأنه رهينة في موضع فإن رؤياه تدل على أنه اكتسب ذنوبا كثيرة لقوله تعالى كل نفس بما كسبت رهينة] وقيل ان المرهون مأمور فإن رأى كأنه رهن عنده رهن فانه يظلم في شئ ويبخس حقه ثم يصل الى حقه بسبب الراهن الذي رهن عنده الرهن والمرهون مأسور بذنب او دين عند المرتهن وكذلك الراهن حتى يفك رهنه
(واما الاجارة) فإن المستأجر رجل يخدع صاحب الاجارة ويغره ويحثه على أمر مضطرب وإذا انخدع له تبر منه وتركه في الهلكة
(وأما الشركة) فهي دليل على الانصاف فمن رأى كأنه شارك رجلا فان كل واحد منهما ينصف صاحبه في أمر یکون بینهما فان رأی كآنه شارك شیخا مجهولا فانه جده ویدل على أنه ينال انصافا فى تلك السنة ممن كانت بينه وبينه معاملة وان رأى كأنه شارك شابا مجهولا فإنه يجد من عدوه الانصاف مع خوفه من بلیته وظلمه وأذيته
(وأما الوديعة) فمن رأى كأنه أودع رجلا سره فإنه سره وقيل ان المودع غالب والمودوع مغلوب وأما العارية فمن رأى كأنه استعار شيئا أو اعاره فإن كان ذلك الشئ محبوبا فإنه ينال خيرا لا يدوم فإن كان مكروها أصابته كراهية لا تدوم وذلك ان العارية لا بقاء لها وقيل من استعار من رجل دابة فإن المعير يحتمل مؤنة المستعير
(وأما القرض) فمن رأى أنه يقرض الناس لوجه الله تعالى فإنه ينفق مالا في الجهاد لقوله تعالی ان ت تقرضوا الله الآية وأما الضمان فمن رأى كأنه ضمن عن انسان شيئا لرجل فإنه يعلمه أدبا من آداب ذلك الرجل
(وأما الكفالة) فقد قيل انها تجري مجرى القيد في التأويل وتدل على الثبات في الأمور وسواء في ذلك الكافل والمكفول وقيل من تكفل لانسان فقد أساء اليه فإن رأى كان انسانا تكفل به فإنه يرزق رزقا جليلا لقوله تعالى إوكفلها زكريا الآية فإن رأى كأنه تكفل صبيا فإنه ينصح عدوا لقوله تعالی [یکفلونه لکم وهم له ناصحون)
(وأما قضاء) الدين فمن رأى كآنه قضى دينا أو أدى حقا فإنه يصل رحما أو يطعم مسكينا وييسر عليه أمر متعذر من أمور الدين أو أمور الدنيا وقيل ان اداء الحق رجوع عن السفر كما أن الرجوع عن السفر اداء للحق
(وأما الامهال) فيدل على العذاب لقوله تعالى إفمهل الكافرين أمهلهم رويدا] وان رأى كأنه أمهل رجلا في غضب فإنه يعذبه عذابا شديد.
الباب السابع والخمسون في رؤيا المنازعات والمخاصمات وما يتصل بها من البغي والبغض والتهدد والجور والحسد والخداع والخصومة والنقب والرفس والضرب والخدش والرضخ والرجم والسب والسخرية والصفع والعداوة والغيبة والغيظ والغلبة واللطم والمقارعة والمصارعة والذبح
أما البغض فغير محمود لأن المحبة نعمة من الله تعالى والبغخض ضدها وضد النعمة الشدة وقد ذكر الله تعالى منته على المؤمنين برفع العداوة الثبتة بينهم بمحبة الإسلام فقال الله تعالى إإذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) والبغي على الباغي والمبغى عليه منصور لقوله تعالى انما بغيكم على أنفسكم] وقال تعالى إثم بغي عليه لينصرنه الله والتهدد ظفر للمتهدد بالمتهدد وامن له وأمان
– ومن رأى كأن بعض الناس يجور على بعض فإنه يتسلط عليهم سلطان جائر وأما الحسد فهو فساد للحاسد وصلاح للمحسود وأما الخداع فإن الخادع مقهور والمخدوع منصور لقوله تعالى وان يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله والخصومة المصالحة فمن رأى آنه خاصم خصما صالحه والخيانة هي الزنا والنقب في البيت مكر فإن رأى كأنه نقب في بيت وبلغ فإنه يطلب امرأة ويصل اليها بمكر فإن رأى كأنه نقب في مدينة فإنه يفتش عن دين رجل عالم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلى بابها,فان رأى كأنه نقب في صخرة فانه يفتش عن دین سلطان قاس وأما الرفس فمن رأی کأن رجلا يرفسه برجله فانه یعیره بالفقر ویتصلف عليه بغناه وأما الضرب فانه خير يصيب المضروب على يد الضارب إلا أن يرى كأنه يضربه بالخشب فانه حینئذ یدل على انه یعده خیرا فلا يفي له به
– ومن رأی کأن ملكا يضربه بالخشب فانه یکسوه وان ضربه على ظهره فانه یقضی دینه وان ضربه على عجزه فانه یزوجه وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما یکره وقیل إن الضرب يدل على التغيير وقيل إن الضرب وعظ
– ومن رأى كأنه يضرب رجلا على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه فانه يريد ذهاب رئیسه فان ضربه في جفن عینه فانه یرید هتك دینه فان قلع أشفار جفنه فانه يدعوه إلى بدعة فان ضرب جمجمته فانه قد بلغ في تغييره نهايته وينال الضارب بغيته فان ضربه على شحمة أذنه أو شقها أو خرج منها دم فانه يفترع ابنة المضروب وقيل ان كل عضو من أعضائه يدل على القريب الذي هو تأويل ذلك العضو وقال بعض المعبرين ان الضرب هو الدعاء فمن رأی أنه يضرب رجلا فانه يدعو عليه فان ضربه وهو مکتوف فانه یکلمه بکلام سوء ویثني عليه بالقبيح والخدش والطعن والكلام وأما الرضخ فمن رأى كأنه يرضخ رأسه على صخرة فانه ينام ولا يصلى العتمة لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما الرجم فمن رأى كأنه يرجم انسانا فانه يسب ذلك الانسان وأما السب فهو القتل وأما السخرية فهي الغبن فمن رأى كأنه سخر به فانه يغبن وأما الصفع إذا كان على جهة المزاج فاتخاذ يد عند المصفوح وأما العداوة فمن رأى كأنه يعادي رجلا فانه يظهر بينهما مودة لقوله تعالى [عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) والغيبة راجعة بمضرتها إلى صاحبها فان اغتاب رجلا
بالفقر ابتلى بالفقر وان اغتابه بشئ آخر ابتلى بذلك الشئ وأما الغيظ فمن رأى كأنه مغتاظ على انسان فان مره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالی إورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا) فان غضب على انسان من أجل الدنيا فانه رجل متهاون بدين الله وإن غضب لأجل الله تعالى فانه يصيب قوة وولاية لقوله تعالى إولما سكت عن موسى الغضب) الآية وأما الغالب في النوم فمغلوب في اليقظة واما اللطم فمن رأى كأنه يلطم انسانا فانه يعظه وينهاه عن غفلة واما المقارعة فمن رأى كأنه يقارع رجلا فأصابته القرعة فانه يظفر به ويغلبه في أمر حق فان وقعت القرعة ناله هم وحبس ثم يتخلص لقوله تعالى إفساهم فكان من المدحضين) وأما المصارعة فان اختلف الجنسان فالصارع أحسن حالا من المصروع كالإنسان والسبع فان كانت المصارعة من رجلين فالصارع مغلوب وأما الذبح فعقوق وظلم.
الباب الثامن والخمسون في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضا
الهدية خطبة فمن رأى انه أهدى إلى أحد هدية أو أهدى اليه شئ خطبت اليه ابنته أو امرأة من أقربائه وحصل النكاح لقوله تعالى إواني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطبا لها وقيل ان الهدية المحبوبة تدل على وقوع صلح بين المهدي والمهدى اليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :تهادوا تحابوا. وأما استراق السمع فهو كذب ونميمة لقوله تعالى إيلقون السمع وهم؟؟ أكثرهم؟؟ كاذبون) ويقضي ان يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقوله تعالى إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) وأما الاستماع فمن رأى كأنه يستمع فانه ان كان تاجرا استقال من عقدة بيع وإن كان واليا عزل لقوله تعالىإإنهم عن السمع لمعزولون] فان رأى كأنه يتسمع على انسان فانه یرید هتك ستره وفضیحته
ومن رأى كأنه يستمع أقاويل ويتبع أحسنها فانه ينال بشارة لقوله تعالى إفبشر عباد الذين يستمعون القول فیتبعون أحسنه) فان رأی كأنه يستمع ویجعل نفسه انه لا يسمع فانه یكذب ويتعود ذلك لقوله تعالی إیسمع آیات الله تتلی عليه ثم یصر مستکبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم) وأما الاختيار فمن رأى كأنه مختار في قومه فانه يصيب رياسة لقوله تعالى إوربك يخلق ما يشاء ويختار] أما اخراج الرجل من مستقره فانه يدل على نجاته من الهموم (وحكي) ان رجلا أتى بعض المعبرين فقال رأيت كأن جيراني أخرجوني من داري فقال له المعبر ألك عدو قال نعم قال وأنت في حزن قال نعم قال البشارة فان الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل هم وحزن لقوله تعالى في قوم لوط [أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله) وأما البرهان فمن رأى في منامه كأنه يأتي ببرهان على شئ فإنه في خصومة مع انسان والحجة له عليه فيها لقوله تعالى إهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) واما التدلي فمن رأى كأنه تدل من سطح إلى أرض بحبل فإنه يتورع في جميع أحواله يترك طلب حاجاته استعمالا للورع فان رأى أنه يسقط من سطح إلى أرض فإنه يقنط من رجل كان يأمله أو يسقط من مرتبته بسبب کلام يتكلم به فان رأى كأنه في سقوطه وقع في وحل فإنه يترك أمرا من أمور الدين أو امور الدنيا وأما التعزية فمن رأى كأنه عزى مصابا نال امنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من عزى مصابا فله مثل أجره. وأن رأى كأنه عزى نال بشارة لقوله تعالى [وبشر الصابرين] وأما تغيير الاسم فمن رأى كأنه يدعى بغير اسمه فإن دعي باسم قبيح فانه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح فإن دعى باسم حسن مثل محمد أو علي أو سعيد نال عزا وشرفا وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الاسم وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اکتسابه انما لقوله تعالی إفلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) فإن رأى كأن شابا مجهولا يزكيه فإنه يصيب ذكرا حسنا جميلا في عامة الناس وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسة وعزا واما الملق فمن رأى كأنه يتملق انسانا في شئ من متاع الدنيا فذلك مکروه وان رأی کأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه اياه وعمل من أعمال البر يستعين به عليه فانه ينال شرفا ويصح دينه ويدرك طلبته لما روى في الآثار ان الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم وقيل ان الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن يتعود ذلك ذلة ومهانة واما التوديع فمن رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها وقيل ان التوديع يدل على مفارقة المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر وقال بعضهم ان التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنه من
الوداع ولفظه يتضمن الوداع وهو الدعة والراحة وأيضا فإن الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:
إذا رأيت الوداع فافرح * ولا يهمك البعاد وانتظر العود عن قريب * فإن قلب الوداع عادوا
وأما التواري فقد اختلفوا في تأویله فمنهم من قال ان من رأی أنه تواری فانه تولد له بنت لقوله تعالی [یتواری من القوم] وقال بعضهم من رأی کأنه تواری في بیت فانه يفر لقوله تعالى [إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا) وأما النورة فقد حكي ان قتيبة ابن مسلم رأى بخراسان كأنه نور جسده فحلقت النورة الشعر حتى انتهت الى عورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه الى ابن سيرين فقال انه يقتل ولا يوصل الى عورته يعني حرمه فكان الأمر كما عبر والتنور في موضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل على الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركوب الدين وزيادة الحزن وأما التهاون فمن رأى في منامه كأنه تهاون بمؤمن في دينه يختل ويقنط من رجل يرجوه هو وتستقبله ذلة
– ومن رأی کأنه غیره تهاون به وکان شابا مجهولا ظفر بعدوه وان تهاون به شيخ مجهول افتقر لأنه جده وأما التمطي فملالة من أمر أو كسل في عمل وأما الحراسة فإن رأى غيره يحرسه فإنه يقع في محنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسونه كان في محنة فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه ارجعوا فقد عصمني الله فإن رأى كأنه يحرس غيره كيلا يظلم فإنه يأمن شر الشيطان لما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة أعين لا تمسها النار عين حرست في سبيل الله. والنار في التأويل سلطان وقيل ان حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه وأما الحطب فمن رأى أنه يحتطب في الأرض فإنه يكون مكثارا نماما لقوله تعالى إوامرأته حمالة الحطب) يعني النميمة وروي عنه عليه السلام انه قال: المكثار كحاطب الليل. وأما الحفر فمن حفر ارضا وكان التراب يابسا سال بقدره مالا وان كان رطبا فإنه يمكر بانسان لأجل ما يناله من ذلك المكان تعب بقدر رطوبة التراب وأما الحلف ففي الأصل دليل الغرور والخداع لقوله تعالى إوقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور) وقوله إيحلفون له كما يحلفون لكم) والحلف الصادق ظفر وقول حق لقوله تعالى إوإنه لقسم لو تعلمون عظيم) والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى إولا تطع كل حلاف مهين) ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: قال اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع. وأما الدغدغة فمن رأى كأنه يدغدغ رجلا فإنه يحول بينه وبين حرفته. وأما الذرع فمن ذرع ثوبا بشبره أو أرضا أو خيطا فإنه يسافر سفرا بعيدا فإن مسحه بعقد أصبع فإنه يتحول من محله وأما رعى النجوم فإنه يدل على ولاية وأما الرحمة فمن رأى كأنه يرحم ضعفا فان دینه یقوی ویصح لقوله صلی الله عليه وسلم: من لم یوقر کبیرنا ویرحم صغیرنا ٍ فلیس منا. فان رأی كانه مرحوم فإنه يغفر الله له فإن رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالی إولولا فضل الله عليكم ورحمته] وهي النعم فان رأی كانه رحيم فرح فإنه يرزق ِ حفظ القرآن لقوله تعالى إقل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) قالوا الرحمة هنا القرآن وأما السؤال فمن رأى أنه يسال فإن يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع وأما الشغل فمن رأى كأنه مشغول فإنه يتزوج بكرا ویفترعها لقوله تعالی [إن اصحاب الجنه في شغل فاکهون) فالوا هو افتضاض الأبكار والشفاعة قيل إنها تدل على غش وقيل إنها تدل على عز وجاه فإنه لا يشفع من لاجاه له وأما صوت الزنبور فمواعيد من رجل طعان دنئ لا يتخلص منه دون أن يستعين برجل فاسق وأما صوت الدراهم فكلام حسن يسمعه من موضع يحب استزادته فان كانت زيوفا
فمنازعة في عداوة ولا يحب قطع الكلام وأما ضفر الشعر فجيد للنساء ولمن اعتاد ذلك من الرجال وردئ لغيرهم وأما الطول فمن رأى كأنه طال فإنه يزيد في علمه وماله وان کان صاحب الرؤيا سلطانا وكان حسن السيرة فيه وان كان تاجرا ربحت تجارته لقوله تعالى إوزاده بسطة في العلم والجسم) وإن كان صاحب الرؤيا امرأة دلت رؤياها على اليتم والولادة وأما الطلب فمن رأی کأنه يطلب شیئا فانه ينال مناه لما قیل من طلب شیئا ناله أو بعضه
– ومن رأى كأن أحدا يطلبه فإنه هم يصيبه وأما العلو فمن رأى كأنه يريد أن يعلو على قوم فعلا فإنه يستكبر ثم يذل لقوله تعالى إتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) وان رأى كأنه لا يريد العلو نال رفعة وسرورا وأما العفو فمن رأى كأنه عفا عن ذنبا فإنه يعمل عملا يغفر الله تعالى به لقوله تعالى إوليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟
– ومن رأى كأنه غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة وأما العظم فمن رأى كأنه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس فإنه دليل موته وأما العمل الناقص فيدل على الاياس من المرجوع ووقوع الخلل في الرياسة وأما العقد فهو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج امرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة فان انعقد الخيط تيسر ما يطلبه وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلوبه فإن رأى كأن العقدة وقعت على شئ من هذه الأشياء من غير أن عقدها فإنها تدل على ضيق وغم من قبل السلطان فإن رأى كأن غيره فتحها كان ذلك لغير سبب فرجه عنه فإن رأى كأنه فتحها بعد جهد فإنه ينجو من ذلك بعد جهد وان رای كأنها انفتحت بنفسها فإن الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب وأما العدد فيختلف باختلاف المعدود فإن رأى كأنه يعد دراهم فیها اسم الله فهو یسبح وان رأی کأنه يعد دنانیر فیها اسم الله تعالی فإنه یستفید علما فان رای فیها نقش صورة فإنه یشتغل بأباطیل الدنیا وان رأی کأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن فان رای كانه يعد جواهر فإنه یتعلم العلم أو یدرسه فان رأی کأنه يعد خرزا فانه مشتغل بمالا يعنيه فان رای كأنه يعد بقرات سمانا فإنه تمضي عليه سنون خصبة فان رأى كأنه يعد جمالا وحمولا فإن كان له سلطان أفاد من أعدائه مالا قيمته توافق تلك الحمول وان كان دهقانا أمطر زرعه وان کان تاجرا نال ربحا كثيرا فان رأى كأنه يعد جاورسا فإنه يقع في شدة وتعب في معيشته وكذلك العدد في كل شئ سواه يرجع الى جوهره والعجب في التأويل ظلم فمن رأى أنه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقوته فإنه يظلم وأما عتق العبد فهو موت المعتق فإن رأى حرا كأنه أعتق فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه وإن كان صاحب الرؤيا مريضا نال العافية وإن كان مديونا وجد قضاء ديونه والعجل في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة والعلم اتصال ببعض العلوية فمن رأى أنه أصاب علما فإنه يتزوج بعلوية لقوله صلى الله عليه وسلم: آنا مدينة العلم وعلى بابها. وأما العتاب فيدل على المحبة وأنشد:
إذا ذهب العتاب فليس ود * ويبقى الود ما بقي العتاب فان رای کأنه يعاتب نفسه فانه يعمل عملا يندم عليه ویلوم على نفسه لقوله تعالی يوم تأتي
كل نفس تجادل عن نفسها) وأما غزل المرأة فقد بلغنا عن ابن سيرين ان امرأة اتته فقالت رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منها فقال وما يعجبك من هذا ونقضه أهون من ابرامه وقال
هذه امراة کان لها حق فتركته لصاحبه تم رجعت فيه قالت صدقت کان على زوجي صداق فتركته في حياته ثم لما مات أخذته من ميراثه فإذا رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل فان غائبا لها يقدم وإن رأت كأنها تبطئ الغزل فإنها تسافر ويسافر زوجها فإن انقطعت فلكة المغزل انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع فإن رأى كأنها تغزل سحابا فإنها تسعى الى مجالس الحكمة فإن رأت كأنها تغزل قطنا فإنها تخون زوجها وإن رأى رجل كأنه يغزل قطنا أو كنانا وهو في ذلك يتشبه بالنساء فإنه ينال ذلا ويعمل عملا جليلا فإن كان الغزل دقيقا فإنه عمل بتقتير وإن كان غليظا فإنه سفر في نصب وتعب واما غسل اليدين بالأشنان فإنه يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة وقيل أنه نجاة من الخوف وقيل انه اياس من مرجو وقيل انه توبة من الذنوب واما فعل الخير فمن رأى كأنه يعمل خيرا فإنه ينال مالا فإن رأى كأنه أنفق مالا في طاعة الله فإنه يرزق مالا لقوله تعالى إوما تنفقوا من خير يوف اليكم؟
وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات فيدل على كثرة الخير والامن من السوء لقوله تعالى إولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء؟
واما الفتل فمن رأى كأنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلويه على نفسه أو على قصبة أو على خشبة فإنه سفر وأما القوة فمن رأى فضل قوة لنفسه فإن اقترن برؤياه ما يدل على الخير كانت قوته في أمر الدين وإلا كانت قوته في أمر الدنيا وقيل ان القوة ضعف لقوله تعالى إمن بعد قوة ضعفا وأما كثرة العدد فمن رأى كثرة العدد والزحام والبؤس فان كان واليا كثرت جنوده وارتفع اسمه وسلطانه وإن کان تاجرا کثر معاملوه وإن کان داعیا کثر مستجیبوه. وأما کلام الأعضاء فإن كلامها يدل كل عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا وأما اللوم فمن رأى كأنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك الأمر فيستحق اللوم لما قیل: وکم من لائم قد لام وهو مليم فمن رأى كأنه يلوم على أمر فإنه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه تم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام إن النفس لأمارة بالسوء إلاما رحم ربي؛ واللى في العمامة والحل سفر وأما البيعة فمن رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع فإن رأى كأنه بايع أميرا من أمراء الثغور فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وامر بالعروف ونهي عن المنكر لقوله تعالى إان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة إلى قوله وبشر المؤمنين فإن رأى كأنه بايع فساقا فإنه يعين قوما فاسقين فان بايع تحت شجرة فإنه ينال غنية في مرضات الله تعالى لقوله تعالى إلقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة] وأما نسج الثوب فانه يدل على سفر فإن نسج ثوبه ثم قطعه فإن الأمر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع وإن كان في خصومة انقطعت وإن كان في حبس فرج عنه ونسج القطن والصوف والشعر والابريسم كله سوء ورؤية الثوب مطويا سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له وأما الوعد فمن رأى كانه وعد وعدا حسنا فهو لاقیه فان رأی كآنه عدوه وعده خیرا آصابه مکروه من عدوه أو من غیره فان رأی کأنه عدوه وعده شرا أصاب خیرا من عدوه أو من غيره ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن ابليس إهل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها والواحدة في التأويل ذل وافتقار وعزل للملك ووزن المال بين المتبايعين غرامة وأما الإرضاع فإن رأت امرأة كأنها ترضع انسانا فإنه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأن المرضع كالمحبوس مالم يخل الصبي ثديها وذلك لأن ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام وكذلك الذي يمص اللبن کائنا من كان من صبي أو رجل أو امرأة وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها وأما تنفس الصعداء فدليل على أنه يعمل ما يتولد منه حزن واما البكاء فسرور وخفقان القلب ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج وأما الصبر فمن رأى كأنه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقوله تعالى [أولئك يجزون
الغرفة بما صبروا) والقلق ندامة على أمر أو ذنب وتوبة منه واجتماع الشمل دليل الزوال لقوله تعالى إحتى إذا أخذت الأرض زخرفها الآية وأنشد:
إذا تم أمر بدا نقصه * توقع زوالا إذا قيل تم
والمعانقة مخالطة ومحبة فإن رأى كأنه عانقه ووضع رأسه في حجره فنه يدفع إليه رأس ماله ويبقى عنده وأما القبلة بالشهوة فظفر بالحاجة وأما تقبيل الصبي فمودة بين والد الصبي وبين الذي قبله وتقبيل العبد مودة بين المقبل وسيده فان رأى كأنه قبل واليا ولي مكانه وإن قبل سلطانا أو قاضيا قبل ذلك السلطان أو القاضي قوله وان قبله السلطان أو القاضي نال منهما خيرا فان رأى كأن رجلا قبل بين عينيه فإنه يتزوج والعض كيد وقيل حقد وقيل العض يدل على فرط المحبة لأي معضوض كان من آدمي أو غيره فإن عض إنسانا وخرج منه دم كان الحب في إثم فان عض أصبعه ناله هم في مخاطرة دينه وأما المص فأخذ مال فان مص ثدييه أخذ منه امرأته مالا وكذلك كل عضو يدل على قريب وأما القرص فطمع فإن بقي في يده من قرصه لحم نال من طمعه وإن قرص الیته فانه یخونه في امرأته وان قرص بطنه طمع في مال خزینته وان قرص في يده طمع في مال إخوته ومن باع مملوکا فهو له صالح ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه ومن اشترى جارية فهو صالح وكل ما كان خيرا للبائع فهو صالح للمشتري والنور في التأويل هو الهدى والظلمة هي الضلالة والطريق المظلمة ضلالة وجور عن الطريق والخراب من الأماكن ضلالة لمن رأى آنه فيه إذا كان صاحب دنيا
– ومن رأى أن عامرا تساقط وخرب فإن ذلك مصائب تصيب أهل الموضع والحصن حصانة في الدين لمن رأى أنه فيه ومن جمع له أمره واستمكن من الدنيا فقد أشرف على الزوال وتغير الحال لأن كل شئ إذا تم زال
– ومن رأى كأنه فمه امتلأ ماء حتى لم يبق فيه موضع فذلك استيفاء رزقه
– ومن رأى داره حديد أو ثوبه أو ساقه أو بعض أعضائه دل ذلك على طول عمره ونموه
– ومن رأى شيئا من قوارير مجهولة قصر عمره والمفتاح سلطان ومال خطر عظيم
– ومن رأى أنه أعرج أو مقعد فإن ذلك ضعف يقعد به عما يحاول ومن توكأ على عصا اعتمد على رجل في أمره
– ومن رأى أنه مفقع اليدين أو يابسهما وكان في الرؤيا يدل على البر فإن ذلك كف عن المعاصي
– ومن رأى أنه صائم أو ملجم بلجام فإنه كف عن الذنوب قال الشاعر:
انما السالم من * ألجم فاه بلجام
– ومن رأی آنه اصم أو أخرس فإن ذلك فساد في الدين
– ومن رأى أنه فقيه يؤخذ عنه فإنه يبتلى ببلية يشكوها إلى الناس فيقبل قوله
– ومن رأى أنه شيخ وهو شاب فإن ذلك وقار وكذلك المرأة إذا رأت أنها نصف أو عجوز وهي شابة
– ومن رأی أنه صبي وهو رجل أتى جهلا وصبا
– ومن رأیى أن صلاته فاتته وانه لم يجد موضعا يصلي فيه فذلك عسر في أمره وكذلك ان فاته الوضوء ولم يتيمم وكذلك الغسل والتيمم وأما البربط وما أشبه من المطريات فلهو الدنيا وباطلها وكلام مفتعل لأن الأوتار تنطق بمثل الكلام وليس بكلام إلا أن يكون صاحب الرؤيا ذا دين وورع فيكون ذلك ثناء حسنا وقد یکون البربط لمن رأی أنه يضرب به ولم يكن صاحب دين ثناء رديئا على نفسه وهو كاذب والمزمار والرقص مصيبة عظيمة والطبل إذا انفرد خبر باطل مشهور والدف شهرة والشطرنج باطل من القول وزور يطالب به وكذلك النرد واللعب بالكعاب واللعب الجوز منازعة وخصومة إذا حرك وقعقع فإذا لم يحرك ولم يكن له صوت فإنه مال محظور عليه فإن رأى كأنه كسره وأكله أصاب مالا من رجل أعجمي وزجر الطير والكهانة اباطيل وقول الشعر إذا لم يكن فيه حكمة ولا ذكر الله تعالى فهو زور والنبط يسمون الشاعر مؤلف زور والله تعالى يقول إوالشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون) وقال الشاعر:
وإنما الشاعر مجنون كلب * اكثر ما يأتي على فيه الكذب
والغناء والحداء باطل ومصيبة والرقي باطل إلا رقية فيها القرآن أو ذكر الله تعالى والشيطان عدو مخادع في الدين والجن هم دهاة الناس لقول الناس فلان جني وماهو إلا من الجن إذا كان داهية وكذلك السحرة
– ومن رأى أنه انهدم عليه بيت أو بناء أصاب مالا كثيرا ومن مشى في رمل أو وعث عالج شغلا شاغلا فان حمله أو استفه اصاب مالا وخیرا
– ومن رأى فرسانا يتراكضون خلال الدور ويدخلون أرضا أو محلة فإنها اخطار تصيبهم
– ومن رأى ابلا مجهولة تدخل محلة اصابتها امطار وسيول وإن رأى ثورا ذبح في محلة أو دار فاقتسموا لحمه فان ذلك مصيبة برجل ضخم يموت وينقسم ماله وكذلك البعير والكبش والعجل فإن ذبح شيئا من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله فإنه رزق إن اكله ومال يحوزه ومن قطع عليه الطريق وذهب له مال أو متاع أصيب بانسان يعز عليه وإن رأى لصا دخل منزله فأصاب من ماله وذهب فإنه يموت انسان هناك فان لم يذهب بشئ فإنه اشراف انسان على الموت ثم ينجو
– ومن رأى أنه أسير أصابه هم
– ومن رأی أنه ضعيف في جسمه أصابه هم
– ومن رأی آنه محزون أصابه سرور
– ومن رأى أن عليه حملا ثقيلا مجهولا اصابه هم وإن رأى أن رؤوس الناس مقطوعة في بلد أو محلة فإن رؤساء الناس يأتون في ذلك الموضع وإن أكل منها أو نال شعرا أو عظما أو مخا أو عينا أصاب مالا من رؤساء الناس فإن راى واليا ميتا كأنه عاش وهو في بلده فان سيرته تحيا في ذلك المكان أو يليه رجل من عقبه أو عشيرته أو نظيره أو سميه
– ومن رأى أنه تحول خليفة وليس هو لذلك موضعا شهر بمكروه من مصائب تصيبه وشمت به عدوه
– ومن رأى أن هلالا طلع من مطلعه في غير أول الشهر فانه طلعة ملك أو ولادة مولد عظیم الخطر أو قدوم غائب أو ورود أمر جديد وليس طلوع الهلال كطلوع القمر وطلوع النجم رجل شريف ومن عانق رجلا حيا أو ميتا طالت حياته وكذلك ان صافحه والدواب والأنعام جدود ومنافع للناس وركوب دابة البريد سفر في سلطان قليل الاتباع والجبال والشجر والكهوف ملجأً وماوی وکنف
– ومن رأى أنه يقطع شجرة أو نخلة مرض هو أوبعض أهله وربما كان موتا إذا قلعها ومن دخل بیتا جدیدا ازداد غنی وتزو ج فالبيت المفرد امرأة
– ومن رأى أن رجلا انكسرت فلا يقربن السلطان زمانا وليدع الله عز وجل
– ومن رأی خبزا كثيرا كبارا وصغارا من غير ان يأكله زاره إخوانه واصدقاؤه عاجلا والخبز النقي صفاء عيش لمن اكله
– ومن رأى ارضا مخضرة فد يبست أو اجدبت اصابه شر صلب
– ومن رأى أنه يدخل مجصصا عمل عمل السوء وكذلك لو کان ابنتاه وإن کان من طين فهو صالح وبالحري أن يتزوج ومن نقل الحجارة أو الجبال زاول امرا عظيما ومن أصاب طلعة أو طلعتين اصاب ولدا وان اكل من ذلك اكل من مال الولد واكل الطلع نيل رزق
– ومن رأى أنه يصرم نخلة فإن امره ينصرم
– ومن رأى أنه يرجح في ارجوحة فإنه يلعب بدينه ومن أصاب جوز هند سمع قول الكهنة واللبان بمنزلة الدواء لمن اكله فان مضغه كثر كلامه فيما لا ينفعه
– ومن رأى أنه يسعل فإنه يشكو رجلا فإن تثاءب هم بالشكاية فإن رأى أن به فواقا فإنه يغضب ویتکلم بما لا یراد أو یمرض مرضا شدیدا ومن خرجت منه ريح لها صوت في مجمع الناس أو غير المتوضا زل بكلمة ومن بصق خرج منه كلام ومن امتخط القح ولدا والضرب لمن رأى أنه ضرب وهو موثق باسطوانة أو مغلوب مقموط فهو ضرب باللسان ومن ضرب بالسياط من غير شد واخذ بالأيدي فهو مال وكسوة فمن رأى أنه يحضن بيضا فإنه يصيب نساء ويمكث معهن
– ومن رأی في ثدیه لبنا فانه زيادة في دنیاه
– ومن رأى أن لامراته لبنا لم تلد المرأة ابدا فإن كان لها ولد ساد أهل بيته ومن خضب يده أو رجله فإانه يزين قرابته بغير زينة الدين ويغطى على أحوالهم فإن كان الخضاب في غير موضع الخضاب اصابه خوف وهو ثم ينجو
– ومن رأى أن له قرنا فإنه متعة فإن رأى ان له ذؤابة فإنها ولد وقرابة يعزبهم
– ومن رأی أن له حافرا فانه قوة
– ومن رأى أن له خفا كخف البعير أو مخلبا كمخلب الطير ومنقارا كمنقاره فذلك قوة
– ومن رأى أنه يجر شعر جسده نال زيادة في دنياه وكذلك كل زيادة في الجسم إذا أخذت ومن قطعت خصيتاه انقطعت عنه إناث الأولاد ومن انقطع ذكره انقطع عنه ذكور الأولاد وإن رأى الأصلع أن له شعرا أصاب مالا
– ومن رأى ان ثيابه تخرقت وقع بينه وبين قرابته خصومة وقطيعة ومن دخل بستانا مجهولا في أيام سقوط الورق فرأى الورق يسقط أو رأى الشجر عارية مجهولة أصابته هموم
– ومن رأى بستانا عامرا له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها رزق الشهادة ويدخل الجنة فإن رأى أن له بستانا يأكل من ثمر شجره فإنه يصيب مالا من امرأة غنية فان التقط الثمار من أصول الشجر خاصم رجلا شريفا وظفر به فان رأى ان الغبار ركب شيئا فهو
مال لأنه من التراب فان رآه بين السماء والأرض فإنه أمر يلتبس عليه لا يعرف المخرج منه بمنزلة الضباب والمسمار رجل يتوصل به الناس في أمورهم وكذلك الجسر والقنطرة والركض على الدابة أو على القدمين ارتكاض في طلب الدنيا
– ومن رأی أنه یکنس بیته ذهب ماله فان کنس بیت غیره أصاب من ماله
– ومن رأى أنه مقطوع الأرنبة مات وان كانت امرأته حبلى ماتت أو مات ولدها
– ومن رأی انه ينادي من موضع بعيد مجهول فأجاب مات ومن سقط من ظهر بیته فانکسرت يده أو رجله أصاب بلاء في نفسه أو ماله أو صديقه أو ناله من السلطان مكروه
– ومن رأى أنه نبت عليه الحشيش والشجر أصاب خيرا ونعمة بعد ان لا يغلب ذلك على سمعه أو بصره أو لسانه أو بعض جوارحه فيهلك
– ومن رأى فعلة يعملون في داره خاصم أقاربه وهجر صديقا له وأما الكامخ والصحناء والخردل فهم
– ومن رأى أنه نشر بمنشار أصاب ولدا أو أخا أو أختا والجوع خير من الشبع والري خير من العطش والفقر خير من الغنى والبكاء خير من الضحك إلا تبسما
– ومن رأی آنه مظلوم فهو خير من أن یری أنه ظالم
– ومن رأی آنه يملك الريح أصاب سلطانا عظيما وكذلك الطير والجن
– ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض ولى سلطانا بقدر ما استعلى عن الأرض فإن انقطع به زال ذلك السلطان عنه والملح الأبيض دراهم وعين والملح الطيب دراهم فيها وهم ونصب والصمغ فضول من أموال الرجال والتخلل بالخلال خير فيه لأن الأسنان هي القرابة والخلال بمنزلة المكنسة ومن أهدى هدية يستحب نوعها كان ذلك للمهدي أو المهدى اليه
– ومن رأى من أصحاب السلطان أنه يسلب قميصه حتى تجرد فهو عزل له وقال عثمان بن عفان رضي الته عنه أن رسول اله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن الله عز وجل سيقمصك قميصا فان راودوك على خلعه فلا تخلعه فان رأی أنه معزول فانه مغلوب على أمره فان رأی السلطان في النزع أو مخبولا أو أن منبره انكسر أو سقط منه أو حلق رأسه أو نزع سيفه أو انهدمت داره التي يسكنها او نصبت له شبكة وقع فيها أو نطحه ثور أو وطئته دابة فان ذلك كله هم وعزل فان رأى أنه جالس على الأرض أو ان عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه فإن اتصل ثوبه بثوب آخر زيد في سلطانه ولا سيما أن كانت عمامة
– ومن رأى الكعبة داره لم يزل ذا سلطان وصيت في الناس فان رأى أنه يريد سفرا أو شيعه قوم فإنه فراق لحالة تحول عنها الى خير منها أو شر وكذلك ان شيع قوما
– ومن رأى أنه يباع مملوكا ضيق الله أمره وذل ومن أعار أو استعار نال مرفقا لا يدوم أو ناله ان کان نو عه مما بستحب
– ومن رأى أنه مسموم لهج بأمر وأخذ فيه
– ومن رأى أن منارة مسجد قد انهدمت تفرق أهل ذلك المسجد واختلفوا في آرائهم وذات بينهم
– ومن رأى أنه غواص في البحر لاخراج اللؤلؤ فإنه طالب كنز أو مال من قبل ملك والخوص من النخل بمنزلة الشعر من الشاة والارضة من الخشب بمنزلة الدور في الجسد ومن أصابته زمانة في جسده خذله قرابة له ومن أصاب قلما أصاب علما
– ومن رأى أنه يأكل ثوبه فإنه يأكل ماله ومن ركب عجلة أصاب سلطانا أعجميا ونال شرفا وكرامة وان رأى في السماء ابوابا مفتحة كثرت الأمطار في تلك السنة وزادت المياه لقوله تعالى إففتحنا أبواب السماء بماء منهمر؟
– ومن رأى أنه يقرع بابا فإنه يستجاب دعاؤه لقولهم من ألح على قرع الباب يوشك أن يفتح له وربما كان ظفرا بأمر يطلبه فإن قرع الباب وفتح له يوشك الاستجابة والظفر وكل ما كان له قوة على غيره ورفعة على ما سواه فهو سلطان ومالك وقاهر وكل ما كان وعاء للمال وجيد المتاع فدال على القلب وكل ممزوج ومدخول بعضه في بعض فدال على الاشتراك والنكاح والمعاونة وسقوط العلويات على الأرض دليل على هلاك من ينسب اليها من الأشراف وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه ليس يرجى صلاحه ولا حياته وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف وإلا السارق فإنه لا يرجى والضائع والتالف یرجی صلاحه رجوع ما دل عليه وصلاحه وافاقته لأنه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه والمخطوف كخطف الموت وكل ما كان له أسفل وأعلى فأعاليه سادة وذكور وأسافله نساء ورعية وعبيد وعامة وما اشتهر من الحيوان بذكورة فهو ذكر كالذئاب حتى يقول ذئبة والثعالب حتى يقول ثرملة والوعول حتى يقول اروية والقرود حتى يقول قشة والخيل حتى يقول رمكة ونحوه وما اشتهر بإناثه فهو نساء حتى يذكر ذكره كالحجل حتى يقول يعقوب والفار حتى يقول جرذ والقطا حتى يقول العضر فوط والخنافس حتى يقول الحنظب هذا ونحوه وما كان من الفواكه غالبه حلو فهو على ذلك حتى يقول كآنه مر أو حامض في مذاقه أو ضميره وما عرف بالحموضة أكثره جرى علىذلك حتى تصفه بالحلاوة وكل ما كانت زيادته محمودة كالبدن والقامة واللسان واللحية واليد والذكر إذا خرج عن حده عاد تأويله إلى الفضيحة إلا أن يدخل ما يصلحه أو يعبره عابر في المنام أو يفسره وكل ما رؤي في غير مكانه وفي ضد موضعه فمكرو ه كالنعل في الرأس والعمامة في الرجل والعقد في اللسان وكل من استقضى أو استغنى أو استحلف ممن لا يليق به ذلك نالته بلايا الدنيا أو اشتهر بذلك وافتضح وكذلك إن خطب على منبر فقد يصلب على خشبة وإذا توارت أدلة العز والغنة في الرؤيا عاد ذلك سلطانا وكل ما يقوى فيه من أدلة الغم والهم صار خوفا من جهة السلطان لآنه أعظم المخاوف وقد يصير موتا وكل مادل من الملابس على المكروه فخلقه على رأسه أهون من جدیده وکل ما كان جديده صالحا فخلقه رد ئ والتبسم صالح فإذا خرج الى القهقهة صار بكاء وحزنا والبكاء بالعين ضحك وفرح وان كان معه عويل أو صراخ أو رنة فهو مصيبة وترحة والدهن ثناء حسن فإن سال وكثر صار هما والزعفران ناء حسن ومال فان صبغ به جسدا أو ثوبا عاد هما وغما والضرب كسوة ومن صار له جناح نال مالا فان طار به عاد سفرا ومن قطعت يده فارق ما تدل عليه وان أخذها أو أحرزها بعد القطع استفاد من تدل عليه والمريض إذا خرج متكلما أفاق وإذا خرج صامتا مات والمقلوب في التأويل تعاقب الأشياء في التفسير واشتراكها في التغيير كالحجامة وربما كانت صكا يكتب في عنقه وكذلك الصك المكتوب حجامة وأكل التين ندامة وهم وغم والندامة والهم أكل التين والحرب طاعون والطاعون حرب والسيل عدو والعدو سيل والبائع مشتر والمشتري بائع والسواد من ألوان الثياب دال على السودد والمال أو على السوء والمرض والذنوب والعذاب والحمرة دالة للرجال على البغي والذنوب والشهرة وهيجان الدم وللنساء على الفرج والصفرة دالة على الأسقام والأفزاع والهموم والبياض دال على البهاء والجمال والتوبة والصلاح والخضرة دالة على الشهادة ودخول الجنة والأعمال الصالحة وربما دلت على الضر الموجب للأجر والخروج من الأبواب الضيقة بشارة بالنجاة والسلامة لمن لا ذنب له من الصغار ولأهل الخير من الكبار وفي المرضى دالة على
الموت والخلاص من الدنيا والراحة ولمن كان سالما دالة على المرضى لأن السلامة لا يسر بها إلا من فقدها
– ومن رأى ميتا مقبلا عليه ضاحكا إليهء فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله لما وصل اليه من دعائه» فإن لم يكن هناك شئ من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه. ومن دعا له ميت» فدعاؤه إخبار عما في غيب الله عز وجل. ومن أكل شيئا من المواعين والمستخدمات أكلا لا ينقص المأكول» أكل من عمله أو من ماله من يدل عليه من الناس» وان أكله كله» باعه وأكل ثمنه. وان أکل من حیوان أو جارح» أفاد منه أو ممن يدل عليه أو من كده وسعيه. وإن لم ينقصها أكله» اغتاب من يدل عليه من الناس. ومن عاد في المنام إلى حال كان فيه في اليقظة› عاد اليه ما كان يلقاه فيها من خير أو شر. والسفر والنقلة من مكان إلى مكان» انتقال من حال إلى حال على قدر اسم المكانين.
وإسلام الكافر في المنام» دال على موته لأنه يؤمن عند الموت» ولا ينفعه إيمانه. وموته أيضاء يدل على إسلامه ورجوعه إلى الخير.
ومن أخبر في المنام بأمرء فإن كان المخبر من أهل الصدق» كان ما قاله كما قالهء وإن كان إقرارا على نفسه»ء فهو إخبار عما ينزل بهء ويكون ذلك مثل قوله. ومن تكلم في غير صناعته مجاوبا لغيره» فالأمر عائد في نفسه» وإن كان ذلك من علمه وصناعته» فالأمر عائد على السائل.
ومن تحول اسمه أو صفته أو جسمه» ناله من الخير والشر على قدر ما انتقل اليه وتبدل فيه. ونبات الحشيش على الجسم إفادة غنى» وإن نبت فيما يضر به نباتهء فمكروه» إلا أن يكون مريضا فدليل على موته. والوداع دال للمريض على موتهء وطلاق للزوج» وعلى السفر» وعلى النقلة مما الإنسان فيه من خير أو شر أو غنى أو فقرء على قدر المكان الذي ودع فيه وضمیيره في السير» وما في اليقظة من الدليل.
وأما الملح فقال القيرواني انه يدل على مال عليه التراب من الأموال» لأنه من الأرض» سيما أن به صلاح اقوات النفس» فهو بمنزلة الدراهم والأموال التي بها صلاح الخلق ومعايشهم» ويدل أبيضه على بيض الدراهم» وسواده على سواد الدراهم» ومطيبه على الذهب والمال الحلالء وربما دل على الدباغ لأن كليهما أموال وعروض وغنائم» وهو دباغ بالحقيقة» وربما دل على الفقه والسنن والأديان» لأن به صلاح ما به معاشهء ويخشى منه تغيره كقول بعض العلماء في فساد العلماءء
الملح يصلح ما يخشى تغيره * فكيف بالملح ان حلت به الغير
وربما دل على الشفاء من الأسقام لما جاء في بعض الآثار ان فيه شفاء من اثنين وسبعين داءء وربما دلت السبخة على دار العلم وحلقة الذكر ودكان المتطيب ومعدن الفضة والاندر والجرين وعلى المرأة العقيم ذات المال والغلات» فمن استفاد ملحا في المنام أو ورثه أو وهب له أو نزل عيه من السماء أو استقاه بالرشاء» نظرأت إلى حاله»ء فان كان سقيما بشرته بالصحة» وإن كان طالبا للعلم ظفر بالفقهء وإن کان طالبا للدنیا عبرته له بالمال» وخلیق أن تکون فائدته وکسبه له من أسباب الملح أو الملوحة كالجلود والدباغ والمسافر في البحر والصياد وبائع الزيتون
والملوحة. وإن مر بسبخة في منامه وأخذ من ملحها في وعائه وأداه إلى بيته فإما دواء يأخذه من طبيب أو جواب يأخذه من فقيه أو مال يأخذه من عجوز عقيم أو سلعة من الملوحات يشتریها من بانعها أو جلابها او من عاملها او من اصلها ومکانها.
والطفل يدل على ما دل عليه التراب من الأموال والعوائد لآنه من تراب الأرض وهو في ذلك نفع منه وأدل على الكسب والبقاءء فمن أفاد طفلا في المنام واشتراه أو حفر عليه» أفاد مالا فان أكله أكل حراما لما فيه من النهي عن أكله»ء ويدل أكل الطفل على الحبل لآنه من شهوات الحامل.
– ومن رأى أن صلاته فاتت عن وقتها أولا يصيب موضعا يصلها فيه فإن ذلك عسر في امره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا ولو رأى آنه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه فإنه لا يتم له امره الذي هو یطلبه إلا أن یری انه قد أتم وضوأه سابغا ولو رأى أنه أتم وضوأه بغير ما يجوز به الوضوء فإنه بمنزلة من لم يتم وضوءه وكذلك غسل الجنابة إذا أتم غسله تم له امره وان لم يتم غسله لم يتم امره فان رأى المتيمم بعد انه لا يقدر على الماء فهو جائز ويجري مجر ی ما ذكرناه فمن رأى آنه قائم على حائط أو راكبه فإن الحائط حاله التي تقيمه ان كان وثيقا كانت حاله حسنة وإلا فعلى قدر الحائط واستمكانه منه ولو سقط عن ذلك الحائط لسقط عن حاله تلك أو عن رجاء يرجوه أو عن أمر هو به متمسك متعلق
– ومن رأى أنه ضعيف في جسمه يصيبه هم والزعفران من الطيب بناء حسن ما لم يظهر له صبغ فإن ظهر له صبغ في ثوبه أو جسمه فهو مرض فإن رأت امرأة أنها حاضت لغير وقتها ظهر لها مال والرجل بمنزلتها إذا رأى أنه أمذى ظهر له مال
– ومن رأى أن به فواقا فانه يغضب ويتكلم بما ليس من شأنه أو يمرض مرضا شديدا وإذا رأت المرأة انها امتخطت ولدت جارية تشبهها ولو رأت امرأة مريضة انها تزوجت زوجا مجهولا فإنها تموت إلا أن يكون شيخا مجهولا فإنها تبرأ وتصيب خيرا إذا هي عاينته أو وصف لها أنه شيخ وكذلك لو رأى رجل أنه تزوج بابنة شيخ مجهول أو أخت شيخ مجهول فإنه يصيب خيرا كثيرا لأن الشيخ المجهول جد صاحب الرؤيا ومن نكح امرأة ميتة فإنه يحيا له أمر ميت ويظفر به أو يصيب سلطانا من موضع لا يرجوه ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا ينكحها فإنها تصيب خبر امن موشنع لم تكن ترجو
– ومن رأی آنه مضروب لا يدري كيف ضرب فهو صالح له يصیب مالا وخيرا وکسوة واجود الضرب في التأويل مكان هكذا
– ومن رأى أن له ريشا أو جناحا فان ذلك رياسة يصيبها وخير إلا أن يرى آنه يطير بجناحه ذلك فإنه يسافر سفرا في سلطان بقدر ما قطع من الأرض والمراة إذا رأت كأن لها لحية كلحية
الرجل فإنها لا تلد ولدا أبدا وإن كان لها ولد ساد أهل بيته أو يكون لقيمها ذكر في الناس والخضاب زينة وفرج للمرأة والرجل ما لم يجاوز العادة ومن يرى بهيمة تنكحه أو نحوها فإنه يؤتى اليه من الخير والافادة فوق أمله فإن كان ما ينكحه سبعا أو نحوه فإنه يرى من عدوه ما يكره ومن شتم إنسانا بمالا يحل فه فإن المشتوم يظفر بالشاتم
– ومن رأى أنه ساجد أو راكع كان ذلك له ظفرا وصلاحا في أمره ومن دخل قبرا فإنه يسجن
– ومن رأی أنه ملفوف كما يلف الميت فإنه موته إذا غطى رأسه ورجلاه فإن لم يغط رأسه ورجلاه فانه فساد دينه ومن أغلق بابا تزوج امراة وإن كان الباب من حديد فهو أجود وأهنأً
– ومن رأی أنه مريض فسد دينه ولا يموت تلك السنة
– ومن رأى أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالا إلى الهدى وان رأى أن أحد خفيه انتزع منه واحترق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله من المواشي بأرض العجم
– ومن رأى في يده كسرة خبز يأكلها في طريق أو سوق فقد بقي من عمره قليل وان كانت الكسرة رقيقه فالامر أعجل وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة فإن رأى أنه يأكل على ماندة رغفانا غلاظا فهو طول عمره بعد أن لایری المائدة رفعت من بين يديه فإن رفعت بعد فراغه فقد نفد رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد ومن أصاب القرع أصاب خيرا ويقاتل إنسانا وينازعه ويظفر وورق الشجر رزق وأموال إلا ورق التين فإنه حزن
– ومن رأى أنه يسافر فإنه يتحول ومن تحول فإنه يسافر وانهدام الدار أو بعضها موت إنسان بها وموت انسان في الدار ولم تكن له هيئة الأموات من بكاء أو كفن أو نحوه فإنه انهدام بعض الدار وكسر السفينة وهو فيها موت الولد وشعر الرأس والجسد مال وعورات الجسد هي عورات صاحبه من النساء
– ومن رأى أنه ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإنه يقيم في الأمر الذي ينسب ذلك الثوب اليه ویمکث فيه
– ومن رأى أنه يعبد الله أو يحمده أو يذكر الله عز وجل أصاب خيرا وغبطة ومن خرج من باب ضيق إلى سعة فإنه صالح
– ومن رأى أنه يمشي قهقري إلى ورائه فانه یرجع عن آمر قد توجه فيه وعمل به فان رای انه يوصي وصية من يموت بحكمه فإنه يتعاهد صلاح دين والرديف في الرؤيا هو الخلف وربما کان يسعی بجد صاحبه الذي تقدمه
– ومن رأى أن منزله تحول بيعة للنصارى فإن قوله بالقدر يضارع قول النصارى ولو رأى أن منزله تحول كنيسه لليهود فإن فوله يضارع ثول اليهود واللحم المالح المكسور عضو والمسلوخ إذا دخل دار فهو خير يأتيهم في مصيبة قد كانت وخمد ذكرها بقدر بلوغ اللحم
ومن رأی أنه یأکل مخاطه فهو یکل من مال ولده وأکل مخاط غیره اکل مال ولد صاحب المخاط
– ومن رأى جنازة يتبعها نساء مجهولات ليس فيهن رجل فهو وال يتبعه أمور وتحيط به أمور كهيئه النساء وإن كن منتقبات فهن أمور ملتبسات وإلا فعلى قدرهن في الهيئه وان كن نساء معروفات فهن هن بأعيانهن أو امور معروفات او يتولى على فيمهن كما يتبعن الجنازة
– ومن رأى أن ثوبه وسخ فإن الوسخ في الثوب ذنوب لابسه ووسخ الجسد هموم من سبب مال فإن رأى أنه مشبك أصابعه مشتغل بذلك عن العمل بها فإنه في ضيق ذات يده لمكان أهل بيته وولد إخوته وان كانوا جميعا في أمر قد حزبهم أو يخافون منه على انفسهم فإن أمرهم بينهم مجتمع قد انضم بعضهم إلى بعض يستظهر بعضهم ببعض
– ومن رأى أنه مزق سترا معروفا على باب معروف فإنه يمزق عرض صاحبه وكذلك إذا مزق الكلب ثوبا على صاحبه تمزق عرضه كذلك فإن كان الستر مجهولا فهو نجاة من امر يخافه لأن الستر المجهول شر وخوف وإذا مزق نجا صاحبه
– ومن رأى أنه وضع في كفة الميزان أو القبان أو شئ مما يوزن به فرجح فله عند الله خير كثير إذا كان مع ذلك سبب بر وخير
– ومن رأی آنه یرید غلق باب داره ولا ینغلق فغنه یمتنع من آمر یعجزه عنه فان رأی أنه دخل عليه من ذلك مكروه أو محبوب فذلك يصل إليه فإن انغلق عنه وامتنع منه واحترس والناووس إذا كان فيه الميت فهو بيت مال حرام وان لم يكن فيه شئ فهو رجل سوء يأوي إلى قوم سوء فان رأی أنه کنس سقف بیته وأخرج عنه ترابه فهو ذهاب مال امرآته فان رأی أنه لبس قميصا ليس له كمان فهو حسن الشأن ليس له مال لأن المال ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمان
– ومن رأى ريقه جف فإنه يعجز عن القليل فيما يفعله نظراؤه
– ومن رأى أنه ضرس الأسنان فهو خذلان أهل بيته وكذلك الخدر في الرجلين أو بعض الجسد فهو خذلان ما ينسب ذلك العضو اليه
– ومن رأی آنه غسل میتا مجهولا فإنه يطهر رجلا فاسد الدين يتوب على يديه والدجال انسان مخادع يفتن الناس فإن رأى آنه يأكل ورق المصاحف مكتوبا أصاب رزقا بمنكر من البر فإن رای أن فلانا مات وهو غائب یأتیه خبر بفساد دینه وصلاح دنیاه بلا تحقیق فان رأی آنه يستاك بالعذرة أو ما يشبهها فهو يقيم سنة بمكروه أو حرام فإن رأى شعر جسده طال كشعر الشاة فان الشعر في الجسد لصاحب الدنيا ماله وسعة دنياه يزداد منها ويطول فيها عمره وطول شعر الجسد لصاحب الهموم والخوف ضيق حاله وتفرق أمره وقوة غمه في ذلك فإن رأى أنه حلقه بنوره أو بموسى فإذا حلق بذلك الشعر عن جسده تفرق عنه الهموم وضيق الحال وتحول الى سعة وخير وإذا حلق ذلك الشعر من صاحب الدنيا وغضارتها نقصت دنياه وانقطع عنه من غضارتها وتحولت حاله إلى المكروه والضيق
– ومن رأى في لقمة من طعامه شعرة أو غيرها من نحوها فإنه يجد في معيشته نغصا والعلق بمنزلة الدود والقمل عيال فإن رأى أنه يضرب بالبوق والناقوس فهو خبر باطل مشهور فن رأى ذلك في موضع حمام مجهول يدخله الناس فإن في تلك المحلة أو الموضع امرأة ينتابها الناس ورؤيا ملك الموت كرؤيا بعض اشراف الملائكة ورؤيا القئ توبة أو رد شئ أخذه لغيره فان رأی أنه کل القئ الذي خرج منه فانه يرجع في کل شئ کان رده على صاحبه فیعود فيه
– ومن رأى أنه يمص ذكر رجل فإنه ينال فرجا وغنى قليلا وذكرا خاملا وكذلك فرج المراة إذا عالجه الرجل بغير الذكر فهو فرج له فيه نقص وضعف فإن رأى انسانا يقطع نصفين عرضا
فرق بينه وبين ماله أو رئيسه وكذلك سائر الأعضاء إذا بان من صاحبه فارقه الذي ينسب اليه وقذى العين ستر الدين ولا يضر صاحبه ما لم تنقص حدة البصر شيئا ومن خرج من دبره خرقة أو مالا يكون من أجواف الناس مثله فإنه عيال غرباء يخرجون عنه ومن أصاب خرقا من الثياب جددا فإنه يصيب كسورا من الأموال شبه الدوانيق وأموالا مكسرة وان كانت الخرق في خلقة بالية فلا خير فيها ومن ركب دابة مقلوبا فهو يأتي آمرا من غير وجهه منكرا إن کان تعمد ذلك لم يكن تعمد فهو كذلك من غير أن يعلم ومن تسعط فإنه يغضب ويبلغ منه الغضب بقدر السعوط وكذلك الحقنة إلا أن يكون ذلك الداوء يتداوى به
– ومن رأى في يده زنبقا فهو يخلف انسانا بالمواعيد وان هو آكله كان هو المبتلى بالخلف وان رأى أن طيرا مات في يده من غير أن يقتله أو يذبحه أصابه هم والسنبل إذا رأيته ثابتا قائما على ساقه وعرفت عدده فتأويله سنون على عدد السنابل والخضر منها سنون خصبة واليابسة سنون جدبة وإذا رأيته مجموعا في يدك تملكه أو في البيدر أو الجواليق فهو مال مجموع بقدر قلته وکثرته تصیب فان رأی انسانا يستنكهه فوجد منه رائحة شراب أو ريح نتن فان المستنكه يستطعمه كلاما قبيحا فيسمع منه كلاما كذلك بقدر نتن الرانحة وان لم يجد منه ريحا مكروها فانه يستطعمه كلامه فيجده بقدر مبلغ رائحة الفم فان وجد ريحا مكروهة من بعض أسنانه فهو ثناء قبيح ممن ينسب ذلك السن اليه من أهله ولعله يهجر ذلك فإن رأى أنه تقيأ عذرة فإنه يرد ما أخذه من مال حرام
– ومن رأى أنه تطين بطين أو بجص حتى غطاه ذلك وغاب فهو يموت والخيط عدة يعتدها المرء لأمر وكذلك الإبرة عدة لعملها الذي يعمله بها وكذلك العصفر عدة لعمله وكذلك الحناء عدة لعمله وكذلك الموسى عدة وكذلك القفل عدة وكذلك المنخل والغربال والمصفى والقلم والكرة والصابون والنخالة من كل شئ هو تفله وأردؤه
– ومن رأی أنه يمشى على يد يه أو بطنه أو يده ورجله أو شئ غير اللسان فان كلا من ذلك بر أو فجور على الذي ينسب اليه العضو يستظهر به في ذلك
– ومن رأى أنه ملزوم بدين في المنام وهو مقربه ولا يعرفه في اليقظة فإن ذلك تبعات ذنوب أحاطت به واعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا وأسقام أو بعض بلايا الدنيا فإن رأى أن الشمس طلعت خاصة من بين ظلمة على موضع خاص ينكر ذلك لها وليس لها نورها المعروف فإن ذلك بلية تنزل في ذلك الموضع من حرب أو حريق أو طاعون أو برسام أو نحوه فان رأى أنها طلعت خاصا أو عاما بنورها تاما وهيئتها ليس معها ظلمة تخالطها ولا شاهد يشهد بالمكروه فيها فان ذلك مطالعة الملك الأعظم أهل ذلك الموضع بخير وافضال عليهم وصلاح لأمرهم وإذا غلب الماء وطما وتموج كان تأويله عذاب وكذلك النار متاع للخلق ومنافع لهم فإن لم تغلب وتأجج وكانت مطيعة فهي خادمة فإذا غلبت وأكلت ما اتت عليه وخرجت من الطاعة فتأويلها الحرب والقتل والطاعون والبرسام والعذاب وكذلك الريح إذا هبت ساكنة لينة
فهي تستريح الخلق اليها وتفلح النبات لهم وتنبت الأشجار وفيها المنافع فإذا هي عصفت وعفت كان تأويلها عذابا على أهل ذلك الموضع وكذلك البرق والرعد
– ومن رأى كأنه يلتقط ما يسقط من متفرق في حصاد زرع يعرف صاحبه فإانه يصيب من صاحب الزرع خيرا متفرقا باقيا له طويلا وإن كان ما يلتقط مجموعا عنده فإنه يصيب ذخيرة من کسب غیره
– ومن رأی آنه يحتك بحكاك من غير علة فإنه يهيج أمرا عليه أو له داع إلى العظائم من الأمور
– ومن رأى أنه استغنى فوق قدره المقروف فغنه لا يعدم اليقين إلا أن يكون قانعا في معيشته راضيا بما قسم الله له فيها وكذلك القنوع هو الغني في التأويل فإن رأى أنه فقير فوق قدره المعروف فإنه لا يعدم أن يكون ضعيفا قنوعا بما قسم له من الرزق كالساخط على رزقه فهو بمنزلة الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والأشراف في الدين خاصة إذا كان مع فقره ذلك في رؤياه دليل على البر والتقوى فإن راى مع فقره عليه ثيابا خلقة فالأمر في المكروه عليه أشد واقوى ولا تكاد تصلح في المنام رؤيا الخلق من الثياب على حال سيما إذا كان باليا متقطعا
– ومن رأى رجلا يتمطى تمطي الشبعان من الأكل فلا يعدم أن يكون مستبدا باغيا متطاولا في أموره يصير إلى ما صارت اليه حاله في آخر الرؤيا فان رأى أنه يتكلم بكلام له يضارع الحكمة إلا أن مزاح منه فإن تأويل المزاح هو البطر من فعاله المكروه في الدين وان كان المتمطى ميتا فان تأويل الرؤيا لعقبه من الأحياء لأن الميت لا يتطاول ولا يستبد ولا يبغي لما صار إلى دار الحق واشتغل بنفسه ولو رأى الميت يمازح في كلامه فليست برؤيا لأن الميت مشتغل عن ِ المزاح وكلام الخنا وذكر الفواحش وما يشبه ذلك فإن رأى أنه يمضغ الماء مضغا من غير أن يشربه شربا فهو شديد الكد في طلب المعيشة شديد التعب فيها والعلاج لها فإن رأى أنه يشرب الطعام شربا كشرب الماء فإنه يكون موسعا عليه في معيشته متسهلا عليه المطلب لها فان رأی رجلا یحتقن من داء أو من مرض يجده فانه يرجع في آمر له فيه صلاح في دینه من غده إذا كان ذلك من داء وان احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة وعدها انسانا أو في شئ نذره على نفسه أو في كلام قد تكلم به أو في عطية قد خرجت منه وربما كان ذلك من غضب شديد سلى به ومن وقع في بئر من دم أو خابية أو جرة من دم بعد أن يكون الدم غالبا عليه لا یمکن دفعه عنه فانه یواقع دما یبتلی به كذلك کل دم غالب يراه في موضع الماء أو في وعاء أو مجراة أو في حوض أو غيره ذلك من آثار الماء الجاري والراكد بعد أن يكون غالبا إلا أن يرى أن الدم ضعيف يصيبه أو يشربه أو يتلطخ به فهو عند ذلك حرام يصيبه وإذا كان غالبا فهو دم
یبتلی به
– ومن رأى الدم ينضح عليه فإنه ينال ممن ينضح عليه ذلك الدم سوءا بمنزلة الشرارة من النار فهو كلام سوء يصيب صاحبه من فاعله فإن راى أنه ذبح دجاجة أو ديكا من قفاه فإنه ينكح مملوكا في دبره فإن ذبح ثورا من قفاه فإنه يسعى على عامل من ورائه وكذلك البعير في هذا الموضع ان كان من عراب الإبل أو بخاتيها فعلى قدر جوهره إلا أنه ليس بعامل وكذلك كل ما ينسب الى رجل أو امرأة فإنه يأتي الى المذبوح من قفاه منكر من الفعل وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة أو نام على فراشه مقلوبا أو بسط له بساط مقلوب ينام عليه أو یرکب دابته مقلوبا فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب إما من خير إلى شر أو من شر إلى خير إلا الفرو فإن لبس الفرو مقلوبا هو إظهار مال له في افراط منه بما لو قصد فيه وستره كان أجمل فإن رأى الحي أنه أعار الميت ثوبا هو لابسه فنزعه عنه ولبسه الميت فإنه يمرض مرضا يسيرا ويبرأ فان رأى أنه وهب للميت ثوبا أو غلبه عليه ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي فهو موت الحي وان لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما اشبه ذلك فانه مرض أو هم أو حزن ولا يعطب فيه فان رأی آنه ينسج درع حديد فإانه يبني حصنا من الحصون جنة له من محذور أو يتخذ أخبية من محذور أو يرتبط خيلا يعتز بها عند محذور أو يصطنع قوما يستظهر بهم عند محذور أو يجمع مالا يدفع به عن نفسه عند محذور أو يکون ورعا واثقا يدفع الله عز وجل عنه ذلك لدعاء والديه له والفحم الذي يصلح للوقود هو عدة لصاحبه لذلك العمل الذي يدخل فيه الفحم والقار عدة أيضا ووقاية وجنة من سلطان لأنه يحفظ السفن من الماء
– ومن رأى أنه يبلع مسامير حديد أو حسكا أو شوكا أو حجرا وشعر بخشونة عند جوازه في حلقه من سوى الطعام والشراب فإنه يتجرع غيظا بقدر صعوبة ذلك وخشونته في حلقه ويصير عليه بقدر احتمال ذلك وان كان ما ابتلع من جوهر الطعام أو الشراب على تلك الخشونة في حلقه فإن تأويله أن تنغص عليه حياته ومعيشته ومكسبه بقدر ذلك وكذلك لو كان الطلب على قدر ما استرط من المرارة والملوحة والحموضة أو الحرارة والبرودة حتى يمتنع من الجواز في حلقه لذلك فهو النغص في حياته ومعیشته ولو رأی أن ما ازدرده لين حلو أو شئ عذب فهو طيب الحياة والمعيشة والخفض والدعة إلا أن يكون شيئا مكروها في التأويل مثل التين والعنب الأسود والبطيخ الأصفر والحبوب المكروهة في التأويل البقول والكواميخ والصحناء فان تأويل ذلك هم ولا خير فيه
– ومن رأى كأن به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ من الجلد فإنه يصيب دنيا من كنوز غن عمل بها في طاعة الله فقد فاز وان عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز يوم القيامة كما قال الله عز وجل في وجه آخر ان آثر الكي إذا كان فزع منه ولم يؤلمه فإنه من الذي يقال فيه آخر الادواء الكي فعند ذلك يجري مجرى الدواء فإن رأى انه يكوى بالنار كيا موجعا فهو لدعة من کلام سوء ومن رأی آنه یستظل بشجر قرع أو بورقه نابتا على شجره فانه يستانس من وحشته ویستقبل أمره بصلاح له وموادعة بینه وبين من ينازعه فإن رأى أنه يأكل القرع مطبوخا قطعا لا یخالطه شئ مما یغیره عن جوهره وطعمه من التوابل أو مما یکره نوعه في التأويل لأن التوابل هم وحزن إذا كان يأكل من القرع مطبوخا ولم يتغير عن طعمه فهو يرجع اليه شئ قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه أو من قومه أو من صحة
جسمه أو ذهاب وهن يرجع اليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه أو قرة عين فاتته ترجع اليه أو اجتماع شمل كان تفرق عنه أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه ويرجع اليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع اليه من تلك النعم أضعف أو أشد فان رأى آنه يأكل القرع نيئا على غير ما وصفت فهو يصيبه فزع من الجن والانس أو يقاتل انسانا يقار عه بالمنازعة في حرب أو كلام صخب يكون فيما بينهما وانما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل وكانا يأخذان فيه بالاسماء ومعانيها ويتأولانه فلذلك صار أكل القرع الطري النيئ شبيها في الأسماء بالقارعة وهي الفزع الأكبر ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤدبه وإنما اشتق تأويل شجرة القرع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعا إلى بلاده بالموصل وقومه واستأنس من وحشته (وحديث) مقاتل ان نبيا من بني اسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه فأمره أن يأكل الدباء مطبوخا وهو القرع وهو اليقطين فلذلك صار القرع مطبوخا رجوع ذهن صاحبه اليه فإن راى آنه یاکل لحم سرطان فانه یصیب مالا وخیرا من مکان بعید
– ومن رأی أنه أصاب سرطانا أو ملكه أو اتخذه لنفسه فإنه يصيب أو يظفر برجل كذلك في أخلاقه وطبائعه والسرطان إنسان بعيد المأخذ في أخلاقه بعيد الهمة في امره بعيد المراجعة عما لهج به عسر في علمه وأما السلحفاة فعابد زاهد عالم بالعلم الأول راسخ فيه فمن رأى أنه أصاب سلحفاة أو ملكها أو دخلت منزله فإنه يظفر بانسان كذلك في علمه وزهده أو یداخله أو يخالطه ويجري بینه وبینه سبب بقدر ما رأى من ذلك فان رأى أنه ياكل من لحمها فإنه يصيب من علمه ذلك فان رأى سلحفاة في طريق أو مزبلة فان ذلك علم ضائع مجهول في الموضع الذي رأى فيه وإن رأى سلحفاة في وعاء أو كسوة أو كرامة فإن العلم هناك عزيز مكرم معروف فضله وخطره بقدر ما رأى من الصيانة له وما أكل من السمك الطري فإنه غنيمة وخير لآنه من الصيد فإن راى أنه أصاب سمكا مالحا ورأى أنه أكله أو لم يأكله بعد أن يصير في يديه بملكه فانه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم ونعيم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه وربما خالفت طبيعة الانسان في السمك المالح إذا رآه في منامه اصاب مالا وخيرا إذا كان السمك كبارا
– ومن رأی ان لحیته ابیضت ولم يبق من سوادها شئ فانه یری بوجهه وجاهه في الناس ما يكرهه فإن كان قد بقي منها بعض سوادها فهو وقار وطول اللحية فوق قدرها المعروف دين يكون على صاحبها أو هم شديد ونقصانها وخفتها قضاء لدينه وذهاب لهمه إذا كان بقدر مالا يشينها فإن حلقت لحيته ذهب وجهه وجاهه في الناس وكذلك النتف إلا أن الحلق أهون وشعر العانة نقصان صالح في السنة ورؤياه سلطان يصيبه صاحبه ليس معه دين وهو أعجمي ومبلغه بقدر طول العانة وكثرتها حتى يسحبها في الأرض واما سائر شعر الجسد فماله
– ومن رأى أنه تنور وحلق بالنورة فان کان غنيا ذهب ماله وإن كان فقيرا استغنى وذهب فقره والاذن امرأة الرجل أو ابنته فما حدث فيها فهو فيها وأما الصوت والجرم فإنه صيت الرجل في الناس وفخره فيهم والفم مفتاح أمره وخاتمته والقلب ملك الجسد والقائم به ومدبره
– ومن رأی سنه تحرکت فانه مرض من تنسب اليه فان رأى انها سقطت في يده أو صرها في ثوبه فانه یستفید ولدا أو أخا أو أختا فان رأى نها تأكلت أو درست فان بعض هو لاء تصيبه ب بف ا دول هو باونو ادر فيا نه قر
– ومن رأى أنه نبت له سن زائدة فإنه يستفيد ولدا أو أخا على قدر مكان السن النابتة فإن راى أن الزائدة تضربه وباسنانه فإنه يضربه وبأهله وكذلك لو انتفع بها دونهم فانه ينتفع بذلك دون سائر أهله
– ومن رأى أنه عالج شيئا من أسنانه حتى قلعها أو رأى أن ذلك عالجه من غيره فقلعها فإنه یکره على غرم مال أو ما يشبه ذلك فان رأی جمیع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده فانه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم فإن رأى آنها سقطت جميعا فان ذوي أسنانه من الناس يموتون قبله في قول سعيد بن المسيب وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيرا فإن رأى أنه فقد بعض أسنانه فانه يغترب من تنسب تلك السن اليه وقال القيرواني وربما دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الإنسان واتصال الرزق إلى البطن وربما دلت من الأموال على ما يستخدمه الانسان في طلب معيشته وكسب من دواب وخدم وأرحاء فمن رأى أسنانه سقطت کلها نظرت في حاله وزمانه ویقظته فان کان جمیع آهل بیته مرضی في طاعون ونحوه هلکوا وبقي هو بعدهم وإن لم يکن له أهل وکان ذا مال ذهب ماله وذهبت نعمته وإن کان فقيرا مات من تنسب اليه اسنانه وبقي بعدهم وأما سقوط السن الواحدة فإن كان من غير معالجة وذهبت عنه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته أو أصيب بمال وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرها في ثوبه فانظر في حاله فان کان عنده حمل جاء ولده على قدر جوهر السن ومكانها وإلا صالح أخا أو قريبا كان قد قطعه وإن كان هناك دم فإن ذلك إثم القطيعة للرحم إلا أن یکون عليه دين فانه يطلب فيه ویعالج على قضانه وازالته
– ومن رأى أنه حلق من شعر قفاه فهو يؤدي آمانته ویقضي دینه فان رأی أن قفاه قد غلظ فانه یقوی على احتمال ما قلده الله
– ومن رأى أن يده لم تزل مقطوعة وكان مع ذلك كلام يدل على أعمال البر فإن قطعها كف عن جميع المحارم والمعاصي وكذلك لو رأى أن يده أو يديه جميعا إلى عنقه ضمتا من غير طوق مطوق في عنقه وكان مع ذلك شئ يدل على أعمال البر نحو مسجد أو في سبيل الله عز وجل فإنه كف عن المعاصي
– ومن رأى أن حاكما أو مسلطا قطع يمينه وبانت منه فإنه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة وأما اليد اليسرى إذا قطعها حاكم أو غيره وبانت منه فهو موت أخ أو اخت أو انقطاع ما بينه وبينهم وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم أو انقطاع شريك أو امرأة وإذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها والبطش أو يبست فإن تأويلها في ذات اليد والمقدرة لا ينال ما يريد ويخذله من يستعین به ولو رأی في يده فضل قوة وانبساطا في بطش فان تأویله في ذات يده ومقدرته على ما يريد ومعونة من يستعين به وفيها وجه آخر أن طولها وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صانع صاحبها الى من تصير اليه اليد ويد من الأيادي الحسنه عنده كقول أبي بكر وسعيد بن المسيب وكانا ياخذان في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها ويتأولون على ذلك الرؤيا فلو رأى أن يده ضعفت أو فتحت أو يبست أو نتنت ريحها دون غيرها من الجوارح فإن ذلك فساد صنيعة من صنائع صاحبها إلى من صارت اليه أو ترك اتمامها عنده أو ضعف على اقتداره عليها فان رأى أن يده تحولت يد نبي من الأنبياء أو بعض الصالحين فانظر كيف كان حال ذلك النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على ايديهم من الضلالة أو نجى به من الهلكة وكيف كان قدره في قومه وما لقي منهم من الأذى وكيف كان عاقبة أمرهم وأمره فكذلك يهدي الله قوما على يد صاحب الرؤيا وهي اليد التي وضعت وبها ينجى الله قوما من ضلالة إلى هدى وما يلقى في ذلك من الأذى شبيه بما لقى ذلك النبي في الله فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها كنحو صانع ذلك النبي وهذه رؤيا شريفة لايكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى
– ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعرض عنها وأما الأظافير فمقدرة الانسان في دنياه فمن طالت أظفاره وكان جندیا لبس سلاحه لامر یعرض له وان کان صانعا کالنجار والحداد کثر علمه ودانت له صناعته وان كان صاحب بضائع وغلات كثرت أرباحه وفوائده وكل ذلك ما لم تطل فإن خرجت عن الحد فرط في امره وطلبه وکان کل ما ناله ضررا عليه وأما من قص أظفاره فان کان عليه دين أو زكاة أو كانت عنده وديعة أو عليه نذر وفی وأدی وقضی ما عليه وعنده وإن لم یکن شئ من ذلك تحرى في كسبه وتورع في أخذه واعطائه وقصه من الفطرة والسنة وإن كان جنديا أو من دعی الى حرب ومکروه نزع سلاحه وفك يده وان لم یکن في شئ من ذلك تحفظ في وضوئه وتسنن في عمله وقومه وفي جميع أهل بيته وفي آدابهم وعلمهم أو في صبيانه ان کان مؤدبا مع مایق امتهم اذ جمیع ذلك ارو امام عات قار مخاقب ار برای فاته قفر به ويعلو على خصمه ويقهره ويقتدر على مطلوبه وكل ذلك لا خير فيه في السنة وكذلك كل من انتقلت جوارحه إلى جوارح الحيوان إذا كان ذلك الحيوان ظالما آكلا للخبيث فلا خير فيه وأما الصدر واتساعه فيدل على العلم والحلم وصلاح الحال وسعة القلب والصدر وضيقها دال على ضد ذلك وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وکیسه وکل ما یوعی فيه خير متاعه وأنفس ماله لأن القلب فيه والقلب محل كل سر وعقد وقيل إن ضيق الصدر يدل على البخل وسعته تدل على السخاء والثديان والبنات فما حدث فيها ففي البنات من صلاح أو فساد واليمين والبنون واليسار البنات ولبنهما دال على الولد لأنه غذاؤه وحياته وربما دل على الرزق والخصب لأنه من علاماته وآیاته على قدر كثرته وطيبه فان رضع منه أحد فلا خير فيه للراضع والمرضع لآنه يدل على الذلة والسجن والحزن لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده وأما البطن من ظاهر ومن باطن فمال أو ولد أو قرابة من عشيرته
فان رأی أنه طاوی البطن ولم ینتقض من خلقه شئ فإنه يقل ماله أو ولده إذا کان خلاؤه من غير جوع وإذا رأى أنه جائع فإنه يكون حريصا بهما ويصيب مالا بقدر مبلغ الجوع منه وقوته والشبع ملالة منه والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه ويدل البطن على مخزن التسان وموضع علاجه لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات وربما کان بطنه داره أو بیته ودوارته زوجته وکبده ولده وقلبه والده ورئته خادمه أو ابنته وکرشه کیسه أو حانوته أو مخزنه والحلقوم حیاته وعصبه عصبته وربما دل قلبه على آمیره وأستاذه ومدبر أمره وربما کان قلبه هو نفسه المدبر على أهله القائم بصلاح بیته وربما دل على ولده فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من خلفه أو من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر هلك إن كان مريضا من يدل القلب عليه وإلا طار قلبه خوفا ووجلا من الله تعالى أو من طارق يطرقه وقد يذهب عقله أو يفسد دينه لأن القلب محل الاعتقادات وأما من رأى قلبه مسودا أو ضيقا لطيفا جدا أو مغشیا بغشاء او محجوبا لا یری أو مربوطا عليه ثوب فإن صاحبه کافر أو مذنب قد طبع على قلبه وحجب عن طاعة ربه وعمي عما يهتدي به وتراكم الران على قلبه وربما کان بطنه سفينة وقلبه رأسها ومصارینه خدمها ورئته قلعها وحلقومه صاریها وکرشه انکلتها وأضلاعه حيطانها ولحمه ألواحها وجلده مشاقها وقارها
فمن رأى بطنه مخرقا متمزقا وقد سالت أمعاوّه وتفرقت أحشاوه وتبدلت أضلاعه عطبت سفينته وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي اليها يأتي الريح ومنها تخرج النفقة والخسارة ومعدته كيسه وحشوه بضائعه وقد يدل حشو بطنه على أمواله المدفونة ومنه يقال الكنوز أكباد الأرض وتدل الأضلاع على النساء من أهله لا عوجاجهن ولأن حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى وقد تدل على حجارة بيته وداره ولحمه طینها أو کلسها وجلده ظهرها ودمه المعجون به ترابها وعظمه عقودها فمن رأى بيته إلى بنانها واصلاحها أفاق من علته ان كان قد کملت له في منامه وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقانه ولکن الصحة راجعة إلى اسمه والدم جار في عروقه وربما دلت أضلاعه على دوابه ولحمه على لضائع وسلع يحملها فوقها وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنه فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر دل ذلك على موت دابة من دوابه وان سلخ شئ من جلده انشق حمله أو زقه أو فتح سفطه أو قفصه بغير اذنه فتفقد اليقظة وما فيها وأقدار الناس وزيادة المنام في ذلك والكتف امرأة وما حدث فيها فهو بامرأة فإن رأى أمعاءه أو شيئا مما في جوفه فإنه يظهر في ماله المدخور عنده أو من أهل بيته من يسود ويبلغ أو هو نفسه فإن رأى أنه يأكل أمعاءه أو شيئا مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالا مدخورا ويأكله ان كان ذلك من ولد وأخ أو غير ذلك من الناس فإن رأى أنه أكل كبد إنسان أو اصابها فهو يصيب مالا مدفونا ويأكله فإن كانت أكبادا كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة فهي كنز تفتح له ويصيبها وأما الدماغ فدال على مال صاحبه المكنوز والمخبوء فإن كان فقيرا فدماغه دال على حياته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو حادثه عاد على ما يدل عليه وقد يدل على الدين واعتقاد القلب وعلى السر المكنون فان رأى في بطنه دودا يأكل من بطنه فإنهم عياله يأكلون من ماله والقمل عيال الرجل فإن رأى أنه يتناثر من جسده أو من بعض أعضائه القمل أو الدود ورأى أنهما كثرا على جسده أو ثيابه أو أحدهما فان صاحب ذلك يصيب مالا وحشما وعيالا
والصلب والوتين قوته ومهجة نفسه ووقاء لموضع ولده فإن رأى أنه آدر وهو القليط فإنه يصيب مالا يأمن عليه أعداءه والباقلا والعدس والحمص والجزر والبصل والثوم والقثاء والسلجم والخردل واللفت كل ذلك هم وحزن لمن أكله وأصابه وكذلك من أكل فلفلا أو زنجبيلا أو دار صيني أو شيئا حريفا فإنه يغتاظ وبصر الانسان يدل على بصيرته ودينه وعلمه وحكمته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو فساد أو عمى عاد ذلك على الجهل والعمى عن الحجة وقد يدل على الحصار والسجن فيحجب بصره عما ينظر إليه من الدنيا وما فيها وأما العين في ذاتها
فدالة على كل ما تقر به عينه من مال عين أو ولد أو أخ أو ولد أو أمير أو قائد فما نزل بها في جسمها أو فقدت من مكانها أو رميت به من السهام والطوارق فإنها حوادث تنزل بمن تدل عليه ممن وصفناه فاليمنى تدل على الذكر والكبير والاشراف واليسرى على الأدنى وكذلك كل ما كان في ناحية اليمين والشمال من الجوارح لفضل اليمين على الشمال والحاجبان يدلان على حفظ من تدل عليه اليمين كالحاجب والولي والصبي والوالد والزوج صاحب المال وأما الآنف فيدل على عزل صاحبه أو ذله وعلی جمیع من يتحمل به ویتباهی لأن الكبر مضاف إليه فيقال شمخ بأنفه ويقال في الذلة رغم أنفه وربما دل على الولد والوالد وعلى ذكر من تدل الرأس عليه وفرجه لأنه يمتد بالمخاط من الناس وهي كالنطفة وبه شبه في المثل فيقال مخطة أبيه إذا أشبهه وأصل ذلك أن نوحا عليه السلام استكثر الفار فعطس الأسد فسقط من منخره سنوران أي قطان فالذكر من اليمين والأنثى من الشمال
فمن قطع أنفه نظر في حاله فإن كان مريضا مات وإلا هلك من يدل الأنف عليه من أهله ان كان مريضا وان لم يكن مريضا نزلت به نازلة يكون فيها مثله وفضيحة أما فقر أو تعب أو هجر أو حلق لحية أو سقوط عليه واما الشفتان فيدلان على الحافظين لكل ما يدل الفم عليه كأبويه وفردتي بابه وطاقات کيسه وحافتي البئر وشفری القبر والفرج وأما الخضاب فدال على اخفاء الأعمال والطاعات وستر تر الفقر عن عيون الناس وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين فإن علق الخضاب ستر عليه وإن لم يعلق انكشف حاله وما ذكرناه في خضاب اللحية وأما خضاب اليدين والرجلين فإنه يزين بنيه وعبيده وأمواله بمالا يليق به كلبس الحرير والذهب واللؤلؤ وان كان فقيرا فلعله ممن يعطل وضو ءه ويترك صلاته وهو للنساء سرور ولباس حسن وفرح لأآنه من زينتهن في الأقراح وأما عظام الانسان فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر وكل ما يشتغل به ومخ العظم ماله المخزون ورقبة العبد والدابة والدار وربما دل المخ على المال المدفون وربما دل على الحياة فمن سلبه من المرضى مات
وقد يدل على الولد وولد الولد وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده وهي أعظم أموره عنده خطر أو صحة أعماله في السر فمن قويت عظامه وزاد صحة حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره زيادة منامه وآما لحم الإنسان فدال على المال المستفاد كالربح والغلة لأن بالقوت يكثر ويقل والعظام رأس المال فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده ونفقت صنعته وكثر خصبه ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك ولحم عمال الله تعالى وأهل الزهد نوافلهم وتطوعاتهم فمن رأى لحمه منهم كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته ومن قل لحمه منهم نقص دينه وقل عمله إلا أن يكون مع زيادة شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا ومع الهزال دليل على التخلي منها والانقطاع فذك هو الأولى بها وعظام أهل الآخرة فروضهم وأما العصب فهو مؤلف أمره في دينه ودنياه وهو دال على الورع والاشهاد في البياعات والعقود والعهود وأسباب الرزق والعصبة من أهل البيت فما دخل على شئ من ذلك في نقص أو زيادة عاد تأويله على من يدل عليه بزيادة الرؤيا وشاهد اليقظة وأما جلد الانسان فدال على كل من يتوقى به ويتحصن به من الأسواء كالسلطان والولد والزوج والسيد والعالم والدين والثواب والدرع والدار والبيت والمال ونعمة الله وستره فمن أصيب فيه بشئ عاد ذلك على من يدل عليه
وجلود سائر الحيوان سوى الانسان أموال وترك لأنها تبقى من بعد صاحبها وأما الذكر فدال على جميع ما يذكر به الانسان من علم أو سلطان أو ولد أو سيد أو مال أو رباع أو صنائع فمن قطع ذكره قطع ذكر ما هو فيه من خير أوشر فإن لم يلق ذلك به وكانت امرأته عليلة أو ناشزا فكيف ان كانت هي التي رأت ذلك لزوجها فإنه يفارقها بموت أو حياة إلا أن تكون ممن تعذر
الولد عليها وهو يطلب ذلك منها فإنه لا يراه منها ابدا فإن لم يكن هناك زوجة وكان صاحب عيون وسواق وسقي انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته وانقطع دلوه أو سقط في البئر فكيف ان كان في المنام ينكح امرأة فانقطع ذكره في فرجها إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام وليس له ساقية ولا جنان وكانت زوجته فإن كان في بطنها جنين هلك أو خرج ميتا وحملت بمالا يحيى فإن كانت ممن لا حمل لها وكان للرجل مال في سفر أو تجارة ذهب أو خسر فيه فإن كان فقيرا ذهب جاهه على السؤال وابتغاء المعاش وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شئ من متاعه أو نقص على قدر حيوانه وحاله وزيادة منامه وتوفیق عابره
(يتبع…) (تابع… 1): ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة وما a
وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح ويستدل على البول بالمكان الذي بال فيه فان بال في بحر خرج منه مال الى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب وكذلك المني والمذي والودي وان بال في حمام تزوج ان كان عزبا وإلا قضى مالا لامرأة جاد به عليها وان بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني فإنه ينكح ان كان عزبا أو تحمل زوجته ان كان متزوجا أو يدفع اليها مالا ان كانت تطلبه والمني يشترك مع البول في هذا الباب وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطء في دم أو دبر أو بعد حنث أو في زنا أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم بصفات البول وتغيره كالذي يبول دما أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك. وأما النعلفهي ضروب فأما نعال السفر فمن لبسها سافر أو سافر من يشركه في الرؤيا أو سافر له مال وذلك إذا مشي فيها في المنام وأما إن لبسها وکان قد أمل سفرا فقد يتم وقد لا يتم إذا لم يمش فيها فإذا انقطع شراكها أو خلعها أقام عن سفره وعقل عن طريقه وان كانت من نعال الماء فإنها زوجة أو أمة يستفيدها أو يطؤها وأما نعال الطائف أو ما يتصرف به التجار في الأسواق فدالة على الأموال والاكتساب للمعاش وقد تدل على الزوجة أيضا إذا مشى بها في خلال الدور أو اشتراها أو أهديت اليه فإن كانت جيدة فبكر أو حرة أو جارية أو كانت قديمة ملبوسة فثيب فان انقطع شسعها تعطلت معیشته أو كسدت صناعته أو عاقه دونها عائق وان کانت زوجته نشزت وظهرت خیانتها له وإن قطع خلخالها أو كانت مريضة هلكت أو ناشرا طلقت إلا أن يعالج في المنام إصلاحه أو يوعد بذلك أو يستقر ذلك في نفسه فاإنها تبرأً بعد إياس ويراجعها بعد طلاق وإن رأى أنه لبس نعلا محذوة فمشى فيها في طريق فاسد فإنه يسافر سفرا فإن لبس نعلا ولم يمش فيها فإنه يصيب امرأة يطؤها أو جانا وکذل ت لو رای عط نید دی ردد فاخا ھا او کیا او اخر ھا عند نی بیت اوغا فإنه يحوز امرأة على ما وصف فإن كانت النعل غير محذوة فإنه يصيب امرأة أو جارية عذراء وكذلك لو كانت محذوة ولم تلبس فإن كانت النعل من جلود البقر كانت المرأة أعجمية الأصل وإن كانت من جلود الخيل كانت من العرب أو من موالي العرب وكذلك لو كانت من جلود الابل فان رأى أنه مشى في نعلين انخلعت إحداهما عن رجله ومضى بالأخرى فإن ذلك فراق أخ له أو أخت أو شريك عن ظهر سفر لأنه حين مشى فيها صار في التأويل سفرا وحين انخلعت إحداهما فارق أخاه على ظهر سفر وإن لم يكن أخر ولا نظير ورأى نعله ضاعت أو وقعت في بئر أو غلبه أحد عليها كان ذلك حدثا في امرأته فإن أصاب النعل بعد ذلك صحيحة فإن ارأته تمرض ثم تصح أو تكون المرأة قد هجرته أو اتزلته أو ما يعرض للنساء من نحو ذلك ثم تعود إلى حالها الأولى ولو رأى أن النعل سرقت منه ولبسها غيره ثم ردت عليه علم بذلك أو لم يعلم فإن ذلك لا خير فيه لصاحبه لآنه يغتال في امرأته أو جاريته التي يطؤها فان رأى أن النعل انتزعت انتزاعا أو احترقت حتى لم يبق منها عنده شئ أو ما يشبه ذلك فإنها موت امرأته أو
جاریته فان رأی آنه رفع نعله فانه یدبر حال امرأته أو یجامعها فان رفعها غیره فلا خير فيه في عورات النساء وإن كانت من النعال التي تنسب إلى السفر فإن ذلك السفر لا يتم فإن رأى نعله من غير جلود النعال مما يستشبع مثلها أو ينسب في التأويل إلى غير ما هو للنعل بأهل فانسب المرأة التي يطؤها إلى جوهر تلك النعل من صلاح أو فساد وإن كانت من النعال التي تنسب إلى سفر فانسب ذلك السفر إلى جوهر تلك النعل إن خيرا وإن شرا كما وصفت ولو رأى شراكها الذي يمسكها باليا أو متقطعا ضعيفا فأن حال صاحبها في سفره ذلك أو في امرأة يطؤها على قدر جوهر الشراك وجماله وهيئته وكذلك التكة في السراويل إذا كانت جديدة قوية كان سبب ما ينسب السراويل اليه في التأويل وثيقا محما وإن كانت التكة بالية منقطعة كان السبب ضعيفا موهنا وكذلك لبسه القميص إذا كانت صحيحة جديدة بأزرارها كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال وإن كانت اللبنة بالية متقطعة أو رأى أنها سقطت عن قميصه فإنه يتفرق على صاحب القميص شأنه وأمره لأن جيب القميص شأنه وأمره وأما الخف إذا رآه في رجله فان كان معه شئ من السلاح أو موقي به مكروه مما يطأً عليه من دواب الأرض والهوام أو وحل أو شوك وما يشبه ذلك من المكاره فإن الخف حينئذ من السلاح وقاية لصاحبه وكن من المكاره فان لم يكن مع الخف شئ من السلاح ولا من المكاره فإن الخف هم يصيب صاحبه وما طال منه وضاق في رجله فهو أشد وأقوى من الهم
– ومن رأى عليه ثيابا جددا فهو صلاح حاله واللؤلؤ المنظوم كلام البر والعلم والقرآن وإذا كان منثورا فإنه ولد غلام أو أنثى أو وصيف أو وصيفة حتى يصير كاللؤلؤة المكنونة كما قال الله تعالى وهي المخزونة ويكون في الرؤيا ما يدل على امرأة أو جارية جميلة إن كان اللؤلؤ قدرا لا يستبشع وإذا جاوز القدر حتى يكال أو يحمل بالاوقار فهو كنوز وأموال كثيرة فان رأى انه أعطى ياقوتة حمراء أو خضراء فإنه يصيب امرأة أو جارية حسناء وان كانت امرأة حبلى ولدت جارية حسناء مسروقة او فيها خيانة فإن تلك المرأة أو الجارية تحرم عليه وان كانت عارية عنده فان المرأة التي يصيبها لا تلبث أن تموت قبله وما كثر من الياقوت حتى يجاوز الحد فهو أموال مكروهة في الدين لجوهر اسم حجر الياقوت والخرز خدم أو مال
– ومن رأى آنه أعطى خاتما فتختم به فإنه يملك شيئا لم يكن يملكه وقد يكون ما يملك من ذلك سلطانا أو مملوكا أو دابة أو ارضا أو مالا أو نحو ذلك ومن أصاب خاتما وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل الله ورأى مع ذلك شيئا يدل على الاموال فإنه يصيب مالا حلالا وينفقه في صلاح دينه وان كان مع ذلك ما يدل على السلطان والملك والحرب فإنه يصيب سلطانا وملكا وحربا وان رأی ان خاتما انتزع فإانه يذهب عنه ما يملك فان رأی ان فص خاتمه ذهب منه فان الفص وجه من ينسب اليه الخاتم فإن رأى أنه وهب خاتمه بطيب من نفسه فإنه يخرج منه بعض ما يملك بطيبة نفس والكتاب خير وختمه تحقيق الخير وليس الذهب والفضة للنساء صلاح على كل حال وإذا رای الرجل أنه أصاب ذهبا فإنه يصيبه غرم ويذهب له مال بقدر ما رأى ومع ذلك يغضب عليه ذو سلطان وما كان من الذهب معمولا شبه اناء أو حلي أو نحوها فهو أضعف في التأويل وأهون وما كان صفيحة أو سبائك فهو أقوى وابلغ في الشر فإن رأى آنه أصاب دنانير مجهولة أو عددا مجهولا أو تكون الدنانير فوق اربعة فإنه يصيب امرا يكرهه ويسمع ما يكره كل ذلك بقدر كثرة الدنانير وانما ضعف الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل لما فيها من الكتاب الذي هو توحيد الله واسمه على الوجهين جميعا وما كان من الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس فإنه إن نال منها يعمل عملا من أعمال البر على
قدر ما نال من الدنانير فإن رأى أنه ضيع منها شينئا فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس أو عملا من أعمال البر وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد دالة على العلم والبر نحو مائة دینار وألف دینار بشرط أن یکون عدد شفعا لیس بوتر زوجا لیس بفرد ویکون معه في رؤیا كلام يدل على أعمال البر فإن رأى آنه أصاب من تلك الدنانير فإنه يصيب من ذلك العلم وقيل ان الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف أو اصغر منه فإانه ولد صغير يصيبه من أصاب ذلك الدينار وأما الدراهم فإن طبائع الانسان فيها مختلفة منهم من يرى أنه أصابها فيصيبها في اليقظة كهيئتها أو مثل عددها ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلاما حسنا وذلك للنقش الذي يوجد فيه توحيد الله عز وجل واسمه عليه ويجد السود من الدراهم صخبا وخصومة وكلاهما كلام إلا أن البيض كلام البر والسود كلام خصومة ومنهم من لا يوافقه شئ منها على حال ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول فإن رأى أنه أعطى الدراهم في كيس أو صرة أو جراب فإنه يستودع سرافيه فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك فاستحفظ منه وكذلك لو رأی آنه دفعها الى غیره فانه یستودعه سرا يحفظه لصاحبه والدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة وأهون في الشر وكذلك الدرهم الواحد الصغير ولد صغير سيما إذا كان ناقصا عن وزن مبلغه فما حدث بالدراهم حدث بالولد فإن رأى أنه انتزع منه ذهب ذهابا لا رجوع فيه ومات الولد وأما الفلوس فإنه كلام ردئ وأما الفضة فما كان منها معمولا من نحو إناء أو حلي أو شبهها مكسرا أو صحيحا فرأى أنه أعطى من ذلك شيئا فإنه يستودع مالا أو متاعا وكذلك لو كانت مرآة من فضة ما لم ينظر فيها وجهه فإنه ينال ما يكرهه في جاهه في الناس ولا ير في النظر في مرآة الفضة والفضة النقرة إذا لم تكن معمولة هي جوهر النساء امراة أو جارية فإن أصاب النقرة من معدنها أو بلادها فإانه يصيب امرأة من مسقط رأسها فإن رأى أنه دخل في غار من معدن فأصاب تلك النقرة هناك فإن امرأته تمكر به في أمرها أو غيرهافيها ٠ ۰
– ومن رأى ميتا معروفا مات ثانية وكان لموته بكاء من غير نواح أو صراخ فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبه انسان وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نواح أو رنة مما یکره أصله في التأويل
– ومن رأى أنه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا ويفسد دينه ويقهر الرجال ويركب أعناقهم وتکون آتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته ویرجی له صلاح دینه ما لم یدفن
– ومن رأی أنه حمل ميتا غير هيئة الجنائز فانه يتبع ذا سلطان وينال منه برا عير هينه الجنائز فإنه يتبع ن ود بر
– ومن رأى أنه نبش عن قبر ميت معروف فإنه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا ان كان علما أو مالا فينال منه بقدر ذلك فإن رأى أنه وصل إلى الميت في قبره حتى نبش عنه وهو حي في البقبر فإن ذلك المطلب بر وحكمة ومن المال حلال وان وجده ميتا فلا خير فيه ولا في المطلب
– ومن رأى أن إمام المسلمين ولاه امرة حاضر عنده فهو يصيب شرفا وذكرا عاجلا في الدنيا والدين فان ولاه من أقاصي ثغور المسلمين نائبا عنه فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الإمام
– ومن رأى أنه دخل دار الإمام واستقر فيها واطمأن فهو يداخله في خواص أمره فان رأى ان الإمام أعطاه شيئا فهو يصيب فخر أو رفعة وسلطانا بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره فإن رأى أنه يخاصم الإمام أو سلطانا دونه بكرم حكمة وبر فهو يظفر بحاجة لديه فان رأى أنه يختلف الى باب الإمام أو باب نانب من نوابه فإن أعدائه لا يقدرون على مضرة له فإن رأى أنه في لحاف مع الإمام في فراشه ليس بينهما سترة فهو يخرج من سلبه اليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة الإمام تركة منه في حياته أو مماته فإن رأى أن الإمام مريض فهو مرض الدين له والرعية لمكانه فان مات فهو فساد في الدين ودخول الإمام العدل مكانا نزول البركة والعدل فيه فإن كان إماما جائرا فهو فساد ومصائب وإن كان معتادا للدخول إلى ذلك فلا يضره ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته فإنه يصيب شرفا وخيرا في دينه ودنياه بقدر ما نال من
– ومن رأى ان القيامة قامت فإن عدل الله يبسط على الموضع الذي رآها قامت فيه فإن كان أهل ذلك الموضع ظالمين انتقم منهم وان كانوا مظلومين نصروا وانصرم الامر بينهم لان يوم القيامة يوم الفصل والعدل فإن رآى انه موقوف بين يدي الله عز وجل في ذلك اليوم فهو كذلك وهو أشد الامر وأقواه وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئا من نحو نشر من القبور أو بعث لاهلها أو طلوع الشمس من مغربها حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب فإن رأى أنه دخل الجنة فهو يدخلها ان شاء الله تعالى وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير فان رأى أنه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاه غيره فان ثمار الجنة أعمال البر والخير فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك فإن أصابها فان لم يأكل منها شيئا أو لم يصل لمأكلها فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره وأما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها وأما نساؤها فهي أمور من أعمال البر على قدر جمالهن فإن رأى آنه كان في الجنة مقيما فيها لا يدري متى دخلها فهو لا يزال منعما له مفضلا عزيزا مصنوعا في أموره مدفوعا عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير ان شاء الله وان رأى أنه دخل جهنم ثم خرج منها في يومه ذلك فإن ذلك يراه أصحاب المعاصي والكبائر وذلك نذره وينذره ليتوب ويرجع فإن رآها ولم يصبه مكروه منها فإن ذلك من غموم الدنيا وبلاياها يصيبه من ذلك على قدر ما يناله منها أو رآها فإن رأى أنه لم يزل فيها لم يدر متى دخلها فذلك لا يزال مضيقا عليه متفرقا آمره مخذولا ذلیلا حتی یخرج منها فان رأی انه یاکل من طعامها آو شرابها أو نال من حرها أو أذى من خزانها فإن كل ذلك أعمال المعاصي منه وقال القيرواني أما من دخل جهنم فان کان كافرا مريضا مات وان كان مؤمنا تقيا مرض واحتم لأن الحمى من فيح جهنم وافتقر وسجن وان كان سوقيا أتى كبيرا أو داخل الكفرة والفجرة في دورهم أو خالطهم في اعمالهم وأسواقهم وقال ان دخول الجنة للحاج يتم حجة ويصل الى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة وان كان كافرا أو مذنبا ورأى ذلك في غیره اسلم من كفره وتاب وان كان مريضا مات المؤمن
من مرضه وأفاق الكافر من علته لأن الجنة آخرة للمؤمنين والدنيا جنة الكافرين وان كان عزبا تزوج امرأة لأن الجنة دار الزواج والنكاح وان كان فقيرا استغنى وقد يرث ميراثا ويدل دخولها على السعي إلى الجماعة أو إلى دار علم وحلق ذكر وجهاد ورباط وإلى كل مكان يؤدي اليها وأما النفخ ف الصور فإن النفخة الأولى دالة على الطاعون أو على نداء السلطان في البعوث أو قيامة قائمة أو سفر عام في الجميع وكذلك من وعد في المنام بالقيامة وقربها فإن كان مريضا مات ويدل الوعد بالقيامة على حادثة عظيمة من السلطان
(وأما النفخة الثانية) فإن كانت في الوباء ارتفع لأن الخلق يحيون بها وربما دلت على نداء السلطان في الناس وجمعهم الى أمر عظيم أراده ودبره ومن مر على الصراط سليما من الشدائد والفتن والبلاء فإن كان في الحجاز قطعه ونجا منه وكانت الجنة التي بعده الكعبة وقد یكون الصراط له عقبه فما أصابه نزل به والا کان الصراط دينه فما عاقه عليه دخل عليه مثله في الدين وفي الصراط المستقيم وأما الآيات التي هي اشراط القيامة فإنها خوف وحادثة قال الله تعالى إوما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وربما دل خروج الدابة على فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون
(وأما خروج الدجال) فدال على مفتون متبوع يدعو إلى بدعة تظهر وتقوم
(وأما نزول عيسى عليه السلام) فدليل على عدل يكون في الأرض فإن قتل الدجال هلك كافر أو مبتدع وقد يقدم عليه قائم أو يقدم عليه إمام عادل
(وأما الطاعون) إذا رؤي في مدينةفإنه عذاب من السلطان وربما دل على سفر عام في الناس أو على مغرم يجري من السلطان
(وأما لباس الجبة) لمن لبسها أو اشتراها أو خاطها وبطنها فإن كان فقيرا استغنى لأنها تدفع البرد الدال على الفقر وان لاق به السلطان ناله وكان وجيها وله بطانة وداخله أموال قارة وهي القطن الداخل فيها كالكذز والمال في بيت المال والخيوط عهوده ومواثيقه وبيعته وان كان عزبا تزوج وكان وجهها نفسه وبطانتها زوجه والقطن مهرها والخيوط عهودا أو عصمة فإن خاطها ولم يلبسها زوج ابنه أو ابنته أو عقد نکاحها لغیره أو جمع بین زوجین مفترقین سيما ان كانت قديمة قد طواها وكل ذلك ما كان في أيام الشتاء في إبان لبسها وأما لبسها في الصيف فغمة من زوجة أو دين أو مرض أو حبس أو ضيق أو كرب من أجل المرأة فان كان من أهل الحرب لبس لامته وتلقى عدوه في سعير الحرب وأما العمامة إذا تعمم بها الرجل أو رآها على راسه ولم يذكر غيرها فإنك تنظر في حاله فان كان السلطان به أولى ولي ولاية وإلا نال رياسة على قدر كبرها وجمالها ولا خير فيها إذا خرجت عن حدها ولا يضر سوادها ولا صفرتها لأن ذلك من زي أشراف العرب والعمائم تيجانهم وهي للعزب دالة على النكاح ولمن عنده حمل دالة على الولد الذكر وتدل أيضا للانسان على ابيه وعلى سلطانه وسيده وأستاذه ومؤدبه فان أدارها على رأسه أو لواها على يده سافر سفرا أو سافر له مال أو شريك أو قريب وإلا زار امرأة والملحفة امراة والطيلسان ولد الرجل أو جاهه أو أعز من عنده والرداء دين الرجل الذي هو مرتدیه
– ومن رأى أنه يسقى الناس الماء فإنه يعمل من خير أعمال البر بعد أن لا يكون منه فيما يسقي طول على أحد ولا يبغي ولا يأخذ ثمنا فان رأى أنه يشرب ماء صافيا لذيذا عذبا فإنه يصيب حياة طيبة
– ومن رأى أن لحيته ورأسه حلقا جميعا وكان مع ذلك كلام يدل على الخير فإنه إن كان مكروبا فرج عنه كربه ونجا وقضى دينه وما نقص من الشعر فعلى مجرى النقصان منه يكون خيرا إذا كان طوله هما وكذلك اللحية إذا كان سقوطها ونقصانها لايشين الوجه ولا يشنعه وربما كان في النتف صلاح لبعض أمره إذا لم يشن الوجه إلا أن ذلك الصلاح له على كره منه وأما من زكى في المنام من أهل الموال فإانه يثمر ماله ویکثر يساره إلا أن يكون عليه دين أو عنده وديعة فإنه يقضي ذلك ويدفعه الى مستحقه وان كان المزكي ميتا أو رجلا صالحا فقد أفلح عند الله وارتفع ذكره وزكا عمله فكيف إن صلى بأثر ذلك أو ذكر الله فإن أذن عند ذلك في غير ابان الحج فلعله يشهد شهادة ويزكي فيها فإن كان ذلك في شهور الحج فإنه يحج إن شاء الله وان رأى ذلك فقيرا فإنه يحل رأسه أو يقص شاربه أو ينتف إبطه أو يقلم ظفره أو يحلق عانته إلا أن يكون مجردا من الثياب أو مغتسلا بالماء أو يفعل ذلك في مسجد أو يصلي بعد ذلك فإنه يخرج من حاله ويتوب من آثامه ويرتفع شأنه ويفلح بصلاح ظاهر أو بشهادة مشهورة وأما صدقة التطوع فغن كان فقيرا فهو عمل يعمله بيدنه إما نافلة أو زيارة أو عبادة أو طوافا على القبور بالتسبيح والتهليل والتقديس وان كان ذا مال فهو عمل صالح يعمله في الناس إما أمر بمعروف أو نهي عن منكرأو نصيحة أو تعليم علم أو قرآن أو صلاة بالناس وذلك ما كانت الصدقة مجهولة أو كانت حنطة أو خبزا وأن كانت دراهم أو دنانير فإنه يؤجر في الناس أو مع الذين يتصدق عليهم بذلك ان عرفهم بأم غمه وثوابه له وعزمه وهمه وآثامه عليهم لأن الصدقة أوساخ المتصدق واليد العليا خير من اليد السفلى فهي سيئات يكسبونها من أجله وسيئات تذهب عنه بما يحملونه من الكلام وأما من رأى نفسه ذاهبا الى الحج أو رؤي ذلك له فان كان مريضا مات وذهب الى الله راكبا في نعشه بدلا من محمله وإلا توجه الى السلطان أو إلى رئيس العلم في حاجة إلا أن يكون مديونا فإنه يبتدئ في قضائه أو يكون تاركا للصلاة فإنه يرجع الى القبلة إلا أن يكون تزوج امرأة ولم يدخل بها فيحمل هودجه ويتوجه به اليها يدخل بها ویطوف بها مع أصحابه وأما من رأی نفسه محرما فان کان مريضا مات واستجاب لله بالطاعة والعمل وان كان عليه نذر من صوم أو صلاة أخذ في القضاء لما عليه وان رأى ذلك من له زوجة مريضة أو امرأة لها بعل مريض مات العليل منهما وفارقه صاحبه وقد يدل موته على الطلاق إذا اجتمعا في المنام في الاحرام يحرم بعضها على بعض أو كان في اليقظة ما يويد ذلك إلا أن يكون إحرامه في الحرير والمعصفر فإنه يتجرد إلى خدمة السلطان أو يتزوج حراما أو يأتيه ويسارع اليه فإن لبى غير الله أو كان في تجرده أعمى البصر أو أسود الوجه أو على غير المحة فإنه يخلع ربقة الإسلام من عنقه في عمل يقصده أو سلطان يوؤمه لأن الحج القصد في اللغة وأما الوقوف بعرفة فربما دل على الصوم لأن المطلوب بها وقوف بمراقبة مغيب الشمس وطلوع الفجر يدفع منها إذا غابت الشمس ومن طلع عليه الفجر ولم يقف بها فاته الحج كالصائم يرعى بفطره غيبوبة الشمس وإذا غابت حل له الأكل والشرب والأكل سبب الحياة والحركة التي يدفع بها الواقف بعرفة وربما دل الوقوف بعرفة على الاجتماع بالحبيب المفارق والألف المجانب لأن آدم عليه السلام التقى بحواء بعد الافتراق بعرفة وبذلك سميت عرفة لأنهما بها تعارفا فمن وقف بها في إقبال الليل إلى طلوع الفجر من طالبي الحاجات عند الملوك وغيرهم أدرك مطلوبه وقضيت حاجته ومن أتاها في إقبال النهار فاته ما يرجو ويحرم ما يطلب سيما ان لفظ الفوات في اسم عرفات وربما دلت عرفة على موسم سوق وميعاد بيع فان وقف بها في إقبال الليل ربح أو استفاد في بيعه وشرائه وإن وقف بها في إقبال النهار
خسرت في ذلك وقد يدل يوم عرفة على يوم الجمعة لا تفاقهما في الفضل واجتماع الخلق والزام الفرض وقد يدل على يوم حرب فاصل وفد يدل موقف الحشر في المقلوب عليها والله أعلم
(واما الطواف بالبيت) فإن كان ممن يخدم السلطان ويطوف به تقرب منه وحظي عنده وإن كان ممن يخدم عالما ويطوف في حوائجه أو كان عبدا يطيع سيده ويخدمه بالنصيحة أو رحل اليه والدته يكثر برها ويطوف بالبر عليها أو زوجته يسعى عليها ويجاهد عنها بصلاحها ومحبته فيها فان كان عنده شئ من ذلك فطوافه بشارة بالثواب عما يطوف به في اليقظة من هذه الأعمال ونحوها كخدمة المسجد أو الجامع وكثرة الطواف والرباط في الثغور والجموع وبين الصفين وأما السعي بين الصفا والمروة فهو العمل بالمشي أو بالمقام وقد قال الله تعالى إثم أدبر يسعى فحشر فنادى) وانما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكان وربما كان ذلك سعيا بين حصنين او ٿغرين أو بين صفين او عالمين او رجلين صالحين او زوجتين او ابنتين أو بين سوقين بالنداء والسمسرة أو بين صناعتين بالفائدة والربح
(وأما السكر) المطبوخ والفانيد ونحوهما فإنه كلام حلو حسن اقبل من حبيب أو ولد أو زوجة وقيل دنانير ودراهم وأماما يعقد من العسل والحلو فإن كان هو الذي عقد جمع مالا من كده وسعيه طيبا فإن افادها ولم يدر من عقدها نال ذلك من عمل غيره كالغنائم والمواريث والغلات وأما الزبد فدال على الخصب والرطوبة والكسب والفائدة وعلى الفقه وعلى سهولة ما يطلبه أو يعالجه في يقظته واما السمن فدال على العلم والفقه والقرآن لأهله وعلى الدواء لنفعه وشفائه وحسن استخراجه وبقائه وعلى المال والغلات والارباح والفوائد لطلاب المال وعلى الخصب والرخاء لمن هو في شدة وعلى الصحة لمن هو في سقم ان اكله لما في الخبر من ان سمن البقرة دواء ولحمه داء واما الجبن فدال على ما انعقد لصاحبه من العلم والفقه والمال والكسب وقد يدل من المال على الريع والعبيد والدواب وكل ما هو عقدة من المال المحروز وربما دلت الجبنة على الزوجة لجمالها ولذتها وربما دلت على المال لكل انسان على قدر ما يضمه إلى جبنة كالرمان والخبز والعسل واللبن والزيت وأما حامضه ومالح فدال على المال والمكروه وعلى الهم والحزن والفزع ان كان من عمل الروم دل على الروم وربما دل جبنهم على رقيقهم وصبيهم ويجئ من عندهم من عقد المال والمتاع أو من عند غيرهم من الأعداء.
الباب التاسع والخمسون في ذكر حكايات مسندة في رؤيا بعض الصالحين لبعض رضي الله عنهم
(أخبرنا) أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الاخميمي بمصر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد وإبراهيم بن أبي داود وأبو أمية قالوا حدثنا سليمان بن حرب واللفظ لابن جناد قال حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف وأبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصنه ومنعة حصين كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي ذكر الله تعالى للانصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجراليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتوى المدينة فمرض فخرج فأخذ مشاقص وقطع بها براجمه وشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة فقال ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبیه صلوات الله عليه وسلامه فقال مالي اراك مغطيا يديك فقال قيل لي إذا لا نصلح منك ما أفسدت فقال قصها على النبي صلى الله عليه وسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر. (أخبرنا) أبو يعقوب اسحق بن بدران الفقيه بمكة قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا ابو بكر بن أبي الدنيا قال قال محمد حدثني مال بن ضيغم قال سمعت بكرا بن معاذ يذكر عن عنبسة الخواص ان رجلا من الصدر الأول دخل المقابر فمر بجمجمة بادية من بعض القبور فحزن حزنا شديدا وواراها بالثرى ثم التفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا ولم ير إلا قبرا قال فحدث نفسه فقال لو كشف لي عن بعضهم فسالته عما آری قال فأتی في منامه فقيل له لا تغتر بتشييد القبور من فوقهم فإن القوم قد بليت خدودهم في التراب فمن بين مسرور ينتظر ثواب الله ومن بين مغموم أشفى على عقابه فإياك والغفلة عما رأيت فاجتهد الرجل بعد ذلك اجتهادا كثيرا حتى مات
(أخبرنا) أبو علي الحسن ابن أبي الحسن بن شيظم البلخي قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا أحمد بن أبي صالح الكرابيسي قال سمعت إبراهيم الدلال ابن أخي مكي بن إبراهيم يقول سمعت ابن عيينة يقول رأيت سيفان الثوري في النوم فقلت ما صنع الله بك قال فذكر شيئا قلت بم نجاك الله قال بقلة معرفتي بالناس قال فقلت له أوصيني قال اقل من معرفة الناس (أخبرنا) أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني أخبرنا جعفر بن محمد العرائي قال حدثني محمد بن الحسين البلخي عن عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن عطية بن قيس عن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مؤاخيا لرجل من قيس يقال له محلم ثم ان محلما حضره الموت فأقبل عليه عوف فقال يا محلم إذا نت وردت فارجع الينا وأخبرنا بالذي صنع بك فقال ان كان ذلك يكون لمثلي فعلت فقبض محلم ثم أقام عوف بعده عاما فرآه في المنام فقال يا محلم ما صنعت وما صنع بكم قال وفينا أجورنا كلنا إلا خواص قد هلكوا في الشر الذي يشار اليهم بالأصابع والله قد وفيت أجر هرة ضلت في أهلي قبل وفاتي بليلة وأصبح عوف فغدا على امرأة محلم فلما دخل قالت له مرحبا من زائر ضيفا بعد محلم فقال عوف هل رأيت محلما بعد وفاته قالت نعم رأيته ونازعني ابنتي ليذهب بها معه فأخبرها عوف بالذي رأى وما ذكره من الهرة التي ضلت قالت لا علم لي بذلك خدمي أعلم بذلك فدعت خدمها فسألتهم عن الخبر فأخبروها إن هرة ضلت لهم قبل موته بليلة (أخبرنا) أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة عن إبراهيم بن العرر عن ابي الدنيا عن محمد بن الحسين عن سعيد بن خالد بن يزيد الانصار عن رجل من أهل البصرة ممن يحضر القبور قال حضرت قبرا ذات يوم فوضعت رأسي قريبا منه فاتتني امرأتان في منامي فقالت أحدهما يا عبد الله نشدتك الله إلا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورنا بها قال فاستيقظت فزعا فإذا بجنازة امرأة قد جئ بها فقلت القبر وراءكم فصرفتهم إلى ذلك القبر فلما كان الليل إذا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما جزاك الله عنا خيرا فلقد صرفت عنا
شرا طويلا قلت مابال صاحبتك لا تكلمني كما تكلميني قالت ان هذه ماتت عن غير وصية وحق لمن مات عن غير وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامه
(أخبرنا) ابو محمد عبد الله بن علي بن حماد عن أبي سعيد اسمعيل بن إبراهيم قال سمعت أبا اسحق الخواص بالشام يقول كان رجل يخدم داود الطائي ويكنى بأبي عبد الله فقال له ان مت فاغسلني ولا تخبر بي أحدا قال فلما أن مات رأيته في المنام على نجيب في هودج له أربع آلاف باب بستور مرخاة والريح تخفق فقلت يا داوود ادع اله أن يلحقني بك فقال احفظ عن ثلاثا داو قروح بطنك بالجوع واقطع مفاوز الدنيا بالاحزان وآئر حب الله تعالى على هواك ولا تبالي متى تلقی
(أخبرنا) أبو القاسم الحسين بن بكر بن هرون عن أبي محمد المرعشي عن أحمد بن محمد الحجاج قال تفقهت تفقهت للشافعي ولمالك ولأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وجميع من يوصل اليه ِ الفقه فاختلفت على أقاويلهم واختلافاتهم في المسائل فأحببت أن آخذ بأصح أقوالهم فسألت الله تعالى أن يريني النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فوقع في روعي انك سترى ليلة الجمعة فلما كان ليلة الجمعة في السحر وأنا قد فرغت من وردي وقد قعدت على طهر منتظرا المؤذن غلبتني عيناي فوقع في روعي ان النبي صلی الله عليه وسلم قادم علي فدخل رجل نجراني عليه طيلسان وثياب بيض فسل وجلس ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقبلت بين عينيه ورأيته على النعت الذي كان معي وعلى الصفة التي كانت معي ومعه جماعة من أصحابه فجلس بين يديه فسألته عن مسائل ثم انتهيت إلى ما كان في نفسي من الفقه فسألته عن مسألة فقال اني على ما يقول هذا وأومأً إلى الداخل قبله ثم سألته عن اخرى فقال على ما يقول هذا ثم سالته عن مسائل الاختلاف فكان يومئ بيده ويقول على ما يقول هذا فوقع في روعي أنه أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقلت يا رسول الله لقد ابتلې فيك فصبر فقال لي انظر ما فعل الله به ثم التفت الى فقال تصلي معنا الغداة فقلت يا رسول الله ما احوجني إلى ذلك فأقيمت الصلاة وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وهو يقول سلام عليكم ورحمة الله فسلمت عن يميني ثم انتبهت وأنا مستقبل القبلة (أخبرنا) الوليد بن أحمد عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن محمد بن يحيى الواسطي عن محمد بن الحسين عن يحيى بن بسطام الأصغر عن یحیی بن ميمون عن واصل مولی ابن عيينه عن رجل من بلحرث يقال له صالح البراد فال رأيت زرارة بن أوفى بعد موته في منامي فقلت يرحمك الله ما ذا قيل لك وماذا قلت فاعرض عني فقلت ما صنع الله بك فأقبل علي فقال تفضل على بجوده وكرمه قال قلت وأبو العلاء يزيد أآخو مطرف قال بخ بخ صار إلى رضوان الله عز وجل قلت وأخوه مطرف قال ذلك في الدرجات العلا قلت فأي الأعمال أنفع فيما عندكم قال التوكل وقصر الأمل
(أخبرنا) أبو اسحاق إبراهيم بن محمد ويحيى عن محمد بن إبراهيم العدوي عن أبي عمر وعبد الرحمن بن أبي وصافة عن أبي القاسم البزار قال قال علي بن الموفق حججت نيفا وخمسين حجة وجعلت ثوابها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ولا بوى وبقيت حجة واحدة قال فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم فقلت اللهم ان كان في هؤلاء واحد لم تتقبل حجه فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له قال فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام فقال يا علي بن الموفق أعلى تتسخي قد غفرت لأهل الموق ومثلهم معهم وأضعاف ذلك وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقو ى وأهل المغفرة
– ومن رأى آنه أصاب سمكة طرية أو سمكتين فإنه يصيب امرأة وامرأتين فإن رأى أنه أصاب في بطن السمكة لؤلوة أو لؤلوؤتين فإنه يصيب منها ولدا غلاما أو غلامين فإن أصاب في بطنها شحما فإنه يصيب منها مالا وخيرا وكذا لحم السمكة وإذا كثر السمك كان أموالا فإن رأى أنه أصاب سمكا مالحا يأكله بعد أن يصير في يده يملكه فإنه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم أو سبب مملوك ويغتم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه وكذا صغار السمك المالح وكباره لاخير فيه وربما خالفت طبيعة الانسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب مالا وخيرا إذا كان السمك كبارا وقد كان السمك الذي قال فيه موسى لفتاه آتنا غداءنا مالحا كبيرا فدخل على موسى من الهم ما دخل فان راى سمكة حية تنقلب في موضع مجهول فإن كانت السمكة من جوهر النساء أو الخدم فلعل خادما أو مثلها تقلب في منكر من أمرها من دنياها ودينها ولو رأى سمكة خرجت من احليله فإنه يولد جارية ولو رأى أن السمكة خرجت من فمه فإنه يتكلم بكلام يحار في أمره وأما أكل السمك الطري فإنه غنيمة وخير لأنه من الصيد وأما التمساح فإنه عدو مكابر لص لا يأمنه عدو ولا صديق بمنزلة السبع وكذلك كل ذي ناب فان رأى ان التمساح جره الى الماء وقضى عليه الموت في الماء فان موته يكون على يدي انسان عدو ولعله يكون شهيدا ولو أصاب من لحم التمساح أو من دمه أو من جلده أو من بعض اعضائه فانه يصيب من مال ذلك العدو
– ومن رأى أنه راكب حمار وحش يصرفه حيث شاء ويطيعه فان ذلك راكب معصية وهو مفارق لرأي جماعة المسلمين في دينه وفي رأيه وهواه فإن لم يكن الحمار ذلولا ورأى أنه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما يشبه ذلك فانه يصيبه شدة في أمره وخوف شدید فان رأى أنه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزله فإنه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه فان رأى أنه أدخل بيته شيئا من ذلك وضمیره أنه اصطاده وهو یریده للطعام فانه تدخل عليه غنيمة وخير وذكور الوحش في التأويل رجال واناثهم نساء وألبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها إلا لبن حمارة الوحش فإن من يشرب من ألبانها يصيب نسكا في دينه وصلاحا فيه ومن تحول حمار وحش فإنه يفارق رأى جماعة المسلمين ويعتزلهم وكذلك لو تحول شيئا من الوحش إلا أن يرى أنه تحول ظبيا فإنه يصيب لذاذة من النساء ومن أصاب ظبيا أصاب جارية حسناء فإن ذبح ظبيا افتض جارية عذراء ولو أصاب من جلودها أو شعورها فإنه مال من قبل النساء فإن رأى آنه قتل ظبيا ومات في يده فإنه يصييه هم وحزن من قبل النساء فإن رأى آنه رمى ظبيا أو بقرة لغير الصيد فإنه يقذف امرأة كذلك فإن رماه للصيد غنيمة وان فاته الصيد فإنه يطلب غنيمة وتفوته كذلك فإن رأى أنه أصاب خشفا فإنه يصيب ولدا من جارية حسناء وكذلك لو أصاب عجلا من بقر الوحش مجهولا فإنه يصيب ولدا وربما كان غلاما والتيس رجل ضخم في دينه عظيم الشأن فوق الكبش وغيره
– ومن رأى أنه أكل لحم ماعز فإنه يشتكي يسيرا ثم يبرا
– ومن رأى أنه ذبح جديا لغير اللحم فإنه يموت له أو لأهله ولد فإن كان ذبحه ليأكل من لحمه فانه يصيب مالا قليلا نزرا وكذلك لحوم صغار المعز والضأن في التأويل خير قليل ان رأى ذلك اللحم سمينا فإن الخير يكون كثيرا
– ومن رأى آنه يأكل لحم جدي أصاب خيرا قليلا من صبي وليس يجري صغار المعز والضأن مجری کبارها فان رأی آنه یأکل لبن شاة فانه تطول حیاته ویصیب ما لم یکن یرجوه فوق التمني وكذلك لو رأى أنه يأكل رأس بقرة أو ثور أو إنسان أو غير ذلك إلا ما يتفاضل بعضها على بعض ورأس الانسان افضل في عرض الدنيا فان رأى أنه تحول شاة فإنه يصيب في تلك السنة خيرا فإن رأى أنه يأكل أكارع الشاة فإنه يصيب مالا وخيرا بقدر ذلك وسمن الغنم مال وخصب لمن يصيبه وفيه نصب بقدر ما نالت النار منه وشحم الغنم مال كثير لمن يصيبه والشحم خير من السمن وكبد الشاة مال مدفون يصيبه من اصاب منها شيئا أو أكلها نيئة أو مشوية أو مطبوخة وكذلك الأكباد من كل الحيوان مال مدفون إلا أن أفضلها وأكثرها كبد الانسان وكذلك القلب من كل شئ مال مدخور لمن يصيبه أو يملكه وأما المصران من كل الحيوان إذا كانت مع البطون فهي تجري مجراها في التأويل فإذا انفردت المصران عن البطون فإنها لمن يصيبها أو يملكها أو يأكلها أن ينال من ذي قراباته خيا ومنفعة
– ومن رأى آنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض فإن رأى أنه أصاب من لحومها من غير أن يأكله فإنه يصيب مالا من سبب ما تنسب تلك الابل اليه في التأويل
– ومن رأى أنه ملك حمارا أو حميرا أو أدخلها إلى منزله وارتبطها أو اتخذها فإن الله عز وجل يسوق اليه خيرا وينجوا من هم فإن كانت الحمر موقرة كان الخير أكثر وأفضل كل ذلك إذا كان الحمار ذلولا مطواعا والحمارة تجري مجرى الحمار فإن رأى أنه ذبح حمارة ليأكل لحمها فإنه يجد مالا وسعة كذلك لو رأی آنه آکله فان لم ینو عند ذبحه یاه انه یأکله فانه یفسد على نفسه معيشته ولو رأى أنه صرع عن حماره فإن يفتقر فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره فإنه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه فإن رأى أنه نزل عنه نزولا يضمر العود اليه فانه ينفق ماله حتى يأتي على آخره فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العود اليه فان الامر الذي هو طالبه لا يتم فإن رأى أنه يشرب من لبن أتان فإانه يمرض مرضا شديدا ثم يبرا والبغلة امرأة عاقر إذا كان عليها سرج أو إكاف أو برذعة أو شئ من مراكب النساء والبغل العري الذي لا يعرف له رب ولا هو ذلول فهو رجل صعب خبيث الحسب والطبيعة وركوب البغال فوق أثقالها لا بأس به إذا كان البغل ذلولا وراكبه متمكنا ولحم البغال وجلودها مال وان رأى أنه يشرب لبن بغلة فانه يصيبه هول وعسر بقدر ما شرب منه فان رأى أن بغلته تنوح فإن رجاءه في زيادة ماله من قبل امرأته فان وضعت البغلة فهو تصديق لذلك الرجاء وكذلك الفحل ان حمل ووضع فإن رأى أنه ركب دابة مقلوبة أو لبس ثوبا مقلوبا فإنه يأتي أمرا من غير أن يعلم فان رای آنه رديف رجل على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى الأمر الذي يصل اليه تأويل الفرس في دين أو دنيا ويكون تأويل الرديف لذلك الرجل تبعا أو خليفة وربما كان ذلك يسعى بجد صاحبه الذي يتقدمه
– و من رأى آنه أجج نارا ليطبخ قدرا فيها طعام فإنه يثير أمرا يصيب به منفعة من قيم أهل بیت فان لم يكن فى القدر طعام فانه يهيج رجلا هو قيم أهل بيت بكلام و يحمله على أمر مكروه فان رأى أن النار أحرقت بعض أعضائه فإانه يصيبه ضر بقدر الحرق إذا ما احترق بعض الثوب
أو بعض الأعضاء فإن كان جميع الثوب و جميع جسده فإنه يصيب مصيبة فيما ينسب إليه فى التأويل أو فى بعض نفسه أو فيمن يعز عليه فإن للنار لهب أو لسان فإن ذلك الضر الذى يصيبه على یدی سلطان أو فى حرب فإن لم يكن لها لهب فإن ذلك يكون فى أمراض و طاعون و برسام و لو رأى أنه أصاب نارا فى وعاء أو أحرزها فإنه مال حرام فإن رأى بيده شعلة نار فانه يصيب شعبة من سلطان فإن كان لها لهب أو دخان كان فى سلطانه ذلك حرب و هول و الله سبحانه و تعالى الموفق للصواب .